عملية الرملة أسفرت عن إصابة 4 عسكريين إسرائيليين، بينهم ضابط بجروح خطيرة
أحدثها قرب الرملة.. مقدسيون يثأرون لغزة بالقدس وخارجها
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تصاعدت العمليات التي نفذها فلسطينيون من القدس ضد الاحتلال في القدس المحتلة وخارجها، ردا على الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة، وتراوحت بين عمليات طعن ودعس وإطلاق نار.
كانت أولى تلك العمليات عملية الشهيد خالد المحتسب وأحدثها عملية المصاب محمد شهاب، التي أسفرت في مجموعها عن مقتل 10 مستوطنين وجنود، إضافة إلى عشرات المصابين.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول بدأ الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة استشهد فيها حتى اليوم 38 ألفا و664 فلسطينيا، وأصيب 89 ألفا و97 آخرون، وفق وزارة الصحة في غزة.
عملية الرملة
بعد ساعات من مجزرتي مواصي خان يونس ومخيم الشاطئ في قطاع غزة اللتين استشهد فيهما أكثر من 110 نازحين، نفذ الشاب المقدسي محمد غالب شهاب (27 عاما)، ظهر أمس الأحد، عمليتي دعس، قرب قاعدة عسكرية عند ما يسمى تقاطع "نير تسفي"، المقام على أراضي قرية "صرفند العمار" قرب مدينة الرملة شمال غربي القدس، ليُصيب 4 جنود إسرائيليين، بينهم اثنان جراحهما خطيرة أحدهما ضابط.
ووفق إعلام إسرائيلي، فإن المنفذ شهاب دعس جنودا عند محطة للحافلات قرب معسكر لجيش الاحتلال، ثم قاد مركبته ونفذ عملية دعس أخرى، لينهال عليه رصاص حرس الحدود الإسرائيلي، وسط ترجيحات إسرائيلية بأن الضابط المصاب بجروح خطيرة أصيب بنيران "صديقة".
وبعد العملية بنحو 3 ساعات، اقتحمت قوات الاحتلال منزل المنفذ في بلدة الرام شمالي القدس، وعاثت في إحدى غرفه خرابا، واحتجزت والديه وبعض أشقائه لفترة قصيرة، ومنعت الصحفيين من الوجود في محيط المنزل، وأبلغت العائلة بأن نجلها مصاب وما زال على قيد الحياة، دون أن تتلقى تفاصيل أخرى، كما اعتقلت خلال اقتحامها شابا، وأصابت طفلا عمره (15 عاما).
أغلقت السلطات الإسرائيلية بالإسمنت شقة سكنية في القدس الشرقية ودمرت أجزاء منها. وتقع الشقة في الطابق الأول من عمارة من 3 طوابق في حي بيت حنينا شمالي مدينة القدس الشرقية. والشقة مملوكة لعائلة خالد المحتسب الذي قتلته الشرطة في 12 أكتوبر/تشرين أول الماضي بعد إطلاق النار على أفراد شرطة بالقدس الشرقية.
الاحتلال أغلق بالإسمنت شقة عائلة الشهيد المحتسب المتهم بتنفيذ إطلاق النار في باب الساهرة يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي
عمليات الثأر
ومنذ انطلاق طوفان الأقصى، نفذ مقدسيون عمليات دعس وإطلاق نار في القدس والعمق الإسرائيلي، وقرب الأماكن الحيوية في المستوطنات، والتي استشهد فيها معظم المنفذين، واحتجزت جثامينهم.
أول تلك العمليات، كانت في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أطلق الطالب الجامعي المقدسي خالد المحتسب (21 عاما) النار على جنود وشرطة الاحتلال عند مركز شرطة البريد قرب باب الساهرة، أحد أبواب سور القدس، ليستشهد بعدها ويحتجز جثمانه حتى اليوم.
كما أغلق الاحتلال منزل عائلة المحتسب في بلدة بيت حنينا شمالي المدينة بالخرسانة في 16 أبريل/نيسان الماضي، رغم أن عمليته لم تسفر عن قتل أي من عناصر الاحتلال، وفق إعلان سلطات الاحتلال.
أما أقوى العمليات عام 2023، فكانت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني حين نفذ الشقيقان المقدسيان إبراهيم ومراد نمر من قرية صور باهر جنوبي القدس، عملية إطلاق نار في مستوطنة "راموت" شمالي القدس، أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين.
تبعت عملية الشقيقين نمر، عملية إطلاق نار أخرى، كانت الأقرب مكانيا إلى قطاع غزة، وذلك في مستوطنة "كريات ملاخي" شمال شرقي القطاع، نفذها المقدسي فادي جمجوم (41 عاما) من مخيم شعفاط شمال شرقي القدس، في 16 فبراير/شباط الماضي، أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، واستشهاد المنفذ الذي ما زال جثمانه محتجزا، وعوقبت أسرته بتفجير منزلها في التاسع من مايو/أيار الماضي.
وفي الشهر ذاته، وتحديدا يوم 29 فبراير/شباط، نفذ الشاب المقدسي محمد يوسف مناصرة (31 عاما) من مخيم قلنديا شمالي القدس، عملية إطلاق نار عند مدخل مستوطنة "عيلي" جنوبي مدينة نابلس، أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، واستشهاد مناصرة، وما زال الاحتلال يحتجز جثمانه، وسلّم عائلته قرارا بهدم منزلها.
عمليات الطعن
أما عن أبرز عمليات الطعن، التي نفذ معظمها قاصرون مقدسيون، فقد أعدمت قوات الاحتلال في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الفتى آدم أبو الهوى (17 عاما) من قرية الطور، واحتجزت جثمانه، وذلك بعد مزاعم بتنفيذه عملية طعن في القدس المحتلة، أصابت شرطيا بجروح خطيرة.
وبعدها بأيام أعدمت قوات الاحتلال الفتى محمد فروخ (16 عاما)، من قرية العيساوية، بزعم تنفيذه عملية طعن عند مركز شرطة البريد في شارع الرشيد قرب باب الساهرة، وذلك في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث قتلت في الحادث مجندة إسرائيلية، وقال شهود عيان حينها إنها قتلت بنيران جنود الاحتلال الذين استهدفوا الفتى فروخ.
وفي نهاية العام الماضي استشهد الرياضي أحمد أديب عليان (23 عاما)، من بلدة جبل المكبر، ويحتجز جثمانه منذ 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد تنفيذه عملية طعن عند حاجز "مزموريا" بين بيت لحم والقدس، أصابت جنديين اثنين بينهما مجندة بجروح خطيرة. علما أنه ابن عم الشهيد بهاء عليان الذي نفذ عملية في القدس عام 2015.
وإضافة إلى العمليات التي نفذها مقدسيون، شهد حاجز النفق المؤدي إلى المدينة من جهتها الجنوبية في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عملية إطلاق نار نفذها 3 فلسطينيين من سكان الخليل هم: عبد القادر عبد الله القواسمي (26 عاما)، نصر الله عبد العفو القواسمي (18 عاما)، حسن مأمون قفيشة (28 عاما)، وأدت إلى استشهادهم ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 7 آخرين.
وعلى أرض المدينة أعدمت شرطة الاحتلال السائح التركي حسن ساكلانان بزعم تنفيذه عملية طعن في 30 أبريل/نيسان الماضي أدت إلى إصابة جندي إسرائيلي.