المراء و الجدال :
ومعني المجادلة : أن يقصد الإنسان إفحام الغير ، و أن يعجزه و أن ينقصة ،
و يقلل من قيمته بأن يقدح في كلامة ، و ينسبه إلى أنه جاهل و قاصر الفكر
و أنه محدود المعرفة .
و ما تجادل قوم إلا و خرجوا من هذا الجدال و صدورهم قد أوغرت تجاة بعضهم
البعض ، فإذا جادلت مرأة زوجها أو جادل رجل زوجته أو جادل الجار جارة فلا بد
من الشقاق و النزاع فالجدال و المراء لا يأتيان بخير أبداً .
و هي آفة ابتلينا بها جميعاً صغيرنا و كبيرنا
ر جالنا و نسائنا مع أن هذة الكارثة أو هذة الأفة
حذرنا منها النبي صل الله عليه و سلام ، و بشر هؤلاء التاركين للمراء
في حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلام :
" من ترك الكذب و هو باطل بني له في ربض الجنه ، ومن ترك المراء " الجدال "
و هو محق بني الله له في وسط الجنة ، و من حسن خلقة بني الله له في أعلاها "
و لله سبحانه و تعالي اذا رضي عن قوم رزقهم العمل و منعهم الجدل ، و إذا سخط
عن قوم منع عنهم العمل ورزقهم الجدل .
قدم رجل إلي المدينه إسمه صبيغ في عهد عمر بن الخطاب
فأخذا يسئل عن متشابة القرآن فذهب الية عمر ليعاقبة
فقال له : من أنت ؟
قال : عبدالله صبيغ .
قال عمر : و أنا عبد الله عمر ! فضربة حتي دمي رأسة .
فقال : حسبك ياأمير المؤمنين ، قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي .
ثم نفاة الي البصرة .
قال الأمام مالك : المراء " الجدل " في العلم يقسي القلوب ، و يورث الضغن
علاج المراء و الجدال :
يكون في أن يحاول الإنسان أن يبعد نفسة عن الكبر ، لأن الكبر و الغرور و العجب
هو الذي يجعل الإنسان يماري و يجادل الأخرين ، لأنه لا يقبل رأي الأخرين لذالك
يريد أن يقلل من شأن الأخر. و من ترك المراء و هو محق بناء الله له بيت في الجنة
لماذا ؟ لأن الجدال و المراء محبب إلى النفس البشرية
نقول دائما : أن من ثمار المعصية معصية بعدها ، ومن ثمار السيئة سيئة بعدها
فنحن عندما نماري أحداً و لا نستطيع أن نغلبة عندئذ يأتي الشيطان ليشجعنا على أن نغتابة
و نذكره بالسؤ ، لأننا قد خسرنا جوله المراء أو الجدال معه ، فنعوض هذة الخسارة
بأن ننتقص من قدره و أن نصغر منه ، و أن نغتابه و أن نظهر الخلل الذي هو فية
فارتكبنا مصيبة الغيبه بعدما ارتكبنا كارثة الجدال و المراء .
وروي أن أبا حنيفة قال لداود الطائي : لم آثرت الأنزواء ؟
قال : لأجاهذ نفسي بترك الجدال
فقال : احضر المجالس و استمع ما يقال و لا تتكلم
قال داود : ففعلت فما رأيت مجاهدة أشد علي منها
لأن من سمع الخطاء من غيرة و هو قادر على كشفه يعسر عليه الصبر عند ذالك جداً .
للد كتور . عمر عبد الكافي
من كتاب : أمسك عليك لسانك