منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟    كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024, 6:28 pm

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Ahmed-yassin-ISMAIL2-1722433122
إسماعيل هنية (يمين) والشيخ أحمد ياسين


كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟
صباح اليوم الأربعاء، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية. وقالت الحركة، في بيان رسمي، إن الاغتيال جاء على إثر "غارة صهيونية غادرة" على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.


لم يكن هذا الاغتيال أمرا طارئا ومستحدثا في السياسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بل له إرث طويل وجذور ضاربة في العقلية الإسرائيلية، فاستهدف سابقا قادة حماس، كاغتيال الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأحمد الجعبري وصالح العاروري ومحمد الزواري وغيرهم، ومحاولتهم المتكررة لاستهداف واغتيال محمد الضيف. كما طالت هذه الاغتيالات من تعتبرهم إسرائيل خطرا على أمنها، في مناطق جغرافية وأزمنة مختلفة، منذ نشأتها وحتى اليوم.


لكن تحليلا أكثرعمقا للأفكار والمبادئ التي يتحرك جيش الاحتلال وفقا لها بدعم من المجتمع الإسرائيلي، سيشير إلى أن هذه الممارسات تأتي بوصفها جزءا من إستراتيجية أوسع، تنظر للقادة، كما تنظر لمن هم أدنى منهم في "سلم الترتيب الاجتماعي" بوصفهم عبئا مستمرا على الاحتلال، وأنهم تذكير ممتد لـ"الخطيئة" التي خلّفوها بعد حرب النكبة واحتلال فلسطين عام 1948، أي بإبقاء بعض الفلسطينيين على ما تبقى من الأرض.




فالمقاطع المرئية التي انتشرت خلال الحرب الدائرة اليوم، من استهداف لمدنيين بشكل مباشر، والتي استخدمت في إدانة إسرائيل في محكمة العدل الدولية، تتشابه من حيث طريقتها وأسلوبها وتعمدها في اغتيال القادة. وعلى الرغم من أن تأثيرات اغتيال القادة أكبر، فإن الممارسات الإسرائيلية الممتدة على مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني تطرح سؤالا جديا حول الفوارق التي يشرعن عبرها جيش الاحتلال استهدافه لشخصية سياسية وعسكرية، في ظل استدعاء قادة جيش الاحتلال نصوصا ترد فيها مفاهيم الإبادة الجماعية التي لا تفرق بين قائد وفرد كما سيأتي لاحقا في التقرير.


فاغتيال هنية، وكما أنه يأتي في ظرف سياسي وعسكري معقد، يشن فيه جيش الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة لما يقرب من 10 أشهر، فإنه يؤدي وظيفة دعائية للداخل الإسرائيلي القائم على إبادة المعادين لهم، وعلى قدرتهم أيضا لإثبات "يدهم الطولى" القادرة على الوصول لأي مكان كما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكثر من مرة في ظل ما أسماه خبراء بانهيار جدار الردع الإسرائيلي إقليميا.


وبالعودة لشهرَيْ مايو/أيار ويونيو/حزيران 2009، نشرت مجلة "مومِنت" (Moment) اليهودية الأميركية حوارا مع الحاخام الصهيوني "مانيس فريدمان" حول الطريقة المثلى لتعامل اليهود بفلسطين المحتلة مع جيرانهم من العرب، وقد أتت إجابة "فريدمان" صريحة: "إنني لا أومن بالأخلاقيات الغربية، بمعنى أن عليك ألا تقتل المدنيين أو الأطفال، وألا تُدمِّر الأماكن المقدسة، وألا تقاتل في المناسبات الدينية، وألا تقصف المقابر، وألا تُطلق النار قبل أن يطلقها عليك الآخرون.. إن الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمِّر أماكنهم المقدسة، واقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم ومواشيهم". وقد علَّل "فريدمان" ذلك بأنه الرادع الوحيد والحقيقي للتخلُّص من ثبات الفلسطينيين ومقاومتهم المستمرة، وأن تلك هي قيم التوارة التي ستجعل الإسرائيليين "النور الذي يشع للأمم التي تعاني الهزيمة بسبب هذه الأخلاقيات (الغربية) المُدمِّرة التي اخترعها الإنسان".


بهذا الوصف، قدَّم "فريدمان" عقيدته في التعامل الأمثل مع الفلسطينيين الذين ينغِّصون هناء "الفردوس الإسرائيلي" على حد قوله، وهو في هذا لا يتَّبِع وجهة نظر شخصية ولا يتحدَّث من وحي أفكاره، وإنما يعتبر الأمر واجبا دينيا وتعليما توراتيا مقدسا لا ينبغي العدول عنه، كاشفا لنا بكل وضوح عن الموقف اليهودي من فلسطين وشعبها، والأساس النظري لكل أعمال الإبادة والإرهاب التي مارستها الصهيونية أثناء وجودها بفلسطين المحتلة. لأجل هذا، نحتاج إلى العودة قليلا إلى الوراء، لنرى جذور هذا الخطاب الإبادي وتلك النزعة التي تُشرعن أعمال القتل والإبادة والتهجير والتطهير العِرقي باسم الإله. فما هذه الجذور؟ وكيف بنت الصهيونية خطابها عليها؟ وإلام أفضى هذا البناء؟




تذكَّر عماليق!
في سياق الحرب التي تشنّها إسرائيل اليوم على قطاعِ غزّة، استدعى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة – في أحد خطاباته – نصًّا دينيًّا، قائلًا: "يجب أن تتذكّروا ما فعله عماليق بكم، كما يقول لنا كتابنا المقدّس. ونحن نتذكر ذلك بالفعل، ونحن نقاتل بجنودنا الشجعان وفرقنا الذين يقاتلون الآن في غزة وحولها وفي جميع المناطق الأخرى في إسرائيل.


هذا الاستدعاء لم يكن حديثا أيضا، ففي كتابه "الجريمة المقدسة"، ذكر الدكتور "عصام سخنيني"، أستاذ التاريخ السابق في جامعة "البترا" الأردنية، أن "خطاب الإبادة الصهيوني استخدم التوراة وأسفارها لشرعنة جرائمه وممارسته في فلسطين. ورغم التعارض الصارخ بين الصهيونية بوصفها حركة علمانية والتوراة بوصفها نصا دينيا، فقد استغلت الأولى الشريعة اليهودية حتى تتحقَّق لها أطماعها الاستعمارية في فلسطين"، بحسب وصفه.


ويرى "سخنيني" أن "فعل الإبادة الصهيوني" اتخذ من الرموز والأساطير الكتابية -أو التوراتية- "مرجعية له يستوحي منها ما فعل الأسلاف لتطبيقه على الواقع الراهن"،وهو ما يؤكده تصريح الأستاذ بجامعة حيفا "بيت هلحمي"؛إذ يرى أن إسرائيل تتعامل مع كتابها المقدس بوصفه مرجعا تاريخيا يجب تكرار أحداثه التاريخية. ووفق هذه الرواية فإن إبراهام -أو نبي الله إبراهيم- كان أول من عهد إليه "يهوه" (الإله التوراتي) بأرض فلسطين التاريخية، واختص بهذا العهد من ذريته إسحاق، ثم يعقوب -أو إسرائيل- لتكون هذه الأرض من بعده ملكا لبني إسرائيل بحق إلهي مقدس.


كما يشرح سفر التثنية بوضوح الإستراتيجية الحربية الواجب اتباعها عند دخول البلدان، حيث يقول: "حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفُتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك، وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها. وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب".


انطلاقا من هذا التأصيل الكتابي، يرى الدكتور "رشاد الشامي"، الباحث المخضرم في الشؤون العبرية، أن هذه القوانين الكتابية "هي التي يتسلمها القادة الإسرائيليون كمصدر وحي، وكشريعة مقدسة لاستئناف البعث الإسرائيلي في فلسطين، على أساس أن كل جريمة تصبح شرعية وقانونية من أجل تحقيق وعد الرب". وبمزيد من التأمل في هذا التأصيل الكتابي، سنجد في سفر يشوع بأن "يشوع" عند اقتحامه أرض كنعان -فلسطين التاريخية- مع جيشه من بني إسرائيل، لم يُبقوا عِرقا ينبض بالحياة في كل المدن التي اقتحموها. فبعد أن أخذوا أريحا "حرَّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، بحد السيف.. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها". والتحريم هنا معناه الإبادة، وكذلك فعلوا بـ "عاي" التي يحكي النص أن "يشوع" أحرقها "وجعلها تلا أبديا خرابا".




بعيدا عن المذكور بالنص الكتابي وادعائه على نبي الله "يشوع بن نون" هذه المجازر، فإن بموجب هذا السِّفر وغيره، يرى "سخنيني" أن شخصية "يشوع" التوراتية، بما نُسِبَ إليها من جرائم إبادة واستئصال للآخر، تبدو الشخصية التوراتية الأبرز لقادة المشروع الصهيوني ومحل إعجابهم الأول، حتى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول "ديفيد بن جوريون" صرَّح يوما أنه "لا بد من وجود استمرارية من يشوع بن نون إلى جيش الدفاع الإسرائيلي".


لم تقتصر تلك العقيدة الاستئصالية المدعومة بالأساطير الدينية على القرارات السياسية والعسكرية فحسب، بل امتدت عبر عقود الاحتلال إلى صلب المؤسسة التعليمية ذاتها، حتى إن أستاذ علم النفس بجامعة تل أبيب "جورج تمارين" أجرى دراسة استقصائية على نحو ألف طالب وطالبة من المدارس الثانوية في إسرائيل، لرصد تأثير أفعال الإبادة المنسوبة إلى "يشوع" في تفكيرهم، فوجد أن نحو 80% من الطلاب وافقوا على صِحَّة ما هو منسوب إلى "يشوع" في أريحا ومكيدة، بينما رأى 38% منهم أن على الجيش الإسرائيلي تكرار الإبادة نفسها بالقرى العربية التي يدخلها.


إلى جانب رمزية أرض كنعان وفلسطين التاريخية، يرى "سخنيني" أن ثمة رمزية أخرى أكثر شيوعا في الفكر الإبادي الصهيوني، وهي أسطورة "عماليق" التي تتردَّد كثيرا على ألسنة الصهاينة وأقلامهم، وتُقدِّم نموذجا لما ينبغي التعامل به مع العرب الفلسطينيين. بيد أن ما يجعل قصة "عماليق" أسطورة هو افتقاد الرواية التوراتية لأي سند تاريخي سواها، حتى إنها تتعارض أحيانا في نسبة هؤلاء العماليق؛ مرة إلى زمن نبي الله "إبراهيم"، ومرة إلى زمن حفيده "عيسو بن إسحاق"، الذي هو أبو المدعو "عماليق" نفسه.


تذكر القصة أن قوم عماليق سكنوا شبه جزيرة سيناء وجزءا من أرض كنعان (فلسطين اليوم)، فأكثروا حرب أنبياء بني إسرائيل حتى أمر "يهوه" النبي "موسى" باجتثاث ذكرهم من على الأرض،ومحاربتهم جيلا بعد جيل، فأتى الأمر بعد ذلك إلى النبي "صموائيل" بإبادة قوم عماليق ودوابهم وكل ما نبض بالحياة في بلادهم. وقد صارت صورة "عماليق" المطلوب إبادتهم "نموذجا كلاسيكيا للآخر المغاير"، وهو ما يؤكده "جيرالد كرومر"، أستاذ علم الجريمة بجامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، حيث يقول إن "عماليق" صاروا تمثيلا لذروة الشر في التقاليد اليهودية، ولأجل هذا استخدم الحاخامات وغيرهم من العوام مصطلح "عماليق" للتعبير عن الشعوب التي تُهدِّد الوجود اليهودي.


وقد وصف بعض الإسرائيليين بالفعل أعداء الكيان الصهيوني بهذا الوصف، مثل مفتي القدس، والرئيس المصري الأسبق "جمال عبد الناصر"، ونظيره العراقي "صدام حسين"، وحتى الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات". ولذا تأسَّست منظمة صهيونية باسم "مراقبة القاتل" للتحرِّي عن أماكن المقاومين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة بهدف إبادتهم، ورفعت المنظمة شعار: "تذكَّر عماليق".


تلك السردية التي تشرح لنا رؤية الصهيونية للآخر المغاير -والفلسطيني على وجه الخصوص- تهدف دائما إلى أن تُذيقه مصير "عماليق" بأن يُمحى ذكرهم من تحت السماء، حتى إن حاخام جامعة "بار إيلان" "يسرائيل هس" أعلن بوضوح أنه لا ينبغي التساهل أو الرحمة مع "عماليق" هذا العصر (الفلسطينيين)، فيجب قتلهم حتى الأطفال الرُّضَّع منهم، وهو الرأي نفسه الذي أعلنه رئيس مجلس المستوطنات بالضفة "بنزي ليبرمان" الذي اعتبر الفلسطينيين "عماليق" من الواجب تدميرهم.




أرض بلا شعب لشعب بلا أرض
في كتابه "الجذور الاجتماعية للنكبة"، يُبرز الدكتور والباحث "أكرم حجازي" العديد من الدعايات الصهيونية التي خلعت شرعية زائفة على مشروعها الاستيطاني بفلسطين، ومن ضمن هذه الدعايات الزائفة ما روَّج له قادة الصهيونية الأوائل "ثيودور هِرتزل" و"إسرائيل زانجويل" وغيرهما من أن أرض فلسطين هي أرض بلا شعب لشعب بلا أرض. وفي هذا السياق يقول "عصام سخنيني" إننا لو أردنا تكثيف المشروع الصهيوني في جملة واحدة لكانت دعواه بأنه يُعيد اليهود المُشتَّتين في شتى بقاع الأرض إلى أرض ملكوها وتوارثوها عن الأجداد، فتلك السردية تحمل المكونات التاريخية الثلاثة للخطاب الصهيوني منذ نشأته، والمتمثلة في الشتات ومعاناة الشعب اليهودي التاريخية وفُرقَته في مختلف البلاد، والأرض التي وعدهم بها الكتاب وأورثهم إياها، والعودة التي هي إرادة سماوية واجبة الحدوث.


لكن هذه السردية لم تكن لتكتمل إلا إذا كانت تلك الأرض الموروثة خالية من البشر، ولذا كان على قادة المشروع الصهيوني تحويل فلسطين إلى أرض فارغة بالفعل حتى يتحقَّق لهم الوعد المزعوم. ولأجل هذا كتب "ثيودور هِرتزل" في مذكراته عام 1895 الخطة الأولى لإفراغ الأرض، التي ارتكزت على إستراتيجيتين: الأولى هي الاستحواذ على أراضي الأثرياء بدفع مبالغ طائلة لا يمكن رفضها، والثانية تشجيع الفقراء للارتحال إلى الدول المجاورة من أجل فرص عمل أفضل بأجور أعلى، على أن يُمنعوا من العمل في فلسطين مع التضييق عليهم تماما.


علاوة على مشروع "هرتزل"، أتى مشروع قائد صهيوني آخر هو "آرثر روبين"،الذي أعلن عام 1914 عن إستراتيجية جديدة تتمثَّل في شراء أراضٍ بحمص وحلب وبيعها بأسعار زهيدة إلى الفلسطينيين بعد إغرائهم أو اضطرارهم للهجرة، وهي الفكرة ذاتها التي اقترحها "فليكس واربرغ" رئيس اللجنة الإدارية بالوكالة اليهودية، حيث كتب إلى السير "جون تشانسلور"، المندوب السامي البريطاني بفلسطين، في نوفمبر/تشرين الثاني 1930 واقترح عليه ترحيل عرب فلسطين إلى شرق الأردن ومساعدة الصهاينة في شراء أرضٍ أردنية أفضل حالا وأكثر إغراء للفلاحين الفلسطينيين.


بصرف النظر عن نتيجة المشاريع الثلاثة التي فشلت فشلا ذريعا في تفريغ فلسطين من أهلها، فإن ما يلفت النظر هو أن فكرة التهجير الفلسطيني كانت الهدف الأول للمشروع الاستيطاني الصهيوني، أما إن فشلت تلك الخطط "السِّلمية"، فإن فشلها لم يعنِ لقادة الصهيونية سوى التوجُّه إلى الخطط التي يحبها أعداء عماليق: التهجير القسري والإبادة. ونجد هذه الإستراتيجية واضحة جلية في مقولة "بن غوريون" عام 1937: "إنني أدعم الترحيل بالإكراه ولا أرى فيه أي شيء غير أخلاقي"،ونجده واقعا ملموسا في أحداث النكبة التي كانت التمثيل النموذجي لكل مصطلحات إبادة الفلسطينيين وإخفائهم من الوجود.




الإبادة
في خضم السجال البحثي حول النكبة، نرى تباينا في الآراء حول ما إذا كانت النكبة تستحق وصف "الإبادة الجماعية" (Genocide) أم لا. ففي حين رأى "ساري حنفي"، الأستاذ بالجامعة الأميركية في بيروت، أن الوصف الأمثل للنكبة هو "إبادة المكان"؛ كونها جعلت الارتحال الاختياري واقعا إجباريا لا بد منه، يرى "مارتن شو"، المتخصص البريطاني بدراسات الإبادة الجماعية، أن النكبة إبادة جماعية بالفعل. ويُبرِّر "سخنيني" ذلك بقوله إن الأرض هي الحياة، أو على الأقل أمر ضروري للحياة؛ ولذا فإن الصراع على الأرض كثيرا ما يكون صراعا على الحياة، ولا يعني ذلك أن جميع أفراد المجموعة المستهدفة بالإبادة قد فقدوا حياتهم بالمعنى الحرفي، لكنه يعني أن قتل جزء منهم، مع ما تُخلِّفه عملية القتل من رعب نفسي وتهجير وتشريد في صفوف البقية، كافٍ لكي نعتبر ما جرى إبادة جماعية كاملة.


بالنظر إلى ما أحدثته النكبة -المؤسسة على عقيدة يهودية خالصة- سنجد أنها عمدت إلى صنفين من التدمير الشامل اللذين أنتجا فعل الإبادة: الأول تدمير المكان، ونلاحظه بوضوح في دراسة الباحث "وليد الخالدي" عن القرى التي دُمِّرت في النكبة؛ حيث دُمِّرَت 418 قرية تدميرا مريعا، وهو رقم ضخم يُمثِّل نصف عدد القرى الفلسطينية تقريبا. ووجد فريق البحث نفسه أن 292 قرية منها دُمِّرت تدميرا شاملا جعلها والتراب سواء، بينما واجهت 90 قرية أخرى تدميرا واسع النطاق لم يُبقِ إلا على ثلة من منازلها، في حين نجت ثماني قرى بأغلب بيوتها من الدمار، واستُوطِنَت سبع قرى أخريات من قِبَل الصهاينة.


أما النوع الثاني من الإبادة فتمثَّل في واحدة من أبشع جرائم الحروب على مرِّ التاريخ، وهي المذابح الجماعية التي ارتكبتها عصابات "الهاجاناه" الصهيونية في حق الفلسطينيين العُزَّل، وذكر "أرييه يتسحاقي"، المؤرخ العسكري الإسرائيلي، أن القوات اليهودية ارتكبت في عام واحد فقط بين عامي 1948 و1949، نحو عشر مذابح كبرى راح ضحية كلٍّ منها أكثر من 50 شخصا، بالإضافة إلى 100 مذبحة أصغر من ذلك.


امتلأت الكتابات التاريخية العربية بذكر تفصيلي لهذه المذابح بما ينوء المجال بذكره ويطول تفصيله، لكن ما اتفقت عليه العديد من المصادر العربية أن الإحصاءات تفوق ما ذكره "يتسحاقي" بكثير، فنجد مثلا في "الموسوعة الفلسطينية" أن مذبحة دير ياسين وحدها، التي حدثت في إبريل/نيسان 1948، أودت بأرواح 250 فلسطينيا معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال في "تحريم" يهودي حقيقي ومعاصر للبلدة بما فيها.


وتكرَّر الأمر نفسه في عشرات، بل مئات، القرى الفلسطينية، وهو ما أكَّده "يتسحاقي" حين ذكر أن أغلب القرى الفلسطينية تعرَّضت لشكل من أشكال المذابح، حتى إن مؤرخا إسرائيليا آخر مثل "أوري ميلشتاين" يؤكد أن كل معركة من معارك العام 1948 كانت تنتهي بمذبحة.  ويذكر "سخنيني" العديد والعديد من المجازر التي حدثت بعدما رفع أهل القرية الرايات البيضاء وأعلنوا استسلامهم، بل ومنها ما حدث بعدما قدَّم القرويون الطعام والماء للعصابات الصهيونية اتقاء لشرورهم.


نتيجة لهذا كله، نتج عن الحرب العربية-الصهيونية الأولى وحدها تشريد نحو 750 ألف فلسطيني اقتُلِعوا من أرضهم كي تصير أرضهم بلا شعب وتوهب لشعب لم تكن له أرض. ويذكر "سخنيني" أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل شُيِّدت المستوطنات الإسرائيلية على طول خط الهدنة الحدودي بين الصهاينة والفلسطينيين المُرحَّلين، وأمرت السلطة الإسرائيلية باستكمال الإبادة لكل مَن تُسوِّل له نفسه عبور الحدود إلى الأرض المُفرَّغة لتوِّها فيما عُرِف حينها بقرار منع العودة الذي أعلنه الجنرال "يغال ألون"، وهو قرار أدى إلى قتل نحو 2700 إلى 5000 قتيل أغلبهم من المدنيين بين عامَيْ 1949-1956.


انتهت النكبة بتكامل تام لكل أبعاد الإبادة الجماعية، من تدمير للمكان وسلب نصف القرى الفلسطينية دفعة واحدة، مع مذابح بشرية راح ضحيتها نحو 13000 فلسطيني، وتفكيك للنسيج المجتمعي القائم، ومحو اسم فلسطين من الخرائط، وإنهاء أي إمكانية لتأسيس كيان سياسي فلسطيني، وترحيل سكان البلاد ومنعهم من العودة منعا إجراميا؛ ومن ثمَّ وضعت النكبة الفصل الأكبر والأبشع لسردية "عماليق" الواجب إبادتهم على يد "شعب الله المختار".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟    كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Emptyالخميس 01 أغسطس 2024, 8:57 am

أبرز عمليات الموساد في إيران


أثارت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ردود فعل واسعة إقليميا ودوليا، وسلطت الضوء على سلسلة الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، طالت علماء الطاقة الذرية والنووية وعسكريين بالإضافة إلى شخصيات أجنبية مهمة.


وبحسب وكالة فارس للأنباء، فإن عملية الاغتيال حدثت حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل بمحل إقامته في إحدى المساكن الخاصة بقدامى المحاربين شمالي العاصمة طهران، وذلك بعد مشاركة هنية في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد​​​​ مسعود بزشكيان، ولم يفصح الحرس الثوري عن تفاصيلها أو طريقة تنفيذها.


ونشر المرشد الإيراني علي خامنئي بيان تعزية باستشهاد إسماعيل هنية، واعتبر أن الحادثة تعد انتهاكا للأراضي الإيرانية وأن الانتقام له واجب إيران، وأكد أن "النظام الصهيوني المجرم والإرهابي بهذه العملية وفرّ الأرضية لعقابه بشكل حازم".


من جهته، أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن إيران تنعى شريكها في الأحزان والأفراح، رفيق درب المقاومة الدائم وقائد المقاومة الفلسطينية الشجاع، شهيد القدس الحاج إسماعيل هنية.


وأثار هذا الحادث ردود فعل دولية، وبينما أشار البيت الأبيض إلى معرفته بالتقارير المتعلقة باغتيال هنية، امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الحادثة، وتزامن ذلك مع تعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمسؤولين الحكوميين الإسرائيليين بعدم التعليق على الاغتيال.


ويلقي هذا الهجوم الضوء على تاريخ الاحتلال الإسرائيلي الإجرامي على الأراضي الإيرانية التي شهدت سلسلة طويلة من الاستهدافات والاغتيالات طالت علماء الطاقة الذرية والنووية وعسكريين بالإضافة إلى شخصيات أجنبية مهمة.






إذا جاء شخص لقتلك فانهض واقتله أولا
في كتابه الذي نشر عام 2018 "انهض واقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل" يقدم الكاتب رونين بيرغمان -وهو صحفي استقصائي إسرائيلي ومراسل كبير للشؤون العسكرية والاستخباراتية في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكبر صحيفة يومية في إسرائيل- رواية مفصلة عن تاريخ وإستراتيجية وتنفيذ الاغتيالات المستهدفة التي نفذتها إسرائيل حتى قبل إعلان قيامها عام 1948.


ويستند الكتاب إلى وثائق سرية للغاية وبحث أرشيفي وأكثر من ألف مقابلة أجراها مع مسؤولي الاستخبارات السابقين والحاليين.


وبحسب الكتاب، فإن عقيدة الاغتيالات الإسرائيلية هي مشتقة من مقولة تلمودية تنص على "إذا جاء شخص لقتلك، فانهض واقتله أولا" بحيث أصبح هذا المفهوم مبدأ توجيهيا لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية.


وبحسب بيرغمان، فإن مئير داغان الذي أصبح رئيسا للموساد عام 2002 بعد أن عينه رئيس الوزراء أرييل شارون لإعادة تنشيط الوكالة، رأى أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، فأعاد تنظيم الموساد لمعالجة هدفين رئيسيين: أولا، لمواجهة الدول المعادية التي تحاول الحصول على أسلحة نووية (مع التركيز بشكل خاص على إيران)، وثانيا، لمواجهة الفصائل المسلحة القادرة على مواجهة تل أبيب مثل حزب الله وحماس وفصائل أخرى.


وتم منح داغان موارد ودعما كبيرا لتنفيذ هذه المهمة، وقام بتفكيك هيكل الموساد السابق وأعاد تجميعه للتركيز بشكل مؤثر على المعلومات الاستخباراتية القابلة للتنفيذ والتي يمكن أن تؤدي إلى عمليات استباقية ووقائية مثل التخريب والكمائن والقتل المستهدف والاغتيالات، وكان هدفه تحويل الموساد إلى وكالة محاربة قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أعدائها خارج الحدود.


 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ 461667607-1722425026


تامير باردو.. العقل المدبر لاغتيال علماء إيران النوويين
ولقيادة العمليات ضد البرنامج النووي الإيراني عين داغان الضابط السابق في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تامير باردو نائبا له.


وفي مايو/أيار 2003، قدم باردو خطة شاملة وسرية للغاية إلى القيادة العليا للموساد، موضحا أن الإستراتيجية لوقف طموحات إيران النووية تكون من خلال مجموعة من التدابير المباشرة وغير المباشرة، وشملت:


 ضغوطا دبلوماسية قوية.
عقوبات اقتصادية.
دعم الأقليات وجماعات المعارضة ومساعدتها على التخريب داخل إيران.
تعطيل نقل المعدات والمواد الخام للبرنامج النووي.
العمليات السرية بما في ذلك تخريب المنشآت النووية واغتيال شخصيات مهمة في البرنامج النووي الإيراني.
وبناء على هذه الخطة أعد الموساد قائمة بأسماء 15 باحثا مهما كأهداف للاغتيالات، معظم هذه الأسماء كانت مسؤولة عن تطوير البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي الإيراني.


 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ 107207863-1722426450
تامير باردو قدم خطة شاملة وسرية للغاية بناء عليها أعد الموساد قائمة بأسماء 15 باحثا إيرانيا كأهداف للاغتيالات


التنفيذ
كان مسعود علي محمدي أول من اغتيل في 12 يناير/كانون الثاني 2010. قُتل أستاذ الفيزياء والمشارك في تطوير البرنامج النووي الإيراني بقنبلة تم التحكم فيها عن بعد زرعت على دراجة نارية بالقرب من منزله في طهران، انفجرت القنبلة أثناء مغادرته منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور.


وفي أعقاب ذلك، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010، اغتيل مؤسس الجمعية النووية الإيرانية مجيد شهرياري بقنبلة مغناطيسية مثبتة بسيارته بواسطة راكبي دراجات نارية في طهران.


قُتل شهرياري، وهو عالم نووي كُلّف بأحد أكبر المشاريع في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، على الفور عندما انفجرت القنبلة أثناء قيادته لسيارته، مما أدى أيضا إلى إصابة زوجته.






وفي اليوم نفسه، نجا رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني بأعجوبة من مصير مماثل، إذ تم تثبيت قنبلة مغناطيسية بسيارته، لكنه تمكن من القفز منها قبل أن تنفجر.


بعد ذلك، تم اغتيال طالب الدكتوراه في الهندسة الكهربائية داريوش رضائي نجاد، في 23 يوليو/تموز 2011، حيث أطلق عليه مسلحون يستقلون دراجات نارية النار عدة مرات خارج منزله في طهران بينما كان مع زوجته التي أصيبت أيضًا في الهجوم.


وفي 11 يناير/كانون الثاني 2012، قتل المهندس الكيميائي والمشرف في منشأة تخصيب اليورانيوم مصطفى أحمدي روشان، ومعه سائقه في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعها راكبو دراجات نارية على سيارته في شمال طهران، وسارعت السلطات الإيرانية في ذلك الوقت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل.






اغتيال العقل المدبر للبرنامج الصاروخي وعقيد فيلق القدس
لم تكتف إسرائيل باغتيال العلماء النوويين، بل استهدفت شخصيات عسكرية مرموقة في الأراضي الإيرانية، بهدف إضعاف القدرات الإستراتيجية والدفاعية لإيران، ومن أبرزها كانت عملية اغتيال حسن طهراني مقدم.


ولعب طهراني مقدم، الذي يُشار إليه غالبا بـ"أبو البرنامج الصاروخي الإيراني"، دورا محوريا في تطوير قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية.


وكان له دور فعال في تصميم أنظمة صواريخ سجيل وشهاب ويعد شخصية رئيسية في قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني. وعززت جهوده بشكل كبير تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية والردع الإستراتيجي.


وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وقع انفجار هائل في قاعدة "بيد غنه" العسكرية بالقرب من طهران، حيث كان هناك مقدم و17 عضوا من الحرس الثوري الإيراني.


وفي البداية، عزت المصادر الإيرانية الرسمية الانفجار إلى حادث وقع أثناء اختبار ذخائر جديدة. ومع ذلك، زعمت العديد من التقارير ومصادر الاستخبارات، بما في ذلك مقال في مجلة تايم نقلا عن مصدر استخباراتي غربي أن الموساد كان وراء الانفجار.


 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ 369-1722430008
حسن طهراني مقدم يُشار إليه غالبا بـ"أبو البرنامج الصاروخي الإيراني" 


الاغتيال الأكثر تعقيدا
تعتبر عملية اغتيال محسن فخري زاده، كبير العلماء النوويين في إيران، على يد الموساد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بالقرب من طهران، واحدة من أكثر العمليات تعقيدا التي قامت بها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية على الإطلاق.


وبحسب رواية صحيفة نيويورك تايمز، فقد تم استهداف زاده باستخدام مدفع رشاش تم التحكم فيه عن بعد، والذي تم تركيبه على شاحنة صغيرة، تم تشغيل السلاح من مسافة كبيرة، مما يضمن عدم وجود عملاء على الأرض أثناء التنفيذ.


واستخدمت إسرائيل في عملية الاغتيال تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدقة، كانت العملية تتويجا لأشهر -إن لم يكن سنوات- من المراقبة التفصيلية وجمع المعلومات الاستخبارية، درس عملاء الموساد روتين العالم الإيراني وتحركاته، كما تم تهريب السلاح المخصص إلى إيران في أجزاء ثم أعيد تجميعه.


وفي يوم الاغتيال، تعرض موكب فخري زاده لكمين على طريق ريفي بالقرب من طهران، وأطلق السلاح الآلي عدة طلقات، مما أدى إلى مقتله.


اغتيال حسن صياد
كما اغتيل العقيد حسن صياد خدايي، وهو شخصية عسكرية إيرانية بارزة، في 22 مايو/أيار 2022. وكان عضوا في فيلق القدس النخبوية، والذراع العملياتي للحرس الثوري الإيراني خارج الحدود الإقليمية.


قُتل خدايي بالرصاص خارج منزله في طهران من قبل مسلحين على دراجات نارية، وهي الطريقة المشابهة لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.


ألقى المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم قادة الحرس الثوري الإيراني، باللوم علنا على إسرائيل ووعدوا بالانتقام الشديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟    كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Emptyالخميس 01 أغسطس 2024, 8:58 am

أبرز 10 قادة في حماس اغتالتهم إسرائيل

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Info2_0
سياسة الاغتيالات استهدفت خلال العقود الثلاثة الماضية أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية بالحركة منذ تأسيسها عام 1987 لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟    كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Emptyالجمعة 02 أغسطس 2024, 6:43 am

من سنوار ونصر الله حتى بشار الأسد واردوغان .. الاغتيالات بديل نتانياهو عن الحروب
أراد الرئيس التركي اردوغان ان يعمل على تحفيز جيشه فقال ان الجيش القوي تدخل في كاراباخ وفي ليبيا ، ولو كانت إسرائيل تخشى قوة جيش تركيا لما فعلت ما فعلت بغزة .
وعلى الفور شرع العديد من الوزراء المقربين من نتانياهو الدعوة لاغتيال رجب اردوغان. ونشروا صورته الى جانب صورة الرئيس العراقي صدام حسين ما أوحى ضمنا الى دور إسرائيلي ما في اغتيال الرئيس العراقي .
اسرائيل اغتالت الزعيم ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين وأبو علي مصطفى والاديب غسان كنفاني والطبيب ثابت ثابت ومئات من العلماء القيادات والشعراء والأطباء والمبدعين وعلماء الاجتماع والأطفال ...
في مناسبات قبلها دعا وزراء إسرائيليون اخرون لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، ولاغتيال امين عام حزب الله حسن نصر الله .
اجتمع الكابينيت الإسرائيلي مساء الاحد وكلّف نتانياهو باختيار الهدف القادم في لبنان . وانتظر الجميع عدوانا جويا على اهداف لبنانية ، لكن هذا لم يحدث بسرعة رغم الترويج الإعلامي الأمريكي والإسرائيلي عن هجوم " موجع " من جانب إسرائيل .
نتانياهو لا يغامر بتعريض تل ابيب للقصف ، ولكنه يفضّل الأهداف البشرية سواء داخل لبنان او خارجها . فقد اغتال عماد مغنية في سورية ، وخطط مع ترامب لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد .
وفي غزة وعلى شكل اغتيال جماعي ، استشهد مؤخرا نحو ثلاثة الاف طفل ومدني خلال محاولة إسرائيل اغتيال محمد ضيف دون ان تعتذر إسرائيل عن الخسائر البشرية ودون ان يرمش جفن للطيارين الذين قصفوا مراكز الايواء بقنابل أمريكية ضخمة ، تماما كما لم يعتذر الطيارون الامريكيون من الضحايا اليابانيين في هيروشيما ونجازاكي .
اغتيال الرؤساء والزعماء والقادة ديدن الاحتلال الإسرائيلي ، ورثها عن الاب الروحي أمريكا . فأمريكا تعتبر ان اغتيالها لخصومها ابداع ويستحق الاحتفال . ولكن اذا حاولت أي جهة ممارسة اغتيال شخصية أمريكية فان الشجب والادانة تملأ الدنيا كلها.
التشجيع الأمريكي للاغتيالات متواصل بشرط ان لا يكون الهدف امريكيا او إسرائيليا .
والعجيب في هذه الدنيا ان شابا امريكيا حاول اغتيال الرئيس الأمريكي ترمب كما ان الرئيس كندي تم اغتياله . ومتطرف يهودي اغتال رئيس وزراء إسرائيل اسحق رابين عام قبل ثلاثين عاما .
إسرائيل تبحث عن هدف جديد للعدوان الجديد بشرط ان لا يؤدي الى حرب شاملة او الى حرب إقليمية . وعلى ما يبدو انها تبحث عن هدف بشري هذه المرة أيضا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟    كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Emptyالجمعة 02 أغسطس 2024, 10:41 am

لماذا لم تفلح 2700 عملية اغتيال إسرائيلية بوأد المقاومة؟
منذ تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وحتى عام 2018، نفَّذت أجهزتها الأمنية أكثر من 2700 عملية اغتيال، وظَّفت خلالها باقة متنوعة من الأدوات التقليدية وغير التقليدية، بداية من معجون الأسنان المسموم وحتى الطائرات بدون طيار والسيارات المفخخة، وفق الرصد الذي أجراه الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين بيرغمان وأصدره في كتابه الشهير "انهض واقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل".


وتتنوع أهداف الاغتيالات الإسرائيلية ما بين استهداف القادة العسكريين للتأثير على موازين الصراعات، واستهداف المهندسين والتقنيين لوأد محاولات التطور التقني والعسكري للخصوم وحرمانهم من كوادرهم، لكن نسبة معتبرة من الاغتيالات الإسرائيلية صُمِّمت لتحقيق أهداف سياسية في المقام الأول، ومن المؤكد أن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يقع ضمن هذه الفئة.


تأتي واقعة الاغتيال وسط ظرف إستراتيجي شديد السوء بالنسبة إلى إسرائيل، إذ كان السابع من أكتوبر وما بعده حدثا مفصليا هزَّ أركان دولة الاحتلال وضرب سمعة جيشها في مقتل، وفرض تحولات إستراتيجية ليس فقط في طبيعة الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، ولكن في البيئة السياسية والأمنية الإقليمية برُمتها. وداخليا، كسر الهجوم العديد من "التابوهات" الإسرائيلية العتيقة وأهمها "عقيدة الردع"، التي طالما قامت على فكرة أن تفوق إسرائيل العسكري الواضح على خصومها، واستخدامها المستمر للقوة الباطشة ضد الفلسطينيين، سوف يمنعان أي شكل من أشكال المقاومة أو التهديد يمكن أن يُمثِّل تحديا وجوديا لاستقرار الدولة العبرية وبقائها ورفاهية مواطنيها.


نسف طوفان الأقصى العديد من اعتقادات إسرائيل الراسخة حول نفسها، ثم جاءت الأحداث بعده لتنسف اعتقادات العالم الثابتة حولها، فعلى مدار قرابة 10 أشهر من حرب الإبادة القاسية ضد قطاع غزة، لم تنجح دولة الاحتلال في تحقيق شيء باستثناء قتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 90 ألفا آخرين، وهدم آلاف المباني، وتشريد وتجويع جميع أهل غزة عن بكرة أبيهم، ما أظهر وجهها القبيح أمام العالم وحشَد دعما عالميا للنضال الفلسطيني.


أما على المستوى الإستراتيجي، فقد كان حصاد إسرائيل هو الفشل على جميع الأصعدة حتى بالمعايير التي وضعتها دولة الاحتلال نفسها، فلم تنجح إسرائيل في استعادة أكثر من 4 أسرى أحياء في عملية معقدة مدعومة أميركيا، قتلت خلالها أكثر من 200 شهيد فلسطيني، فيما لا يزال هناك ما لا يقل عن 115 أسيرا في قبضة المقاومة.


كما فشلت حكومة الاحتلال وجيشها كذلك في منع غزة من تشكيل تهديد للأراضي المحتلة كما تعهَّدا في بداية الحرب، ولم تحقق إسرائيل هدفها في القضاء على حركة حماس، ولم تقترب من تحقيقه بأي معنى من المعاني.






أبعد من ذلك، أصبحت دولة الاحتلال الإسرائيلي محاصرة بالضربات على أكثر من جبهة، شمالا من حزب الله اللبناني وغيره من الفصائل، وجنوبا من جماعة أنصار الله الحوثي اليمنية التي تشن هجمات بالطائرات المسيّرة ضربت العمق الإسرائيلي على مقربة من السفارة الأميركية، وتستهدف السفن المتوجهة لإسرائيل، وتعطل حركة الملاحة في مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات المائية في العالم. علاوة على ذلك، ضُربت إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي بأول هجوم مباشر من الأراضي الإيرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة.


لم تعد إسرائيل قادرة على توقع الضربة التالية من حيث حجمها أو مصدرها أو حتى الجهة التي ستنفذها. في ضوء ذلك بات السؤال المطروح على مائدة صانع القرار الإسرائيلي هنا: ما الذي يمكن أن تحققه إسرائيل بالمزيد من العمليات العدائية في غزة؟ والجواب: المزيد مما حققته خلال الأشهر العشرة الماضية، القتل والتدمير والتشريد، وقطعا الفشل الإستراتيجي. باختصار، لقد فشلت إسرائيل عسكريا في غزة، وما من شيء بإمكانه تغيير هذه الحقيقة بعد كل هذا الوقت، وكان الحل الذي تفتَّقت عنه الأذهان هو البحث عن تحقيق نوع من الانتصار السياسي المغلف بطابع عسكري، وتُعَد الاغتيالات التي تُجيدها إسرائيل ميدانا مثاليا لتحقيق هذا النوع من الانتصارات.


فمن خلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينية في الخارج، أمثال صالح العروري وإسماعيل هنية، وقادة الفصائل المتحالفة مع إيران مثل القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، يمكن لحكومة الاحتلال أن تقدم لشعبها "نصرا رمزيا مؤقتا" يتسرب وسط سيل من الفشل، ومن خلال إثبات حضورها العسكري خارج حدودها وصولا إلى إيران نفسها، تبرهن إسرائيل على قدرتها على الفعل، وترمم بعضا من شتات ردعها المتآكل، وتنقل المعركة، ولو جزئيا، إلى الساحة الإقليمية الأوسع بعيدا عن مستنقع غزة الذي تغرق فيه حتى أذنيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟    كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ Emptyالجمعة 02 أغسطس 2024, 10:41 am

الاغتيالات الإسرائيلية.. بين النجاح التكتيكي والفشل الإستراتيجي
لطالما برعت إسرائيل في اغتيال خصومها البارزين، محوِّلة العالم إلى ساحة للقتل، هذه بصمة مميزة لا ينكرها أحد للموساد وأجهزة دولة الاحتلال الأمنية. وفي أحيان كثيرة، كانت الاغتيالات الإسرائيلية ذات دوافع انتقامية بالأساس، ومنها تلك العمليات التي استهدفت المفكرين والسياسيين من أمثال الفلسطيني غسان كنفاني والمصريين جمال حمدان وسلوى حبيب وغيرهم من المثقفين الذين تصدوا لإسرائيل بالفكر والقلم.


وفي أوقات أخرى، كانت الاغتيالات تسعى لحرمان خصوم إسرائيل من كوادرهم المهمين، كما في حالة علماء الذرة المصريين مصطفى مشرفة وسميرة موسى ويحيى المشد، لكن ما يمكن الجدال بشأنه حقا هو مدى فعالية تلك الاغتيالات التي ارتكبتها من أجل إضعاف خصومها إستراتيجيا، حيث تمتلك دولة الاحتلال سجلا يمكن التشكيك فيه بشدة في هذا الأمر.






إذا أخذنا حركة حماس مثالا، فيمكننا أن نحصي عشرات الاغتيالات في صفوف القادة السياسيين والعسكريين للحركة خلال العقود الثلاثة الماضية، بدءا من المهندس يحيى عياش عام 1996، ومرورا بصلاح شحادة عام 2002 وإبراهيم المقادمة عام 2003، ثم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين عام 2004 وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في العام نفسه. وتمتد القائمة لتشمل القيادي نزار ريان عام 2009، وأحمد الجعبري عام 2012، ورائد العطار ومحمد أبو شمالة عام 2014.


هذه الاغتيالات من المؤكد أنها أحدثت ارتباكا في صفوف الحركة لفترة من الوقت، لكن تأثيرها كان هامشيا جدا على المدى الطويل، فبعد أقل من عامين على اغتيال ياسين والرنتيسي مثلا، اكتسحت حركة حماس الانتخابات الديمقراطية الوحيدة التي أُجريت ذلك الحين، فيما لم تُفلح اغتيالات القادة والمهندسين العسكريين في منع التطور العسكري للحركة، وهو ما اختبرته إسرائيل بالتجربة الصعبة في السابع من أكتوبر.


الأمر نفسه ينطبق على حركة الجهاد الإسلامي التي اغتال الموساد مؤسسها فتحي الشقاقي عام 1995 في جزيرة مالطا، واستهدف عددا من كوادرها منذ ذلك الحين، ورغم ذلك فإن الحركة ما زالت حية، بل إنها حققت طفرة في حجمها وقوتها. وباستخدام المعيار ذاته للتنبؤ بما هو قادم، فلا نخطئ حين نقول إن سياسة الاغتيالات مهما كانت فعاليتها لا تغيّر كثيرا من الأوضاع الإستراتيجية، صحيح أن إسماعيل هنية قيادي مهم على المستويين العملي والرمزي، ومن المؤكد أن غيابه سيُسبب ارتباكا لفترة من الوقت، لكنه لا يلعب دورا واضحا في قيادة العمليات العسكرية بغزة، ما يعني أن الأوضاع الميدانية لن تشهد تغيرا كبيرا.


أبعد من ذلك، غالبا ما يُصنَّف هنية من قِبَل القوى العالمية والإقليمية بأنه "قائد أكثر اعتدالا ومرونة" مقارنة بقادة حماس في غزة، ولكن حتى إذا تجاوزنا هذا التصنيف "الغربي" بالأساس، فمن المؤكد أن القادة السياسيين غالبا ما يكونون أكثر انفتاحا على الحلول التفاوضية "الوسطى" بحكم مهمتهم، بعكس القادة العسكريين الذين يرغبون في "الحسم" من خلال المعارك، وهو ما يعني أنه إذا كانت إسرائيل تريد بحق التوصل إلى صفقة لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى، فإن إزاحة هنية عن المشهد يجعل هذا الهدف أبعد من أي وقت مضى.


بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن حادثة الاغتيال ستجعل المقاومة الفلسطينية أكثر عزما على الرد في ساحة المعركة، ومع وجود اغتيالات على الساحة اللبنانية أيضا فإن ذلك يضيف جبهة إضافية محتملة للرد، أما الجبهة الثالثة فستكون إيران التي تعرضت لنوع من "الإذلال الأمني"، لكون حادثة اغتيال هنية وقعت على أراضيها. وإذا استبعدنا أن تكون عملية اغتيال إسماعيل هنية تهدف إلى التأثير المباشر على ساحة المعركة في غزة، فيتعيَّن علينا البحث عن الأهداف الحقيقية والرسائل السياسية التي ربما تنطوي عليها هذه العملية وتداعياتها المحتملة على المشهد الأمني الأوسع في المنطقة.


رسائل نتنياهو السياسية
من المؤكد أن إحدى أهم رسائل هذه العملية موجَّهة لحركة حماس نفسها، وهي إعلان إسرائيلي واضح أن جميع قادة الحركة أهداف لنيرانها، وأن الأمر كله يتعلق بتحيُّن الفرصة والمكان المناسبين. لقد أكدت إسرائيل منذ فترة أنها وضعت هنية على رأس قائمة المستهدفين بالاغتيال، وها هي تنفذ تهديدها ومن قلب طهران، العاصمة الأكثر عداء لدولة الاحتلال في المنطقة.


وعلى نطاق أوسع، تعتقد إسرائيل أن اغتيال هنية قد يعطل الزخم السياسي الذي حصدته القضية الفلسطينية خلال الأشهر الماضية، عبر إقصاء قائد "كاريزمي" يُعتقد أنه بات يحظى بشعبية جيدة بوصفه ممثلا عن قضية بلاده، خاصة في دول ما يُعرف بـ"الجنوب العالمي"، ولا أدل على ذلك من الإدانات التي جلبها الحادث من القوى غير الغربية المهمة، بداية من الصين وروسيا، مرورا بتركيا، وصولا إلى ماليزيا والبرازيل. ويأتي الاغتيال بعد "اختراق" صيني برعاية اتفاق لإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية في وقت سابق من الشهر الماضي، وقبيل زيارة مرتقبة لهنية إلى تركيا بدعوة من أحزاب محلية كان من المُنتظر أن تتحول إلى كرنفال شعبي وسياسي لدعم القضية الفلسطينية.


 كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟ %D8%B4%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D9%84%D8%A7-1722431694
الشهيدان إسماعيل هنية مع المرافق وسيم أبو شعبان 


وبعيدا عن شخص هنية نفسه، يرغب نتنياهو عبر اغتيال هنية في خلق معضلة لحماس فيما يخص التفاوض حول صفقة الأسرى وإنهاء الحرب، ففي حال اختارت الحركة الانسحاب من المفاوضات احتجاجا، فإن بيبي يكون قد اكتسب "نقطة سياسية" بتحميل مسؤولية فشل المفاوضات للفلسطينيين، وتخلص من الضغوط المزعجة لإنهاء الحرب التي يرى أن مستقبله السياسي مرهون باستمرارها إلى الأبد. أما إذا اختارت الحركة استكمال التفاوض، فإن ذلك سيسمح له بالزعم أن "الضغط العسكري" يؤتي ثماره ويُجبر حماس على تقديم المزيد من التنازلات.


أبعد من حماس وفلسطين، تخلق حادثة اغتيال هنية معضلات لا تقل خطورة بالنسبة لإيران. إن إظهار طهران بمظهر العاجز عن حماية حليف بارز في قلب عاصمتها لا يثير فقط شكوكا حول تماسكها الأمني وقدرتها على التصدي للمخاطر الخارجية، لكنه يضرب "إسفينا" في علاقتها مع حلفائها ويشكك في صورتها بوصفها حليفا موثوقا، والأهم أنها تضع تحديا مبكرا على مائدة الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، المحسوب على المعسكر الإصلاحي، حول الطريقة التي سترد بها بلاده على الحادثة. وإذا اختارت إيران تنفيذ رد قوي أو واسع، فإن ذلك سيخلق توترات مبكرة للرئيس الجديد، ويعوق أي جهود محتملة للتقارب الإيراني الغربي الذي يُعَد منعه هدفا إستراتيجيًّا لنتنياهو.


تُعَد الولايات المتحدة أيضا أحد المستهدفين برسائل نتنياهو السياسية المخضبة بالدماء، بالنظر إلى أن الحادثة تأتي وسط الحملات الرئاسية الأميركية، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد. ومع انشغال الإدارة الأميركية بتداعيات انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، يأمل نتنياهو أن يحصل على الحد الأدنى من "التوبيخ السري" من الحليف الأميركي. في غضون ذلك، من المرجح أن تتحول الحادثة إلى مادة للنقاش السياسي في الولايات المتحدة خلال الموسم الانتخابي، وهو نقاش من المرجح أن يضر بحظوظ الديمقراطيين الذين سيتعرضون للتقريع من قواعدهم الانتخابية من السود والأقليات والمسلمين لعدم القيام بما يكفي لردع نتنياهو وحكومته، والابتزاز من جانب حلفاء إسرائيل الذين يرون أن الإدارة الديمقراطية لا تقدم لها ما يكفي من الدعم. في المقابل، سيكون النقاش مفيدا لصقور الجمهوريين الذين سيتنافسون في إظهار الدعم لإسرائيل، وفي مقدمتهم الرئيس السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، الحليف المقرب لنتنياهو.


النصر "الصوري" في مستنقع الهزيمة
يُجيد نتنياهو التلاعب بالسياسة الأميركية، ولا مثال على ذلك أقرب من خطابه في الكونغرس منذ أيام، الذي حشد خلاله كبار رجال واشنطن حوله في لوحة سياسية لمباركة الإبادة الدموية. لكن المفارقة أن الحال ليس كذلك بالنسبة له في إسرائيل، ففي أعقاب العودة من أميركا، استُقبل نتنياهو باحتجاجات شديدة يومي 29 و30 يوليو/تموز الماضي بعدما اقتحم متظاهرون محسوبون على اليمين المتطرف قاعدتين عسكريتين، بما في ذلك معتقل سدي تيمان، ردا على اعتقال عدة جنود إسرائيليين متهمين بتعذيب أسير فلسطيني بطرق غير آدمية.






أثارت الحادثة ذعرا كبيرا في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وعكست أزمة بين المجتمع وقيادته السياسية والعسكرية، خاصة أن التحرك جاء من حلفاء نتنياهو اليمينيين، وليس من خصومه الذين يتهمونه بالتلكؤ في صفقة الأسرى لخدمة مصالحه السياسية. أصبح نتنياهو محاصرا سياسيا بين المطرقة والسندان، بين حلفائه الذين لا يرونه حاسما بما يكفي مع الفلسطينيين، وبالأخص مع المقاومة، رغم كل القتل والدمار في غزة، وبين خصومه الذين يرون أنه مستعد للتضحية بالأسرى، وربما حرق البلاد بأسرها، من أجل البقاء في السلطة.


وإذا كان هناك ثمة أمر يتفق عليه هذان الطرفان في الوقت الراهن فهو أن إسرائيل "فشلت" و"هُزمت"، والسبب الرئيسي في ذلك هو نتنياهو. في مواجهة ذلك فإن أحوج ما يحتاج إليه رئيس الوزراء ومسؤولوه السياسيون العسكريون هو نصر -حتى ولو كان رمزيا- يعيد المياه إلى وجوههم. ويُمثِّل اغتيال هنية، وبدرجة أقل فؤاد شكر، حلا جزئيا لهذه المشكلة، ورغم أنه حل قادم من مستنقع الهزيمة، فإنه سيسمح لنتنياهو بالتبجح بقتل المسؤول السياسي الأبرز في حماس، بعد زهاء 300 يوم من الصفعات المتتالية القادمة من غزة.


سوف يسمح هذا "النصر الصوري" أيضا لأنصار اليمين الإسرائيلي أمثال الوزير المتطرف إيتمار بن غفير وزُمرته بالخروج على منصات التواصل وإلى الشوارع للتعبير عن ابتهاجهم بمقتل شكر أولا ثم هنية ثانيا. في المقابل، يدرك أهالي الأسرى الإسرائيليين والفئة الأوسع من مواطنيها أن نتنياهو ربما يكون ألقى بصفقة الأسرى تحت عجلات القطار ثمنا للبقاء في السلطة، يضيف ذلك طبقة جديدة من الانقسام لمجتمع متشرذم بالفعل، ارتدّت فئة كبيرة منه إلى نموذج "مجتمعات العصابات" الذي كان هو السمة السائدة خلال زمان النكبة وما قبلها.


سيناريوهات التصعيد والرد بعد اغتيال إسماعيل هنية
في الخلاصة، يُعَد اغتيال هنية، وقادة الفصائل المعادية لإسرائيل عموما، طريقة غير مُكلِّفة لإسرائيل لإعادة تعريف النصر، ولكنه في الوقت نفسه وصفة فعالة لإشعال حريق إقليمي. لا يمكن حتى الآن التنبؤ بالطريقة التي سترد بها الأطراف المختلفة، بداية من حماس والمقاومة الفلسطينية، مرورا بحزب الله وسائر الفصائل المعادية لإسرائيل، وصولا إلى إيران التي يُعتقد أنها ستكون في حاجة إلى الرد بنفسها أيًّا كان مستوى الرد، فضلا عن التكهن بالطريقة التي ستستجيب بها إسرائيل لاحقا لهذه الردود، لكن يمكن الإشارة إلى 3 سيناريوهات رئيسية تتفاوت في درجات رجحانها.


السيناريو الأول هو قيام حماس وحزب الله والأهم إيران برد مكافئ وواسع النطاق على الاغتيالات الإسرائيلية، وهو ما يعني بالضرورة ردا إسرائيليا مضادا وإشعال المزيد من الجبهات، وربما تورط المزيد من الأطراف في الصراع على الجانبين، ما يخلف المزيد من القتلى واضطرابات اقتصادية واسعة وتعثرا للملاحة الدولية. يُعَد هذا السيناريو مُحتملا ولا يمكن استبعاده بالنظر إلى صعوبة السيطرة على متوالية التصعيد والتصعيد المضاد، ومع ذلك فإن السيناريو الأكثر رجحانا هو أن المقاومة، المستنزفة بالفعل تحت وقع الحرب، لن يكون بمقدورها شن رد واسع في الوقت الراهن باستثناء استمرار العمليات على جبهة غزة، أما إيران فسوف تُفضِّل ربما ردا محسوبا ومُعايرا بدقة تجنبا للدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة في الأيام الأولى من عهد الرئيس الجديد.


ويبقى السيناريو الأقل رجحانا هو استئناف التفاوض الجدي حول صفقة الأسرى وإنهاء الحرب في الوقت الحالي، لأن المقاومة من المرجح أن تزداد تصلُّبا في التفاوض، في حين أن نتنياهو لا يرغب في هذه المفاوضات من الأساس. في غضون ذلك، سوف تستمر الحقائق الصلبة على الأرض في فرض نفسها، وهي أن إسرائيل لم تنتصر في هذه الحرب، وأن اغتيال هنية أو أي قائد آخر لن يكون كافيا لتغيير ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كيف نفهم جذور القتل في العقل الإسرائيلي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  جذور احتراف القتل والاغتيالات في إسرائيل
» السلطة الفلسطينية المتجدّدة في العقل الإسرائيلي
» لماذا اطلق علي ضرس العقل هذا الاسم ؟ وكم عدد ضروس العقل ؟
» كيف نفهم ما يحدث في كوريا الشمالية؟
» كيف نفهم السياسة الأميركية في المنطقة؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: إسرائيل جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد-
انتقل الى: