منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية Empty
مُساهمةموضوع: حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية    حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2024, 8:20 am

حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية
إذا لم تُحرِّر مزلاق الأمان في المسدّس فستنفجر الرّصاصة في يدك، وستكون أنتَ الهدف لا غيرك. 


بالمنطق نفسه، علّمتنا الأحداث أنّ الذي لم يصنع سلاحه وآلاته كلُّها لن يضمن عدم استعمالها ضدّه، 


وأنّ إجهاض التعليم لحماية الأنظمة السلطوية هو سبب نهايتها، فإسرائيل نموذج العدوّ "


الافترائي"، لم تُفخِّخ أجهزة التواصل وحدها في حربها على لبنان، بل فخَّخت كلّ آلة كهربائية، مثل 


حكاية فانتازيا الخيال العلمي "المتحوّلون"، التي تحوّلت فيها الخلّاطات الكهربائية وآلات صنع 


القهوة وأجهزة التلفزيون والراديو كائناتٍ قاتلةً.


لهذا، المشهد التدميري، الذي أخرجته إسرائيل بتفجير أجهزة الاتصال والأجهزة المنزلية، بقدر ما 


كان صادماً في إجرامه، إلا أنه ليس خارقاً في فكرته، فالقتلة المحترفون لا يحتاجون أسلحةٍ عادية 


مثل الهواة وعابري القتل، فهم قادرون على تحويل أيّ شيء سلاحاً؛ مزهريةً، منحوتةً فنّيةً، كأساً 


زجاجية أو مقلاةً. وإذا كانت أبسط عناصر الحياة قد اختُرِقت، فما بال الأسلحة التي تشتريها بلدان 


المنطقة بالـ"هَبل" لتُخيف أعداءها (غالباً دول ببؤسها السياسي نفسه). هل تظن أنّها صافية من أيّ 


أثر؟ ألّا تشكّ لحظةٍ في أنّ هذه الدّول التي باعتها إيّاها قد وضعت احتمال وقوع حرب معها؟ هل 


ستبيعها أسلحةً سليمةً من كلّ إمكانية للتدخّل عند الحاجة، لتفجير البندقية في يد حاملها، والصّاروخ 


في حضن مُطلقه؟


نستغرب أن يذهب العدو بعيداً في خططه الإجرامية، لكنّ الفكرة غير غريبة. هل نذكّر بما كشفه 


إدوارد سنودن، الشاب الأميركي الذي هَجَر مخابرات بلاده بسبب برنامجٍ يتجسّس عبر باستخدام 


كاميرات مدسوسة في الأجهزة الإلكترونية؟ وإذا كانوا قادرين على رؤية ما يفعل الآخرون، فكيف لا 


يستطيعون القتل من هناك أيضاً؟ ... تراهن كاتبة هذه السطور على أنّ لدى إسرائيل هذه الخطّة في 


أماكن أخرى، لكنّ أهدافها لم يُعرف بعد أنّها على بُعد ضغطة زر.


يصنع حزب الله جزءاً من أسلحته، ويحصل على بعضها من إيران، لكنّه لم يتخيّل أنّ الأجهزة المدنية 


ستصبح أسلحة ضدّه، وإلّا لصنعها بدل أن يُدخل حصان طروادة بيته. هنا يُطرح السؤال عن دوره 


في الدولة والمجتمع؛ ماذا فعل ليبني لبنان المجتمع والدولة؟ فالحزب ليس مُجرَّد منظّمة عسكرية 


تحرس الحدود مع عدوّ غاشم، بل هو تنظيم سياسي له قاعدة اجتماعية وسياسية واسعة.


هو نموذج آني لورطة المنطقة العربية، التي يُطرح عليها السّؤال بإلحاح، رغم أنّه سؤال لا تُعفَى 


منه دول كثيرة: أين كانت حين كانت الدول والمجتمعات تستثمر في تعليمها لتصنع ما تحتاجه، حتّى 


لا تكون هدفاً سهلاً؟ ... لا تستطيعين صناعةَ الأسلحة، يا أنظمة مأسوف على شعوبها! فاصنعي إذاً 


هاتفاً أو جهاز تلفزيون، أو خلاطّاً أو حتّى عجّانةً، واستغني كلّياً عن المُستورَد، إذا كنتِ ذات بأس 


كما تزعمين، لا ذات بُؤس كما نزعم نحن.


"القتلُ الذكي" يخدم القتلةَ عن سبق إصرارٍ وترصّدٍ امتدّ ثلاثة أرباع قرن، أمّا أصحابُ القضايا فلا 


يخشون وضع حياتهم على المحكّ لتصفية عدوّ. كذلك يحرص أصحاب القضايا على تجنّب تحوّلهم 


قتلةً بقتل آخرين ليس لهم حساب معهم، حتّى ولو لم يكونوا أبرياء. لكن، عليهم أخذ القتل الذكي 


بالاعتبار، لمواجهة قاتلٍ أعمى رغم هذا الذكاء كلّه.


مع العلم أنّه مع تفخيخ الآلات المدنية لن تحتاج الدول التي تحارب عن بعد إلى "ريموت كونترول" 


مجازي قريباً، للتحكّم بجيوش تصنعها من طوائف مُتطرّفة أو من مرتزقة أو من فئة ساخطة تحارب 


بدلاً منها في بلاد أخرى، بل ستحارب حرفيّاً بأجهزة التحكّم عن بعد. والحقيقة التي لم تستوعبها 


الدّول الجنوبية هي أنّ الأمن لا يستتب بشراء الأسلحة، بل بالتقدّم الذي يبدأ من التعليم الجيّد الذي 


يخلق طاقاتٍ تصنع وتبني، وتحقّق الاكتفاء الذاتي. فكيف تحمي بلدك وأنت تراهن على إفشال التعليم 


لحماية الأنظمة؟


كثيرٌ من النّدم سينتاب السّلطويات التي انشغلت بشراء الأسلحة، بدل التسلّح بالعلم، فدولنا "الواسعة 


الحيلة" لم تكتفِ بالتأخّر في الصّناعة، بل تراخت في الزراعة، وجلّها يستورد كمّيات مهمّة من 


طعامها. لكن من يضمن ألّا يُستخدم الطّعام في الحروب القادمة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية    حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية Emptyالجمعة 04 أكتوبر 2024, 8:36 pm

منطق العدل المفقود
لم يسبق أن وصل العرب إلى هذا الدرك من الرضوخ والاستسلام، بل والعمالة، في العلاقة مع العدو الإسرائيلي وفي ردّات الفعل تجاه إجرامه الفائق عن الحدّ. لم يعد الأمر يقتصر على حرب غزّة، على ما فيها من فظاعة لم تتوقّف منذ عام، وحتّى الآن. فعلى ما يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وقف قبل أيّام في الأمم المتّحدة يبشّر بالقوة الإسرائيلية التي لن يقف شيء في طريقها بعد اليوم، كان ضامناً الصمت العربي على الجرائم التي سيرتكبها في اليوم ذاته؛ استباحة السماء اللبنانية وإطلاق صواريخ فراغية على حيٍّ سكنيٍّ فيه مبنىً تجتمع فيه قيادة حزب لبناني، من دون أيّ اكتراثٍ لمصير آلاف المدنيين ضحايا اعتداء كهذا، من قتلى وجرحى ومشرّدين.
مُرعبٌ المشهدُ بكلّ تفاصيله. ليس استهداف قيادة حزب الله، فتلك شروط الحرب، بل الوقاحة المهولة التي يتصرّف بها جيش الاحتلال في لبنان، عن مطالبات الجيش للمدنيين بالإخلاء قبل دقائقَ قليلةٍ من تنفيذ ضرباته الجوّية، عن استهداف شُقَق سكنية وسط عمارات مدنية بالكامل، عن مُسيَّراته التي لا تتوقّف ليلاً نهاراً في سماء بيروت وفي الجنوب اللبناني، عن دخول دبابته الحدود المُرسَّمة من هيئة الأمم المتّحدة في اجتياح جديد لهذا البلد المنكوب، عن استباحته السماء السورية لصيد أهداف تخصّه، من دون أدنى مراعاة لحجم الخسائر بين المدنيين. طبعاً الحديث عن الرعب الذي تسبّبه هذه الأحداث كلّها للمدنيين، وخصوصاً للأطفال، يصبح حديثاً بلا معنى، ذلك أنّنا نحن العرب وأطفالنا، متروكين لأقدار قاسيةٍ منذ زمن طويل، تفتك بنا أنواع القوى المحلّية والمستوردة كلّها.
حروب العرب السابقة كلّها كانت محمولةً على دول تحتفظ ببعض سيادتها وقوتها، دول المواجهة تحديداً، ورغم أنّ انتصاراتنا كانت شحيحةً، إلّا أنّ الهزيمةَ (مهما كانت كبيرة) كان يتبعها أملٌ بانتصار وشيك، فجيوشنا قوية وكلفة تسليحها عالية، وإن كانت للباطل جولةٌ فإنّ للحقّ جولاتٍ، وقضايانا مُحقّة تماماً بكل النواميس الأرضية والسماوية. لكن، فاتنا على ما يبدو أنّ حكامنا مُستبدّون، وأنّ الاستبداد ليستمر عليه أن يجعل شعبَه مستكيناً ويحوّل جيشه جيشاً لخدمته فقط، لا للدّفاع عن الأرض أو للوقوف في وجه العدو. لم تهتمّ حكومات الاستبداد العربية لا بالوعي الجمعي ولا بالتنمية ولا بالحقوق، تحوّلت الشعوب، مع الوقت ومع تكاثر الهزائم، شعوباً من دون تعريف وطني، من دون تلك الهُويَّة التي تربط بين مجموعات متنافرة، وباتت الجيوش العربية بأمرة الحكام، مهتمّةً بالقمع الداخلي، وبتسييد النُظم القائمة. وتكرَّس هذا الوضع بشكل شبه نهائي بعد 2011، وبعد هزيمة "الربيع العربي". نحن اليوم في مشهدٍ لدول المواجهة شديد البؤس؛ مجتمعات غارقة في الفقر والجهل وأزمات المعيشة والانقسامات المذهبية والطبقية المُريعة، وحكومات وأنظمة فاشلة باعت نفسها وبلادها وسيادتها وقراراتها لدول أخرى تمارس احتلالاتٍ حديثةٍ، اقتصاديةٍ وعسكريةٍ، ومهتمّةٍ بمصالحها، بعيداً عن الشعارات الأخلاقية التي يطلقها بعضها نوعاً من أنواع التقيّة. لماذا لا يستعرض مجرم حرب مثل نتنياهو إذاً فائض قوته، ويعلن أنّه سوف يصنع شرقاً أوسطاً جديداً؟ ... هو يدرك تماماً حجم دول المواجهة، مثلما يدرك أنّ كلّ الحكومات العربية الأخرى إمّا تتهافت للتطبيع معه، بحثاً عن دور في الشرق الأوسط الجديد، أو لم تعد معنيةً بقضايا العروبة. أمّا الشعوب فقد فُتك بها خلال العقد الماضي، قتلاً وتجويعاً وتشريداً وتفقيراً وتجهيلاً، يعنيها من القضية كلّها منطق الدين فقط، أمّا منطق الحقّ والعدل فلم يعد مهمّاً لها، ذلك أن حقوقها سُلِبت منها، ولم تنْصِفها أيُّ عدالة أرضية، دولية أو محلّية. ولولا قليل من الكلام العربي في وسائل التواصل الاجتماعي، لا نتيجةَ له غير التنفيس عن الغضب، لَبان وكأنّ فلسطين ولبنان في كوكب آخر لا يمت بصلة لهذا الكوكب العربي البهي.
تعجز الكتابةُ أحياناً عن وصف حالنا، ويعجز العقلُ عن الخوض في مواضيعَ خارجةٍ عمّا يحدث في بلادنا المنكوبة، ويعجز الخيال عن ابتكار فِكَرٍ مختلفةٍ تتعلّق بواقع حالنا، كما يعجز عن تحليل ما يجري من حولنا، ليس عن نقص، وإنّما عن استسلام وهزيمة نفسية انتكاسية لا أظنّ أنّ أحداً قادرٌ على النجاة منها وسط هذا الخراب كلّه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حياتنا المُفخّخة بالأنظمة السلطوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عن السلطوية الجديدة في أوروبا… من روسيا إلى المجر وبولندا
»  الهجمة السلطوية على المواطن والمجتمع من تونس إلى السودان ولبنان
»  الهجمة السلطوية على المواطن والمجتمع من تونس إلى السودان ولبنان
»  تحميل كتاب : السلطوية تأليف : مارشا بريبشتاين بوسوزنى
»  حياتنا بين لا ولكن    

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: