منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  قضية خيمة...قصة قضية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  قضية خيمة...قصة قضية Empty
مُساهمةموضوع: قضية خيمة...قصة قضية     قضية خيمة...قصة قضية Emptyالجمعة 04 أكتوبر 2024, 10:01 am

قضية خيمة...قصة قضية. 1/4
ترى هل يفعلها أو يؤجلها للغد؟ تملَّكه ارتباك غير قليل، وكان في كل يوم يفكِّر، وفي كل يوم يؤجِّل وظل يلعن ضعفه بعدما ذهبت الخيمة والقضية...ولا يستطيع؟! كيف سيستعيد ما أُخذ منه غدرًا؟ الشاهد ضعيف، رأسه ثابت لا يتحرك، وعيناه ساهمتان مثبتتان كعينَي ميت. قليل من الفتور، وكثير من التسليم بالأمر الواقع والقضاء والقدر، سرعان ما يعتاد ويصبح ما كان يجعله يقشعر لا يكاد يثير انتباهه بالمرة...بل ويقبله إلى حد يسارع في تنفيذ أمر الواقع. هو إنسان طيب جدًّا، ساذج جدًّا له ولاء للجميع وإخلاصه شأن خاص! هو من أولئك الناس الذين لم يكتفوا بالقناعة بمصيرهم، بل عبدوا ذلك المصير وبجَّلوه.


 من أجل أن يحصل في آخر المطاف على "خراب". جحيم بشري، أرض خراب لا تصلح لبشر... جراء الجوع، والحصار والقتل بالغارات والغازات السامة.هذا جنون، أي بؤس هذا! أمَا من شجاعٍ واحدٍ يقول كلمة الحق في هذه المحرقة النازية؟ ولو... لا بد أن يقول شيئًا، ولو كلمة، ولو نوعًا من جبر الخاطر، كيف تضيع قضية - خيمة - من فوق سطح الأرض بكل بساطة؟! فالأمر لا سر فيه ولا يحزنون!! قضية او خيمة تمر بفترةٍ عصيبةٍ لم يشهد لها العالم مثيلًا في تاريخه، كانت في حالة حُمَّى أنقسام سلطوي بدرجة حرارة مرتفعةٌ، وانتهت عند حد المحرقة؛ وهناك من لا يريد أن ينتهي شلال الدماء. فلا يتسرَّع أحد ويخمِّن..؟!


فالقيمة المادية، أوالدموية لهذه الخيمة...القضية
 لم تكن ذات وزن، وليست بالكثيرة التي تُضايق ولا بالقليلة التي تجلب موالسة الخراب، والسادة أتحاد ملاك القضية للمحاكمة. فهناك أناس يمكن التحدث باسمهم، او معهم في أمر كهذا؛ و على كل حال، لا يمكن أن يؤثر في مجرى حياتهم ضياع خيمة أو قضية مادية كانت أو دموية..!! وهناك ميكروب يرتدي قناع حزبي لا أول له ولا آخر؛ وأصبحت سياسة الدجل عالة. وأصبح التخلص منهم بالقانون ضرورة؛ كيف نفهم المغزى والمبررات؟!


الشاهد...حين عاد إلى النزوح الكبير، أو عاد النزوح إليه، كان أول ما فعله أن ألقى على الخيمة المحترقة، كهلهيل أرض الخراب نظرةً خاطفة، بل نظرة ترتجف باللهفة، وكأنما يختزن في جوفه بركانًا. ونبتت نقط عرق كثيرة فوق جبهته وحاول أن يبتلع ريقه الجاف. وانقبض حين لم يجد احد فوق تلك البقعة السوداء،
ولا يستطيع أن يحدِّد موضعها، ايقن تمامًا أن


 لا بد قد ضاعت دماء أو تبخرت...أين تبخرت الأجساد الصغيرة؟! بدأ قلبه يدق وكأنه ينتظر نتيجة اختبار موت من حياة. يكاد يُغمى عليه، ولكن الأصوات تتتابع كلما تقدَّم، ويُحِس بالذهول وبأنه يُدلي بحبل في بئر لا قرار لها، وتتحلَّل اللغة وتصبح كلمات ونداءات وشتائم، وتهب رائحة البارود الخانقة، و شواء الجلود والدماء والعظام المتناثرة بفعل فاعل؛ ولم يتوقعها هكذا.. محرقة أخرى، و ضربة كضريبة غير شرعية فرضت عليه، أو حدثًا ضخمًا يطرق حياته بالحديد والنار.


ضاعت...من أين جاءه ذلك اليقين؟ لم يكن يدري. لعله تشاؤم كامن في النفس لا يبرز إلا في أوقات مثل تلك! لعله وهم! ومع هذا انطلق يبحث عنهم في باقي الأحداق. ولعل مبعث حماسه للبحث كان فقط لتكذيب ذلك اليقين المفاجئ الذي انتابه، وأكَّد له أن الأحداق ايضا قد احترقت، ما في ذلك أدنى ريب، ازداد اضطرابه وأصبح يكسوه مزيج من الرعب والتردد والحيرة. والحيرة أيضا تحتاج إلى جهود صعبة للتغلب عليها، وكأنها مخازن أمل يبقيها الإنسان ليلجا إليه حين يخاف أن يستحوذ عليه اليأس.


كانت من القماش الخشن الباهت جدًّا، قد ولادة معه بداية النكبة وقضت معه سنة الحرب وبقيت ملازمةً له بعدها، بقيت كالشريك المخالف كل يوم لها حادث، خيوط اهتراء...ثقوب بجانب الاهتراء، وتآكل سطح القماش الصلب نتيجة وفعل عوامل التنقل، والنزوح. وبتآثر الطقس خصوصا شكله المتطرف واحتكاك بسبب التنقل والحركة، ومن حرارة شمس الصيف، و زمهرير جهنم برد الشتاء..النتيجة مشابهة، حتى صرف عليها ثمنها وزهق منها وأصبح منظرها يثير الشفقة من كثرة استعمالها من القريب والبعيد.


أصبحت كفتلة الدوبارة، خيوطها الرفيعةً كعقدة الحبل الصري خفيف مثل الأنبوبُ المليء بالأوعية الدمويَّة، والذي يصِلُ الأم بجنينها؛ ومن خلال نسيجها المتآكل كان يلمح منظر تلك الدوائر من اللحم المتناثرة، يطل من بين ثقوبها المبعثرة فتفور له الدماء المحترقة. وينقلب الأمر إلى حد خطير. لم تكن ثمينةً إذن، ولكنه ما كاد يوقن أنها احترقت حتى انقبض، كمن اكتشف بنظرته  تلك أنه عارٍ أو يكاد، ويحاول أن يجد شيئًا، شيئًا واحدًا فقط منها او من كانوا بداخلها، إن الإنسان لا يعرف قيمة الشيء إلا إذا فقده. طالما هو معه فهو معتاد عليه بل قد يكون ضيقًا به، ولكنه ما يكاد يضيع حتى يُحس وكأن جدارًا في نفسه قد انهار، وتبدأ حينئذٍ قيمة الشيء الحقيقية تأخذ مكانها في حياته.


هو ليس أبله كما قد يظن البعض؛ لا...هو كان  لا يكف عن اهتزاز رأسه علامة الموافقة على كل كلمة ينطق بها موالسة الخراب، والسادة أتحاد ملاك القضية، ليدل على الموافقة التامة!! و يقلد الممثلين والأراجوز، بلا وحدة بلا ثورة، بدون محاكمة..فالثورة حلوًة وتغري بتكرارها. حتى لو كانت وحدة شعبه، و قبضته وقوته هي التي قد تجلب له النصر. لأنه قد ينهى به ذلك الصراع السلطوي الدموي بين أضلاع مثلث الخراب والدمار، الصهاينة، وموالسة الخراب، والسادة أتحاد ملاك القضية، بصلابتهم الهشة وضعفه؛ إذ إنه كان يُحس على الدوام أنهم أقوى منه، ويبدأ يفكِّر؛ ترى هل يفعلها أو يؤجلها للغد؟ ويتملَّكه ارتباك غير قليل، وكان في كل يوم يفكِّر، وفي كل يوم يؤجِّل وظل يلعن ضعفه بعدما ذهبت الخيمة،والقضية ولا يستطيع؟


أيام...تتقادم، و الخيمة والقضية. يفصل بينهما الحاضر  أحقاب وأحقاب، وتصبح الكلمات فتحات من الصدأ ليس فيها غير تآكل الوتد، وأثر الحديد، وتخفت الحركة، وتندر الحكايات و تنقطع الآمال، ويصبح بينها وبين شموس الفرج مشوار، تتضخَّم الملامح وتغمق الوجوه وتنبت اللحى وتغزر الشوارب، وتتناقص الملابس، وتتهرَّأ وتتمزَّق وتفقد الكثير من أجزائها، ويظهر أناس بلا لباس، ويصبح البنطلون بلا قميص والجلباب بلا سروال، وتتضخَّم الاوجاع وتتورَّم الأرجل وكأنما قرصتها حية، كذلك يفعل الذباب. والحركة البطيئة الميتة للهوام الزاحفة، بين القضية والخيمة المنخفضة المتربة بالقبور التي ترقد على مرمى البصر.




يمضي وحوله خرائب، خيمة و قضية تتساند حتى لا تنهار، والناس هي الأخرى تتساند حتى لا تنهار. والعجوز يتحامل على شاب، والمبتور يساعده صبي، والعليل لا يسنده جدار، وخيط خفي يجمع الكل ويربطهم معًا وكأنهم حبات مسبحة، وكأنهم روح واحدة تحيا في أجساد كثيرة متفرقة. وتتفتَّت اللغة إلى أنصاف كلمات وأرباع، بتعبيرات و شتائم  لا يفهمها سوى أصحابها، وتصبح اللغة سرسعةً وأصواتًا وحروفًا تتصاعد من حناجر شديدة البروز، تتصارع للبقاء، والبقاء للأكبر.


تختفي روائح الامان، وتمتلئ الأنوف بروائح البارود  والأدخنة متصاعدةً، وتصبح الأجساد من التراب، وعلى التراب، بين أوساخ وماء وطين. وتموت الحركة وتختفي الاوقات، فالزمن لا قيمة له مثل الدماء. ولكن الأيام والدماء والخيام مهما كانت فالإنسان لا ينساها، تلك الأشياء الكبيرة التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لها اسمًا أو حتى يملك وصفها، هذه الأشياء تكشف على الدوام ،حقيقة، هؤلاء الناس البسطاء كيف يفكِّرون بمثل هذا الصدق؟ والحق ليس حاضرا كل الأوقات!




هو الطفل الميت أو الذي عاش، والرائح يقلد الممثلين والأراجوز، من موالسة الخراب ، والسادة أتحاد ملاك القضية، ويمضي وتحف به نظرات مشفقة مستغربة تتوجس، وراء كل نظرة كلمة قريب. ووراء القريب تساؤل، ووراء التساؤل حزب خطر. ثم يعود إلى الخيمة القضية، ويعود الذباب إلى الطنين. والشمس تصب أشعتها وتجعل كل ما فوق الأرض يغلي ويفور وتتصاعد من الارض الروائح، والنهار يُظهِر كل شيء ولا يخفي شيئًا، وشمس تشرق عن عمد وإصرار وكأنها تريد أن تنتقم وتحترق، سواد في سواد، الرائحة لا تُطاق، والخيمة القضية متآكلة وكأنما نهشتها أفواه ثعابين، وعليها تموجات الرمال ، رشح وماء وأملاح، فالخارج حار، و نار جهنم تنفذ إلى دخل الدماغ.




هو الغائب عن الوعي بين الخيمة والقضية. ويمد يدًا لا تريد أن تمتد، ويدق بابًا لا يحتمل الدق، ويحاول أن يرغم نفسه على البكاء ويعتصر عيناه، فلا تبكي ولا تهبط دمعة واحدة.. وأين عيناه؟ لتهبط منهما الدموع بلا بكاء، كالسماء حين تمطر بغير سحاب، ولو! فليكن هذا! فلتكن دمعة، تظهر كل شيء!


لم يعد أمامه أي خيار. وبرغم عنه انهمرت الدموع من عيناه، ويُحس بحد السيف يهبط في قلبه إلى قدميه ويرتفع بدمه إلى رأسه، ويثور في نفسه بركان، ويُخرج فحيحًا ملتهبًا من ملامحه وفمه ولسانه، ورأسه يهتز رافضًا أن يصدِّق، ويُحس بشيء ملتهب ينبثق في صدره كالنزيف؛ الشاهد اشتهي الرحيل من الخيمة و من القضية وذلك العالم، تلبَّدت السماء وحدها بالحمرة، أما المدينة المهدمة فقد كستها سُّحب رمادية وصفراء، ثم اسودَّت الأرض وأظلمت السماء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  قضية خيمة...قصة قضية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضية خيمة...قصة قضية     قضية خيمة...قصة قضية Emptyالجمعة 04 أكتوبر 2024, 10:01 am

 قضية خيمة...قصة قضية 2/4
منفعلًا وكأن كرامته هي التي احترقت، كان في قمة توتره، والغضب يجتاحه وكل ما حوله قد بدأ يهوي أمام ناظريه، أحس بلمحة أسف، ولكن ضياعها هكذا عنوة، ورغمًا عنه، فهو صاحب الأرض والحق فيها، لكن قياداته انشغلت عنه وعن قضيته بالتنازع على السلطة شبه سلطة، وكانت أمامها أكثر من فرصة لاسترداد جزء من حقوق شعبها، إلا أنها انشغلت بتنازعها على مغانم السلطة ونزاعها على الانفراد بالحكم.


الشاهد...الأحاسيس السلبية كانت تملؤه والخواطر السوداء لم يطردها، روحه تبلغ الحلقوم والحرارة تصل أوجها والازدحام منتهاه، وكأنه أصبح في مكان ناحية جهنم مهجور. فكل شيء بالجملة؛ القتل بالجملة، والحرق بالجملة و الإعدام بالجملة، النزوح بالجملة، والحوادث أيضًا بالجملة، فالموت لا يمشي هنا على أطراف أصابعه حتى لا يعكِّر قدسية الأسماء، والكل منقبضًا والناس تتصارع والبقاء للأشئ.


 وبين الحين والحين تسمع انين، كالصرخة الأخيرة لجريح يغرق في دمه، والضجة تمتص الصراخ ولا وتمنع الاحتراق، والازدحام هائل، والغوث بطيء، وصوت اليأس يفجِّر دماء القلب؛ وبعد أن حاول ابتلاع ريقه الجاف كما يبتلع لسانه منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، كان يزداد ما يُحس به من كره وغثيان. ويبلغ الغثيان مداه، فقد كان عليه أن يحتمل والاحتمال له حدود؛ لذلك وهو الآن يخبط كفًّا على كف، فلم يشأ أن يُتعب نفسه،من اجل ثورة.. لكن؟!


عاش أحقابًا طويلة يُكبَت ويتقوقع على انقسامه
 و مشاكله وأمراضه وأوجاعه، وما يحدث الآن إن هو إلا نتاج السكوت السلبي..صمت إجرامي في حق النفس، ولم تكن هناك محاولاتٌ منه لطرد هذه الأمراض والأورام إلى الخارج تمهيدًا للتخلُّص منها وللتحرُّر من قبضَتها ولتطهير جوف القضية او الخيمة، إن كثيرًا من الناس يقرِّرون أشياء خطيرةً في حاضر او مستقبل بلادهم اعتمادًا على أشياء غامضة لا أساس.. كيف؟ لم يُتعب نفسه ويفكِّر. ولكن هناك من اضطر إلى التفكير بعد الاحتراق العام، ولا رثاء..مجرد رثاء يقضي على صمته.


صحيح أن الشعب  لم يُخَيّر، ولم يُقرِّر مصيره، كما لم يَخْتَر القتال سبيلًا أوطريقًا لحل مشكلته، أو طريقة لاسترداد حقه وأرضه، وصحيح كذلك أنه شعب اختطفته بمثل ما اختطفت قراره واختياره وكلمته في هذا الصراع ، لكن هذا قدره، مثلما هو قدر شعوب عربية كثيرة غيره. قرارُها مُختطف، وإرادتها مسلوبة، وكلمتها ساكتة تحت جبروت حكامها الباطشين المستبدين؛ و لتكن خرقةً قديمة ممكن تسميتها مع كثير من التجاوز خيمة أو قضية لتكن تمثيلية قديمة أيضًا يجيد أداءها ذات الشخصيات؛ فظاهرة دجل موالسة الخراب، وانتهازية السادة اتحاد ملاك القضية، ظاهرةُ جَعلَت من هذه القضية او الخيمة فوضى حُمَّى ووَصلَت بالواقع السياسي إلى حد الهَلْوسة والانقسام  والتخريف.


سرك سياسي، ومسرح للمهرجين، وفي خيمة السرك السياسي بمهرجيه وبهلوناته، اصحاب الألعاب و الكرات الصفراء والحمراء و الخضراء، ذات أشكال وأسماء وأنواع، والعاب السحرة والمشعوزين المفضوح امرهم بالجرأة والاستهتار. إلى ان استحال السرك إلى الظلام، والظلام إلى الظلم، و الظلم إلى محرقة، تغوص فيها الدماء لسابع أرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  قضية خيمة...قصة قضية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضية خيمة...قصة قضية     قضية خيمة...قصة قضية Emptyالجمعة 04 أكتوبر 2024, 10:02 am

قضية خيمة...قصة قضية 3/4


خواطر في زمن المحرقة..
شيئًا مروعًا...كنا كلنا نتوقع هذا، كلما فكَّرنا في تلك القضية او الخيمة التي تحيا معلَّقةً بين الأرض
و السماء، ولا نرى نهايتها المذابة في الظلام. وكأن ألف حبل خفي يصل بينها وبين الشقاء ولا يحميها من السقوط، صمت معتاد...كل حي في سكنه.. الدنيا ليلًا وخيام ساكنة هامدة بجواره، هلهيل أشد سوادًا من الظلام، خيام قديمة متراصة لا تحتمل البرد ولا لهيب الصيف، متآكلة متساندة كجماعة من جثث الليل منثورا ،كتَنَاثُرُ أوْرَاقِ الخَرِيفِ، كتلة قلق حيةً جعلته يحس أن روحًا شريرة تلتفت إليها.




ظلَّ مقطب الملامح، عابس القسمات، صامتًا
لا ينطق وأمرً المحرقة الكبرى يحيِّره، وحزنًا مفاجئًا داهمه، رفع الشاهد رأسه مرةً وحدَّق إلى بعيد تتأرجح أنفاسه تتقارب وتتباعد، فالمحرقة كبيرة تتوهَّج وبدت بحيرة الدماء لا نهاية لاتساعها، فبعد كل محرقة تجد محرقة وبحيرة دماء أوسع. ولا ينسى السمك حلاوة الطعم. وكأنه طعنة خنجر معتادة، و ما يتكرَّر مَرَّة بعد مرّة، مُعَاد.


وتصبح الأفكار في رحلة النزوح المتكرر، موحشة كئيبة مظلمة، كأنها قلب لا يدق في جثة ماتت وشبعت موتًا، والدنيا خاويةً مملوءة بفراغ متثائب لا نهاية له. يتولاه الذهول، ولكنه كان يفكِّر في كل ذلك كما يرثي الإنسان لإنسان في بلد أخر...!! يكتفي بالتحديق في الفراغ ، فالغمام كثيف يحجب كل شيئ والسماء تدَوي بأزير العشرات من المسيرات، الصوت الذي يكاد لا يغيب عن السماء، "صوت الزنانة"وهدير قاذفات القنابل. و فُوهات مدافع، بل سمع طلقات الرصاص، والقذائف قريبة ولها صفير، و تحليق المقاتلات هي كل ما يُسمع، والقلب يرفعه هواء ثقيل مضغوط ثم يُرقده بعنف خارج الجسد، والخيمة تهتز  ممتلئة وكأنها نعسانة أو ميتة، والكلمات تهتز، وعيونه لا تغفو، والجو مملوء، والصرير المتصل الذي لا ينضب ولا ينقطع.




قال لنفسه: كانت قرارات غير مسؤولة تركت أخدودًا دمويًّا عميقًا، خصوصًا أن البعض لم يُجرِ عملية مراجعة لهذه القرارات، فأنزلت  نكبات على الجميع، إنسانياً وتاريخيّاً، نحن نتحدث عن اندثار حضاري، وعمليّة سحق القضيّة وإبادة أهلها، بل وتُضرب في عمقها ضرباتٍ قاتلة، وهناك ميكروب"مخطط الأنقسام والخراب الصهيوني" يرتدي قناع حزبي لا أول له ولا آخر؛ وخراب العُمران البشري وانفراط الهيئة الاجتماعيّة وإزاحات ديمغرافيّة عنيفة، فعل ذلك بدون عقلانيّة محضة وبعنفٍ يلائمها عادةً الذي لا يعرف حدود تصرف..ليس عارا أن يخطيء الإنسان، بل العار كله أن لا يدرك فداحة خطئه.


سياسة هؤلاء هي من أضعفت القضية من داخلها، و عدم التفكير والقرار والفشل والإخفاق كلهم صناعة داخلية خالصة من الألف إلى الياء... قرار تلك الكلمة  التي تسبق العمل الخطير، والأنسان الأسير، الباقي بعد الخراب الهائل، و الذي أنشب أظافره في العمار والقلوب وأسر الكثير من الصغار وحاصرهم فلا عودة لهم، وصنع المحرقة، لا شيء سوى سكون، سكون غامض قاتل مثير، مليء بأسرار وألغاز، سكون الضحايا، والأسرى ومعسكرات الاعتقال، سكون الموت مرعب مخيف، سكون الاحياء لدخول المحرقة التي عبدها الوحش الجديد.


لكنه...قرارات البعض، ودجل الأخر  قد تكون النسخة الغير مألوفة لصمتك وسكون فكرك، ولكن في النهاية كلها قرارات مفارقة للمنطق والحقيقة ومخدرة للعقل. لذلك لا ترفضها الآن بحُجة مخالفتها للعقل لأنك متورط بنفس المخالفة، بصمتك السلبي، حتى أذنيك، ولا تشعر بذلك، ولو شعرت وفكرت، فهناك من يقومون بترهيبك وتهديدك حتى تنتهي من ذلك وتعود إلى القطيع...!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  قضية خيمة...قصة قضية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قضية خيمة...قصة قضية     قضية خيمة...قصة قضية Emptyالجمعة 04 أكتوبر 2024, 10:02 am

قضية خيمة...قصة قضية 4/4
الشاهد لا يستوعب ما يجري، فيدعو الاخرين لمقاسمته هذا الذهول، قل لي أنت. و شاركني هذا الذهول! بعد أن هتكوا ستر الكرام الطيبين الذين تعودوا  ألا ينطقون و يتألمون في صمت، كما يحدث للناس إذا امتدَّت القضية إلى الخيمة، و الخيمة  إلى محرقة وطال امتدادها...الناس تُبهت بشراتهم، ويصبح للعيون شبح إنطفاء، ويتغيَّر شكل الجسد ولا ينتهي، لا يوجد أكل! مين يوفر المياه له يشرب إذا عطش؟ مين يسقيه؟ مين يسأل عنه؟ وهل يخاف عليهم أحد؟ ثيابه كانت تبدو وكأنه لم يخلعها منذ أيام كما لو كانت أردية خيام أو هلهيل أرض الخراب.




دموعًا تهطل على الفور من عينيه دون بكاء، كانت دموعه أكثر من حروف ومن كلمات لم ينطقها. لتغرق الكلمات وتغص الحلق، وتصنع  الدموع خطين رفيعين من سواد على وجنتيه، تناهي الكلام  إلى وعيه غريبًا مدويًا، وانطلقت عينيه تستكشف الكوم اللانهائي من الخيام المتناثرة، تحت السماء السوداء ذات الضوء الشاحب والقمر المكسور الذي بدأ يزحف صوب الأفق، لا شيء سوى الخيام الكثيرة، وكأنها جسد عملاق كبير مصنوع من ملايين الخرق البالية.




قال: قولاً واحداً ...نحن من نتآمر على أنفسنا، فالحفاظ علي سلامة البلاد والدفاع عن حق شعبنا في الحرية والاستقلال، والحياة الآمنة، هو الواجب الاول للجميع، وما يحدث من دمار وقتل وخراب ديار، ومن نزوح جماعي قسري الي المجهول وبالصورة الكارثية المفجعة التي نراها، والناس يهيمون علي وجوههم لا يعرفون الي اين يفرون هربا من جحيم القصف العشوائي والمستمر، وايضا مخطط الانقسام والخراب الصهيوني مستمر.!! كل ذلك والحرب ما تزال مستمرة ولم تكتمل حلقاتها بعد...فمن الذي يتآمر علينا؟




 الشاهد قد تغيَّر بعد النزوح وتسلم دوره في منتصف طابور المحرقة. كل ما في المكان يضج به، الأرض والخيام ورغبات الناس والخوف والصغار، في وطن أدمن أهله الصمت، والمصالح كانت صناعتهم.
ثم قال:  نحن ليس في بلد أوروبي لتتكشف فيها الأسرار الفظيعة وأوساخ طبقات انقسامية يمكنها التفوق على أعتى المافيات فساداً وإجراماً، و في كل محرقة تجد آثارهم، ضجة، وتناثرت الشتائم من هنا وهناك، وكثرت التعليقات، ثم خمد الكلام وانقطع، ودلفنا إلى نيران المحرفة لا يعكِّره صرير و لا صراخ الدائم، ولا شلال الدم المتصل، وظَلِلنا وقتًا طويلًا صامتين، صمتًا حائرًا مضطربًا، صمت العاجزين... ليقول مصيبة وجت لنا على الآخر.




الأحداث كثيرة، وغريبة ومتابعة، وكلها تحدث في يوم واحد. يتنفس بعمق فتمتلئ أنفه برائحة البارود، والدخان يتصاعد غمامة كثيفة داكنة فيها أضواء كثيرة صفراء معطوبة تكاد تخنق كل حي لا يرزق . أصوات رهيبةً كئيبة كخيمة غامقة مسدلة على جريح.
مضت أيام وهو يترقَّب، كل ما يُهمه هو اللحظة التالية وما يحدث فيها. والكلام لا يدور في جو الترقُّب، ولا يدور ساعة الضيق، كل شيء قد حدث على حين بغتة.




- كان في بيته وأعماله، وحين قرر الغرباء، قرار
خطير  يعتمد على رغبات مجهولة في العالم المجهول،
وإذا به في طريق المحرقة، وكأن لا ينقصها سوى الاحتكاك لتشتعل. فالمحرقة حادةً وباترة نشبت فجأة، ولم نكن حتى تلك اللحظة قد سألنا أنفسنا أبدًا،
 أو ناقشناها، ولم يكن أحد قد سألنا. كل من علم أننا ذاهبون كان يتمنى لنا الخراب...القريب والبعيد ولا يستغرب، ولم يدخل ما قالوه عقل كل منا ، ولا في عقول الآخرين، ولا حتى في عقل الغرباء؛ نحن منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني- صامتون رغمًا عنا..!! لم نسأل أنفسنا ولا مرة تلك الأسئلة التي تسبق العمل الخطير.




يا عزيزي: تصدق إن إحنا منذ تنفيذ مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، لم نختار أي حاجة؛ لا رئيس ولا برلمان، ولا حكومة ولا نظام سياسي، ولا نظام اقتصادي ولا أي قرار يمس حياتنا ويؤثر فيها بشكل مباشر، إحنا يا أخي حتى ما اخترنا كيف نعيش!!
وأصبح أهم شيء لدينا أن لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم، فقط كل حي يجهز نفسه للمشهد القادم، و الإبادة العاجلة مجانا ...تصور!!


الشاهد .. يفيق فيجد نفسه متجهًا إلى مكان معين، هكذا، بلا وعي أو تفكير، وقد جعلنا سؤال الشاهد نفيق، وحين أفقنا كان كل شيء أمامنا قد انتهى ، ليس من الحق ان تقول لماذا نحن ذاهبون؟! لم نسأل أنفسنا ولا مرة. حتى إذا سألنا لم نجد جوابًا معقولًا أو مقبولًا. كل ما وجدناه كان إحساسًا بالخوف كبيرًا لا يترك لنا مجالًا للتفكير أو السؤال؛ إحساس أن شيئًا هائلًا مؤلمًا قد يحدث هنا وأننا يجب أن ندفع بدون حساب، وبدون سؤال، هذا ما حدث؛ إلا أن يتذكر عودته، وتفاصيل قديمة، ثم ينفيها على عجل من ذاكرته. وأصبح أهم شيء لديه أن لا يرى، ولا يسمع، فقط يجهِّز نفسه للمشهد القادم، و الإبادة العاجلة والكلمة التالية، من الذي يتآمر علينا؟ فقال: آخر كلام...نحن من نتآمر على أنفسنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قضية خيمة...قصة قضية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خيمة اعتصام للمتعطلين عن العمل في الطفيلة
» القمم العربية من “قصر أنشاص” إلى “خيمة موريتانيا”
»  قضية على الهواء
»  كيف بدأت قضية فلسطين
» قضية اللاجئين الفلسطينيين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة :: المخيمات الفلسطينيه النشأة والتاريخ-
انتقل الى: