منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ Empty
مُساهمةموضوع: نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟   نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 4:17 pm

نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ 3-1726598215



د. منصف المرزوقي
بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن هذه الأحداث لم تظهر من فراغ. فكانت الحملة المسعورة ضده، والتي وصلت حد اتهامه بمعاداة السامية، حيث بدا للإسرائيليين، وكأن الرجل يبحث للفلسطينيين عن أسباب، ومن ثم عن مبررات وحتى عن أعذار.
لننطلق من ملاحظة السيد غوتيريش، ولماذا كان الرجل على حق عندما قال إنها لم تخرج من فراغ، علمًا بأن علينا توسيع مجال البحث لفهم عمق هذه الملاحظة.
إذن، قبل أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حصلت معركة سيف القدس في 2021، وقبلها حروب: 2014 و2012 و2009 و2008 على غزة، وقبلها انتفاضتا 1987 و2000 في غزة، والضفة الغربية، وقبلها حروب: 2006 و1996 و1993 و1982 على لبنان، وقبلها حرب 1973 على مصر وسوريا، وقبلها حرب 1967 على مصر وسوريا والأردن، وقبلها حرب 1956 على مصر، وقبلها حروب: 1948 و1935-1936 على الفلسطينيين، وقبلها هجمات القسام على المستوطنات اليهودية سنة 1931، وقبلها انطلاق المقاومة الفلسطينية بقيادة عزالدين القسام سنة 1925.
بداهةً، السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ليس بداية السلسلة ولا نهايتها، وإنما مجرد فصل أو منعطف في صراع يدوم منذ قرن.

أول استنتاج عندما تنظر للغابة، وليس لهذه الشجرة، هو إصرار الشعب الفلسطيني على الوجود، والفشل المريع للمشروع الصهيوني برمته. لنذكّر بأن هذا المشروع الذي انطلق بالمؤتمر الصهيوني في بازل سنة 1897، ودعّمه وعد بلفور سنة 1917، كان له هدف واحد: إيجاد وطن ليهود العالم في فلسطين يعيشون فيه بأمان من المذابح التي عرفوها في أوروبا الشرقية خاصة، وفي مأمن من الاضطهاد العنصري الذي يسمى معاداة السامية.
بالنظر لقائمة الحروب التي تشكل جلّ تاريخ المشروع الصهيوني في المنطقة من أول هجمات عزالدين القسام سنة 1931 وصولًا إلى هجمات القساميين في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يمكن القول إن مشروع الوطن الآمن لم يتحقق، بل تحول إلى عكسه.
هل ثمة اليوم مكان أخطر على اليهود في العالم من إسرائيل؟ أي بلد فيه يهود يتعرضون لمثل ما يتعرض له اليهود في إسرائيل من قتل وجرح، كرد فعل على العنف الإسرائيلي، ناهيك عن العيش القلق الدائم في بلد السلام فيه دومًا مجرد هدنة بين حربين؟!
في علاقة بهذا الفشل الإستراتيجي الأول، ثمة هجرة معاكسة متزايدة لليهود من إسرائيل، حيث من المتوقع أن تنعكس الموجة لتكون أرض الميعاد هي الأرض التي يهرب منها اليهود، لا الأرض التي يهربون إليها.

أما بخصوص معاداة السامية، فإن مجازر إسرائيل – منذ دير ياسين سنة 1948 وصولًا إلى مجازر مستشفى المعمداني وجباليا ومخيم المغازي سنة 2024 – هي التي تغذّي اليوم مشاعر النفور من اليهود في العالمين: العربي والإسلامي، وكانا منها بريئَين. نفس الشيء يحدث في بقية العالم وإن بكيفية أقل، وهذا ما دفع باليهود العقلاء إلى التنصل من جرائم إسرائيل، إذ يدركون الضرر البالغ الذي تلحقه بيهود أبرياء قد يذهبون ضحية الخلط بين الصهيونية واليهودية.
الحصيلة إذن من الناحية الإستراتيجية، هي أن المشروع الصهيوني فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه الرئيسية، وأن أزمته تتعمق يومًا بعد يوم. وكل المحاولات الترقيعية لإنقاذه تبوء بالفشل بعد الفشل. وأحسن دليل على ذلك، تواضع النتائج رغم ما بذل من مال ونفوذ ومكر وعنف وتحالفات.
  • كل فترات السلام المزعوم كانت مجرد هدن بين حربين.
  • لم تتوقف محاولات فرض الاستسلام على الفلسطينيين والعرب بالقوة، كما بشر بذلك نتنياهو في مذكراته، ومع ذلك تبين أن التطبيع، صفقة القرن، ومعاهدات أبراهام كانت فرقعات إعلامية لا أكثر.
  • تفاقم كره إسرائيل حتى في البلدان التي أقامت أنظمتها علاقات مع الدولة الصهيونية.
  • أهم من هذا كله، انتهت الحروب الخاطفة "الأنيقة" مثل حرب 1956 أو حرب 1967، إذ دشن طوفان الأقصى عصر الحرب الطويلة التي لا تستنزف فقط الآلة العسكرية، وإنما تستنزف اقتصاد إسرائيل وسمعتها وصورتها، ناهيك عن بداية ظاهرة اللاجئين الإسرائيليين، في حين تعودنا على أن كلمة لاجئين لا تقرن إلا بالفلسطينيين.

نهاية السلسلة

السؤال الآن: كيف ستتواصل السلسلة التي لا يعرف أحد كيف ستنتهي، والتي يمثل طوفان الأقصى نقطة تحول بالغة الخطورة فيها؟
حاليًا، السيناريو الوحيد أمام إسرائيل هو بين الحرب الأزلية والحرب الأبدية، ومن ثم الخيار المفروض على الفلسطينيين والعرب، هو المقاومة أو المقاومة، وذلك لثلاثة أسباب.
  • السبب الأول: هو إمعان غلاة الصهاينة الذين يحكمون إسرائيل في نفس النهج الانتحاري؛ أي الوجود بالقوة ولا شيء غير القوة، والسلام في أذهانهم يعني استسلام الشعب الفلسطيني والأمة العربية لإرادتهم.

لقد وضع التاريخ المنطقة في بداية التسعينيات أمام خيارين: حل الدولتين أو الحرب للثلاثين سنة المقبلة، فاختار ضيقو الأفق الخطيرون في إسرائيل المسار الثاني؛ باعتبار إمكانية فرض الاستيطان في الضفة الغربية، والأبارتايد داخل الخط الأخضر، والحصار في غزة، ممكنًا إلى ما لا نهاية أو بدون تكلفة كبيرة.
ثم هم تدبروا أمرهم بالاستيطان ليجعلوا حل الدولتين مستحيلًا، وهو ما لا يريد الاعتراف به من ما زالوا يتحدثون عن هذا الموضوع، يريدون إقناعك وإقناع أنفسهم بأن طبق أرز طبخ منذ ثلاثين سنة ما زال صالحًا للأكل.
ورغم أن كل الأحداث أثبتت حماقة هذا الاختيار، فإن وصول اليمين المتطرف للحكم في إسرائيل ودخوله في معركة تهويد المسجد الأقصى المبارك وحديثه اليوم عن عودة الاستيطان في غزة، دلالات واضحة على أن سيناريو الحرب الأزلية هو الذي انزلقت فيه إسرائيل، مع بعض الوهم حول صفقة قرن أخرى واستسلام للمقاومة وملل الأجيال المقبلة، إلى آخر الأوهام التي يغذي بها المشروع الصهيوني نفسه منذ قرن.



  • السبب الثاني: هو وصول موجة الكراهية المتبادلة إلى مستويات غير مسبوقة.
    إذا كان طوفان الأقصى قد شكّل صدمة نفسية للإسرائيليين ورفع بصفة رهيبة من مستوى خوفهم وكرههم وإرادة الانتقام من الفلسطينيين والعرب، فإن ما ارتكبته إسرائيل من جرائم يندى لها الجبين رفع أكثر وأكثر منسوب الكره والرفض وإرادة الانتقام من المنتقمين عند كل الأجيال العربية، وخاصة الأجيال الجديدة التي ستنشأ بين الركام الذي خلفه "الجيش الأكثر أخلاقًا في العالم".

  • السبب الثالث: هو ما رصده المؤرخ البريطاني الكبير توينبي.
    فبالنسبة إليه، أهم عامل في ظهور الحضارة والدول والأنظمة هو التحدي، أي نزعة كل البشر لمواجهة الصعوبات والفوز في المحن والامتحانات التي تفرضها عليهم. إنها الآلية التي جعلت من يهود قيل عنهم لقرون إنهم لا يصلحون إلا للتجارة والربا، جنودًا يثيرون الرعب بقسوتهم.


هذه الآلية هي التي جعلت العرب بصفة عامة، والفلسطينيين بصفة خاصة، يرفعون تحديات القدرة الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، ويتغلبون عليها كما رأيناه واضحًا في حرب 1973، أو في طوفان الأقصى. بالطبع سنرى الإسرائيليين يرفعون تحدي تحديهم؛ لاسترجاع ما يسمونه الردع بالوسائل الوحشية التي شاهدها العالم أجمع مندهشًا وعاجزًا.
ولأن العرب سيرفعون التحديات التي واجهت تحدياتهم، فالمستقبل هو لحروب لا تتوقف؛ بحثًا عن الردع وردع الردع، ولسلطة الرعب ومزيد من التوحش في إدارة الصراع.
لم يكن من باب الصدفة أن يستشهد نتنياهو بما ورد في سفر صموئيل الأول 15: الآية 3:
"فَالآن اذهَب واضْربْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُمْ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ، بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا".
إلى أين سيقود مثل هذا الجنون؟ إلى ما أسميه متلازمة شمشون؛ أي خراب الشرق الأوسط كله فوق رأس الجميع.
أنصح كل أصحاب القرار في الوطن العربي بقراءة متمعنة للتوراة؛ لفهم جذور أفكار هؤلاء الراديكاليين الخطيرين الذين يدفعون بشعبهم وبشعوب المنطقة إلى حافة الهاوية.
ففي التوراة ثمة ما هو أكثر إثارة للقلق من سفر صموئيل، إذ تقول الآية 28 في سفر القضاة 16:
"ثمّ دعا شمشون الربّ قائلًا: ”يا ربّ، يا رب، يا الله، أعطني القوّة هذه المرّة فقط لأنتقم لنفسي من الفلسطينيين لفقدان عينيّ".
وتقول الآية 29: "ثم احتضن العمودين الأوسطين اللذين يقوم عليهما البناء ووضع يده اليمنى على أحدهما ويده اليسرى على الآخر".
وتقول الآية 30: "فصرخ قائلًا: ”لَيْتَنِي هَلَكْتُ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ!" ثم، وبجهد فائق، قذف المبنى على الأمراء وعلى جميع الناس المجتمعين معًا. وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ قَتَلَ مِنَ الرِّجَالِ بِمَوْتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا قَتَلَ فِي حَيَاتِهِ كُلِّهَا.
من يدري، قد يجد متطرفو الصهيونية في هذا المقطع من التوراة تبريرًا لسياسة "عليّ وعلى أعدائي يا رب" ليدمروا أنفسهم ومشروعهم، ويدمروا معهم كامل المنطقة.

هل ثمة إمكانية أخرى تقينا جميعًا من هذه النهاية المرعبة؟
نعم، إنه ما أسميه حلّ مانديلا، أي توقف الإسرائيليين عن التعلق بوهم التفوق العرقي – كما فعل البيض في جنوب أفريقيا – والكفّ عن نفي حق الآخر في أرض آبائهم وأجدادهم – كما فعل البيض في جنوب أفريقيا – والتخلي عن الاعتقاد بقدرة السيطرة بالقوة إلى الأبد على شعب آخر – كما فعل البيض في جنوب أفريقيا – والقبول بالعيش المشترك في دولة ديمقراطية تحترم حقوق كل مكوناتها العرقية والدينية، – كما فعل البيض في جنوب أفريقيا – وقبل بذلك السود والهنود والخلاسيون.
ليس من باب الصدفة أن جنوب أفريقيا هي التي ساقت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؛ لأنها تمثل أمام نفس المشكلة العويصة – أي صراع شعبين على نفس الأرض – الخيار النقيض، الخيار الناجح ضد الخيار الفاشل، الخيار الإنساني ضد الخيار الهمجي.

لنلخص: في كل الحالات، إسرائيل الدولة اللاهوتية العنصرية العسكرية ستنتهي إما سلمًا بحلّ مانديلا، أو حربًا بمتلازمة شمشون.
رحم الله الشهداء، وأعان شعوبنا وأمتنا على مواصلة النضال ضد البعبعَين: بعبع الاستعمار الذي تمثله إسرائيل، وبعبع الاستبداد الذي هو نتاجها وحليفها. ولا بدّ لليل أن ينجلي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟   نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ Emptyالثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 4:19 pm

كم سنة متبقية لتسقط إسرائيل نهائياً؟
لقد مرّ عام على "طوفان الأقصى". كان عامًا من أثقل الأعوام في تاريخ البشرية، حيث كانت الدقائق فيه تمرّ وكأنها شهور، وبدت الإنسانية وكأنها تسقط إلى الحضيض، إلا أن مشاهد المقاومة أعادت الآمال المرتبطة بالإنسانية لتبعث من جديد. أما بالنسبة لأهالي غزة، الذين تعرضوا لظلم وحشي وإبادة جماعية، فكان هذا العام بلا شك أطول وأثقل بكثير. والآن حان الوقت لاستخلاص الدروس والعبر حول تقييم ما اكتسبته الإنسانية وما خسرته من هذه التجربة.
أولًا، يجب التأكيد على أن الأحداث لم تبدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لا من حيث الاحتلال الصهيوني، ولا من حيث العدوان المستمر، ولا من حيث المقاومة التي ظهرت كرد فعل. ولكن ما جعل من 7 أكتوبر/ تشرين الأول نقطة تحول هو أن المقاومة، لأول مرة منذ 75 عامًا، أخذت زمام المبادرة وقامت بهجوم مفاجئ ومدهش أثار صدمة كبيرة.
وعلى مدار هذا العام، استمرت إسرائيل في تبرير وحشيتها الإباديّة ضد غزة، مستخدمة عملية "طوفان الأقصى" كذريعة. وبطبيعة الحال، كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تواصل دعمها لإسرائيل، متجاهلة الحقائق ومتبنية تلك التبريرات. لكن العالم بأسره أدرك أن 7 أكتوبر/ تشرين الأول لم يكن سببًا، بل نتيجة لعقود من العدوان والاحتلال.
على مدار الـ 75 عامًا التي سبقت طوفان الأقصى، قدمت الولايات المتحدة وأوروبا دعمًا لا حدود له لإسرائيل، قدمت دعمًا دبلوماسيًا وسياسيًا في المحافل الدولية واستخدمت الفيتو مرارًا وتكرارًا لحماية سياساتها الاحتلالية والتوحشية.
قدمت دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا بمليارات الدولارات سنويًا، وتحيزًا إعلاميًا صوّر إسرائيل كدولة ديمقراطية وحضارية محاطة بأعداء بربريين جاهزين دائمًا لالتهامها.
وعلى مدار 75 عامًا من الوحشية والعدوان اللذين يمارسهما الاحتلال الإسرائيلي، لم يتلقَّ الفلسطينيون أي دعم يُذكر لا من العالم العربي والإسلامي، ولا من الأمم المتحدة، ولا حتى من الولايات المتحدة التي تدّعي بين الحين والآخر بوقاحة أنها وسيط محايد. واستمرت إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية، وسلب حقوق الفلسطينيين، وتهجيرهم من منازلهم وأراضيهم.
لقد تجاهلت إسرائيل قرارات الأمم المتحدة واستمرّت في عمليات الاحتلال والانتهاكات بلا رادع، حتى أصبح هذا النمط من السلوك مألوفًا في جميع أنحاء العالم. وقد أدت هذه الألفة إلى تطبيع هذه الانتهاكات، مما جعلها تبدو وكأنها حق مكتسب لإسرائيل. والأسوأ من ذلك، أن جميع أعمال المقاومة الفلسطينية باتت تُصوَّر على أنها تهدد هذا الروتين وتخلق حالة من الاضطراب وعدم الأمان، مما أدى إلى شعورٍ بالإحباط والملل منها.
وبذلك، تحولت القضية الفلسطينية إلى قضية مهملة يُنظر إليها على أنها عبء لا طائل منه، يثير الضجر ويزعزع استقرار العالم. وللأسف، لم تقتصر هذه الرؤية على الدول الغربية وشعوبها فقط، بل بدأت تتسرب إلى أذهان شعوب العالم الإسلامي أيضًا.
فكان يُزعم أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الحديثة والمؤسسية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، ويُعتبر المستوطنون الذين يقيمون فيها جزءًا من حالة إنسانية مأساوية ترتبط في خلفيتها بمأساة "المحرقة"، مما أضفى شرعية إنسانية على وجودهم. أما تهجير الفلسطينيين من منازلهم بسبب هذا البرنامج الاستيطاني، فقد بات يُعتبر مسألة يمكن التغاضي عنها.
لقد تمكنت إسرائيل الصهيونية، على مدار 75 عامًا من الاحتلال الوحشي الذي تمارسه بلا حدود وبشكل واضح، من إقناع أصدقائها وأعدائها بأن هذا الاحتلال هو بمثابة جهد أصيل للحفاظ على وجودها وبقائها.


ولكن عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها من تحركات لجهاز القتل الصهيوني، أظهرت فجأة الوجه الحقيقي لإسرائيل أمام أعين العالم. فقد أصبح الوجه العنصري والمتعجرف والظالم والمجرم مرتكب المجازر والإبادات الجماعية، الذي كان متخفيًا وراء القناع، معروفًا للجميع.
وخلال عام واحد، تجاوز عدد القتلى الذين أزهقت إسرائيل أرواحهم 41,788 شخصًا، يشكل الأطفال والنساء والشيوخ 75% منهم (أكثر من 16,891 طفلًا و11,458 امرأة). ولا يزال أكثر من 10,000 فلسطيني، من بينهم أكثر من 5,000 طفل، عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة.
ووَفقًا لوزارة الصحة، تجاوز عدد الجرحى 96,794، ومعظمهم من الأطفال والنساء. وقد فقد أكثر من 17,000 طفل في غزة أحد والديه أو كليهما. كما تُوفي العديد من الأطفال، خاصة في شمال قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية والعطش في ظل تفاقم أزمة نقص المواد الغذائية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، استشهد ما لا يقل عن 54 فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية نتيجة التعذيب المنهجي والإهمال الطبي المتعمد.
ووفقًا لمنظمة "الأورومتوسطية للحقوق" (Euro-Mediterranean Human Rights Monitor)، تم اكتشاف 130 مقبرة جماعية في قطاع غزة حتى الأول من مايو/ أيار. وذكرت وزارة الصحة، أنه عُثر على سبع مقابر جماعية في ثلاثة مستشفيات في غزة، تحتوي على أكثر من 520 جثة شهيد، بمن في ذلك الأطفال والنساء.
وأسفر قصف المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/ تشرين الأول عن مقتل 471 شخصًا. كما قُتل أكثر من 85 فردًا من فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني، وأكثر من 885 من العاملين في المجال الصحي أثناء أداء واجبهم. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 212 من موظفي الأونروا (UNRWA) على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامهم بواجبهم.
هذه الأرقام تعكس بوضوح النظام الممنهج للإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة على مدار عام واحد فقط. ومن الواضح تمامًا أن دولة قادرة على تقديم هذا النوع من الإحصائيات تمثل تهديدًا للإنسانية جمعاء. فكلما زادت الجرائم المرتكبة في مجتمع ما، ازدادت خطورة السماح للأفراد الذين لهم سوابق إجرامية بالتجول بحرية.
بيدَ أن إسرائيل، من خلال ارتكابها هذه الجرائم، أظهرت أنها قادرة على تكرارها وارتكاب المزيد منها. ورغم ذلك، واصلت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل على مدى العام المنصرم، رغم كل الجرائم التي ارتكبتها خلال تلك الفترة.
وعلى مدار عام، واصلت إسرائيل ارتكاب جرائمها، وواصلت الولايات المتحدة بدورها دعمها غير المشروط. لكن استمرار تراكم هذه الجرائم طوال هذا العام ـ كيفما نظرنا إليه ـ ما هو إلا فشل ذريع سواء لإسرائيل أو للقوى التي تستمر في دعمها دون حدود.
عندما بدأت إسرائيل هجماتها العدوانية التي تحولت إلى إبادة جماعية، أعلنت عن هدفين رئيسيين: الأول، تدمير قدرة حماس على القتال وقيادتها، والثاني، تحرير الرهائن المحتجزين لديها. ورغم القوة غير المتناسبة والعدوانية التي استخدمتها، نجد بعد مرور عام أن أهدافها لم تحقق أي نتائج، حيث لم تحصد سوى الفشل التام في كلا الهدفين.
إن التاريخ يخبرنا أن إسرائيل أصبحت تمتلك كل المقومات والعوامل التي تهدد وجودها. فضائح الفساد التي تورط فيها رؤساء حكومتها والقضايا القانونية التي يواجهها نتنياهو، التوسع العسكري المفرط الذي يستنزف الدولة ومقدراتها، تكاليف الحرب الثقيلة التي تنذر بأزمة اقتصادية ستواجه حكومتها وشعبها، الاحتجاجات المستمرة التي تهدد المجتمع الإسرائيلي وقدرة الحكومة على المحافظة على استقرار النظام.
هذه الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية تزايدت خلال السنوات الأخيرة، سواء بسبب القضايا السياسية أو الاجتماعية. هذه الاحتجاجات تعكس حالة الاستياء من سياسات الحكومة.
إسرائيل تواجه بالفعل عزلة دبلوماسية جزئية؛ بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين. الكثير من الدول والكيانات الدولية تُدين سياسات الاستيطان والاحتلال. في حال زادت عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، فإن هذا قد يؤدي إلى تراجع دعمها الخارجي، خاصة إذا تغيرت مواقف الولايات المتحدة أو أوروبا؛ بسبب الضغوط الداخلية أو تحولات السياسة الدولية.
أيضًا، لا عجب من تلك التنبؤات بحرب أهلية قريبة في إسرائيل، فهي مجتمع متنوع، يشمل العلمانيين والمتدينين واليهود من أصول مختلفة. التوترات بين هذه المجموعات حول القيم الثقافية والاجتماعية موجودة وقائمة، ثم زادت بشكل عنيف بعد الحرب. إذا استمرت هذه الانقسامات، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار المجتمع بالكامل.
إن تصعيد العدوان الذي نشهده اليوم من قبل إسرائيل يبدو أنه مستوى آخر من الجنون، ولكنها تسعى لاستعادة هيبتها المفقودة أمام حركة حماس والعالم كله، وتعلم في قرارة نفسها أنها أصبحت في وضع يهدد وجودها بشكل حقيقي.
إسرائيل تعيش يوميًا هزائمها التي بدأت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وستستمر هذه الهزائم بفعل صمود الشعب الفلسطيني وصمود المقاومة التي لا تواجه فقط جيشًا، بل كيانًا سياسيًا هشًا، يعاني من أزمات داخلية حادة تضاف إلى الضغوط الخارجية. مع تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، ومع تآكل الدعم الدولي مع مرور الوقت، قد تواجه إسرائيل مستقبلًا غير مستقر. كل هذا يشير إلى أن سقوط إسرائيل  قد يكون أقرب مما يتوقعه البعض، ولن تكون إلا سنوات قليلة لنشهد سقوط إسرائيل التام والمدوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟   نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ Emptyالجمعة 11 أكتوبر 2024, 1:13 pm

إسرائيل وخطر الزوال.. بين الحقيقة والمبالغات


نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟ RTXCRM3L

أعلن نتنياهو (يمين) عام 2017 أنه سيجتهد لتعمّر إسرائيل 100 عام وأن هذا ليس بديهيا لأنه لم يسبق لدولة يهودية بلوغ الـ80 وهو ذاته ما حذر منه لاحقا رئيس وزراء الاحتلال الحالي نفتالي بينيت



زوال إسرائيل أمنية كثير من أنصار فلسطين، وقد سيطرت على كثيرين حتى باتوا أسرى تفكير رغائبي جعلهم في كثير من المحطات يخضعون لأحلام وردية تقنعهم أنها زائلة لا محالة، عاش الفلسطينيون هذا عقب النكبة مباشرة، في ظل خطاب عربي يهنئ سمك القرش بما ينتظره من خير وفير عند إلقاء إسرائيل في البحر، وقد تأثر أولئك بهذا الخطاب لدرجة أن بعضهم رفضوا عقب النكبة أن يشتروا أراضي ويؤسسوا بيوتا، على اعتبار أن اللجوء مرحلة مؤقتة، وأن الاحتلال زائل قريبا.
ورغم أن هذه القناعة ما زالت مسيطرة على كثيرين فإن البعض قد تأثر سلبيا بتلك الأحلام الوردية، فبات ينكر كلية إمكانية زوالها -على الأقل في المنظور القريب- لأسباب، أهمها فارق القوة العسكرية والعلمية، ورسوخ التحالفات التي تربط بين الكيان والمنظومة الغربية، وانهزامية كثير من الأنظمة والجيوش العربية.
اقتباس :
قال جدعون ليفي: لن يستطيع أحد وقف عملية التدمير الذاتي الداخلي الإسرائيلي، فمرض إسرائيل السرطاني قد بلغ مراحله الأخيرة ولا سبيل لعلاجه، فيما أكد المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أن إسرائيل مكان ستغرب شمسه وسيشهد انحلالا أو غوصا في الوحل، وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إما مطارَدين أو مقتولين.
وربما كان حديثنا في هذا الميدان وهما بعيدا عن التحليل المنطقي لولا ما يصدر من تصريحات عن مسؤولين صهاينة يحذرون من خطر وشيك يتهدد إسرائيل، فقد ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك في مقال أنه يخشى أن تنزل بإسرائيل لعنة العقد الثامن التي أصابت دولا يهودية سابقة كدولة داود أو دولة الحشمونائيم.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو قد أعلن عام 2017 أنه سيجتهد من أجل ضمان أن تعمّر إسرائيل 100 عام، وأن هذا ليس بديهيا، لأنه لم يسبق لدولة يهودية بلوغ الـ80، وهو ذاته ما حذر منه لاحقا رئيس وزراء الاحتلال الحالي نفتالي بينيت.
أما وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس فقد قال إن المخاوف من سيطرة الفلسطينيين على إسرائيل في المستقبل ليست بعيدة عن الواقع، وإن إسرائيل ستتقلص خلال السنوات المقبلة لتصبح بين مستوطنتي غديرا والخضيرة.
أما يوفال ديسكين الرئيس السابق لجهاز الشاباك فقال إن إسرائيل لن تبقى إلى الجيل القادم، ولم يقتصر الأمر على مسؤولين إسرائيليين، فقد أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن اعتقاده بأنه سيتم القضاء على إسرائيل.
كما أن صحفيين ومفكرين وكتّابا صهاينة قد عبروا عن قلق مشابه، فقال الجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيلي إن إسرائيل فشلت في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيوني، وهي تسير في طريق فقدانه، فيما قال الصحفي آري شافيط إن إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة، أما الكاتب جدعون ليفي فقال إنه لن يستطيع أحد وقف عملية التدمير الذاتي الداخلي الإسرائيلي، فمرض إسرائيل السرطاني قد بلغ مراحله الأخيرة ولا سبيل لعلاجه.
بدوره، أكد المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أن إسرائيل مكان ستغرب شمسه وسيشهد انحلالا أو غوصا في الوحل، وخلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض، إما مطارَدين أو مقتولين.
وهذه المواقف لا يمكن أن تتواتر بهذا الشكل لولا وجود شعور حقيقي بخطر الزوال، فليس من الطبيعي أن نسمع عن دولة -مهما كانت ضعيفة أو تعيش ظروفا قاسية- يتحدث أغلبية قادتها عن قرب زوالها عن الخريطة.


أسباب القلق الإسرائيلي من خطر الزوال

تنبع مخاوف الإسرائيليين من خطر الزوال من مجموعة من الأسباب المهمة والخطيرة، سواء على دولة إسرائيل لوضعها الحساس كأقلية محتلة في وسط عربي معادٍ، أو على غيرهم من الأمم التي تعيش وضعا سويا، ومن أهم هذه الأسباب:
  • الانقسام الداخلي المزمن وفقدان القيادة

تعيش إسرائيل هذه الأيام انقساما غير مسبوق، حيث تتشرذم القوى البرلمانية التي من المفترض أن تشكل الحكومة إلى مجموعة كبيرة من الأحزاب تكتلت في كتلتين رئيسيتين لم تستطع إحداهما بلوغ الأغلبية إلا بالتحالف مع قائمة عربية، في سابقة خطيرة من وجهة نظر كثير من الإسرائيليين، فقد أدت أزمة الحكم المتواصلة منذ مارس/آذار 2019 إلى إجراء 4 جولات انتخابية انتهت أخيرا بالحكومة الحالية التي يرأسها نفتالي بينيت، وهي خليط عجيب يمتد من أقصى اليمين الاستيطاني المتطرف إلى أقصى اليسار، مرورا ببعض النواب العرب.
ومع ذلك، فإن هذه الحكومة تعد من أخطر مؤشرات ضعف إسرائيل لأسباب، منها: أنها تعتمد على أغلبية ضئيلة جدا، حيث بإمكان نائب واحد أن يتحكم فيها ويسقطها متى شاء، كما أن رئيسها ليس معه إلا 6 مقاعد، في مفارقة لم تشهدها ديمقراطية -إن صح اعتبار إسرائيل ديمقراطية- من قبل، فكيف تكون الديمقراطية معبرة عن رأي الجمهور فيما رئيس الحكومة لا يمثل إلا 6 مقاعد من أصل 120 مقعدا؟
والأمر الثالث أن بينيت عاجز عن ضبط هذه الحكومة، فكل وزير من وزرائها يتصرف كما يشاء دون ضابط ولا رقيب، ولا أحد يعده ممثلا لمكونات تلك الحكومة، بل إنهم اضطروا لتعيينه في هذا المنصب فقط من أجل النجاح في إقالة نتنياهو، وبالتالي ليس لها أي ناظم سواه، وبمجرد اختفائه سيتفكك تحالفهم ويتخلون عن بينيت.
وإضافة إلى ما سبق فإن إسرائيل تفتقد اليوم كفاءة قادتها المؤسسين، فالساسة الحاليون فاسدون وانتهازيون وحريصون على مصالحهم بالدرجة الأساسية ومستعدون لفعل كل الموبقات من أجل الفوز بالحكم، وهو ما جعل الباحث السياسي أفرايم غانور يصف حال الإسرائيليين بأن الأرض تهتز تحتهم غاضبة وقلقة وهم واقفون يشاهدون أمة ممزقة ومجتمعا منقسما، ينتظرون منقذا ومعجزة تنشلهم مما هم فيه من كراهية مشتعلة تحرق كل جزء من الدولة.
وهو ما لمسه نتنياهو فاستثمر قلق الإسرائيليين منه لإقناعهم بأنه البديل المناسب، حيث قال في مسيرة للمعارضة خاطب فيها الائتلاف الحكومي "أنتم تتسببون بالضرر للهوية اليهودية، اذهبوا إلى بيوتكم لأنكم ضعفاء، أنتم ضعفاء في وجه إيران، أنتم ضعفاء في وجه الإرهاب، وعندما تظهر الحكومة الإسرائيلية ضعفا نرى أعداءها يرفعون رؤوسهم، إسرائيل تحتاج فورا إلى قيادة قوية".
  • فقدان روح التضحية والقتال والاستعداد لدفع الثمن

يلاحظ كل من يراقب إسرائيل فقدان جيشها الاستعداد للتضحية، وخوفه من الخسارة البشرية، وإدمان الهدوء، والاعتماد الكامل على سلاح الجو، لدرجة أن خطة خداع كبرى فشلت في معركة سيف القدس، لأن الجيش لا يريد المخاطرة بعملية برية على أطراف قطاع غزة، مما مكن المقاومة من كشف تلك الخطة وتجاوزها، وهو ما ظهر في منتهى الوضوح بعد مقتل جندي إسرائيلي على حدود غزة قبل أشهر، حيث هاجمت عائلته الجيش وقادته بمنتهى القسوة رغم أنهم كانوا في أعراف المجتمع الإسرائيلي دائما أبطالا ورموزا مقدسة، وهو ما انتقده رئيس الأركان أفيف كوخافي، معتبرا أن الأمة التي تفقد الاستعداد للتضحية تتعرض للهزيمة.
وكان اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك قد انتقد حساسية جيشه للخسائر البشرية، وتراجع الروح القتالية، وتآكل الاستعداد للتضحية بالنفس، وتوجه الجنود للخدمة في الوحدات غير القتالية، وفقدان الثقة في القادة، وعدم جاهزية سلاح البر للحرب، وهي الأمور التي عدها تقود إسرائيل للهاوية.
  • تصاعد الفعل الفلسطيني المقاوم

يعيش الإسرائيليون قلقا كبيرا من تنامي قوة المقاومة الفلسطينية، وانتشار الإيمان بها كفكرة ومثال، ففي غزة جرأة كبيرة وقدرة على المبادرة كما ظهر ذلك في المعركة الأخيرة، وتحدٍ واضح لإسرائيل، وامتلاك لقوة الردع حيث باتت إسرائيل عاجزة عن ممارسة سياسة الاغتيالات أو سياسة المعركة بين الحروب التي تقضم من خلالها قوة الخصم، كما أن غزة باتت تهدد في كل حدث مهم بالعودة لميدان القتال، كاقتحام الأقصى أو ذبح القرابين أو اجتياح مخيم جنين.
لكن أخطر ما تراه إسرائيل هو نجاح المقاومة في الربط بين الساحات الفلسطينية المختلفة، حيث بات الاحتلال يرى في فلسطينيي الداخل خطرا كبيرا في أي معركة قادمة، وهو خطر ملح لدرجة أنه يخوض التدريبات ويضع الخطط لمواجهته، كما تتصاعد جرأة المقدسيين الذين باتوا يرون لهم في غزة نصيرا، وباتوا يهتفون باسم قادتها كمحمد الضيف، ويواجهون أي اقتحام للأقصى بقوة وعزيمة، كذلك الأمر في الضفة، خاصة ما يجري في مخيم جنين حيث يتحدث الجيش الإسرائيلي عن ضرورة استخدام المروحيات في مواجهة مقاتلي المخيم، لعجزه عن اقتحامه دون خسائر في صفوفه.
وكل هذه المخاطر تتزامن مع تصاعد المواجهة مع الأعداء الإقليميين للاحتلال كإيران التي باتت من خلال حلفائها تحيط إسرائيل من الشمال والجنوب والشرق، وهو ما يجعلها معرضة لخطر عشرات آلاف الصواريخ من لبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، فيما تقف إسرائيل عاجزة عن وقف البرنامج النووي الإيراني، وفي الوقت ذاته ترى تخلي واشنطن عن حلفائها كما جرى في أوكرانيا، وانسحابها من المنطقة كما جرى في أفغانستان.
كل ما سبق يضع إسرائيل أمام مخاطر وجودية، ويدفعها للتساؤل عن مصيرها المحتوم، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه مصير قريب أو بعيد، وإنما خطوة في طريق انحدار يتسارع أو يتباطأ فقط بفعل أولئك الراغبين في إزالتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نهاية إسرائيل.. حل مانديلا أم متلازمة شمشون؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نهاية أسطورة إسمها نيلسون مانديلا
»  الهزيمة والنهاية.. متلازمة الخوف في إسرائيل
» من تل أبيب إلى حيفا.. أوريان 21 تسأل: هل هذه نهاية إسرائيل؟
» كيف أنهى طوفان الأقصى معارك إسرائيل الخاطفة وأقحمها في حربٍ بلا نهاية؟
» نيلسون مانديلا والقضية الفلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: