أيها الغرب المتوحش متى ترتوي سيوفكم من دمائنا؟
منذ عشرة قرون كانت الحملات الصليبية على ديار العرب والمسلمين لتستمر قرنين من الزمن قتلاً
وإستحلال مقدساتنا بإصطبلات خيلٍ حوافر غزوهم، ويتجدد الغزو بحملة عسكرية فرنسية ١٧٩٨
وتتوالى دول الغرب بحملات غزو استعمارية لتكسير المنطقة والدم العربي يسيل على هذا التوحش
وهذا الغزو البربري واللإنساني، ومن التكسير إلى التجزئة وصناعة الحدود الوهمية بين شعوب
المنطقة المتوحدة بعقيدتها وثقافتها ولغتها وتاريخها بسياقها الحضاري لأبنائها، ومن التكسير
والتجزئة إلى التغريب بإنتاج نخب ثقافية وسياسية وقيادات ومكونات مجتمعية لتخدم مشاريع التجزئة
بأعلام وجيوش ومثقفين وسياسيين صنعت على عين منوالهم، ولم تطمئن عقول الغرب وقلوبهم لما
احدثوه في المنطقة إلاّ بزراعة كيان طارئ من شتات العالم على معتقد موهوم لجماعة دينية لم تكن
تاريخياً على دعوة الأنبياء والرسل الكرام، وبقيت في دائر الازدراء والقتل من الغرب ذاته، وهي
جماعة كانت وظيفتها التاريخية إشعال الحروب والفتن والإفساد في الأرض وقتل الأنبياء والرسل
عليهم السلام، زرعوه على أرض فلسطين ليبقى رأس حربة بإستمرار هيمنتهم على المنطقة
وضمان تجزئتها والسيطرة على موقعها الإستراتيجي وسلب ثرواته، بل وتوحشت بربريتهم لمزيد
من التفتيت، وتفتيت المجزأ، وإفتعال نيران الحروب والنزاعات بلا نهاية، وكأن هذا الغرب
المتوحش يعيش الضمأ الدائم لدم العرب وإستعمار المتطقة وعلى مدى القرون.
أيها الغرب البربري المتوحش، متى ترتوي سيوفكم من دمائنا؟ ومتى تكونوا بشراً بسماحة العرب
واخلاقهم ونبل إنسانيتهم عندما سادوا العالم عدلاً ورحمة بدينهم الإسلام، وبحضارتهم الإنسانية
السامقة التي أخرجتكم من كهوف الجهل والظلمة إلى النور وأنوار العلم والنهضة والتقدم، وهل
جزاء الإحسان إلا بهذا التوحش والتعطش للدم بعنصرية العرق والدين؟ تأكدوا واعلموا لدينا من
مقومات استعادة قيادة البشرية على العدل والإحسان وإن طال الزمن ودورة الأزمان. إنه وعد الحق
بالإستخلاف للذين أمنوا ويعملون الصالحات.