27 قتيلا وجريحا في غارة إسرائيلية على محيط دمشق
أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل 7 مدنيين وإصابة 20 في غارة إسرائيلية استهدف مبنى سكنيا في ريف دمشق.
وأفادت مصادر إعلامية سورية -اليوم الأحد- أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن المعلومات الأولية تفيد أن عدوانا إسرائيليا استهدف منطقة السيدة زينب بريف دمشق، مضيفة أن الغارة خلفت عددا من القتلى والمصابين.
ولم تتبن إسرائيل تنفيذ القصف حتى الآن، لكنها -وعلى مدى سنوات- شنّت مئات الضربات الجوية على الأراضي السورية، مستهدفة مواقع للقوات الحكومية وأهدافا تقول إنها إيرانية أو تابعة لحزب الله اللبناني.
وقد زادت وتيرة الغارات خلال الأسابيع الأخيرة مع احتدام الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.
وتشن إسرائيل منذ سنوات غارات على سوريا، وكثفت تلك الهجمات منذ بدء حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الدفاع السورية: استشهاد 7 مدنيين وإصابة 20 في عدوان إسرائيلي
أعلنت وزارة الدفاع السورية "استشهاد 7 مدنيين وإصابة 20 في عدوان جوي إسرائيلي استهدف مبنى سكنيا في ريف دمشق".
وقبل قليل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا قرب العاصمة.
أهداف وتفاصيل استهداف إسرائيل مواقع بإدلب للمرة الأولى
قصفت طائرات إسرائيلية مواقع عدة في ريفي إدلب وحلب شمالي غربي سوريا، مما أسفر عن مقتل وجرح نحو 20 عنصرا من القوات الإيرانية وحزب الله والنظام السوري، وتدمير مقرات تتمركز فيها هذه القوات في مدينة سراقب شرق إدلب، ومستودعات أسلحة في البحوث العلمية قرب معامل الدفاع بريف حلب الجنوبي.
وقال الراصد العسكري أبو صطيف خطاب، العامل في رصد حركات الطيران لدى فصائل المعارضة السورية، للجزيرة نت إن الطائرات الإسرائيلية تقصف للمرة الأولى مواقع تتمركز فيها قوات الحرس الثوري ومجموعات إيرانية أخرى وعناصر قوة الرضوان التابعة لحزب الله وقوات من الحرس الجمهوري التابع للنظام السوري في سراقب.
وأشار إلى أن القصف استهدف أيضا مقرا يضم فريقا من الحرس الثوري يعمل على الطائرات المُسيرة في الطرف الجنوبي من منطقة الصناعة بالحي الشرقي من سراقب، إضافة إلى استهداف مركز تصنيع وتطوير هذه الطائرات في مركز البحوث العلمية قرب معامل الدفاع بريف حلب الشرقي.
خرق الأجواء
من جهته، أفاد الراصد الميداني "أبو أمين"، العامل في مجال الرصد العسكري، للجزيرة نت بأن القصف استهدف كذلك مواقع عسكرية في نقطتي المصرف الزراعي ومركز الأعلاف الواقعة في منطقة الصناعة، إلى جانب تجمع عسكري في تل الرمان جنوب المدينة وتمركز آخر على طريق كفرعميم-سراقب.
ووفقا له، أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 7 أشخاص وجرح 15 آخرين، بالإضافة إلى تدمير عدد من الأبنية وآليات عسكرية في المواقع المستهدفة في مدينة سراقب.
وأضاف أبو أمين أن الطائرات الإسرائيلية دخلت الأجواء السورية من جهة الأردن حتى منطقة "التنف" شرقي سوريا، ثم اخترقت أجواء البادية السورية، وقصفت -في أربع غارات جوية- مركزا لتطوير صناعة الطائرات المسيرة نوع "إم بي في" (MPV) في البحوث العلمية قرب معامل الدفاع جنوبي شرقي البلاد.
من ناحيته، أكد الراصد خطاب أنه قبيل القصف على ريف إدلب اخترقت طائرة مسيرة إسرائيلية -في منتصف الليل ولأول مرة- الحدود السورية اللبنانية من بوابة حمص، ودخلت أجواء حماة ثم إدلب، ووصلت إلى ريف حلب، ثم عادت من أجواء محردة بريف حماة إلى لبنان.
موقع مهم
وأشار الراصد خطاب إلى أن طائرات الاحتلال قصفت -قبلها بساعات قليلة- موقعا مهما لقوات النظام السوري في "تلة قليب"، الذي يرتفع عن سطح البحر 1668 مترا قرب بلدة "الكفر" جنوب السويداء.
وأوضح أن الموقع يحتوي على كتيبة "حرب إلكترون" التي تتبع الفوج التاسع، وهو فوج سطع إستراتيجي عبارة عن 3 كتائب، مهمته معرفة نوع الطائرة استنادا للرادار الصيني من نوع "جيه واي 27" ( JY-27) الذي يحدد نوع الطائرات وارتفاعها واتجاهها، ويكشف دخول الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية.
وأعلن موقع وزارة الدفاع السورية أنه "بتمام منتصف الليل و45 دقيقة، شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه جنوب شرق حلب مستهدفا عددا من المواقع في ريفي حلب وإدلب، مما أدى إلى إصابة عدد من العسكريين ووقوع بعض الخسائر المادية".
وتعليقا على الحدث قال العميد طيار أسعد الزعبي، المحلل العسكري والإستراتيجي، في تصريح للجزيرة نت، إن إسرائيل قامت في الآونة الأخيرة بتنفيذ ضربات مركزة تماما باتجاه الأراضي السورية.
واعتبر أن الهدف من التوسع الجغرافي نحو ريف حلب الشمالي هو الوصول إلى مصنع 790، وهو أكبر مصنع لتطوير الصواريخ والطيران المسير وقذائف المدفعية، وتم توسيع هذا المصنع لإنتاج كافة قذائف الفوهات النارية، وأصبح متخصصا في تطوير صواريخ "سكود".
ويقدر الوجود الإيراني بـ70% في هذا المصنع، حسب المتحدث نفسه؛ وأغلب إنتاجه لصالح إيران وحزب الله وليس لصالح النظام السوري، معتبرا أنه من الطبيعي أن تقوم إسرائيل باستهدافه، على اعتبار أنه المصدر الرئيسي لإمداد حزب الله بالصواريخ.
وأضاف المحلل العسكري أن نسبة الاندماج بين القوات الإيرانية والحرس الثوري والحرس الجمهوري التابع للنظام وقوات الفرقة الرابعة قبل أيام كانت تساوي 100%، بمعنى أن كل معسكر فيه فرقة رابعة، وكل حرس جمهوري توجد فيه قوات إيرانية.
وعن المراكز المستهدفة قال الخبير إنها تعد مناطق كشف مبكر وتوجيه طيران، معتبرا أن استهدافها جاء لمنع كشف الطيران الإسرائيلي سواء تجاه الأراضي العراقية أو تجاه الأراضي الإيرانية.
منع الإمداد
في حين أوضح البروفيسور إيال زيسر، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب رئيس جامعة تل أبيب، أن إسرائيل من خلال تكثيف الهجمات المنسوبة لها في سوريا تسعى للقضاء على الوجود العسكري الإيراني، وكذلك تدمير الترسانة والقدرات العسكرية المتوجهة إلى حزب الله في لبنان.
ورجح أن القصف في مناطق إدلب وحلب، يندرج في سياق تطلّع إسرائيل للقضاء على التهديدات التي قد تتشكل من الأراضي السورية، وكذلك منع الإمداد بالسلاح والعتاد والقوات البشرية لحزب الله في لبنان.
ويعتقد زيسر أن على إسرائيل انتهاز فرصة الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، وضرب أي تموضع إيراني في سوريا وأي وجود لحزب الله هناك، وتدمير كافة الترسانة والأسلحة، زاعما أن تل أبيب تجاهلت الوجود الإيراني وكذلك ترسانة حزب الله في سوريا.
ولفت زيسر إلى أن الهجمات الأخيرة هي مؤشر على أن إسرائيل تسعى وبشكل جدي لمنع إيران من السيطرة على الأراضي السورية، وكذلك القضاء على التموضع العسكري الإيراني، وإحباط أي مخطط لتحويل القوات الموالية لإيران في سوريا، إلى ما يشبه حزب الله الثاني، قائلا إن "إسرائيل تحقق نجاحات في ذلك".
ومنذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، وهو يخوض حملة عسكرية ضد حزب الله في لبنان، يضيف المتحدث نفسه.
وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أنه ومنذ اندلاع الحرب على الجبهة الشمالية فإن الحدود السورية، هادئة نسبيا، مقارنة بما يحدث في لبنان، قائلا " لكنهم يطلقون النار على إسرائيل من هناك، وبالتأكيد سيستمر هذا الأمر وربما يزداد، ولذا يجب تدمير مصادر التهديد من سوريا".