ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الأرامل الصغيرات .. ما بين قساوة الحياة وظلم المجتمع الأحد 17 نوفمبر 2013, 12:48 am | |
| [rtl]الأرامل الصغيرات .. ما بين قساوة الحياة وظلم المجتمع[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl]
«الأرمله بإختصار .. امرأة سُلِب منها كل شي بلحظه .. بيتها ، حبها ، أمانها ، راحتها، و مستقبلها ، و فرض عليها إكمال حياتها وحيدة مواجهة تحديات وصعوبات الحياة ، و العبارة التي ترافقها دائماً « عيب انتِ أرملة .. لا يوجد لك رجل» ، كلمات معبرة خرجت من قلب أرملة صغيرة تدعى «ابتسام». التقت «ابواب « أرامل صغيرات ليعبرن عن آهاتهن وأوجاعهن لتكون رسالة للمحيطين بهن بأن يرأفوا بحالهن وبمشاعرهن المكتومة.
خسرت الأمان بلحظة «ابتسام» ذات تسعة وعشرين عاماً أم لطفلين ، توفي زوجها منذ سنتين والى الآن لم تستطع تقبل الأمر عبرت عن مشكلتها قائلة: « لقد خسرت بيتا بنيته مدة ست سنوات، أهل زوجي ابتعدوا عني وعن الاولاد خوفاً من تحمل مسؤوليتنا، كما أن صديقاتي ابتعدن عني أيضاً، عمري ذهب وحياتي لم أعد باستطاعتي عيشها ، لا يوجد لي أمان ، المسؤولية كبيرة ولا أستطيع الهروب منها ، بالاضافة الى الاحساس بالضعف يقتلني ، كما أنني دائمة البكاء ، فالارملة حينما تبكي تبكي لأن قلبها مجروح». وتابعت: «كما لم يعد لي خصوصية فالجميع يتدخلون بي، وخاصةً أهلي الكارهون لفكرة ان ابنتهم الام لطفلين قد أصبحت «أرملة» ، فإنهم يضيقون الخناق على حركاتي وتصرفاتي فمعظم ما كنت أعمله وأنا متزوجة قد أصبح فجأة ممنوعاً علي ، فكل حركة أصبحت مراقبة وعند سؤالي لهم لماذا، يجيبونني: «عيب انت أرملة ... لا يوجد لك رجل». وأضافت: «بالاضافة الى النظرة الخاطئة من الجنس الآخر ، والمضايقات التي اتلقاها منهم «. أشعر بالقهر والظلم والغيرة وعن مشاعرها الدفينة أجابت: «عند أي تجمع عائلي أو مناسبة ما أشعر بالاحراج والظلم حينما أرى كل من حولي مع شريكه وأنا وحيدة ، أشعر بالقهر والظلم والغيرة، فأبكي وحيدة متألمة بعيدة عن عيون الناس كي لا يشعروا بانكساري وقهري». وعبرت عن قساوة كلمة «أرملة»: «ما أقسى وأصعب كلمة «أرملة»، أما عن لقب «متزوجة» فأرقى وأجمل» بغض النظر من هو وماذا يعمل «
«عمي» بدل كلمة «أبي» وأضافت موضحة عن مشاعرها اتجاه أبناءها: «بالاضافة الى نظرة الشفقة والعطف عليهم حينما أرى عينيهما الدامعتين عندما يرون نظرائهم يتكلمون ويلعبون مع آبائهم، كما أن احساسي يقتلني حينما تقول ابنتي عن ابيها عندما ترى صورته «عمي» وليس «أبي» لأنها لم تعرفه ولا تتذكره».
ضاقت الحياة بي مبكراً «منيرة» أرملة منذ ثلاثة عشر عاماً وأم لثلاثة أبناء رفضت الزواج مرة أخرى وأصرت على تربية أبناءها تربية صحيحة، عبرت عن مشاعرها قائلة: «لقد ضاقت الحياة بي مبكراً فتحملت مسؤولية أبنائي وحيدة ، أهل زوجي فرضوا علي العيش عندهم في نفس المنزل ومنعوني من الخروج والعمل خارج المنزل عاملوني كأنني سجينة، وعندما قررت العيش مع أبنائي في بيت منفصل عنهم تخلوا عني وعن أحفادهم منعوا عني أية مساعدات تأتينا من الأقارب، كانوا يأخذون أية مبالغ مادية تخصنا عقاباً لنا». وتابعت: «أبنائي لم يشعروا بأي نوع من الحنان من قبلهم سوى فرض السيطرة والقاء الأوامر فقط، أما عن أهلي فان أبي متوفى وأمي كبيرة بالسن ولا تستطيع تحمل مسؤوليتنا، فالحمدلله أقوم بالعمل لوحدي كي أصرف على البيت والاولاد وأتحمل التزاماتهم وأعبائهم الثقيلة».
مواجهة المشاكل الكثيرة المستشارة الاسرية والنفسية «هنادي الجبر» ، وضحت ل «أبواب « عن الأزمات التي تمر بها الأرملة قائلة : «تتولد لدى الارملة ازمات نفسية وعاطفية وإجتماعية وإقتصادية أعمق بكثير مما قد يتولد عند الزوج الأرمل، فالأرامل وبخاصة صغيرات السن قد يواجهن مشاكل كثيرة، إذ يجدن صعوبة فيما لم يعتدن عليه مثل تحمل الاعباء الاقتصادية ونظرة المجمتع وتحسس النساء المحيطات وخوفهن على أزواجهن مما قد يدفع بهن للانعزال ، وفي كثير من الاحيان تجد نفسها مضطرة لمواجهة المجمتع وخصوصا الرجال حيث يتكون لدى الكثير نظرة سلبية بل ويعتبرونها سهلة المنال مما يجعلها عرضة للابتزاز والمضايقات وسوء الظن». وتابعت: «ومن هنا قد تتعرض الارملة الى الدخول في مرحلة من (عدم الاتزان) والانعزالية.. فإما أن تتماسك لتقوم بتحمل مسؤولياتها، والنهوض بأعباء إعالة أولادها لإمتلاكها قوة الإرادة والعزم والمثابرة، والمقدرة علي تحمل وتجاوز الصدمات، فتقوم بدور الأم والأب معاً، وإما أن تنهار استسلاماً للعديد من الآلام».
لا للاستسلام والرضوخ وأكملت: «لابد لنا ان نقف وقفة تأمل فنتسائل هل يجب علينا الاستسلام والرضوخ لقيود مجتمعية بعيدة كل البعد عن الحكمة وعن ما شرعه ديننا الحكيم؟، فإذا كانت الارملة قد قدر الله عليها ان تفقد زوجها فليس معنى هذا ان تُمنع في ممارسة حقها في الحياة ،فموت الزوج لا يعني نهاية الحياة بالنسبة للزوجة وليس معناه ان تعيش بقية حياتها في اغلال وقيود قد فرضت عليها». ومن وجهة نظر «جبر» عن ما يجب فعله لعدم الاستسلام أجابت: «ان على الارملة ان لا تستلسم بل يجب عليها ان تعمل على اعادة تقييم الواقع وان تبدأ بترتيب اوراقها النفسية ، و يجب عليها المسارعة في الانتقال من حالة الترمل والحزن الى حالة الاستمرارية لتحقيق (التوازن) وان لا تتردد في طلب المعونة من المختصين او من يتصف في الحكمة والهدوء لتقديم الدعم النفسي وارساء قواعد الهدوء النفسي في تقبل هذا الحدث الجلل».
الاشباع الروحي وأكملت: «الاشباع الروحي مهم جدا في هذه المرحلة وهذا يتحقق في التقرب الى الله واللجوء اليه والتعمق في معنى الرضى بالقضاء والقدر والتي من شأنه ان يقوي العزيمة ويحقق الامن النفسي، فإستشعار رقابة الله سبحانه وتعالى يعطي الدافع الكبير للاستمرار والانطلاق ، بالاضافة الى عدم الاستسلام لفكرة الضعف والانكسار (فلا مجال لقبول الافكار القديمة ) والحاجة فهناك الكثير من قصص نجاح الارامل وتفوق ابنائهم في شتى المجالات».
الاعتماد على الذات والاستقلالية وأضافت: «التكيف مع الواقع الجيد قد يحتاج بعض الوقت ولكنه يتحقق وبسرعة اذا تعاملت مع حقيقة انها ذات مستقلة من حقها ان تعيش الحياة بكل تفاصيلها، وانها لازلت تتمتع بالحق في ان تعيش حياتها سعيدة، بالاضافة الى الاعتماد على الذات والاستقلالية امر ضروري جدا فهذا يزيد الارملة ثقة بنفسها ويكسبها احترام الاخرين لها ولتحقيق هذا الامر يجب عليها ان تطور من مهاراتها الشخصية وان تستزيد من المعارف، ويجب عليها ان لا تنغلق اجتماعيا بل يجب عليها عمل خطة طوارىء واشغال وقتها وعدم الاستسلام للحزن والوحدة». وتابعت: «يجب على الارملة «الام» ان تستيقن انها سوف تقوم بدورين في التربية (دور الاب والام) ولذا يجب عليها ان تزيد من كفائتها لتنجح بهذا الدور فهذه المسؤولية لا يجب ان تدفها للتذمر والحزن بل يجب ان تدفها لاستجماع قواها للمواجهة»
نحن لا نستطيع تغير العالم ووضحت قائلة : «التمسك ب « نحن لا نستطيع تغير العالم» بمعنى يجب على المطلقة ان تنطلق لتعيش، وان تعيش بسيكولوجية الارادة والقوة، فالمرأة العربية تمتاز بالقوة وتحمل الصدمات وان لا تلتفت لاي قيد او عثرة في طريق حياتها، وان لا تكترث كثيرا لنظرة المجمتع السلبية ، كما يجب ان لا تنسى الارملة انوثتها وان لا تهمل نفسها، بل يجب عليها الاهتمام بنفسها والحرص على ان تعطي نفسها الحق الكامل فلا نغفل الاهتمام بالنفس (الرياضة والقراءة والعمل). فالحياة مستمرة لم تنتهي وانتِ ما زلتي على قيد الحياة وان مات زوجك فانتي لم تموتي».
اعتبار الارملة شريكا ضمن افراد المجتمع أما من ناحية المجتمع وضحت «الجبر»: «اما المجتمع فلا بد من نشر الوعي والعمل على تغير النظرة والثقافة المجتمعية فلا مجال للاستمرار بقبول النظرة السلبية على ان الارملة مكسورة ومسكينة فلا بد من التوعية المجتمعية وحث الاعلام على تبني تغير الفكر لما سيكون له الاثر في التأثير على خلق نظرة جديدة واظهار ما للمرأة سواء كانت ارملة او مطلقة او متزوجة من دور واهمية في المجتمع فتكون عامل فعال في بنائه، وفي ذات الوقت لا تشعر الارملة انها (محط شفقة وعطف) المجتمع، وانما يعاملها باعتبارها شريك ضمن افراده وهو ملزم بتوفير حياة كريمة لها».[/rtl] |
|