هل العادة سرية حرام
العادة السرية هى مايقام بمعزل عن الناس مستخدما وسائل محركة للشهوى أقلها خياله وذلك للوصول لمرحلة القذف وإنزال المني ويطلق عليها في اللغة الإستمناء بالكف وهو نكح اليد وهو من العادات السيئة وهى تفريغ للشهوة بإستعمال شخصي عن طريق اليد وهى قضية أخلاقية وتعدي على مكارم الأخلاق
تقلل من احترام المرء لذاته وتجعله عبدا لشهواته وتعبر عن ضعف إرادته ولها أضرار صحية متعددة فهناك من العلماء من يري بحرمتها لما ورد
في قوله تعالى "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون "
وقال ابن جرير :وقوله : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ) يقول : فمن التمس لفرجه مَـنْـكَـحـاً سوى زوجته وملك يمينه ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
يقول : فهم العادون حدود الله ، المجاوزون ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم
وقال إبن القيم في - رحمه الله – في الآية الكريمة : وهذا يتضمن ثلاثة أمور :من لم يحفظ فرجه يكن من المفلحين ، وأنه من الملومين ، ومن العادين ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ، ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتـها أيسرُ من بعض ذلك فالآية الكريمة وضحت أن من يبتغي غير المسلك الشرعي في إخماد شهوته فهو معتدي على محارم الله ويدخل في ذلك السحاق واللواط ونكاح اليد وأيضا لأنها من الأمور التي تقرب من الزنا والسبب في ذلك أن ممارسي العادة السرية تترسخ في ذهنه صورة لللإستمتاع بشهوته فتدفعه إلى مسلك يبحث فيه عن الزنا فهى تؤدي إلى طريق الفاحشة ومن مسببات الزنا وقد أفتي بحرمتها الشيخ العلامة "عبد العزيز بن باز وكذلك الشيخ الآلباني " ومن الأحاديث الشريفة التي ورد فيها ذكر الأمر رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال : يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حبلى . وقال سعيد بن جبير "عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم" وقال عطاء " سمعت أن قوما يحشرون وأيديهم حبالى من الزنا " قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما الإستمناء فالأصل فيه التحريم عند جمهور العلماء ، وعلى فاعله التعزير وليس مثل الزنا وذلك لا يأخذنا إلى حرمة الإستمناء باليد فهى كما رأى العلماء حرمتها في الفعل الشخصي المعني المقصود أن الإستمناء بالكف هناك منه ما هو غير محرم كالإستمناء بيد الزوجة مثلا عندما تكون في وضعية حمل أو وضع لا يستطيع الزوج الأقتراب منها فلا مانع إن استمنى بيد زوجته لأنها حلال له شرعا وهناك من يري الإستمناء الذي يمارسه الزوج البعيد عن زوجته او الشاب العازب حينما تبلغهم شهوتهم فالفعل هنا لتجنب كبيرة أخرى لكي لا يقع في الزنا وذلك لايعني أن يمارسها بكثرة على نفس الأسباب وذلك مما يري الأمام أحمد بن حنبل قال في ذلك " المني إخراج فضله من البدن فجاز إخراجه " ويرى بن حزم أن نكاح الرجل ليده مباح وبني كلامه علي شيئان الأول أن ذلك يتم بلمس الرجل لذكره والثاني تعمده إنزال المني فالأول لا حرمة فيه عند جمهور الفقهاء والثاني يرى أنها ليست من الحرام في شيء لقوله تعالي " وقد فصل لكم ما حرم عليك " وليس هذا مما فصل ويرى إبن حزم أنه ليس من الحرام في شيء بل يراه مكروه وليس من مكارم الأخلاق في شىء هو مهين لفاعله وهي أيضا من مبطلات الصلاة والصيام فلا يجوز للجنب الصيام ولا الصلاة ولا قراءة القرآن فالإستمناء نهارا في رمضان يبطل الصوم لما من مشترطات الصوم
أن يدع المرء طعامه وشرابه وشهوته وهى من الشهوة وأيضا يبطل الوضوء ويمنع من الصلاة إلا بعد الغسل ( غسل الجنابة ) لقولة تعالي
بسم الله الرحمن الرحيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً " وفي الحج فيرى جمهور العلماء أن الإستمناء في الحج لا يفسده وعليه بدنه ويرى المالكية غير ذلك أن الإستمناء في الحج يفسده ويبطله إذا كان قبل الوقوف بعرفة
وأيضا يري جمهور العلماء أنه يفسد الإعتكاف فالمفيد أن أضراره وتأثيره على العبادات كبير ويوقع في مهالك ومحرمات كما أنه فعل غير أخلاقي
وله أضراره المتعددة منها أنها تضعف الأعصاب وتقلل من حدة البصر وتضعف النشاط وتسبب الإرتباك وتسبب الخمول والكسل والبلادة والثقل فى النوم كما أنها تؤثر على الممارس عندما يتزوج فى سرعة القذف وضعف الأنتصاب وفقدان الشهوة وهناك من يستمر بممارستها بعد الزواج لأنه لا يصل إلى مرحلة التشبع إلا بتلك الطريقة مما يفسد على المرء علاقته بزوجته كما أنها تفسد خلايا المخ والذاكرة على المدي البعيد
لأنها تفتح آفاق ممارسيها للبحث عن طرق إثارة الشهوة وما أكثرها في عصرنا الحديث من أفلام وصور ومسببات كثيرة
فتؤدي إلى شتات الذهن وتركيزة في أمور تضر بالصحة النفسية والجسدية