ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: تـلك مرارات في الحلق !! الثلاثاء 24 ديسمبر 2013, 11:04 pm | |
|
تـلك مرارات في الحلق !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
عجباً من متحاور متعاند .. يعصره الإصرار فيفرض واقعاً فوق المعقول والمقبول .. وذلك لحاجة في النفس أو لنيل حق لا يكون .. وقد ينال ذاك الحق إذا وجد مساندة من متملق أو متسلق .. وقد يكون السند ممن بيده الحل والربط .. وحتى إذا تحققت أمنيته أتى بالمزيد من زبد المهازل .. وتلك هي من مظاهر الإفلاس في الفكر .. وهي أيضاً من مظاهر فرض واقع غير منطقي على العالم .. وكم تعج الساحات بأمثال هؤلاء .. أناس فرضوا الأوهام بين الناس قسراً وقهراَ .. ثم لم يتوقفوا عند حد بل نراهم يجتهدون في نيل الأوسمة وجوائز المراكز الدولية .. وتلك في الحسبان ورادة أيضاً إذا علمنا أن في قمم تلك المراكز من هم تسلقوا أكتاف الحقائق بدورهم !! .. جوائز السلام وجوائز المؤهلات العلمية العالمية قد تصدق في بعضها ( القليل ) ولكن تشوب بعضها ( الكثير ) الشكوك حتى النخاع في مستحقيها .. خاصة تلك المبذولة للأغراض السياسية .. وكم من قاتل يمسك خنجر الغدر والقتل والإبادة في يد ثم ينال جائزة السلام باليد الأخرى !! .. حقيقة أسقطت هيبة تلك الجوائز من أساسها .. فأصبحت بذلك نمطاً بجانب أنماط لزمن فيه الأمور الزائفة .. ولكنها أصبحت مع المشاهدة والتكرار مألوفةً بالقدر الذي إذا لم تكن كذلك يعنى أن أحد الأصحاء قد تسلق مجداً .. فيعتبر ذلك من عجائب هذا الزمن !! .. وفي كل الأمور التي تجري في ظل العولمة الحالية نرى العجائب والانفلات في كل المعايير .. ونرى التناقضات في كل المشاوير .. والكيل أصبح ليس بمعيار واحد بل أكثر من عشرات المعايير .. والحجة اليوم للقوي والمتملك لزمام الاقتصاد والإعلام .. وهناك مراكز صيت دولية تسيطر عليها قلة متسلقة متسلطة من أعلى المقامات .. ترفع مقام من تشاء وتضع رقاب من تشاء في الأوحال .. فالعالم اليوم تحت سيطرة مراكز القوى التي تدير دفة الأمور في العالم كيف تشاء .. بالقدر الذي يجعل من حديثك في المحافل الدولية بمقدار قوتك العضلية والاقتصادية والإعلامية .. عدا ذلك فكل الأسلحة من منطق وعقل وحقوق وبراهين ودلائل هي أصبحت من عدة الضعفاء والجبناء .. إجرامهم في قتل الأبرياء والنساء والأطفال فاق الحد المعياري المتعارف عن النازية .. ومع ذلك فإن محاكم الجنايات الدولية لا تتجرأ أن تقترب أو أن تلمح مجرد تلميحه !! .. ولكنها شاطرة وجريئة عندما يتعلق الأمر بالضعفاء .. وبذلك هي من أولى المسقوطات الدولية المستجلبة للتقزز .. يستطيعون أن يحاصروا شعباً في بقعة أرض ضيقة ويقفلون عليها منافذ الحياة كيف يشاءون .. ثم يقتلون أفرادها أطفالاً ونساءَ ورجالاً كيف يريدون .. ولكن بالنسبة لهم ذلك حلال ومباح ومتاح !! .. والمحاكم الجنائية في تلك الحالة غير موجودة وغير لازمة !! .. وتستطيع جنودهم أن تفعل في العالم ما تشاء .. تستطيع أن تدمر قرى كاملة برجالها ونساءها وأطفالها .. أو تستطيع أن تبيد عائلة كاملة بضربة واحدة وتسويها على الأرض ثم بمنتهى السهولة تستطيع أن تعلن أن هناك خطأ في الهدف .. أو مغلوطة في المعلومات .. ولا شئ بعد ذلك !! .. تعودت أن تسرح وتمرح في العالم كيف تشاء .. من قتل وتعذيب وتشريد وتجريد لكل أفراد المجتمعات من رجال وأطفال ونساء .. وليست فضائح وفظائع سجن أبو غريب والسجون الأخرى بعيدة عن الأذهان .. ومع ذلك فالجندي بمقتدى حصانة متاحة بقوة التسلط والتجبر يستطيع أن يفلت من أي عقاب .. إلا ذلك العقاب يوم الحساب .. وليست فظائع وفضائح ضرب غزة بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وحصارها خارجة عن خارطة الذاكرة .. وهناك مرارة زائدة في الحلق عندما ساهمت أيدي من بني جلدتنا في حصار أمة أخوة لهم وقتلهم وتجويعهم .. وتلك لعمري وصمة عار قائمة على من قاموا بها إلى يوم القيامة .. تبالدت إحساسهم بل أن بعض الأعداء كانوا أشد رجولة ونخوة منهم .. خاطروا وغامروا مرات ومرات لإيصال ضروريات الحياة لأهلنا هناك .. وما زالوا يفعلون .. بينما تخاذلت الأيدي الصديقة بغير خجل أو إحساس بعار !! ( إذا عجبك ) هو المنطق السائد الآن في العالم .. وحتى إذا أعجب الأمر أم لم يعجب فلا يعني لهم الأمر كثيرا .. ولكن بالرغم من تلك العنجهية والتفوق والمقدرة إلا أنها فجأة تظهر بحجمها التضاؤلي أمام الانهيارات الاقتصادية الكبيرة التي تضرب ساحاتها من وقت لآخر .. فهي قوية في مظاهرها ولكن ينحرها السوس من دواخلها .. وبصورة رهيبة هم يدركون خطورتها .. بالقدر الذي يفكرون فيه ألف مرة ومرة قبل أن يحاولوا في إرسال جنودهم لجهة خارجية كما كان الأمر من قبل .. ومظاهرات المعاناة لشعوبها فاقت تلك المعهودة والمألوفة لدينا !! .. وبالأمس ظهرت مظاهرات عارمة في شوارع دولة إسرائيل .. فالشعب اليهودي أيضاً بدأ يشتكي من ضيق الحال وصعوبة المعيشة !! .. ( سبحان الله ) .. أرادوها لغيرهم ولكن بقدرة الله انتقل الوباء لمجتمعاتهم .. وتلك الحفر حفروها ولكنهم أيضاَ وقعوا فيها !! . وما خفي أعظم . مرارات في الحلق نحس بها منذ عهود ثم صرنا بعد حين مدمنين لها .. فإذا لم تكن فنحن نبحث عنها مثل ذلك المبتلي بالمخدرات والعياذ بالله .
|
|