خيانة علنية!
2/1/2014
أجدني مضطراً للقول أنني كنت مخدوعاً، ومخطئاً في الوقت عينه، حينما ظننت أن النيابة العامة المصرية كانت "غبية" -أثناء محاكمة الدكتور محمد مرسي الأخيرة-، وممثلها يتحدث عن شخصيات قيادية في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وحركة حماس ممن تم اغتيالهم قبل سنوات، أو أنهم معتقلون في سجون العدو الصهيوني على أنهم متورطون ويخططون في المستقبل القريب لتنفيذ العديد من العمليات ضد مواقع حيوية في مصر!.
الحقيقة أن الانقلابيين في مصر يعرفون تماماً ما الذي يريدونه، فأهدافهم واضحة، ورسائلهم موجهة إلى طرف الاحتلال الصهيوني وأمريكا، فالأسماء التي تم ضمها إلى لائحة الاتهام المطلوب القبض عليهم، هي لشخصيات قيادية وبارزة ومؤثرة في كتائب القسام، وكان لها تأثيراً كبيراً آلمت العدو الصهيوني في الكثير من الميادين، وساحات الجهاد، كأمثال القائد حسن سلامة الذي تم اعتقاله في العام 1996م، بعد أن نفذ عمليات الثأر المقدس انتقاماً لاغتيال الشهيد القائد يحيى عياش، والتي تسببت بمقتل 60 صهيونياً، وجرح المئات.
وكذا القائد أحمد الجعبري "أبو محمد"، المسؤول عن عملية خطف جلعاد شاليط، وكذا عمليات إطلاق سراح 1170 أسيراً فلسطينياً، وتسبب اغتياله في وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى قلب القدس المحتلة، وتل أبيب لأول مرة، بالإضافة إلى الشهيد القسامي تيسير سعيد أبو سنيمة الذي اغتالته طائرة صهيونية قبل 4 أعوام وهو المسؤول أيضاً عن عملية خطف الجندي جلعاد شاليط. المخابرات المصرية، وأجهزة أمن الدولة -التي عادت للعمل من جديد في مصر-، تعرف تماماً أن قوائم النيابة العامة تتضمن العديد من الشهداء والمعتقلين الذين لا علاقة لهم ولا لغيرهم، البتة في أي عمل عسكري داخل مصر، لكن الانقلابيون يريدون تثبيت أقدامهم على الرمال المصرية المتحركة، التي فيما يبدو أنها بدأت شيئاً فشيئاً بابتلاعهم تمهيداً لإعلان فشل الإنقلاب بشكلٍ نهائي
السلطات المصرية الحالية تعتقد أن مباركة الاحتلال الصهيوني وأمريكا والغرب من خلفهم، من الممكن أن يثبت هذه الأقدام المتأرجحة نتيجة تصاعد دعوات التصعيد في كافة محافظات، وقرى مصر ضد سياساتهم الانتقامية غير المعهودة، وبالتالي يتم انتقاء تلك الأسماء الأكثر تأثيراً على أنها بـ"الشراكة" عدواً للقاهرة وتل أبيب!
جهاز أمن الدولة المصري يعرف الكثير من التفاصيل عن المقاومين الفلسطينيين، من كان منهم في عداد الشهداء أو معتقلاً عند الاحتلال، حتى أولئك الذين لا يعرف الفلسطينيون عنهم شيئاً، فالمعلومات من الطبيعي أنه يتم تناقلها ذهاباً وإياباً بين القاهرة وتل أبيب، وبالتالي من السذاجة الاعتقاد أن صحيفة الأخبار المصرية الرسمية لا تعرف أن القائد أحمد الجعبري قد استشهد!
بطبيعة الحال، الانقلابيون يسيرون بمصر العروبة والإسلام، نحو منزلق خطير من السخف والإنحطاط والخيانة، وما خفي كان أعظم، وعلى الشعب المصري الانتباه جيداً لأي خطوة حمقاء من الممكن القيام بها باسم الشعب ضد قطاع غزة قد تكلف ما تبقى من وجه الحياء إن وجد!