العنكبوت حيوان صغير وذكره يدعي عنكب أما أنثاه فهي العنكبوت ، وهي التي تبني البيت
وتصل عدد الخيوط إلي 400 ألف خيط وطول الخيط الواحد 20 سم
له ثمانية أرجل وستة إلي ثمانية أعين ، وليست لها أجنحة ، ينسج شبكة من الخيوط للقبض عل فرائسها
وهو ليس بحشرة ، إي لا ينتمي إلى فصيلة الحشرات بل إلى فصيلة تسمى العناكب
وهي فصيلة منتشرة ومتنوعة ، وتعيش في جميع أنواع المناخ ، وعلى جميع الإرتفاعات
وهناك ما يزيد على 35 ألف نوع من العناكب المختلفة الأحجام والأشكال والألوان والطبائع والغرائز في العالم
وهو ذو صلة قرابة مع العقارب والقمل والبراغيث وبعض الحيوانات المفصلية البحرية
ومعظم أنواع العنكبوت ليست ضارة أو من التي تسبب أذى للإنسان
باستثناء بعض الأنواع المعدودة على الأصابع ، ومن أشهرها الأرملة السوداء
فالعناكب وإن كانت مخلوقات غير محبوبة للإنسان ، إلا أنها صديقة له
ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في اصطياد الحشرات والفتك بها
فلولاها لتكاثرت الحشرات وأتت على الأخضر واليابس ، أي أنها تعمل كمبيدات حشرية حية
حيث إن العناكب جميعها من المفترسات التي تقتات على الحشرات الصغيرة والأحياء الأخرى
وهي لا تأكل طعامها بمضغه أو ابتلاعه ، وإنما تمتص العصارات السائلة منه فقط وتترك الباقي
وتختلف الطرق التي تحصل بها على غذائها من فصيلة إلى أخرى
ولعل أشهر ذلك نصب الشباك التي تعلق بها الفرائس الطائرة حيث يأتي العنكبوت إليها ويخلصها ثم يفترسها
ولكن هناك فصائل تحصل على غذائها بطريقة التربص والقفز وتصطاد الذباب وبعض الحشرات الطائرة
وفصائل أخرى تحفر في الأرض مصائد لفرائسها وغير ذلك
الخيط الحريري، الذي تحيك به العنكبوت بتفنن شبكتها ، هو في الحقيقة مجموعة خيوط ملتفة على بعضها
فسمك شعرة الإنسان يزيد عن سمك خيط العنكبوت بـ 400 مرة
إلا أن هذه الخيوط ، اللينة والقابلة للتمطيط بعشرين في المائة من حجمها دون أن تتمزق ، ورغم شدة رقتها وشفافيتها
تعد أصلب الألياف الطبيعية على الإطلاق ، ولها قوة تحمل للضغط أقوى من قوة تحمل الفولاذ
لذلك يطلق عليها الفولاذ البيولوجي أو الفولاذ الحيوي أو البيوصلب
فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فسوف يمكنه حمل طائرة جامبو بكل سهولة
ولقد قام العلماء بإنتاج مادة يشبه تركيبها خيط العنكبوت وهي تسمى بالكافلر حيث يستعملونه في صنع القمصان الواقية من الرصاص
وأنثى العنكبوت هي التي تقوم بنسج الخيط ، عن طريق آلية هندسية تعتبر معجزة إلهية في حد ذاتها
فخيط العنكبوت الضئيل الذي يظهر أمام العين المجردة مصنوع بالطريقة نفسها التي يصنع بها الكوابل شديدة الصلابة
حيث يتكون الخيط المفرد من عدة خيوط متناهية في الصغر ملتفة حول بعضها ، وقد يبلغ سمك الخيط الواحد منها 1 من مليون من البوصة
تنتجه غدد أنثى العنكبوت من خلال ثلاثة مغازل خاصة موجودة أسفل البطن
ويوجد قرب كل مغزل فتحات لغدة صغيرة تخرج منها المادة التي تكون الخيوط الحريرية
وهي مادة معظمها من البروتين وقد يصل عدد هذه الغدد إلى 600 غدة
وتقوم العنكبوت بهندسة الشبكة ونسجها ، بمهارة عالية ، بخيوط منحنية أو مستقيمة
بترتيب متناسق المسافات فيما بينها ، على شكل دائري أو ثلاثي رائع التصميم
وشبكة العنكبوت ليست مصيدة فحسب ، بل هي كذلك شبكة اتصال واستشعار حيث تشعر من خلالها بوقوع الفريسة
والتي تستعمل خيوط الشبكة لتقييدها أو لسحبها ، أو لتغليفها لحفظها طازجة
وتحقن العنكبوت فريستها سما يشلها عن الحركة ، ثم تفرغ فيها لعابها الذي يذيب الأعضاء الداخلية للفريسة
فتمتصها سائلا ، فتتخلص من هيكل الفريسة الأجوف ، فعملية الهضم عندها تتم خارج بطنها
ولذلك تحتفظ بفرائسها حية ، لكي تبقى طازجة
ويتم التزاوج بين ذكور العناكب وإناثها بطريقة مغايرة لما هو عليه في معظم الأحياء
حيث تستعمل اللوامس الحسية الأمامية في الذكور لنقل السائل المنوي إلى الأنثى
وتحتفظ الأنثى بسائل التلقيح فترة طويلة لا تكون خلالها في حاجة إلى الذكر مرة أخرى
وقد يكون هذا سبب قتل الأنثى للذكر بعد التلاقح في معظم أنواع العناكب حيث لم تعد لها به حاجة
وتعيش الأنثى فترة قد تصل إلى ثلاثين عاما
وتضع الأنثى بيضها في كيس من النسيج اللين لحفظها إلى أن يحين وقت خروجها
ويختلف عدد البيض الذي تضعه أنثى العنكبوت حسب النوع ولكنه يتراوح ما بين 100 إلى 3000 بيضة في المرة الواحدة
وفي بعض الأنواع تحمل الأنثى كيس البيض معها أينما ذهبت حيث يبقى الكيس معلقا في مؤخرة البطن ، في غدد إفراز الغزل إلى أن يفقس
ثم تحمل الصغار على ظهرها لمدة أسبوع كامل تتفرق بعده لتمارس حياتها المستقلة
وصغار العناكب تكون مشابهة للكبار أول ما تخرج من البيض وتمر بثلاث مراحل من النمو إلى أن تبلغ