من الطبيعي في الحياة الزوجية أن يكون الحوار بين الأزواج هو المنشط والمجدد وهو من يجعل كلا الزوجين يخرج كل ما بداخله ،ولكن فى بعض الأحيان تمر العلاقة الزوجية بمرحلة من الفتور والملل والروتين و الإعراض عن التحاور، و تكون هذه الأشياء بوادر لما يدعى بالخرس الزوجي... و هو نوع من الإبتعاد في الفكر و التحاور بين الزوجين.
والخرس الزوجي ظاهرة تنتج عن أسباب، و لا تنشأ فجأة، فهي نتيجة تراكمات أهملها الزوجان ظنا منهما أنها أشياء صغيرة ولا تستحق العناية، لكن كثيرا ما تكون الأشياء صغيرة، و لكن عواقبها كبيرة...
إذا لاحظ الزوجان أو أحدهما أن الخرس الزوجي قد تسلل إلى علاقتهما، فليس عليهما أو أحدهما أن يصابا بالذعر أو الخوف على أن زواجهما يواجه تهديدا ما، بل عليهما أن يقفا معا في وجه الباب الذي دخل منه هذا الخرس، و يحاولا بكل ما أوتيا من قوة أن يمنعا تياره من الدخول و الإطاحة بعرش زواجهما و أسرتهما ككل... لكن ليس عليهما إهماله أو الإستهانة به، لأنه في النهاية كالداء المميت، قد ينتشر في جسد العلاقة الزوجية و يتفشى فيها ليصيبها بأضراره... أو يودي بها...
وعلى كل زوجين لاحظا إصابة حياتهما بالخرس أن يكثفا جهودهما ليجعلاه حالة عابرة لا ظاهرة مستعصية......وعليهم معرفة الأسباب التي أدت لذلك .
ويوضح مجدي ناصر خبير الاستشارات الاسريه أسبابا لهذه الظاهره منها
انشغال أحد الزوجين أو كلاهما بأعماله الخاصة.
ضغط المسؤوليات وظروف الحياة بشكل عام.
إنتظار كل واحد منالزوجين أن يبادر الآخر بالحديث، و الأصعب أن يظن كلاهما هذا، فلا يبادر أحد...
قد يكون كلا الزوجان أو أحدهما تربيا في مناخ يسوده الصمت و عدم التحاور الأسري، فتعود على ألا يناقش و لا يتبادل الأفكار مع من حوله.
نظرة كل من الزوجين إلى طبع الآخر، فكثيراً ما يرى أحدهما في الثاني سلوكا يمنعه من المبادرة بالنقاش و تبادل وجهات النظر، متخوفا من أن يحدث صداما ما... فقد يجد أحدهما أن الآخر عصبي نوعاً ما، فيتفادى التحاور معه لتجنب أية حدة في النقاش قد تختم بشجار.
إحساس أحد الزوجين أن الآخر لا ينصت إليه و لا يولي اهتماما لما يقوله له.
ألا يشارك أحدهما هوايات الثانى.
أن يكتشف أحدهما أن الثاني ليس في مستوى فكره، مما يجعله لا يتناقش معه، ظنا منه أنه ليس هناك توافق فكري، مع أن هذا ليس بسبب مقنع، لأنه و إن وجد فرق في المستوى الفكري، فعلى الأكثر وعيا ألا يتعالى على الثاني، بالعكس، فإن المثقف يجيد استيعاب الآخرين بمختلف مستوياتهم، و إيصال فكرته إليهم، بل و النجاح في إقناعم بها... كيف لا و هذا الشخص نصفه الآخر و شريكه في الحياة...
كما لهذه الظاهرة أسباب كثيرة، فإن لها حلول أيضا و منها :
محاولة كلاهما التقرب من الثاني قدر المستطاع.
إختيار الوقت المناسب لطرح أي موضوع للنقاش كي يتوفر جو ملائم للحوار حتى تكون نتيجته مفيدة.
أن يمتص كل منهما غضب الآخر و لا بأس أن ينهي الحوار لو أحس أن الطرف الثاني غاضب و إن لم ينته الموضوع المراد مناقشته، فإنهما سيختاران وقتا آخر لمناقشته تكون
أعصابهما هادئة و نفسيتهما مرتاحة.
على كل منهماأن يبحث عن السبب الذي يجعل الآخر يتفادى تبادل الكلام معه، و عما جعل فتورا ما يطرأ على العلاقة، وما إن يعرف السبب، حتى يعمل جاهدا لإزالته، كأن يجددا من حياتهما بمحاولة كسر الروتين مثلا، و أن يشعر كل منهما الآخر بأهميته في حياته، و أن يبرهن له مدى حبه له، و أن لا شيء قد تغير في كم المشاعر، برغم كثرة متاعب الحياة.
العمل على أن يكون أسلوب الحوار لبقا و هادئا و مهذبا يسوده الإحترام و أن يستمع كل منهما لرأي الثاني بكل اهتمام و من ثم يناقشه معه إن لم يوافقه الرأي و أن يبذلا قصارى جهدهما أن يقربا وجهات النظر، لأن الزوجين في حقيقة الأمر نصفين يكمل بعضهما الآخر، و عليهما أن يقفا جنبا إلى جنب في نفس المكان و ينظران إلى نفس الاتجاه.