أين اختفى الخجل
لا أبحث عن الحياء فقط اسأل أين اختفى الخجل
فكل الصفات المذمومة لم يعد صاحبها منها يخجل
فقد أمسى الكاذب صادقا وكذبه مدون ومسجل
والمنافق يجاري الرياح وفق ما اتجهت تحول
وبدون خجل يصبح المرء بدون بطولات بطل
وبوسامته وجمال طلعته سنحقق الغد الأفضل
ونهيم عشقا فيه نبادله عبارات الصب و الغزل
زمن يتغزل فيه الذكر في مثيله بلا خجل ولا وجل
وقد نضفي عليه قداسة نبي ورسول مرسل
ونفتي فتاوى تبشر بالنعيم كلَ من سفك و قتل
ونكفر كل مخالف فهو من عبدة اللات و هُبل
ولحظات عمر بدنه في ظلام السجون تختزل
التهم جاهزة والنظر فيها أمر غير مستعجل
التجديد و التمديد والتأجيل امر عادي مستحمل
قد نكذب و لا تعلو وجوهنا حمرة الخجل
وكل مكذب لنا فهو مارق دمه مباح و مستحل
ونكذب مبجلين من جعلونا أضحوكة بين الدول
باسم كل نازح و لاجئ ومقصوف نبجل من فشل
ونعتبر بقاءه جاثما على الصدور هو الحل الأمثل
غزتنا جيوشنا فأتقنت بتفان دور الغازي المحتل
وتكاثرت كالفطر اللواءات وبسخاء غرباء تمول
إنها فترة كاشفة ستمضي ولن تدوم الى الأزل
فقد مرت بأحلك منها قديما أرقى الدول