العطلة الصيفية ..شوارع حاضرة وبرامج غائبة
بعودة العطلة الصيفية لطلبة المدارس ، عادت الكرة مرة اخرى الى الشارع ، وعاد البسكليت وغيره من ادوات اللعب والترفيه الى شوارعنا من جديد .
فرحة الاطفال بالعطلة الصيفية لا يساويها فرحة ، غير ان الآباء والامهات يحبسون انفاسهم خوفا على فلذات اكبادهم من سائق طائش ، ومن سيارة مسرعة تودي بابنهم أو ابنتهم لا قدر الله .
والعطلة الصيفية في كل عام تفتح شهية الحديث عن «المخيمات والمراكز الصيفية» .. وعن سواها من البرامج التي تقدمها الهيئات والمنظمات الشبابية ، فضلا عن البرامج الخاصة التي تقدمها بعض المدارس هنا او هناك .
ويبرز هنا التساؤل عن جدية هذه البرامج وجدواها ، وقبل كل ذلك وبعده جذبها للفئة المستهدفة من الطلبة ، ثم هل هي برامج واسعة تأخذ بعين الاعتبار العدد المتزايد من الطلبة ؟
اسئلة مشروعة .. يمكن البحث في تفاصيلها .. والمساهمة في ايجاد الحلول لها ، في ظل عزوف عدد هائل من الطلبة عن الالتحاق بهذه البرامج ، لسببين : قناعة الطلبة بعدم جدوى هذه المراكز والمخيمات ، والسبب الثاني عدم ايمان القائمين على هذه البرامج بنوعية وتميز الخدمة للطلبة .
وحتى نكون منصفين ، فإنه في كل دول العالم هناك نوعيات من البرامج التي تقدم للطلبة في عطلتهم ، غير ان هذه البرامج المميزة غالبا ما تكون مكلفة ، يقابل ذلك برامج عادية لا تستقطب العدد الكبير من الطلبة ، وبين هذه وتلك هناك برامج تقوم عليها هيئات ومنظمات مجتمع مدني تراعي فيها الفروق الفردية بين الطلبة من جهة ، وتقدم نماذج من المبدعين في مجالات مختلفة مثل الرسم او التمثيل ، او الكتابة القصصية ، او كتابة الشعر وغيرها الكثير الكثير .
ولأن ثقافة التطوع ليست مروجة لدى عالمنا العربي ، ومن بينه الاردني ، غابت منظمات المجتمع المدني عن تقديم برامج خاصة للطلبة في عطلتهم الصيفية ، في ظل قصور واضح لدى المؤسسات الحكومية والشبابية عن احتواء الازمة ، لتبقى كافة النشاطات المرافقة عبارة عن نشاطات رمزية لا تغطي 1 % من الطلبة .
وهنا يبرز التساؤل : هل لدينا خطة فعلية وناضجة عن اشغال الطلبة في عطلتهم ، ومنحهم مميزات وبرامج جاذبة ، وغير مكررة تسهم في اندفاع الطلبة وأولياء الامور في هذه البرامج حتى وان كانت مكلفة ماليا ، ذلك ان المردود العائد على الطلبة يساوي او يفوق المبلغ المالي المدفوع .
نتمنى في قادم الأيام ان نرى ما هو جديد ، وما هو مفيد ، وان نكون قد اعددنا أنفسنا جيدا قبل ان «تداهمنا» العطلة الصيفية .