ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عادات العقل والقدرة على الإبداع الأحد 15 يونيو 2014, 8:53 am | |
| [rtl] عادات العقل والقدرة على الإبداع[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
أمينــــــة منصور الحطاب
تبدأ رحلتنا الحقيقية عندما لا نعلم أي طريق نسلك ، ويبدأ عملنا الحقيقي عندما لا نعرف ماذا نفعل.هذه العبارة تنم عن حكمة يرويها الجدول الذي تكثر فيه مجراه العوائق فيصدح بأجمل الألحان ،وكذلك هو العقل الذي يواجه التحديات ينهض مبدعاً محطماً كل العقبات، فالحضارة الإنسانية تدين بالفضل للعقل الإنساني الذي كان هادياً وملهماً لها عبر العصور والأزمان ، وعندما يتوهج العقل تبدأ مسيرة الحضارات وتنطلق شعلتها وعندما يخبو بريقه تتداعى الأمم وتنهار .
اعمل عقلك لقد رفع كانط شعاره المعروف « إعمل عقلك « وأراد بهذا الشعار أن يوقظ العقل الغربي ويخرجه من دائرة الوصاية التي أثقلت كاهله بالتراجع والإهمال. كان كانط يدرك أن العقل الإنساني قائم وموجود وقادر لكن أهميته تكمن في عملية إيقاظه والإنتقال به من حالة السلبية والوصاية إلى حالة الفعل والنشاط والحيوية، وهذا لن يتأتى إلا بكسر طوق الوصاية الذي فرض عليه والإنتقال به نحو آفاق تفيض بالحرية والتقدم والإزدهار . فما من حدود أو خطوط حمراء لقدرات العقل ومفهوم الذكاء ، بيد أن الإحساس بالقصور والتدني والهامشية يقود نحو التراجع والإنكفاء ، فعندما يؤمن الإنسان بذكائه وقدراته العقلية ينطلق إلى الحدود القصوى للفعل والنشاط والمباردة والعطاء ، وكذلك هم الأطفال يصبحون أذكياء عندما يعاملون على هذا الأساس ، فالذكاء قابل للتعلم على مدى الحياة .
عادات العقل الذكاء بصورته التقليدية يركز على المعلومات وهذا ما تقيسه عادةً الاختبارات ، فتظهر النتائج من له القدرة على استظهار المعلومات ، وتنسى كيف يفكر هؤلاء الطلبة بقضايا تثير عندهم الإهتمام ، وكيف ينتقدون المعرفة بمرونة تدل على ممارسات غير تقليدية للقدرات العقلية والذكاء . ومن أجل تطوير الذكاء وإيصال العقل إلى غايته من الإبداع والعطاء يرى أرثر كوستا أنه لابد أن نجعل العقل يتمرس على ستة عشر عادة عقلية تنهض بالعقل إلى أعلى درجات سموه وأصالته ويستفاد منها في الحياة المدرسية نوردها على النحو التالي :
1/ المثابرة يرتبط النجاح بالنشاط والفعل ، والناجحون هم أولئك الذين لا يقبلون الهزيمة أبداً وفي كل مرة يخفقون بها يعاودون الكرة ، ويصنعون استراتيجيات متعددة لمواجهة كافة الإحتمالات دون كلل أو ملل ، فالقدرة على المواجهة والتحدي والمثابرة والمواظبة عادة عقلية يمكن تعلمها وتعليمها وهي ضرورية لبناء العقل النقدي المنفتح على كافة الإحتمالات .
التحكم بالتهور تتضمن هذه العادة امتلاك القدرة على التأني والصبر والمصابرة ، وتساعد الفرد على بناء استراتيجيات محكمة لمواجهة الحقائق واستخدام البدائل المحتملة ، والإبتعاد عن التهور والتسرع والفورية وتقتضي هذه العاده معاودة النظر مراراً قبل الوصول إلى الحكم النهائي أو إلى الإجابة متسرعة . 3_ الإصغاء بتفهم وتعاطف الإصغاء هو بداية الفهم والحكمة ويولي علماء السلوك فن الإصغاء أهمية حيث يذهب بعضهم إلى الإعتقاد بأن قدرة الشخص على الإصغاء للآخرين والتعاطف مع وجهة نظرهم وفهمها تمثل أحد المستويات العليا للذكاء . ويقول كوستا في معرض انتقاده لأساليب التعليم «أننا نقضي 55% من حياتنا مصغين ومع ذلك فإن الإصغاء هو أقل شيء نتعلمه في المدارس « وفي تأكيده على أهمية تعليم الطلبة فن الإصغاء يقول كوستا «نريد أن يتعلم الطلبة تعليق قيمهم وأحكامهم وأرائهم وانجازاتهم ليتمكنوا من الإصغاء النقدي للأخر والتفكير المحكم فيما يقولون « . وهذا يعني أن فن الإصغاء ليس مجرد عملية بسيطة قوامها أن نستمع للآخرين بل هو فعل نقدي وعمل ذهني معقد يتضمن استخدام القدرات الذهنية وتوظيفها .
التفكير بمرونة وتعد هذه العادة من أصعب عادات العقل . ونعني بالمرونة فن معالجة المعلومات بطريقة تختلف عن تلك الطريقة التي تعودنا عليها . إنه لمن السهل بمكان أن تعلم شخص ما حقيقة جديدة ، لكنك بحاجة إلى معجزة لتعلمه تحطيم عقلية قديمة اعتاد على رؤية الأشياء من خلالها . ومن هذا كان علينا تعلم الطلبة استخدام طرق غير تقليدية في حل المشكلات ومواجهة التحديات .
التفكير المجرد ويقصد به التفكير حول التفكير ( ماوراء المعرفي ) وهو القدرة على معرفة حدود ما نعرف وما لانعرف وبذلك نصبح أكثر إدراكا لأفعالنا وتأثيرها على الأخرين والبيئة . وعادة ما نرى أننا لا نتقن هذه العادة لأننا لا نعطي أنفسنا الفرصة الكافية للتأمل في التجارب التي مررنا بها بل أننا في الغالب لا نسأل انفسنا لمذا نفعل هذا ؟؟ وكيف نقيم أداءنا ؟؟ وماهي الإستراتيجيات التي استخدمناها ؟؟.. 6/ الكفاح من أجل الدقة يقول كونفوشيوس « أن الرجل الذي يرتكب غلطة ولا يصلحها يكون كمن ارتكب غلطة أخرى « فالوصول إلى الدقة في أعلى مستوياتها رهان استراتيجي للتفكير الناقد. ماذا بقي ؟؟ .... تحدثت عن ست من عادات العقل وفي المقال القادم انشاءالله نوفي الحديث حقه ....
[/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عادات العقل والقدرة على الإبداع الأحد 15 يونيو 2014, 8:54 am | |
| [rtl]عادات العقل والقدرة على الإبداع (2)[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl]
أمينة منصور الحطاب
عندما يتوهج العقل تبدأ مسيرة الحضارة الانسانية وتنطلق شعلتها ، وعندما يخبو بريقه تبدأ هذه الحضارة بالسقوط والتداعي والانهيار ، وإذا ما أرادت الأمة أن تبني حضاراتها فإنها تناشد العقل وتستلهمه وتستهديه في غايتها ؛ لأن العقل يشكل مبتدأ الحضارة الإنسانية وخبرها. تحدثت في المقال السابق عن بعض من عادات العقل كالمثابرة ، والتحكم بالتهور ،والتفكير بمرونة ، والتفكير المجرد ، والكفاح مكن أجل الدقة ، واليوم سوف أتحدث عما تبقى من عادات العقل الست عشرة. 7- التساؤل وطرح المشكلات كثيرًا ما تكون صياغة المشكلة أهم من حلها : فإيجاد الحل قد يتطلب مهارة رياضية أو تجريبية ، أما التفكير في صياغتها فيتطلب طرح الأسئلة وجمع المعلومات و وضع الفرضيات والتمعن فيها من زوايا جديدة برؤية حديثة لإيجاد حلول غير تقليدية بطرق ابداعية. 8 – تطبيق المعارف السابقة على أوضاع جديدة إن توظيف المعرفة والاستفادة منها شكل متقدم من أشكال الذكاء المرتبط بعادات العقل ، وهذا ينسجم مع قول توماس أديسون :» لم أقع في الخطأ أبدا لأنني تعلمت من التجارب « فالناس الأذكياء يتعلمون من التجارب وعندما تواجههم مشكلات جديدة ومحيرة تراهم يلجأوون إلى ماضيهم يستخلصون منه الخبرات ، وغالبا ما تسمعهم يقولون هذا يذكرني بكذا وذلك لأنهم يوضحون ما يفعلون حالياً بمقارنته بتجارب مشابهة مرت بهم في الماضي. 9 – التواصل مع الآخرين بدقة ووضوح تركز هذه العادة على التواصل اللغوي ، فاللغة والتفكير أمران متلازمان ، وما اللغة الغامضة إلا انعكاس لتفكير مضطرب ، لذا فإن الأذكياء من الناس يكافحون من أجل توصيل ما يريدون قوله بدقة سواء أكان ذلك شفوياً أم كتابياً باستخدام تعبيرات واضحة ومحددة ودقيقة ، ويتجنبون الإفراط في التعميم والشطب والتشويه ويدعمون مقولاتهم بإيضاحات ومقارنات وأدلة منطقية وكأن التفكير الناقد منهجهم والخرائط المعرفية أسلوبهم في تهذيب اللغة وتوظيفها بشكل فعال. 10- استخدام الحواس من المهارات التي تساعدنا على بناء المعرفة وتحويلها إلى أنماط ذهنية وفكرية متقدمة توظيف منظومة المدركات الحسية توظيفاً خلاّقا. فنحن غالبا ما نغفل عن طبيعة المواد والأصوات والألوان التي تحيط بنا لأننا نخشى لمسها ونخشى أن تتسخ أيدينا ، ونغض البصر عن روعة وجمال أشياء فقط لأننا اعتدنا على رؤيتها ، ونخشى الإنصات لأصوات قد تطربنا بروعتها وتسمو بعواطفنا ومشاعرنا نحو آفاق معرفة تبقى وتدوم ويصعب عليها أن تزول. 11 – الخلق والابتكار يقول جون أوسكار : « إن المستقبل ليس مكاناً نذهب إليه بل هو مكانٌ نحن نبنيه «. ويعتقد البعض أن الموهبة موجودة قي الموروثات الجينية والكروموسومات لكن الحقيقة هي أن الابتكار والإبداع عادة ذهنية وعقلية مرهونة بالوسط الذي نعيش فيه.
12 – الدهشة والرهبة إن أجمل تجربة في العالم تلك التي يكتنفها الغموض كما يقول أينشتاين إذ لا يكتفي الأذكياء من الناس بتبني موقف «أنا أستطيع « بل ويضيفون له « أنا أستمتع «. ونجدهم يسعون إلى مواجهة المشكلات ويستمتعون في حلها وهم بذلك يواصلون التعلم مدى الحياة. 13 – المسؤولية والإقدام على المخاطر يعزف بعض الطلبة عن المخاطرة ويتجنبون تعلم أي شيء جديد لأن خوفهم من الفشل أقوى من رغبتهم بالمخاطرة والمغامرة. لقد وضح كانط ذلك بقوله : « تجرأ واستخدم عقلك « . فنحن نربد أجيالا مغامرة خلاّقة بنّاءة لا تخشى من الفشل ولا ترهب من فعل المغامرة المبدعة وهذا أمر يمكن التدريب عليه. 14 – التفكير التبادلي إن من أهم توجهات العصر الحديث المقدرة المتزايدة على التفكير بالاتساق مع الآخرين ، وأن نجد أنفسنا أكثر تواصلا مع الآخرين وأكثر حساسية تجاه احتياجاتهم . لقد أصبح حل المشكلات على درجة من التعقيد يصعب على الفرد أن يقوم به لوحده. إن العمل في مجموعات يتطلب القدرة على تبرير الأفكار واختبار مدى صلاحية الاستراتيجيات المتبعة في إيجاد الحلول ، واتخاذ القرارات بمشاركة الآخرين وتقبل النقد والاستفادة من التغذية الراجعة. 15 – الاستعداد الدائم للتعلم من الجنون أن يواصل المرء عمل الشيء نفسه مرة بعد أخرى ويتوقع نتائج مختلفة. فالتعلم مدى الحياة شعارٌ ترفعه التربية الحديثة والمؤسسات التربوية العالمية كي يتعلم الطلبة أهمية الاستمرار في بذل الجهد والوقت للوصول إلى المعرفة. 16 – توليد المعرفة يقول كنيج : «من الأشياء الجميلة المتعلقة بالتعلم هو أن لا أحد يستطيع أن يأخذه منك» . وبالرغم من قدرة العقل البشري على الوعي الذاتي بالقدرات والإمكانات المتاحة إلا أن الناس لا يتساوون في استعماله لتوليد المعرفة وتوظيفها. وبعد... ننشد من عادات العقل السابقة أن تطور مهارات طلبتنا على العقلانية في حل المشكلات والقدرة على صنع القرارات والتحرر من الخوف غير المبرر والإقدام على المغامرة والمخاطرة وحب الاستطلاع للوصول إلى معرفة حقيقية قائمة على الأدلة المنطقية وعلى احترام الناس والتعامل معهم بإنسانية.[/rtl] |
|