شعبٌ "مدعش"
هنا في الأردن..قبل أيام ..دخل الرجل الى المطبخ وقت الغروب ، كشف غطاء الطنجرة فاكتشف..ان الزوجة قد قامت باعتماد مقلوبة الزهرة وليس مقلوبة الباذنجان كوجبة رئيسية للإفطار..فكان ردّة الفعل الوحيدة أن طلّقها...(طنجرة تنهي حياة أسرة)..
هنا في الأردن..في الرابع من رمضان..قتل رجلان وأصيب العشرات في مشاجرة عنيفة بين عائلتين في الجوفة بسبب لعب الأولاد بالمفرقعات وإزعاج أفرادا من العائلة الأخرى...(«فتيشة» تقتل رجلين وتحدث معركة)...
هنا في الأردن..في السادس من رمضان مشاجرة عنيفة خلّفت ثلاث إصابات من (بامباكشن) في الوحدات نتيجة خلافات مالية...(وسخ اليدين يعمي العينين).
هنا في الأردن..في الأول من رمضان ..مشاجرة بين أفراد من نفس العشيرة أودت بحياة شخص واصابت اثنين بجروح بالغة...»مناقرة» يتّمت أطفالا وسجنت أباء..لاحظوا أسباب القتل والخلاف الدارجة في الجريمة الأردنية الحديثة : طنجرة ..وفتّيشة..ومناقرة..وكيلو قطايف..هذا ما صار يستفزّنا!.
لم تعد تخلو ليلة واحدة..الا وهناك فعالية رمضانية تنتهي بالقتل واراقة الدماء ورشق الرصاص واغلاق الطرق ونشر الدرك ، لم يعد هناك سلماً أهلياً بمفهومه التقليدي ، هناك ضجيج وفوضى وعصبية مفرطة، وحالات إحباط تصل إلى الهستيرية أحياناً ..صدقوني أنه بات من الترف الحديث عن خطر «التطرّف»الديني..في ظل وجود هذا التطرّف السلوكي المجتمعي الواسع والمفرط بيننا ومعنا...
هناك عسر اخلاقي يتم تفريغه بطريقة أفقية على كل من تستطيع ان تطوله يد الجريمة ، ضنك عيش ،وانفجار سكاني، ويأس من التغيير نحو الأحسن، وبعد عن الله، وانهدام منظومة القيم التي كان يحفل بها «الجيل القديم»، بالإضافة إلى رخاوة قانون وتضاؤل هيبة الدولة بشكل عام...كل ذلك عبارة عن طلقات في مسدس العنف..هناك خلطة من السلبيات تأخذنا نحو البدائية والهمجية بسرعة وانحدار...
ليس الخوف من «داعش» ولا من خروقات حدود الجغرافيا..الخوف من نوفسنا «المدعّشة» بالحقد والنزق وحب الانتقام..القادرة على خرق كل حدود المعقول..
عودوا الى الله..