حذر زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط من المخططات والمؤامرات التي تحاك بالعالم العربي لتقسيمه إلى دويلات ضعيفة تضمن أمن إسرائيل، ونصح بعدم التعجل بإعلان استقلال الدولة الكردية عنالعراق. وقال جنبلاط في حلقة الأربعاء (9/7/2014) من برنامج "بلا حدود" إن على العرب التوحد ومواجهة هذه المخططات التي باتت واضحة وتنشر في العديد من وسائل الإعلام الغربية، وإلا فإن البديل هو الاستسلام لها والقبول بالتقسيم المفترض الذي يأتي بعد نحو مائة عام من اتفاقية سايكس بيكو التي وضعت الحدود الحالية للدول العربية.
ونصح جنبلاط رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بعدم التعجل في إعلان استقلال الإقليم عن العراق، محذرا من تجربة سابقة باءت بالفشل في ظل وجود الإقليم وسط دول كبيرة فضلا عما قد ينتظره من حروب واضطرابات.
وعرض أحمد منصور، مقدم البرنامج، خرائط نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" ومجلة التايم الأميركيتين توضح هذه المخططات التي شملت تقسيم المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا وليبيا إلى 14 دويلة.
|
خريطة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية توضح مخططات التقسيم للشرق الأوسط (الجزيرة)
|
واعتبر السياسي اللبناني أن النفط هو أساس المخططات التي ترسم للدول العربية، متسائلا "لماذا لا نتحد ونرفض التقسيم والطائفية"، وأكد أن الأميركيين لا يبالون بشيء إلا بمصالحهم الذاتية القريبة كالنفط وبيع السلاح وسندات الخزينة وأمن إسرائيل قبل كل ذلك.
واستبعد أن تخرج الولايات المتحدة من المنطقة العربية قريبا، في ضوء أن أكثر من 60% من احتياطي النفط العالمي موجودة في منطقة الخليج العربي.
غزة ولبنان
وبشأن الحرب الإسرائيلية على غزة قال جنبلاط إن إسرائيل تحاول كعادتها الهروب من الواقع عبر قمع الإرادة الوطنية الفلسطينية، وأكد أنها فعلت هذا في الماضي وفشلت، وتفعله اليوم وستفشل.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني"أمر واقع لا مهرب منه لإسرائيل، إلا بالاعتراف بحقوقه المشروعة"، معتبرا أن وصول صواريخ المقاومة لعمق إسرائيل يعني أن كل ما يسمى بالقبة الفولاذية فشل، ومهما وضعت إسرائيل من إمكانيات عسكرية وتكنولوجية فإن الفرد الفلسطيني وإرادته أقوى، و"على أحدهم أن يُفهم إسرائيل أن منطق القوة لن يفيد". وبشأن الأزمة السياسية في لبنان وبقاء منصب الرئيس شاغرا بسبب الخلاف بين الفرقاء السياسيين، قال جنبلاط إن هناك فريقين في لبنان كل منهما يراهن على مرشح، ويعلمان أن كليهما مرشح تحد، والفريقان يتحملان مسؤولية اضعاف الموقع الرئاسي. وأكد السياسي اللبناني أن الحوار لا بد منه، مشددا على عدم جدوى مراهنة البعض على تطورات المنطقة التي تشهد اضطرابات واسعة قد تقودها إلى الفوضى، ما يعني أن على اللبنانيين حل مشكلاتهم بأنفسهم.
|
خريطة الشرق الأوسط الجديد كما نشرتها مجلة تايم الأميركية (الجزيرة)
|
سوريا والعراق
وعن الوضع في
سوريا المجاورة قال جنبلاط إن الرئيس السوري
بشار الأسد "يلعب لعبة خبيثة إما أنا أو الإرهاب"، معربا عن أسفه لأن جميع أصدقاء سوريا دون استثناء خذلوا الشعب السوري.
وأضاف أن الأسد يريد المحافظة على شريط الساحل ذي الأغلبية العلوية، وأوضح أن ما يحدث في العراق وسوريا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقسيمهما.
وطالب بتثبيت الدولة العراقية، والمساعدة الفعلية والعملية للثورة السورية، ولم الشتات ودعم الحراك الثوري الحقيقي في مواجهة النظام كي تبقى سوريا موحدة.
ووصف جنبلاط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه حالة بعثية شبيهة ببشار، مؤكدا ضرورة التعاون العربي الإيراني والاستماع لصوت العقل لإخراج العراق من هذه الحالة.
وبشأن الأزمة في مصر قال جنبلاط إن الإخوان المسلمين قد يكونون أخطؤوا عندما أرادوا أخونة الدولة، ولكن لا يمكن إلغاء شريحة كبيرة من مصر، مطالبا دول الخليج العربي خاصة المملكة العربية السعودية وقطر بتوحيد الطاقات المالية والسياسية لمساعدة مصر على الخروج من أزمتها.