«فوبيا» الرداء الأبيض.. الاطفال خائفون دائما!

قد يلاحق الانسان الخوف من امور محددة، وهذا الخوف لا يعرف الاعمار، فالطفل الذي يخاف من طبيب الاسنان، يستمر حتى يكبر وهو يرفض الذهاب لاي طبيب مهما كان تخصصه، الكثير من الناس يخافون من الطبيب حتى وان كانت زيارته ستشفيه وتخفف همه، الا انهم احياناً يرون بأن تحمل الألم اخف عليهم من زيارة الطبيب.
سهاد وهي ام لديها اربعة اطفال، تبين ان ابنتها الصغرى لين، لما عرفت انها ستذهب الى الطبيب في اليوم التالي، كانت لا تستطيع النوم ابداً، وتظل تبكي دون توقف، تقول سهاد: ان خوفها ازداد من الاطباء ومن المزعج حقاً هذا الخوف لانه صحتها برأيي اهم من خوفها، وهي صغيرة لا تستطيع التمييز والفصل بين صحتها وخوفها، لذلك فإننا نجبرها على اخذها للطبيب لان مثل هذه الامور يجب اخذ القرار، وحتى ان كانت خائفة.
خوف
الرداء الابيض الذي يلبسه الطبيب من اهم الامور التي تخيف البعض من الاطباء، يقول سامر حمد: «هنالك عدة امور جعلت الكثيرين يخافون من الاطباء وأدواتهم، ومن بينها طريقة عرضهم بالتلفاز وكيف ان لديهم معدات مخيفة يستخدمونها، ابني احمد لم يكن في البداية يخاف من الاطباء الا ان مشاهدته للكثير من البرامج التلفزيونية التي تعرض صورة الطبيب بالشكل المخيف هي التي جعلته يخاف، انا اعتقد ان الانسان في بداية عمره لا يكون يخاف من شيء، وتحدث عنده تراكمات اجتماعية وثقافية وهذه التراكمات هي التي تؤسس في نفسيته الكثير من الحالات ومنها الخوف، لذلك ابني احمد لم يكن يخاف من شيء الا انه اصبح يخاف من امور عديدة، بسبب اصحابه والبرامج التي تعرض».
تعامل الطبيب مهم
الطفل الذي لا يخيفه اهله لن يخاف، هكذا طبيعة الانسان يحب تجريب كل الأمور، يقول احمد ابراهيم : «انني لا اخاف من الاطباء واحبهم لانهم يساعدوننا على الشفاء، لان والدي يعمل في مجال الصيدلة، ومعظم اصدقائه اطباء، وكان دوماً يأخذني الى عياداتهم او الى المستشفى الذي يعملون فيه، لذلك تعودت على رؤيتهم، وعندما اذهب الى رؤيتهم اكون مطمئنا».
يضيف ابراهيم: «من الممكن ان هذا الخوف يأتي بسبب معرفة الناس بالعديد من الاخبار التي يسمعونها عن الاطباء كون أحدهم أخطأ في احدى العمليات، لذلك من الطبيعي ان الانسان يخاف على صحته، ايضاً معاملة الطبيب تلعب دورا كبيرا في اراحة المريض او زيادة خوفه، والاطفال والكبار في السن هم اكثر الناس الذين يرفضون في الغالب الذهاب الى الطبيب ويتحملون الألم والتعب على ان يذهبوا الى عيادة المريض والتداوي، وهنالك فئات من الناس ايضاً يذهبون الى الطبيب ودون ان يتداوا يشفون بشكل نفسي».
الطبيبة هبة حواشين من مستشفى الجامعة الاردنية تقول: «يجب ان يراعي الطبيب نفسية المريض وان يتعامل معه بهدوء، لان اغلب المرضى يشعرون بالخوف لان هذا الامر متعلق بالصحة، وصحة الانسان امر مهم لا يستهان فيها، ويجب الحرص عليها، من اهم قواعد التي نتبعها هي التحاور مع المريض والسؤال عن اسمه وصحته وماذا يشعر، حتى يشعر براحة نوعا ما، ايضا اذا كان المريض من الاطفال فاننا من الممكن ان نهدئه عن طريق الحلوى او الالعاب حتى لا يظل يبكي و نستطيع معالجته».
وتضيف حواشين: «هنالك اشخاص لديهم خوف زائد يؤدي الى تصرفات هستيرية وقد يشرع المريض في البكاء من مجرد رؤية الطبيب، وهذا الامر يصعب عملية الكشف على حالة المريض، المريض قد يكون سمع تجارب سابقة لدى المرضى يكون قد شعر بالخوف».
علاج سلوكي
الطبيبة الاطفال لمى ابراهيم تقول :» من الممكن ان المريض يشعر ان الطبيب لن يتوقف حتى لو كان متألماً وكلما كان الانسان اقل سيطرة كان اكثر خوفا، ولا ننسى ايضاً عامل التوتر فالاشخاص المتوترون تكون عتبة الخوف عندهم منخفضة فيشعرون بالالم أسرع ، ايضاً الخوف من الابرة او اصوات الاجهزة او التخدير الموضعي، الالم بحد ذاته الخوف والقلق والامتناع عن زيارة طبيب الاسنان تؤدي الى نتائج اجتماعية سلبية فتدهور وضع الصحة يؤدي الى تجنب الناس وتجنب الحديث معهم، وانعدام الثقة بالنفس للخوف من شيء بسيط وهو زيارة الطبيب والشعور بالذنب لاهمال الصحة».
وتضيف ابراهيم: «هناك عدة اساليب لعلاج هذا الخوف: علاج سلوكي وعلاج دوائي فالعلاج السلوكي يكون بالتحفيز الايجابي للمريض واحترام خوفه والتحدث معه بنبرة منخفضة و هادئة والشرح البسيط لما سيقوم به الطبيب واعطاء المريض بعض السيطرة بان يتوقف الطبيب اذا ما اومأ المريض بشعور بالالم بالاضافة الى بعض الاجراءات الأخرى الاكثر تخصصا. اما الدوائي فيكون باستخدام التخدير الموضعي وغيره من انواع التخدير البسيطة وصولا الى التخدير العام».
نتاج الاسرة
الاخصائية التربوية مروة صلاح تقول: « ان الصحة من اهم مقومات الانسان، لذلك يجب ان ينتبه الانسان الى صحته لعدة امور من بينها اندماجه مع المجتمع، فالشخص المريض لا يستطيع الاندماج بشكل كامل كونه يتألم وغير مؤهل ان يندمج لان الألم يأخذ معظم وقته، لهذا يتعالج الجميع حتى تعود صحتهم وحياتهم الى الشكل الطبيعي، ان هذا الخوف ما هو الا نتاج الاسرة وتخويفها للطفل وايضاً ما يرونه من برامج تسيء الى صورة الطبيب، وخصوصاً طبيب الاسنان، لهذا يجب ان يكون الجهد مشتركا من قبل العائلة والمدرسة والاعلام لعدم تخويف الطفل من الطبيب»

.

» أختلف معك أحيانا أحترمك.. أختلف معك دائما أقتلك!
» ما هي فوبيا الحشرات؟
» القضية الفلسطينية هي الضحية دائما
» العناد في الأسرة.. الزوجة المتهمة دائما!
» طريقة حساب ليلة القدر وهى دائما ليلة الجمعة - على برنامج إكسل مبسط