( رؤية خاصة في علاج بعض وساوس العبادات )
باستقراء الأحاديث النبوية الواردة في شأن الوسواس يمكن لنا أن نستشف رؤية علاجية من هديه صل الله عليه وسلم وهي ما أسميته ( الحواس لا الإحساس ) جربتها فوجدتها تنفع لبعض حالات الوسواس القهري المتعلقة ببعض العبادات.
وتكمن هذه الطريقة في دعوة المريض إلى عدم الاستجابة لأي فكرة يحس بها مجرد إحساس نفسي ( الإحساس ) إن لم يحس بها بإحدى حواسه الخمس ( الحواس) كالشم أو الذوق أو السمع أو البصر أو اللمس , فمثلاً إذا أحس أو شعر الفرد ( الإحساس ) بأنه قد أحدث فلا يجزم بذلك حتى يجد ذلك بإحدى حواسه الخمس ( الحواس ) سمعاً أو شماً وكذلك الحال إذا أحس أنه لم يغسل عضوا من أعضاء الوضوء فلا يستجيب لذلك حتى يرى بعينه أو يتحسس بيده أن ذلك العضو لم يبلغه الماء . ومثل ذلك إذا أحس أنه لم ينطق بأحد كلمة ( الله أكبر ) فلا يقبل ذلك الإحساس مادام أنه قد سمع ( الحواس ) الكلمة الكاملة وإن أحس أنه لم ينطق بأحد أحرف التكبير.
وتكمن أهمية هذه الطريقة العلاجية في شأن بعض الوساوس المرتبطة بالعبادات أن الفرد المسلم يختلف عن غيره في أنه يحتاج أن يقتنع بالطريقة العلاجية المستخدمة في علاج وساوسه الدينية حتى يستبرئ لدينه , والتي قد لا تتحقق تماماً عند استخدام العلاج السلوكي الاستعرافي الذي يعتمد أساساً على إلغاء الفكرة من خلال إيقافها ومنع الاستجابة لها في حين أنه قد يتحقق بنسبة أكبر عند استخدام هذه الطريقة العلاجية المقترحة.
ولجعل هذه الطريقة أكثر علمية يجب إخضاعها للبحث التجريبي – وهو ما شرعت فيه – وذلك لأنه لغة العلم الحديث والذي يظهر لي أن جدوى هذه الطريقة المقترحة يتبين بشكل أساسي في علاج بعض الوساوس القهرية المرتبطة بالعبادات شرط ارتباطها بإحدى الحواس الخمس وعدم جدواها في غير ذلك من الوساوس القهرية التي لا ترتبط بإحدى تلك الحواس , إلا أنه يكون من المجدي السعي في توظيف مفهوم هذه الطريقة المستمدة من التوجيه النبوي في علاج الوساوس القهرية الأخرى .