ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: علاقات هشة.. تنتهي بأبغض الحلال! الأحد 09 نوفمبر 2014, 8:10 am | |
| [size=32]علاقات هشة.. تنتهي بأبغض الحلال![/size]
الدستور - رنا حداد الانسان العاقل، غالبا ما يبني بيته على الصخر، الزواج سنة الحياة، وانطلاقة بناء أسرة هي لبنة مجتمع، وأساسه، قبل حدوث هذا كله يجب ان نعلم ان الزواج ارتباط مصيري بين الطرفين، الرجل والمرأة، وبمجرد القبول والاجابة بـ «نعم»، يصبح المصير واحد. طريق قد يمضي بسلاسة مع مرور سنوات العمر وآخر، قد ينتهي عند اول او بضع محطات، مخلفا «طلاق». من المؤسف جدا، وفي وقتنا هذا ان أغلب حالات الطلاق لم تستدعي هذا القرار «الابغض حلالا» لأسباب منطقية وواقعية، بل وبحسب استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، فإن قلة «النضج» والسرعة في مشروع الارتباط ابرز الاسباب التي تؤدي الى الطلاق السريع، في زمن السرعة واختلاف المتطلبات وانماط المعيشة. يقول: «يحفل مجتمعنا اليوم بقصص لاشخاص قادتهم العجلة والاستعجال إلى هدم بيوتهم وتشريد أسرهم وتفريق أبنائهم» ولربما اللافت ان الارقام توضح ان اعلى نسب الطلاق في الاردن هي بين الأزواج العشرينيين ، مقارنة مع الفئات العمرية الاخرى، وذلك بحسب بيانات رسمية حديثة. في السطور التالية، اراء حول الطلاق السريع وتوصيات للحيلولة دونه. حالات واسباب تقول العشرينية «راما» انها تزوجت بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات، ورغم رفض اسرتها لهذا الارتباط، صممت هي ان تطيع مشاعرها وتحدت بها أسرتها. تقول» بعد ولادة طفلي، ارهقتني المسؤولية التي توليتها لوحدي، وبدأت المشكلات تطرق باب حياتنا، اعترف انني تسرعت، فزوجي لم يكن يتحمل المسؤولية، وانا ارهقت ولم اعد اتحلى بالرغبة التي قد تدفع المرأة الى تحمل اعباء الحياة الزوجية». وتعترف» كان زوجي يهتم بأصدقائه أكثر من اهتمامه بي وبطفلي، ويقضي معظم وقته خارج المنزل، وحين تأكدت من استحالة استمرار العلاقة ،أخذت طفلي وعدت إلى منزل أبي وبقيت به حتى أتممنا الطلاق». وبعد ارتباط دام خمس سنوات، انفصل «رائد» عن زوجته، مؤكدا في حديثه ان عناد الزوجة، وقلة اهتمامها اسبابه الابرز في انهاء حياة زوجية تكللت بطفلين. يقول» زوجتي السابقة، مهملة وعنيدة، ولكن هذه لم تكن ابرز اسباب قرار الانفصال والطلاق، اذ كانت تتقصد ان تحرجني أمام أهلي وأصدقائي بسبب ضيق الحال، وبعدما فشلت كل محاولات تقويمها عرضت الانفصال مع الالتزام بكل نفقات ابنينا، ووافقت على الفور». زواج «تيك اوي» من أطرف الصفات التي أطلقها الاربعيني طارق سعيد، على زيجات تنتهي بطلاق سريع، هو لقب الـــ take away ، السرعة وعدم النضج تماما كما هو حال «الوجبات السريعة». واوضح» يكاد حال هكذا زواج يشابه ما طال معظم جوانب حياتنا من تغيير ، متسائلا «ألم نكن نسمع اغنية في ساعة زمن، ألم يكن الطعام خال من عبارة مأكولات سريعة». ويوضح «وكأن بنا ننجرف وراء تيار السرعة حتى في اقدس اسرار الله على الارض، الزواج والارتباط المقدس». وترى الثلاثينية «مادلين سمير» ان الزواج امر مغاير لما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ ان التواصل بعلاقة جدية وبرباط مقدس هو امر مغاير تماما للتواصل عبر الشيكات». وتضيف»مما نسمع ونشاهد هذه الايام نستطيع القول ان هذا الجيل اظهر عجزا واضحا في التواصل مع نصفه الآخر ، فبات الطلاق السريع هو الخيار الأول بعد أي خلاف بين زوجين شابين». وتضيف»وعلى ما يبدو فان الجيل الاكبر والمقصود هنا الاهل، تفشل محاولاتهم في رأب الصدع وبالتالي لا يمكن التوفيق بين الطرفين، لتنتهي قصة الارتباط سريعا، ويعود كل منهما إلى حياته الأولى. بطاقات دعوة وقاعة افراح يقول الخمسيني ماجد عبدالله «ان اكثر الزيجات في عصرنا الحالي لا اساس لها ولا قاعدة صحيحة». ويضيف»احمل مسؤولية الطلاق السريع على الاهل اذ لم تعد الاسر تحفل بشرح معنى الارتباط وتكوين اسرة لابنائها قبل الارتباط واقامة حفلات الزفاف». ويقول» البعض يرى في الزواج، بطاقات دعوة، قاعة افراح، زينة وتجميل وملابس وصور، ولهذا باتت السرعة والتهور في مسألة الطلاق امر في غاية الاسف».ويزيد «اسباب الطلاق كثيرة، وقد تستدعيه امور جدية، ولكن ما نسمعه اليوم من طلاق سريع بمبررات وأسباب واهنة، امر يضعنا امام تساؤلات عديدة، بحيث بات من واجب اهل العلم والاختصاص التصدي وعلاج الامر، قبل ان يصبح ظاهرة، عواقبها وخيمة على الافراد والمجتمع ايضا سيما في وجود اطفال». خاتم مسؤولية وثوب قناعة ترى الاربعينية «هند سيمون» ان النضج العقلي والعاطفي، هما ركائز الزواج الناجح، واذ تؤكد ان هذان العنصران يفتقد اليهما الجيل الحالي من الازواج، تجد انه من البديهي ان تكون اسباب غير منطقية تقف خلف نزاعات وحتى طلاق هذان الزوجان». تقول» المطلوب قبل شراء فستان وخاتم الخطوبة ان يعي كل طرف ان شريكه يتحلى بالقدر الكافي من الحس بالمسؤولية، التي تعتبر اهم من ورود وزينة قاعة الحفل، العقل الواعي وبالتالي السلوكيات الصحيحة هي منجاة العاقل الذي يبحث عن زواج يدوم وعلاقة تمضي رغم عواصف الايام والاوضاع الاقتصادية والمعيشية». وتضيف: «بات الشباب يبحثون عن جمال خارجي بالدرجة الاولى، والفتيات يرغبن بغيش رغيد، وان كنا لا نعمم، اذ لا يوجد ما يمنع ارتباط هذه العناصر وتوافرها في شخص واحد، ولكن لابد لهذا الجيل من ادراك حقيقة الحياة اللاحقة والتي تتطلب الواقعية وعدم «الشطوح» بأحلامنا على نحو من الكمال، فمن الجميل ان نحلم ولكن الاجمل الا ننسى ارض الواقع التي تحتاج الى واقعية وتضحية وايضا صبر وتحمل مسؤوليات». انعكاسات سلبية على المجتمع الى ذلك، أكد.د. الخزاعي ضرورة التأكيد على اساسيات منها معرفة الشباب بحقوق وواجبات الحياة الزوجية، مؤكدا على اهمية الدورات التي قد تؤهل هذا النشء قبل دخوله العلاقة الجدية. وزاد الخزاعي ان جهات ومؤسسات اولها الاسرة الكبيرة، مرورا بدور العبادة والمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، جميعها تناط بها مسؤولية تثقيف وتوعية المقبلين على الزواج، اذ ان فشل هؤلاء يعني بالضرورة انعكاسات سلبية على المجتمع كاملا، وعلى تقدمه ونهضته. ومن التوصيات التي اوصى بها استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية د.الخزاعي، ضرورة التركيز على «الترابط الاسري» ، في زمن تباعد اقطاب الاسرة، وارتباطهم اكثر باشخاص مخفيين ضمن علاقات عبر مواقع تواصل افتراضية.
|
|