ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: فنّ الهدر الثلاثاء 11 نوفمبر 2014, 9:00 am | |
| [rtl]فنّ الهدر[/rtl] [rtl]
الهدرهوالتّفريط بما في أيدينا من مال أوجهد أو وقت,مسؤولية وأمانة,عاطفة وصّحّة وجسد أوعلاقة، وذلك في مساقات غيرمجدية وبلا مردود يتناسب مع المفرّط فيه أوالمهدور الثمين، صعب المنال وربما مستحيل التجديد. ماؤنا شحيح عزيز,نحن للفقرفيه بين أوائل الأمم عنوان ومضرب للأمثال، نودعه دعاءنا وتوسّلنا للخالق عزّ وجل ليكرم علينا بسعة لنهرع لنجمع حفنة منه والباقي نقدّمه قربانا للشمس، ثمّ يبدأ الكثيرون هدرا وتفريطا في القليل الذي جمعناه وكأننا على نهرنا الخالد أيام كان يهدرويسخو من منابع كانت ترضعنا الخيروالكفاية، على غسيل مركبة,أوعلى غبار ساحة بحجم رقعة شطرنج,أوبثقب من رصاصة نودعهافي قلب ماسورتنا لتنزف أنهارا تباع وتشترى من جراح لا تثيرفينا أهتماما ولا نخوة,أوعلى فرشاة أسنان نجول بها بين غرفنا وهواتف ألصقناها في صواوين آذاننا,وصنبورنا الحزين ينتظر ينزف ويذرف دمعا ودما. كهرباؤنا شحيحة نحيلة ضئيلة حزينة, (نشحدها) وقودا ليس من أرضنا, نستدين لنستربها عورة الظلام، لتعطينا الأمن والأمان ولتديرعجلة حياتنا لنهدرها في أنارة جائرة لمحالنا وبيوتنا وحدائقنا، في ضوء حزين يشع قهرا وظلما في غرفة هجرت, أوتيّار في أسلاك الى مجهول.وحدات توفيرطاقتنا هي للبعض فوق طاقة عزّته وكرامته وأنفته ومكانته، هي عنوان للبخل والرّخص في بعض عيون لا ترى أوسع من ثقب أبرة. مركباتنا تصول وتجول(عالفاضي والمليان)تبدد وقودا(بالدّين)أستعراضاوأضاعة لوقت فائض لدينا عزيزعلى غيرنا,نخلق أزمة مرور زائفة كسواقي تدورعلى نهرجاف,فلا ماء يصل ولامن يدوربها يكفّ. المال زينة الحياة الدّنيا وعصبها، هوللبعض داء أدمان للشراء والتسلّي بأنفاقه فيما لا يحتاجه. معظمنا ينفقه على بناء قاعات كالملاعب (لضيوف) لا يأتون والأولاد ينامون في أقفاص كالدّجاج. أو على هواتف بعدد أصابع اليد والأذن واحدة، نتسابق لأستعراضهاعلى مناضد اللّقاء بألوان الثياب. قطيع من رؤوس خراف تجزعلى جبال من أرز لوليمة، خضار وفاكهة ولحوم بالقنطار لعائلة من ثلاثة أفواه، .نبدأ بألتهامها بشوق في الاول من أيامها، ثمّ بشوق أقل في ثانيها لنهرب بجلدنا مما بعدها, والكوم لم يختلّ بعد، تتغضّن ووتلبس كلّ الوان العفن، تمرّ في كلّ حالات المادة صلبها وسائلها الى أن تصل الى غازها ليزكم الانوف والأنفاس, في أفراحنا (نكبّ) عشرات الألاف من دنانير مستدانة على عشاء مأكول مذموم وورود تدبل، والعروسان أحقّ بها لبناء بيت وأسرة. غذاؤنا,آلاف الأطنان تهدرفي قمامة تتوالد أكياسا الى (المزابل). ما نلقيه تكفي لأطعام جيش أطفال في ملاجئ، أو عائلات تربط أحجاراعلى بطونها لتكتم أصواتا تفضح جوعها.أو إقامة مشروع متواضع يعمل فيه شباب متعطلون عن العمل. كثيرة ندواتنا وخطبنا نهدرفيهاوقتنا ولساعات يتثاءب فيها الملل، لدينا وفرة في الكلام وفي الوقت وأمم كثيرة لا تجد فرصة لأن تتنفس لأنشغالها في بناء نفسها ووطنها بالعمل لا (كثرة الكلام). عواطفنا نهدرها البعض في التّزلف وزيف الكلام فتصبح ممجوجة، قلوبنا رئآتنا نهدرها حرقا بلفافة مليئة بما يقتل وبسموم تذهب بالعقل والوطن.نقتل ساعات من وقتنا وقطع عزيزة من لحم عمرنا هدرا شبابنا وعلماؤنا نهدرهم (نطفّشهم) مع ما تكبّدناه والوطن عليهم لتتلقّفهم يد الغيرجاهزين منتجين,يعرفون قدرهم يجنّسونهم ويعطونهم حقوقهم فيبرعون ويعلّون بنيان الغير, نخسرهم نراقبهم ونتحسّر و(نطنّش). هو فنّ يتقنه كثيرون يقلّدهم فيه صغارهم تحت شعارات الكرم والجاه، لا نعرف قيمة الشيء الّا عندما نفقده ونرعن لضغط حاجته، وعندما يتوفّر بشق الأنفس وبالكثير من الجهد نهدره فينفذ ليأكلنا النّدم لنشكو ونبكي سوء حظّنا وخيبة أملنا، هذان المسكينان: الحظ وخيبة الأمل, نعلّق عليهما كلّ هدرنا وأفراطنا وسوء حالنا.[/rtl] |
|