ملت النفوس من كثرة المشانق ..
تلك التي باتت لا تخيف ..
فالكل يحمل الموت قدراَ مكتوباً في صفحة الجبين ..
فلما يقف القاتل مترصداً عند قبر القتيل ؟..
يهدر الوقت سداً في انتقام لا يفيد ..
ألا يعلم أن الموت هو الحد فهل بعد الموت ما يخيف ؟..
وتلك طعنات الخناجر لا يترك آلاماً في جسم الذبيح ..
وقد نال جرعة المـوت كاملة يوم جرى التجريح ..
يوم صال وجال المدية فوق عنق الشهيد ..
فهل هناك انتقام فوق ذاك الانتقام الذي يهلك ويبيد ؟ ..
ألم تكتفي الضباع من شرب الدماء ؟ ..
ألم تكتفي الأيدي من شطب الأسماء ؟ ..
ألم يتشفى الغليل من كثرة النحيب والبكاء ؟!!
فذاك الموت قد مل ولم تمل قلوب الأحقاد ..
تتمادى في حقدها لترحل الويلات لجيل الأحفاد ..
تزرع الموت في ساحة الأبرياء لتنتشي بالحصاد ..
ولا تكتفي بالقتل والدمار بل تراقب القبور بالمرصاد ..
أي عمق ذاك الانتقام الذي يتعدى قمة المعيار ؟!! ,,
وأي حرب تلك التي لا تنتهي بالإبادة والدمار ؟!!
فواصل عجب تسود حين تتمكن شرعة الحمار ..
متسلط جبار يمتطي الرقاب بالليل والنهار ..
يجتهد في إبادة الرقاب ليكون سيدا للأحجار ؟!!
جمادات لا تجوع ولا تطالب ولا تعاند بالحوار ..
بل تجيد التصفيق والتهليل كلما يمر بالمسـار ..
الموت راحة لأمم تواجه الويلات في سواحل النار ..
إذا لم تناضل بشرف وعزة لتنال فضل الانتصار ..
وتكون حرة أبيـة غير مسيرة بمنهج الأشرار ..
والقبر نعيم لأمة إذا ما عجزت وحوصرت بالأقدار .