غشاوة تلك التي غطت الحقائق لدى البعض .. فخرجوا عن جادة الصواب .. يمسكون الصورة بالمقلوب .. ثم يرونها مستعدلة وأنها هي الحقيقة .. ولديهم تقصير في فهم الاعوجاج .. تقصير بالفطرة المكتسبة .. البدايات عادة لديهم إرهاصات وتلقي المعرفة من مصادر مشبوهة أو من أشباه وأنصاف العلماء .. وممن يدعون العلم والمعرفة .. وهم في الحقيقة جهلاء يتوهمون المعرفة ولا يعرفون .. ويرون دروبهم هي السليمة والغير هم على طرق الضلال .. يوجدون أجيالاً من القتلة بفرية حماة العقيدة .. ثم يجندونهم للنيل من الآخرين بفرضية الردة والتكفير .. ويحللون لأنفسهم البقاء ولغيرهم الفناء !! .. فهم ينشرون في الأرض الفساد ويملئونها قتلاً ودماراً وإقصاءً تحت ستار العقيدة .. وبالرغم من أنهم أبعد الناس عن مسار العقيدة الصحيحة .. وهؤلاء محال أن يتخطوا الشك باليقين .. فالأنفس لديهم عليلة أخذت يوم مولدها تلك الجرعات من الخدع .. وبدأت يوم أن بدأت بخطوات تشوبها الشبهات .. ومفطومة بالعثرات .. والغفلة عن حقيقة جهلها في الذات .. تربوا تحت كفالة كمائن الريب وحفر الشك وقوالب الفريـات في الدين والأكاذيب في الحقائق .. فلم تكن البدايات لديهم نقاءً في الضمير و صفاءً في السريرة .. ولم يسلكوا أبداً مسالك السلف الصالح الذين لم يأتوا بمثل ما يأتونه اليوم من إفتاء بالباطل ثم الحكم بالإقصاء من فرضيات الوهم بالناس .. كما أن البدايات لديهم لم تكن تلك الجادة والصواب في تلقي العقيدة من مصادرها الصحيحة .. ومن الخطأ بعد ذاك أن يفترض أحدهم فيهم الصلاح .. أو يفترض الرحمة في قلوبهم تلك التي لم تتلقى الإصلاح .. فالعيب في مكتسبات الفطرة فيهم .. وفاقد الشئ يعجز عن العطاء .. والذي يلوم ويعتب عاجزاً إنما هو أحمق يجتهد في نيل المستحيل .. ويتوهم من يرى أن السنوات كفيلة بإعادة هؤلاء إلى جادة السبيل .. بل نرى العكس فإن منابع الخزعبلات ما زالت تجود .. وما زالت تفرز بالمزيد في المجتمعات .. فهم هنا وهناك .. وقد يرى البعض أن الإصلاح إنما يكون بتعديل الفطرة بالعلم والثقافة والإرشاد .. والوعظ الحسن .. والمجادلة بالتي هي أحسن .. ولكن التجارب تؤكد أن الذي يحاول إصلاح مثل هؤلاء يجد فيهم نسبة ضئيلة من النجاح .. وهو كمن يجتهد في ترويض وحوش مستنفرة .. تأبى الانصياع وتأبى الاستماع .. أو تأبى أن تقف لحظة لتلقي نصيحة غالية .. أو أن تسمع فتوى دينية شرعية صحيحة .. وعددية هؤلاء ليست بالقليلة وفي تزايد مستمر .. وهم يشكلون سمة سوداء في ملامح الأمة الإسلامية .. حيث يحللون ويحرمون حسب مرتكزات هي بعيدة جداً عن تلك القواعد السليمة في الإسلام .. فإذا جادلتهم أتوا بأدلة دينية هي كلها غير تلك السليمة وملفقة في الغالب .. ويصرون على إنكار أدلة من أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم وهي صحيحة .. كما أنهم يلتفون حول الآيات القرآنية بتفاسير حسب أهوائهم .. يحللون حراماً ويحرمون حلالاً .. أزهقوا الكثير من الأرواح الطاهرة البريئة .. وعملوا كثيراً في تشويه صورة الإسلام تلك العقيدة السمحة .. فنسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيد هؤلاء ويخرجهم من ظلمات الضلال والفرية في الدين إلى جادة الصواب .. وإلى ساحة ذاك الدين الراقي المتسامح بفضائل الأخلاق النبيلة .