كتبت - هلا العدوان
«اترك اللي بأيدك واسمعني «.. بهذه الكلمات صرخت فردوس في وجه ابنها يوسف ابن السادسة وعشرة وهي تستشيط غضبا بينما عيونها تنصب صوب زوجها وهي ترقب الاثنين وهما يمسكان بهواتفهما الخلوية منشغلين عنها ب»الكاندي كرش»...
«الكاندي كرش» أو «سحق الحلوى ».. الإدمان الجديد والتحدي للآلاف من الأسر « الكاندي كرش «ليست فقط لعبة يتم تنزيلها على الاجهزة الخلوية بل هي اكثر شريك حياة للكثيرين ممن ينشغلون باللعب فيها لساعات دون أي احساس بالوقت.
يقول سامي ابو عليان موظف في احدى المؤسسات الحكومية انه يقضي ما يقارب الساعتين الى الثلاث ساعات يوميا وهو يلعب «الكاندي كرش» معترفا ان هذه اللعبة قد يصحبها غضب كبير من زوجته بسبب تركيزه على اللعب وتحقيق درجات وارقام كبيرة فيها.
وفي الوقت ذاته يقر بان هذه اللعبة تؤثر على سلوكه بعض الاحيان بسبب جلوسه الطويل وراء شاشة الهاتف وادمانه هذه اللعبة ، وهذه اللعبة بحسبه لا تقتل الوقت فقط ولكن العلاقات الاجتماعية ايضا بين الازواج.
امام هذا يؤكد احد المسؤولين في احدى المستشفيات الخاصة ان هناك مجموعة لا باس بها من العاملين يسترقون الوقت للانشغال بال»كاندي كرش « وانه يشعر بانها ادمان ينبغي على ممارسيها ان يعوا ويفهموا حقيقة تضييع الوقت دون فائدة ، قائلا ان هذه اللعبة جريمة في حق الوقت وانها تدفع للادمان وليس للاستمتاع وانه سمع عن حالات فقدان موظفين العمل من اجل ادمانهم على مثل هذه الالعاب.
ما هي الكاندي كرش ؟
تعتبر لعبة سحق الحلوى أو «كاندي كراش »من أكثر الألعاب المحببة إلى مستخدمي أجهزة الهاتف المحمول وهي تعتمد على أن يقوم اللاعب بالتخلص من كل قطع الحلوى الموجودة بالمستوى من خلال الوقت المحدد له، وقد تجد الكثيرين من مدمني هذه اللعبة يحاولون الحصول على أعلى النتائج والوصول إلى أعلى المستويات بكل الطرق ويمكن ان تثقف نفسك بالحيل والإرشادات التي تستطيع من خلالها أن تدمر كل الحلوى وأن تصل إلى أعلى المستويات في اللعبة في أقل وقت فقط اقرأ هذه النصائح وحاول أن تطبقها عند اللعب.
الكاندي كراش على غرار الكثير من الالعاب الالكترونية هي لعبة صممت في الاصل بهندسة ذكية لتحويل اللاعبين مجرد اوفياء للعبة الاشهر في العالم.
وبحسب شركة كينج المطورة للعبة فانه رغم بساطة قواعد لعبة» كاندي كراش»، إلا أن المدمنين، وأكثرهم من النساء (فئة 25 إلى 55 ) يؤكدون أنها سحرتهم ليس فقط بموسيقاها الجذابة وجمالية تصميمها وألوانها، ولكن بجوانب أخرى خفية تسيطر على سيكولوجية كل من يجربها وبالنسبة للأرقام المفاجئة التي حققتها اللعبة منذ ظهورها على منصات فيسبوك وأندرويد وآيفون وآيباد فقد أكدت الشركة أن ما يزيد عن 500 مليون شخص قاموا بتحميل اللعبة عبر جميع متاجر التطبيقات، ما يجعلها واحدة من أنجح الألعاب على الإطلاق، بحسب وصف الشركة.
وأضافت أن من بين كل 23 مشتركا على موقع فيسبوك يوجد مشترك يفضل اللعبة، كاشفة عن أبرز عادات «إدمان» محبي اللعبة في الولايات المتحدة وبريطانيا ويساهم اتساع شعبية اللعبة بسرعة في دخولها منافسا قويا لأشهر الألعاب في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، وأبرزها لعبة «الطيور الغاضبة»، التي احتاجت لنحو عامين لتصل إلى رقم الـ500 مليون تحميل.
وبحسب مجلة تايم الأميركية فإن اللعبة أضحت مصدر تعاسة للمدمنين، وتسببت منذ ظهورها في نيسان 2012 في مشاكل لا حصر لها لآلاف المدمنين عليها.
اما بالنسبة لقواعد اللعبة فيرجع سر نجاحها إلى قواعدها البسيطة ، فهناك هدف يجب تحقيقه. لكن، كما في الحياة، تصادفك عراقيل تحاول إفشال سيطرتك على الخطة التي ترسمها لتكسير المكعبات التي تجمعها.
وكأية لعبة إلكترونية هناك أسلحة إضافية أو سرية يمكن شراؤها تمكنك التغلب على المراحل الصعبة جدا. ومن مميزاتها أنك تستطيع معرفة أية مراحل وصل إليها أصدقاؤك، فيبدأ التحدي في رحلة حلويات و»كاندي» لا منتهية.
وقد انتشرت فيديوهات على موقع يوتيوب تكشف طريقة تخطي أصعب المراحل، وأحيانا وسائل الغش في حالة الفشل في إتمام المرحلة، حيث يتم مثلا تعديل ساعة الهاتف بحيث تكسب جولات جديدة دون الحاجة للانتظار نصف ساعة.واما بالنسبة للإحصائيات والأرقام لهذه اللعبة فانها تعبر عن مدى إنتشارها ، حيث وصل عدد اللاعبين إلى 45 مليون لاعب في المنصات المتوفرة عليها اللعبة.
وذكر موقع «ذا نكست ويب» The Next Web التقني المتخصص، أن اللعبة قد تخطى عدد مرات تحميلها عبر جميع متاجر التطبيقات حاجز الـ500 مليون، ما يجعلها اللعبة التي تحتل المرتبة الأولى على منصات فيسبوك وأندرويد وآيفون وآيباد ونظام iOS بحسب وصف شركة «كينغ» المطورة للعبة، والأهم من هذا تُحقق اللعبة للشركة قرابة 450 الف يورو يوميا، ويتم تحقيق هذه الأرباح من خلال تقديم بعض الخيارات المدفوعة والتي تساعد اللاعب على التقدم باللعبة بشكل أسرع.
اما بالنسبة للاردنيين والكاندي كراش فيشير دكتور علم النفس التربوي عاطف شواشرة ان الادمان على الالعاب الالكترونية هو نتيجة لخلل وظيفي في القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية وفشل في مواجهة المشكلات وملء وقت الفراغ بهوايات متعددة كما انه تعبير عن فشل الانسان في تطوير اتجاهات ايجابية في الحياة نحو التعاطي الحضاري والاجتماعي اما بسبب الخجل أو الانطواء احيانا أو بسبب الوحدة والخواء النفسي في أحيان أخرى فهو حالة من الاغتراب والهروب من الواقع الى عالم خال من المواجهة والحميمية بحيث يشعر من لديه هذا الضعف الذاتي بتعويض عن خسائره في مشهد الحياة الواقعية.
ويزيد تشير بعض الدراسات الى ان هؤلاء الاشخاص ربما يعانون من بعض المشكلات النفسية كالرهاب الاجتماعي والاكتئاب ولذا فهم يبحثون عن الالفة المزيفة والانخراط فيها لاقناع انفسهم بانتصارات وهمية تستثير لديهم دافع الانجاز المليء باليأس في واقع الحياة.