ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الاطفال .. ضحايا انشغال الوالدين ! الخميس 20 نوفمبر 2014, 1:36 am | |
| [size=32]الاطفال .. ضحايا انشغال الوالدين ![/size] << الخميس، 20 نوفمبر/تشرين الثاني، 2014
الدستور - ماجدة ابو طير اصبحت الاجهزة التكنولوجية تتيح للكثير منا التواصل مع الاخرين بشكل كبير، الا ان هذا التواصل الصامت يحرم الاطفال المحيطين بالاهالي والعائلة من التطور العقلي السليم كون الاطفال لا يجدون من يتحاور معهم وينمي لهم قدراتهم ولغتهم، فالام في وقت فراغها كما هو الاب متمسكين بجهاز «الموبايل» ليتحاوروا مع الاصدقاء دون الاهتمام بذلك الطفل الذي يجلس منصتاً ليلتقط كلمات لعل لغته تتطور، ولكن هل سيبقى الطفل ينتظر ان يجد فرصة اهتمام من الاهل ام انه سيبقى على قدراته ويحصي هذه النتائج السلبية فيما بعد الاهل. فادية سليم وهي ام لطفلين تشتكي من زوجها الذي يدمن استخدام الموبايل ولا يمنحه اطفاله اي اهتمام، تقول فادية: «انني موظفة واعود للمنزل واكون منهكة من الدوام في حين ان زوجي يعود مبكراً من العمل كونه يعمل مدرساً، الا ان عودته للمنزل ووجوده مع الاطفال لساعتين قبل ان اصل لم استفد منها شيء، فعندما اراقبه كيف يتعامل مع اطفالي فانه لا يهتم بهم وكل هذا بسبب انشغاله بالالعاب التي يدمن عليها في هاتفه، وعندما يتحدث مع اطفالي يتحدث معهم باقل عدد من الكلمات واحيانا بالاشارة». لغة الاشارة وتضيف فادية :» ابني الكبير «عمر» لاحظت انه وصل لعمر السنتين وما زال يتحدث بلغة الاشارة وبعدما ذهبت لاخصائية اللغة اخبرتني ان هذا الطفل طبيعي ولكن لا احد يتحدث معه! وفعلا زوجي يتحدث قليلا لانه منشغل بموبايله، المشكلة الحقيقية ان اطفالي لا يختلطون باحد وليس لهم غيرنا وفي فترة طويلة قضيتها معهم كنت مريضة ولا استطيع الاهتمام بهم والتحاور معهم والان احصد هذه النتائج فالاطفال مقارنة بمن هم باعمارهم مستواهم اللغوي متدني، واحاول هذه الفترة ان اقرأ لهم القصص واتحاور معهم ووالدهم اصبح يتحدث معهم بشكل افضل». في القديم كان الطفل ملاصقا لوالديه ويكتسب منهم المهارات وكل امر ممكن ان يطوره، اما الان فالطفل ملاصق لامه او ابيه الا ان التواصل اقل بسبب ادمان الاهالي على الموبايلات، تقول ندى صافي: «الاطفال هم ضحية هذا التطور الذي وصلنا له والاهل لا يدركوا خطورة قلة التواصل مع الاطفال الا فيما بعد، حتى الطفل هذه الايام الذي يكتسب القليل من اللغة متعلق في الكمبيوتر او الموبايل ولا يتسنى له فرصة ان يمر بالمراحل الطبيعة التي يمر بها اي طفل، كاللعب مع غيره واكتشاف العالم الذي حوله، فالاطفال هذه الايام تجدهم متجمعين امام شاشات الكمبيوتر والموبايلات ويتنافسون على امتلاك احدث الاجهزة». وتضيف ندى :» هنالك عدة عوامل لتعلق الاطفال بشبكة الانترنت والاجهزة المرتبطة فيها، ومن بين هذه العوامل ان التلفاز يلعب دورا كبيرا في جعل الاطفال يهتمون بهذه الشبكة، فهنالك برامج تلفزيونية كاملة للاطفال تحفزهم لشراء اجهزة الكمبيوتر ومتابعة برامج محددة على الانترنت، الان معظم الاطفال لديهم حساب على الفيس بوك لانهم يتناقلون المعلومة فيما بينهم ويقلدون بعضهم البعض، وبرامج الاطفال تعرض دوماً نمطاً محددا لصور البطل او نموذج البطل الطفل، وهذا البطل بالغالب يهتم بالتكنولوجيا ويتابع شبكة الانترنت لذلك يقلدونه تماماً، تعلق الاطفال هذا يجب ان ينتبه له الاهل ولمخاطره وان يوفروا له وقت لمعرفة مايدور في راسه ومعرفة اهتماماته والمخاوف التي يشعر بها وغيرها من الجوانب». اكتساب الوقت الاهل اليوم منشغلين بالهواتف والكمبيوترات والاعمال وينسون ان هنالك طفل ينتظر منهم رعاية واهتمام، وبالرغم ان ديالا حمزة تعمل كطبيبة وليس لديها الوقت الكثير لعائلتها الا انها تخاف من عدم توفير الرعاية لابنها « غيث»، تقول ديالا :» نحن كاطباء نعرف خطورة اهمال الاهل للطفل فمن الممكن ان الطفل يصبح مع هذا الاهمال طفل يعاني من التوحد وايضا امراض نفسية عديدة، وندرك تماما المخاطر التي تلحق الطفل ان تم اهماله، لذلك اجد وقتا مستقطعا دوما من ساعات عملي لاتصل بطفلي واتكلم معه، وعندما اعود للمنزل اتكلم معه في كل ثانية اجدها لاعرف ماذا عمل في يومه ومن رأى، الام يجب ان تتحدث مع طفلها وهو في رحمها فكيف له ان تهمله هو بجانبه». وتجد ديالا : « ان العلاقات الاجتماعية الحديثة هي علاقات زائفة اوجدها العالم الحديث، ولكن الضرر الواقع جراء هذه العلاقات وانخراطنا في مواقع التواصل الاجتماعي هذا الضرر اثره على الاطفال اخطر بكثير من الكبار، لان الاطفال كالنبتة ينتظرون من الاب والام الرعاية والاهتمام والتعرف على تفاصيل الحياة الكثيرة، فكيف لهم ان يدركوا كل هذه التفاصيل والاب والام منشغلين بالهواتف ولا يوجد من يتحدث فهم، فالصمت هو ما يدور بين الاب والام لتجدهم يتواصلوا عن طريق مواقع التواصل وهم في نفس الغرفة والطفل يجلس بحضن اي منهم دون ان يسمع الا كلمات قليلة، فالحذر ايها الامهات والاباء من اهمال الاطفال». عدم الحوار الاخصائية التربوية مروة صلاح مسؤولية الطفل تلقى على عاتق الوالدين، فالطفل في سنواته الأولى يكون سهل التشكيل والتأثر بما حوله، فإما أن ينشأ مليئاً بالعقد والاضطرابات النفسية وإما أن ينشأ صحيحاً نفسياً·وثمة أسباب تؤدي إلى الجنوح والاضطرابات النفسية للطفل يتوجب على الوالدين وضعها نصب أعينهم ليضمنوا السلامة النفسية لأطفالهم، ومن المشكلات المتكررة في كثير من المجتمعات، عدم وجود حوار بين الوالدين وافتقادهما للتخطيط والتعاون لتنمية شخصية الطفل وقدراته العقلية، فانشغال الاهالي بالاجهزة التكنولوجية والبعد عن الحوار مع الطفل يجعل الطفل يلجأ لطرق احيانا غير امنة لاكتساب المعرفة وايضا لتطوير مهاراته، واجب تنمية قدرات الطفل هي من واجبات الاهل فالاهتمام به مهم ويقع على عاتقهم لان الاهمال قد يؤدي الى مشاكل نفسية . |
|