يا تنابل العالم.. اتحدوا!
يروي التاريخ قصة حول مَن كانوا يُسمّون: تنابل «عبد الحميد». والمقصود السلطان العثماني عبد الحميد، آخر الخلفاء المسلمين. وسواء كانت القصة صحيحة ام
«ملفّقة» فهي تعيب»الكائنات/ التنابل، أكثر ما تعيب السلطان عبد الحميد صاحب المواقف الصّلبة تجاه الأقصى والقدس وضد اليهود في القرن التاسع عشر.
تقول القصة: التنابل هم أكثر الناس جذلاً وأقلهم عملاً، وبسبب كثرة مرحهم تغاضى الناس عن قلة نفعهم، حتى أن بعض الحكّام كانوا يستخدمونهم كمهرجين في قصورهم.
وقيل أيضاً أن التنابل هم أضعف الناس عقلاً وأخصبهم نسلاً (يعني فحول)، اكيد سيقول قارىء المقال: يا ريتني تنْبَل.
ويروى أن السلطان عبد الحميد تنبه لخطرهم على النسل البشري، فعزم على إبادتهم عن بكرة أبيهم، وعمد إلى خطة بارعة، فخصص لهم مكاناً في ضواحي الأستانة، وأذيع أن المكان معد لإقامة التنابل، يأكلون ويشربون ويعيشون فيه.
وماهي إلا أسابيع قليلة حتى غُص المكان بالتنابل الذين توافدوا من شتى أنحاء البلاد. فأمر السلطان بحرقهم جميعاً، لكن الصدر الأعظم استدرك قائلاً:
لعل بينهم من هم غير تنابل، لذلك أضرم حولهم نياريْن بشكل دوائر حلزونية، بحيث إذا سعى أحدهم إلى النجاة وجد سبيلاً فيكون عندئذٍ من غير فئة التنابل،
وهكذا كان.. فنجا قسم منهم، بينما أبيد الآخرون.
ومن التعليقات التي رافقت محرقة التنابل هذه، أن أحد التنابل قال لرفيقه قبل وصول النار إليهما:
«أعطني ولعة لسيجارتي»، أجاب الآخر: «لاحق تولع بس توصل النار».
وهذا المثل ربما يكون سبب تسمية أحد الأسواق في دمشق بـ «سوق التنابل»، وهو سوق يبيع الخضار على أنواعها جاهزة للطبخ للعائلات التي لا تريد أن تتعب بتجهيز الخضار للطبخ فتأتي بها جاهزة. الكوسا محفورة، واللوبا مُقمّعة، والبقدونس مفرّمة، والجزر مقشّر. ووصلتنا «التّنْبَلة»، ودخلت «بيوتنا»، فصارت النساء يعتمدن على ما تبيعه «القرويات» من خضار «جاهزة» للطبخ.
فالتنبَلة ليست خاصة بالرجال فقط، بل والنساء «المخمليات» أيضا.
وهكذا صار شعارنا «التّنْبَلة: أكل ومرعى وقلّة صنعة»..!!
ويا تنابل العالم.. اتحدوا..!!