منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سواليف الروح!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75827
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سواليف الروح! Empty
مُساهمةموضوع: سواليف الروح!   سواليف الروح! Emptyالأربعاء 24 ديسمبر 2014, 9:14 am

سواليف الروح!

حلمي الأسمر
سواليف الروح! Hilmi_alasmar


والسلافة كل ما يعصر وخمر سُلافة أول عصرة الخمر، والسلافة من كل شيء خالصه وأفضله وانت سلافة: خالصة مخلصة وكذا الأمر السلاف، فقد جاء في لسان العرب لابن منظور: سلاف العسكر متقدمهم، سلفتُ القوم وأنا أسلفهم سلفا إذا تقدمتهم، وفي أشعار أحمد رامي مما جرى على لسان أم كلثوم، ما لفح خد الزمان، حين يقول:
أغارُ من نَسْمَةِ الجَنوبِ على مُحيَّاكَ يا حبيبي
وأحْسِدُ الشمسَ في ضُحاها وأحْسِدُ الشَمسَ في الغُروبِ
وأغْبِطُ الطَيْرَ حينَ يَشْدو على ذُرى فَرْعِهِ الرَطيبِ
فقد تَرى فيهِما جمالاً يَروق عَينَيْكَ يا حبيبي
يا لَيْتَني مَنْظَرٌ بديع تُطيلُ لي نَظْرَةَ الرَقيبِ
وليتَني طائرٌ شَهيٌ أشْدو بأنغامِ عَنْدَليبِ
أظَلُ أَسْقيكَ مِنْ غِنائي سُلافَةَ الروحِ والقلوبِ!
ومن وحي السلاف، والسلافة، نستحضر الضد: العلقم، ليس من باب النكد والتنكيد، بل من أن  الحُسْن يظهر حُسنه الضد  فمن يستطيع أن يسقي شريكه من سلافة الروح والقلوب لم يسقيه من مرارة العلقم؟ وبتعبير أكثر افتضاحا وصراحة: لماذا يميل من يمتلك القدرة على إسعاد الناس إلى إتعاسهم وغمرهم بالهم والغم؟ أي متعة يجدها  أبو نكد  في التنغيص على حياة الآخرين، في البيت كما في العمل، في الحياة الخاصة، كما في العامة؟
أذكر أول مرة غادرت الأرض، وطرت على متن الطائرة، كنت أستمتع بالنظر إلى الأرض، وبدا لي كيف كانت تصغر وتصغر كلما ابتعدت الطائرة، حتى أصبح البشر مجرد نقاط لا يكادون يُرَوْن، وحرت حينذاك في سر البغضاء والشحناء فيما بينهم، وصراعاتهم، ومدى صغرها، تبعا لصغرهم، وقد وجدت كل ما يتصارعون عليه سخيفا وصغيرا، ولربما، منذ ذلك الحين، اعتدت ألا ألتفت لكثير من الصغائر والتوافه من الأمور، حين أيقنت أن عظائمها لا يبلغ من الحجم شيئا إن نظرت إليه من علٍ، وتبعا لهذا كله، لو نظر الشقي الذي يَشقى ويُشقي الآخرين بشقائه إلى ما يفعل، لآثر أن يسقيهم من سلافة الروح، لا روح العلقم!
هي أشياء بسيطة، نكاد لا نذكرها، أو نتحدث بها، وهي من أعظم العظائم، ولهذا كان حسن الخلق دافعا لقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم: إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً [رواه أحمد والترمذي وابن حبان] ومن حسن خلق المرء أن يكون حاملا للمسك، لا نافخا في الكير، ومبشرا بالحب والتسامح، لا البغضاء والكراهية!
بقيت كلمة: الفرق كبير بين سولافة وسواليف، وسلافة الروح والقلوب، خاصة وإن كثيرا من «سواليفنا» هي من قبيل سواليف الحصيدة، والكارثة أنه لا حصاد لدينا، فقمحنا جله أو كله مستورد، ولا نحصد إلا كما هائلا من النميمة السياسية والاجتماعية، ربما تجعلنا من أكثر شعوب الأرض نمّا وطحنا بلا حَبّ أو حُبّ طبعا

!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سواليف الروح!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: