انّ تنظير القولون إجراءٌ يسمح للطبيب بفحص باطن الأمعاء الغليظة كلها، وذلك باستعمال جهازٍ يسمّى مِنظار القولون. يحمل المنظار آلة تصوير صغيرة موصولة إلى أنبوب طويل رفيع. إن هذا الإجراء يسمح للطبيب برؤية أشياء داخل القولون كالنّسُج الملتهبة مثلاً، والنموّات غير الطّبيعيّة، والتقرّحات.
قد يطلب الطبيب إجراء تنظير القولون لعدد من الأسباب:
• البحث عن علاماتٍ مبكرة لسرطان القولون أو المستقيم
• البحث عن أسباب لتغيراتٍ غير مبرّرة في حركة الأمعاء والتغوّط
• تقييم أعراض تظهر على المريض مثل ألم البطن، والنّزف من المستقيم، وتراجع الوزن.
• يستطيع الطبيب أيضاً أن يستأصل البوليبات من القولون أثناء عملية التنظير.
مقدمة
تنظير القولون إجراء بسيط يسمح للطبيب برؤية باطن القولون واكتشاف بعض الأمراض في وقت مبكر، ومنها السرطان.
تنظير القولون إجراء غير مؤلم ويمكن أن يكون منقذاً للحياة.
يشرح هذا البرنامج التعليمي فوائد هذا الإجراء، إضافة إلى المخاطر والمضاعفات الممكنة.
تشريح القولون
القولون هو الجزء الأخير من الأمعاء ويعرف أيضاُ بالأمعاء الغليظة.
يمر الطعام الذي يبتلعهالإنسان عبر المَريء الذي يعرف أيضاً باسم "أنبوب الإطعام".
يصل الطعام بعد ذلك إلى المعدة حيث يهضم جزئياً.
وينتقل الطعام المهضوم من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يخضع الطعام إلى عملية هضم إضافية ويجري امتصاص العناصر الغذائية منه.
بعد ذلك تصل الألياف والأطعمة المهضومة إلى القولون.
في القولون يجري امتصاص ما تبقى من عناصر غذائية ويتشكل البراز.
يُخزَّن البراز بعد ذلك في الجزء الأخير من القولون، وهو القولون السيني والمستقيم، قبل طرحه إلى خارج الجسم.
تقوم الشرايين بتزويد القولون بالدم، أما الأوردة فتنزح الدم من القولون لتأخذه إلى القلب.
يجري امتصاص السوائل الزائدة في القولونإلى الدورة الدموية عبر شبكة من الأوعية تدعى النسيج اللمفي والعقد اللمفية. إن العقد اللمفية تساعد في مكافحة الالتهابات أيضاً.
يمكن أن ينتشر سرطان القولون إلى الكبد، والأمعاء الدقيقة وأقسام أخرى من الجسم، وذلك بالتماس المباشر أو عبر العقد اللمفية.
يتألف القولون من الأجزاء التالية:
القولون الصاعد.
القولون المستعرض.
القولون النازل.
القولون السيني.
المستقيم والشرج.
أمراض القولون
سرطان القولون من أكثر السرطانات انتشاراً لدى الرجال والنساء. وكثيراً ما يكون وراثياً.
تظهر الاختبارات الجينية أن المرضى المعرضين للإصابة بسرطان البروستات معرضون أيضاً لخطر الإصابة بسرطان القولون.
يسمح تنظير القولون للطبيب بأن يتحرى عن سرطان القولون مبكراً ويتيح إمكانية الشفاء منه.
يبدأ سرطان القولون عادة على شكل كتلة صغيرة، تدعى بُوليب، تتدلى داخل القولون. لا تتطور كل البوليبات إلى سرطان، لكن يجب مراقبتها عن كثب. ويمكن أن يؤدي سرطان القولون إلى ظهور دم في البراز إضافة إلى تغيرات في أسلوب حركة الأمعاء.
من أمراضالقولون الأخرى الالتهاب المزمن أو حالات عدوى القولون. وهييمكن أن تؤدي إلى إسهال وربما إلى نزيف. ويمكن أن تؤدي بعض هذه الأمراض إلى الإصابة بسرطان القولون.
الإجراء البديل
حقنة الباريوم هي اختبار شعاعي يسمح للطبيب بأن يرى القولون بالأشعة السينية. إن حقنة الباريوم لا تعطي صورة واضحة عن القولون. كما أنها لا تتيح للطبيب أخذ خزعات من القولون. في الخزعة يأخذ الطبيب عينة من النسيج غيرالطبيعي ويرسلها للفحص تحت المجهر.
تنظير القولون هو الإجراء الوحيد الذي يسمح للطبيب برؤية بطانة القولون وأخذ عينات من المناطق غير السليمة.
تنصح التوصيات الحالية للتحري المبكر عن سرطان أو بوليبات القولون بإجراء تنظير القولون لكل من بلغ سن الخمسين، وذلك كل عشر سنوات إذا لم يظهر شيء غير طبيعي. أما بالنسبة للأشخاص الذين ظهرت في عائلاتهم إصابات بسرطان القولون فيجب البدء بالتحري عنه منذ سن الأربعين أو حتى قبل ذلك، وهذا حسب عدد الأقارب الذين أصيبوا بسرطان القولون وحسب الأعمار التي ظهرت عندها تلك الإصابات.
قبل تنظير القولون
لإجراء التنظير يجب أن يكون القولون نظيفاً. لذلك يعطى المريض مسهلاً قوياً يسبب لديه إسهالاً شديداً ينظف القولون من كل البراز الذي فيه.
وقبل التنظير يطلب الطبيب من المريض أن يقتصر طعامه على السوائل الخفيفة مدة يوم أو يومين للتقليل من تشكل البراز.
إجراء التنظير
لا يتطلب تنظير القولون بقاء المريض في المستشفى، أي أن المريض يذهب إلى بيته بعد انتهاء التنظير.
قبل إجراء التنظير يُمكن إعطاء المريض أدوية وريدية للاسترخاء والتهدئة.
هدف تنظيرالقولون هو إدخال منظار مرن داخل القولون، عبر المستقيم. يحمل المنظار منبعاً ضوئياً وأليافاً ضوئية تسمح بظهور صورة القولون من الداخل على الشاشة.
قد يشعر المريض بحاجة ملحة إلى التبرز عند إدخال المنظار في المستقيم. وهذا أمر طبيعي. ولكن على المريض أن يخبر الطبيب إذا استمر هذا الشعور فقد يعطيه الطبيب المزيد من الأدوية حتى يرتاح.
بعد إدخال المنظار في المستقيم، يعاين الطبيب بطانة القولون السيني والقولون النازل.
بعد ذلك، يتقدم الطبيب بالمنظار نحو القولون المستعرض. وأخيراً، يصل المنظار إلى القولون الصاعد.
إذا اشتبه الطبيب بمنطقة ما، يمكنه أن يأخذ جزءاً منها ويرسله إلى المختبر. يفحص الطبيب الباثولوجي النسيج تحت المجهر، ويقرر ما إذا كان فيه ما يدل على السرطان أو أي مرض آخر.
بعد أن ينتهي الإجراء، يقوم الطبيب بسحب المنظار.
تنظير القولون غير مؤلم عادة، ولكن المريض قد يشعر ببعض الانزعاج.
مخاطر ومضاعفات تنظير القولون
تنظير القولون إجراء آمن للغاية ويمكن أن ينقذ حياة المريض. ولكنه ينطوي على مخاطر ممكنة يجب على المريض أن يعرفها.
فهناك احتمال ضئيل لتأذي بطانة القولون أو حتى ثقبها.
فإذا حدث تأذي بطانة القولون أوثقبها، يمكن أن يحتاج الأمر إلى عملية جراحية لإصلاح الضرر.
وأحياناً لا يكون القولون نظيفاً كما ينبغي، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤجل الطبيب إجراء التنظير.
ويمكن أن يحدث بعض النزف من المستقيم إذا ما أخذ الطبيب عينة من النسيج منه. وعادة ما يكون هذا النزف خفيفاً.
بعد تنظير القولون
يمكنك للمريض أن يذهب إلى بيته في يوم إجراء التنظير نفسه. ولكنه قد يحتاج إلى من يوصله إلى البيت إذا أعطاه الطبيب مهدئاً خلال إجراء التنظير.
قد يوصي الطبيب مريضه بالاستراحة والاسترخاء طيلة اليوم الذي أجري فيه تنظير القولون ريثما تتلاشى آثار الأدوية المهدئة.
وينبغي على المريض أن يحرص على أن يتصل بطبيبه إذا شعر بألم شديد في البطن أو حمى أو انتفاخ في البطن (حيث يكبر البطن بسرعة)بعد تنظير القولون.
إذا أخذ الطبيب عينات من نسيج القولون أثناء التنظير فإنه يحدد للمريض موعداً للمراجعة بعد عدة أيام ليخبره عن نتائج دراسة العينات.
قد يحتاج بعض المرضى إلى إجراء تنظير قولون دوري للاطمئنان على عدم ظهور شذوذات جديدة.
الخلاصة
تنظير القولون إجراء شائع يسمح للطبيب برؤية بطانة القولون وأخذ خَزْعات منها عند الضرورة.
تنظير القولون إجراء آمن للغاية يمكن أن يكشف عن سرطان القولون في وقت مبكر. إن التحري المبكر عن السرطان يسمح بمعالجته في وقت مبكر، ويحقق الشفاء التام من السرطان. صحيح أن هناك بعض المخاطر والمضاعفات عند تنظير القولون، ولكنها نادرة جداً.