ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: مسلمو الهويّة والإساءة للإسلام والرسول الأعظم الأحد 18 يناير 2015, 12:45 am | |
| مسلمو الهويّة والإساءة للإسلام والرسول الأعظم حادثة باريس الإرهابية وما تلاها من تبعات لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وما بدأ يعاني منه المسلمون وحتى العرب جميعاً في الغرب، يتحمّلها مدّعو إسلام الهويّة والذين لا ينتمون للإسلام قيد أنملة إلّا بالهويّة، لا بل أنهم مأجورون من جهات غير إسلامية أصولها إرهابية وتمتلك مشروع إرهاب الدولة ولديها مشروع الإساءة للإسلام وأهله على السواء. فالمسلمون جلّهم أدانوا حادثة الإرهاب مدار البحث، لكن تبعاتها وخلق بؤر انشطارية منها على شكل شبه يومي في عدة دول تؤشر إلى أن مخططي تلك الحادثة الإرهابية ومنفذيها وأدواتها يريدون أن يجعلوا منها سبتمبر إحدى عشر جديد على الإسلام ومبادئه السمحة. والمسلمون المعتدلون والذين هم على صواب بالطبع عليهم مسؤولية الدفاع عن الإسلام بدرء شرّ هؤلاء القتلة وتعريتهم وفضحهم وأنهم لا يمتّون للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، لا بل أنهم مسلمو هويّة فقط وأن أفعالهم لا تمثّل الإسلام ولا المسلمين، وأنهم من ذوي النفوس الضعيفة الذين يباعون ويشترون ويستخدمون كأدوات رخيصة ومأجورين بيد جهات إرهابية دولية مشروعها الأساس ضرب الإسلام ومبادئه السمحة والإساءة إليه وتشويه صورته للغرب والشرق على السواء. ومن هذا المنطلق وحفاظاً على سمعة الإسلام والمسلمين ولإرسال رسالة للغرب بأن الإسلام دين وسطية واعتدال لا إرهاب أو غلو أو تطرّف، كانت مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله في باريس بمسيرة التضامن مع ضحايا الهجوم الذي تعرضت له مجلة شارلي أيبدو وراح ضحيته 12 شخصاً من العاملين في المجلة، وقوبلت هذه المشاركة بالترحيب محلياً وعالمياً لأن جلالتيهما يمثلان صوت العقل والحكمة والإنسانية. لكن إصرار مجلة شارلي أيبدو بعدها بنشر سموم الكراهية والإساءة لشخص الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام، وتعمّدها وقصدها إيذاء مشاعر كل المسلمين والسخرية من الإسلام والمسلمين ورسولهم الأعظم باسم حرية التعبير، جعل صوت الحكمة والعقل والإنسانية في العالم بأسره إدراك حجم المؤامرة ضد الإسلام والمسلمين، وأن هذه الحادثة الإرهابية المدبّرة ما هي إلا حلقة في مسلسل مستمر ضد الإسلام والمسلمين، وأنّ مخططي الفتنة والحرب ضد الإسلام هم أيضاً من يغرّون بهذه المجلة وأمثالها بالمال أو الأساليب الأخرى للإساءة ومعاودة الإساءة للإسلام والمسلمين وتنفيذ مشروعهم الطائفي المسموم والموسوم بالعداء المتواصل للإسلام. ولهذا دان الديون الملكي الهاشمي الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام ببيان وزّع لوكالات الأنباء العالمية كافة، وجاء في البيان «أن الاستمرار في نشر رسومات مسيئة تجسّد رسولنا محمد، صل الله عليه وسلّم، فيه إيذاء لمشاعر المجتمعات الإسلامية في كل مكان، وهو تصرف مدان وغير مسؤول وغير واع لحقيقة حرية التعبير، التي من أهم أسسها المسؤولية واحترام الأديان، بدلاً من الإمعان في الاساءة في وقت نحتاج فيه إلى أن تسود الحكمة وروح الحوار والانفتاح على الآخر، والعمل البناء عبر تعظيم الاحترام والتسامح والقيم المشتركة». فالظلم الذي يقع على الدين الاسلامي والتشويه المنظم والمتعمد لصورته والإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام هذه الايام من قبل جهات أو منظمات الإرهاب الدولية والذين يستخدمون بعض مسلمي الهوية كأدوات إرهابية، ربما يكون أحد أسبابه بعض من يدعون الاسلام بالهوية والاسلام منهم براء لان هذه الشرذمة القليلة يقوموا بتشويه صورة هذا الدين العظيم بأفعالهم الارهابية وغلوهم وتطرفهم ويسيؤون لاكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم. فما كان من المسلمين وحتى بعض المسيحيين من إخواننا هنا بالأردن والعالم إلا الرد بالتظاهر أو الكتابة على صفحات التواصل الاجتماعي للرد على هؤلاء الشرذمة إنصافاً للإسلام ورسوله الكريم. فالاسلام دين تسامح ومحبة وسلام وتعايش واحترام لحقوق الانسان ووسطية واعتدال، لا دين تطرف او غلو أو إرهاب أو إجرام، والمسلمون الحقيقيون كلهم ضد ما يقوم به أي معتوه أو مأجور يدعي الاسلام بالهوية ويسيء لهم ولدينهم، ويستنكرون ويشجبون ويدينون كل أفعال الاجرام والارهاب الفردي والمنظم سواء ما حصل للمجلة الفرنسية شارلي ايبدو أو ما تقوم به بعض المنظمات الارهابية التي تدعي الاسلام كداعش وأخواتها وغيرها. والتعايش وحوار الاديان والحضارات قيمة سامية يبني عليها المسلمون ويؤمنون بها، ويتطلعون لأن يسود السلام والمحبة في العالم أجمع. والاساءة للرسول الاعظم محمد عليه الصلاة والسلام بإسم حرية التعبير أو مبادئ تعزيز الديمقراطية عبارة عن تعدي سافر وتجن غير محمود وتطرف وغلو وانتهازية وردة أفعال لاعمال أشخاص لا يمتون للإسلام بصلة. والمطلوب اليوم وقبل الغد من المجتمع الدولي والأممي العدالة والإنصاف وعدم الكيل بمكيالين، فكما أن الاساءة للصهيونية العالمية والدين اليهودي معاداة للسامية ومنصوص عليها بعقوبات في الغرب، نطالب العالم المتحضر بوضع عقوبات على من يسيء لديننا ولرسولنا الاعظم سواء بالرسومات المسيئة أو غيرها. فهذه الرسومات المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام تؤجج مجتمع الكراهية والتطرف الديني وحتى النعرات الطائفية بين الاديان والحضارات الانسانية، حتى وإن كانت لا تنال من مقام الرسول الاعظم قيد أنملة، والأسلم لنا كمسلمين تجاهلها وعدم إثارتها لأنها لا تؤثر بمقام الرسول عليه السلام ولا على مبادئ الإسلام السمحة. ورغم أن طباعة مليون نسخة من قبل المجلة الفرنسية شارلي ايبدو وبست لغات والتي تحمل صورا مسيئة للرسول محمد علبه السلام عبارة عن انتهازية وتجن ّ على كل المسلمين وتأتي كردة فعل لما فعله معتوه ومتطرف وإرهابي لا يمت للإسلام بصلة، فهو أيضاً يندرج في سياق الإرهاب الفكري ودس السم بالدسم وبث بذور الكراهية والطائفية المقيتة والترويج لها من قبل المجلة نفسها أو استخدامها من قبل أعداء الإسلام والمتطرفين. الحرب ضد الاسلام والتي أساسها المشروع الصهيوني وتطرفه واضحة من خلال العديد من الممارسات في فلسطين وغيرها، وهذه الحوادث التي نشاهدها على الأرض ويتم نسبها للإسلام والمسلمين ما هي إلّا أفعال صهيونية عبثية تآمريّة يجب على المسلمين والمجتمع الدولي الوعي تجاهها. بصراحة الاسلام يظلم من قبل أهله ومدعيّ الانتماء له بالهوية لا بالعمل أو الانتماء الحقيقي، رغم أن مئات الملايين من المسلمين ضد الارهاب والتطرف والغلو وهم يظلمون أيضاً، وهؤلاء الشرذمة المأجورون والمستخدمون من قبل أعداء الأمة يخدمون المشروع الصهيوني المناوئ للإسلام بأفعالهم القذرة، لا بل أن الصهيونية العالمية تستخدمهم كأدوات لتنفيذ مشروعها المناوئ والمحارب للإسلام والسِلم على الأرض، والمطلوب إنصاف هذا الدين من قبل أهله قبل الاخرين، وما على المسلمين الحقيقيين –الذين هم جلّ المسلمين- إلّا أن يفوّتوا الفرصة على المتآمرين على الإسلام من خلال العودة الحقّة للدين واتّباع سنة محمد عليه الصلاة والسلام العطرة وتصويب مسيرتهم الأخلاقية لإعطاء الصورة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين، فالإسلام دين الرحمة والمحبة والسلام والإخاء والمودة والذي ينبذ الغلو والتطرف والإرهاب ويحترم الآخر ويعزّز السلام ولغة الحوار بين الأديان. * وزير الأشغال العامة والاسكان الأسبق |
|