جزء من عذاب بني إسرائيل في الدنيا
ذكر الله لنا كيف عذب في هذه الدنيا من كفر من اﻷمم السابقة فمثلا قوم نوح بالطوفان وعاد بالريح وثمود بالصاعقة.
أما بني إسرائيل يقول تعالى (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم).
يقول ابن عباس والذين يسومونهم: محمد صل الله عليه وسلم وأمته، إلى يوم القيامة.
تاخذنا هذه اﻵية إلى أخرى مشابهة في سورة اﻹسراء (بني إسرائيل).
(فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا )
هنا الخطاب لبني إسرائيل الذي قضى الله لهم بإفسادين وعلو مع أمة اﻹسلام ويذكر كثير من المفسرين الذين عاصروا قيام دولة الاحتلال ومنهم الشعراوي ود.أحمد نوفل ود.صلاح الخالدي أن اﻹفساد اﻷول كان في جزيرة العرب في زمن رسول الله صل الله عليه وسلم.
فبعث الله عليهم محمد صل الله عليه وسلم واصحابه فانهوا هذا اﻹفساد.
ولاحظ لفظ (البعث) في اﻵيتين وأن من يبعث هؤلاء العباد هو (الله) وانتبه لقول ابن عباس وانطباقه على تفسير من ذكرت.
إما إفسادهم الثاني المصحوب بعلو والذي يأتي بعد اﻷول بفترة طويلة نسبيا دل عليها حرف العطف (ثم) (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ).
والخطاب دائما لبني إسرائيل.
ذكر هؤلاء المفسرون هو ما نعيشه اﻵن من إفساد وعلو لهم على هذه اﻷرض وتتويجه احتلال القدس وفلسطين.
أما من ينهي هذا اﻹفساد هم امتداد لصحابة رسول الله وعلى نهجهم ويدخلوا المسجد اﻷقصى محررين كما دخله أصحاب رسول الله بقيادة عمر الفاروق.
(فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا).
يعود الضمير في (ليسوءوا) و (ليدخلوا) و(ليتبروا) على عبادا لنا.
واليوم القسام يخوض جولة من جولات المعركة يسوء فيها وجوه هؤلاء الذين امدهم الله بكل الماديات من (اموال وبنين وقدرة على استنفار كل جيوش العالم لحماية امنهم).
وغدا ان شاء الله سيخوض مع مخلصين اﻷمة معركة دخول المسجد ثم المعركة العظمى معركة التتبير لكل شبر علا فيه بني إسرائيل على هذه اﻷرض.
ولاحظ وصف الله لضخامة علوهم (لتعلن) ثم اتبعها بتوكيد (علوا) ثم وصفه (كبيرا).
وعندما وصف الله امكانيات من يدمر هذا العلو قال
(عبادا لنا أولي بأس شديد) دون وصف ﻹمكانيات مادية مثل تلك التي أمد الله بها بني إسرائيل ﻷن العبودية لله مع إعداد اﻷستطاعة يحيد كل الماديات.
ثم وصف عز وجل تدمير علوهم بوصف عظيم (وليتبروا ما ما علوا تتبيرا)
والتتبير هو أحالته لتراب.