منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!  

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 05 أبريل 2018, 7:18 am

مواطن نموذجي!
حلمي الأسمر

-1-
عليك أن تقرأ ما كتبه صديقي المواطن أبو يحيى العربي بعينيْ قلبك، قبل أن تقرأه بعينيْ رأسك، فهي كتابة خالية من أي محسنات لفظية، وموغلة باللهجة المحكية الجميلة، وربما تحتوي «مصطلحات!» ريفية لا يعرفها إلا الراسخون في علم اللهجات الأردنية، خاصة في منطقة جرش، كنت وأنا أقرأ ما خط قلمه الصريح أضحك من كل قلبي، رغم أنه ضحك اسود، أقرب إلى البكاء، فهو يعطيك صورة نموذجية لمواطن أردني حقيقي، بلا رتوش أو تزييف أو أي «محسنات»!
-2-
تعالوا بنا نقرأ ما كتبه لي أبو يحيى.. والاعتذار لأهل اللغة العربية الفصحى، ولقرائنا من غير الأردنيين، الذين قد يحتاجون إلى «مترجم» خاص، لفك معاني بعض الكلمات المبهمة التي لا وجود لها إلا في لهجتنا المحلية..
رحت متأخر لصلاة العشا .....وقفت عادي. وظليت متذكر كم فاتني من صلاة ..حتى أجاني خاطر ..قلي ..شو رأيك بسعر الدخان اليوم ...فجأة انفصلت عن الواقع وطفت الكهربا علي مو على الجامع ..وبطلت اسمع صوت الإمام بتاتا ..نزلوا ركوع نزلت معهم ...بالأثناء نفسي حدثتني ..أنت قريت الفاتحة يا محترم ..شهقت وحطيت إيدي على ثمي من المفاجأة. وحكيتلها ..مش عارف ..والله منا عارف ..اجيت اقراها للتوكيد مرة ثانية ..فات موعدها وميعادها ..وين الدنيا ووين اهلها ..صرنا بالسجود. وين حد علمك. هيك نفسي الأمارة بالسفالة حكتلي ...
وقفنا بالركعة الرابعة ..هوب .. يا حزيرتك يا مزيرتك ..نسيت قديش كم ركعة راحت علي هنه وحده ولا ثنتين..؟ وقضب زلم ..
وأعيد الشريط من أوله ..من فتت على الجامع وين طليت وشو شفت وجنب مين وقفت ..كل هالمحاولات ..حتى اعرف اللي فاتني ركعة ولا ركعتين ..وبعز الهرج والمرج اللي بخابطني ..يجيني خاطر مستعجل وبنفس التوقيت ..وعلى شكل صوت المره (يقصد زوجته).. «ترى الكاز على وشك يخلص ..والارصاد بتحكي فيه ثلج ومنخفض قوي يوم الجمعة» ...
اتذكرت اني واقف بصلاة ..ولا ناوي اخبط كف بكف ...بلوزتي بسحاب قد ما انخنقت حسيت الملقي شخصي قاعد بشد بذرعانه على جوزتي .انخنقت. فتحت السحاب ..عرقت ..رغم اني بصلي لزق للصوبة ... وضربت الأسلاك ببعض ...في اللحظة اللي كنت أحث الذاكرة سن سن ..حتى تتذكر كم ركعة فاتني ..بتلك اللحظة ..بالضبط ..نسيت احنا بنصلي اي فرض من الخمسة ..هو مغرب ولا فجر ولا اعشى .. اعوذ بالله ..محصور ..لا ذاكرتي مسعفيتني ..ولا قادر اسألي جار ..كم راح وفاتني ... قلت ..فيش حل ..إلا أستنى بعد ما يسلم الإمام ويخلص صلاة ..واشوف جيراني ..لأنهم متأخرين معي .. وحتى أضمن بالضبط ..قديش فات ..قلت لازم أستناهم .ما بصير أسابقهم وأركع قبلهم .. وبناء عليه ..هات للمشحرين ..يركعوا ..صاروا ع دوري ملالي ...استنى استنى ... في فترة انتظارهم تلك ..بدل السورة من صغار السور قريت خمسة ... سجدوا ..وقعدوا ..وما قاموا .. عرفت انه اللي فاتني ركعة وحده مش ثنتين .... وهيك صار ..!!
-3-
أبو يحيى، رجل شجاع، قلة من الناس من يعترف بمثل اعترافاته، خاصة وأن الحديث يدور عن صلاة، وكم من يدعون أنهم يؤدونها في خشوع وانسجام، وما هم كذلك، لكن الأهم أن كلمات أبي يحيى جارحة إلى حد البكاء، فهي ترسم صورة دراماتيكية لما يجري –ربما- داخل طيف ضخم من المواطنين، ممن «لخمتهم» الزيادات الأخيرة بالأسعار!
الصورة التي رسمها أبو يحيى أكثر من واقعية، وإن كانت من نوع الكوميديا السوداء، حيث تفصم المواطن وتحول بينه وبين ربه، وتلك قمة المأساة، التي لا يكاد يعرف أحد إلى أين ستوصل المجتمع، فهو يبدو هادئا الآن، عاضا على جرحه، ولكن إلى متى؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 06 أبريل 2018, 8:15 am

من يتحكم بنا العقل أم القلب؟
حلمي الأسمر

لست متأكدا من كيفية الاستفادة من نتائج الدراسة التي قام بها الأخ سعيد احمد مصطفى إبراهيم قبل ثلاثين سنة، وقدمها في حينه إلى فضيلة الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله، ولكنه لم يتلق اي رد عليه، لكنه أعاد التذكير بها مجددا، خاصة بعد أن اثبت العلم بعد كل هذه السنوات صحة ما استخلصته دراسته!.
يقول الأخ سعيد في رسالة جديدة له: إلى كل المتدبرين لكتاب الله تعالى القارئين قوله تعالى «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»، أكتب هذا المقال تذكيرا لهم بالبحث الذي كتبته قبل أكثر من ثلاثين سنة بعنوان «القلب والعقل في القرآن الكريم»، وبينت فيه أن القلب هو صاحب الهيمنة على العقل وهو مركز الفهم والفقه والإدراك، وهو صاحب الإحساس بالحب والكره، وهو مستودع وأرشيف الأعمال، وكل هذه الأمور استقيتها من كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ودعمت البحث بتلك الآيات الشريفة وبذلت جهدا كبيرا في ذلك البحث وقدمته للشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله؛ لكنني لم أتلق الإجابة. 
وبعد عدة أعوام بدأت زراعة القلوب، وبدأت الصحف بنشر أخبار عن تلكم الحالات، وكيف أن من زُرعت لهم قلوب أصبحوا يتصرفون بتصرفات أصحاب القلوب التي زرعت لهم، فوجدت في تلك القصص ضالتي المنشودة فأرسلت مقتطفات من بحثي للأخ الأستاذ الكاتب في جريدة الدستور حلمي الأسمر، وقام مشكورا بنشرها في جريدة الدستور سنة 2012 وطلب وناشد العلماء والأطباء جازاه الله كل خير ناشدهم بأن يشكلوا لجنة لدراسة الموضوع من جميع جوانبه الدينية والطبية، لكن للأسف لم يهتم أحد فوكلت أمري إلى الله وكلي ثقة بأن العلم سيثبت كل ما جاء في البحث والذي نهلته من كتاب الله ومن اصدق من الله قيلا، وبعد ست سنوات من نشر البحث يطلع علينا دكتور على مقطع فيديو يقول لقد اثبت الطب بما لا يدع مجالا للشك بأن القلب ليس مجرد مضخة تضخ القلب إلى سائر الجسم، ولكنه كل شيء في الجسم فهو المفكر المدبر الذي يعطي الدماغ الأوامر وهو المهيمن على الدماغ إلى كل ما جاء في البحث، هنا نصدق كل كلمة جاءت في ذلك المقطع فهو كلام وردنا عن العلم وتجارب الطب الحديث، وهنا لي سؤال أرجو من علماء الأمة وأطبائها الإجابة عليه: أما كان من الأولى أن تبحثوا في كتاب الله وتخرجوا لنا هذه المعلومات عن القلب والعقل من القرآن الكريم ؟ علما بأن الآيات التي تشير إلى ذلك أكثر من خمسين آية.. لكن أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها؟ صدق الله العظيم.
انتهت رسالة الأخ سعيد الجديدة، وحينما عدت للمقال الذي أشار إليه، وجدث تلخيصا وافيا لبحثه، وخلاصته أنه فهم من كتاب الله أننا نعقل ونفقه بقلوبنا ونسمع ونبصر بحضور قلوبنا وحين تكون قلوبنا لاهية فلا سمع ولا بصر، وكذلك حين يطبع أو يختم أو توضع القلوب في أكنة أو يقفل عليها، فلا سمع ولا إبصار ولا فقه، وفهم من القرآن الكريم أن القلب هو مخزن الأعمال أي الذاكرة كما الكمبيوتر في عصرنا، فلنقرأ قول الله تبارك وتعالى في سورة العاديات «أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور»، أي جميع الأعمال محفوظة في الصدور، وقوله في سورة الناس «من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس»، فلا ذكر للعقل في هذه الوسوسة وإنما كانت في الصدور أي في القلوب التي هي في الصدور والتي حدد مكانها القرآن الكريم حتى لا يقول قائل إن القلوب هي العقول.
 فلنقرأ قول الله تعالى في سورة الحج «أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور»، وقوله تعالى في سورة الأعراف «ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها» ..، ونفهم كذلك من هذه الآيات أن القلب هو الأداة التي نعقل ونفقه بها، كما أن الأذن هي أداة السمع والعين أداة الإبصار ولا ذكر للعقل هنا أيضاً إلى غيرها من الآيات الكريمة التي تثبت أن القلب هو أداة الفهم والفقه والعلم والإيمان والأداة التي نعقل بها!
هذا هو لب الموضوع أضعه مجددا بين أيدي المهتمين، لعلهم يرون فيه ما لا نرى!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالإثنين 16 أبريل 2018, 7:46 am

ضرب ما ضرب، ورفع العتب!
حلمي الأسمر
ا

-1-
أكثر ما يضحكني في مشهد العدوان الثلاثي الاستعراضي على سوريا، تلك الخطب العصماء التي بدأ ناشطون يبثونها عبر منصات التواصل الاجتماعي وموجهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي في مجملها تطالبه أن يكون «عادلا» في تعامله مع الشعب السوري، والشعب الفلسطيني، وأن يتعامل مع القضيتين بروح «مجاهد» مسلم نذر روحه للجنة وحورها العين!
هؤلاء أولا كمن يرقص في العتمة، حتى لو بلغت مشاهدات فيديوهاتهم عنان السماء، أو أحاطت «اللايكات» الخاصة بما يكتبونه الكرة الأرضية، فترامب يعلن صباح مساء أنه يكره المسلمين، بل ذهبت به الكراهية حدا كوميديًّا أسود، حينما سئل لم يحمل كل هذه المشاعر العدائية لهم، فقال بانفعال: لأنهم صلبوا المسيح!
أشعر أن وسائل التواصل، وما يكتب فيها، غدت منصات للهبل والدجل، وتنفيس المشاعر لا أكثر، فالفعل والسياسات وتغيير العالم، في مكان آخر، وما يحكم التغيير لا القيم والأخلاق بل المصالح حتى الضيقة والشخصية منها، وكل ما يبث لمناشدة الظلمة والمستبدين والقتلة، للتحلي بالأخلاق الحميدة، هو ضرب من الحمق والصدق البريء، الخالي من كل حكمة!
-2-
مشهد آخر مضحك حد البكاء، ذلك النقاش العبثي بين من يؤيد من العرب ومن يعارض العدوان الثلاثي الغربي، خاصة حين تبلغ حدة النقاش حدا يقترب من التضارب بالأيدي والتناطح (ولو افتراضيا!) والتعبير عن هذا بعبارات التخوين والشتم واللطم.
 كم هو بائس هذا الشعور، وأنت ترى من لا حول لهم، يتقاذفون التهم واللكم اللفظي، وهم أنفسهم مادة الحديث، وعلى أجسادهم تدور المعركة، فكأني بهم هم من عناهم المثل الحاد القائل: في جهنم ويتقاتلون، أو ضع مكان كلمة «يتقاتلون» ما تشاء من عبارات تعبر عن واقع الحال، والنص الأصلي للمثل!
كأن ثمة حوار طرشان أو حتى حمقى، فهو جدل بلا طائل، حتى ولو كان التعبير يصدر عن مشاعر وطنية حقيقية من كلا الطرفين، فهذه دمشق، عاصمة العواصم، وحاضرة الدنيا، ولكنها أيضا مستباحة للغرباء، وكلا الطرفين محق في أن ينفعل، ويرغي ويزبد، فنحن في ذلك الزمن الذي حدثنا به رسولنا الكريم محمد عليه صلوات الله وسلامه، زمن مليء بفتن كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيرانا!
لا أظن أن هناك عربيا يكره الشام، ولكن قد يكره حاكمها، وهنا حينما لا نفرق بين البلد ومن يحكمه، تضيع الطاسة، ويشتد النقاش، بلا طائل..
الأهم من كل هذا، من يعتقد أن العدوان جاء انتصارا لأطفال الشام ونسائها ورجالها، وانتقاما من القاتل، وتلك قصة أخرى، يطول شرحها، ويعلمها كل من يفك الحرف، ويقرأ ولو سطورا عما يجري حولنا، فما بالك إن كان ممن يقرأ ما بين السطور؟
جماع الأمر هنا، أن صاحب التغريدات الشهيرة، الذي يدير البيت الأبيض والعالم كله، وهو على فراشه عبر موقع «تويتر» ضرب وما ضرب، بل ضرب رفعا للعتب، لا أكثر، وإلا كيف تكون نتيجة عدوان ثلاث من الدول العظمى جرح ثلاثة مدنيين، لا أكثر؟ إن حادث سير على الطريق الصحراوي، أو «طوشة» على بسطة في وسط البلد، ستكون نتائجه أشد دراماتيكية من هذا العدوان الاستعراضي!
........
داخل النص:
يروى أن الشاعر عمر أبي ريشة حينما قدم أوراق اعتماده سفيرا لسوريا في الولايات المتحدة عام 1961 للرئيس الأمريكي جون كيندي، طلب منه الرئيس أن يحدثه عن السوريين، فقال له أبو ريشة: سيادة الرئيس، جدنا السوري يسوع المسيح، هو ربكم سيدي!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأربعاء 18 أبريل 2018, 11:50 am

واو.. يا له من منظر جميل!
حلمي الأسمر
-1-
القاتل وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان تباهى في تغريدة له على تويتر بأنه منع 110 فلسطينيين(!) من المشاركة في فعاليات إحياء ذكرى «الكارثة» التي حلت باليهود على أيدي النازيين لأن مشاركتهم تمثل تدنيسا للذكرى!
اثنان من الجنود القتلة من تلاميذ القاتل، وثقا لحظة «قنص» فلسطيني (أيضا) كان في مسيرة العودة في غزة، وجرى بينهما الحوار التالي، شاهدته وقرأته عبر وسائل التقاتل الاجتماعي:
الأول: هل نطلق النار؟
الثاني: نعم هو لك!
الثاني: ها أنا أصبته!
الأول: واو يا له من مشهد جميل!
الثاني: هل صورته؟
الأول: نعم، واو يا له منظر جميل!
على الطرف الآخر، وقع «الهدف» وهرع إليه إخوانه، وحملوه بعيدا وهو ينزف!
-2-
ديوان القاتل نتنياهو بدأ باستثمار فيديو يظهر فيه محمود هباش، مستشار الرئيس عباس وهو يشيطن حراك مسيرات العودة ويصر على أن المشاركين فيه كأشخاص تدفعهم حركة حماس للموت على الحدود!
على الجانب الآخر من المشهد، لخصت يوم الاثنين الماضي  عن «مركز أبحاث الأمن القومي» الصهيوني، أعدها مديره عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق حول مسيرات العودة فيما يلي:
  الفلسطينيون في غزة باتوا يمثلون تحديا يقلص هامش المناورة أمام الكيان الصهيوني بدون أن يضطروا لخوض غمار حرب ضدها.
  أعادت غزة إلى بؤرة الاهتمام العالمي والإقليمي وسلط الأضواء على حصار القطاع.
  فجرت حملة انتقادات دولية ضد كيان العدو غير مسبوقة بسبب استعمال القوة العسكرية، وبدون تدخل الولايات المتحدة كانت الأمم المتحدة قد شكلت لجنة تحقيق دولية في قتل الفلسطينيين
  أظهرت عزلة الكيان القاتل الدولية، سيما في المحافل الأممية
  أثارت انتقادات داخل الكيان بشأن أوامر إطلاق النار
  أبرزت الحاجة إلى ضرورة أن تعد دوائر صنع القرار في كيان العدو تصورا شاملا وإستراتيجيا لمعالجة تبعات الأزمة الاقتصادية الخانقة في القطاع
  قلص قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية على مواصلة فرض العقوبات على القطاع!
-3-
الحاخام دوف ليؤور، من كبار مرجعيات الإفتاء في الكيان الصهيوني يقول حديثا: من يقتل العرب فهو من الصديقين، نتنياهو وصف ليؤور هذا بـ «السرية التي تقود شعب إسرائيل»!
-4-
أخيرا.. كارولين كليغ، المستشارة الإعلامية السابقة للقاتل نتنياهو وصحيفة «جيروسالم بوست» يحذران نتنياهو من مغبة عقد تحالف إستراتيجي مع المهرولين العرب للتمسح بأعتاب العدو لأن فرص سقوطهم كبيرة، مما يعرض «إسرائيل» لخطر كبير في حال اقترنت بهم ويطالبان بالاكتفاء بتحالف تكتيكي!
يا له من مشهد!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 20 أبريل 2018, 7:50 am

سبعون خريفا من الاستقلال (2-1)!
حلمي الأسمر
-1-
لا تخطىء العين حجم «الإنجاز» الذي حققه كيان العدو الصهيوني في فلسطين على غير صعيد، منذ سبعين عاما على نكبتنا، و»استقلالهم» ولكن هذا «الإنجاز» لم يزل مسكونا بهاجس «دويلة الحشمونائيم» التي لم تعش غير ما تعيشه عادة أصغر «حجة» فلسطينية مسنة (بضع وسبعون عاما!)..
قبل سنوات قليلة، رسم الشاعر العبري المعروف ناتان زاخ، صورة قاتمة لواقع ومستقبل الكيان، كان هذا خلال عام 2012، حيث تحدث عن «تآكل الهوية المشتركة وتحولها إلى حطام ستحتاج إعادة جمعه إلى مئات السنين، الأمر الذي يضع علامات سؤال كبيرة حول مستقبل هذه الدولة».
 ويقول زاخ الشاعر والمحرر والمترجم والناقد في مقابلة مع صحيفة «معاريف- في 31/12/2011: «إن هذا الشيء الذي يدعى إسرائيل، شعب تجمع من دول مختلفة، أصحاب لغات مختلفة، ثقافات مختلفة وقيم وعادات مختلفة لا يمكن توحيدها تحت ضغط عدو خارجي».
 وردا على سؤال حول أكثر ما يقلقه يقول «إنه غياب الأساسات المشتركة، فالدين وذكرى صهيون وحائط المبكى وسائر الرموز التي ساعدتنا على الصمود كشعب واحد، كلها اختفت ولا يوجد لدينا شيء منها»، مؤكدا «أن الأسس المشتركة تتهدم الواحدة تلو الأخرى، فحتى الجيش الذي اعتبر أكثر قاعدة موحدة يتشظى، مثل غيره من المشتركات الأخرى والمجتمع الإسرائيلي يتحول إلى شظايا متكسرة». زاخ قال في خاتمة قراءته لمستقبل إسرائيل إنه «لا يعتقد أن إسرائيل ستصمد طويلا»!
زاخ ليس شاذا في الحديث بشكل متشائم عن مستقبل الكيان، فثمة من هو أكثر تشاؤما منه، فها هو إبراهام بورغ رئيس الكنيست سابقا في مقدمة الذين يتنبؤون بـ»أن إسرائيل غيتو صهيوني يحمل بذور زواله في ذاته «ملحق هآرتس»، وكذلك الكاتب المعروف «ب.ميخائيل» يكتب في يديعوت عن «نهاية دولة إسرائيل تلوح في الأفق»، وكاتب إسرائيلي ثالث يتحدث عن «اقتراب انهيار الصهيونية». ورابع يقول «إن إسرائيل وجود مفتوح للجدل -ناحوم برنياع- يديعوت أحرونوت»، وخامس يتساءل: هل أوشكت «دولة اليهود» أن تكون «مشهداً عابراً -إبراهام تيروش- معاريف»، بينما شكك العالم الصهيوني الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، «إسرائيل أومان» باستمرار وجود الكيان العبري على المدى البعيد، مشيراً إلى أن «عدداً كبيراً، وأكثر مما ينبغي من اليهود لا يدركون لماذا هم موجودون هنا»، مضيفا «إذا لم ندرك لماذا نحن موجودون هنا، وأن إسرائيل ليست مجرد مكان للسكن فيه، فإننا لن نبقى»!
-2-
الأمر ليس متعلقا بأمانٍ وأحلام يحملها قلب عربي محروق قهرا من تنامي كيان العدو، وشيوع سلطته وامتداد مجاله الحيوي بصورة أخطبوطية في العالم كله، بل هو مبني على رؤى وقراءات استبطانية للظاهرة الصهيونية العابرة في فلسطين، ليس وفق ما نحب ونرى، بل وفق رؤى قادتهم ومفكريهم، وحتى خبراء العسكر لديهم، وهذا ما سنتحدث به غدا إن شاء الله تعالى، حيث نعرض لآراء ثلاثة من خبرائهم العسكريين، يرون ما لا يرى كثيرون، وفق معطيات ومعلومات علمية، وهؤلاء هم ثلاثة من كبار الجنرالات الصهاينة، يحذرون من سيناريوهات قاتمة تحيط بمستقبل الكيان، في ظل ما يسمونه: «الفجوات الكبيرة بين مختلف مكوناتها الاجتماعية»!


حينما يتحدث ثلاثة من كبار الجنرالات الصهاينة عن سيناريوهات قاتمة تحيط بمستقبل كيان العدو الصهيوني في فلسطين، فيجب أن نستمع جيدا، ونعي ما يقولون، خاصة في ظل ما وصفوه بـ»الفجوات الكبيرة بين مختلف مكوناتها الاجتماعية»، باعتباره أكثر خطرا من حرب تقليدية قد تشن عليها!
الاهتمام برؤية هؤلاء ومن يشبههم ممن يتحدث عن مستقبل الكيان وفرص بقائه، والتهديدات الوجودية التي تضع علامة شك حول قدرته على البقاء، جزء من الاستعداد ليوم قادم بلا شك، يوم بلا احتلال، وحتى لو بدا هذا حلما بعيد المنال، فمن واجب من يضع «بيضه» كله في «سلتهم» أن يحسب حساب هذا اليوم!
-2-
الكاتب العبري أهارون لابيدوت أجرى حوارات مع يتسحاق نير وأريك تشيرنياك من كبار ضباط سلاح الجو، وميشكا بن دافيد أحد كبار رجال الموساد السابقين، والثلاثة «أصدروا في السنوات الأخيرة عدة كتب تتحدث عن أخطر السيناريوهات المتوقعة التي قد تهدد إسرائيل، والقاسم المشترك بينها هو التوقعات الصعبة القاسية على مستقبل «الدولة»، وصولا لما يشبه تهديدا وجوديا عليها»، حسبما يقول، في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل اليوم».
والغريب أن إسرائيل شهدت صدور مثل هذه الكتب عقب حرب أكتوبر1973 «حين وصلت لمستويات غير مسبوقة من الإحباط واليأس، وتسللت الهزيمة العسكرية للوعي الداخلي في نفوس الإسرائيليين، حول مسألة بقاء الدولة من عدمه، مما أوجد البيئة الخصبة لظهور ما يعرف بالأدب البائس»، ويتساءل هنا: «هل تعيش إسرائيل اليوم ذات المرحلة؟». ينقل بن دافيد بكتابه «سمك القرش» الصادر قبل أشهر، رواية عسكري إسرائيلي يعمل في معبر بيت حانون(إيريز)، فيقول: «رؤوبين أحد حراس معبر إيريز شمال قطاع غزة يتحدث مع ضابطه المباشر على الهاتف، قائلا: أرى نساء، أطفالا، أمواجا كبيرة من البشر، وآلافا يأتون من داخل الظلام، حتى لو أطلقت عليهم كل مخازن الذخيرة التي بحوزتي فلن أوقفهم، لأنهم خلال دقيقة واحدة سوف يدوسون علي، وليس لدي أوامر بإطلاق النار، ولم يتحدث معنا أحد من كبار الضباط عن سيناريو اجتياح بشري من هذا النوع».
-3-
«الثلاثة لديهم ماض أمني وعسكري طويل، وكان لافتا أن كلا منهم رأى الكارثة القادمة نحو إسرائيل من وجهة نظر مختلفة، وهم يعتقدون أن إسرائيل يمكن النظر إليها من زاوية جيو-سياسية واسعة، لكنها في حال أبقت اعتمادها على الولايات المتحدة، فإنها ستجد نفسها بعد بعض الوقت على حافة الهاوية». 
ويرى الجنرالات الثلاثة: «يحمل الصراع مع الفلسطينيين بين ثناياه تهديدا خطيرا يتمثل بانضمام فلسطينيي الـ48 إليه، ولعلها من التهديدات الداخلية المتمثلة بوجود مخاوف من انضمامهم لقائمة أعداء إسرائيل، رغم أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مهيأة لهذا السيناريو المخيف، سواء من الناحية السياسية أو العسكرية».
إلى ذلك يحذر الجنرالات الثلاثة من «اتساع الفجوات الاجتماعية بين الإسرائيليين، وما تحمله من ضغوط خارجية، بما قد يحدث انفجارا داخليا كبيرا يدخل إسرائيل في حالة من التيه والهاوية». 
وينقل لابيدوت عن بن دافيد قوله: «مخاوفي تكمن في أن إسرائيل تتقدم نحو الهاوية، نظرا لعدة أسباب جوهرية، رغم وجود التفوق العسكري، والاقتصادي والنوعي، على جميع الدول العربية، لكني لا أجد دعما دوليا لها، كما حظينا به في العقود الأولى من عمر الدولة، بالعكس أرى حركات ومنظمات مثل بي دي إس (حركة مقاطعة إسرائيل) تسجل نجاحات ضدنا، وأخشى من وصولنا إلى يوم يسلم فيه العالم بغيابنا عن الخارطة، ويبدي فيه استعدادا لعدم بقاء إسرائيل، على اعتبار أن الثمن الذي سيدفعه مقابل هذا الخيار ليس كبيرا». 
وإلى مقال قادم بإذن الله، لنكمل عرض هذه الرؤى الهامة التي تضيء جانبا معتما من مشهد الصراع مع المشروع الصهيوني في فلسطين..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأحد 22 أبريل 2018, 9:16 am

نكبتنا و «استقلالهم»!
حلمي الأسمر

مر سبعون عاما على النكبة، بالتعبير الفلسطيني، و»الاستقلال» بالتعبير الصهيوني، هم يحتفلون ونحن ننتحب: مليون أسير مروا بالمعتقلات الصهيونية، بين أطفال وشيوخ ونساء، وبين عشرين وثلاثين ألف شهيد فلسطيني، ثمة الكثير من الإخفاقات في معسكرنا، وحياتهم لم تكن كلها انتصارات، ميزان القوى بيننا وبينهم خارج الحسبة والمقارنات، ومع هذا، وبعد سيعين عاما من قيام كيانهم، لم يزل الصراع مفتوحا على كل الاحتمالات، ولم يزل الشعب الأعزل المخذول يسجل انتصاراته، حتى ولو كانت «على قد الحال» فهو لم يهزم، حتى ولو تجرع كل مرارات الحرمان من وطن ظل يعيش في ذاكرة ووجدان كل مهجر أو لاجىء أو أسير، سواء في معتقلاتهم، أو حر طليق على أرضه المحتلة!
بالنسبة لهم يمكن أن يعددوا عشرات الإنجازات، ولكن مقابل كل هذا لم يزل كيانهم على كف عفريت، والخبر ما قاله صاحبه، تحدثت في المقالين السابقين عن آراء ثلاثة من كبار جنرالاتهم، عن تلك المخاوف والإخفاقات، التي تشكل تهديدا وجوديا للكيان، الذي تمدد مجاله الحيوي في كل الكرة الأرضية، ومع هذا فلم يزل يغص باللقمة التي يحاول ابتلاعها، وشبح الموت اختناقا بها لم يزل ماثلا أمامه، يزوره في الكوابيس كما في الأحلام!
يقول الكاتب العبري أهارون لابيدوت أجرى حوارات مع يتسحاق نير وأريك تشيرنياك من كبار ضباط سلاح الجو، وميشكا بن دافيد أحد كبار رجال الموساد السابقين، «روسيا والصين ليستا معنا، والولايات المتحدة مع رئيس غير مستقر قد تنقلب علينا، أما في الزاوية القريبة فأعتقد أن قطاع غزة ذاهب باتجاه الانفجار، وسندفع مقابل ذلك ثمنا باهظا جدا، وكذلك سيناريوهات مماثلة قد تشهدها الضفة الغربية.، أما في الجبهة الداخلية فأعتقد أن إسرائيل تشهد انقسامات وتشققات لم تعهدها من قبل في تاريخها».
وينقل عن الجنرلال يتسحاق نير قوله أن إسرائيل «ليس لديها وجود فيزيائي على الأرض، ولا تقوى على البقاء، دون دعم دولي عالمي واضح، نحن يمكن وصفنا بذنب الأسد، وربما نتحول قريبا إلى ذنب الثعالب». 
ويعتقد أن الولايات المتحدة «التي كانت حتى أواخر القرن العشرين القوة العظمى الوحيدة في العالم تجد نفسها اليوم في حالة تراجع، وهذا قد يستغرق 20-30 عاما، لكن ذلك سيحدث، والقوة العظمى القادمة موجودة في الشرق حيث الصين، وربما تكون الهند». وقول أن «التهديدات الإسرائيلية الصادرة عن كبار ضباط سلاح الجو بأنها ستعيد أي بلد يهاجمنا للعصر الحجري كلام عبثي لا طائل منه، صحيح أن الطيران يستطيع إحداث شلل في تلك البلدان كما حصل في 1967، وقد شاركنا في تلك الحرب، لكن أعداءنا اليوم لديهم كميات كبيرة من الصواريخ، قادرة على إغلاق أجوائنا بالكامل، وتمطر علينا مئات الصواريخ بصورة منسقة، في هذه الحالة أين هي الذراع الطويلة لإسرائيل؟». 
أما الجنرال أريك تشيرنياك فيعبرعن قلقه «بصورة خاصة من الفوارق والفجوات في المجتمع الإسرائيلي، لأن الوضع الاجتماعي والسياسي هش للغاية، وأخشى أنه آخذ بالتطرف مع مرور الوقت، فهناك فجوات داخل مجموعات اجتماعية متعددة، وخلافات بين الحكومة وجهات تطبيق القانون، ومحاولات للمس بالجهاز القضائي». ويلفت النظر إلى أن هناك «تطورات غير متوقعة قد تحصل، ومنها في حال عاد الإخوان المسلمون للسلطة في مصر».
ويكشف الجنرال الصهيوني عن أن «سلاح المشاة الإسرائيلي غير مهيأ أو مجهز لخوض حرب برية على عدة جبهات، وهذا فشل بنيوي، لأنه بالكاد يستطيع مواجهة حرب في الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان في الآن نفسه». 
ويتابع: «لكن في حال انضمت الجبهة المصرية، أو دخل الأردنيون، فحينها ستكون إسرائيل في مشكلة حقيقية، رغم توفر سلاح الجو لديها، وربما يتمثل الجدار الأخير الذي تستند إليه في الغواصات التي تحمل رؤوسا نووية».
ويتحدث تشيرنياك عن «خطر وجودي» تعيشه إسرائيل «رغم أنها تعتبر من بين دول العالم الأكثر تحقيقا للإنجازات، وبالتزامن مع تطويرها لتلك النجاحات فلابد من إيجاد حلول للأوضاع الجيو-سياسية التي تهددها».
بين نكبتنا و»استقلالهم» بون شاسع، ولكن معاناتهم لا تقل عن معاناتنا لكن الفرق بيننا وبينهم كبير، وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 24 أبريل 2018, 5:19 am

«احترامي للحرامي»!


النظام الذي يحكم العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية نظام متوحش يفترس فيه القوي الضعيف، إنه أشبه ما يكون بغابة غابت عنها حتى المشاعر الحيوانية(!) النظيفة، وثمة مشاعر وغرائز وقيم حيوانية في غاية السمو الأخلاقي الذي يفتقده كثير من البشر، ومن تسنى له الإطلال على عالم الحيوان يدرك مغزى ما أقول، حيث يسود نظام رباني عادل يضمن توازن الحياة بشكل مذهل!.
أما في عالم الإنسان، بعد أن انفرد «الرجل الأبيض» بقيادة البشرية، وقضي تماما عل نظام الخلافة، فقد سادت مجموعة من السلوكيات الموغلة في الظلم وإن لبست لبوس العدل والرحمة، ومن هذه السلوكيات ما يسمى مساعدات الدول الكبرى والغنية للدول النامية، وهذه أكبر كذبة ممكن أن تحدث في عالم «العمل الخيري الدولي!» .
كتب جيسون هيكل في صحيفة الغارديان البريطانية في 14 كانون الثاني الماضي، مقالا بعنوان «المساعدات بالعكس: كيف تنمّي الدول الفقيرة الدولَ الغنية»، وهو مقال على جانب كثير من الأهمية ويكشف زيف تلك الكذبة،.. يقول في بدايته: لطالما تليت على أسماعنا رواية مقنعة عن علاقة الدول الغنية بالفقيرة. تقول الرواية إن الدول الغنية العضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) تجود بثرواتها على الشعوب الفقيرة في دول الجنوب بهدف مساعدتها في القضاء على الفقر وارتقاء سلم التنمية. نعم، لقد اغتنت القوى الغربية بفضل موارد مستعمراتها واستعباد أهلها خلال حقبة الاستعمار، إلا أن كل هذا بات من الماضي. هذه الأيام، تبلغ المساعدات التي يقدمها الغرب سنويًا أكثر من 125 مليار دولار، وهي خير دليل على حسن نواياه. إن ترويج هذه الرواية من قبل تجارة المساعدات وحكومات العالم الغني وصل بنا حد اعتبارها من المسلمات، إلا أن الأمور قد لا تكون بالبساطة التي تبدو عليها. فكيف هذا؟.
مؤخرًا، نشرت منظمة النزاهة المالية العالمية في الولايات المتحدة ومركز البحوث التطبيقية في الكلية النرويجية للاقتصاد بيانات مذهلة، حيث جمعا كل الموارد المالية التي تنتقل سنويًا بين الدول الغنية والفقيرة، ولا تنحصر هذه الموارد في المساعدات والاستثمارات الأجنبية وحركة السلع والخدمات، بل تشمل أيضًا تحويلات غير مالية من قبيل شطب الديون، وتحويلات غير متبادلة مثل تحويلات المغتربين والهروب غير الموثق لرؤوس الأموال.
 ما كشفته الدراسة يؤكد أن تدفق الأموال من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة ضعيف مقارنةً بتدفقها في الاتجاه المعاكس!.. في عام 2012، أي آخر عام للبيانات الموثقة، تلقت الدول النامية ما مجموعه 1.3 تريليون دولار، بما يشمل كل المساعدات والاستثمارات وصافي الدخل من الخارج. إلا أن العام نفسه شهد تدفق 3.3 تريليون دولار إلى الخارج. بعبارة أخرى، إن ما أرسلته الدول النامية إلى باقي العالم يفوق ما تلقته بمقدار 2 تريليون دولار. 
إذا ما نظرنا في البيانات السنوية منذ عام 1980، فسنجد أن مجموع الأموال المتدفقة إلى الخارج يصل إلى 16.3 تريليون دولار، وهو مجموع الأموال المستنزفة من دول الجنوب على مر العقود الماضية. ولتوضيح فداحة الأمر، نشير إلى أن 16.3 تريليون دولار تساوي تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
الخلاصة مما سبق هي أن الرواية المتداولة معكوسة، فالمساعدات تتدفق في الاتجاه المعاكس، وليست الدول الغنية من ينمي الدول الفقيرة، بل العكس صحيح. الدول التي تتباهى بمساعداتها الخارجية ما هي إلا الدول نفسها التي تقف وراء سرقات كبرى بحق الدول النامية.
لقاء كل دولار من المساعدات، تخسر الدول النامية 24 دولارًا في صافي التدفقات. يعني إن بعض الدول التي تتباهى بمساعداتها الخارجية ما هي إلا الدول نفسها التي تقف وراء سرقات كبرى بحق الدول النامية.
 ليست الدول الفقيرة بحاجة إلى الصدقات، بل هي بحاجة إلى العدالة، هذه مجرد نتف من المعلومات الخطيرة التي اشتمل عليها المقال، وهي تكشف حجم الظلم الذي يحكم هذا العالم!.. والحل؟ يقول كاتب المقال: إننا نعرف كيف نحل المشكلة، إلا أن ذلك ينطوي على تهديد مصالح بنوك وشركات قوية تتنعم بفوائد مادية كبيرة من النظام القائم. السؤال هو: هل نملك ما يلزم من الشجاعة لتنفيذ الحل؟.
و.. «احترامي للحرامي»، الذي يسرقنا ونشكره، ونشيد بعلاقاتنا الثنائية والتعاون المشترك معه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأربعاء 25 أبريل 2018, 8:47 am

مبدعون في الضجيج!
حلمي الأسمر


أول تحقيق صحفي لي في وكالة الأنباء الأردنية كان عن التلوث الصوتي في عمان، ويومها فقط عرفت أن وحدة قياس هذا التلوث هي الـ «ديسبل» وحسبما أذكر، فقد تبين لي بعد البحث والتقصي، أن الأردن «متقدم» جدا من حيث ترتيبه في قائمة الدول الأكثر تلوثا.
 وبعد كل هذه السنين، فقد تقدمنا أكثر فأكثر في هذا المضمار، وتبين لي فعلا أننا نحتل المركز الـ 10 عالمياً (من بين 115 دولة)، والثاني عربياً (بعد مصر) ضمن أعلى المستويات العالمية للتلوث في مجال البيئة، وفقاً لموقع Nimbeo.com المتخصص، وحصل الأردن على 85.73 نقطة فيما حصلت مصر على 88.88 نقطة، وحصلت ليبيا على أفضل ترتيب بين الدول العربية (المركز 84 عالمياً بـ 45.30 نقطة)!!
ما دعاني لتذكر هذا الموضوع الذي يبدو نوعا من الترف، مكالمة هاتفية من مواطن، يمتلك دكانا في أحد أحياء عمان، وشكا لي من كثرة سيارات الباعة المتجولين وما يحدثونه من جلبة وضوضاء تُوتّر البني ادم وتحيل حياته لجحيم لا يطاق، مع أن القانون يلاحق مثل هؤلاء، إلا أنه حبر على ورق، كما جاء في تقرير صحفي طريف نشره الزميل محمد فضيلات في صحيفة «العربي الجديد» اللندنية، حيث يكشف الزميل العزيز أن «قانون البيئة الأردني يكفل للمواطنين حماية من التلوّث الضوضائي، المعرّف في القانون كتلوّث بيئي والمصنّف ثاني أكثر أشكال التلوّث انتشاراً في الأردن بعد تلوّث الهواء. 
ويسعى القانون تحت بند العقوبة المالية والسجن بحقّ المخالفين، إلى ضمان بيئة خالية من الضوضاء. هو ينصّ على منع إطلاق أبواق المركبات والأجراس وأي جهاز منبّه، إلا في الحالات الطارئة. كذلك يمنع مكبّرات الصوت في حفلات الأعراس التي تُقام في المناطق المفتوحة، بالإضافة إلى منع إصدار الضوضاء في صالات الأفراح المغلقة» بل إن القانون «وحرصاً على حماية أشمل، يمنع القانون تشغيل أجهزة الراديو والتلفزيون بما يشكّل إزعاجاً للمواطنين، كذلك يمنع أعمال الإنشاءات التي تستخدم معدات مسببة للإزعاج ما بين الساعة الثامنة مساء والسادسة صباحاً، وهي الفترة الزمنية التي يمنع فيها أيضاً عمل المناطق الصناعيّة التي تضم تجمعات سكنية» لكن كل هذا «على الورق، يكفل القانون حماية صارمة للمواطنين من الضوضاء. 
لكن الواقع عكس ذلك، وجولة في شوارع العاصمة عمّان تكفي لتصيبك بالصداع. السيارات تطلق أبواقها بشكل مجنون، خصوصاً في أوقات الازدحام وعند الإشارات الضوئية. أما محال التسجيلات، فتجبرك على الاستماع إلى الغناء الصاخب تارة وإلى المواعظ الدينية والآيات القرآنية تارة أخرى، في حين يتبارى الباعة في الأسواق في المناداة على بضائعهم. وحديثاً، أصبح هؤلاء يستخدمون المسجلات التي لا تتعب من النداء على الزبائن. وفي الشوارع السكنية، تداهمك أصوات مكبرات الصوت التي يشغّلها بائعو الخضار وشراة الخردة والأدوات المستعملة»!
أكثر من هذا، «ثمّة لجنة لمكافحة الضوضاء تتمثل فيها جميع الجهات ذات الصلة. وتضم إلى جانب ممثلي وزارة البيئة، ممثلين عن إدارة السير المركزية والإدارة الملكيّة لحماية البيئة وأمانة عمّان ووزارة البلديات. 
وهذه اللجنة تنظّم جولات تفتيش، للتأكد من مدى الالتزام بالتعليمات التي تحدد مستوى الضوضاء بحسب طبيعة المنطقة. وتحدَّد مستويات الأصوات المسموح بها في المناطق السكنية في المدن، بـ 60 ديسيبل نهاراً و50 ليلاً. وفي المناطق السكنية في الضواحي، بـ 55 نهاراً و45 ليلاً، وفي المناطق السكنية في القرى بـ 50 نهاراً و40 ليلاً. أما في المناطق السكنية حيث تقوم ورش أو مصانع صغيرة أو أعمال تجارية وكذلك في المناطق التجارية، فهي تحدّد بـ 65 ديسيبل نهاراً و55 ليلاً، وفي المناطق الصناعية الثقيلة بـ 75 نهاراً و65 ليلاً. إلى ذلك، تأتي في أماكن التعليم والعبادة والمستشفيات 45 نهاراً و35 ليلاً» هذا هو المسموح به من ضوضاء، فما هو الواقع؟ الأرقام تقول إن التلوث الضوضائي بلغ في بعض المناطق أكثر من 80 ديسيبل!
أنا لا أريد هنا أن أنبه الحكومة لفتح باب أخر من أبواب الجباية، وتحرير المخالفات، ولكنها قضية تحتاج فعلا لعلاج، ولو بالحد الأدنى، ذلك أن التلوث الضوضائي يؤثر بشكل سيء جدا على المزاج العام ويجعله أكثر استعدادا للتصرف بعصبية، ولعل هذا هو أحد أسباب «كشرتنا» وتزايد جنوح مجتمعنا للعنف أكثر فأكثر!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 26 أبريل 2018, 7:51 am

اختراع أديسون الأردني!
حلمي الأسمر

-1-
بمحض الصدفة، كنت بالأمس في جولة في أحد مناطق عمان الصناعية، تعرفت على رجل عبقري يعمل على اختراع جهاز عبارة عن مولد كهربائي ذاتي خاص بسيارات الكهرباء، يغني صاحب السيارة عن شحنها بالتيار الكهربائي، إذ يقوم الجهاز بشكل ذاتي بعملية الشحن!
الجهاز بحد ذاته ثورة في عالم الاختراعات، وهو لا يقل شأنا عن اختراع أديسون للمصباح الكهربائي، الرجل كما فهمت صرف على مشروعه بضعة آلاف من الدنانير للتوصل إلى مرحلة اكتمال الاختراع، وبقي بالطبع تسجيله باسمه والحصول على براءة الاختراع، وهنا تكمن القصة!
-2-
منذ سنوات التقيت شخصا من أهل هذه البلاد، كان يفكر في تسيير السيارة على الماء، عبر فصل الهيدروجين عن الأوكسجين، حيث أن الماء يتكون من جزيئات. ويحتوي كل جزيء على ثلاث ذرات عبارة عن ذرتي (2) هيدروجين وذرة (1) أوكسجين. وقطرة الماء الواحدة تحتوي على الملايين من هذه الجزيئات، ويقوم الاختراع على استعمال الهيدروجين بعد فصله إلى وقود، يقوم مقام البنزين في السيارة، وحسبما أذكر فقد نجح الرجل في اختراعه، وتمكن من قيادة سيارة تسير بالماء كوقود، بقية القصة مجهولة، فقد سمعت أن الرجل لم يتمكن من تسجيل اختراعه في الأردن، فهاجر إلى بلد أوروبي، وأظنه ألمانيا، واحتكرت اختراعه إحدى الشركات الكبرى لصناعة السيارات، ولا أدري ماذا حصل فيما بعد، فربما قتل الرجل أو سجن أو اعتقل أو خطف؛ لأن اختراعه كان سيهدد اقتصاد الدول التي تقوم حياتها على النفط، ولا أدري حتى الساعة ماذا حل بالاختراع، وكان يمكن أن يكون مصدر ثروة للمخترع وبلده!
-3-
قبل عدة شهور تعرفت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مواطن أردني طموح كان كل همه بناء مصنع لإنتاج سيارة أردنية مدنية من الألف إلى الياء، وبالفعل فقد نفذ الفكرة بمعونة عدد من أصدقائه وأنتجوا سيارة أردنية مائة في المائة، وسارت على الطريق، ولكن المشكلة كانت في الحصول على ترخيص للسيارة، وإدخالها للسوق كسلعة للبيع والتداول والإنتاج، ومن دون طول شرح وتفاصيل، الموضوع برمته أحبط، ولم يجد عونا من الجهات الرسمية لتحويل الحلم إلى حقيقة فصرف النظر عن الحكاية كلها، بعد أن أفلس بالطبع!
-4-
المهم..
بالعودة إلى صاحبنا مخترع جهاز التوليد الذاتي للكهرباء الخاص بالسيارات الكهربائية، الموضوع الآن عالق في دهاليز الأجهزة الحكومية، وأغرب طلب طُلب منه إحضار شهادة من أحد المصانع الأوروبية بفعالية اختراعه، وهو طلب إما أن يكون تعجيزيا أو ناتجا عن عدم علم البتة بشيء اسمه اختراع، فكيف تطلب من مخترع لجهاز ما لا يعرف عنه أحد بعد، أن يحضر شهادة بجودة اختراعه؟
أنا موقن أن ثمة الآلاف من العباقرة الذين يعيشون بين ظهرانينا، ولا يجدون من يمد لهم يد العون، أو على الأقل لا يمد في طريقهم عصا ليعرقل سيرهم، ويوقعهم على وجوههم، بلادنا للأسف بيئة طاردة للعقول، ومن قلبه على البلد وأهلها عليه أن يسعى للبحث عن هؤلاء وتوفير بيئة مناسبة لهم ليمارسوا إبداعهم، فنحن ليس لدينا لا بترول ولا حتى ماء، ولكن لدينا كنز اسمه العقل، لم يستثمر بعد، ولكن بوسعه أن يتحول إلى ثروة وثورة قومية ووطنية، بفضل عباقرة بلادنا إن أفرجنا عن عقولهم!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأحد 29 أبريل 2018, 8:40 am

رسالة من المستقبل!
حلمي الأسمر


الآلاف من رسائل الواتس أب يقذفها كل يوم ناشطون إلى هاتفك الخلوي، وكلما قلت في نفسك إنك على وشك شطب التطبيق من الهاتف، ترتجف يدك، فأنت لم تعد قادرا عن اعتزال الحياة الرقمية، ليس للترفيه ومتابعة آخر مستجدات أمزجة متابعيك فقط، بل لأن «التواصل» بحد ذاته أصبح عادة لصيقة بنا، حتى أنك لا تلحظ كيف تتسلل يدك إلى الهاتف الخلوي، وتدخل «رمز الإغلاق» وتبدأ بمتابعة القوم!
من بين هذه الآلاف من الرسائل، يستوقفك نوع معين تشعر بحاجة ماسة أن لا يطويه النسيان، فتحتفظ به في دفتر ملاحظاتك الإلكتروني، ولا تقاوم فيما بعد رغبة شديدة في مشاركة قارئك بما ورد فيها، ليس لتسليتهم، بل لتعريفهم بفداحة ما يحصل حولهم، خاصة نحن العرب، الذين يغوصون في «وحل» كثيف، اين منه الوحل الذي تساقط على رؤوسنا في الشتوة الأخيرة، التي أعلنت أن الشتاء عاد قبل أن يرحل!
الرسالة شغلتني كثيرا، واحتفظت بها في سجل ملاحظاتي، طويلة جدا، ولكنك لا تمل من قراءتها على طولها، ولضيق المقام هنا، سأقتطف منها بعض الملامح الهامة، لعلها تصيب في عقلنا الجمعي ما يحدثه التماس الكهربائي، فهي تعيد موضعتنا كأمة على خارطة الكون، وتؤشر على فداحة كارثتنا وتخلفنا!
الرسالة عبارة عن مقابلة حديثة مع المدير التنفيذي لشركة ديملر بنز (مرسيدس بنز)، ترجمها سعد بن طفلة، وربما وصلت لبعض القراء كما وصلتني، لكن لا بأس من التأشير على أكثر النقاط أهمية فيها، لمن فاته الاطلاع عليها، ومما جاء فيها..أن البرمجيات ستوقف معظم الصناعات التقليدية خلال خمس أو عشر السنوات القادمة، فشركة أوبر هي برنامج حاسوبي لا يمتلك سيارة واحدة لكنه اليوم أكبر شركة سيارات أجرة في العالم، وشركة»اير بي أن بي» العقارية هي أكبر شركة فنادق بالعالم رغم أنها لا تملك أي عقار، إنه الذكاء الصناعي، وفي الولايات المتحدة لا يستطيع المحامون الشباب الحصول على عمل اليوم لأن برنامج أي بي ام واتسون القانوني يقدم لك مشورة قانونية في القضايا العامة الأساسية خلال ثوان بدقة تصل نسبتها إلى 90% أفضل من نسبة الـ70% التي يقدمها المحامون من البشر. ويشخص برنامج واتسون مرض السرطان بدقة أفضل من تشخيص البشر أربع مرات، وبالنسبة للسيارات الذاتية القيادة، فسوف تكون أولى دفعاتها متاحة للعامة في عام 2018، وفي العام 2020 سوف تبدأ صناعة السيارات التقليدية بالتعثر، فالواحد منا لن يحتاج إلى أن يمتلك سيارة بعد اليوم، فسوف تطلب سيارة عبر هاتفك المتنقل، تأتيك حيث أنت وتنقلك حيث تشاء. وسوف تتغير المدن حيث سيختفي 90-95% من السيارات، واليوم يموت سنويا 1,2 مليون بالعالم نتيجة حوادث السيارات حيث يقع حادث كل 100 ألف كيلومتر، ولكن السيارات الذاتية القيادة ستخفض هذه الأرقام إلى حادث واحد كل 10 ملايين كيلو متر، يعني إنقاذ حياة مليون إنسان سنويا. وقد تفلس معظم شركات السيارات، وستواجه شركات التأمين مشاكل جمة بدون حوادث، وستصبح الكهرباء أنظف وأرخص بشكل لا يصدّق، ومع الكهرباء الرخيصة ستتوافر كميات المياه، العالم وسيتمكن أي إنسان من الحصول على أي كمية يريد من المياه الصالحة للشرب بثمن بخس!
أما في المجال الصحي فستخترع الشركات الطبية جهازا طبيا اسمه الحافظة الثلاثية المستوحاة من فيلم ستار تريك، وتعمل على هاتفك الجوال حيث تفحص شبكة العين وعينة الدم وتقيس عملية التنفس. ثم تعطي هذه الحافظة 54 قراءة تشخص أي مرض تقريبا، وسوف تكون رخيصة الثمن بحيث يمكن لأي إنسان على هذا الكوكب أن يحصل على تحليل طبي متطور ودقيق بالمجان تقريبا، فوداعا للمستوصفات والمستشفيات. أما في عالم الوظائف وفرص العمل، فستتلاشى 70-80% من المهن والأعمال خلال العشرين سنة القادمة، أما بالنسبة لمعدلات الأعمار والتي تزيد بنسبة ثلاثة أشهر كل عام، فقد زادت من 79 إلى 80 عاما خلال السنوات الأربع الماضية، وهذه الزيادة هي في حد ذاتها في حالة ازدياد مضطرد، ففي العام2036 سوف تصبح الزيادة سنة ميلادية لكل عام ميلادي، وسوف يعيش الإنسان لمدة تطول قد تتجاوز المائة عام!
ترى أين نحن من كل هذا؟ هل سنكون جزءا من هذا العالم، أم سيطردنا التاريخ خارج الزمن فنصبح مجرد «تطبيق» على الهواتف الخلوية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 01 مايو 2018, 6:36 am

أنا محروم، ضاع شبابي!
حلمي الأسمر


أزمة منتصف العمر لدى الرجل، من أخطر ما يمر بالأسرة، فإن تم التعامل معها بحكمة وعلمية، مضت بسلام، وإلا فشبح الانفصال والعواصف قد يودي بالأسرة، والعبء الأكبر يقع على عاتق الزوجة لتجاوز هذه المرحلة بسلام، وبأقل الخسائر.
هذه الأزمة، كما يرى أحد المختصين، ربما تكون ناتجة عن عدم النضج العاطفي وعدم إشباع تلك المشاعر في سن المراهقة والشباب، وهذه الحالة تحتاج للجوء إلى طبيب نفسي حتى لا تتفاقم إلى وقوعه في مشاكل هو في غنى عنها، لا سيما وأن الواقع يؤكد أن العلاقات التي يخوضها الرجال خلال مرورهم بهذه الأزمة لا يكتب لها النجاح، وتكون لها نتائج وخيمة عليه وعلى الآخرين، ومن تلك الأعراض:
شعور بالتوتر المستمر، ونهاية الحياة، مما يسبب ردود فعل أخرى. تتراجع القدرة على تعلم الأشياء الجديدة، والرغبة في الوحدة.
 يقوم الرجل بتغييرات جذرية على مظهره الخارجي، ويعتني بزينته وهندامه. يعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر من ذكرياته، ويطلق عبارات أنا محروم، ضاع شبابي....  وما إلى ذلك، يفقد اهتمامه بزوجته، ويقضى وقتا أقل مع عائلته. يتصيد عيوب الزوجة، ويختلق المشكلات، وينظر لها نظرة دونية. يتخلف تدريجيا عن مسؤوليات المنزل، وقد يصل به الأمر إلى أن يوكلها إلى أبنائه الصغار أو أهل الزوجة. يتخذ قرارات عشوائية فيما يتعلق بالتصرف بأمواله أو على الصعيد المهني. ظهور علامات الاكتئاب، كالنوم الكثير، وفقدان الشهية، والاستيقاظ عند منتصف الليل.
إذن هي (محاولات لترقيع الذات ورأب ما تصدع منه)، أو (المراهقة الثانية)، أو (الطلاق العاطفي)، فإذا استغلت الزوجة هذه الظواهر التي تحمل الكثير من الإيجابية، وأحسنت توظيفها لصالح العلاقة الزوجية سوف تربح الكثير، وقد يحدث العكس، فتنهار الأسرة.
ويرى البعض أن طبيعة الثقافة الاجتماعية، ربما تكون سببا في ذلك التخبط الذي تقع فيه الزوجة حيال هذه الأزمة، فقد شاعت في مجتمعاتنا العربية بعض المفاهيم الخاطئة التي تبعد الزوجة عن التعامل العلمي والمنطقي مع القضية، ومنها أن هذه الظواهر ما هي إلا دليل على أنها خُدعت في هذا الرجل، وأنه عاش معها هذه الحياة يخدعها بالتظاهر بالالتزام والحب، وبناء على ذلك تتخذ خطوات نحو حلول خاطئة ربما تضر بها وبأسرتها، في حين إن على الزوجة أن لا تنظر إلى الزوج على أنه الشخص المنحل أخلاقيّا والذي ظهر على حقيقته، فالأصل في المصاب بهذه الأزمة أنه إنسان سوي يمر بوعكة (صحية) عابرة، ولو أن الأصل فيه هو الانحلال أو التسيب لظهر ذلك في السن المناسبة له، بل إن البعض يرى أن أزمة منتصف العمر هي أزمة ذات إيجابيات كثيرة لو أحسنت المرأة استغلالها ستخرج منها بمكاسب لا تُنكر، وعلى رأسها أن هذه الأزمة تعتري الرجل في مرحلة سنية تكون الصدامات الزوجية فيها أقل بكثير عن سابقاتها، كما أن استعداد الزوج للفضفضة الكلامية والحوار يكون أكبر من ذي قبل.
فلتحرص النساء على أن تكون أزمة منتصف العمر مناسبة لتجديد الحياة الزوجية وإنعاشها، لا هدمها على رؤوس أعضاء الأسرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 03 مايو 2018, 9:13 am

[rtl]

حلمي الأسمر
فلسطين ليست محظيتكم
التاريخ:3/5/2018 - الوقت: 7:43ص
فلسطين ليست محظيتكم
[/rtl]


 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%B1
(1)
أما وقد فاض الكيل، وبلغت الوقاحة والجرأة على فلسطين وأهلها مبلغا لا حدود له، فقد آن للصامتين أن يفتحوا أفواههم على وسعها، للرد على الشامتين بمحنة فلسطين، وهم أول المشاركين في خذلانها، إن لم يكونوا أصلا أسّ بلائها، والسبب الأكبر في معاناتها. لم يعد الصمت من ذهب، وقد ذهب اللاهثون لإرضاء نتنياهو (وهو ليس راضيا) كل مذهب، فتجرأوا على إعلان ما كانت تُخفي صدورهم، وما تفعله أيديهم من مكر الليل والنهار، وغدوا يتقيأون في وجوه الناس كل يوم سفاهاتهم من اتهامات وإدانة للضحية، وتمجيد للقاتل و"حقه" في التنكيل بها، حتى سكر هذا القاتل نشوةً بما لم يكن يحلم به، من حَمَلة لواء الدين والشريعة والوطنية، وهم أول من يخونها.
لم يعد الصمت فضيلة، في حفلة "التعرّي" السياسي، ونحن نرى من يُفترض بهم الوقار والعفّة، يتلوون على مسارح الإعلام والإعلان، ومنصّات التواصل المجتمعي، يخلعون قطعةً قطعةً من ملابس الخديعة وأزياء العفّة، إمعانا في استدراج إعجاب النظارة من قبيلة الإجرام والقتل والاحتلال، بل لم يعد المسرح يتسع للمتسابقين على اعتلائه، من "رجال دين" (أو بالعربية الفصيحة المطعمة: إكليروس إسلامي (!) بكل ما تحمله الكلمة من ظلال تاريخية) ورجال إعلام وساسة كبار وصغار، واقتصاديين، وحتى من "فراخ" وأشباه الرجال، ممن أدمنوا مهنة "النعيق" لا التغريد، على "تويتر" و"فيسبوك"، حتى بتنا نشعر بأننا في صالةٍ تغصّ برجال الستربتيز، المتنافسين في نيل إعجاب النّظارة، فتراهم يمعنون في عرض عوراتهم البشعة، ويتفنّنون في هتك كل ما يتشدقون به من ادّعاء العفّة والطهارة والنظافة، فهم قد ولغوا في وحل الخيانة، والتباهي بها، والدوس على كرامتهم هم، قبل أن يمسّوا شعرةً من كرامة فلسطين وأهلها!
(2)
لنعترف بأننا لا نعيش حالة دهشة من الدرك الأسفل الذي وصل إليه هؤلاء، فتاريخهم السري يشهد فصولا من التواطؤ والخذلان لكل ما ومن هو شريف وجميل ووطني في حياة العرب،
"زمن الاختفاء وراء عباءة النفاق ولّى، وأسفرت الوجوه الكالحة عن كل قبحها"  ولكن زمن الاختفاء وراء عباءة النفاق ولّى، وأسفرت الوجوه الكالحة عن كل قبحها. ولهذا لنعترف أيضا بأننا بتنا نتميز من الغيظ، والاحتراق الداخلي، كلما قذف سفيهٌ منهم بتصريح أو "نعقة" لا تغريدة، تنال من شرف فلسطين، وأهلها، وترميهم بما ليس فيهم، وتمتدح قتلتهم، وحقهم في التنكيل بحرائرها ورجالها. ولذا، لا بد من أن نُسمِع هؤلاء ما يستحقون سماعه، فلفلسطين أهل وأحباب بالملايين، وهي ليست يتيمةً أو واحدةً من محظياتهم، يعبثون بها متى يشاؤون. فلسطين لها من يدافع عنها منذ ما يزيد على قرن، ومنذ وطِئ أرضها أول الأنجاس القتلة، فقدّمت ولم تزل خيرة الخيرة من أبنائها، ذكورا وإناثا، دفاعا عن شرفها وشرف أمتها، فهي "غشاء بكارة" هذه الأمة، وباروميتر كرامتها وعزّتها. وكلما ذلّت ذلت الأمة. وكلما تحرّرت، تحرّرت الأمة.
فلسطين لم تكفّ عن الموت بل الحياة، دفاعا عن هؤلاء وأولئك الذين كانوا يطعنونها بالظهر، ويقدّمونها قطعة قطعة للغريب، ويهيئون له سبل تمزيقها، وقضمها، وتهويدها. فلسطين لم تخنهم، حتى وهي في قمة خذلانهم، وقد كان في وسعها أن تكون "شريكا" لقاتلها في قتل العرب والمسلمين، فهي أعرف الناس به، وأشدّ القوم خبرة بنفسيته، ولو قبلت بما عرض عليها على مدار سني النكبة السبعين، لكانت الحال غير الحال، لكنها أبت وستأبى أن تخذل أمتها، كما يفعل هؤلاء وأولئك من اللاهثين لبناء شراكةٍ مستحيلةٍ مع القتلة، فحتى وهم يتقرّبون ممن
"فلسطين لم تكفّ عن الموت بل الحياة، دفاعا عن هؤلاء وأولئك الذين كانوا يطعنونها بالظهر" تلطخت أيديهم بدماء أبناء فلسطين، ويُحاولون إغواءهم بقبولهم، بشتى التصريحات والتلميحات السافلة، نقرأ في صحافتهم العبرية ألوانا من السخرية من "أبناء الصحراء" واستحالة أن يكونوا شركاء في "زواج سياسي" دائم أو استراتيجي، فهم ينظرون إليهم باعتبارهم بنت هوى، أو في أحسن حال "زوجة متعة"، يقضون معها وطرهم ليلة أو بعض ليلة، ثم يرمونها في أقرب حاوية، في مزابل التاريخ.
لا يعلم اللاهثون لإرضاء القاتل أنه لن يرضى عنهم مهما تفننوا في إرضائه، ولن يقبلوه شريكا حقيقيا، فهم يعلمون قبل غيرهم أن من يخون أشقاءه يخونهم، ومن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لعدو، نعم عدو، هم يقولون هذا حتى في وصفهم قبيلة الانبطاح والتطبيع ولعق بساطير الاحتلال.
(3)
ليعلم إذًا كل من ينال من فلسطين وأهلها، ومن يتطاول على تاريخها، ويُطيل لسانه القذر على شرفها، أن فلسطين التي قارعت، ولم تزل، أعتى وأطول احتلال في التاريخ، وأكثر القتلة إجراما وتنكيلا، قادرة على الدفاع عن نفسها، ومعها ملايين من محبيها العرب والمسلمين والأجانب، ممن لم يتلوّثوا بالخيانة، ولم تزل المشاعر الإنسانية النبيلة وحس العدالة ديدنهم. فلسطين كانت وستبقى مشعلا مضيئا في تاريخ النضال البشري ضد الظلم والعدوان، فقد أكرمها الله عز وجل وشعبها بمقارعة سفلة البشرية وحثالتها من صناع الموت والإرهاب والتآمر على كل ما هو جميل في هذا الكون. وهذا تكريم عظيم من رب العزة، فهي لا يحرّرها ديوثٌ أو فاجر باع شرفه لعدوه، وهو ليس بمشتريه، لأنه يعرف أنه شرف "مضروب" بلغة أهل السوق.
(العربي الجديد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 04 مايو 2018, 10:40 am

أجمل ما في كتاباتك: عيناك!
حلمي الأسمر

-1-
سألته بعد أن أرسلت له خاطرة ذكّرته بموضوع إنشاء لطالب كسول في الصف السادس الابتدائي، دأب على مسح أنفه بطرف كمه: ما رأيك في كتابتي؟
حار الفتى فيما يقول، وخشي إن صارحها بالدرك الذي وصلته اللغة على يديها، أن تطير «العصفورة» من بين يديه، فهي تتمسح به منذ فترة، آملة أن يعلمها الكتابة، ويعينها على نشر «روايتها!» الأولى التي لم تكتبها بعد، كان يود أن يهمس في أذنيها: أجمل ما في كتاباتك عيناك! لكنه خشي أن تحسن فهمه، لا أن «تفهمه خطأ» فلا يعرف كيف يصلح ما قد يخرب من علاقة، أمل منها الكثير، وبنى عليها أحلاما وافرة!
قال لها بعد طول تأمل، وقد ملأ الورقة التي كتبت عليها خاطرتها، بخطوط كثيرة تحت عدد وافر من الكلمات: بالنسبة لك، كمحاولة أولى لا بأس بها!
لم يعجبها الجواب، فمالت برأسها وقالت بنظرة عتب، شحنتها بالكثير من الدلال: يعني ما في أمل؟
قال، تحت تأثير طاقة تفجرت فجأة في داخله، وقد قرر بحزم أن يخون ضميره الأدبي، ويزلزل عظام الزمخشري في قبره: بالعكس، ما كتبته يا عزيزتي يبشر بمولد قلم نسائي فاتن، تملأه الأنوثة الطاغية، يدير أعناق القراء، ويفجر في أعماقهم ينابيع الشغف بالقراءة حتى آخر تنهيدة في خاطرتك!
انتعشت الصبية، وإن لم يفتها – بحس الأنثى - المعاني المختبئة ما بين السطور، فهي أيضا تشاطر أديبها بعض هواجسه البعيدة، وإن كانت ترغب بشدة أن ترى اسمها منقوشا على غلاف كتاب، شأنها شأن عشرات «المؤلفات» الصبايا، ففلانة وعلانة «مش أحسن منها» وهي أجمل منهن جميعا، وقادرة على أن تسبقهن في ميدان الأدب وحتى قلة الأدب إن لزم الأمر، وتجمع أكثر بكثير مما جمعته كل منهن في حفل توقيع روايتها الأولى!
-2-
بعد مرور عدة أشهر..
أصبحت «الكاتبة» الشابة نجمة من نجوم «فيسبوك» واستطاعت أن تجمع في غضون أشهر قليلة الآلاف من «الفولورز» ومثلهم من المعجبين، بل إنها ما تكاد تضع «البوست» على حائط صفحتها، حتى تنهال عليها «اللايكات» من كل حدب وصوب، وكذلك التعليقات، من قبيل: أبدعت يا النشمية، وصح لسانك، ويسلموا هالأنامل، وشيئا فشيئا تحولت الكاتبة الهاوية إلى كاتبة «محترفة»، إذ حرصت –لزوم التسويق- أن تضع مع كل «بوست» صورة مختارة لها، فيها «طعجة» خبيثة، تجتهد أن تكون لافتة لنظر الذباب الذي يثيره منظر الحلوى، فيتقاطر عليها ليفوز بما يشبه «تذوق» ولو شيئا من «سكّرها» الموهوم!
-3-
ألم أقل لك أنك ستكونين كاتبة ذات شأن؟
قال لها، فقالت: كله بفضل «مساعدتك» وغمزت بطرف عينيها!
ضحك كثيرا، وضحكا معا، ثم قال: متى موعد توقيع كتابك الثاني؟
قالت بخبث: حينما تنتهي من «تنقيح» بروفته الأولى، سأدفع به للطباعة فورا، وسنحدد سويا موعد التوقيع!
والآن، سأعترف لك بشيء يا عزيزتي، قال، وقد أيقن أنها لن تسيء فهمه على الإطلاق، الحقيقة أن أجمل ما في كتاباتك.. عيناك!
ضحكا معا، وبدأ يكتب «تقريظا» يليق بكتابها الثاني، كي يزين غلافه الأخير، إضافة لصورة لها، تنادي كل من يراها لقراءة «إبداعها» بشغف!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالإثنين 07 مايو 2018, 7:14 am

ابتسم للكاميرا!
حلمي الأسمر
الاثنين 7 أيار 
-1-
لا يكفي أن تبتسم للكاميرا، المهم أن يصدقك قلبك أنك لا تبكي دما!
كلما حاول أن يصورني أحد قال لي: ابتسم للكاميرا، وعادة ما أحاول الابتسام بكل ما أوتيت من عضلات في الوجه تلزم لرسم ابتسامة، وغالبا ما أفشل في الابتسام حقا، بل أرسم ظلا لابتسامة، والقلب –فعلا – لا يصدقني، لأنه يبكي دما، ومع هذا نبتسم ونقاوم، بل أشعر أن اجتراح الفرح هو قمة المقاومة، لأنه يحررك من أي احتلال لروحك، وأخطر تلك الاحتلالات من تحتل الروح والجسد، لا الأرض فقط!
-2-
قبل أن اكتب مقالي اليومي، عادة ما أقوم بجولة «كونية» عبر شاشة الحاسوب، أتفقد فيها آخر الأحوال، وما تبثه منصات الأخبار والإعلام المجتمعي، وأخرج من كل هذا بمشاعر مختلطة، غالبا ما تتركز في نقطة سوداء في سويداء القلب تنبض بالألم، وحينما يأتي موعد كتابة المقال، «أصفن» كثيرا، فأنا اشعر أن مهمتي ككاتب أن أنير طريق القارىء، وأبحث له عن نقاط مضيئة في ليلنا، لإعطائه شحنة أمل، أو «طاقة إيجابية» بلفة علوم الطاقة البشرية، وأن أزوده أيضا بفكرة جديدة، من خلال إضاءة منطقة معتمة بفعل فاعل، من قبيلة المستسلمين للعدو، المتخصصين في بث روح الهزيمة في النفوس، وتبرير الخيانة وتحويل الشرف إلى شقة مفروشة لممارسة الرذيلة، وتزيين أفاعيل شياطين الجن والإنس، وتحويلها إلى منجزات، وإلى هذا وذاك، أشعر أن علي واجب «إمتاع» القارىء أيضا، بقدر ما أستطيع من لغة جميلة، سهلة وسلسة، تحمل خفة دم ما، رغم نزيف الدم في القلب، وطبعا ليس بالضرورة أن «تزبط» معي دائما، فالنوايا الطيبة لا تكفي لإنجاز ما تريد إنجازه!
-3-
بالأمس قررت أن أكتب عن الزلزال الذي ضرب نقابة المهندسين، وطالعت ما كتب، من احتفال وتشف مهووس من قبل الفرحين، ومن ذعر وملاسنة وتبرير من قبل «المنكوبين»، وما بين هذا وذاك، قرأت نتائج الانتخابات بتعمق، ووجدت رقميا أن الإسلاميين زادت شعبيتهم، بكثرة عدد من صوتوا لهم، ولكنهم هزموا، لأن من صوت لمنافسيهم كان أكثر، وساءني كثيرا رؤية نبرة قبيحة لدى الطرفين، من بعض من انتشى بالنصر، وبعض من أفقدته الهزيمة توازنه، وفي النهاية قررت أن أنأى بنفسي عن المشهد كله، في هذه المرحلة على الأقل، لأن «اللي في الإسلاميين بكفيهم» ولا ينقصهم من يزيد الهم عليهم، ممن يعرف خبايا الأمور، وكيفية صناعة قرارهم، والأزمات الطاحنة التي ابتليوا فيها هذه الايام!
-4-
الكاميرا هذه الأيام تكاد تكون سيدة الموقف، وتفوق كل كلماتنا تأثيرا، ولهذا تمتلىء منصات الأخبار والإعلام الشعبي بصور ومقاطع فيلمية تختصر الحكاية كلها، بل تزيد، ومن أسوأ ما يمكن أن يحصل لك، كمستهلك لهذا الفيض الإعلامي، أن تصدق كل ما ترى، فثمة طرق وأساليب تقنية قادرة على تزييف كل شيء، وما تراه حقيقيا يمكن أن يكون مصنوعا بطريقة ذكية، ولا يحمل من الصدق والحقيقة شيئا، بل هو محض كذب وقح، وعليك أن تكون أكثر من ذكي كي لا تقع فريسة سهلة، تصدق كل ما ترى، وتبني عليه فهمك موقفك ومشاعرك وما يحويه عقلك، ذلك أن ما يبدو لك أنه «كل» الحكاية ليس إلا ما يشكل أذن الجمل من كل جسده، وتلك لعبة يعرفها جيدا أهل صناعة الإعلام، والمهم أن عليك –فعلا- أن تبتسم للكاميرا بكل جوارحك، بل أن تحاول أن يبتسم قلبك أيضا، كي تحرم عدوك من لذة انتصاره، خاصة وأنه اليوم يعيش ذروة نشوته بالعلو!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأربعاء 09 مايو 2018, 1:15 am

الأربعون الخلدونية 
حلمي الأسمر

على غرار الأربعين النووية، الأحاديث النبوية التي جمعها الإمام النووي، جمع أحدهم الأربعين الخلدونية، وهي أربعون خلاصة أو مبدأ اعتصرت من مقدمة ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، نلوذ بها اليوم، ليس هربا مما نعانيه من أحداث جسام، بل لفهم ما يجري بنا وحولنا، بعد أن يلغنا مرحلة متقدمة من المرض، أفرادا ومجتمعات، ففيها وصف دقيق لطريق الخلاص، إن كان ثمة من يهتم، وسأعرض اليوم نصفها، على أن ننشر غدا النصف الثاني، بمعونة الله..
1. إنّ القبيلة إذا قوي سلطانها ضعف سلطان الدولة، وإذا قوي سلطان الدولة ضعف سلطان القبيلة.
2. الاستبداد يقلب موازين الأخلاق، فيجعل من الفضائل رذائل، ومن الرذائل فضائل .
3. الظلم مخرّب للعمران، وإنّ عائدة الخراب في العمران على الدولة بالفساد والانتقاض.
4. دخول الحكام والأمراء للسوق والتجارة والفلاحة مضرّة عاجلة للرعايا وفساد للجباية ونقص للعمارة.
5. السيف والقلم أداة بيد الحاكم يستعين بهما على أمره والحاجة إلى السيف في نشأة الدولة وهرمها أكثر من الحاجة للقلم.
6. الُملك بالجند، والجند بالمال، والمال بالخراج، والخراج بالعمارة، والعمارة بالعدل، والعدل بإصلاح العمّال، وإصلاح العمّال باستقامة الوزراء.
7. الهوية القبلية المبنية على البداوة تعرقل استقرار الدولة.
8. إذا خشي الناس أن يسلب الظلم حقوقهم أحبّوا العدل وتغنّوا بفضائله، فإذا أمنوا وكانت لهم القوّة التي يظلمون بها تركوا العدل.
9. الخوف يُحي النزعات القبلية والمناطقية والطائفية، والأمن والعدل يلغيها.
10. إن الرخاء والازدهار والأمن تساهم في الحدّ من العصبية، بينما الحروب والخوف والفقر (البطالة) تعزّز من العصبية.
11. إذا زال العدل انهارت العمارة وتوقف الإنتاج، فافتقر الناس واستمرّت سلسلة التساقط حتى زوال الملك.
12. العدل إذا دام عمّر، والظلم إذا دام دمّر.
13. لا تستقيم رعيّة في حالة كفر أو إيمان بلا عدل قائم أو ترتيب للأمور يشبه العدل .
14. السلطان والأمراء لا يتركون غنيّاً في البلاد إلا وزاحموه في ماله وأملاكه، مستظلّين بحكم سلطاني جائر من صنعتهم.
15. كلما فقد الناس ثقتهم بالقضاء تزداد حالة الفوضى، وهي أولى علامات الإصلاح، فالقضاء هو عقل الشعب ومتى فقدوه فقدوا عقولهم.
16. إذا عمّ الفساد في الدولة فإنّ أولى مراحل الإصلاح في الدولة هي الفوضى.
17. الظلم لا يقع إلا من أهل القدرة والسلطان .
18. من أهمّ شروط العمران سدّ حاجة العيش والأمن {أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
19. غاية العمران هي الحضارة والترف، وإنه إذا بلغ غايته انقلب إلى الفساد وأخذ في الهرم، كالأعمار الطبيعية للحيوانات.
20. انتشار الفساد يدفع بعامّة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، وبداية لشرخ يؤدّي إلى انهيار الدولة .
هذا هو الجزء الأول من ألأربعين، وفيها تشخيص فذ ووصفات للخلاص، والإصلاح، يلزم أن تدرس في جميع مراحل التعليم في بلاد العرب!


21. إنَّ أيّام الأمنِ وأيام الرَّغد تمضي سريعاً، وأيّام الجوعِ وأيّام الحروبِ والفتن تكونطويلة.
22. كلّ أمر تُحمل عليه الكافة فلا بُد له منالعصبية (القبيلة والنصرة) ففي الحديث مابعث الله نبياً إلا في مَنَعة من قومه.
23. إذا رأيت الدول تنقص من أطرافها، وحكّامها يكنزون الأموال فدقّ ناقوس الخطر .
24. إذا تأذّن الله بانقراض الملك من أمّة حملهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل وسلوك طريقها، وهذا ما حدث فيالأندلس وأدّى فيما أدّى إلى ضياعه.
25. ‏الحاكم الظالم يظهر له الشعب الولاء ويبطن له الكره والبغضاء، فإذا نزلت به نازلة أسلموه ولا يبالون.
26. الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها.
27. حينما ينعم الحاكم بالترف والنعمة، تلكالأمور تستقطب له ثلة من المرتزقين والوصوليين يحجبونه عن الشعب، فيوصلون له من الأخبار أكذبها.
28. أهل البداوة أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر، والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة وانغمسوا في النعيم والترف ووكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم .
29. عندما تنهار الدول يكثر المنجّمون والأفّاكون والمتفيهقون والانتهازيون وتعمّالإشاعة وتطول المناظرات وتقصر البصيرة ويتشوّش الفكر.
30. الدولة إذا دخلت في سنّ اليأس لا تعودلشبابها أبداً ولو حاول حكامها التغيير، فلكلّ زمان دولة ورجال.
31. قد يحصل أنّ الدولة تأخذ بمظاهر القوة والبطش لكنّها إفاقة قريبة الخمود، أشبه بالسراج عند انتهاء الزيت منه، فإنّه يتوهّج لكن سرعان ما ينطفئ.
32. النَّاسُ في السَّكينةِ سَواء، فإن جَاءتِ المِحَنُ تَبايَنُوا .
33. المغلوب مولع بمحاكاة الغالب، لأنّ الهزيمة توحي إليه أنّ مشابهة الغالب قوّة يدفع بها مهانة الضعف الذي جنى عليه.
34. سبب العصبية القبلية بأن الحضارات الأخرى تصعب عليها مخالطة الأعراب بسبب البيئة القاسية التي يعيشونها فجعلهم ذلك منعزلين.
35. الظفر في الحروب إنما يقع بأمور نفسانية وهمية، وإن كان السلاح والقتال كفيلاً به، لذلك كان الخداع من أنفع ما يستعمل فيالحرب ويُظفر به.
36. الصراعات السياسية لا بدّ لها من نزعة قبليّة أو دينية، لكي يُحفّز قادتها أتباعهم علىالقتال والموت، فيتخيّلون أنّهم يموتون من أجلها.
37. المُلك إذا كان قاهراً باطشاً منقّباً عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم شملهم الخوف والذل، وربّما خذلوه في مواطن الحروب.
38. إنّ تنظيم الحياة الاجتماعية وتصريف أمور الملك يتطلّب الرجوع إلى قوانين سياسية مفروضة يسلمها الكافة وينقادون إلىأحكامها.
39. المناخ البارد والمعتدل يؤثّر في الناس فيُولد فيهم حبّاً للعمل والنشاط وإقبالاً جميلاً على الحياة وأمزجة صافية.
40. للبقاع تأثير على الطباع، فكلما كانت البقعة من الأرض نديّة مزهرة أثّرت على طبع ساكنيها بالرقّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالإثنين 14 مايو 2018, 7:55 am

معجزة ماليزيا 1-2!
حلمي الأسمر

-1-
حتى وهو في الثانية والتسعين من عمره، يعود محاضر محمد إلى سدة الحكم، لينقذ بلاده من الفساد، بعد أن بنى بنفسه ماليزيا الحديثة، حينما تقاعد قبل سنوات تاركا الكرسي طواعية كان يعتقد أنه أدى مهامه على أكمل وجه، لكن خلفه شخص لم يحفظ الأمانة، فقرر محمد العودة فصلاح ما أفسده خلفه، واعدا أن يترك الحكم بعد سنتين!
في الدقيقة الأولى التي دخلنا فيها مكتبه وهو رئيس وزراء ماليزيا في الحقبة الماضية، وقبل نحو عقد ونصف العقد من الزمن، وبعد أن أخذت وزملائي مقاعدنا في مكتبه، قال لنا بفخر- بعد ترحيب دافىء-: إن كل ما في مكتبه صناعة ماليزية مائة في المائة، وهو يمنع إدخال أي شيء لمكتبه إلا إذا كان صناعة وطنية!
-2-
مساحة ماليزيا تعادل مساحة محافظة الوادي الجديد في مصر 320 ألف كيلو متر مربع وتزيد عن مساحة الأردن بأكثر من ثلاثة أضعاف بقليل... وعدد سكانها اليوم نحو 30 مليون نسمة، كانوا حتى عام 1981 يعيشون في الغابات، ويعملون في زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك، وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً ... والصراعات الدينية - 18 ديانة - هي الحاكم ... حتى أكرمهم الله بمحاضر أو مهاتير محمد فهو الابن الأصغر لتسعة أشقاء ... والدهم مدرس ابتدائي راتبه لا يكفي لتحقيق حلم ابنه بشراء دراجة هوائية يذهب بها إلى المدرسة الثانوية .. فيعمل مهاتير ببيع الموز في الشارع حتى يحقق حلمه، ويدخل كلية الطب في سنغافورة المجاورة ... ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 1953 ... ليعمل طبيباً في الحكومة الإنكليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت ماليزيـا في عام 1957، ويفتح عيادته الخاصة كجراح ويخصص نصف وقته للكشف المجاني على الفقراء ... ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 1964، ويخسر مقعده بعد خمس سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن مستقبل ماليزيا الاقتصادي في عام 1970 ... ويعاد انتخابه سيناتورا في عام 1974 ويتم اختياره وزيراً للتعليم في عام 1975، ثم مساعداً لرئيس الوزراء في عام 1978، ثم رئيساً للوزراء في عام 1981 لتبدأ النهضة الشاملة التي قال عنها في كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد علي .. فماذا فعل الجراح الماليزي؟
رسم خريطة لمستقبل ماليزيا حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التي يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات .. وبعد 20 سنة .. حتى عام 2020، قرر أن يكون التعليم والبحث العلمي هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالي خصص أكبر قسم في ميزانية الدولة ليضخ في التدريب والتأهيل للحرفيين .. والتربية والتعليم .. ومحو الأمية .. وتعليم الإنكليزية .. وفي البحوث العلمية .. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة في أفضل الجامعات الأجنبية. ثم أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى النهضة الشاملة، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدؤوا بقطاع الزراعة .. فغرسوا مليون شتلة نخيل زيت في أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير زيت النخيل، وفي قطاع السياحة .. قرر أن يكون المستهدف في عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 1981، لتصل فيما بعد إلى 33 مليار دولار سنوياً!
وإلى الغد إن شاء الله، فتلك تجربة تستحق أن تكتب بماء الذهب، ونعلمها لأطفالنا صباحا ومساء!






معجزة ماليزيا 2-2!
حلمي الأسمر

-1-
تفصلنا عن ماليزيا آلاف الأميال، لكن ما شهده ذلك البلد أخيرا، ليس بعيدا عما يحدث في بلادنا، فقد جرت محاولة «إسقاط» منظمة لماليزيا، باعتبارها مع تركيا تشكل تجربة ملهمة لناشطي الحالة الإسلامية، ولهذا كان لا بد من تخريبها، ولكن مهاتير محمد، قطع تقاعده، وصعد إلى سدة الحكم، عبر التحالف مع معارضيه السابقين، وضد زملاء الأمس، وخاض الانتخابات وفاز، وكان أول ما فعله منع رئيس الوزراء السابق وأسرته من السفر، كونه يشتبه بضلوعه في عملية الإسقاط!
-2-
تحدثنا بالأمس عما فعله مهاتير في ماليزيا، وكيف حقق معجزتها الكبرى، في جميع المجالات، ونكمل اليوم بعضا من ملامح المعجزة، لعل فيها ما يلهم بلادنا، ولنعرف لم استهدفت للمرة الثانية، مرة أيام أزمة النمور الآسيوية، ومرة عبر أكبر عملية فساد وإفساد في التاريخ المعاصر!.
في قطاع الصناعة حققت ماليزيا فى عام 1996 طفرة تجاوزت 46% عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية. وفي النشاط المالي .. فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم في حينه.. بتروناس .. يضمان 65 مركزاً تجارياً في العاصمة كوالالمبور وحدها .. وأنشأ البورصة التي وصل حجم تعاملها اليومي إلى ألفي مليون دولار يومياً. وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، باختصار .. استطاع الحاج مهاتير من عام 1981 إلى عام 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة التي يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً في عام 1981 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطي النقدي من 3 مليارات إلى 98 ملياراً، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار وفي عام 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل، رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه خريطة طريق وخطة عمل اسمها      عشرون .. عشرون .. أي شكل ماليزيا عام 2020 والتي كان مخططا لها أن تصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند، ليحدث ما حدث، ويعود مهاتير من خلوته لإنقاذ بلاده!
 سوف يسجل التاريخ .. أن هذا الزعيم المسلم لم ترهبه إسرائيل التي لم يعترف بها حتى اليوم، كما ظل ينتقد نظام العولمة الغربي بشكله الحالي الظالم للدول النامية، ولم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية، وتمرد على وصفات صندوق النقد وقلع شوكه بيديه، واعتمد على الله أولا، ثم على إرادته، وعزيمته، وصدقه، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على الخريطة العالمية، فيحترمه الناس، ويرفعون له القبعة، أما أعداؤه فحاولوا تدمير كل ما أنجز، فخف لإنقاذ المعجزة من أن تصبح «نكبة» كما هو شأن نكباتنا المتتالية!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأربعاء 16 مايو 2018, 9:45 am

مسماران في نعش «إسرائيل» 1-2!
حلمي الأسمر


يعيش كيان العدو الصهيوني في فلسطين هذه الأيام أزهى أيامه، أو هكذا يبدو الأمر، فكثير مما كانوا يحلمون به في غابر الأيام أصبح واقعا، حيث يتودد لهم حثالة ممن انسلخوا عن عروبتهم، وتنكروا لمائة عام من التخريب الذي أحدثه هذا الكيان في جسد الأمة، ناهيك عن جرائمه التي غدت تستعصي على العد، ولن يكون آخرها مذبحته البشعة في قطاع غزة، وإعدام أكثر من خمسين متظاهرا سلميا، عبروا بطريقة مشروعة عن حقهم في العودة إلى ديارهم التي سلبها منهم، ولا عجب والحالة هذه، أن ترى كثيرين من سكانه في حالة نشوة بـ «النصر» حيث يرون «عدوهم» المفترض وقد خلّع أسنانه بيديه، وكسر قناته، وجرد شعبه من الرجولة، وأسلم مقدرات أمته كي تكون لعبة بيديه، أما من يمكن أن نطلق عليهم لقب «حكمائه» فلهم شأن آخر، ووجهة نظر مختلفة، إذ يرون ما لا يرى هؤلاء، سواء كانوا من المنتشين أو المستسلمين، بل إنهم يضعون الكيان في حالة ميئوس منها!
فكيف هذا؟
الأمر متعلق بنقطتين على جانب كبير من الأهمية، وهما ليستا من بنات أفكاري، ولا «مزاعمي» بل هما من بنات أفكار هؤلاء «الحكماء» الذين يرون النصف الفارغ من كأس الكيان، بل هما مسماران خطيران يُدقان بكل قوة في نعش «إسرائيل»، وسيبدو أثرهما الكبير الذي لا يمكن السيطرة عليه، أو تداركه على الإطلاق، خلال السنوات القليلة القادمة، حتى مع مزيد من الاستسلام العربي الرسمي لإملاءات الصهاينة، والتوسل لرضاهم!
الأمر الأول، جاء في سياق اجتماع نادر عبر مقابلة مشتركة وغير مسبوقة مع ستة من قادة الموساد أجرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، لعدد عشية عيد الفصح من ملحق «7 أيام»، وقبل أيام من احتفالات ما يسمونه «عيد الاستقلال السبعين» للكيان، ونشرت ملخصا لها
 يديعوت يوم 27/3/2018 بعنوان «الرؤساء يتحدثون»، فماذا قالوا؟ وكيف يرون مستقبل «دولتهم» بعد سبعين عاما على قيامها؟
ما هو مخصص من مساحة لمقالتي لا يتسع لسرد كل ما يجب سرده، ولهذا سأخصص مقالين لهذا الأمر، ملتمسا العذر من القارىء على هذا التجزيء القسري!
المسمار الأول، تحدث عنه بإفاضة كل الستة «الحكماء» وكلهم أعمارهم تفوق عمر «دولتهم» باستثناء الأخير، وهم تسفي زمير (93)، ناحوم أدومي (88)، شبتاي شفيت (78)، داني ياتوم (73)، افرايم هليفي (83) وتمير باردو (65)..
 خلاصة قمة رؤساء الموساد هي: «الدولة في وضع ميؤوس منه»، نعم هكذا، وهي خلاصة كم أتمنى أن يقرأ تفاصيلها بتمعن كل من يتحدث عن مستقبل واعد من التعاون «العربي الإسرائيلي» ويسرف في رسم صورة وردية عن علاقات مشتركة وشراكة بين العرب واليهود!
 «أشعر بسوء شديد في ما يحصل في الدولة اليوم. فالخراب عميق وشامل جدا. لا توجد خطوط حمراء، لا يوجد محظور». هكذا يصف شبتاي شفيت المشهد، فيما يعرب الستة «عن تخوف شديد من الاتجاه الذي تسير فيه الدولة في مستهل العقد الثامن من وجودها»، ويشرح شفيت: «كرجال استخبارات، فان القدرة الأهم لدينا هي توقع المستقبل، ولهذا أجدني اسأل نفسي أي دولة أنا سأخلف لأحبابي، ولا أستطيع أن أجد جوابا»، «المشكلة هي مشكلة القيم، الشروخ»، يقول باردو بقلق. «نحن بحاجة الى زعامة يمكنها أن توجه الدفة بين الأزمات إلى الأماكن الصحيحة. ولأسفي الشديد، هذا ليس موجودا اليوم»!.
وإلى الغد إن شاء الله، لنكمل ما بدأناه، لعل فيه ما يبرد نار القهر الذي يكاد يأكل صدورنا، ونحن نرى هذا «العلو» غير المسبوق لـ «بني إسرائيل»!.




مسماران في نعش «إسرائيل» 2-2!
حلمي الأسمر

تحدثت بالأمس عن جانب مما قاله رؤساء الموساد الستة، حول مسقبل كيان العدو الصهيوني، وهو في مجمله المسمار الأول في نعش الكيان، وأتابع اليوم نقل جانب آخر مما قاله هؤلاء، أملا في النظر في الزاوية الأخرى من مشهد «انتصار» وعلو كيان العدو، الجانب الذي نادرا ما نأتي على ذكره في سياق هزيمتنا النفسية أمامه، بعد الهزيمة العسكرية!
هؤلاء الستة، لا يخشون أن يقولوا أمورا قاسية جدا في معيار صحافتهم، مثل: «اليوم أنظر بقلق وبألم الى ما يبدو كقيم أساسية توجه قرارات الزعيم»، يقول زمير. «لست واثقا بأنه لدى رئيس الوزراء وكبار المسؤولين في محيطه تتغلب المصالح العامة على المصالح الشخصية بمزيد من القوة ومزيد من المال. أنا قلق من المستقبل، فنتنياهو سيذهب ذات يوم. ما الذي سيخلفه لنا؟ معاييره تغلغلت الى كل محيطه. يحزنني جدا أن مثل هذه المجموعة يمكنها أن تدير لنا الدولة، إذ ان لدينا هنا أبناء وأحفاد وأبناء أحفاد، وأريد أن يعيشوا في بلاد سليمة ومعافاة – والبلاد مريضة. نحن في وضع طبي ميؤوس منه. نتنياهو قد يكون تلقى الدولة مع اعراض المرض، ولكنه جلبها الى وضع خطير من المرض الخبيث». «نحن في منحدر سلس جدا»، يحذر ياتوم. «توجد هنا شرور مريضة بشدة. الناس حول رئيس الوزراء والناس في مناصب أساسية يخضعون للتحقيق على الفساد العام، وكل هذا لأنهم يضعون مصالحهم قبل مصالح الدولة. يقلقني الانفلات على حماة الحمى وانعدام الفعل في المجال السياسي مما يؤدي بنا الى دولة ثنائية القومية، وهذه هي النهاية للدولة اليهودية والديمقراطية. ولهذا فاني اعتقد ان على نتنياهو أن يرحل الى بيته».
أما أدموني فقلق جدا مما يسميه الشروخ في كيانهم: «هذا أقوى الآن مما كان في أي وقت مضى. الشرخ بين المتدينيين والعلمانيين، بين الشرقيين والاشكناز. وهذا ليس فقط لا يلتئم منذ سنين بل يتسع».
 المسمار الثاني في النعش، هو ما أشار له عرضا ياتوم، بالحديث عن «دولة ثنائية القومية» والأمر متعلق هنا بتساوي عدد اليهود والعرب في فلسطين التاريخية، وهي حقيقة صدمت أعضاء لجنة «الخارجية والأمن» في برلمان الكيان. فحسب وسائل إعلام العدو، فإن عدد السكان اليهود والسكان العرب يتساويان الى هذا الحد أو ذاك في حجمهما في كل فلسطين من شاطئ البحر المتوسط وحتى نهر الأردن. حيث في هذه البلاد يعيش اليوم أكثر من 13 مليون نسمة، منهم اكثر من 6.5 مليون يهودي، نحو 400 الف ابناء عائلات يهودية ليسوا يهودا حسب الحاخامية، اكثر من 1.8 مليون عربي مواطن أو «مقيم في الدولة» حسب تصنيف الاحتلال(!)، بما في ذلك 350 الفا في القدس، 2.6 مليون في الضفة الغربية (بدون القدس) واكثر من 1.8 مليون في غزة.
ويقولون أن هناك أغلبية يهودية طفيفة لا تزال موجودة هنا، ولا سيما حسب تعريف اليهود وفقا لقانون العودة وليس وفقا للفقه اليهودي. هذه الأغلبية الطفيفة ستتقلص أكثر من ذلك بل وستختفي في السنوات القادمة، بسبب معدل الزيادة الطبيعية الأعلى للفلسطينيين. ولا ينبع هذا فقط بالزيادة الاعلى للخصوبة العربية فقط، بل اساسا لمعدل الوفيات الأقل، مما يعكس تركيبة العمر الاكثر شبابا للجمهور العربي في كامل أراضي فلسطين.
 ووفق إعلامهم العبري، يلعب الميزان الديموغرافي وسيلعب دورا حرجا في تعريف الهوية القومية للكيان الصهيوني، وهو المسمار الثاني في نعشه، فمع هذا التوازن السكاني لن يكون بإمكان كيانهم الزعم بأنه كيان ديمقراطي، بل نظام فصل عنصري «أبرتهايد» سيكون مستقبله كمستقبل نظام الفصل العنصري المنقرض في جنوب أفريقيا!.
 وتنقل صحافة العدو عن النائب عوفر شيلح من حزب «يوجد مستقبل»  قوله: «كل الخبراء يقولون انه بين النهر والبحر بالكاد توجد اليوم أغلبية يهودية. وهذه الأرقام معناها واحد: الانفصال – وإلا خطر على وجود الحلم الصهيوني!»
والحقيقة أن الأمر لا يتطلب أعواما كثيرا، كي نرى هذا «الخطر» وقد اقترب أكثر فأكثر لتدمير حلمهم، فثمة عوامل أخرى، ستقرب ذلك اليوم الذي نرى فيه تحقيق الحلم الفلسطيني، حتى بدون تنفيذ حق العودة، الذي جعله الفلسطينيون عنوانا لإحيائهم يوم النكبة السبعين!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 18 مايو 2018, 1:14 pm

جكر بالفجع، فاصولياء بايتة!
حلمي الأسمر

-1-
نكاية و»جكر» بالفجع الذي يصيب القوم في رمضان، والزحف غير المقدس الذي شهدناه يوم الأربعاء وما سبقه، لاجتياح الأسواق والمولات، قررت وأسرتي أن نفطر أول يوم من رمضان وجبة كانت أم العيال أعدتها منذ أربعة أيام، وبقي منها ما بقي، واستقر في الثلاجة، وعليه، فطورنا أول يوم: فاصولياء بيضاء بايتة!
صحيح أنني أحب هذه الأكلة، وأن لها شعبية كبيرة في بيتنا، لكن الصحيح هو أن هذا القرار الذي جاء بالإجماع، هو تعبير حي عن القرف مما يصيب الناس من ترف في شهر هو أصلا للتقشف وتربية النفس وقهرها، لا تدليعها وبحبحتها وإغراقها بالملذات التي يستقر معظمها في حاوية الزبالة!
-2-
يستفزني كثيرا جدا تسلل تجار النخاسة تحديدا إلى مواسمنا فيسممون مشاعرنا إلى حد يكرّهوننا بواحدة من أجمل العبادات في ديننا: الصوم، فهو ممارسة دينية طبية إنسانية راقية، فيها من الفوائد ما عرف وما لم يعرف بعد، بل إن الصوم دخل قاموس الطب الحديث كعلاج لكثير من أمراض الروح والجسد، ومع هذا بتنا نشعر بضيق ما مع حلول هذا الشهر الكريم، لكثرة تزاحم المنتفعين والتجار ومنتهزي الفرص، مع العُبّاد والمتقين وطُلّاب المغفرة!
أكثر ما يستفز في تقاليد استقبال رمضان، استنفار قنوات التلفزة وتسابقها لملء ساعات بثها بما لذ وطاب من برامج الفجع وحك شهوة البطون، والتفنن في استقطاب كبار الطهاة، لتقديم أطباق يقال أنها رمضانية، وهي بريئة من هذه الصفة، لأنها لا تعدو كونها ضربا من الإسراف والبذخ الفاحش، الذي هو بالتأكيد ضد الصوم ومناقض له، ويرافق هذا نشاط محموم لنوع آخر من تجار رمضان، وهم الذين يجدون في الشهر موسما ثريا لتسويق بضائع كاسدة، أو منسية في مستودعاتهم، وتحقيق أرباح فاتتهم في أشهر أخرى، مستثمرين لعاب الجوعى من الصائمين الذين يدمنون التسوق، ولا دليل لهم في الشراء غير ذلك اللعاب السائل، وشهوة المعدة، التي يتقن حكّها تجار محترفون، يعرفون كيف يسحبون المشترين من ألسنتهم!
-3-
رمضان شهر كريم، ومع هذا ينشط فيه تجار النخاسة من أهل الفن وليس الفن كله كذلك، بل نخص بحديثنا فئة ضالة مضلة، تتفنن في حشو ساعات بث القنوات إياها بمسلسلات وأفلام بينها وبين رمضان وأجوائه سنوات ضوئية، بما تشتمل عليه من إسفاف وتزييف للتاريخ، واستنفار للشهوات وهدر الوقت بحجة الترفيه عن الصائم الغلبان، وهي في الواقع تسرق منه وقته وتقواه ودينه ودنياه، ولا يعود عليه من فائدة جراء مشاهدتها إلا ما يعود على مستهلك الخروب: درهم حلاوة وقنطار من الخشب، وهذا في أحسن الأحوال، إذ ربما لا تزيد الفائدة المتوخاة من بعض الأعمال  الفنية المعروضة في رمضان عن أكل الصائم للزقوم والعلقم الذي هو حاصل جمع ذلك الفيلم أو المسلسل!
الأسوأ من كل هؤلاء هم عن تجار الدين، و»نجوم الوعظ»، الذين ينتظرون حلول الشهر الكريم لتسويق بضائعهم هم أيضا، من باب أن الموسم موسم عبادة ودين وتقوى، ليستعرضوا على عباد الله مواهبهم في الحفظ وإعادة ترديد ما سمعناه ملايين المرات، وتكرار فتاوى أكل الدهر عليها وشرب، حتى إذا تعرض أحدهم لموقف استحق بعض الرجولة اختفى مدعيا أنه لا يفهم بالسياسة، أو اصطف في جانب الظلمة والطواغيت!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأحد 20 مايو 2018, 10:36 am

أحمد الطيبي رئيسا لوزراء «إسرائيل»!
حلمي الأسمر
-1-
تعلمت من سنوات عملي في الصحافة، والكتابة أيضا، أن أقرأ الصورة بأبعادها كافة، اليوم تبدو صورة الصراع العربي الصهيوني في أسوأ حالاتها بالنسبة لنا نحن العرب والفلسطينيين خصوصا، سبعون عاما من النكبة، ومحاولات «تهويد» الأرض الفلسطينية على أشدها، لا تكل آلة التهويد الصهيونية عن العمل ليل نهار، سواء بالبلطجة والقوة الغاشمة، أو بسن القوانين العنصرية، ولكن وسط هذه الصورة القاتمة، لا يكاد يتحدث أحد عن تهويد الإنسان الفلسطيني، فهو لا يستعصي على التهويد فحسب، بل يزداد فلسطينية وعروبة وتمسكا بأرضه، والأهم من هذا يزداد «مقاومة» وجدانيا وعملياتيا، وأسريا أيضا، إنه ينجب المزيد من الأطفال ربما بدافع غريزي أكثر من غيره، وهو في سباق ساخن مع الأسر الحريدية اليهودية المتدينة، التي تؤمن لليهود الحد الأدنى من السباق «الديمقراغرافي» اليهودي العربي!
قليلون من يتحدثون اليوم عن مستقبل فلسطين من وجهة نظر ديموغرافية بحتة، خاصة بعد تلاشي «حل الدولتين» يقول أحمد الطيبي، العضو الفلسطيني النشط في برلمان العدو «الكنيست» من القائمة العربية المشتركة: «معطى عن المساواة بين اليهود والعرب بين النهر والبحر واضح. هذا واقع احتلال وابرتهايد. الذي صفى رؤيا الدولتين ملزم بأن يقرر: إما دولة واحدة ديمقراطية مع مساواة حقوق أو دولة أبرتهايد، حلم رئيس وزراء عربي، والذي يبدو الآن كفكرة هاذية، آخذ في الاقتراب»!
هذا المشهد قد يبدو نوعا من الكوميديا الساخرة، ولكنه ليس كذلك لرجالات الإحصاء في كيان العدو، ومن يرصدون بدقة مؤشر المقارنة بين عدد السكان العرب واليهود بين البحر والنهر!
-2-
قبل يوم فقط من الموعد الذي احتفل فيه كيان العدو بافتتاح سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس، نشرت وسائل إعلام صهيونية معلومات صادمة عن عدد سكان «العاصمة العتيدة» موقع «المصدر» الصهيوني، نشر مثلا يوم 13 أيار مايو أرقاما مفاجئة عن عدد سكان القدس المحتلة، إذ قال أنه يتضح من معطيات جديدة أن أكثر من ثلثي المدينة هم عرب ومعظم سكانها اليهود هم متديّنون أو حريديون! ووفقا لمصادر الإحصاء في كيان العدو، أنه في هذا العام، اختار المزيد من «الإسرائيليين» مغادرة القدس مقارنة بهؤلاء الذين قدموا إليها، إذ هاجر معظم سكانها إلى «مدينتي» بيت شيمش وتل أبيب. وسائل إعلام أخرى، أنحت باللائمة على دوائر الحكومة الصهيونية التي لم تزل تتخذ من تل أبيب مقرا لها، وقالت ساخرة: إن ترامب الذي رحّل سفارته من تل أبيب إلى القدس هو أكثر حرصا على أسرلة القدس من حكومتهم!
«عاصفة ديموغرافية» كان الخبر الرئيس لصحيفة «معاريف» يوم 27/3/2018، هذا بالإجمال مجرد رقم – عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة – ولكن الأمر نجح في أن يثير عاصفة حقيقية في الساحة السياسية. هكذا بدأت الصحيفة تقريرها: كل شيء بدأ عندما عرض نائب رئيس الإدارة المدنية، (جهاز الاحتلال في الضفة الغربية) العقيد حاييم مندس على لجنة الخارجية والأمن في الكنيست معطيات تفيد بأنه يعيش في مناطق الضفة الغربية والقطاع اليوم 5 ملايين فلسطيني (3 ملايين في الضفة والباقي في غزة). ولا يتضمن هذا المعطى الفلسطينيين الذين يعيشون في شرقي القدس والعرب مواطني إسرائيل. عددهم حسب معطيات مكتب الإحصاء المركزي 1.8 مليون. أما دمج كل السكان العرب بين البحر والنهر – في الضفة، القطاع وفي شرقي القدس – فيبين أن عددهم يفوق عمليا عدد اليهود الذين يعيشون في إسرائيل، نحو 6.5 مليون!
هذه المعطيات، التي عرضت عرضا، أثارت عاصفة ودهشة، فوفق الصحيفة،
وتنقل الصحيفة عن النائب عوفر شيلح من «يوجد مستقبل قوله: «إقرأوا كل خبير إسرائيلي، البروفيسور ارنون سوفير مثلا. كلهم يقولون انه بين النهر والبحر بالكاد توجد اليوم أغلبية يهودية. وحتى لو أخرجنا من الحساب المليونيْ غزي، فإننا نحصل على أرقام معناها واحد: الانفصال – وإلا خطر على وجود الحلم الصهيوني!
والحقيقة أن الأمر لا يتطلب أعواما كثيرا، كي نرى هذا «الخطر» وقد اقترب أكثر فأكثر لتدمير حلمهم، فثمة عوامل أخرى، ستقرب ذلك اليوم الذي نرى فيه تحقيق الحلم الفلسطيني، حتى بدون تنفيذ حق العودة، الذي جعله الفلسطينيون عنوانا لإحيائهم يوم النكبة السبعين!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 22 مايو 2018, 10:23 am

لماذا لا يمكن الانتصار على الشعب الفلسطيني؟

-1-
أوري سفير، احد رجالات شمعون بيريس، يكتب في معاريف مقالا يوم أمس (21/5/2018) بعنوان «دبوس في البالون» يقول فيه: نحن أقوياء بما يكفي لننتصر على كل الدول العربية وعلى إيران؛ ولكن ليس على الشعب الفلسطيني. نحن يمكننا فقط أن نحتله من خلال المشروع الاستيطاني. والاحتلال يحول إسرائيل الى دولة ثنائية القومية بحكم الأمر الواقع من البحر الى النهر؛ وهو يفسد أخلاقيا الجيل الشاب في إسرائيل ويجعلنا منبوذين في أسرة الشعوب!

-2-
حينما ارتكب كيان العدو الصهيوني مذبحته الأخيرة في غزة، مذبحة افتتاح سفارة العدو الأمريكي في القدس، كان ثمة زلزال حقيقي حرّكه دم الشهداء، قلب الاحتفال المفترض إلى مهزلة، مندوب بوليفيا في مجلس الأمن قرأ أسماء شهداء مجزرة غزة وقال لإسرائيل: انتم تقتلون الأطفال والنساء، إسرائيل هي قوة الاحتلال والولايات المتحدة أصبحت جزءا من المشكلة، الرئيس التركي أردوغان هاجم إسرائيل وأميركا : لعنات الله عليكم ايها المجرمون كما ألعن أولئك الذين ظلوا صامتين حيال هذه المجازر. إسرائيل تمارس إرهاب الدولة، وهي دولة إرهاب. لذا سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين بكل حزم، واتبع ذلك بطرد سفير الاحتلال من عاصمة الخلافة اسطنبول!
الصحف الأجنبية التي صدرت يوميْ الاثنين والثلاثاء، تستحق أن تُقرأ بعناية: «التايمز» البريطانية كتبت على صدر صفحتها الأولى: «مقتل العشرات مع افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة بالقدس». أما منافستها اللندنية «دايلي ميل» فخطّت بالأسود العريض: «حمـّام الدم».. مقتل العشرات وإصابة الآلاف برصاص الإسرائيليين ضد الفلسطينيين المتظاهرين ضد سفارة ترمب الجديدة. كما طبعت «الإندبندنت» البريطانية صورةً على كامل صفحتها لفلسطينية على مقربة من أدخنة الإطارات المشتعلة بالتظاهرة، وكتبت: «افتتاح سفارة بالقدس، و55 قتيلاً على الأقل بغزة». وصدّرت «الغارديان» كذلك: «افتتاح السفارة الجديدة بإسرائيل ومقتل العشرات»، إلى جانب صورتين متلاصقتين لابنة ترامب وتظاهرات أمس بغزة. وصدرت «فايننشال تايمز» البريطانية: «مقتل العشرات بحفل افتتاح أمريكي –إسرائيلي للسفارة. أما «مترو»: فضلت وصف ما حدث بـ»مجزرة في غزة.. بينما تحتفل إيفانكا ترمب بافتتاح سفارة بلادها في القدس».
وكتبت «ديلي تيلغراف»: «أمريكا تتهم حماس باستفزاز إسرائيل ومقتل 50 على حدود غزة».
وفي الولايات المتحدة، كتبت «نيويورك ديلي نيوز» عنوانًا لن تسعد ابنة الرئيس الأمريكي بقراءته مطلقًا، حين كتبت: «الغولة ابنة بابا..55 يذبحون على حدود غزة في تظاهرة ضد نقل السفارة للقدس، لكن إيفانكا تكشف عن ابتساماتها الكبيرة في القدس». وفي فرنسا، عنونت أولى الصحف الباريسية «لو موند»: «يومٌ دامٍ في غزة في تظاهرات ضد السفارة الأمريكية الجديدة بالقدس». كما كتبت مواطنتها «لو إكسبريس»: «يجب العمل مع حماس»، في مقابلةٍ مع خبير إسرائيلي في الشؤون الإستراتيجية!.
-3-
حتى وهو في أشد حالات ضعف قيادته السياسية، وتمزقها، يسجل الشعب الواقع تحت الاحتلال انتصارات بلون دمه، انتصارات قوة الضعيف على ضعف القوة، في أشد حالات الخذلان التي يمر بها في تاريخه المعاصر، أرأيتم لم لا يمكن الانتصار عليه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 25 مايو 2018, 3:39 am

الوصايا العشر!




-1-
تعددت الوصايا والهدف واحد، ووصاياي هذه ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فلكل منا وصاياه، ومن كان منكم بلا وصايا فليصنع وصاياه، فهي علامات على طريق الحياة، أو معالم في الطريق، تنير وتهدي وتصوب وتوضح، كلما اختلط الأمر على السائر، هذه وصاياي، لعل فيها ما يفيد!
-2-
الأولى/ لا تسرف في البحث عن تعريف للحب.. فقط عِشْهُ إن استطعت، ثم عَرّفهُ فيما بعد، إن شئت!
**
الثانية/ لا تقرأ مزاميرك وأسفارك..... على من لا يستمعون إليها بقلوبهم!
***
الثالثة/ لا «تقع» في حب امرأة..
قبل أن تكون مستعدا لـ«القيام» من هذه «الوقعة»!
***
الرابعة/ لا تُهدر لحظة مراقبة الغروب، ولو مرة في الشهر، لعل مياهك «العكِرة» تروق، وتستمتع بلذة الحزن الجميل!
***
الخامسة/ لا «تبخل» على من تحب بكلمة جميلة.. ربما انتظرها منذ سنوات.. فرب كلمة قالت لصاحبها: قلني!
***
السادسة/. ولأن في التأويل متسع للوهم.. والمواساة.. جِدْ متسعا لحسن الظن، وسوئه بالتساوي، قبل أن تقطع حبل الود!
***
السابعة/ حين تتعرى الجذور وتتعرض للهواء تموت الشجرة؛ حكاياتنا الخاصة يجب أن تبقى في الغرف السرية للقلب، كي تبقى حية!
***
الثامنة/.. ولأن القلب سُمّيَ قلبا لتقلبه؛ فلا تصدّق كل ما يقوله لك!
***
التاسعة/ كم من البشر يتمنون الموت ولا يجدونه.. استمتع بحياتك، ولا تصرف وقتك في صناعة النكد..!
***
العاشرة/ من كان منكم بِلا «حائط» فليتخذ حائطًا ليكتب عليه، ما يريد البوح به، ومَنْ كان منكم بِلا ملاذ فليتخذ لنفسه ملاذًا، ومَنْ كان منكم بِلا قديس، فليتخذ قديسة أو كاهنًا للاعتراف أمامه، ومن كان منكم بِلا لحظات صفاءٍ وسكينة وتأمل، فليُعِدْ النظر بإنسانيته!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالإثنين 11 يونيو 2018, 12:45 am

حين استسلم اليهود لعبد الله التل!



حلمي الأسمر



الأربعاء 30 أيار / مايو 2018.

 -1-
 وثيقة التسليم
 الفريق الأول: وكيل القائد عبدالله التل.
 الفريق الثاني: قائد الهاجناة في القدس القديمة.
 بناءً على الطلب المقدم من يهود القدس القديمة للاستسلام قدم الفريق الأول الشروط فقبلها الفريق الثاني وهي:
 1- إلقاء السلاح وتسليمه للفريق الأول.
 2- أخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب.
 3- السماح للشيوخ من الرجال، والنساء والأطفال، ومن كانت جراحهم خطيرة، بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر.
 4- يتعهد الفريق الأول بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين.
 5- يحتل الجيش العربي الأحياء اليهودية في القدس القديمة.
 28 / 5 / 1948
 الفريق الأول / عبدالله التل
 الفريق الثاني/ موشه روزنك
 هذه الوثيقة كتبت أثناء حرب فلسطين عام 1948م ، ذكرها القائد البطل عبدالله التل في كتابه أو مذكراته المهمة       ( كارثة فلسطين ) ، وبين فيها أن النصر على اليهود كان قاب قوسين أو أدنى بسبب تضييق الحصار عليهم، إلا أن التواطؤ العربي والتدخل البريطاني والأمريكي باقتراح الهدنة التي ساعدوا فيها يهود حال دون ذلك!
 -2-
 من دون مناسبة معينة، أجدني اليوم مشدودا لإحياء ذكر رجل من رجالات الأردن الأفذاذ، الذين حُفرت أسماؤهم في المجرة، وخلدتهم مواقفهم البطولية، دفاعا عن عرض وشرف الأمة: القدس!
وقف على السور فوق باب العامود في البلدة القديمة ، وقال لمن تبقى من كتيبته ، ( لست آمركم عسكرياً بالقتال ، من أراد منكم الفوز بإحدى الحسنيين فهنيئاً له قدس الأقداس، ومن اراد منكم العودة لأهله فليعد الآن، فبعد هذه اللحظة اما نصر او شهادة ..
 شنت عليه العصابات الصهيونية البالماخ والارغون اكثر من هجوم كاسح، واحضرت القوات الصهيونية من اجل اخضاعه نخبتها العسكرية، وفي احدى ليالي الصمود، هجمت هذه القوات الخاصة من جهة باب الاسباط والعامود، فخسرت القوات الصهيونية الغازية قيادتها في الصف الاول والثاني وتبعثرت اشلاء قتلاهم على حواف اسوار القدس العتيقة.
 حاولوا إبعاده عن القدس عبر أوامر من كلوب باشا ومندوب الأمم المتحدة، ولكن تمسكه بالقدس وتمسك اهل القدس به احبط كل المحاولات .حاصر الحي اليهودي في المدينة المقدسة، استنفر العالم اجمع عليه، وأصر على تنظيف القدس العتيقة من حثالات اليهود، ونجح فعلياً فقد كان يفاوض اليهود على الاستسلام او الموت وأخرج اليهود من القدس العتيقة أذلاء صاغرين، حتى غدرته أمته العربية باتفاق الهدنة ...
 وقف في ساحات المسجد الأقصى وحوله اهل القدس مذعورين مغدورين، قال جملته الشهيرة (يا اهل فلسطين بيعوا أبناءكم واشتروا السلاح، لان العرب قد باعوكم )!
-3-
لماذا اشعر اليوم أن التاريخ يكاد يعيد نفسه، ونحن على أبواب بيع جديد لفلسطين؟
لا أدري، لكن رائحة طبخة القرن فاحت رائحتها حتى أزكمت الأنوف، لهذا نستدعي رجلا مثل عبد الله التل، ليحدثنا عما فعلوا، لنعرف ماذا سيفعلون! ولعل لنا عودة، إن سنحت الظروف!



مذكرات عبدالله  التل

رابط الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 13 يوليو 2018, 11:56 am

حلمي الأسمر
حين أصبحت الخيانة مؤسسة
التاريخ:12/7/2018


 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 الاسمر

كان الخائن، في وقتٍ مضى، يداري خيانته، ويمارس طقوسها سرا، وربما يرفع عقيرته بالوطنية والأخلاق الحميدة، ليخفي ما يبطن، ثم تطوّر الأمر، فأصبحت الخيانة لدى بعضهم "وجهة نظر"، وتوسّع بعضهم في المشهد، فأضافوا إلى أدبيات الحوار ما يسمونه البعد عن "التخوين"، باعتبار أن القوم كلهم سواسية في الانتماء للوطن، وللأمة وقيمها ومثلها. وبالتالي، لا يحقّ لأحد أن يخوّن أحدا آخر لمجرّد "وجهة نظر".
ويبدو أن هذه الممارسة لم تقف عند حد، فتطوّرت على نحو مضطرد، واتخذت شكلا لم يكن أكثرنا تطرّفا يحلم برؤيته، فقد أصبحت الخيانة بكامل نصابها "مؤسّسةً" حقيقية، لها الناطقون باسمها وبقّها أو ذبابها الإلكتروني، وكل الحشرات المقرفة، ما عُلم منها وما لم يُعلم، وأصبح لها محطات إذاعةٍ وفضائياتٌ وشيوخٌ وأئمةٌ (ومؤذنون وحفظة قرآن أيضا!) ومراكز دراساتٍ وكتابٌ ومنظرون ووزراء، ورؤساء وزارات وأولياء عهد بالطبع، فضلا عن "ولي أمرٍ" لزوم البيعة الشرعية (!)
نعم.. ثمّة مؤسسةٌ ترعاها دول وأجهزة وحشرات "مغرّدة"، مهمتها إضفاء الشرعية والقانونية على كيانٍ مسخ قاتل، يسمى "إسرائيل". هو أصلا لا يحترم من يخدمه، حتى ولو توجه بالصلاة إليه ستين مرة في اليوم، فكل من هو غير يهودي هو محض "غوييم" أو أغيار، من عبدة الشيطان الكفار بشريعة القتل التي يتبنّاها يهود. وبالتالي، فمهما قدّمت مؤسسة الخيانة من خدمات للسادة "اليهود" فهم محض عبيد لشعب الله المختار، وهذا ليس كلامي، بل هو منطوقُ ما يقوله حكماؤهم من حاخامات ورجال دين وفكر. وحتى بعيدا عن الدين، هم ينظرون إلى كل من يقدم لهم خدماتٍ بوصفه مسخّرا لخدمتهم ليس إلا. وهو ليس محط احترام، ولا مأمون الجانب. وإن لزم الأمر تخلّوا عنه، وداسوه بنعالهم حين تنتهي "صلاحيته". وفي الأثناء، ليس هناك ما يمنع من حياكة المؤامرات ضده، والتجسّس عليه، واختراق أجهزته. وفي المجمل، لا ينال الخائن لديهم غير ما ناله الخائن الضابط النمساوي من نابليون، حين تمنى أن يصافحه قائلا: سيدي العظيم يشرفني أن أصافح قائدا عظيما مثلك.. فرد عليه نابليون: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائنا لوطنه مثلك. وانصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء
"بعض خطابات الناطقين باسم مؤسسة الخيانة تفوقت على خطاب بن غوريون، وهو يعلن قيام كيان العدو" ظهره. ومن يتابع الصحافة العبرية لا تخطئ عيناه كمية "البصاق" الذي تحفل به ضد مؤسسة الخيانة العربية، و"فرسانها" الكبار، بل إنها لتحفل بكمية سخريةٍ واستهتارٍ بالخونة إياهم، لو اطلعوا عليها، لربما دفنوا أنفسهم أحياء، إنْ كان بقي لديهم ذرةٌ من حياء أو رجولة. ولكن يبدو أن بعضهم نسي ما معنى الرجولة والذكورة حتى، فقرّر أن يمضي في دروب الاستخذاء والنذالة والزحف على البطن حتى النهاية.
في الماضي، كان بعض الساسة يتحدّث عن تسوياتٍ وتفاهماتٍ وتقاسم أراضٍ، وتبادل مصالح، وكانت تلك خيانةٌ من صنف "وجهة النظر". أما اليوم، فغدا الأمر وقاحةً وتبجّحا واستعدادا لتسليم مقاليد الأمة كلها لعدوها، وتبنّي روايته في قيام كيان القتلة في فلسطين، بل إن بعض هؤلاء النجّس ممن رفع عقيرته بنهيق الذل والاستخذاء قد سبق حتى ما ورد فيما تسمى "وثيقة استقلال" كيان العدو الصهيوني التي تعترف بوجود العرب وحقهم في فلسطين، بل إن بعض خطابات الناطقين باسم مؤسسة الخيانة تفوقت على خطاب بن غوريون، وهو يعلن قيام كيان العدو، حيث بدا بن غوريون معتدلا بالنسبة لصهاينة العرب، في مزاعمهم ضد أهل فلسطين، وسلبهم حتى حق التعبير عن وجهة نظرهم.
أصبح هؤلاء الليكوديون الناطقون بالعربية أكثر من الهمّ على القلب، فلا يكاد يمر يوم من دون أن تستمع أو تقرأ لهم ما يعبر عن المدى الذي وصلوا إليه، حتى سبقوا الضابط النمساوي نفسه، إذ هم مستعدون حتى لتمويل عملية خيانتهم، والصرف عليها من حر مال الأمة، لا أن يقبضوا ثمنها.
ومما غاب عن هؤلاء، سواء كانوا من سدنة المؤسسة أو أذنابها ومستخدميها وحشراتها الإلكترونية، أن شعبا واجه المشروع الصهيوني ما يزيد عن المائة عام، ولم يزل يُناجزه بكل ما أوتي من قوةٍ متواضعةٍ، سواء كانت حجارة أو طائرات ورقية أو سكاكين، أو صواريخ "بدائية"، لا يمكن أن ينحني لمؤسسة الخيانة، أو يسلم بخياراتها التافهة، حتى ولو بقي من هذا الشعب طفل رضيع.
لمن لم يخض في حياته نضالا إلا في ميدان زواج المسيار وسياحة المتعة أن يستسلم، ويحاصر شقيقه وشريكه، ويلاحق كل شريفٍ ووطني. ولكن ليس له، ولا لغيره، أن ينافس بلفور (صاحب الوعد الشرير والشهير)، فيعطي من لا يملك لمن لا يستحق. لهؤلاء وأولئك أن يبيعوا شرفهم وكرامتهم. ولكن ليس من حقهم أن يسمّوا أبو ديس بالقدس، ولا أن يغسلوا يدي قاتل من دماء أبناء جلدتهم. ولهم أن يقولوا مع قناتهم عن كيان العدو: "وُلدت إسرائيل، وأصبح الحُلُم حقيقة"، و"جيوش عربية مجاورة غزت المناطق الفلسطينية"، و"بعد أقل من ثلاث سنوات من التحرّر من معسكرات الاعتقال، شعر اليهود بأنهم يتابعون كفاحهم للبقاء". ولهم أن يذهبوا إلى أبعد من هذا، بل لهم أن يتبرّعوا ببيوتهم لليهود، ولهم أن يعيدوهم إلى خيبر إن أرادوا، وفي وسعهم بعد أن "طقّ عرق حيائهم" أن يجمعوا دينين وثلاثة في جزيرة العرب، لكن ليس لهم، ولا لقوة في الكرة الأرضية، ولا في المجرّة كلها، أن تجبرني على التنازل عن بيتي في يافا.
فليسفّ الخونة تراب الربع الخالي، وليشربوا ماء الخليج المالح، لكن ليس لهم، ولا لغيرهم، أن يجبروا طفلا فلسطينيا أن يمنح قاتل أبيه الحق في الحياة.
(العربي الجديد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالسبت 28 يوليو 2018, 9:42 am


لماذا تحارب الحكومة الخفية نظام الخلافة؟
حلمي الأسمر
26 يوليو 2018
 

لا نكاد نرى من حجم الجسم الذي يحكم العالم إلا ما يبدو من جبل الجليد، فثمّة حكومة خفية تحكم العالم، وثمّة حكومات خفية في كل بلد تحكمه وترسم أقداره، وكل من يشذ عن هذا الحكم الخفي أو يقاومه، يتم سحقه بلا رحمة. ثمّة تحالف من قوى جبارة، تجمعها مصالح متآلفة بعضها مع بعض، ترسم سياسات الكرة الأرضية، وتوزّع المهام على حكومات أصغر منها. وفي الأثناء، تنشأ حكومات ظل متماهية مع الحكومة الكبرى، تعمل خارج القوانين الدولية والمحلية، فهي لها قوانينها، وقوتها الضاربة، ومختبر إنتاج مصطلحاتها، ولها أسلحتها الخفية والظاهرة، تحارب أعداءها مرةً بتهمة الإرهاب أو التطرّف، وأخرى بوصف دولة ما بأنها "مارقة"، وتمتلك الحكومة الخفية الكونية آلة إعلام ضخمة، قادرة على قلب الحقائق وإنتاج "حقائق" جديدة، تسوس بها الدول والجماهير، وهي قادرةٌ على الحشد والتعبئة والتنظيم وتسيير الجيوش وشن الحروب، باعتبارها القوة الضاربة لتطبيق القانون الدولي (!) وحماية البشرية، وإعادة الدول والشعوب إلى حظيرة الطاعة! 
تحتاج هذه الصورة الكلية المكثفة تبسيطا وشرحا طويلا، وجلب تطبيقات حدثت على أرض الواقع، لا يتسع لها مقامٌ كهذا. ولكن في الوسع استحضار ما حدث في منطقتنا العربية لتقريب الصورة، بعد أن نعرف أن كيان العدو الصهيوني الغاصب، المقام على أرض فلسطين، هو أحد أكثر تجليات حكومة العالم الخفية ومنجزاتها، حيث يقع هذا الكيان في صلب استراتيجية السيطرة على العالم، وهو على نحو أو آخر شريك رئيس في صناعة الحدث العالمي، وأحد أهم أدوات الحكومة الكونية للسيطرة على الأمتين، العربية والإسلامية، وإبقائها في حالة "سيولة" وميوعة حضارية، تعيش على هامش الحدث، بل يصبح جسدها موضوع الحدث وساحته. ومن أجل هذا الهدف الكبير، كان على "حكماء" حكومة العالم الخفية وكهانها إنجاز عدة مهام،  
"الفساد أحد أهم الأسلحة الفتاكة للسيطرة على الجماهير ومصّ دمها وإبقائها تابعة ذليلة" للوصول إلى هذا الهدف، وفي مقدمة أجندات هؤلاء: القضاء على الخلافة، ثم شيطنتها وإعادة إنتاج المصطلح للتنفير منه وتشويهه، مع أن الاتحاد الأوروبي في كنهه هو دولة خلافة على الطريقة الغربية، كما هي أميركا، دولة خلافة على الطريقة الأميركية، مجموعة كيانات تنضوي تحت حكم مركزي أو شكل ما من الاتحاد، إذ لا يختلف مفهوم دولة الخلافة كثيرا عما هو قائم في أوروبا وأميركا، فلم يصاب بعضهم بمسٍّ من الجنون، حين نتحدث في الشرق عن دولة الخلافة الخاصة بنا؟ أهي حلال عليهم حرام علينا؟ 
ليس الحديث هنا عن المسخ الذي أقامه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وحوّله إلى مفهوم مرتبط بالرعب والإرهاب والجنون والخرافات أيضا، بل عن نظام سياسي استلهمه الغرب. يقول الكاتب حلمي محمد القاعود إن الخلافة، بمنطق التاريخ ومنطق أيامنا، تعني الوحدة تحت راية واحدة تحقق التكامل الاقتصادي والسياسي والعسكري، وقد استطاع الغرب، بعد أن ودع الهمجية بين شعوبه، أن يصل إلى آليات تحقق التفاهم فيما بينها، والسلام بين دولها، والتقدم في المجالات العلمية والصناعية والاجتماعية وحركة التواصل في الموانئ والمطارات والحدود. لقد بدأ الغرب الاستعماري عمله لتحقيق الخلافة الأوروبية، عقب قيام جامعة الدول العربية بنحو عشر سنوات، فحقق الوحدة الاقتصادية عن طريق السوق المشتركة، ووصل، في نهايات القرن العشرين، إلى "الاتحاد الأوروبي" الذي يتكون من جميع الدول الأوروبية تقريباً عدا تركيا وكوسوفو ودول قليلة، وله برلمان موحد ومفوضية أو حكومة موحدة. ويضيف، في مقال له في مجلة المجتمع الكويتية، أن الخلافة الأوروبية حقيقة قائمة اليوم، لا يستنكرها أحد، ولا يهجوها أحد، ولا يدّعي عليها أحد بما ليس فيها، مثلما يفعل خدام الغرب في بلادنا، وأظن أن المسلمين والمصريين، في أغلبهم، يتمنون لو أقيمت خلافة إسلامية راشدة على غرار النمط الأوروبي الراهن، لتحقق التكامل فيما بينهم، وتحميهم". 
وكما هو شأن الأمم الأوروبية، كان شأن الأمة الأميركية، فقد اجتمعت بولاياتها الخمسين على بناء نظام حكم سياسي، أشبه ما يكون بالخلافة، مع فرق في بعض التفاصيل، لكن كنه النظام هو هو، كما في نظام الخلافة الإسلامي! 
لا يُنكر أن الألف وأربعمائة عام التي حكمنا بها نظام الخلافة لم تكن على سوية واحدة، فقد 
"الخلافة الأوروبية حقيقة قائمة اليوم، لا يستنكرها أحد، ولا يهجوها أحد" شابتها سلبيات وإخفاقات كثيرة. ولكن، في الوقت نفسه، لم نكن أمةً على هامش التاريخ، بل كنا صنّاعه وسادته، وسدنته، وقدّمنا للبشرية أفضل ما عندنا، من علوم وآداب وفلسفة وقيم وتنوير، والأهم أننا لم نكن تبعا لأحد، حتى لو ظلم بعضنا بعضنا الآخر، ونكّل به، إلا أننا كنا مهابي الجانب، وحتى تلك الغزوات الشرسة التي تعرّضنا لها من الخارج، كنا نتصدى لها بكل رجولة وببسالة، فدفنا الغزاة في أرضنا، بل امتد نفوذنا إلى أصقاع الأرض، وتركنا في كل مكان وصلنا إليه بصمةً حضارية وأثرا مدنيا فلم نكن غزاةً متوحشين، أو مستعمرين، شأن من ورثونا في قيادة العالم، وحكومته الخفية، ولم نرتكب ما ارتكبوه من مجازر وفظاعات، ولم نفرض على العالم نظاما اقتصاديا وسياسيا ظالما، يكاد يدمر ما بقي من خير على وجه الأرض. 
ولهذا كله، ما أن يذكر لفظ الخلافة حتى يصاب بعضهم بمسٍّ من الجنون، فيبدأ بشيطنتها وإلحاقها بالخرافات، والأوهام. وكيف لا، وهي الكابوس الذي يزورهم في مناماتهم، حتى ونحن الآن نلهث في ذيل القافلة، ما يثبت أن جذوتها لم تزل تشتعل، وإن كانت تحت طبقاتٍ سميكة من الوحل والرماد والتراب. 
ما يجري في بلادنا من أزمات طاحنة، مما يندرج تحت بند "الفساد"، هو أحد تجليات عمل الحكومات الخفية المحلية، المتماهية، بشكل كامل، مع عمل حكومة العالم الخفية، فالفساد أحد أهم الأسلحة الفتاكة للسيطرة على الجماهير ومصّ دمها، وإبقائها تابعة ذليلة، تلهث وراء رغيف الخبز ولا تدركه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالسبت 11 أغسطس 2018, 6:26 pm

[rtl]حلمي الأسمر[/rtl]
[rtl]سكّين لذبح "إسرائيل"[/rtl]
[rtl]التاريخ:11/8/2018 - الوقت: 7:34ص[/rtl]

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%B1

يُقال في الأمثال الشعبية إن "مسبّة الدين لا تكتب"، ما يعني أنك يمكن أن تكون كافرا بالأديان، لعانا شتاما، لكنك لا تكتب شتيمتك للدين، وتحوّلها إلى وثيقة لإدانتك. كتب الدبلوماسي الصهيوني القديم، ألون ليئال، في "تويتر" أن "الأبارتهايد في جنوب أفريقيا سقط ليس بسبب أنه كانت هناك عنصرية، بل لأنها كانت موجودة في قانون". فالكيان الصهيوني كيان عنصري بالممارسة، منذ اليوم الأول لقيامه، لكنه كان يلبس لبوسا ديمقراطيا يجمّل وجهه القبيح، ليأتي قانون القومية ليميط اللثام، ويرمي القناع التجميلي ويدوس عليه.
ما كتب عن هذا القانون، في صحافة اليهود والعرب والعجم عموما، ربما يستعصي على الحصر، لكن أحدا لم يكد يتطرّق إلى الجانب الأكثر أهمية فيه، وهو باعتباره قانون أساس، ينقض القانون الأساس الذي قام بموجبه كيان العدو، وهو قانون ما تسمى " وثيقة الاستقلال"، ما يعني أن قادة الكيان اليوم أعطوا العالم من حيث لم يريدوا السكين الذي يمكن أن يُذبحوا بها، قانون "قومية الدولة" ليس نكبة ثانية للفلسطينيين، بل هو نكبة حقيقية للصهاينة، و"للآباء المؤسسين للدولة"، وهو البداية الفعلية لعملية طويلة، ستنهي الحلم الصهيوني، إن أحسن استخدامها..
"إسرائيل" كيان عنصري بامتياز، يكرّس سيطرة اليهود على كل شيء، ويتنكّر بالأفعال لحقوق الملايين من الفلسطينيين من مواطني "الدولة"، سواء في الأراضي التي احتلت عام 1948 أو 1967، لكن لم يكن هذا الإنكار والتعدّي مدوّنا بقانون أساس، كقانون القومية، كانت كل الممارسات التي تنتهجها سلطات الاحتلال عنصرية تمييزية، هدفها سلب الفلسطيني، أينما كان، حقه في أرضه، وفي تحقيق أبسط أحلامه، لكن هذا السلوك الاحتلالي الإحلالي الاستعماري كان مغلفا بقوانين مغسولة ظاهرا بماء ديمقراطي وإنساني، استنادا إلى "وثيقة الاستقلال" التي نصّت صراحة على أنها: مرتكزة على قيم الحرية والعدل والسلام. تحقق المساواة التامة في الحقوق لجميع مواطنيها من دون تمييز. تضمن حرية المواطنين والأقليات. تحافظ على الأماكن المقدسة لجميع الديانات. ستدار بواسطة مؤسسات منتخبة من المواطنين. تضمن للمواطنين العرب مواطنة كاملة ومتساوية، وعلى أساس تمثيل ملائم.
يقول رجل القانون الصهيوني، إيهود إلياهو، مفسرا سر الفقرة التي تتحدث في الوثيقة عن الحقوق المدنية في "الدولة" الوليدة، أن هذا جاء متساوقا مع الفقرة ج من قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين، وأن بن غوريون فهم ماذا يريد العالم، وعمل حسب ما يتوقعون منه.
ويوضح الكاتب عودة بشارات، في مقال مهم له في صحيفة هآرتس (6/8/2018) بعنوان "مجرمو قانون القومية إلى لاهاي"، هذه المسألة الخطيرة قائلا: تطلب الفقرة ج من الدولتين اللتين ستقومان تبني مبادئ الحرية والمساواة والديمقراطية، وتم التأكيد فيها، ضمن أمور أخرى، على "عدم مصادرة الأراضي" التي تعود إلى عربي في الدولة اليهودية، وتعود إلى يهودي في الدولة العربية، "عدا للأغراض العامة". ويضيف أن قرار الأمم المتحدة ينص على أن "الشروط المشمولة في البيان تعتبر قوانين أساس للدولة... وأي قانون، تعديل أو عمل رسمي لن يكون له قوة سريان أكثر من قوة هذه القوانين". التعليمات التي تظهر في الفقرة "تضمنها الأمم المتحدة، وأي تعديلات لن تجرى عليها بدون موافقة عامة في الأمم المتحدة"، و"كل خلاف يتعلق بتفسير هذا البيان يتم تقديمه بناء على طلب أحد الأطراف إلى محكمة دولية". وقد جاء قانون القومية ليحل محل قانون أساس منعت الأمم المتحدة التلاعب فيه، حسب بشارة الذي يضيف أن من سنوا قانون القومية هم مخالفون للقانون. ليسوا مجرد مخالفين عاديين للقانون، بل هم مجرمون دوليون، يجب تقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي! دولة تراجعت عن إعلان استقلالها الذي يقوم على قرار الأمم المتحدة تقوّض شرعيتها الدولية. ويوجد للعرب والديمقراطيين في إسرائيل حق في التوجه إلى الأمم المتحدة، والمطالبة باتخاذ خطوات ضد "الآباء المنكلين"، ويعني بذلك رموز اليمين الذين يتحكّمون بكل شيء اليوم في كيان العدو.
ليس للعرب اليوم الذين يولولون من قانون القومية الصهيوني أن يكتبوا المعلقات في ذم هذا القانون، وبيان "خطورته" على قضية فلسطين، بل عليهم أن يستخدموا هذه السكين الجيدة التي سنها قادة الصهاينة، لذبح عنصريتهم وانقلابهم، ليس على وثيقة "استقلالهم"، بل على نصوص صريحة للأمم المتحدة، ترسلهم إلى محكمة جرائم الحرب الدولية، ما دام العرب اختاروا أن يواجهوا عدوهم فقط في ساحات القانون الدولي، والأمم المتحدة.
يكفي إدانات وبيانات تشجب قانون القومية الصهيونية، فثمّة نافذة فرص غير مسبوقة، تعطي العرب الحق في إنهاء الحلم الصهيوني المتوحش، وفق وثيقة إعلان استقلال "دولته"، ونصوص قرار تقسيم فلسطين.
طبعا سيقال هنا إن ثمّة من يحمي كيان العدو الصهيوني، ويدافع عنه في ساحات القانون الدولي، وهذا صحيح، فله بكاءون كثيرون، في مقدمتهم الرئيس الأميركي ترامب، وعصبته الحاكمة، لكن هذا لا يمنع من خوض تلك المواجهة، استنادا إلى قيم حقوق الإنسان التي يتغنى بها العالم المنافق، ووفق النصوص التي يقوم عليها النظام الدولي المدوّن.
(العربي الجديد)


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالأحد 21 أكتوبر 2018, 9:43 pm


 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 368


أردنيون يتظاهرون مطالبين بإلغاء معاهدة وادي عربة (18/7/2017/فرانس برس)

أراضي الباقورة والغمر الأردنية في ذمة الغموض

الحكومة ستتخذ القرار المناسب بخصوص أراضي الباقورة والغمر، عبر القنوات الدستورية وفي الوقت المناسب". كان هذا هو رد وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بشأن الإجراء الذي ستتخذه بشأن الأراضي الأردنية، "المؤجرة" للكيان الصهيوني، وفق اتفاقية وادي عربة، عبر تطبيق "بخدمتكم" على الهواتف الذكية، الذي يتيح توجيه الأسئلة إلى الحكومة الأردنية من قبل المواطنين، والوقت "المناسب" هنا مذكور في بند تحت عنوان "متوقع حلها" في التطبيق، وهو 7 /10 /2018، والحقيقة أن شيئا لم يتم ذلك اليوم.
وقد أرسل كاتب هذه السطور سؤالا في هذا الخصوص إلى وزارة الخارجية، ولم يصل الجواب بعد، وكان يفترض أن يصل يوم 10 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والوقت يمضي سريعا. وثمّة توتر ملحوظ لدى الناشطين الأردنيين والقوى الحزبية، والجمهور الأردني عموما، فهم لا يكفون عن الضغط على الحكومة للمسارعة باتخاذ القرار المنتظر، في "الوقت المناسب"، فما الوقت المناسب هذا؟
المهلة القانونية، بحسب اتفاقية وادي عربة، لإشعار الطرف (الإسرائيلي) بعدم رغبة الحكومة الأردنية بتجديد الملحقين (ب) و (ج) من الاتفاقية تنتهي بتاريخ 25/ 10/ 2018، أي أن الوقت المناسب الواقع قبل عام من تاريخ التجديد التلقائي لتلك الملاحق، وهو 26/ 10/ 2019. ولم يعد يفصل عن هذا التاريخ غير أيام معدودة، فما قصة هذه الأراضي؟ وما موقف الحكومة المعلن سابقا بشأنها؟
وفق عدة مصادر، وتصريحات، ومذكرات لنشطاء وسياسيين، وخصوصا آخر عريضة رفعت لرئيس الوزراء الحالي، الدكتور عمر الرزاز، تبدو الصورة على النحو التالي:
- أراضي الباقورة والغمر وأم الرشراش جزء لا يتجزأ من أراضي إمارة شرق الأردن منذ نشوئها سياسيا، ولكن تم احتلالها من المستوطنين الصهاينة، فبيعت ملكية بعض الأراضي في الباقورة لليهود منذ عام 1926، بحسب تصريحات رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي، على الرغم من عدم وجود أي سندات ملكية (قواشين) تؤكد ذلك في دائرة الأراضي والمساحة الأردنية.
أما الغمر، فقد تمدّد إليها المستوطنون وسطوا على الأرض الزراعية والمياه الجوفية، بعد
"ضغوطٌ سياسية واقتصادية هائلة على الأردن، لدفعه إلى التساوق مع ما تخطّط له الإدارة الأميركية" خرقهم حدود هدنة عام 1967، وذلك على امتداد 128 كيلومترا من "الحدود" طولا، وبمساحة كلية تصل إلى 387.4 كلم2، وتم إعطاؤهم تصاريح استثنائية تسمح لهم بزراعة الأرض داخل الحدود الأردنية، بل وحفر آبار فيها لري مزارع على جانبَي ما كان يمثل حدود هدنة عام 1967.
- بحسب الرواية التاريخية، بدأ الاستيطان في الباقورة ببيع الحكومة الأردنية عام 1926 ستة آلاف دونم من أراضي إمارة شرق الأردن، تقع عند التقاء نهري اليرموك والأردن، للصهيوني بنحاس روتنبرغ الذي كانت سلطة الانتداب البريطانية قد "منحته" امتياز شركة توليد كهرباء في تلك المنطقة.
- وعلى الرغم من أن منشآت شركة توليد الكهرباء، بما فيها سكن العمال، لا يلزمها سوى القليل من الدونمات، فقد بيعت لهم آلاف الدونمات، وهو السبب الذي حدا بأبرز الرموز الوطنية آنذاك، النائب شمس الدين سامي، إلى توجيه اتهامات بالفساد المالي والإداري للعمليات التي رافقت هذا البيع، ووصفه بالمشروع الصهيوني، وأكد أن الحكومة لم تكن مضطرّة لتنفيذه.
- قاطع الشعبُ الأردني آنذاك المشروع، حتى اشترى مولدات خاصة. ثم وبحسب مؤرّخين، تحول المشروع إلى قلعة حربية لجيش الاحتلال في حرب 1948، لم يوقفها عن العمل إلّا قصف الجيش العراقي لها.
- في 1950، احتل جيش الاحتلال الصهيوني منطقة الباقورة التي كان روتنبرغ قد باع بعض أراضيها ليهود آخرين. وحينها جرى احتلال 1390 دونماً من أرض المملكة الأردنية الهاشمية، وأعلنت "إسرائيل" أن 830 دونما منها هي أملاك خاصة لإسرائيليين.
- زعمت الحكومة الأردنية، عند توقيع اتفاقية السلام عام 1994، أن الأمر "تأجير" لهذه الأراضي، على الرغم من عدم ذكر التأجير في نص الاتفاقية أو ملاحقها، وعدم وجود أجرة تتقاضاها الحكومة، بل إن نص الاتفاقية يشير إلى حقوق انتفاع من دون تحديد ماهيتها أو طبيعتها. وعلى الرغم من انتهاك السيادة عبر نصوص تلك الاتفاقية، وحرمان الأردنيين من بسط سلطة القانون الأردني والقضاء الأردني وأجهزة الأمن الأردنية عليها، بما في ذلك فرض رسوم جمركية وضرائب وتأشيرات مرور، فضلا عن الالتزام بتأمين مرور مفتوح من دون عوائق لأولئك الصهاينة وضيوفهم وعمالهم، بحماية السلطات الأردنية، إلا أن الحكومة آنذاك أعلنت وأكدت أنها حرّرت كامل الأراضي الأردنية.
- الملحقان 1/ ب و 1/ ج من اتفاقية وادي عربة متطابقان تقريبا، من حيث أحكامهما، باستثناء أنه في حالة الباقورة يشار إلى المستوطنين فيها بأنهم "المتصرّفون في الأرض"، لهم "فيها حقوق ملكية أراضٍ خاصة ومصالح مملوكة إسرائيلية"، وفي حالة الغمر يشار إليهم بـ "مستعملي الأرض".
- حرم الأردن، بموجب أحكام المواد 4/ ب و 4/ ج و 2/ هـ في الملحقين 1/ ب و1/ج من تطبيق قوانينه الجنائية على الأنشطة المحصورة بأشخاصٍ من التابعية الإسرائيلية في كل
"حرمان الأردن من فرض أي رسوم جمركية أو ضرائب" من الباقورة والغمر، في حين أن القوانين الإسرائيلية التي تنطبق على إسرائيليين خارج الحدود الإسرائيلية يمكن أن تطبق على الإسرائيليين وأنشطتهم داخل المنطقتين، ولإسرائيل حق اتخاذ إجراءاتٍ في المنطقتين لتنفيذ تلك القوانين، وحق الولوج بشرطتها بلباسهم الرسمي ضمن الحد الأدنى من الشكليات، للتحقيق في أي انتهاكات أو مخالفات أو جرائم أو حوادث تقع هناك.
- كما حرم الأردن من فرض أي رسوم جمركية أو ضرائب على الأنشطة والشخوص الطبيعيين والمعنويين في تلك الأراضي، ناهيك بأي رسوم وضرائب "تمييزية"، في وقت تفرض حكومة الاحتلال على البضائع الأردنية رسوما جمركية مرتفعة تحرم السوق الفلسطيني من إمكانية استيراد تلك البضائع، وتدفعه باتجاه السوق الإسرائيلي والبضائع الإسرائيلية دونما أي اعتبار لأي اتفاقية.
- حرم الأردن أيضا بموجب أحكام المادة 2/ أ من الملحق 1/ ب والمادة 2/ أ من الملحق 1/ ج من استيفاء أي رسوم مرور، وتعهد بمنح حرية غير مقيدة للمتصرفين بالأرض وضيوفهم ومستخدميهم، ومستعملي الأرض وضيوفهم ومستخدميهم بالدخول إليها والخروج منها واستعمالها والحركة ضمن حدودها، وأن يسمح للمتصرفين بالأرض بالتخلي بحريةٍ عن حقوقهم بالتصرف بالأرض.
- حُرم الأردن بموجب أحكام المادة 2/ ب في الملحق 1/ ب والملحق 1/ ج من تطبيق تشريعاته الجمركية، وتلك المتعلقة بالهجرة على المتصرفين بالأرض وضيوفهم ومستخدميهم ومستعملي الأرض وضيوفهم ومستخدميهم.
- حُرم الأردن من حقه في الاعتراض على من تنتقل إليه ملكية الأراضي في الباقورة وحق الانتفاع بالأراضي في الغمر من الإسرائيليين، وسُمح له بالاعتراض فقط في حال انتقلت الملكية أو حق الانتفاع لغير الإسرائيليين.
- وفي الملحق رقم 2 المتعلق بالمياه، وكما ورد في المادة 4 من الباب المعنون: "المياه الواقعة في وادي عربة"، فإن الآبار التي حفرتها إسرائيل واستعملتها في الجانب الأردني ستستمر في استعمالها مع الأنظمة المرافقة لها بالكميات والنوعية الموضحة في الذيل، وأي بئر قد تفشل، سيتم اعتبارها قد رخصت بموجب القانون الأردني، وسيتم استبدالها بغيرها، وسيتم ربط البئر الجديدة بأنظمة المياه والكهرباء الإسرائيلية. كما يحق لإسرائيل زيادة طاقة الضخ من الآبار الأردنية وأنظمتها بما سقفه عشرة ملايين متر مكعب سنويا، زيادة على الإنتاج المشار إليه في الفقرة الأولى غير الواردة في الاتفاقية، لأن الذيل لم يرفق ولم ينشر. كما وأن تشغيل وصيانة هذه الآبار وأنظمتها سيكونان من مسؤولية الأردن، وسيتم التعاقد بشأنهما على نفقة إسرائيل، ومع سلطات أو شركات تختارها إسرائيل.
- علاوة على ذلك كله، يتعهد الأردن بحماية أولئك المتصرّفين بالأراضي والمنتفعين بها وضيوفهم ومستخدميهم، ومنع إيذائهم أو حتى مضايقتهم، وفق أحكام المادة 2/ د في كل من الملحقين 1/ب و 1/ ج.
هذه هي الصورة الكلية لوضعية أراضي الباقورة والغمر، أما الأراضي الأردنية في أم الرشراش، المسماة "إيلات"، فإن بعض مُلّاكها من الأردنيين في مدينة العقبة من عائلات معروفة، كعائلة البسيوني وعائلة أبو العز وعائلات أخرى كثيرة، لم يكفوا عن المطالبة بها والقيام بوقفات شعبية في العقبة ونشرها في الصحف، ومخاطبة الديوان الملكي، ورئاسة الوزراء، ووزير المالية، ودائرة الأراضي، وهم يملكون الوثائق ودلائل عديدة على ملكيتها، ولديهم مخاطبات مصورة، ومنها طلب مدير ناحية العقبة من مخفر شرطة أم الرشراش، أو المرشرش، جلب مطلوبين له والمؤرخة بـ 19/ 10/ 1944.
ومن المعروف أن رئيس الحكومة الأردنية السابق هاني الملقي، ووزير الخارجية أيمن
"حُرم الأردن من حقه في الاعتراض على من تنتقل إليه ملكية الأراضي في الباقورة وحق الانتفاع بالأراضي في الغمر من الإسرائيليين" الصفدي، واصلا سياسة حجب المعلومات في هذه القضية الخطيرة، وعدم اطلاع مجلس الأمة وعموم الشعب عليها. كما وعد الملقي قبل إقالته من رئاسة الحكومة الشعب الأردني باستعادة أراضي الباقورة والغمر، ومخاطبة حكومة الاحتلال بعدم رغبة الحكومة الأردنية بالتجديد، أما الصفدي فقد وعد البرلمان هو الآخر بـ "دراسة الأمر"، واتخاذ القرار الذي يعبر عن المصلحة الوطنية، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، مع أن الوقت يمر بسرعة والمهلة أوشكت على النفاد.
أما رئيس الوزراء الأردني الحالي عمر الرزاز، فقال بعيد تكليفه برئاسة الحكومة، إن قرار تجديد مدة استعمال أراضي الباقورة والغمر من عدمه من دولة الاحتلال قرار أردني. وأضاف في رده على كلمات مجلس النواب تحت القبة إبّان جلسة التصويت على الثقة بالحكومة: "أؤكد أن قرار تجديد مدة استعمال أراضي الباقورة والغمر، من عدمه هو قرار أردني خالص، وسنتخذ القرار عبر قنوات اتخاذ القرار الأردنية الدستورية، وبحسب المصلحة الأردنية". ولا أحد في الأردن يمكنه اليوم أن يجزم أين تتجه "المصلحة الأردنية" في هذا الشأن. وثمة اعتقاد راسخ بأن أي قرار بشأن معاهدة وادي عربة وملاحقها منوط بصاحب القرار الأعلى في الدولة، وهو مصنفٌ تحت بند سياسات الدولة العليا. ومن المشكوك فيه حتى الآن أن يُستجاب للمطالبات الشعبية بعدم تجديد "تأجير" تلك الأراضي للعدو الصهيوني، لاعتباراتٍ كثيرة، أهمها الضغوط السياسية والاقتصادية الهائلة على الأردن، لدفعه إلى التساوق مع ما تخطط له الإدارة الأميركية، لمستقبل المنطقة العربية، عبر ما اصطلح على تسميتها "صفقة القرن".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالسبت 09 فبراير 2019, 10:20 am

حلمي الأسمر
النصف الثالث الممتلئ من الكأس

(1)

مائة عام من القهر والتخلف والسير في ذيل القافلة تكفي، منذ أن "ثار" العرب على أنفسهم، مستعينين بالقوى التي استعمرتهم في ما بعد على أبناء دينهم وحضارتهم وتاريخهم، أملا في تحقيق حلم الدولة العربية الواحدة، وهم في تيهٍ أين منه تيه بني إسرائيل، وتكفي نظرةٌ بانوراميةٌ لأوضاع الأمة لأخذ صورةٍ تبدو في غاية القتامة والكآبة. ومع هذا، للكأس الذي يبدو فارغا بنصفيه نصف ثالث، يمتلئ بأمل كثير، يمكن أن يراه من لديه القدرة على الرؤية "الماورائية". وهذا ليس مجرد حدس غيبي فقط، بل يتكئ على غير معطىً واقعي، أقله حالة الوعي غير المسبوقة التي تجتاح جيل الشباب العربي، المعوّل عليه في التغيير، نتيجة الانفجار المعرفي التي وفرته وسائل التواصل، والإعلام الشعبي، فضلا عن تمرّد هذا الجيل على شرنقة الخوف التي صنعتها أجهزة القمع والاستبداد في أنظمة العرب، ناهيك عن البذرة المباركة التي زرعتها ثورات الربيع العربي، ولم تزل تتحرّك بحريةٍ في أحشاء العقل الجمعي العربي الذي ذاق حلاوة الحرية، ولو فترة وجيزة، ومن ذاق عرف، ومن عرف غرف!

وإلى هذا وذاك، فأنظمة الاستبداد التي تربض على صدور العرب لم تتعظ بعد من عواقب القهر والجوع، فهي تُمعن في حك جروح الضمير الجمعي العام، وتُسرف في نهب خيرات الأمة، وتجويع شعوبها، فلا هي أطعمتها من جوع، ولا آمنتها من خوف، ما يهيئ الجو للتمرّد عليها، وركلها، وهذا كله وغيره من متغيرات دولية وإقليمية تصنع الفرص لوضع حدٍّ لنهاية مئوية التيه، والاستقلالات الوطنية الكاذبة.

(2)

عقدة العقد في بلادنا العربية: كيان العدو، فهو المكلف دوليا بإدامة حالة السيولة القومية والوطنية، وهدر الكرامة، فقد أنشئ ليبقى خنجرا في خاصرة الأمة، كي تظل تنزف باستمرار، وقد تكالب وكلاء هذا الكيان المحليون، برخصٍ غير مسبوق، وبإشهارٍ يخلو من أي حساب أو حياء، على مده بأسباب الحياة، فأصبح "التنسيق الأمني" السرّي في ما مضى علنيا، وصارت مهمتهم الأساسية حقنه بمغذيات، من دم شعوبهم، كي يستمر في علوه، ولا أجد وصفا جارحا أكثر وخادشا للروح على نحو مؤلم مما خطه قلم الكاتب الصهيوني يوئيل ماركوس في صحيفة هآرتس العبرية: "الطفل البلجيكي المصنوع من البرونز يبول في حوض النافورة في بروكسل. أما زعيمنا من لحم ودم، فيفعل هذه الفعلة علينا". المبكي في المشهد أن "زعيمهم" يفعلها عليهم، وهم يفعلونها علينا، بل على العالم كله.

وفي هذه الصورة المخزية تحديدا، يكمن سر النصف الثالث من الكأس، فعلى الرغم مما يبدو عليه كيانهم من علو وغلو في "العظمة"، فهو في أشد حالاته ضعفا، بل لم يسبق لهذا الكيان أن كان بمثل هذه الهشاشة الداخلية طوال سني عمره التي نافت على السبعين. وفي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر فلسطينيي الشتات في بيروت قبل أيام، قال الأمين العام للمؤتمر، منير شفيق، إنّه "على الرغم من كلّ ما يُقال حول الوضع السلبي الذي يُخيم على الواقع الفلسطيني، إلّا أنّني مصرٌّ على أنّ هذا الوضع هو الأفضل منذ النكبة عام 1948، إذ إنّ الاحتلال يعاني من أزماتٍ داخلية وأخرى خارجية مع الرأي العام العالمي، حيث أصبح الأخير أكثر تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني بفعل الانتهاكات الإسرائيلية بحقه"، ومع استمرار مسيرات العودة في قطاع غزة على الحدود مع الداخل المحتل، أشار شفيق إلى أنّ غزة تُشكّل اليوم وحدةً وطنيةً ونقطة قوة لم يشهدها التاريخ الفلسطيني، إضافةً إلى القوة التي تشهدها الضفة الغربية المحفَّزة للثورة، على الرغم من التنسيق الأمني المنتشر فيها، وثمّة عشرات بل مئات الشواهد على الأزمة الوجودية التي يمر بها هذا الكيان الذي ظل عقودا يقتات من ضعفنا، وفي اللحظة التي "تعتدل" فيها الصورة في بلادنا العربية، لن يصمد هذا الكيان طويلا.

يقول الوزير الصهيوني السابق يوسي بيلين: فضلت إسرائيل التعامل مع الطغاة العرب لأنهم "براغماتيون يكتفون بدفع ضريبة كلامية في دعم الفلسطينيين. ونحن نرى في دمقرطة العالم العربي خطرا، لأنها تضمن رفع مكانة الرأي العام المعادي لنا".

(3)

ونختم بالذي هو خير...

فقد غرّد أحدهم ذات ربيع قائلا: "أمطري أيتها الثورات حيث شئت، فإن خراجك راجع إلى فلسطين"، وما الربيع الموعود عنا ببعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 22 فبراير 2019, 8:01 pm

[rtl]هل ماتت قضية فلسطين..؟[/rtl]
[rtl]التاريخ:21/2/2019 - الوقت: 8:08ص[/rtl]

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%B1
(1)
بتبجّحٍ مستفز، يعلن صهيوني، أترفع عن ذكر اسمه هنا، موت قضية فلسطين "رسميا"، وهو منتشٍ بأخبار مؤتمر وارسو أخيرا، باعتباره حدثا "فريدا" دشّن حقبة جديدة في تاريخ العلاقة العربية مع كيان العدو الغاصب في فلسطين.
وبقدر ما يقهرك هذا الإعلان الغبي، تشعر أن الأمر برمته، فعلا، ينطوي على حقبةٍ جديةٍ في تاريخنا المعاصر. ولكن ليس بالمعنى الذي رمى إليه الصهيوني الوقح. بل بمعنى آخر بعيد تماما، وفي اتجاهٍ مغايرٍ لما قصده، فقضية فلسطين لم تكن حية أصلا قبل مؤتمر وارسو حتى يعلن موتها، بل يمكن أن يُقرأ الحدث على نحوٍ مختلف كليا، باعتباره موعد مولد جديد لقضيةٍ كان النظام العربي الرسمي يختطفها بوصفها، كذبا وبهتانا، قضيته "القومية" الأولى، وهي في الحقيقة كانت كذبته الكبرى، وذريعته البشعة لسلب الشعوب العربية كل ما هو جميل في حياة الناس، وفي كل المناحي، فباسم فلسطين وقضيتها، وبحجّة التعبئة والحشد لتحريرها، سلب القوم خيرات البلاد، وحرياتهم، ورفاهيتهم، وحقهم في الحرية، وتنظيم الجمعيات والأحزاب، والحياة الديمقراطية، وبناء اقتصاد خالٍ من الفساد. وتحت شعارات التحرير و"رمي العدو في البحر" ربض العسكر على قلوب الناس، وحكمت البساطير مصائرهم، وتسيّد الحكم العرفي، وأحكام الطوارئ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة (!)، والمعركة كانت في مكان آخر، وترتدي لبوسا مختلفا، لا علاقة له بالمعارك التي نعرفها، فأي معركةٍ تلك التي تنتج نكبةً، فنكسةً، وانتصاراتٍ وهميةً، وحروبا كل نتيجتها كانت تمدّد العدو، واحتلاله مزيدا من الأراضي، وتعاظم نفوذه في البلاد، ومدّه بمزيد من "المنعة" والقوة، فوق الأرض وتحتها، وعبر "تنسيقٍ أمني" ظاهر وباطن، وتحالفاتٍ استراتيجيةٍ مشبوهة، ولقاءاتٍ "على مستوى القمة!" ومؤتمراتٍ تحت الطاولة، ومعاهداتٍ رسمية ووهمية، سرّية وعلنية؟
نعم، كان ثمّة معركة صامتة، تجري بعيدا عن الأعين، فيما المعركة التي ملأت الأفق جعجعةً، تسلم العدو مزيدا من الأراضي، وتمهّد له لـ "احتلالاتٍ" جديدة. أما المعركة الصامتة الهادرة السرية الحقيقية فكانت في مكانٍ آخر، معركة تدار باقتدار غير مسبوق، لتكبير العدو وتقويته، وسحب دم الشعوب وضخّها في جسده. كان ثمّة معركتان إذاً في المشهد العربي الرسمي، معركة لتحرير فلسطين، وهي كاذبة خاطئة، ومعركة أخرى حقيقية لقتلها و"شيطنة" أبنائها وبناء "إسرائيل" بكامل عظمتها، ومدّها بأسباب الحياة القوة.
(2)
قضية فلسطين، بهذا المعنى، لم تمت، بل ربما تكون ولدت من جديد، بعد أن تخلّى عنها "رسميا" من كان يخطفها، لقتلها، وسلبها شرفها. فلسطين ولدت بعد "وارسو"، وما قبله من حفلات وزفات التطبيع والاستخذاء، والستربتيز السياسي، بعد أن أعلن عربٌ رسميا أنهم، نحو قرن، كانوا مجرّد سماسرة، ووسطاء لبيع دم شعوبهم وثروات بلادهم للصهيونية العالمية ومن يدعمها، ويرعاها. فلسطين، بهذا المعنى الجديد، تولد من جديد، وقد عرفت العدو من الصديق، وتخلّصت من سنوات طويلة من الخديعة والكذب والتدليس، فالأبطال القوميون لم يكونوا غير جواسيس، والفرسان التي كانت الإذاعات تصدح ببطولاتهم، لم يكونوا غير شخصياتٍ مستنسخةٍ من كعب بن أبيّ وعبد الله بن سلول، كانوا يهودا أكثر من اليهود، أضاعوا عقودا من السنين عاشت الشعوب المسكينة أسيرة إعلامهم المجعجع، اليوم، حصحص الحق، وذاب الثلج، وظهر المرج، بكامل بشاعته، فتهنأ فلسطين، وأهلها ومحبوها في مشارق الأرض ومغاربها، بعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
(3)
على الرغم من قتامة هذا المشهد المأساوي، وضياع حقبٍ من عمر هذه الأمة، وآلاف مؤلفة من الشهداء، وهدر دماء زكية لا تقدّر بثمن، فثمّة ما يبشر بخير عميم، ويكفي أن ترى ذلك الطفل المغاربي الذي انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يعدّد عواصم دول العالم، مستنكرا وجود شيء اسمه "إسرائيل"، وبالتالي وجود عاصمة لها، حتى تُمسك بزمام الأمل، وتشدّه لصدرك بحب، فلئن خان الرسميون، وفرّطوا، فإن الشعوب لم تزل قابضةً على جمر الحقيقة. وحتى أولئك المرتزقة من نخب الأنظمة التي تملأ أفوههم أموال السحت، من المطبّلين المزمرين للتطبيع والاستسلام، لم يعد لهم مكانٌ في الوجدان الجمعي العربي، فغدوا أضحوكةً ممجوجةً، لا يصدّقهم أحد، ومن يتصفّح ما يكتبه الناس في منصّات الإعلام الشعبي، يدرك أن النار تشتعل تحت الرماد، والجمر يتّقد انتظارا لريحٍ خفيفة، تظهر حقيقة هذه الأمة، التي لم ولن يغادرها الخير، حتى في أشد حقب التاريخ حلكة.

بقيت كلمة.. المقاومة هي المشعل الوحيد الذي لم يزل ينير العتم. المقاومة لم ولن تكون إرهابا، مهما حاولوا شيطنتها. هي الدليل الأكبر على أن هذه الأمة لم تمت، فهي حية في قلوب الملايين، دعمتها إيران أم لم تدعمها. والمقاومة هنا ليست فقط الفصائل التي ترفض وضع السلاح والسير في زفة الاستسلام، بل هي أيضا تلك الروح التي لم تزل تشتعل في قلوب الملايين من محبّي فلسطين بعامة، من المنتشرين في أنحاء الأرض، وفي قلوب المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بخاصة، هؤلاء الذين يحرسون شرف الأمة وقبلتها الأولى، ويذودون عن شعلة الأمل كي تبقى مضيئة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 31 مايو 2019, 10:22 pm

حلمي الأسمر
التنقيب عن الأمل

المعادن الثمينة ليست موجودة بكثرة على سطح الكرة، ربما تحتاج إلى غربلة مائة طن من التراب لتستخلص غرامات من الذهب. الأمر يستحق التعب بالتأكيد، لأن تلك المعادن الثمينة لا يمكن "صناعتها"، والطريقة الوحيدة للحصول عليها هي التنقيب عنها، وكم حلم الكيميائيون والسحرة والمشعوذون بتحوّل معادن رخيصة إلى أخرى ثمينة، إلا أن أحلامهم دفنت تحت حقيقة واحدة: إذا أردت الحصول على الذهب نقّب عنه.

الأمل كالذهب اليوم، وكبقية المعادن الثمينة، هو في حالة ندرة، ولا بد لك من التنقيب عنه، ربما وسط أطنانٍ من النفايات، تقذف بها كل لحظةٍ منصات الإعلاميْن، التقليدي والحديث، ولعل أسوأها ما يتعلق بالقِبلتين اللتين توجه ويتوجه إليهما ملايين البشر، تضرّعا ودعاءً وصلاةً، وكلتا القبلتين تعيشان محنةً من نوعٍ ما. الأولى تحت احتلالٍ صريحٍ لا لبس فيه. والثانية تقع تحت براثن من يصدّون عن ذكر الله، ويحاربون عباده، فكلتاهما وقعتا تحت حكمٍ من لا يرحم، أقولها بملء الفم. ولهذا وجدت ذلك الجسر الهجين الذي بدأ يمتد من الأقصى المحتل وصولا إلى الحرم المكّي، جسر من الحب والعشق المحرّم، وإلا كيف لي، أنا المواطن العربي المسلم الذي تربيت على وجود تناقضٍ لا سبيل لمحوه بين "إسرائيل" و"السعودية" وقد تحوّل إلى تفاهماتٍ ولقاءاتٍ حميمة محمومة، كيف لي أن أفهم وأتفهم حملة سلطات آل سعود المسعورة على كل من يتخذ موقفا مقاوما، أو رافضا لعسف وظلم النظام أو العدو الصهيوني، أو يتعاطف مع فلسطين وأهلها؟ كيف لي أن أتعايش مع أخبارٍ عن اعتقالاتٍ غير مسبوقةٍ في صفوف فلسطينيين وأردنيين ومصريين، وجنسياتٍ أخرى كثيرة، منها مواطنون محليون، كل ذنبهم أنهم يرفضون أن يتحوّلوا أذنابا أو مخلوقات بذنب، وأصرّوا على أن يمارسوا إنسانيتهم بكل كبرياء وشموخ؟ كيف أفهم ألا يستحي مشايخ وقادة وزعماء من التمسّح بالعدو الأبدي للأمة، بل التنسيق معه لمطاردة الأحرار، وملاحقة كل جذوة أملٍ، ولو كانت في أقاصي الأرض، خوفا من امتداد نورها للمتعبين؟

كل ما تقدّم لا يشكل غير نوعٍ واحدٍ من "النفايات" إياها، وإن كان هو الأشد نتانةً، ورائحته تخنق الروح، لا تزكم الأنوف فقط، فما بالك مع وجود تلك الوفرة في إنتاج تلك النفايات، وقذفها في وجوه الخلق صباح مساء، وليست مزبلة "صفقة القرن" وعمال المقاولة فيها، الرئيسيون والهامشيون، المعلنون والمخفيون، إلا نموذج مصغر لوحدات إنتاج تلك النفايات.

(2)

لعل من المفارقات الجارحة في رحلة التنقيب عن الأمل أنك تبحث عن هذا الشيء الثمين في

الجانب الآخر، بالضبط كما تراهن على "وطنية" الصهاينة لدفن مشاريع تصفية آخر ما بقي من فلسطين. أنت تفرح كثيرا حين ترقب تلك "الوطنية" الشوفينية، وهي تتعاظم على نحو جنوني. بالضبط كما يفعل سائق شاحنةٍ بلا فرامل، يُمعن في السرعة وهو يعرف أنه سيصل عما قليل (أو بعيد!) إلى حافّة جرفٍ مخيف. ومع هذا يزيد سرعته. "إسرائيل" بهذا المعنى تنتحر، وهي في أوج قوتها. "عقلاء" يهود قليلون ينتبهون لهذه العملية الخطيرة، وهم بالكاد يفصحون عنها، وحين يفعلون، يتهمون باليسارية، وهي تهمةٌ أضحت من أبشع التهم، بل ارتبطت بالتشكيك بيهودية كل يساري، وهو بهذا المعنى "مندسّ" على اليهود، ويشكك في أصله. وربما هذا ما دفع الكاتب اليهودي اليساري، جدعون ليفي، إلى إجراء عملية فحص "دي إن إيه" لمعرفة أصله فعلا، وهل هو غير يهودي كما يقولون، ليكتشف أنه يهودي أشكنازي "أصلي" أبا عن جد!

المشروع الصهيوني اليوم في أوج عظمته، ولا يكاد ينازعه قريب ولا بعيد، ومن كان يقوم بدور الجاسوس والخادم الوفي له سرا لم يعد يجد حرجا في إعلان نذالته والتباهي بها. ومع هذه العظمة، والأبهة، والعلو الكبير. تنقب عن أملٍ ما، تستأنس به، فتجده في بضعة سطور، أفلتت من كاتب صهيوني، تختصر عليك الكثير من التنقيب: "ليس في البلاد في العقد الأخير ذخر مطلوب أكثر من جواز السفر الأجنبي. كثيرون جدا هم المواطنون، من أشكناز وشرقيين، يمينيين ويساريين، ممن يحوزون جوازات سفر أجنبية، والسباق مستمر. ولهذه الظاهرة أسبابٌ معلنة، ويجري فيها الحديث: من تقصير الطوابير في المطارات، عبر التعليم المجاني للأطفال وحتى اعتبارات الضرائب. وسبب واحد خفي: اندثار الأمل. فالناس لا يؤمنون بأن إسرائيل ثنائية العرق وثنائية القومية، الأصولية، الشرعية، ذات سلم الأولويات السياسي الفاسد، ستنجح في البقاء عقودا كثيرة أخرى. وحتى أولئك الذين يصوّتون بشكل عادي للحزب الحاكم يخشون من أن يكذب حلم إسرائيل، وأن يهودا لن تبقى أبدا والقدس ليست من جيل إلى جيل". هكذا يصف أمنون أبرموفيتش "اندثار الأمل" في مقال افتتاحي في "يديعوت أحرونوت" (14/5/2019).

ومع اندثار أملهم، هم، نستمر نحن في رحلة البحث عن بارقة "أمل" مع كل اندثار، في الجانب الآخر، وهو ما يفعله عادة السجناء والعاطلون عن العمل، حين يربّون الأمل، كما يقول محمود درويش: هنا، عند مُنْحَدَراتِ التلالِ، أمام الغروبِ وفُوَّهَة الوقت، قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِّ، نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ: نُرَبِّي الأمَلْ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 14 يونيو 2019, 6:13 am

أسوار برلين العربية

قبل أيام، تحدّثت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لخريجي جامعة هارفارد. قالت، في البداية، إن خطابها لن يكون سياسيا تقليديا، بل عن حياتها الخاصة، كثفتها في ستة دروس، استخلصتها من تجارب الحياة.. ما هي، ولماذا تخصص هذه المقالة لها؟

استغرق حديث ميركل 35 دقيقة من المتعة والإفادة، في الاحتفال السنوي لخريجي الجامعة، وسط حضور من الطلاب والأساتذة وأولياء الأمور ورموز فكرية وعلمية من شتى أنحاء العالم. أكثر ما استوقفني، في كلمة ميركل، الدرس الأول بشكل خاص، والذي شعرت لوهلة بأنه موجه لنا، نحن العرب والمسلمين، الذين نعيش، ربما، أسوأ حقبة في تاريخنا المعاصر، وتملأ الكثير منا بما يشبه اليأس من أي تغيير، حيث تنهار الأمة أو تكاد، على أعتاب المشروع الصهيوني العربي. قالت ميركل، في درسها الأول، إن التغيير قادم ولا شيء مستحيل. سأحدثكم اليوم ببعض ما استخلصته من تجارب حياتي، طفلة وعالمة فيزياء وسياسية. وراحت ميركل البالغة 65 عاما تتحدث عن بلدها، حينما كان يُحكم بالديكتاتورية والحزب الواحد والرأي الواحد، (ما أشبه ما تصفه بما يحدث في بلاد العرب!) وعن العالم آنذاك الذي كان يعيش انقساما بين الشرق والغرب، والحروب التي اندلعت، وكان من نصيب أوروبا منها كثيرٌ من القتل والخراب والدمار، (الآن الحروب في بلادنا وفي بيوتنا!)، وعن سور برلين الذي قسَّم بلدها، وفرَّق بين أبناء العائلة الواحدة، وعن كل من كان يحاول عبوره أو تسلقه، وكيف كان مصيره القتل رميا بالرصاص، حتى ظن جيلها أن من المستحيل لهذا العالم البشع، ولهذا النظام الديكتاتوري، أن ينتهيا، لكن حدثت المعجزة وانتفض الشعب، وهدم السور، وتوحدت ألمانيا، (كم من أسوار تفصل الأسرة العربية الواحدة بعضها عن البعض الآخر؟ بل كم هي الأسوار العربية التي تحول دون زيارة فرد من أفراد الأسرة أمه وأطفاله؟ ألا تتحدث ميركل عن واقع العرب اليوم؟). لهذا فإن أول درس أشاركه معكم اليوم، والكلام لميركل، هو أن لا شيء مستحيل، وأنه سيأتي يوم يتغير ما كنتم تظنون أنه حائط صدّ لا ينفذ منه الضوء، فتمسّكوا بالأمل!

انتهى الدرس الأول، وهو اليوم ما يشغل صغيرنا قبل كبيرنا، في ديار العروبة والإسلام، فلم يكن أحدُنا ليتخيل أن العمر سيمتد به، ليرى زعامات وقامات عربية، وشعوبا بأكملها، تقيم جدرانا بينها وبين أنفسها، وهي تنسلخ عن جسد الأمة، وتتماهى مع مشروع الصهاينة المحتلين، وتُمعن في خدمة هذا المشروع، فتصبح المقاومة المقدسة للمحتل إرهابا، وتصبح الجماعات الإسلامية النظيفة الشريفة "تنظيماتٍ إرهابية"، ويصبح "أمن الدولة" مرتبطا بملاحقة أبناء الدولة من الأشراف والطيبين، وتصبح محبة فلسطين والإسلام والعرب تهمةً تورد صاحبها موارد الهلاك والسجون، وربما الإعدام.

ما فعله من بنى سور برلين ليتصاغر كثيرا أمام من يبنون أسوارا داخل البيت الواحد، والدولة الواحدة، والمدينة الواحدة، بأفكارٍ ومشروعاتٍ هي صهيونية المنشأ والتخطيط وربما التنفيذ. ومع قتامة الصورة التي تحدثت عنها المستشارة الألمانية، كان ثمّة أمل، حيث انتهى الكابوس بانهيار السور، وتوحد الأمة الألمانية، وهو درسٌ بليغٌ على دعاة اليأس في دنيا العرب أن يعوه جيدا، فالتغيير قادم، كما قالت، وهو سنة الحياة.

الدرس الثاني الذي مس شغاف قلبي حديث ميركل عن أوروبا، وتمزّقها والحروب التي طحنتها، وانتهت بأوروبا متحدّة، ومتحابّة، تعيش رفاهيةً يضرب بها المثل. اقرأوا وصف ميركل حال أوروبا، وكيف تغير، وكأنها تتحدّث عن حالنا اليوم، قبل التغيير. تقول إنه بالديمقراطية والسلام تتحقق الحرية، ويعم الرخاء، إن أوروبا التي ترونها اليوم في رفاهية وتقدّم كانت قد شهدت قرونا طويلةً من التخلف والحروب والصراعات السياسية والدينية والحكم المطلق والاستبداد الديني والسياسي. وإنني (والحديث لميركل) قد عشت زمانا كانت بلادي ألمانيا إبّان الحكم الديكتاتوري تنخرط في حروبٍ تترك وراءها مئات آلاف من القتلى في الشوارع وملايين المشردين والجياع، (هذا حالنا اليوم، من العرق إلى ليبيا إلى اليمن، إلى مصر، فالسودان، والجزائر، وفلسطين، والحبل على الجرار). ولكن هذا كله انتهى بفضل قيمتين، أود أن أتشاركهما معكم اليوم، إنهما: الديمقراطية والسلام، فبهما استطعنا أن نبني أوروبا، ونحقق لشعوبنا التقدم والرخاء والحرية والكرامة. الاتحاد يحول دون العودة إلى أزمنة الصراعات والحروب.

الدرس الأخير هو درس الوحدة؛ انظروا إلى أوروبا، تقول ميركل، كيف كان حالها حينما كانت كل دولة تعمل بمفردها؛ كيف كان يسود فيها الصراع، وتندلع الحروب، ثم كيف أصبحت، حينما اتحدت، وأصبحنا نعمل معنا، فالدرس أن الاتحاد، على الرغم من كل ما يقال حاليا عن مشكلاته، أفضل من عدم الاتحاد؛ أفضل من العمل المنفرد، ومن انعزال كل دولة وانكفائها على نفسها، فنعود نعاني ما تجرّعنا مرارته، حتى عهد قريب.

دروس ميركل هذه حريةٌ بأن نقرأها مرارا وتكرارا، وسط هذا المشهد المريع لبلادنا، فلا شيء يدوم، والتغيير قادم. وعلينا أن نتسلح بالأمل والعمل، وأمامنا تجاربُ واقعيةٌ للأمم التي حولنا، كيف كانت وكيف صارت، حتى أميركا التي تحكم وتتحكم بالعالم اليوم، عاشت حقبة من الحروب الأهلية التي طحنت الملايين من البشر، قبل أن تتحد، وتقف على رأس سكان الكرة والكوكب، فلا تيأسوا، يا عرب، فما نعيشه اليوم مجرّد مرحلة وسنتجاوزها، طالت أم قصرت، وسيأتي يومٌ ليقف زعيم عربي شريف، ليحدّث خريجي هارفرد عن مأساتنا، وكيف صارت من الماضي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالسبت 27 يونيو 2020, 8:35 pm

حلمي الأسمر

هل يعلنون تركيا دولةً مارقة؟
(1)

امتلأ خطاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في السنوات الأخيرة، بإيماءات كثيرة يراها خصومه خطيرة، وتفرح قلوب محبيه، ويشعر من يراقبه بأنه ينتقي تعبيراته بعناية شديدة تتسق مع شخصية رجل الدولة الحصيف، الحريص على أن يبقى داخل الصورة التي يرسمها له مستشاروه. ومع هذا، يخرج أحيانا عن “النص”، خصوصا حين يتحدث عن ثلاثة، عبد الفتاح السيسي، إذ وصفه مرة بأنه “قاتل” انقلب على رئيس شرعي منتخب وقتله، وبشار الأسد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ربما يكون الاقتباس التالي للرجل أكثر ما أغاظ من يخافونه ويكرهونه في الوقت نفسه، سواء من العرب أو غيرهم. الاقتباس حديث، مستل من سياق أحد خطاباته الكثيرة التي يحرص على أن يوجهها إلى أبناء شعبه، ضمن المناسبات الكثيرة التي يندر أن يمر يوم من دون أن تكون له واحدة منها، وقد ترجمته منصات الأخبار، وساقته باعتباره دليلا على التطلعات “الاستعمارية” لتركيا في بلاد العرب والمسلمين. يقول: “تركيا هي أكبر من تركيا الحالية، يجب أن تعلموا ذلك، لذلك لا يمكن أن نكون محاصرين بـ780 ألف كيلومتر مربع، (هي مساحة تركيا الآن) لأن حدودنا الجسدية والقلبية مختلفة، قد يكون إخواننا في الموصل وكركوك وفي الحسكة وحلب وحمص ومصراتة وسكوبي وجزيرة القرم جميعهم خارج حدودنا الفعلية لكنهم ضمن حدودنا العاطفية وفي قلوبنا، سنتصدّى لأولئك الدين يحاولون تحديد تاريخ تركيا وأمتنا بتسعين عاما (عمر الدولة التركية، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية). سنتخذ كل التدابير، ونعيد النظر في الكتب المدرسية، بداية من التعليم الابتدائي. يجب أن نتخذ كل التدابير لنجمع أمتنا مع ثقافتها وحضارتها وتاريخها”… انتهى الاقتباس، وهو يدخل إلى القاموس السياسي مفاهيم جديدة، عن “الحدود العاطفية”، في إيماءة لا تخطئها العين، ولا القلب، إلى تطلعات الرجل الدفينة، وهي تطلعاتٌ تجد من يحتفي بها، ومن يخافها بالطبع.

تركيا، بعد تمدّد نفوذها عسكريا شمالي سورية والعراق، وشرق المتوسط، والانتصار لحكومة 

أدرجت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تركيا ضمن الدول التي تهدّد الأمن القومي الإسرائيلي ليبيا المعترف بها دوليا، وهزيمة الجنرال الليبي المنشق خليفة حفتر، غدت تشكل هاجسا لدى دوائر صنع القرار في غير عاصمة عربية وأجنبية، فهي تشكل مع كيان العدو الصهيوني، وإيران، ثالوثا ذا مغزى، كونها الكيانات الأكثر قوة وتأثيرا في الإقليم. وتمتاز تركيا على غيرها في هذا الثالوث بأنها تتحرّك في مجالها الحيوي الأكثر تقبلا لها، على الصعيد الشعبي تحديدا، فهي مقبولة لدى العقل الجمعي العربي، وربما المسلم أيضا، أكثر من إيران، كونها بلدا سنيا في غالبه. وبالطبع، تتميز عن كيان العدو الصهيوني بمليون ميزة أخرى، لا يُتحدث فيها لبداهتها. ولهذا كلما اشتد عودها، وزاد تأثيرها في الإقليم، بثت في قلوب نادي الديكتاتوريات العربية رعبا لا قبل لها به. وفي الوقت الذي تتودد هذه الديكتاتوريات لإسرائيل، وتتذبذب لإيران، تناصب تركيا العداء، ولا تدّخر جهدا في التآمر عليها، والكيد لها سرا وعلانية.. لماذ؟

(2)

في تقويم نادر وغير مسبوق، أدرجت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) تركيا في تقديرها الاستخباري لعام 2020 ضمن قائمة المنظمات والدول التي تهدّد الأمن القومي الإسرائيلي. وعزا التقرير ذلك إلى ما وصفها “الأعمال العدائية” المتزايدة التي تقوم بها تركيا في الشرق الأوسط، وفي شرق البحر المتوسط، وتعديل الحدود البحرية الاقتصادية مع ليبيا.

وعلى الرغم من أن الاستخبارات العسكرية لم تحدد، في تقديراتها، طبيعة التهديد الذي تشكله تركيا على الأمن القومي الإسرائيلي، ونوعيته ومضمونه، لكنها قالت إن “السياسات التي يتبعها أردوغان، الذي تحالف حزبه الإسلامي مع جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط (…)، كانت وراء القلق الإسرائيلي، إذ جعلت هذه الممارسات والسياسات تركيا من أكبر المخاطر الإقليمية التي يجب مراقبتها ورصد تحرّكاتها”. ووفق وجهة النظر الإسرائيلية، لا يقتصر “التهديد” وراء البحار، بل أيضا داخل فلسطين التاريخية، إذ يتم التحذير من تدفق المال التركي على فلسطينيي 48، عبر عشرات الجمعيات في القدس والداخل الفلسطيني، والتي تنشط في الدعوة الإسلامية ورعاية الأقصى والمقدسات والعائلات المستورة، وترميم آثار ومعالم بنيت خلال العهد العثماني، مثل مبنى الحاكم التركي في يافا، ومباني الإدارة العثمانية والمسجد الكبير في بئر السبع، فضلا عن تقديم تركيا نسخةً من الأرشيف العثماني إلى السلطة الفلسطينية الذي يضم عشرات الآلاف من وثائق التسجيل العقاري في أراضي الإمبراطورية العثمانية، وهذه قد تعيق، على المدى البعيد، قدرة إسرائيل على مواصلة السيطرة على عقارات اللاجئين الفلسطينيين.

(3)

لا تخطئ العين عشرات بل مئات المواقف والتصريحات التي تحذر من “الأطماع” التركية في “النموذج” التركي يداعب وجدان العربي المقهور، ويصل إلى حد كونه ملهما له، وهذا ما يثير قلق بعضهم” الشرق العربي، وأحلام إعادة دولة “الخلافة العثمانية”، وهو وإن كان حلما بعيد المنال، وربما غير موجود فعلا في أجندة أردوغان، إلا أنه يشكل كابوسا لغير نظام عربي، ليس لأن تطبيق هذا الحلم ممكن الحدوث، بل لأن “النموذج” التركي يداعب وجدان العربي المقهور، ويصل إلى حد كونه ملهما له، ويفرض مقارنة غير “مريحة” بين زعيم كأردوغان وزعماء عرب خذلوا وما زالوا يخذلون شعوبهم، ويتآمرون سرا وعلانية مع العدو الصهيوني، ويتوددون له، بل خلعوا عنهم ورقة التوت، وغدا الناطقون باسمهم يتحدثون علانية عن “حق” العدو الصهيوني في الوجود والاحتلال والتوسع. ولا أدل على هذا، من أننا لم نسمع موقفا رسميا عربيا من ضم الكيان الصهيوني ثلث الضفة الغربية، بحيث يحدد طبيعة الرد على الخطوة الإسرائيلية. كلام المسؤولين يشبه تقييم محلل سياسي لمخاطر الخطوة وتداعياتها على الاستقرار و”عملية السلام”، على حد تعبير المفكر العربي عزمي بشارة، في تغريدة له على “تويتر”.

(4)

في جانب آخر، تنقل الكاتبة روبن رايت، في مقال لها في مجلة نيويوركر، عن الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، فيل غوردون، قوله: “من العدل السؤال إن كانت تركيا حليفا حقيقيا للولايات المتحدة .. قبل عشرة أعوام، كنا ننظر إلى تركيا أنها تتحرّك باتجاه الولايات المتحدة والغرب، وهي تقوم بالإصلاح والنمو الاقتصادي وعملية دمقرطة، وإخراج الجيش من السياسة، ومحاولة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والعمل مع الولايات المتحدة في حلف الناتو من أفغانستان إلى البلقان، لكن تركيا تحرّكت في السنوات الماضية في الاتجاه المضاد .. ولا تزال تركيا شريكا مهما للولايات المتحدة، لكن الأيام التي طمحت فيها الولايات المتحدة لنموذج مشاركة قد ولّت”.

وفي إشارة ذات مغزى، تقول الكاتبة إنه منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد أردوغان عام 2016 أصبح الجيش التركي مؤدلجا (!)، وتضيف: “من الصعب بناء علاقات أميركية – تركية أو ناتو – تركية”، فقد تم “تطهير” عشرات الآلاف من الجيش، و”لو نظر إليك على أنك مؤيد للناتو فقد تكون هذه نهاية لمسيرتك العسكرية”. القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط أصبحت قلقة من الجيش التركي؛ لأن التركيز صار على الأيديولوجيا والتدين، وليس المهنية.

حتى اليوم، هي إشارات وتلميحات علنية ضد تركيا، وثمّة عمل سري دؤوب لتدمير تركيا الأردوغانية (بلغ حد محاولة الانقلاب العسكري!) والنيْل من اقتصادها عبر إنهاك الليرة التركية، وغير هذا من أساليب، بعضها نعرفه وكثير لا نعرفه، ولكن .. هل يأتي اليوم الذي نرى فيه إعلان ما يسمى المجتمع الدولي عن تركيا دولةً مارقة، وهي تهمة تلصق بكل من يحاول شقّ طريق مختلف عن سيطرة “الحكومة السرية” التي تحكم العالم، وتمتصّ خيراته؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالسبت 08 مايو 2021, 1:06 pm

عن استبداد الحب والسياسة وكورونا!

حلمي الأسمر

-1-

يقول المفكر خالص جلبي، في محاضرة له،؛إن وراء كل استبداد سياسي استبداد ديني. وأقول؛ إن ثمة استبدادا من نوع آخر نمارسه في حياتنا المعاصرة كثيرا ما يهدد أي علاقة بين رجل وامرأة، وبين سلطة وشعب أيضا، وهو استبداد الحب!

فباسم الحب، نخنق بعضنا بعضا، ونكتم أنفاس بعض، ونضيق الواسع، ونخسف الضيق، وباسمه نطارد “المحبوب” فنحسب عليه أنفاسه، ونرصد حركة حدقات عينيه، ونتعقب ما يخطه قلمه، أو ما تخطو قدماه، و”نفرض” عليه أتاوة حب، أو ضريبة ناتجة عن “تفسير” متعسف للحب، باعتباره “حق انتفاع حصري” بالطرف الآخر، يبيح ما يخطر وما لا يخطر بالبال من شروط، تجعل منه أشبه ما يكون بـ”القن” أو “المُسْتـَرَق” الذي لا يملك من أمره شيئا، خارج إطار أوامر وتوجيهات “سيده” أو “سيدته”، باعتباري لا أخص بالحديث ذكرا أو أنثى، أو حتى “سلطة”، فالاستبداد “لا جنس له”، وقد يمارسه هذا الطرف بكفاءة وإبداع ذاك الطرف!

ما يسوء المرء هنا، أن يتم تبرير هذا الاستبداد الاجتماعي بما يعطيه الاستبداد السياسي من “حق” قهر البشر بتغطية من الاستبداد الديني، حتى إنك لا تعود تعرف أي الاستبدادات تستبد بك، بل أيها يغذي الآخر، وأيها يؤثر فيه، فلا يعود يهمكَ من هو الفاعل الرئيس في عملية الاستبداد، ما دامت العملية في أوجها، و”شغالة” بكل كفاءة وفاعلية!

وأحسب أن أخطر أنواع الاستبداد، وأشرسها، هو الاستبداد الذي يحرمك من حاجاتك الأساسية، وفق تدرج هرم عالم النفس ماسلو، وهي نظرية نفسية وضعها العالم أبراهام ماسلو، وتناقش ترتيب حاجات الإنسان. وتتلخص هذه النظرية في الخطوات التالية: يشعر الإنسان باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، فالحاجات غير المشبعة تسبب توترا لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع هذه الاحتياجات.

وتتدرج الاحتياجات في الهرم فتبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد، ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات. الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاما نفسية، ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود فعل يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط.

تتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي، ويتكون هذا الهرم من: الاحتياجات الفسيولوجية، واحتياجات الأمان، والاحتياجات الاجتماعية، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات، وسأتوقف فقط عند الحاجات الأهم وهي الأولى، التي تشتمل على الاحتياجات اللازمة للحفاظ على الفرد وهي: الحاجة إلى التنفس، والطعام، والماء، وضبط التوازن، والجنس، والإخراج، والحاجة إلى النوم. ولنا أن نتخيل حينما يحرمك أي من الاستبدادات المذكورة آنفا (السياسي والديني واستبداد الحب) كل أو جل هذه الحاجات، وماذا يبقى من آدميتك!

-2-

نوع جديد من الاستبداد استبد بنا هذه الأيام، هو استبداد كوفيد 19 أو 20 أو 2020 (وما ستتلوها من عشرينيات). هناك اعتقاد متزايد في أوساط شعوب الأرض قاطبة بأن السلطات الرسمية تستغل فوبيا كورونا لإحكام قبضتها على الشعوب، باسم “حب” هذه السلطات لشعوبها، وحرصها على صحتهم. ويظهر هذا الشعور أكثر في أوساط شعوب العالم النامي أكثر، وإن كانت شعوب العالمين الأول والثاني ليست بمنأى عن هذا الشعور.

يقول تقرير نشرته نيويورك تايمز في آذار/ مارس 2020؛ إن ثمة قوانين جديدة بدأت تترسخ بسرعة عبر مجموعة واسعة من الأنظمة السياسية في الدول الاستبدادية، والديمقراطيات المتعثرة، بل حتى الديمقراطيات التقليدية مثل بريطانيا. ويقول التقرير؛ إن بعض الدول تستغل الجائحة لقمع المعارضة كما في الأردن، وتستذكر الصحيفة تصريحات لرئيس الوزراء الأردني السابق عمر الرزاز حين قال؛ إن حكومته “ستتعامل بحزم” مع أي شخص ينشر “الشائعات والتلفيق والأخبار الكاذبة” التي تثير الذعر. وقد أدلى بهذه التحذيرات بعد أن أعطى “قانون الدفاع” الطارئ مساحة واسعة لسلطاته.

الاستبداد الذي خلفه وباء كورونا يغذي على نحو أو آخر الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن الوباء عبارة عن “مؤامرة” ضد البشر، وأن الفيروس إياه نتاج “عبث” بشري

في تايلاند – مثلا – حيث فرض رئيس الوزراء برايوث تشان أوشا حظر التجوال والرقابة على وسائل الإعلام، فيما تمت مقاضاة صحفيين هناك وترهيبهم لانتقادهم رد فعل الحكومة على تفشي المرض. في أنحاء أخرى من العالم، أحيت قوانين الطوارئ الجديدة المخاوف القديمة من الأحكام العرفية، فقد مرر الكونغرس الفلبيني تشريعا يمنح الرئيس سلطات طوارئ. ويرى التقرير أن الوباء أعاد تعريف القواعد والأعراف المعمول بها بالفعل، مستشهدا بكوريا الجنوبية وسنغافورة اللتين رحب كثيرون بأنظمة المراقبة التي اتبعتها الدولتان للحد من الفيروس، فيما كانت تقابل مثل تلك الإجراءات في الوضع الطبيعي، بالانتقاد والتنديد. والحكومات التي انتقدت الصين في البداية لوضعها الملايين من مواطنيها تحت الحصار بسبب الوباء، أصبحت تحذو حذوها الآن.

الاستبداد الذي خلفه وباء كورونا يغذي على نحو أو آخر الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن الوباء عبارة عن “مؤامرة” ضد البشر، وأن الفيروس إياه نتاج “عبث” بشري. وأيا ما كان الأمر، فسيمر وقت طويل قبل أن نعرف تلك الحلقة المفقودة من قصة الجائحة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:55 pm

“إخونج” تونس ونارنج الشام وإفرنج العرب!

حلمي الأسمر

أما “الإخونج” فهي التسمية الأثيرة التي يستعملها غلاة المعارضين للإخوان المسلمين، 

للدلالة عليهم، وهي تحمل قدرا غير هيّن من الحقد والخصومة والغل والغيرة والرعونة 

أيضا.. وهي تقع في باب السخرية والتقزيم والإهانة، لجماعة سياسية دينية، شأنها شأن أي 

توجه أو تيار إسلامي وسطي، يحظى بقبول ملايين البشر على وجه البسيطة، ويثير في نفس 

معارضيه حقدا مجنونا بسبب هذا القبول والشعبية.

رغم كل ما ألصق بهذه الجماعة من تهم، ابتداء من تهم العمالة والخيانة والتعاون مع 

الاستعمار، وحديثا “مسك العصا من الوسط!”، وانتهاء بوصمها بالإرهاب والتطرف، مرورا 

بتهم الانتهازية السياسية والاستحواذ وقصر النظر والسطحية السياسية، وربما الهبل أيضا.. 

رغم كل هذا وكثير غيره، لم تزل هذه الجماعة تحظى بالقبول المجتمعي، ويندر أن يخوض “

الإخونج!” أو من يستلهمون رؤيتهم الوسطية، انتخابات حرة نزيهة في مشارق الأرض 

ومغاربها ولا يفوزون بها، و”يستحوذون” على الحصة الكبرى.

ولعل هنا تحديدا مصدر الشعور بالخطر من خصومهم، إذ يعتقد خصومهم أنهم يمتلكون عصا 

سحرية تسحر المنتخِبين، فيسعون إليهم سعي “المضبوع” إلى مغارة الضبع، كما تقول 

المرويات الشعبية. والسر في هذا يعرفه الجميع ولا يريدون أن يعترفوا به، فوصف “

الإخوان” ليس أكثر من تسمية للمسلم الوسطي المعتدل، البسيط، الجامع بين ورع الصوفي، 

وتأصيل السلفي المعتدل، وحركية الداعية، وبرنامج المصلح الاجتماعي صاحب العمل 

الخيري، وإن اختلفت نسب هذه المكونات في “الإخونج” هنا أو هناك، لكنها “خلطة” سهلة 

يسيرة، تقرب من يحمل نسبا منها إلى قلوب عباد الله المنتخِبين. لهذا تخشى دوائر صنع 

القرار في جل أو كل دول العالم من تغلغل هذا “الورم” الحميد في جسد الأمة، لأنه يفضي إلى 

زلزلتهم ويقرب الناس من مصدر الإلهام الحقيقي، والمنبع الصافي للإسلام، وهذا ما لا يريده 

هؤلاء.

ومهما اختلفت مع “الإخونج” أو اتخذت عليهم من مآخذ، فلن تستطيع أن تقنع التيار الوسطي 

للجمهور الإسلامي بعدم صوابية هؤلاء، وقربهم أكثر من أي توجه، من النبع الحقيقي الصافي 

لهذا الدين. ولهذا كله، كان على “الإفرنج” ومن والاهم، من مؤتمر غروزني إلى أبحاث معاهد 

أمريكا و”الثنك تانكنس” في دوائر صنع القرار في عواصم الكون، أن يشيطنوا هذا الترياق، 

الكفيل بكهربة جسد الأمة الخامل، ودب الحية فيه!

ولعل هذا الفهم الواسع يفسر لنا سر خنق وسحق ومحق الربيع العربي، وولادة الثورة 

المضادة التي سخرت كل شياطين الأرض وأموالهم لخنق مخرجاته وتحويله إلى “شتاء دام” 

وعواصف هوجاء، ولا يمكن فهم انقلاب تونس ومن قبله انقلاب مصر خارج هذا الفهم!

أما دور “الإفرنج” المفهوم والمعتبر، كونهم يشعرون أنهم أمام جماعة تشكل خطرا عليهم، 

ليس لأنهم “إخونج”.. لا، بل لأنهم يحملون “فيروس” القضم والهضم، وهي سمة لكل من 

يحمل اسم “مسلم”، فهو أينما يحل يشيع منظومته الحياتية في محيطه، ويستعصي على 

الذوبان في الآخر، بل إنه قادر على تذويب الآخر به، بأساليب سلمية بسيطة، متقبلة 

اجتماعيا، وبعيدا عن أي سلوك عنفي منفّر!

ولئن كان هذا دور الإفرنج، فما بال إفرنج العرب من عربان السوء يهبون كالملسوع كلما 

علت راية الإسلام والحرية في أي بقعة، فحشدوا كل جنودهم وأموالهم لحرقها، لا حربها فقط؟ 

الجواب بسيط، تجده في منطق “ذوات الرايات الحمر” اللواتي يسوؤهن وجود الطاهرات 

العفيفيات فيسعين بكل من أوتين من قوة لتجنيدهن للانضواء تحت الراية إياها، لأنهن لا 

يطقن رؤية العفة التي تأتي هنا على شكل انتخابات وحرية وبرلمانات وديمقراطية!

ربما لا يعرف كثيرون أن النارنج هو أصل كل فواكه الحمضيات، وعليها وفيها يتم تركيب 

الأصناف المراد إنتاجها من برتقال إلى يوسف أفندي إلى مندلينا أو كلمنتينا، أو سواها من 

هذه الفواكه الجميلة، وهي شجرة شامية شهيرة، وما أكثر القرب بين النارنج و”الإخونج”، 

وهذا سر يعلمه دارسو الحركات الإسلامية، وهو مما يغيظ الإفرنج، ومن يدور في فلكهم، أو 

يخدم مصالحهم، وفهمكم كفاية، وزيادة. ولهذا لا بد من قصف عمر “الإخونج”، كي لا يقوموا 

بدور النارنج، المفرخ لكل أنواع الحمضيات، والثورات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 03 أغسطس 2021, 11:55 pm

“إخونج” تونس ونارنج الشام وإفرنج العرب!

حلمي الأسمر

أما “الإخونج” فهي التسمية الأثيرة التي يستعملها غلاة المعارضين للإخوان المسلمين، 

للدلالة عليهم، وهي تحمل قدرا غير هيّن من الحقد والخصومة والغل والغيرة والرعونة 

أيضا.. وهي تقع في باب السخرية والتقزيم والإهانة، لجماعة سياسية دينية، شأنها شأن أي 

توجه أو تيار إسلامي وسطي، يحظى بقبول ملايين البشر على وجه البسيطة، ويثير في نفس 

معارضيه حقدا مجنونا بسبب هذا القبول والشعبية.

رغم كل ما ألصق بهذه الجماعة من تهم، ابتداء من تهم العمالة والخيانة والتعاون مع 

الاستعمار، وحديثا “مسك العصا من الوسط!”، وانتهاء بوصمها بالإرهاب والتطرف، مرورا 

بتهم الانتهازية السياسية والاستحواذ وقصر النظر والسطحية السياسية، وربما الهبل أيضا.. 

رغم كل هذا وكثير غيره، لم تزل هذه الجماعة تحظى بالقبول المجتمعي، ويندر أن يخوض “

الإخونج!” أو من يستلهمون رؤيتهم الوسطية، انتخابات حرة نزيهة في مشارق الأرض 

ومغاربها ولا يفوزون بها، و”يستحوذون” على الحصة الكبرى.

ولعل هنا تحديدا مصدر الشعور بالخطر من خصومهم، إذ يعتقد خصومهم أنهم يمتلكون عصا 

سحرية تسحر المنتخِبين، فيسعون إليهم سعي “المضبوع” إلى مغارة الضبع، كما تقول 

المرويات الشعبية. والسر في هذا يعرفه الجميع ولا يريدون أن يعترفوا به، فوصف “

الإخوان” ليس أكثر من تسمية للمسلم الوسطي المعتدل، البسيط، الجامع بين ورع الصوفي، 

وتأصيل السلفي المعتدل، وحركية الداعية، وبرنامج المصلح الاجتماعي صاحب العمل 

الخيري، وإن اختلفت نسب هذه المكونات في “الإخونج” هنا أو هناك، لكنها “خلطة” سهلة 

يسيرة، تقرب من يحمل نسبا منها إلى قلوب عباد الله المنتخِبين. لهذا تخشى دوائر صنع 

القرار في جل أو كل دول العالم من تغلغل هذا “الورم” الحميد في جسد الأمة، لأنه يفضي إلى 

زلزلتهم ويقرب الناس من مصدر الإلهام الحقيقي، والمنبع الصافي للإسلام، وهذا ما لا يريده 

هؤلاء.

ومهما اختلفت مع “الإخونج” أو اتخذت عليهم من مآخذ، فلن تستطيع أن تقنع التيار الوسطي 

للجمهور الإسلامي بعدم صوابية هؤلاء، وقربهم أكثر من أي توجه، من النبع الحقيقي الصافي 

لهذا الدين. ولهذا كله، كان على “الإفرنج” ومن والاهم، من مؤتمر غروزني إلى أبحاث معاهد 

أمريكا و”الثنك تانكنس” في دوائر صنع القرار في عواصم الكون، أن يشيطنوا هذا الترياق، 

الكفيل بكهربة جسد الأمة الخامل، ودب الحية فيه!

ولعل هذا الفهم الواسع يفسر لنا سر خنق وسحق ومحق الربيع العربي، وولادة الثورة 

المضادة التي سخرت كل شياطين الأرض وأموالهم لخنق مخرجاته وتحويله إلى “شتاء دام” 

وعواصف هوجاء، ولا يمكن فهم انقلاب تونس ومن قبله انقلاب مصر خارج هذا الفهم!

أما دور “الإفرنج” المفهوم والمعتبر، كونهم يشعرون أنهم أمام جماعة تشكل خطرا عليهم، 

ليس لأنهم “إخونج”.. لا، بل لأنهم يحملون “فيروس” القضم والهضم، وهي سمة لكل من 

يحمل اسم “مسلم”، فهو أينما يحل يشيع منظومته الحياتية في محيطه، ويستعصي على 

الذوبان في الآخر، بل إنه قادر على تذويب الآخر به، بأساليب سلمية بسيطة، متقبلة 

اجتماعيا، وبعيدا عن أي سلوك عنفي منفّر!

ولئن كان هذا دور الإفرنج، فما بال إفرنج العرب من عربان السوء يهبون كالملسوع كلما 

علت راية الإسلام والحرية في أي بقعة، فحشدوا كل جنودهم وأموالهم لحرقها، لا حربها فقط؟ 

الجواب بسيط، تجده في منطق “ذوات الرايات الحمر” اللواتي يسوؤهن وجود الطاهرات 

العفيفيات فيسعين بكل من أوتين من قوة لتجنيدهن للانضواء تحت الراية إياها، لأنهن لا 

يطقن رؤية العفة التي تأتي هنا على شكل انتخابات وحرية وبرلمانات وديمقراطية!

ربما لا يعرف كثيرون أن النارنج هو أصل كل فواكه الحمضيات، وعليها وفيها يتم تركيب 

الأصناف المراد إنتاجها من برتقال إلى يوسف أفندي إلى مندلينا أو كلمنتينا، أو سواها من 

هذه الفواكه الجميلة، وهي شجرة شامية شهيرة، وما أكثر القرب بين النارنج و”الإخونج”، 

وهذا سر يعلمه دارسو الحركات الإسلامية، وهو مما يغيظ الإفرنج، ومن يدور في فلكهم، أو 

يخدم مصالحهم، وفهمكم كفاية، وزيادة. ولهذا لا بد من قصف عمر “الإخونج”، كي لا يقوموا 

بدور النارنج، المفرخ لكل أنواع الحمضيات، والثورات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالسبت 27 نوفمبر 2021, 4:38 am

لماذا أنا متفائل؟!

حلمي الأسمر
بداية أنا لا أؤمن تماما بتلك المشاعر الخاصة بالتفاؤل والتشاؤم، فلا محل لتلك المشاعر في واقع الحياة العملية وصيرورة الأقدار، فما هو حاصل سيحصل سواء تشاءمنا أو تفاءلنا، فضلا عن أن المحك الأساس في وزن سلبية أو إيجابية شيء ما هو “الإنجاز” بمعنى آخر فما تنجزه في المقدمات تجده فيما بعد، وينعكس على النتائج، فالتلميذ الذي يبلي حسنا في الإجابة على أسئلة الامتحان ليس له أن يتفاءل أو يتشاءم بالنجاح، وكذا هو حال الطالب الكسول، كلاهما نتيجته مرهونة بما قدم من منجز في ورقة الامتحان، ولا محل هنا للتشاؤم أو التفاؤل!

ولكن من باب مسايرة مشاعر التفاؤل والتشاؤم السائدة بين الناس، سألجأ لاستخدام التعبيرين، ربما لضرورة الكتابة لا أكثر..

على عكس الذين يرون أننا في بلاد العرب والمسلمين عموما نعيش واقعا “منحطا” وبائسا يبعث مشاعر اليأس والإحباط، أشعر شخصيا بقدر كبير من التفاؤل بالمستقبل، على المدى المتوسط والبعيد، أما القريب فهو يحمل قدرا غير قليل من المعاناة والتعب!

وقبل أن يرفع القارئ العزيز حاجبيه دهشة واستغرابا، دعونا نرى المشهد من زاوية أخرى، ولكن قبل هذا، لنستذكر معا المشهد الحالي البشع، بكلمات قليلة نحن في حالة اقتتال ذاتي، أو هكذا يبدو، ثمة حروب بينية، تتخذ أحيانا شكل الصراع المذهبي أو العرقي أو الطائفي، ونحن أيضا، أعني كلنا حكاما ومحكومين، في حالة عدم توازن، أو قل اضطراب، وصار مألوفا أن تسمع شتيمة الذات في كل محفل، ومن أناس لم يكن يعنيهم الشأن العام، وهي حالة بائسة وأقرب إلى أن تكون مرضية، فليس من الشجاعة في شيء أن تقذف نفسك بسيل عرم من الشتائم لأنك في حالة ما من المعاناة والألم والمرض، والأحرى أن تبحث عن الدواء، لا تلعن الداء!

الجانب الآخر من المشهد، الذي يبعث على الأمل، يتعلق بورقة التوت الأخيرة التي سقطت عن النظام العربي الرسمي، وجامعته العربية، فقد أشبعنا هذا النظام مرجلة وكلاما منمقا، وإنشاء لغويا بالغ الأناقة في مظهره، وكان طيلة الوقت يمارس سرا دورا مغايرا لكل ما يقول، الجديد المريح اليوم، أن ما كان سرا في الماضي أصبح مكشوفا اليوم، فظهرت كل سوءات القوم، وبدا كذبهم، فأراحونا من عملية إقناع سواد الناس بكذبهم، وهي عملية في غاية الأهمية، إذ كانت أغلبية الشعوب العربية تنتظر خطاب فلان أو علان من الزعماء، باعتباره سيقول كلاما “مهما” ويعد بمواقف مهمة، ليكتشف المنتظرون أن كل ما فوق التراب تراب، وليس ذهبا، كما كان يتوهم البعض، إفلاس النظام العربي بالكامل، وتآكله على نحو متسارع، شيء مهم وجميل لدفع الناس للكف عن انتظار التغيير من الأعلى.

ولا بد أن يعي العقل الجمعي للشارع أن التغيير ينبع منه هو، من تحت، وهنا بداية الصعود من القعر، من السهل هنا أن نلقي بتبعات بؤس المآل الذي وصل إليه الناس في بلاد العرب على طبقة الحكام، لكن الصحيح أن الناس يتحملون الجزء الأكبر، باعتبارهم البيئة الحاضنة للاستبداد الذي ألهب ظهورهم، وفي الوقت الذي يدرك سوادهم أنه لم يبق شيء ينتظرونه ممن استبد بهم، وأنه لا يطعمهم من جوع ولا يؤمنهم من خوف، تبدأ من ثم عملية التحول الكبرى.

المعضلة هنا، من يعلق الجرس، ومن يحمل الصولجان، ويقود الناس التائهة، الباحثة عن “رمز” تتبعه، وهنا تحديدا، يأتي دور النخب وصناع الرأي العام، وقادة المجتمع المدني، ومدى قدرتهم على الإمساك بطرف خيط التغيير، والتماهي مع رغبة الجماهير، والاستجابة لتطلعاتهم، وأحسب أن العبء الأكبر هنا يقع على عاتق المكونات المجتمعية المنظمة جيدا، والرموز الدينية والأدبية والعلمية، التي يستمع إليها الناس، ويعتدون برأيها، ومدى قدرتها على توليد رؤية عبقرية، تقتنص الفرصة السانحة، وتأخذ بيد الناس نحو بداية طريق الخلاص، وتلك قصة أخرى!

فالنخب الحالية أو جلها لا كلها، نمت في حاضنة الأنظمة القائمة، وهي القوة الناعمة المدافعة عنها، و”كتيبتها” المقاتلة على جبهة الوعي، ومصلحتها مرتبطة بما هو قائم، وأي تغيير حقيقي يهدد مصالحها، ولهذا يجب الحذر منها أكثر من الحذر الواجب تجاه أجهزة القمع الرسمية، فالقمع الجسدي و”القانوني” الذي تمارسه الأنظمة يستهدف جسد المواطن ولقمة خبزه وحقه في التعبير والحياة، أما قمع النخب فيستهدف العقل والوجدان، وهو أخطر بكثير من القمع الجسدي، لهذا يتعين على متلقي خدمة النخب المتماهية مع الأنظمة المدافعة عنها المسوقة لضلالها، التحرر مما يقذفه هؤلاء عبر منصات الإعلام الرسمي وشبه الرسمي وحتى الشعبي، فهم يستهدفون إبقاء الناس في حالة من التخدير انتظارا لمعجزة لن تقع.

“متفائل” بالمستقبل كثيرا، ليس فقط لأن أشد ساعات الليل حلكة وقت السحر أي ما يسبق الفجر، بل أيضا لأن وجبات السوء والقبح والخيانة التي تتوالد كل يوم في الواقع العربي، تفعل فعل إذكاء النار تحت الموقد فتعجل بالوصول إلى درجة الغليان والانفجار!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 03 مارس 2022, 8:25 am

هل يكون 2022 عام الانفجار العظيم؟

تختصر الحالة الأردنية على نحو أو آخر حالة الوطن العربي، الذي يبدو أنه محتجز اليوم داخل "طنجرة ضغط" ولا يدري أحد متى تنفجر!

يجمل الكاتب الأردني د. عبد الحكيم الحسبان في مقال لافت نشره في الموقع الإخباري المحلي جو24 الحلة الأردنية المأزومة في جملة نقاط، أوصلتها إلى مرحلة شبيهة بما يحصل للماء الموضوع على مرجل، وغدا قريبا من مرحلة الغليان. 

يرصد الدكتور الحسبان أربعة من القرارات والإجراءات التي اتخذت في الأردن، وأوصلته إلى حافة الهاوية، في تسعينيات القرن الماضي تشكلت المسارات الأربعة القاتلة التالية؛ دولة تقرر التخلي عن دورها في تخطيط الاقتصاد بل وإدارته والتحكم فيه إلى نموذج الاقتصاد الذي يديره الأفراد ورجال الأعمال والشركات المحلية والعالمية. 

وبهذا أسلمت المواطن العادي إلى وحوش وحيتان اقتصاد السوق، بلا حماية حقيقية. وقررت الدولة فجأة أن النموذج الاقتصادي ودور الحكومة فيه، والذي ساد منذ تأسيسها واعتاد الأردنيون عليه، وحيث الدولة هي المحرك الرئيس للاقتصاد والأعمال والاجتماع، وحيث أكثر من 65 بالمئة من قوة العمل في البلاد توفر الدولة العمل لها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لم يعد صالحا وأن على الأردنيين الانتقال منذ تلك اللحظة إلى انتظار فرص العمل ولقمة الخبز التي سيوفرها منذ اليوم القطاع الخاص.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تشكل مسار ثان حين قررت الدولة أن "إسرائيل" لم تعد عدوا وأن السلام معها هو خيار استراتيجي، وأن السلام مع الكيان الصهيوني سوف يجلب الرفاهية والعيش الرغيد للأردنيين، وان السلام مع الكيان سوف يخلق شراكة بين الكيان المتقدم تكنولوجيا وتلك الجيوش من الشباب الأردني المتعلم ومن قوة العمل الأردنية. 

وتعدى ذلك إلى مرحلة "شراكة" غريبة، تجاوزت كل الخطوط الحمراء التي رسمها مفهوم "التنسيق الأمني" فأفضت إلى حالة فريدة من استلاب البلد وتسليم مقدراتها ليد عدو لا يؤمن بالشراكة أصلا، وبالتوازي مع هذين المسارين القاتلين، كان هناك مسار ثالث قاتل لا يقل خطورة عنهما. 

 

تشير الإحصائيات مثلا إلى نجاح الغرب في تشكيل ما يزيد على الثلاثين ألف منظمة غير حكومية في لبنان هي بمثابة جيش محلي داخل الجسد اللبناني صنع وأنتج غربيا،
 


ففي موازاة التحول في دور الدولة وانسحابها أو سحبها من حياة الأردنيين الاقتصادية والاجتماعية وترك الاقتصاد والاجتماع والأخلاق لما يسمى بآليات السوق حدث تحول في نظام المعونات والمساعدات الغربية للأردن؛ فبعد أن كانت المساعدات والمعونات تأتي للدولة حصريا وبما يكرس من قوتها وحضورها داخل حياة الأردنيين، باتت المعونات والمساعدات تتجنب الدولة وأجهزتها فالمعونات لا ينبغي أن تذهب لكيانات دولتية بيروقراطية فاسدة، وأما الجهات التي تستحق المعونات فهي ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات غير الحكومية ليتشكل مع الوقت جيش من هذه المنظمات في الأردن كما في لبنان، وحيث تشير الإحصائيات مثلا إلى نجاح الغرب في تشكيل ما يزيد على الثلاثين ألف منظمة غير حكومية في لبنان هي بمثابة جيش محلي داخل الجسد اللبناني صنع وأنتج غربيا، وأما المسار الخاطئ بل والقاتل الرابع الذي تم تدشينه بدءا من سنوات منتصف التسعينيات فيتعلق بالتعليم ودور الدولة تجاه المدرسة والجامعة. 

فبعد عقود طويلة من لعب دور القائد في حقل التعليم بمختلف مستوياته وحيث قامت الدولة بإنشاء آلاف المدارس وبتدريب وتأهيل عشرات آلاف الكوادر التدريسية، وبعد مسيرة مظفرة في إنشاء الجامعات في شرق الأردن الذي بقي دون جامعات حتى العام 1962، قررت الدولة في تسعينيات القرن الماضي وبصورة فورية الانسحاب من الاستثمار في التعليم، ولم يعد التعليم أولوية إلا بالقدر الذي يرتبط فيه بعلاقات الأردن الخارجية من قبيل ما يسمى بـ "مكافحة الإرهاب والتطرف" أو التربية الجندرية أو تخريج أجيال السلام وأشباله. 

وبعد بناء ما يزيد على العشر جامعات حتى سنوات التسعينيات قررت الدولة، أن التعليم يجب أن يترك للقطاع الخاص، وترك المجال للمال الفردي والخاص بأن ينشىء الجامعات ويمنح الشهادات الجامعية ليتحول التعليم إلى سلعة تخضع لمنطق السوق والربح قلما تعثر على نماذج جيدة منها.

والنتيجة، كما يقول الدكتور الحسبان، أن كل المؤشرات تقول وبأعلى الصوت أننا بتنا في ربع الساعة الأخير إن استمرت تلك المسارات القاتلة على حالها، وإن لم يحدث قرار استراتيجي بمراجعة تفضي إلى تغييرات بنيوية في المجتمع والدولة والسياسة الخارجية!

 

بعد تعاظم غول المديونية، وسيطرة صفة إدارة الأمور بالقطعة، ودون سياسات مدروسة، بدأنا نشهد التصدعات المخيفة والانهيارات في بنى المجتمع، حتى بتنا ننتظر لحظة الحقيقة، أو الانفجار العظيم!
 


وإلى ذلك، مما لم يذكره الدكتور الحسبان، تلا ذلك وترافق معه بيع جل إن لم يكن كل مقدرات الدولة، تحت مسمى براق هو "الخصخصة" وبدا أن بضعة مممن يسمونهم "رجال أعمال" يحكمون ويرسمون في مصائر ورقاب الأردنيين، وأصبحوا أقوى من الدولة نفسها، إن لم يكونوا أصلا شركاء في النفوذ والمصالح مع رموزها!

وبالطبع ترافق كل هذا بنمو منظومة سياسية واجتماعية واقتصادية تدور كلها على مبدأ اللامبدأ، حيث نخرت مؤسسات الدولة وبناها الاجتماعية فيروسات الفساد والإفساد والمحسوبية، ولا نقول "النهب" وسادت ثقافة المنسف بمعناها السياسي، إن جاز التعبير، حيث تحول "الوطن" إلى سدر منسف والشاطر من يستطيع أن يستحوذ على أكبر قدر ممكن من محتويات هذا السدر دون نظر إلى أي قانون أو عرف، وفي الأثناء بدأت عملية انهيار متسارعة لعنصر الثقة، أفقيا وعموديا، بين الفرد والفرد، وبين الفرد ومؤسسات الدولة، وحتى بين مؤسسات الدولة نفسها، فتآكلت هيبة الدولة، واستفحلت المشكلات الناتجة عن انهيار الاقتصاد وعبثية السياسات الحكومية وتحولها إلى جهة همها جباية كل ما تقدر عليه من جيوب الناس، وبعد تعاظم غول المديونية، وسيطرة صفة إدارة الأمور بالقطعة، ودون سياسات مدروسة، بدأنا نشهد التصدعات المخيفة والانهيارات في بنى المجتمع، حتى بتنا ننتظر لحظة الحقيقة، أو الانفجار العظيم!

والأمر ليس مقصورا على الحالة الأردنية، فهي أنموذج عربي ممثل لكل ما يجري في الوطن العربي، الذي يبدو أنه يجلس على فوهة بركان، ولا ندري متى ينفجر، وإن صرنا نعتقد أننا اليوم أقرب من أي وقت مضى لهذه اللحظة المخيفة، ولا نستبعد أن يكون عام 2022 هو عام الانفجار العظيم!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 03 مارس 2022, 8:26 am

هواجس عربية أثارتها حرب أوكرانيا- روسيا!

-1-
أول هذه الهواجس أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب. بوتين قد يجد نفسه أسيرا لخيار شمشون، يقال إنه كان يأمل أن تكون حربه في أوكرانيا خاطفة وسريعة ومباغتة، ولكن حتى ساعة كتابة هذه السطور يبدو أنه لا دلائل على حسم قريب للحرب، حتى بعد أن بدأ طرفا الحرب مفاوضات، بدا أنها انتهت قبل أن تبدأ، فالبون بين الطرفين ليس شاسعا فحسب، بل مزروعا بالمخاطر والقنابل الموقوتة.

ومع هواجس قيام تلك الحرب، تزداد المخاوف من الولوج إلى عصر جديد على وشك أن تدخله البشرية، لا يستطيع أحد تخيله، فمجرد أن هناك شخصا ما قد يضغط على زر إطلاق قنبلة نووية في أي وقت، يصيب المرء بحالة من يوشك قلبه على التوقف!

هل نحن قريبون أم بعيدون من هذا الخيار؟

لا جواب شافيا، لكن مجرد طرح السؤال هو مدعاة للفزع!
مع هواجس قيام تلك الحرب، تزداد المخاوف من الولوج إلى عصر جديد على وشك أن تدخله البشرية، لا يستطيع أحد تخيله، فمجرد أن هناك شخصا ما قد يضغط على زر إطلاق قنبلة نووية في أي وقت، يصيب المرء بحالة من يوشك قلبه على التوقف!

-2-
ثاني هذه الهواجس وليس بعيدا عن الهاجس الأول، متعلق باعتقاد بات شائعا خاصة في العقل الجمعي العربي، أن هناك "فرجا" ما في طريقه للحدوث، ويتركز هذا الفرج في تطور حالة الحرب إلى ما يفضي إلى دمار كيان الاحتلال الصهيوني، كيف؟ لا أحد من الممكن أن يجيبك، ولكن هذا الاعتقاد بدأ يسري في عقول الناس سريان النار في الهشيم، وهناك سيناريوهات متعددة لهذا التطور، ربما تدور حول انهيار ستار الحماية الدولية الذي تتكئ عليه "دولة" الاحتلال، وبالتالي تركها تواجه "مصيرها" وحيدة، دون جسور جوية تنقل السلاح، ودون حماية الفيتو الدائم في مجلس الأمن، بل ربما يكون هذا المجلس غدا في خبر كان، مع إعادة ترسيم خريطة الكرة الأرضية.

والمحللون الأكثر عقلانية من أصحاب الهواجس، يتحدثون عن ازدياد انكماش الولايات المتحدة على نفسها، وترك الأنظمة والدول التي تحميها لتقلع أشواكها بنفسها، وعلى رأس هذه القائمة كيان العدو الصهيوني، ويذهب هؤلاء مذاهب شتى في الحديث عن عالم متعدد الأقطاب، واحتمالية نشوء حلف أو أحلاف جديدة، تقف في وجه انفراد الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، في قيادة العالم!
المحللون الأكثر عقلانية من أصحاب الهواجس، يتحدثون عن ازدياد انكماش الولايات المتحدة على نفسها، وترك الأنظمة والدول التي تحميها لتقلع أشواكها بنفسها، وعلى رأس هذه القائمة كيان العدو الصهيوني

-3-
وتناسلا من الهاجسين الأول والثاني، هناك هاجس متعلق بنشوء مجاعة في العالم، ليس نتيجة تدمير "سلة العالم" من القمح والشعير والذرة فقط، بل بسبب وقوع انهيار اقتصادي عالمي يفوق في رعبه الركود الاقتصادي العظيم ثلاثينيات القرن الماضي. والمقصود هنا بتلك السلة أوكرانيا وروسيا، بوصفهما من أكبر منتجي الحبوب في العالم، وهذا وضع يفرض البدء بتخزين الغذاء، وسحب الأموال من البنوك، واستبدال الذهب بالعملات الورقية، لأن تلك العملات قد تصبح بلا قيمة في حال انهيار الأنظمة التي ترعاها!

-4-
الهاجس الرابع متعلق بإحياء فقه نهايات العالم، وظهور المسيح الدجال، وتوظيف أحاديث شريفة ونصوص دينية تؤيد أننا على شفير النهايات، ولم يبق بيننا وبين قيام الساعة غير سنوات قليلة، وربما أقل. وقد بتنا نرى ونسمع رجالا وقورين يتحدثون بمنتهى الجدية عن قربنا الشديد من الوصول إلى آخر الدنيا!
هي حتى الآن هواجس وأحاديث، لا يملك أحد إهمالها بالمطلق، ولا التسليم بها، ولكنها حتى الآن أفكار وتهويمات تحتل مكانة كبيرة في العقل الجمعي العربي المولع بالغيبيات، المدمن على حالة الانتظار، انتظار أي تغيير سحري كوني قادم من ما وراء الأشياء والإرادات!

-5-
الهاجس الخامس له علاقة بتلك اللغة الساخرة التي تتحدث عن هشاشة الأنظمة العربية ووقوعها على هامش الحدث الدولي، وانصراف جل بل كل انتباهها إلى فقدان مصدر "خبزها" وعليقة دوابها، من قمح وشعير، فور اندلاع الحرب في أوكرانيا، والبدء بتفقد صوامع حبوبها والخروج بتصريحات تتباهى بأن فيها ما يكفي لشهر أو عام من خبز وشعير. وربما يكون الحديث هنا تحديدا ليس عن "هواجس" فقط، بل عن سقوط حقائق صاعقة على رؤوس المتبجحين من مسوقي أنظمة العرب، يعيدها إلى أرض الواقع الذي يضع كل تلك الأنظمة في خانتها الحقيقية، كأنظمة ورقية هشة طفيلية، وتعيش على هامش الحدث الدولي، وصناعة التاريخ، ودورها ينحصر فقط في تلقي آثار ما يقع من اللاعبين الكبار!

وبعد..

هي حتى الآن هواجس وأحاديث، لا يملك أحد إهمالها بالمطلق، ولا التسليم بها، ولكنها حتى الآن أفكار وتهويمات تحتل مكانة كبيرة في العقل الجمعي العربي المولع بالغيبيات، المدمن على حالة الانتظار، انتظار أي تغيير سحري كوني قادم من ما وراء الأشياء والإرادات!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 29 سبتمبر 2023, 6:21 am

مرحى بالتطبيع

ليس تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني شرّا بحتا، وإن يبدو كذلك. صحيحٌ أنه يفتّ في عضد الأمة، ويفتح المجال للسم الصهيوني للتسلل إلى العقل الجمعي العربي بطريقة “شرعية” وقانونية، إلا أنه في المديين المتوسّط والبعيد يمثل ما يشبه “القنبلة الموقوتة” في حضن العدو، فضلا عن أنه يوفّر فرصة ذهبية لإماطة اللثام عن حقيقة النظام العربي الرسمي، ومدى ولوغه في الانغماس في خطّ سيرٍ عمليٍّ مناقضٍ لتاريخ عريض من الخطاب الإعلامي المناهض للصهيونية، الرافض مشروعها في فلسطين، ليأتي ويستدير بانعطافة جذرية جهارا نهارا باتجاه التحالف الفعلي مع العدوان.
تبدو الصورة الإجمالية للحال العربي بالغة القتامة، فهي تشهد حالات مريعةً من الاقتتال الداخلي، وعلى نحوٍ غير مسبوق، وتعيش احترابا بينيّا وتمزّقا في الصف، وفجوات مهولة بين الأغنياء والفقراء، دولا وجماعات وأفرادا، وثوراتها، كما ثرواتها، تُسرق وتُنهَب، ولكن ثمّة جانبا مضيئا وذا دلالة تاريخية له ما بعده، بدأنا نرى ملامحه تتشكّل وبشكل سريع، وهو متعلق بسقوط الأقنعة عن وجوهٍ طال اختباؤها وراء عمليات تجميل، أخفت ملامح بالغة البشاعة، وأظهرت لنا تلك الوجوه الكالحة بصورة جميلة، والجمال منها براء.
إلى سنواتٍ خلت، كان الخطاب العربي الرسمي يدمدم بمقولة “وطنية” ثقيلة، مفادها أن “فلسطين قضية العرب الأولى”. وتناسلت من هذه المقولة سلسلة من العبارات المعلّبة التي تؤكّد الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والانتصار له، وعبّأ الخطباء الفضاء بالكلام الرنان في محافل الدنيا كلها، وسوّدوا ملايين الصفحات بها، وألفت في ذلك الكتب والقصائد والمعلقات، وشدا الشادون وهدرت حناجرهم بالأغاني الحماسية، وسُطّرت في ذلك ملايين البيانات، وعُقدت أيضا آلاف المؤتمرات والقمم، وكلها توعّدت العدو بالثبور وعظائم الأمور، أو على الأقل “أكّدت موقفها الداعم للشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته المستقلة ودحر الاحتلال” (بالمناسبة حيثما وردت كلمة أكّدت كان مدلولها عكسيا على أرض الواقع، فضلا عن أن هذا التأكيد بلا رصيد عملي، فهي كلمة جوفاء بلا معنى حقيقي!). أكثر من ذلك، وتحت بند “مواجهة الخطر الصهيوني” صُرفت المليارات على تسليح الجيوش، ومُنعت لقمة الخبز عن أفواه الجوعى، استعدادا للمعركة الحاسمة مع “العدو” لبناء ما سمّوه “الأمن القومي العربي”، وسُنّت لذلك التشريعات وقوانين الطوارئ والأحكام العرفية. كيف لا، والأمة في حالة حرب، واستنفار دائم، ولهذا لا وقت لترف “الديمقراطية” لا ولا لـ”مسخرة” الانتخابات والعدالة الاجتماعية، وسواها من “حقوق فارغة” ليس وقتها (!)، فالأمة تمرّ في “ظرفٍ دقيق” و”منعطفٍ تاريخي خطير” و”مرحلة حسّاسة” تقتضي عدم الاهتمام بهذه “السفاسف”، وتركيز الجهد للتصدّي لـ”مخطّطات العدو” الهادفة إلى تمزيق الصفّ العربي، والنيْل من “الكرامة الوطنية والقومية!”، إلى آخر هذه المتوالية من الأكاذيب الكبيرة التي قد تكون مرّت على عقول “الجماهير”.. فماذا كانت النتيجة؟
تتمدّد إسرائيل وتقوى كل يوم، وفلسطين تذوي، ونكبتها “تعرّبت” وتوالدت، فلم تقتصر على الشعب الفلسطيني، بل أنتج النظام العربي نُسخا أخرى وطبعات مزيدة ومنقّحة من النكبات العربية، فأصبحت، تقريبا، لكل بلد عربي نكبته الخاصة به. وامتدّ الاحتلال الصهيوني لفلسطين إلى احتلالات أخرى ملتبسة، تسلّلت إلى احتلال العقول والإرادات … وبدا لنا ماذا كان بعضهم يعني حينما يصف نفسه بنظام المقاومة والممانعة مثلا، أو قلعة الصمود والتصدّي!
أما النقطة المضيئة في ذلك فهي سقوط الأقنعة عن الوجوه التي اختبأت وراءها، فلم يعد العدو عدوّا، وأصبحت المقاومة إرهابا بشكل “رسمي”، والجماعات المقاومة تنظيمات إرهابية. وتبيّن لنا جميعا، بعد كل هذا الدجل، أن من احتضن إسرائيل وغذّاها وأمدّها بأسباب القوة هم أنفسهم من كانوا يتوعدونها بالحساب العسير، وقد كانوا يفعلون ذلك سرّا، وإذ بهم اليوم يجاهرون بهذا، وهنا تحديدا بداية البداية، فتلك لحظةٌ تاريخيةٌ فارقة فعلا في تاريخ هذه الأمة، لها ما بعدها فعلا، فقد تبيّن للجميع “الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر”، ولم تعد الأكاذيب القومية والدينية تنطلي على الصغار قبل الكبار. سقطت كل الأقنعة، ووصلنا إلى قاع القاع، ومن هنا تحديدا، تبدأ رحلة الصعود الحقيقية..
وللمسألة وجه أكثر أهمية من كل ما مضى ربما، أن نسغ الحياة لإسرائيل هو شعورها بالخطر، وديمومة وجود عدو يهدّد وجودها، وهو ما يولد شعورا جامعا لفسيفساء التجمّع الصهيوني في فلسطين. وفي حال بدأ هذا التجمّع بالشعور بالأمن، وتحييد تلك الجيوش التي تحيط بها وكانت تشكل خطرا ما عليها، بدأت تستدعي خلافاتها البنيوية الطاحنة التي كانت نائمة وقت الشعور بالخطر. ولعل ما نشهده اليوم من انقسامات وشروخ داخل تجمّع المستوطنين في فلسطين هو الصورة الأكثر وضوحا لما نقول. السلام أخطر على إسرائيل من الحرب، فهي كيانٌ قائم على العدوان. وكلما اكتمل طوق التطبيع، زاد التفاف الحبل على رقبتها. هذه ليست دعوة إلى التطبيع بقدر ما هي قراءة أخرى له، ربما تحتاج لقراءة أخرى أكثر عمقا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 23 نوفمبر 2023, 3:26 pm

من المسافة صفر
(1)
التاريخ يوم الرابع من يونيو/ حزيران 1967. كان عمري عشر سنوات، بدأ أبي بلملمة متعلقاته من “الخص” المنتصب وسط المزرعة، وهو أشبه ما يكون بالعرّيشة المكونة من القش وأعمدة البوص. قال لي إنه لا بد من العودة إلى البيت، فالحرب على وشك الاشتعال. لم أفهم حقيقة الأمر، مضى وهو يسحبني من يديّ للوصول إلى خط سير السيارات، كي تقلّنا إحداها إلى البيت. وفجأة، قال لي إنه نسي شيئا في الخصّ، وطلب مني إحضاره، عدتُ أدراجي إلى الخصّ، وأحضرت ما طلب مني، وفي اللحظة التي تحرّكت فيها من الخص عائدا إلى أبي، سمعتُ دويّا هائلا ملأ الكون حولي. رفعتُ رأسي إلى السماء بحثا عن مصدر الصوت، كان ثمّة طائرة تطير على ارتفاعٍ منخفضٍ جدّا. هذا الوصف غير دقيق في الحقيقة، فقد أحسستُ أن مقدّمة الطائرة قريبة إلى حد أنني هُيئ لي أنه سيصطدم بأنفي، ولم أكن يومها أعرف معنى “المسافة صفر”. ومن الواضح لي اليوم أنها كانت على وشك صدْم أنفي، وأنها تطير على المسافة صفر مني. وأعقب هذا صوت أكثر رعبا من صوتها، هل كانت قنبلة أم انفجارا ما؟ لا أدري، كل ما أدريه أنني شعرتُ بالتلاشي بسبب الصوت الكوني الذي كاد أن يحوّلني إلى ذرّات غير مرئية!
وصلنا إلى البيت، وكان ثمّة ليلة ليلاء، لا أدري كيف مرّت. وفي الصباح كان القرار “النزوح” من مخيم طولكرم والتوجه إلى الجبال القريبة، لأن المخيم لم يعُد آمنا، هكذا قال الكبار. وفي الأثناء، حينما كانت جموع السكان “تنزَح” إلى الجبال، عادت الطائرة نفسها، التي كادت تصطدم بأنفي، وقصفت جموع النازحين المدنيين، ولم أكن أعرف حينها أنني سأعيش لأرى بعد 27 عاما المشهد نفسه، في غزّة، ومن المسافة صفر، بل أصفار، مرّات ومرات.
هو قائد الطائرة نفسه، وربما ابنُه أو حفيدُه، هو من قصفنا، سواء في الجبال المحيطة بمخيم طولكرم أو سهول قطاع غزّة وشوارعه.
(2)
وعلى سيرة القصف، يُلاحظ شيء غريب في أخباره، والأماكن التي تقصدت طائراتهم قصفها، فقد قصفت المدرسة الكويتية والمستشفى الأندونيسي، والمستشفى التركي، واللجنة القطرية لإعادة إعمار غزّة، والمستشفى الميداني الأردني، والمستشفى الميداني الإماراتي، ومدينة حمد وكل مقرّات الأمم المتحدة، ومدارس “أونروا”، ومستشفى المعمداني والكنيسة التي يضمها، والمدرسة الماليزية، وأبراج مدينة الشيخ زايد، فيما قصفت “محيط” المدرسة الأميركية شمال غزة، لا المدرسة نفسها، ومنزلا قرب المستشفى الأوروبي، لا المستشفى الأوروبي. أما بقية المستشفيات التي لم يرد ذكرها هنا فقد نالت ما نالت من القصف والتنكيل، وخصّ العدو مستشفى يحمل اسم “القدس” قسطا وافرا من البطش، فقد قصف، وتم إخلاؤه من المرضى وحوّله الجيش إلى ثكنة عسكرية. … هل كان ثمّة رسائل إلى الدول والمنظمّات التي تحمل أسماءها المدارس والمستشفيات الغزّية؟ ربما، وربما أثّرت علي أحاسيس “المسافة صفر” فشطّ بي الخيال.
اقتباس :
أسوأ ما في المشهد أن تشعر بالخذلان ممن يُفترض به أن ينجدك، ولكن الأسوأ منه أن تأتيك الطعنة، من مسافة صفر، في الظهر

(3)
سيمرّ وقتٌ طويل حتى نعرف كنه ما جرى ويجري في غزّة اليوم، ولمدة تقارب الخمسين يوما، فهذه حرب سمّتها قناة الحرّة، الأميركية “مفصلية” في العنوان الرئيس الذي يظهر على شاشتها، بعد أن كانت تسميها: “إسرائيل وغزّة: حرب جديدة”. وواضح هنا أن تطوّر مسار الحرب، وفق تقويمات القناة، تحوّل من مجرّد حربٍ جديدة، إلى حربٍ “مفصلية” ما بعدها لن يكون كما قبلها، بحار المنطقة تمتلئ بالغوّاصات وحاملات الطائرات الأميركية والغربية، وتبعتها منذ وقت مثلها الصينية تحسّبا “لاندلاع حرب إقليمية شاملة” كما يقال. وسبق مثل هذا ما كرّره الإعلام الروسي الرسمي عن الاحتمالية نفسها، والحقيقة أن هذه الحرب، بمعنى أو بآخر، هي حرب عالمية ثالثة، فقد قسمت العالم إلى قسمين، وثالث “صغير” حجما، قسم يقف بكل قوة مع المعتدي الصهيوني ويضخّ في دمه كل ما يقدر عليه من طاقة، (راحت أوكرانيا بين الأقدام!)، وقسم يدعم الضحية بالكلام، و”يبدع” بإدانته ووصفه بأقذع الصفات، من دون أن “يفلح” بإرسال قطرة ماء إلى العطشى أو رغيف خبز للجوعى. ولكن من باب العدالة، علينا أن “نشيد” في نجاح هذا القسم بإرسال ما لا يكفي من أكفان للموتى، حتى الأكفان لم تكن لتكفي في ظلّ “غزارة” القتل والقصف، أما القسم الصغير الثالث، فهو غريب فعلا، متخصّص بالطعن بالظهر، والتخذيل، وتسخيف المشهد. وفي باطن هذا الموقف، ينتظر الخلاص من كل ما تسمّى “مقاومة” لأنه يرى فيها كارثة إن انتصرت، تقوّض وجوده!
(4)
أجمل مسافة صفر ممكن أن تراها في حياتك، التي ترفع منسوب الأدرينالين الوطني في دمك، ذلك الفتى الأسطوري، التي يرتدي بنطالا رثّا، يحمل بيده متفجرة من إنتاج محلي، ويضعها، من مسافة صفر، في حضن الدبابة (الأكثر قوة وتحديثا وكفاءة في العالم)، ويعود إلى حضن النفق الحنون، ليحتضن رفيقه الذي ينتظره، ليذخره بمقذوفةٍ أخرى، وليكرّر المشهد نفسه، على نحو مستحيل، لا يمكن لأكثر العباقرة في العلم العسكري أن يفسّروا سرّه.
أسوأ ما في المشهد أن تشعر بالخذلان ممن يُفترض به أن ينجدك، ولكن الأسوأ منه أن تأتيك الطعنة، من مسافة صفر، في الظهر ممن كنت “تسيء” الظن به، وتحسب أنه يمكن أن يكون عونا لك، فإذ به يحاول الإجهاز عليك، فينطلق لسانك بقولة المتنبّي وقلبك ينزّ ألما:
وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ/ فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالجمعة 29 ديسمبر 2023, 10:59 pm

صناعة البطل البديل وحلّ العودتين
(1)


تستعصي فضائل “طوفان الأقصى” ومنجزاته على الحصر، فهي أشبه بطوفان نوح، حين غمرت الأرض المياه وتفجّرت من كل جانب، فأغرقت كل شيء، وصنعت واقعا جديدا يكاد يكون ممتدّا في كل مناحي الحياة على كوكبنا، بل يبدو أن من اختار تسميتها الطوفان كان يدرك أنه يتحدّث عن حدث زلزالي كوني، يشمل، في آثاره، كل مظاهر الحياة في منطقتنا وكثير من مناطق العالم. ولا تخطئ العين كثيرا من التغيّرات التي ضربت بلادنا جرّاء هدا الطوفان، فقد كتبت في هذا الموضوع آلاف الصفحات، ولم يزل الباب مفتوحا للمزيد، فالطوفان في ذروته ولم تبتلع الأرض ماءها بعد، ولم تزل السفينة في عُباب البحر ولم تستو بعد على الجودي. ويبدو أن من يسعده الله هو من يلهمه الركوب فيها، أما من يتخلّف عن هذا فالله وحده أعلم ما سيكون مصيره، وما نقوله هنا ليس مبالغة بقدر ما هو استقراء أولي ستظهر آثاره، وبعضها بدأ بالظهور، في المديين المتوسط والبعيد.


(2)


بعيدا عن القراءات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي بدت نتائجها ظاهرة للعيان، سواء على الكيان الصهيوني أو من يناصره ويدعمه، ومن يصطفّ إلى جانب أصحاب السفينة، هناك “ثمار” بدأت تُؤتي أكلها في الجانب الاجتماعي بشكل صارخ، حيث نلحظ تغيّرا عميقا في اهتمامات الجيل الناشئ، سواء في بلادنا أو بلاد الفرنجة. وفي هذا الأمر، يحدّثني أحد الأصدقاء أنه دخل إلى غرفة ابنه المراهق، فراعه أن كل الصور التي كان يعلقها على الحائط قد تغيّرت بشكل كامل، حيث كان يضع على الحائط صور مطربين ومغنّين وملصقات ألعاب إلكترونية، ونجوم كرة قدم، ومن يسمّونهم “مؤثّرين” على منصّات الإعلام الشعبي، واستبدل هذا كله بصور لأبي عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، وصور الشيخ عز الدين القسام نفسه، وصور مقاتلين من “حماس”، وصور للقصف والبطولات في غزّة، وازدانت غرفته أيضا بتشكيلات للكوفية البيضاء والسوداء، التي غدت رمزا للمقاومة. ويقول لي صديقي إن ابنه من لحظة انطلاق الطوفان غدا شخصا آخر، يتابع الحدث السياسي، ويهتم بتفاصيل الأخبار، ويناقش في الحرب والعدوان، وينفعل مع أحداثه، ويصل به إلى حد البكاء أحيانا كلما أوغل العدو في عدوانه، وكان من قبلُ لا يلقي بالا لكل هذه الأمور، فقد شغلته كرة القدم والمغنّي الذي يتراقص عاري الصدر على خشبة المسرح، وكان مأخودا بالألعاب الإلكترونية، حتى أنه اليوم بدأ يخطّط لتصميم لعبة إلكترونية تحكي قصة المقاومة، ومناجزة العدو، وتتحدث عن بطولات القسام والحرب وفلسطين.


ليس هذا الفتى الوحيد الذي قلبت الحربُ كيانه، فجيله كما يبدو بدأ يبحث عن “بطل” بديل، يلهمه ويشعل خياله، ويخرجه من دائرة الاهتمامات التي صرفت عليها الميديا الدولية المرتبطة بالصهيونية والماسونية مليارات الدولارات لسرقة عقول الجيل، وإلهائه عن واقعه، وملء خياله بأحلام وطموحات وخطط أبعد ما تكون عن هم فلسطين والأمة ومشكلاتها. وبعبارة أخرى، مسحت عملية طوفان الأقصى طبقاتٍ من الوهم المتراكم على الوعي الجمعي للشباب اليافع، وردّتهم إلى أنفسهم فبدأوا يبحثون عن بطولاتٍ أخرى بديلة للبطولات التي صمّمت، لكي تلهمهم وتشغلهم، وهذا عملٌ جبّار، لم يكن ليحصل إلا بحدث مزلزل يصل مدى تأثيره إلى لبّ الوعي الجمعي، وعلى الأغلب، فإن من صمم عملية الطوفان لم يكن ليتخيّل أن آثارها ستمتد إلى هذا العمق!


(3)


أكثر من هذا، لم يقتصر تأثير الطوفان على العقل الجمعي العربي، بل امتدّ إلى العقل الجمعي الغربي على نحو أو آخر، وإنْ بتأثيراتٍ مختلفة، وامتدادات لم تطل الجيل الشاب، بل تعدّته إلى الأجيال الأكبر سنا، حيث بدأ هؤلاء، كل وفق فهمه، يتساءل عن سرّ الصمود الأسطوري لأهالي غزّة، ليدركوا، بعد بحث وتنقيب، أنه عائدٌ إلى إيمانهم بالإسلام والقرآن، وهو ما دفع هؤلاء إلى قراءة القرآن الكريم والتثقف في الإسلام، ليدركوا أثر الدين في نفوس عمالقة غزّة، وهو ما أدّى، بالتالي، إلى دخولهم في دين الله أفواجا. ويكفي أن يُشار هنا إلى استطلاع الرأي الذي كشف أن أكثر من نصف الشباب الأميركيين يؤيدون “حماس”، ويرون الحل في نهاية إسرائيل وتسليمها للفلسطينيين و”حماس”، ما يعني أن هؤلاء مع ما سمّي حلّ العودتين، أي عودة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين، وعودة اليهود إلى بلادهم التي أتوا منها، لا حلّ الدولتين الدي ظل يتردد على ألسنة معظم زعماء العالم من دون أن يكون له ولو نصيب قليل من الرصيد الواقعي على الأرض!


وإلى هذا، استوطنت بطولات غزّة وصمودها الضمير الجمعي العالمي، وأحدثت ما سُمّيت الانتفاضة الشعبية متعدّدة الأعراق، التي اجتاحت مظاهره أصقاع العالم، متضامنة مع فلسطين، وخالعة التأييد الأعمى لإسرائيل وسياساتها المتوحّشة في فلسطين، إلى الحد الدي جعل الرئيس الأميركي بايدن يقول، بعباراتٍ لا تقبل التأويل، إن سلامة الشعب اليهودي على المحكّ حرفيا “نتيجة فقدان إسرائيل للدعم الدولي الأعمى”.


طوفان الأقصى كانت تسمية عبقرية لحدثٍ ضخمٍ لم يزل يتفاعل، وربما يكون بداية جديدة لكتابة تاريخ جديد ليس للمنطقة، بل لكثير من مناطق العالم.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 30 مايو 2024, 11:09 am

تفكيك أحزمة أمان الكيان الصهيوني
ليس الكيان الصهيوني “دولة” بالمعنى المألوف للدولة، فهو مشروع استعماري ضخم مموّل على نحو شبه كامل 

من الولايات المتّحدة (ومن يدور في فلكها عرباً وعجماً)، وهو، بهذا المعنى، أشبه ما يكون بإمبراطورية كبيرة 

تقع تحت الحماية الغربية الكاملة، وأيّ تبجح صهيوني خارج هذا الفهم الشامل لا يُعتدّ به، وكلّ خزعبلات 

وتصريحات غلاة الصهاينة المتدينين، التي يلمزون بها الإدارة الأميركية بزعم استقلال الكيان وحرّيته في اتخاذ 

قراراته، محض كلام لا رصيد له، أمّا هذرمات رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، غير مرّة، إنّ “إسرائيل” ستقف 

وحدها، إنّ اضطرّت، في وجه أعدائها فهي من نوع الفشخرة الكاذبة التي دأب الكاذب الأكبر في الكيان على 

صرفها بغير حساب.

وتأسيساً على هذا الجذر في فهم بنية الكيان، يمكن فهم الطريقة التي يُفكّك بها، وهو أمر بدا قريباً أكثر من أيّ 

وقت مضى، ومن الصعب، هنا، التكهن، حتَّى وفق الدراسات المستقبلية الاستشرافية، بالزمن الفعلي الذي 

تستغرقه عملية التفكيك، لكنّ هناك استقراءات مُهمّة لبدء تفكيك وتفكّك أحزمة الأمان التي تحيط به وتمنعه من 

الانهيار، وما حلّ بها تحديداً قبل وبعد “طوفان الأقصى”، والمعركة الطاحنة التي لم تزل تدور رحاها في فلسطين 

عموماً، وغزّة تحديداً.

أول أحزمة الأمان التي اهتزّت أركانها قبيل “طوفان الأقصى” بقليل، ذلك الشرخ الهائل الذي أصاب مجتمع الكيان 

في الاحتجاجات التي رافقت معركة التعديلات القضائية، التي ارتأى قسم كبير من سكّان الكيان الصهيوني أنّها 

تستهدف تغيير هُويّة “الدولة”، من نظام ديمقراطي إلى نظام أشبه بالأنظمة الثيوقراطية، إذ تتمدّد سلطة رجال 

الشريعة والدين على حساب رجال الدنيا والعلمانية، وأخذت هذه المعركة شكل التعديلات في القوانين الأساسية 

الناظمة للعلاقة بين السلطات، وتركّز الأمر فيما عُرف بقانون المعقولية، الذي سلب المحكمة العليا بعضاً من 

سلطاتها لمصلحة السلطة التنفيذية، ولسنا هنا في وارد شرح تفاصيل هذه المعركة، لكنّ دلالاتها بدت في إيجاد 

نوع من الدمار، الذي لا يرجى إصلاحه، في ما يسمّى “وحدة الأمّة”، وهو أمر يعوّل عليه كثيراً في الكيان، 

باعتباره “جزيرةً” معزولةً وسط بحر مُعادٍ، فهي جسم غريب عن الشرق بكلّ صفاته، غير مُنتمٍ فعلاً لا إلى دينه 

ولا إلى عاداته ولا إلى لغته، ولا إلى حضارته عموماً، الأمر الذي يقتضي لصموده الحفاظ على حدّ معين من 

الوحدة والتماسك لمواجهة “الأعداء”، وقد أصابت معركة التعديلات القانونية، تلك، هذه الوحدة في مقتل، ومن 

يرقب الأحداث التي كانت سائدة إبّان تلك المعركة يعلم أنّ أحد أحزمة أمان الكيان الأكثر أهمّية أصابها عطبٌ لا 

يُرتجى إصلاحه، ورافق تلك المعركة تداعيات كانت بمثابة قنابل موقوتة في بنية الكيان، وحان وقت انفجارها، 

وأهم هذه القنابل الصراع المزمن بين المتدينين والعلمانيين، خاصّة بعد تعاظم حضور الدين وأهله في مفاصل 

الحياة المُهمّة في الكيان، سيّما الأجهزة الأمنية والجيش، ولم يُؤثّر هذا الحضور في زيادة توحّش أساليب الاحتلال 

الموجّهة للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال فقط، بل تعدّاه إلى العلاقة البيّنيّة داخل مستعمري الكيان.

ثاني أحزمة الأمان، التي اهترأت على نحو لا يُمكن إصلاحه، ما يُسمّى قوّة الردع أو ردع القوّة، وهي قيمة حرص 

الكيان على زرعها في العقل الجمعي العربي كي لا يُفكّر أحدٌ في “التجرؤ” على مهاجمته، باعتبار أنّ أيّ محاولة 

من هذا النوع مآلها الفشل، ولطالما تحدّث قادة الكيان عن أهمية زرع الخوف والرعب في نفوس “الأعداء” 

لردعهم عن أيّ محاولة لمهاجمته، وقد رافقت عملية بناء هذا “الردع” ألوان شتَّى من التوحّش، لا يبدأ من 

ارتكاب المذابح البشعة ولا ينتهي عند التنكيل بالأسرى، وتحويل حياة الفلسطيني تحت الاحتلال إلى عذاب دائم، بل 

يشمل طيفاً واسعاً من الإجرام الصهيوني المُقنّن والمُؤسّس له بطائفة من الأدبيات والقوانين، كي يبدو هذا 

التوحّش ضرباً من السلوك القائم على القوننة والتنظيم، وبالطبع، وكما هو واضح لكلّ ذي بصيرة، فقد بدّدت 

معركة طوفان الأقصى كلّ معاني الردع، ووضعت مفهومه تحت أرجل مقاتلي المقاومة وصمود حاضنتها الشعبية، 

التي أبدت صلابة يكاد يعجز عنها بنو البشر، وذهاب ريح الردع، بهذا المعنى، أعاد للعربي، عموماً، الثقة بالقدرة 

على هزيمة الكيان، فلم يعد أقلّ الأعراب شأناً يؤمنون باستحالة هزيمته، بعد أن هزمت المقاومة الهزيمة نفسها 

المستوطنة في العقل الجمعي العربي، بصمودها العنيد وإثخانها في جيشه، فحوّلته أضحوكةً في الإعلام الغربي 

المُنْصِف، ولدى كثير من قادة العالم المُنعَتِقِين من سيطرة كذبة “اللاسامية”، وهذه الكذبة، تحديداً، هي حزام 

الأمان الثالث، الذي بدأت خيوطه بالتفكّك، بعد أن كان قلعة يستحيل الاقتراب منها، فما بالك بالبدء في هدمها؟

تهمة اللاسامية، في الأصل، تلصق عادة بالذين يعادون اليهود “شعباً” سامياً، وهو مفهوم خاطئ من أساسه، لأنّ 

اليهود ليسوا الشعب السامي الوحيد، فالعرب ساميّون أيضاً، لكنّ الدعاية اليهودية احتكرت السامية أولاً، ثم حوّلت 

كلّ انتقاد لسياسات الكيان نوعاً من معاداة اليهود أو اللاسامية، إلى حدّ أن أصبح هذا المفهوم مترجماً في قوانين 

غربية تبني سياجاً حول الكيان وتحميه من النقد، وجاءت الانتفاضة الشعبية العالمية ضدّ جرائم الكيان في غزّة 

وعموم فلسطين، لتنحّي هذا “البعبع” جانباً، وتبعث في نفوس أحرار العالم ما يكفي من الشجاعة لركل هذا “

الحزام” بأرجلهم، وكانت هذه أحد أكثر ثمار “طوفان الأقصى” أهمّيةً، وتبع هذا، بالطبع، عملية البدء بتفكيك 

الغطاء “الشرعي” الدولي للكيان، فغدا في غير ساحة مطارداً قانونياً ومنبوذاً، وما وضعُ أرفع قادته في قائمة 

المطلوب اعتقالهم إلا التعبير الأكثر وضوحاً عن ما نقول.

جديد أحزمة الأمان، التي تداعت، وربما أخطرها، العطب الذي أصاب “أسطرة” جيش الكيان وأجهزة استخباراته، 

بعد أن نكّلت بهما المقاومة الفلسطينية، أولاً، حين استطاعت اختراقهما في بداية الطوفان، ثمّ بمواجهة جيش 

الاحتلال بعد دخوله غزّة، ولا نقول احتلالها، لأنّه لم يستطع حتَّى الآن احتلال حتى متر مربّع منها، رغم اجتياح كلّ 

أراضيها. وهكذا، بدا الكيان وقد فقد أو كاد كلّ أسيجة أمانه، وهو ما يُؤذِن ببداية فعلية لتفكيكه، فإذا أضفنا إلى كلّ 

هذا بدء عملية زوال الغطاء الدولي له، أو ما يسمى زوال “الشرعية” الدولية، وبدء تخلّي بعض القوى والأنظمة 

والدول عن حمايته بعد أن أصبح مطارداً في المحاكم الدولية، فهمنا المغزى من حديثنا عن البدء الفعلي لعملية 

تفكيك أحزمة أمان الكيان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!      حلمي الأسمر   قلم «رصاص» و«محاية»!     - صفحة 4 Emptyالخميس 17 أكتوبر 2024, 9:33 am

كي لا تكون الضحية التالية
حلمي الأسمر

حين "يتضامن" غربي، أميركي أو أوروبي، أو حتى من أفريقيا أو آسيا، مع ضحايا الهمجية 

الصهيونية في فلسطين أو لبنان، فهذا يعني أن هذا الشخص يشعر أن هناك كسراً للقواعد الأخلاقية 

التي تعلّمها أو اكتسبها، فوفقها من حقّ الإنسان أن يعيش بكرامة، وقبل هذا أن يعيش أصلاً، لا أن 

يُقتل بقصف بمسيّرة أو قذيفة طائرة أو سحقاً تحت سقف منزله، أو أن يتحوّل إلى دمية بين يدي 

سجّان سادي يذيقه ألواناً من العذاب فقط لأنه وقع أسيراً بين يديه، ولا يملك القدرة على الدفاع عن 

نفسه. تلك المشاعر التي تنتاب المتضامن إنسانية بحتة، غير ممزوجة بما أشعر به أنا العربي اللاجئ 

من يافا للمرّة الثانية، أو الثالثة حتى قبل أن أولد، فقد لجأت عائلتي من قرية جميلة وادعة تبعد قليلاً 

عن يافا قبل أن أرى الحياة (أصبحت أراضيها في ما بعد أغلى بقعة في فلسطين المحتلة، فهي حالياً 

جزء مما يسمّيها العدو تل أبيب الكبرى، أو مركز الكيان!). وشاء القدر، أو الاحتلال على وجه 

التعيين، ألا أولد في بيتنا الوادع الجميل القائم بين بحر ونهر، بل في "خيمة" أقيمت على عجل، 

لإيواء من لجأوا فراراً من القتل، على بعد نحو 60 كيلومترا من مسقط رأس والدي، في بيتنا الأول، 

وهي المسافة التي تفصل بين يافا ومخيم طولكرم، ويبعدان بعضهما عن بعض أقل من ساعة 

بالسيارة، لكنها مسافة ضوئية، كأنها تفصل بين جرمين سماويين، فبين "تل أبيب" والمخيّم الذي 

تحول إلى ساحة قتال اليوم أكثر من نصف قرن من الأحداث.

مفهومٌ أن يتضامن ذلك "الغريب" مع غريب آخر وقع ضحية احتلال، لأسباب إنسانية بحتة، لكن 

لـ"تضامني" مع الحدث ذاته كيمياء أخرى معقدة كثيراً، ليس فقط لجهة أن تلك الضحية التي 

أتضامن معها عاشت تقريباً بعضاً من المراحل التي عشتها فقط، لا، بل لأنني ذُقت بعضاً مما ذاقت، 

والأهم والأخطر أنني لا أملك أي ضماناتٍ ألا أكون الضحية الثانية، وهنا بيت القصيد.

هل هناك أي ضمانة من النظام العربي الرسمي أن لا نكون نحن العرب الذين نقيم خارج دائرة النار 

الضحية القادمة للوحش الصهيوني الهائج؟

وبحسبة بسيطة تأخذ بالحسبان ما يقذِف به في وجوهنا غلاة الصهاينة صباح مساء، فلا يوجد عربي 

واحد بين النيل والفرات في منأىً من أن يكون الضحية القادمة، فتلك الأرض التي يسكنها أهلها منذ 

قرون طويلة باتت حلم الصهاينة من أبناء "أبراهام" لإقامة حلمٍ مستندٍ إلى نبوءة أو "وعد!" 

توراتي من إلههم "يهوه" بأن تكون "وطنهم". ومع ازدياد "خضوع" أنظمة الحكم في تلك البلاد 

وما يبدو تساهلاً مع الاحتلال وتقبّلاً له بوصفه واقعاً لا سبيل لتغييره، زادت شهيّة التوسّع وتحقيق 

وعد يهوه، فأنت حين ترى من يفترض أنه خصمك وعدوك يعاملك وكأنك صاحب البيت لا مغتصبه 

بكل ودّ وترحاب، ستبدأ على الفور التفكير في كيفية طرده من البيت أو حتى قتله ورميه خارجاً، 

خصوصاً حين يكون الطرف الآخر مدجّجاً بثقافة سادية تنظر إلى الآخرين بوصفهم عبيداً له، لا 

شركاء له على هذه الكرة الأرضية. وفي المحصلة، ليس عليك وحدك أن تشعر بأنك ربما تكون 

الضحية التالية، بل كل الذين يعيشون على تلك الأرض "الموعودة" لغيرك. من هنا، تتحوّل مشاعر 

التضامن الإنساني إلى وقود لاستفزاز غريزة الرغبة في البقاء والدفاع عن الذات! أما الذين "

يعجزون" عن الوصول إلى تلك المرحلة من المشاعر، ويُهيأ لهم أن ما يجري في مخيم جباليا في 

غزّة أو مخيم طولكرم في الضفة الفلسطينية المحتلة أو بلدة الخيام في لبنان لا يعنيهم كثيراً، أو أنه 

بعيد بما يكفي كي لا يكون مصيرهم كمصير من عاشوا في تلك الأماكن، فهؤلاء يعيشون في غيبوبةٍ 

إراديةٍ لا شأن لها بالواقع الكارثي المحيط بهم. هؤلاء ضحايا وهم بثّته في وعيهم ولاوعيهم وسائل 

دعاية تنشرها أنظمتهم التي تعرف أن ثمن بقائها ديمومة إبقاء "القطيع" نائماً في تلك الغيبوبة، 

ساهياً لاهياً عما يُعدّ له، مما ذاقه إخوتهم في الأرض التي سيطرت عليها جماعة وعد يهوه!

بهذا المعنى الذي استغرق شرحه الفقرات أعلاه، يصبح "التضامن" ليس واجباً فقط، بل فرض عيْن 

على كل من يقيم على تلك الأرض "الموعودة"، وهو في الحقيقة ليس تضامناً مع آخر، بل وقوفٌ 

مع الذات ودفاع عنها، إنه يشبه أن تهبّ لإطفاء الحريق عند جارك كي لا تمتدّ النيران إلى بيتك.

نحن أمام عدو لا يقبل شركاء، بل عبيداً أو من دون ذلك

لقد أنفقت جماعة وعد يهوه مالاً كثيراً، كي تبث طيفاً هائلاً من الأوهام والأكاذيب والمفاهيم الخاطئة 

لتبقي من هم خارج دائرة "الصراع" المباشر للعيش في حالة رخوة من الرخاء والاطمئنان الكاذب، 

لتحييدهم وإبعادهم عن نصرة إخوتهم، بزعم أنهم خارج دائرة الخطر، مع أنهم في صلب هذه 

الدائرة، والدور قادم عليهم كي يكونوا الضحية التالية، إن لم يكن اليوم فغداً، وساعدتها في هذا 

الجهد "الجبار" آلة إعلامية لأنظمةٍ تستمدّ من هذا الوهم نسغ بقائها، وديمومة "أمنها" المستمدّ في 

الأصل من أمن جماعة الوعد المزعوم، وتلك أكبر عملية نصبٍ وتزييف مرّت بها بلادنا في العصر 

الحديث.

باختصار.. اليوم فلسطين ولبنان، وغدا الأردن ومصر وسورية، وبعد غد مكّة المكرمة والمدينة 

المنوّرة، وبعده أو معه، المغرب وليبيا وتونس وعُمان والجزيرة العربية كلها. الدفاع عن الأقصى 

دفاع عن مكّة والمدينة، ومن يرضى بفناء غزّة وشجّع العدو وأعانه على ارتكاب جريمته هناك وقّع 

له على صكّ تنازل، ليس عن كرامته وشرفه وعرضه فقط، بل عن وجوده هو فيزيائياً، لأننا أمام 

عدو لا يقبل شركاء، بل عبيداً أو من دون ذلك.

هل هناك أي ضمانةٍ من النظام العربي الرسمي أن لا نكون نحن العرب الذين نقيم خارج دائرة النار 

الضحية القادمة للوحش الصهيوني الهائج؟ ماذا أعدّ هذا النظام لحمايتنا؟ هل بنى لنا خنادق؟ هل 

سلحنا؟ بل هل أطعمنا من جوع وآمننا من خوف؟ أيّ شرعيةٍ بقيت لهذا النظام كي ندين له بالولاء؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»!  
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4
 مواضيع مماثلة
-
» هل انتهى الحلم الصهيوني؟ حلمي الأسمر
» رصاص الجنود الإسرائيليين والمستوطنين يوقع 40 شهيدا كل شهر على الأقل
» عمر حلمي الغول
»  الفيلم البولندي «الحدود الخضراء»: اللاجئون رصاص حي في عقيدة العنصريين
» الإسلام والدولة المدنية حلمي الاسمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: