| حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الإثنين 24 أبريل 2017, 5:14 am | |
| طلب الدبس من نمس بلفور! الحكومة البريطانية لم تعتذر عن اعتذارها عن وعد بلفور، بل رفضت الاعتذار من حيث المبدأ، بل تفاخرت بأن الوعد كان عملا «أخلاقيا» حيث اعتبرت في ردها الرسمي على المطالبة بالاعتذار، أن «منح وطن قومي لليهود هو فعل أخلاقي وصائب»! لم يكن معدو المطالبة بالاعتذار وهم مركز العودة، يتوقعون الكثير من بريطانيا، فلم يتغير شيء ذو بال بالنسبة للاحتضان الأممي لمشروع الصهاينة في فلسطين، بعد أن تخلى النظام العربي الرسمي عن القضية، ولم يبق من أحد يحمل الأمانة إلا منظمات وهيئات ومؤتمرات وتجمعات شعبية، لم تزل تذكر العالم بفلسطين، في زمن لم يعد للأخلاق من صوت سوى ما صدحت به حناجر الناس العاديين، فيما شوكة الأنظمة مشغولة بالبحث عما يسمونه «الإرهاب» وهو نتيجة طبيعية لظلم وعسف الأنظمة، وصناعة الاستبداد! وقع على مطالب حملة الاعتذار أكثر من 13 ألف بريطاني، وكانت تستهدف الوصول إلى جمع 100 ألف توقيع، خلال ستة شهور، وجاء حرفياً في الرد الرسمي: «إن حكومة بريطانية لا تعتزم الاعتذار عن الوثيقة التاريخية، نحن فخورون بدورنا في تأسيس دولة إسرائيل» وأوضحت أن ما تهتم به الآن هو تشجيع «السلام!» فقط، بينما تجاهلت في ردها معاناة الفلسطينيين جراء احتلال أرضهم والظلم الواقع عليهم على مدار عقود بسبب الممارسات العنصرية التي تؤكدها تقارير الأمم المتحدة وتقرير الأسكوا الأخير. وعلاوة على ذلك، لمحت إلى وجود روابط دينية وتاريخية مع فلسطين وإلى الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في تلك الحقبة، بينما أغفلت بشكل تام الفظائع التي وقعت في فلسطين على يد العصابات الصهيونية التي سهلت دخولها خلال فترة الانتداب والتي ارتكبت مجازر ممنهجة نتج عنها تهجير أكثر من 570 قرية فلسطينية من سكانها عام 1948م. واعترفت الحكومة لأول مرة في تاريخها (وبخجل شديد) في ردها بوقوع تقصير في حماية حقوق الفلسطينيين، وخلل في الضمانات والتعهدات التي قطعتها في نص الإعلان قائلة «نحن ندرك أن وعد بلفور كان ينبغي أن يدعو إلى حماية الحقوق السياسية للطوائف غير اليهودية في فلسطين، ولا سيما حقهم في تقرير المصير» وتابعت: «غير أن الشيء المهم الآن هو التطلع إلى الأمام وتحقيق الأمن والعدالة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال سلام دائم». هكذا إذاً، تحول غير اليهود، وهم سكان البلاد وأهلها واصحابها، إلى مجرد «طوائف» لا غير، وهو تعبير لا يشكل احتقارا لغير اليهود فقط، بل يجعل من اليهود هم «الاصل» وغيرهم شراذم أو أقليات تستحق «العطف» ومع هذا لم ينالوا هذا العطف أصلا! صاحب العريضة، وهو مركز العودة الفلسطيني أكد أن الهدف الشعبي والتعريفي قد تحقق من العريضة وهو تحويل قضية وعد بلفور إلى قضية رأي عام داخل وخارج بريطانيا. كما أعلن المركز عن تصعيد آليات الحملة وفتح باب التوقيع عالمياً لممارسة مزيد من الضغوط على حكومة وعد بلفور، وسيعلن خلال الأيام القادمة عن خطته لما بعد رد الحكومة، جهد شعبي لا بأس به، لكنه يبقى محض «إعلام» وتحريض ناعم، وهو بالتأكيد جهد المقل، والمستطاع، ولا يغني عن المقاومة التي شرعتها كل المبادىء السماوية والأرضية، قبل أن يخلطها القتلة والمجرمون، بسموم «الإرهاب»! رد بريطانيا الرسمي هو بمثابة تجديد لوعد بلفور في ذكرى مئويته الأولى، وهي رسالة شديدة الخشونة والقسوة، لمن يبحث عن الدبس من النمس! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الخميس 27 أبريل 2017, 7:28 am | |
| صناعة الخرّوب! -1- قضيت وقتا لا بأس به وأنا أعد نفسي لكتابة هذا المقال، باحثا عن اسم فيلم أجنبي طريف، يقوم على فكرة عبقرية ذات دلالة فلسفية عميقة، وللأسف فقد نسيت اسم الفيلم، لكن قصته لم تزل عالقة في ذهني، وهي باختصار شديد تتحدث عن حياة شاب منذ ولد يعيش فيما يشبه الاستوديو، حيث ثمة مخرج ومصورون، وديكورات، يسجلون كل ما يجري في حياة الفتى حتى بلوغه سن الشباب، حيث يكتشف ان كل ما مر به من أحداث منذ ولادته لم يكن غير سيناريو وممثلين وديكورات، حتى والديه لم يكونا والديه، باختصار، يقول الفيلم أن كل ما نراه ونعيشه ليس حقيقيا، بل هو مجرد تمثيل ووهم، وسيناريوهات معدة مسبقا! -2- الفكرة من حيث المبدأ مرعبة، فيما كنا فعلا نعيش في حياة افتراضية، ونحن فيها ممثلون في استوديو كبير، وكل من حولنا مجرد ممثلين، وكل ما نراه مجرد ديكور، والحقيقة أن حياتنا ليست بعيدة عن فكرة الفيلم، فثمة ما يقل عن واحد في المائة من سكان هذا العالم، هم من يقودون الكرة الأرضية ومن عليها، ومن يصنعون مصيرها، أما التسعة وتسعين في المائة، فهم مجرد كمبارس في فيلم الرعب هذا، قد تكون هذه الفكرة شديدة التطرف ومبالغا فيها، لكنها ليست خيالية، أو خالية من الحقيقة، خذوا مثلا تصريحات ونشاطات الساسة وقادة العالم ومشاهيره الذين نهتم بنشرها نحن الصحفيين، إن كل ما ننشره هو عبارة عن «خروب» والخروب كما هو معلوم: قنطار من الخشب ودرهم من الحلاوة، والحلاوة هنا هي حجم الحقيقة فيما ننشره، أما الخشب، فهو «مكملات» وإضافات لا لزوم لها، إلا أن تخفي درهم الحلاوة! -3- حجم الكذب في حياتنا الخاصة والعامة على حد سواء يستعصي رصده على كل أجهزة كشف الكذب التي صنعها الإنسان حتى الآن، ولو تسنى للجمهور أن يعرف فعلا حقيقة المشهد الذي يحيا داخله لأصيب بالجنون، شأنه شأن بطل الفيلم إياه، يكفي أن تقرأ ما كتبه الفيلسوف نعوم تشومسكي عن الاستراتيجيات العشرة التي يعتمدها الاعلام للسيطرة على عقول الجمهور، لتعلم أي وهم تحسبه واقعا، فـ «ليس كل ما يُقال تصدقه، ولا يمكن النظر إليه على أنه يمثل الحقيقة الكاملة، فالـواحد في المائة إياهم، يُخفون أجنداتهم وخطتهم الحقيقية باستخدام الإعلام والدعاية، اللذين لهما الدور الأبرز في تشكيل الرأي العام وتكوينه، فبفضلهما تنشأ حركات اجتماعية أو تندثر، وتبسط وتخفف بعض الأزمات الاقتصادية، وتٌبرر الحروب، ويتم تأجيج وإشعال الخلافات بين الأيديولوجيات المختلفة» على حد تعبير تشومسكي، الذي اعتمد في بلورة نقاطه العشرة على «وثيقة سريّة للغاية» يعود تاريخها إلى أيار مايو 1979، وتمّ العثور عليها سنة 1986، و تحمل عنوان: «الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة «، وهي عبارة عن كتيّب أو دليل للتحكّم في البشر والسيطرة على المجتمعات، فابحثوا عنها واقرأوها لتدركوا مغزى ما أقول لكم! -4- إذا كان شخص واحد كمؤسس موقع فيسبوك استطاع أن يؤسس «جمهورية» عدد رعاياها يقارب ربع سكان العالم، صرف لهم بطاقة عضوية اختيارية، يبوحون كل يوم عبرها بكل ما يجري معهم تقريبا، طائعين مختارين، فلنا أن نتخيل حجم ما لم يعلن عنه بعد، مما يفعله الواحد بالمائة من سكان العالم، الذين يكادون يتحكمون في كل شيء! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 03 مايو 2017, 4:20 am | |
| من يشتري «بضاعة» حماس الجديدة؟ -1- لا تنازلَ عن أيّ جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال. وترفض حماس أي بديلٍ عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها. ومع ذلك - وبما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية - فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة. هذا هو البند رقم عشرون، الأكثر أهمية في وثيقة حماس، التي أثارات جدلا كبيرا، وتشفيا، ومناكفة، وأكثر من هذا، وكأن الأقلام التي جردت لنهش الحركة، أصابعها على الزناد في ميادين القتال! -2- تجربة حماس فريدة، فهي مقاتلة في زمن انبطاحي، وإسلامية في زمن غدا الإسلام تهمة وإرهابا وتطرفا، وفلسطينية في عصر احتراف المفاوضات، هذا قبل أن يصنف العدو بوصفه «طرفا» أو شريكا، فهي والحالة هذه، غريبة هجينة في زمن غير زمانها، لهذا استغرقها أمر صياغة البند رقم عشرين، أربع سنوات، وطائفة كبرى من الصياغات التي تؤكد أن حماس لم تتغير، بمبدئيتها الجذرية، وحفاظها على الأصول الدينية والوطنية! -3- السؤال الآن: هل ثمة من يشتري «بضاعة» حماس؟ هل جاء «تنازلها العملي البراغماتي» في الوقت الضائع؟ هل ثمة وراء الوثيقة ما وراءها، من تفاهمات أو اتفاقات أو وعود، كما قيل غير مرة في الإعلام؟ من المبكر الجزم والمجازفة بالإجابة عن كل هذه الأسئلة وكثير غيرها، فما يبدو في الإعلام كما اعتدنا، ليس غير جزء يسير جدا من جبل الجليد، أما المخفي فهو الأعظم! لن ننتظر كثيرا كما يبدو، قبل أن نطالع ردود الفعل والتعقيبات، التي انداحت من الجهات ذات العلاقة، ولكن ما هو أثار غيظي من جملة ما قرأت من تعليقات، نغمة التشفي في موقف حماس، واعتبارها بداية «السقوط» وكان من تشفى بالحركة كان ينتظر مثل هذه الخطوة حتى ينضم لبقية السكاكين التي تقطع أوصال الحركة، قبل وبعد الوثيقة، بها وبدونها، فقط لأنها خارج السرب ! -4- لا أبرر لحماس «تراجعها» عن ثوابتها، فالحكم هنا هو للتاريخ، وهنا لا بد من الاعتراف أن رياح التغيير لا ترحم، فكل ما هو ثابت في هذا العالم بدأ بالانقلاب والتغيير، وحماس ليست استثناء، وحتى الحركة «الأم» التي انبثقت من رحمها حماس، تخوض منذ النكبات التي عصفت بها معارك داخلية تحت عنوان «المراجعة» وإعادة التشكيل والتموضع والنظر، وفي المحصلة، لا بد من الانتظار بعض الوقت كي نعلم إن كان ثمة جدوى من حيث المبدأ، فيما لو كان هناك من يشتري حماس الجديدة، أم أن نهج رفضها جملة وتفصيلا سيبقى هو سيد الموقف! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 21 مايو 2017, 5:25 am | |
| حتى المناهل!-1- تناقل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في أقل من 48 ساعة، صورا لأغطية صرف صحي، منها واحد في مدينة حيفا، مدموغ بجملة بالإنجليزية تقول إنه عائد لحكومة فلسطين، بلدية حيفا، وأخرى لغطاء صرف صحي في يافا، مدموغ بجملة بالإنجليزية، تقول إنه عائد لبلدية يافا، في الجمهورية الفلسطينية العربية! هي قطع حديدية لا أكثر، ويمكن أن تنتزعها سلطات الاحتلال، ويمكن أن تختفي في أي لحظة، لكن ما شأن تلك الحروف المحفورة على جدران قلوب ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين؟ كيف تنتزعها إسرائيل؟ مع كل الغصة التي تسببها الذكرى 69 للنكبة، ومقاربتها للسبعين سنة، ثمة كوة أو كوى في جدار العتمة، تتسلل منها خيوط ضوء، يجهد شياطين الليل في كتمها، واقتلاعها من جذورها، ولكن أنى لهم هذا، والقصة ليست قصة بلد واحتلال فقط، القصة أكبر من هذا بكثير، ففلسطين بوابة السماء وسرة الأرض، وهي لا تخص 13 مليون فلسطيني فقط، بل تخص كل من قال لا إله إلا الله، وحتى من لم يقلها، وانتمى إليها ثقافة وحضارة هو ابنها وتخصه كجدته أو جده وأمه وأسرته كلها، وبغيرها فهو مقطوع النسب، ولهذا من يسيطر على فلسطين يسيطر على العالم بأسره، لهذا هي غالية و»ثمنها» باهظ! -2- قصة المناهل إياها قصة طريفة، فثمة منهل للصرف الصحي عمره أكبر من عمر «دولة» مسخ، ولهذا يجند علوجها أنفسهم لانتزاع المناهل، لأنها تبصق في وجوههم، وتذكرهم بأنهم حادثون زائلون، عابرون، في كلام عابر، كما قال درويش ذات يوم! صور المناهل انتشرت سريعاً في تويتر و»فايسبوك» و انستغرام ، ليس فقط بين العرب لكن أيضاً بين أوروبيين ومن الأمريكتين. وكتب بعضهم أنها شهادة واضحة على أن هذه الأرض مغتصبة ، ولها تاريخ تحاول سلطة إسرائيل إزالته. لكن يبدو أن أغطية الصرف الصحي، على ما كتب أحدهم، تدينهم ، وتؤشر إلى أن هذه الأغطية تفوق عمراً ما يزعمون أنه قيام دولتهم . وسارع المستخدمون إلى كتابة شهادات عائلية وبعضها شفهي نقلوه عن أجدادهم، عن الحياة في حيفا ويافا وعكا والناصرة وغيرها من المدن العربية قبل إنشاء إسرائيل، وكأن صورة الغطاء سمحت لهم بتذكر ما لم يعيشوه هم، لكنه في ذاكرتهم الدائمة. أرض أهلهم وأجدادهم التي سلبت منهم بالقوة، فحضرت كل حياة الأهل، في تذكر مقاهي وقاعات سينما وأسماء أماكن، قبل الاستيلاء عليها ويضطر أهلها إلى تركها لكنهم لم ينسوها ابداً. هكذا كتبوا عن القصة الطريفة، لكن ما كان حاضراً بقوة سلسلة التعليقات التي انهالت بالسخرية على إسرائيل ، فكتب أحدهم أن الصرف الصحي له غطاء عمره أقدم من عمر مزاعمهم ، فيما علق آخر على تويتر : صورة واحدة كفيلة لنقول إن صرفنا الصحي يدينكم ، ودوّن آخر: صرفنا الصحي قبلكم يا ( ) . فيما كتبت مستخدمة على فيسبوك ، نقلت الصورة من صفحة الصحافي الفلسطيني ياسر علي، أن عمر هذه الأغطية يعود الى فترة الانتداب وقبل عام 1947 ، مشيرة إلى أنها تأكيد دائم على أن فلسطين لأهل فلسطين، مهما حاولوا، فالتاريخ لا يمكن محوه . ونقل البعض على فيسبوك معلومات عن تاريخ صنع هذه الأغطية في حيفا، كما تظهر في الصور، حيث أنها انتجت في شركة السكب الفلسطينية ، التي تأسست عام 1931. وتحاول السلطات الإسرائيلية إزالة بعض هذه الأغطية، فقد حاولت تركيب أغطية أخرى، مكتوب عليها باللغة العبرية، وهذا ما زاد من احتجاج الأهالي. وتناقل هؤلاء على صفحات فلسطينية على فيسبوك ، صوراً مشابهة في منطقة المجدل، وبعض أحياء وشوارع يافا وحيفا، وكلها تظهر أوساماً مشابهة، على أنها تعود لبلديات الحكومة الفلسطينية قبل ان تعرف فلسطين نكبتها والاحتلال! -3- هكذا إذا، حتى المناهل تقاوم، كما الشجر والحجر، والعصافير، وليس غريبا أن تلاحق تلك المناهل دوليا بتهمة «الإرهاب»، ولكن أنى لعمي القلوب والأبصار أن يدركوا أن فلسطين كانت وستبقى حاضرة، شوكة في خاصرة كل من يحاول أن يلحق بها أي أذى، ولو كان على مستوى إزالة منهل! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الخميس 25 مايو 2017, 4:58 am | |
| تقبل الله صلاتك سيد ترامب! وكيف تقام الصلوات «الخاشعة» فوق قبر جماعي؟ هل يعلم ترامب وغيره أن ساحة «الصلاة!» أمام حائط البراق، الذي يسمونه حائط المبكى، هي عبارة عن قبر جماعي دفن فيه تحت الأنقاض عدد لا يعرف من أهالي القدس؟ تخيلوا معي لو قيض لهؤلاء أن يفيقوا ماذا سيقولون لمن صدع رؤوس الناس بالحديث عن تطرف الإسلام وإرهاب المسلمين؟ بل بماذا سيشتغل هؤلاء؟ هل سيقدمون باقات الورود لترامب مثلا؟ أم سيولمون على «شرفه» أم سيحترفون المقاومة التي يسمونها اليوم إرهابا؟ لنعكس الصورة قليلا، لو ذهب هؤلاء الشهداء إلى بيت ترامب، وكان مدفونا تحت ركامه، وأفاق فجأة، ماذا سيغعل؟ حدث هذا قبل 50 عاما..ووفق ما كتبته راهبة مقدسية، تدعى ماري تيريز، عاشت الساعات الأولى لسقوط القدس بيد الصهاينة، وشهدت على جرائمهم فيها، تذكر تيريز كيف دخل الجنرال موشى ديان وليفي اشكول إلى المدينة يوم الجمعة في الـ 9 من حزيران (يونيو) 1967، عندما كان المقدسيون يدفنون شهداءهم في المقبرة الإسلامية، كانت الراهبة تساعد في دفن جثة أم فلسطينية وأطفالها الخمسة، الذين استشهدوا معا، عندما مر موكب ديان واشكول وترصد المشهد كما يلي «علا تصفيق اليهود، ولدى مرورهم كشفت عن الجثث الست، ورأتها بعض النسوة فخفن وصرخن ولم يعد أحد يأبه للموكب، حتى أن جنديا رأى المشهد فأغمض عينيه بيده وابتعد مشمئزا. فجأة قفز عليّ جندي إسرائيلي شاب ودفعني مهددا برشاشه قائلا: أخف المنظر، قلت له سأخفيه. ونزلت عند رغبته، لا احتراما له بل للموتى». ظلت الراهبة في المقبرة لدفن الشهداء الستة، على الأغلب، لذا فإنها لم تذكر ما حدث بعد ذلك عندما وصل الموكب حارة المغاربة، حين وقف ديان واشكول على حائط البراق، يغلبهم الانفعال، وعمد بن غوريون إلى نزع نقش عربي إسلامي عن الحائط، وصادر ديان مفتاح باب المغاربة، وهو الباب الغربي للحرم القدسي الشريف، ولم يعرف أحد ماذا كانوا يخططون لما يعتبرونه حائط المبكى، ولحارة يعود عمرها إلى أكثر من ألف عام، والغنية بالمساجد والزوايا والمقامات والآثار. ولم يطل الأمر كثيرا، ففي منتصف ليلة العاشر من حزيران (يونيو) تحركت الجرافات الصهيونية لهدم حارة المغاربة على رؤوس بعض من سكانها، الذين رفضوا المغادرة، والهدف توسيع ما يطلقون عليها ساحة المبكى. كانت النتيجة طرد نحو 700 فلسطيني من حارة المغاربة، إضافة إلى ثلاثة آلاف من حارة الشرف المجاورة، التي تحولت إلى حارة اليهود، وأصبحت بعض من أهم الآثار الأيوبية والمملوكية وتراث مغربي أندلسي مميز، ركاما ومن بينها المدرسة الأفضلية، ومسجد البراق. وهكذا دمرت حارة المغاربة التي كانت مساحتها 116 دونما وفيها 136 منزلا، وزوايا دينية أشهرها (بومدين) وأربعة مساجد ومدرسة حديثة. يقول أحد مجرمي الاحتلال الذي نفذ أوامر هدم الحي: «حفرنا وألقينا أنقاض بيوت الحي فيها ومعها جثث الأناس المتبقين، وهذه الجثث كانت لعرب وليست ليهود، أقول هذا حتى لا يحولوا المكان إلى موقع يحظر الوقوف عليه». وبرر عدم إعطاء وقت كاف للسكان لإخلاء منازلهم «لم يكن هناك وقت. فقد كان الحدث مساء يوم السبت. وفي يوم الثلاثاء يصادف عيد نزول التوراة وكان من المفترض أن يأتي مئات آلاف الناس إلى حائط المبكى. ولذا لم يكن أمامنا غير يومين لإعداد الساحة». يضيف إن الأوامر صدرت له شفهيا، ليهدم حارة المغاربة ويقتل من بقي من سكانها، وأكد أن شخصا وصفه برفيع المستوى قال له «إن حدثت ضجة في العالم جراء ما ستفعله، فسنقول إنك فعلت الأمر بمبادرتك الذاتية وسنسجنك لخمس سنوات إلا أننا سنمنحك العفو في اليوم التالي، وأنا من ناحيتي وافقت على ذلك»! «تقبل الله صلاتك» سيد ترامب! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 28 مايو 2017, 1:10 am | |
| كيف تنتصر الكف على المخرز؟ -1- خبر مفرح، فوجئنا به منذ الصباح، الكف تنتصر على المخرز، بعد 41 يوما على إضراب الكرامة انتصر الأسرى الفلسطينيون وعلقوا إضرابهم بعد أن خضعت سلطات الاحتلال وفاوضتهم واستجابت لمطالبهم! بعضها عاجل والبعض الآخر آجل.. التفاصيل قد لا تكون على مقاس مطالب الأسرى بالضبط، ولكن الصورة في المحصلة هي انتصار للإرادة على العسف والظلم، والكف على مخرزها، رغم الخذلان غير المسبوق الذي منيت به الحركة الأسيرة من النظام العربي الرسمي وغير الرسمي، فبدا أنها تقف وحيدة في وجه السجان، تقاتل بأمعائها الخاوية، وتنتصر! -2- جرى تعليق إضراب الأسرى بعد مفاوضات لأكثر من عشرين ساعة وحتى فجر السبت في سجن عسقلان مع قيادة الإضراب ومن بينهم مروان البرغوثي، على أن تعلن تفاصيل الاتفاق لاحقا. تعليق الإضراب هو عرض تقدمت به إسرائيل للأسرى عصر أمس الجمعة بأن يكون التعليق لمدة 24 ساعة مقابل تلبية مطالبهم. ويدور الحديث عن اتفاق يقضي بإعادة السماح بزيارة ثانية للأسرى خلال الشهر الواحد كما كان متبعا قبل نحو عامين، ولكن بتمويل من السلطة الفلسطينية بعد أن كان يموّلها الصليب الأحمر الدولي، ووعود بدراسة مطالب الأسرى الأخرى بعد تعليق إضرابهم. ومن المعلوم أن سلطات الاحتلال ظلت طيلة الأسابيع الماضية ترفض مفاوضة قائد الإضراب مروان البرغوثي وحاولت فتح مسارات للحوار مع قيادات الأسرى في سجون منفصلة. الأسرى المضربون عن الطعام أعلنوا الجمعة نيتهم صيام شهر رمضان بالتوقف عن شرب الماء والملح حتى أذان المغرب، وهو ما كان سيهدد حياتهم بشكل خطير. صحيفة هآرتس قالت أن الإضراب انتهى بعد مفاوضات بين ممثلي مصلحة السجون الإسرائيلية وبين زعيم الإضراب مروان البرغوثي مع دخول شهر رمضان. وقالت إن الاتفاق جرى على مضاعفة زيارات الأسرى كل شهر بالإضافة إلى مناقشة المطالب الأخرى لتحسين ظروف الاعتقال في السجون الإسرائيلية. وتقول المعلومات إن المحادثات بشأن مطالب الأسرى ستستمر بعد تعليق الإضراب، علما بإن هناك 188 أسيرا ما زالوا يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية نتيجة تدهور حاد في أوضاعهم الصحية بسبب إضرابهم عن الطعام. وشارك في الإضراب الذي حمل عنوان « الحرية والكرامة» وبدأ منذ 17 أبريل/نيسان الماضي، نحو 1500 أسير فلسطيني معظمهم من حركة فتح، ونقل المئات منهم إلى عيادات السجون أو إلى مستشفيات مدنية إسرائيلية في الأسبوع الأخير بعد تدهور أوضاعهم الصحية ومن بينهم قادة الإضراب أنفسهم. -3- كما يبدو على السطح، فإن مطالب الأسرى تنحصر في تحسين ظروف اعتقالهم وإعادة حقوق حرمتهم منها إدارة مصلحة سجون الاحتلال كانوا حققوها في إضرابات سابقة عن الطعام، ولكن الحقيقة أبعد مما يبدو، كانت معركة إرادات، ورسالة يبعث بها الأسرى من داخل قيودهم، ل «المناضلين» في الخارج، يعلمونهم كيف يكون التعامل مع العدو حتى وأنت لا تملك من أسباب القوة إلا فائض ضعفك، ولا ندري هل ثمة من استلم الرسالة أم لا! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الإثنين 29 مايو 2017, 5:26 am | |
| شو يعني حرية، شو يعني لحمة؟ حلو لي بين حين وآخر إعادة قراءة نفسي، وتصفح صفحات أفكاري في وقت مضى، وأعجب حين أقرأ ما لم يزل طازجا كأنه كتب الآن، ومن هذا ما كتبته عن سبر أغوار المواطن العربي، وسر ولعه بالعبودية! فمنذ أن يولد الطفل، في المجتمعات المتخلفة، وتبدأ عيون وعيه تتفتح على الكون، تبدأ سلسلة من الممنوعات تتنزل على رأسه، وتلجم لسانه تحت طائلة: العيب والحرام والممنوع، الأمر الذي يدفعه للإدلاء بأقوال وأفعال بالإكراه، ويتعلم الدرس الأول في القمع، وهو أن عليه أن لا يقول ما يشعر أو يؤمن به، بل ما يرضي الآخرين، أو على الأقل لا يغضبهم! في المدرسة يتكرس الدرس، فهو مطالب بأن يداهن معلمه، حتى لو أخطأ في طريقة تعليمه، أو أعطاه معلومة غير صحيحة، ولأن المعلم كاد أن يكون رسولا! فهو منزه عن الخطأ، ولا تجوز مراجعته فيما يلهمه الله من آراء! حين يتقدم السن قليلا بالفتى، يبدأ قمعه من نوع آخر، فطاعة ولي الأمر واجبة حتى لو كان مخطئا، وكذا طاعة الأخ الأكبر، الذي هو بمثابة الأب، وتمنع مراجعتهما فيما يفيضان عليه من معرفة وآراء وحكم! حين يخرج المسكين للعمل، إن وجد عملا أصلا، يواجهه علم رب العمل الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من أمامه، فهو الملهم الفطحل الفاهم العالم، الذي تعد مخالفة رأيه من الكبائر المهلكة، وعليه أن يداري علمه وفهمه مراعاة لمستوى علم صاحب العمل، حتى لا يبدو متفوقا، في مكان عليه أن يعتذر عن نجاحه فيه! وما أن يكتمل نمو المسكين، حتى تتفتح عيناه على واقع سياسي بائس، يقوم على مبدأ الون مان شو! ، وهو في كل ذلك مطالب بالعيش في ظل منظومة محكمة من القمع والتغييب والإدلاء بأقوال وآراء وأفعال وأنفاس بالإكراه، مع العلم أن الدرس الأول الذي يعلمنا إياه رب الأرباب، الله عز وجل: إقرأ وناقش وحاور، وليس أبلغ من محاورة ربنا سبحانه لإبليس في الحوار الشهير، الذي ورد في القرآن الكريم مفصلا في أكثر من موقع، حين رفض إبليس الامتثال لأمر الرب والسجود لآدم، لأنه مخلوق من طين وإبليس من نار، وكان بوسع الله عز وجل أن يمحو إبليس من على وجه الأرض لأنه أدلى بأقوال صريحة، وعبر عن رأيه بمنتهى الحرية، إلا أن الله عز وجل أمهله إلى يوم الدين، مفسحا المجال أمامه للعمل على تجميع الأتباع والترويج لمبدئه في العصيان، تاركا الحرية للبشر في الاختيار بين اتباع أوامر الله أو السير في ركب إبليس، دون إكراه أو جبر أو قمع! أخذ الأقوال بالإكراه، مبدأ مستقر على نحو استثنائي في المجتمعات المتخلفة، وفق المبدأ الفرعوني الشهير:لا أريكم إلا ما أرى! خارج النص تماما: بعيدا عن تلك الأجواء، شاهدت قبل يومين فيديو لحوار مُهلك بين مراسل صحفي، وطفل من غزة، الحوار قصير جدا، لكنه مشحون بطاقة تكفي لتفجير رأسك، يسأل المراسل الطفل: - متى آخر مرة أكلتوا لحمة! فيكون جواب الطفل الحائر: - شو يعني لحمة؟ ما العلاقة بين الإكراه والقمع والقهر، وجواب الفتى..؟ ليس مهما، فليس ثمة قهر ولا إكراه ولا سحق للإنسانية، من جواب كهذا، فهو يعادل ربما سؤال: شو يعني حرية، لشخص لم يعرف إلا العبودية! شو يعني لحمة، ربما هي نفسها، شو يعني حرية، فلا حرية بلا لحمة، ولا لحمة بلا حرية! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 30 مايو 2017, 11:09 am | |
| زواج سري! العنوان الأصلي لهذا المقال: زوجة كل ثلاثة شهور، لكنني اخترت عنوانا آخر له، مع قراءته الثانية، وأنا في صدد إصدار كتابي الجديد عن هذا الموضوع، والحقيقة أنني كلما قرأت ما كتبت في هذا الموضوع ازداد أسفي على تأخري في نشر هذا الكتاب! لقد اهتممت منذ فترة –ولم أزل- بأنواع الزواج غير المألوفة في حياتنا، التي اشتقتها بعض المجتمعات السنية احتيالا على تحريم زواج المتعة، الذي يحلله الشيعة، وقد تعقبت هذه الأنواع في سلسلة من المقالات، لأنني كنت على الدوام أعتقد أن مشكلة «الشقاء الجنسي» الذي يعاني منه المجتمع الشرقي واحدة من أهم معوقات تقدم المجتمع وازدهاره، لأن الإنسان الذي لا يشعر بالإشباع المطلوب لحاجاته الأساسية لا يستطيع أن يبدع في أي مجال، وسيظل أسيرا لهذه الحاجات، والجنس في حياة البشر شأنه شان الطعام والشراب، والإنسان الجائع ليس بوسعه التفكير إلا في كيفية حصوله على الطعام، كي يتفرغ من بعد لتأدية بقية الواجبات والأنشطة، وقد اطلعت أخيرا على الجهد الذي يبذله أحد الزملاء في بحثه الجاد عن واقع هذا النوع من الزواج، ومدى تغلغله في حياتنا، وهالني أن حجمه أكبر بكثير مما كنت أعتقد، بل اكتشفت أن هناك أنواعا وأشكالا أخرى من الزواج غير شائعة على نطاق واسع، لكنها موجودة بكثرة ويمارسها رجال «محترمون» جدا، ولهم مكانتهم في المجتمع، وبعضهم من علماء الشرع، بل إن هؤلاء تحديدا أكثر قدرة على استخراج ما يكفي من أدلة شرعية لتبرير ما يفعلون، رغم أنهم لا يجاهرون برؤاهم للعامة، ويكتفون بإشباع حاجاتهم الشخصية، عبر طرق غريبة من التعامل، أحد هؤلاء دأب منذ سنوات على أن يتزوج كل ثلاثة أشهر من واحدة من أجمل بنات «الفرنجة» خاصة من بنات بني الأصفر، الشقراوات، ذوات القدود المياسة، وآلية هذا الزواج -السري طبعا - تقوم على استقدام إحدى طالبات الجامعات مثلا، من البوسنة أو دول أوروبا الشرقية الفقيرة، وإجراء عقد زواج عرفي، أي خارج إطار التوثيق في المحكمة الشرعية، مع «تدبير» قصة الولي في حالة كانت الزوجة عذراء، على نحو من الأنحاء، وفي نهاية الشهور الثلاثة، يُطلق صاحبنا الزوجة السرية، ويعطيها ألفي دولار، على أن ترسل له فتاة ثانية من جميلات بلدها، كي يبدأ زواجا آخر بالطريقة ذاتها، ومقابل المبلغ ذاته، وبالطبع هناك بيت سري لهذا الزوج المغوار، يمارس فيه حياته الزوجية السرية، دون علم زوجته المُعلنة، وبالنسبة للزوجات المرشحات لخوض هذه التجربة الفريدة، فهي فاتحة للشهية ومُربحة، كونها تتيح لها «شمة هوا» في بلد جديد، ومصروف «جيب» أو «عًبْ» لمدة ثلاثة شهور، ومكافأة نهاية خدمة (،) كفيلة بإتمام دراستها الجامعية في بلدها، أو توظيف مبلغ الألفي دولار فيما يدر دخلا ما، هذه حالة واحدة فقط من حالات الزواج السري، أو غير الموثق في المحاكم، أو العرفي، وهي حالة من مئات، بل آلاف الحالات التي تتم سرا، بعيدا عن عيون المأذون الشرعي، التي تنتشر في مجتمعنا، حيث تفيد إحصاءات محكمة شرعية واحدة في عمان خلال عام تقريبا، بأن هناك 687 حالة زواج عرفي تم تثبيتها في المحكمة بعد أن تم الزواج بفترة، ناهيك عما يتم تثبيته في بقية المحاكم، وناهيك أيضا عن تلك الحالات التي لم ولن يتم تثبيتها وتبقى طي السرية، يعني لدينا وفرة وفيرة في أعداد هذا النمط من الزواج، غير الموثق، والحل؟ لا أدري، كل ما أدريه أننا بحاجة لتيسير سبل الزواج، وتغيير أسلوب تعاملنا كله مع هذا الملف، كي لا يبقى رجالنا ونساؤنا يعانون من .. الشقاء الجنسي، ويبتدعون ألوانا من العلاقات، الشرعية «الملتوية» وربما غير الشرعية أصلا وفرعا! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! السبت 10 يونيو 2017, 12:32 am | |
| «سلي صيامك»! -1- حينما كنا صغارا، اعتدنا أن نسمع كلما هل رمضان، مصطلحين اثنين، يبدو أنهما في طريقهما للانقراض، بسبب الانفجار المعرفي وتعدد أنواع ووسائل الترفيه، المصطلحان هما: سلي صيامك، وتضييع الوقت، استعجالا لموعد الإفطار، ويبدو أن غياب هذين المصطلحين له وجاهة كبرى، ذلك أن أحدا لم يعد يتحدث عن تسلية الصائم، بسبب وفرة وسائل التسلية و»تضييع» الوقت(!) الذي هو عمر الإنسان، فيكفي أن يمسك أحدنا بالريموت كنترول الخاص بالتلفزيون، ليلج عالما من الخيارات المتعددة، المستعدة لتضييع عمرك كله، لا نهار رمضان فحسب، وبالطبع هي لن تسلي صيامك، بل سترفصه في ظهره، فلا تبقي من الصيام غير العطش والجوع! -2- سأروي لكم اليوم حكاية من حكايات العلم الحديث، لطالما تداولها الناس، وأرسلوها لبعضهم البعض، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تأتيني بين حين وآخر، وليس سيئا تعميمها لما في من فائدة تسلي الصيام فعلا... مجموعة من العلماء وضعوا 5 قرود في قفص واحد وفي وسط القفص يوجد سلم، في أعلاه هناك بعض الموز، في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يحاول الصعود لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه، و ضربه حتى لا يرشون بالماء البارد، بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب، بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة ويضعوا مكانه قردا جديدا، وكان أول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز، ولكن الأربعة الباقين كانوا يضربونه و يجبرونه على النزول.. بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب! قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملاءه بالضرب وهو لا يدري لماذا يضرب!، و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة..حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا، ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب! لو فرضنا .. وسألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟ أكيد سيكون الجواب: لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا هكذا، عملياً هذا ما نطبقه نحن في أعمالنا وحياتنا اليومية، نبقى في الروتين (والأهم الخوف من اللاشيء!) خوفاً من التغيير! -3- تذكرني هذه القصة بقصة أخرى، تسلي الصيام فعلا، وهي قصة تاجر فئران التجارب، الي يجمعها ويورّدها لمراكز البحوث، وسافر معه أحد الكتاب من الصعيد إلى القاهرة، حيث لاحظ أنه كان يهز الكيس الذي يحوي الفئران حينا بعد حين، وكان الجواب أنه يفعل هذا كي تبقى الفئران في حالة انشغال بعضها ببعض، لأنها إن استقرت وهدأت، ستبدأ بقضم الكيس والهروب وتحرير نفسها منهن لذا يجب ان تبقى منشغلة بمهاجمة بعضها البعض كلما هز الرجل كيسه ظنا منها أنها تدافع عن نفسها من هجوم مفتعل لإخوتها! ودمتم، هل سليت صيامكم فعلا؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 11 يونيو 2017, 11:41 am | |
| مبشرات الزمن العربي الجميل! المبشرات ببدء عصر عربي جديد كثيرة، وهي ليست من باب قراءة الفنجان أو الضرب بالودع، بل تستند إلى رؤى علمية حقيقية، كما أنها ليست رؤية رغائبية ترتبط برغبة داخلية في أعماق كل منا بالانتقال من الحال الأسوا إلى الحال الأحسن، أنا لا أحلم ولا اجمّل الواقع القبيح حينما أقول إننا على مشارف زمن عربي جميل، كامل البهاء، خال من الكذب والدجل والعنتريات الفارغة، زمن لا يخجل فيه أناس من الصراخ في وجه إخوة لهم قائلين: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ، وهذه قمة الصراحة، والانسجام مع الذات، حين تعجز عن التعايش مع العفاف والنقاء والصفاء والفضيلة، ولا تخجل من المجاهرة بكراهية الطهارة، وتفضيل النجاسة عليها، وهذه مرحلة متقدمة من مراحل الانسجام مع الذات، وتمزيق الأقنعة، والإسفار عن الوجه الحقيقي، لصاحب مثل هذا الموقف، بعد أن أمضى زمنا طويلا وهو يدعي الطهر والعفاف والتقى، وهو غير ذلك، ومعنى إسفاره عن حقيقته أن زمن الخداع ولى، فلم يعد الناس ينتظرون منه حمايتهم، أو صد أعدائهم عنهم، أو تحرير فلسطين، ومنع الصهاينة من هدم الأقصى، وتخريب القدس الشريف، وكل هذا يعني في النهاية أن على كل من يريد أن يعيش كريما معززا موفور الكبرياء أن «يدير باله ع حاله» ولا ينتظر نجدة من أحد، فلا يجلس في البيت مترقبا الفرج يحتل الخبر الأول في نشرة أخبار التلفزيونات الرسمية، فمثل هذا الخبر لن يأتي، وبالتالي لا جدوى من الانتظار، وكل واحد يقلع شوكه بيده! هذه أولى المبشرات.. ثاني المبشرات، حين يتوحد خطاب الأعداء مع خطاب من كنت تظن أنهم إخوانك، يعني في الزمن الماضي، زمن الانحطاط العربي، كنت تسمع راديو إسرائيل يردح ضد المقاومة ويسمي الفدائيين مخربين وإرهابيين، اليوم بوسعك أن تسمع هذه الأوصاف للفدائيين أنفسهم، من قبل ردايووات ومحطات تلفزة ووكالات أنباء تصدر من بلاد عربية قحة، وبلغة عربية سليمة لا تشوبها خاء تحتل مكان الحاء، وهذا يعني أن عصر الكذب ولى، ومن اليوم وطالع لا يوجد إلا الصراحة، وكشف مكنونات الصدور، بكامل احقادها وسوادها وقبحها، يعني أنت يا مواطن يا بسيط لم يعد ثمة من مجال للضحك على ذقنك، وإفهامك أن هناك فرقا بين خطاب شلومو وسليم، أو موشيه وموسى، فيا مرحبا بزمن الصراحة والوقاحة، وانهيار الأقنعة والأكاذيب وخطابات النصب والدجل، زمن عربي جميل فعلا يعرف الجاهل قبل الذكي الفصيح من عدوه ومن أخوه وصديقه، بعد أن انقسم الناس إلى فسطاسين، لا لون رماديا بينهما! وللحديث صلة، إن بقي في العمر بقية.. (صحيفة الدستور) |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 13 يونيو 2017, 10:20 am | |
| خففوا من هذا الورع! قرأت أخيرا مقالا بعنوان بين الاستثمار والاستحمار لكاتب يمني اسمه محمد حجر اليافعي – يقارن فيه بين من يعتمد في حياته على ما هو موجود في باطن الأرض، وبين من يستثمر باطن عقله، ومما جاء فيه، وبلفت النظر على نحو خاص: لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونون بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والحروب، نيجيريا من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول، ولكن انظر الى حالها ووضعها والسبب أن الانسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات الطائفية، فيما سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم لأنه رئيس بلد ليس فيه موارد .. يتقدم اليوم على اليابان في مستوى دخل الفرد، في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش .. في الوقت الذي أصبح الانسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً، هل فكرت وأنت تشتري تلفون جالكسي أو آيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية، ستجده لا يكلف دولارات قليلة من الثروات الطبيعية ..((جرامات بسيطة من المعادن وقطعة زجاج صغيرة وقليل بلاستيك)) ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز ... ! هذا أهم ما لفت نظري في المقال الجميل، وهو يفتح عيوننا على واقع بالغ الايلام، ويجعلنا نعيد النظر في كل ما سلمنا به، ودرسناه في علم الثروة والاقتصاد، فالثروة الحقيقية هي العقل البشري، وكلما زاد اعتماده على ثروات الأرض، زادت تنبلته وبلاهته، بل ان حقائق التاريخ والجغرافيا، كلها تقول أن أفقر بلاد الدنيا في العصر الغابر، وهي الجزيرة العربية، أنتجت أفضل العقول في التاريخ البشري كله، حين هزمت في غضون ثلاثة عقود فقط، أعتى امبراطوريتين في التاريخ، وبنت حضارة لم يزل العالم يقتات على كثير من خيراتها العلمية، ولم تزل بلادنا بسببها تخضع لعملية تآمر متوحشة، تستهدف ابقاءها في حالة من التمزق والتخلف والتحلل، كي لا تسترد أنفاسها وتقف على قدميها من جديد! على النخب وصناع الرأي العام في بلاد العرب، أن لا ينسوا واجبهم في تعظيم شأن الهوية الجامعة، القادرة على اذابة الحدود ومشاعر التفرقة، لاطلاق العقل العربي من عقاله، ويتحرر أولا من عقدة ولعنة النفط التي كانت وبالا علينا، وتحولت الى نقمة بدلا من أن تكون نعمة! وان أنسى، فلا أنسى ما قالته لي احدى صديقات الفيسبوك، أنها قبل الحرب في اليمن، لم تكن تدري أنها يزيدية وثمة في الجعبة عشرات الأمثلة، في طول الوطن العربي وعرضه، تثبت أن تلك الطائفية اللعينة، لم تكن على الطاولة قبل أن يوقظها من أيقظها، من شيوخ وساسة ومتآمرين ورجال استخبارات من صناع الفتن، وتوظيفها في حروبهم اللعينة. ما يزعجني في المشهد الكارثي، تلك الحرارة التي يتميز بها الخطاب الديني الصادر عن مشايخ ودعاة، يوقدون فيه نيران الفتنة بمنتهى الاخلاص، بوصفه تقربا الى الله، ودليلا على علو التقوى ، هؤلاء من حيث يدرون أو لا يدرون، هم أدوات طيعة في أيدي أعداء الأمة، يوظفون خطابهم المحموم لزيادة نيران الفتنة، وسفك المزيد من الدماء، وهم يجلسون في ظلال مكيفات الهواء البارد، على هؤلاء أن يعلموا أنهم بتحريضهم الورع هذا يسهمون بشكل فاعل في تدمير الذات والانتحار الجماعي للأمة، عليهم أن يكفوا عن ورعهم هذا، لأن النيران التي يوقدونها ستحرق أخضرهم قبل يابسهم، وهم تحديدا، عنصر خطير وهام جدا، في ديمومة اشعال هذه النار، لأن فتاواهم ومواعظهم التي ملأت فضاء الانترنت، يسهل تداولها ومشاركتها، بكبسة زر، نحن أمة واحدة، والعربية اللسان، ولا فضل لـ مواطن على آخر الا بما يقدمه لوطنه، فلتخرس تلك الألسنة التي تنفخ في نيران الفتنة، ولا يوجد قضية توحد الأمة، وتطوي الخلاف، وتطفىء نار الفرقة، مثل قضية القدس، وما تتعرض له من تهويد وتغيير في معالمها، وتشويه لتاريخها، وتدنيس لمقدساتها، على أيدي أعداء الأمة من الصهاينة، فلا يوجد عربي أو مسلم، مهما كان مذهبه أو عرقه، (أو حتى دينه ان لم يكن مسلما)، الا ويتفاعل مع قضية القدس باعتبارها قضية أمة كاملة، وعنصرا أساسا من عناصر الهوية الجامعة، من هنا، على من يريد لم شعث هذه الأمة وهي تعيش قمة تفتتها وتمزقها، أن يوظف قضية القدس تحديدا، في ترميم الوجدان الجمعي العربي والمسلم، كي يعود مرة أخرى للشعور بكونه جزءا من أمة واحدة، مهددة من عدو مشترك، خارج الأطر المذهبية والطائفية والعرقية! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 18 يونيو 2017, 4:39 am | |
| دم البعوض، ودم ابن بنت النبي! 1- سأل رجل عبد الله بن عمر عن دم البعوض يصيب المُحرِم. فقال له: من أين أنت؟ فقال: أنا من أهل العراق. فقال: وا عجبا من قوم يسألون عن دم البعوض و قد سفكوا دم ابن بنت نبيهم. وسمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا! وفي رواية: وا عجبا لأهل العراق يقتلون ابن بنت نبيهم ويستفتون في قتل الجرادة، والقملة والنملة! وهذا شأن كثير من الناس، حينما يتركون عظائم الأمور، وينشغلون بالقشور، فترى أحدهم يرغي ويزبد خاصة على المنابر، وفي مواطن الوعظ والإرشاد، وهو يتحدث مثلا عن إفطار أحدهم في رمضان، أما حينما يتعلق الأمر بانتهاك حرمة الأقصى الشريف، وعقد حكومة نتنياهو جلسة لها في الحرم القدسي أسفل الأقصى، فالأمر حتى لا يستحق ولو لحظة، وقد تمنيت من أعماق قلبي أن أجد صدى لمثل تلك الحادثة الخطيرة في خطبة أو وعظ وإرشاد أحد من «نجوم» الدعوة(!) فلم أقع على شيء من هذا، ما يعني أن أولئك الوعاظ، الذين جمعوا بسبب «مهنتهم» هذه الملايين، وسكنوا أفخم البيوت، وتنقلوا في ضيافة القوم فجابوا بلاد الدنيا، وأكلوا ما لذ وطاب من الأطعمة، وربوا كروشا عظيمة الشأن، لا هم لهم إلا التصدي للقضايا غير المكلفة، فيحمى وطيس كلامهم، ويزلزلون الدنيا تحت أقدام المستمعين، في الحديث عن المائلات المميلات، أو تحريم الموسيقى، أما إن تعلق الأمر بتصريح لأمير أو وزير أو غفير يغضب وجه الله تعالى، فحينها تخرس الألسنة، بل قد تتبرع بعض الكروش لتبرير الخطأ و»تقعيده» شرعيا، والبحث عما يسوغه ويبيحه من النصوص! -2- تذهب لصلاة الجمعة، ليس لأنك متلهف إلى سماع الخطيب المفوه، بل لأن هذه الصلاة لا تجوز إلا في المسجد، تتجاوز عن رائحة العرق التي تملأ فضاء المسجد، مع أنه لا عذر لمن يؤم بيت الله أن يؤذي الناس بنتنه، ما علينا، تتذرع بالصبر، وتعمل حالك ما شميت، تنتقي مكانا بعيدا عن الأطفال، وبعيدا عن أي مكان يحتمل أن يكون طريقا للمتأخرين في القدوم، الطامحين للصلاة في الصفوف المتقدمة، حتى ولو تخطوا رقاب كل من هو في المسجد، ومع هذا، سرعان ما يرزقك الله بأب يريد أن يربي أطفاله على ارتياد المسجد، فلا يجد مكانا للجلوس إلا قربك، لتبدأ رحلة الرفس والدفش من قبل الأطفال، مرة في خاصرتك، ومرة في بطنك، وأخرى في قمك، فتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وتحاول أن تلجم العفريت الصغير بدفشه بكوعك، فيسكت برهة ثم يعود إلى سيرته الأولى، وفي الأثناء تبدأ رحلة رفس ظهرك ورقبتك، وربما ضربك بشلوت رقيق على راسك، من قبل متخطي رقاب عباد الله، وما أن تتعايش مع هذه الحالة من القرف، حتى يصعد خادم المسجد منبر رسول الله صل الله عليه وسلم، وفي يده المرتعشة ورقة، يبدأ في قراءة «خطبة الجمعة» بتأتأة وارتجاف، حتى الدعاء مكتوب فيها، ولا ينسى بالطبع في نهاية الخطبة أن يحذر من التطرف والإرهاب والذي منه! وتحمد الله كثيرا أن صبّرك على هذا المشهد، ولم تصب بجلطة، أو تترك الصلاة في منتصف «طقس الجمعة» وتيمم وجهك خارجا! -3- سؤال داخل النص: هل هناك حاجة لمهنة «الوعظ» وإعادة ترديد النصوص على مسامعنا وهي في متناول يد من يريد! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 28 يونيو 2017, 9:51 am | |
| من فانتازيا الواقع! 1- هي حقبة من العمر عندما تصلها، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء، لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدلا من أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقة! ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً !.. سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك... نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ... ولكن لا تقلق؛ سترجع للمرحلة اياها مرة أخرى. ستمشي في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها ! ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس ! سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك ... إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك ! شكرا لمن أتحفني بهذه الدرر -2- كان يحلم طيلة عمره بها، رسم لها ملامح خاصة في مخيلته، تحمل من الغموض أكثر بكثير من الوضوح، من الصعب أن توصف، فهي صورة مبهمة، خليط متجانس من متناقضات تسكنه، أو هكذا يعتقد البعض، مع أنها كلها متعايشة داخله، ومتصالحة حد الوَلَه، بل حينما يغيب أحدها يشتاق له الآخرون، ويفتقدونه، فيها اجتمعت –أيضا- شقيقته الكبرى، أمه الثانية رحمها الله، وأمه بالطبع، وحنان والده المُفرط، وعدد لا يُحصى من القديسين والقديسات، وكثير من غبار الطلع، ولوحات رسمتها نسائم ثملة على وجه الغيم، وشقاوة نحلة تقطع آلاف الأميال بحثا عن رشفة رحيق، وهديل يمامة، أدمنت التقاط الحَب والحُب من فم زلمتها ووضعه في أفواه صغارها، ووقار شيخ جليل، يذكر الله كثيرا، ويبتسم متسامحا فيما يرقب حماقات حفيده الطفولية، وجبين يقطب فقط حينما يشعر أنه تسبب بجرح مشاعر سنونو، بحركة فجائية، غير مقصودة، فطار مذعورا، وكثير كثير من تفاصيل، ليس لها وصف، تشمها، تتذوقها، تلمسها، بحواسك المتعددة ما ظهر منها وما بطن، ولا تستطيع لها وصفا، كل هذا وكثير غيره، كانوا وكانت، تعيش على وفي أقانيم ثلاثة تـُـقيم فيها: المراهق العابث والطفل الشقي، والناضج الحكيم ذو النظرة الثاقبة، هكذا كانت في داخله، وكلما نظر إليها بعينيْ حُلُمه، رأى ما في داخله، وفجأة، وعلى حين غفلة من الزمان والمكان، انتبه من نومه، استجابة لنداء مبهم، فوجده قائمة فوق رأسه، تقول: أنتظرك، ومنذ تلك اللحظة، لا يعلم على اليقين، أكان يحلم فعلا، أم أنه كان يحلم أنه يحلم، أم يعيش فعلا فصول حكاية، تأبى أن تبدأ، أم بدأت وتأبى أن تنتهي! «مقطع من فانتازيا واقعية، ربما ترويها ذات حلم، حوريات الجن، لعشاق تائهين، يبحثون عن ملاذ في جبال الأولمب» |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 02 يوليو 2017, 5:15 am | |
| أن تذوب في فم الذكرى! 1- فجأة تشعر أنك بحاجة لأن «تعود» أو «تروح» بضم التاء وفتح الراء وتشديد وكسر الواو، وينشق صدرك عن صراخ كوني تردده جنبات الوديان والجبال والقفار: البلاد طلبت أهلها، والبلاد هنا مكان ما ربما يكون غير موجود إلا في فضائك التخيلي، موال صغير من فضائية عابرة تبث تجريبيا، نكأ كل الجراح: «يا ظريف الطول وقف لتقلك..رايح عالغربة ..وبلادك أحسن لك» وتنثال وتنهال عليك فجأة بلا أي مقدمات فيوض من الأشواق الدفينة والذكريات المؤجلة، وتحار في تفسير «البلاد» هنا، ولا يقفز إلى ذهنك غير يد أمك المعرورقة وهي تمسح حبات العرق عن جبين غض رهيف منذ ما يقل قليلا عن نصف قرن أو أكثر، أيكون حضن تلك الختيارة التي كانت تعتذر عن ضحكتها فتداريها هي البلاد التي حننت إليها؟ ويحك! وأين تجد ذلك الدفء وقد توارت الختيارة عن الدنيا كلها فنامت في سريرها الأبدي منذ أعوام وأعوام؟ هل هو حنين إلى الرحيل الأبدي إذن؟؟ ها أنت تختصر «البلاد» والملاذ بيد معرورقة، وكذا الحب، الذي حثتك صديقة للكتابة فيه، ولم يقفز إلى ذهنك آنذاك إلا تلك اليد، الممتدة من بين التراب، إما منادية لك وداعية للالتحاق بحضن صاحبتها، أو ربما تكون معلما من معالم الطريق الذي يتوجب عليك سلوكه، لا تدري! تلك اليد المعرورقة المشعة بوهج الأمومة والحنو، هي أول حرف في أبجدية كتاب الحب، وآخر حرف أيضا، فنحن نزداد حبا بنسائنا حين يتماهين مع أمهاتنا في فتح باب الحدب والحنو بلا انتظار لأي مقابل، ونحن نقترب أكثر من بناتنا ونتحد معهن، كلما حملن ملامح من أمهاتنا، وحتى طبيخ الزوجات يصبح أطيب وأزكى كلما كان أقرب لأول لقمة حملتها اليد المعرورقة إلى أفواهنا بعد الفطام! كنت أنوي الكتابة عن في عشرة موضوعات، تقلق راحتنا، وتجعل منا مادة لخلاط كبير، يكاد يحولنا إلى «هريسة» أو عجينة فلافل، ، فإذا بي أذوب كقطعة سكر في فم الذكرى الدفينة، ذكرى أول همسة وقرصة ودعابة وكركرة، وأول قبلة تطبع على الجبين الخارج للتو من البيت الأول: الرحم.. أيكون عبثا أن يسمى رحما؟ هل ثمة رحمة أكثر من دفئه وحنانه واحتضانه؟ أين هو الرحم البديل الذي يلم شعثك ونثارك وقد دببت بتؤدة ووقار مشوبة بالرعونة والولدنة نحو الستين؟ من منكن يا نساء الأرض تمتلك رحما يتسع لكل هذه الكينونة ؟ -2- هل أفلحت في الهروب من الخلاط» ولو مؤقتا؟ أم عصت فيه أكثر؟ سيبقى السؤال بلا إجابة، ولن يمكنك لا انت ولا أعتى الكتاب والمحللين والمستقبليين قراءة طالع هذه البلاد، قبل مضي بضع سنين، سيبقى بها الخلاط «شغالا» بكم كلكم! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 04 يوليو 2017, 8:22 am | |
| نحو تنمية هواية التلصص! ظاهرة التلصص على خصوصيات الآخرين في هذا العصر، أخذت أشكالا غير حصرية، لا تبدأ من رصد أموال لا حدود لها لمؤسسات جمع المعلومات وتحليلها، ورصد سكنات وهمسات الخلق، ولا تنتهي عند تقليعة ما يدعى «تلفزيون الواقع» أو سواه من برامج بث خصوصيات الناس على الهواء في شكل مقابلات «حصرية» عن حياة المشاهير، أو برامج ظاهرها المسابقات، وباطنها الفضائح!! من الناحية السيكلوجية المجردة، يميل حتى الإنسان السوي إلى معرفة كنه «الآخر» خاصة الأجزاء المخفية منه، سواء كانت جسدية أو نفسية، وتتعاظم هذه الرغبة وربما تتحول الى حالة مرضية، في حال الحرمان والتحفظ والجهل بالشيء، فالإنسان الشرقي عموما، الذي يعاني تاريخيا من شقاء جنسي وحرمان عاطفي وسياسي واجتماعي تكالبت على مفاقمته جملة من التقاليد المهترئة والفهم الخاطىء والمشوه للدين، فضلا عن الاضطهاد السياسي المزمن، يمتلك استعدادا فطريا لاحتراف التلصص، خاصة كل جنس على الجنس الآخر، ولو قيض لصحفي ماهر أن يرصد ظاهرة نزوع المتزوجين (والمتزوجات طبعا!) خاصة، للتلذذ بمشاهدة الأفلام الإباحية، لهالنا جميعا حجم الظاهرة، خاصة وأنها لا تقتصر على سن أو مستوى ثقافي معين، أما غير المتزوجين فهم أكثر إدمانا على هذا النوع من «التلصص» خاصة أن هناك ازدهارا غير مسبوق في سوق الحث على الشهوة وحك الغريزة، وبوسع المرء ان يرى ترجمة عملية لهذا الزعم، في كل ما ينشر ويبث في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، حيث نلمس نداء خفيا وجهريا وصريحا أحيانا، يدعو للاستغراق في التلصص واكتشاف ما غيبه الحياء والتقاليد والعرف العام، والقوانين الصارمة أحيانا، التي يتم التحايل عليها بطرق مبتكرة! وما فاقم المسألة هنا، أن تكنولوجيا التلصص، لحقها البزنس، و شهدت حدودا غير معقولة من التقدم والتطور، جعل بالإمكان مشاهدة وسماع ملايين المشاهد والآهات، عبر الهواتف الخلوية الذكية جدا وسهولة الوصول إلى شبكة الانترنت وكاميرات الفيدبو الرقمية المتناهية في الصغر، والمايكروفونات التي تتيح المحادثة الحية بين شخصين، ينام كل منهما في سرير منفصل، ويبعدان عن بعضهما البعض مئات آلاف الأميال، وكذلك عبر أقراص مدمجة بحجم راحة اليد، وعبر شاشات أصبح فك تشفيرها لا يكلف غير مبالغ زهيدة جدا في متناول أقل الأفراد دخلا! ملف «التلصص» واحد من الملفات المسكوت عنها في حياتنا المعاصرة في الشرق، تأخذ من أوقات الناس حصة ليست قليلة، فجرها على نحو لافت للنظر موضة «تلفزيون الواقع» التي غزت العالم منذ سنوات، وجعلت منها قضية جماهيرية قابلة للنقاش، تخصص لها الندوات والمحاضرات وبرامج البث الحي في أكثر القنوات تحفظا، ناهيك عما توفره شبكة الإنترنت من وصل سلس لأكثر المواقع انفتاحا» وإباحية .والمحزن في كل ما يجري أن كثيرين منا لا يجدون طريقة لمواجهة هذه الظاهرة، غير الدعوة الصارمة لإغلاق «الأثير» ومنعه من الوصول إلى غرف نومنا، ولا يتحدث القوم عن طرق مواجهة واقعية، تتركز على إنتاج وصنع الإعلام البديل، الذي يتسق مع هويتنا الحضارية، فثمة الكثير مما يشغل صاحب القرار، ويحتل رأس أولوياته، وليس منها بالطبع حراسة القيم، وإشاعة الفضيلة، بل ربما يحتاح لإحكام قبضته على كل شيء، وتوسيح هامس حرية الغريزة، وحكها باستمرار، كنوع من الإلهاء عن عظائم الأمور التي تجري في بلاد العرب، المهددة بالتفسخ والتحلل وإعادة التشكيل ورسم حدودها من جديد! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 05 يوليو 2017, 10:24 am | |
| حتى آخر حبة بندورة! التاريخ:5/7/2017 كتب لي الصديق نهاد يوسف العليمي يقول... أولا انه على الرغم من المشاكل والمعيقات التي واجهت وتواجه القطاع الزراعي الا انه تمكن من تحقيق المعجزات من خلال النمو الذي حققه بنسبة 8.2% خلال الربع الاول من العام الحالي وفقا للارقام الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة حول مساهمة القطاعات الاقتصادية في الناتج الاجمالي. ثانيا ان القطاع الزراعي تعرض لمضايقات عدة منها منعه من استقدام العمالة الوافدة والنقل والتسويق واغلاق الحدود والاقليم الملتهب ...الخ ومع ذلك بقي مكافحا وصامدا.. ثالثا ان القطاع الزراعي تفوق على كثير من القطاعات رغم كل الصعاب، وان مساهمة القطاع الزراعي تفوق لغة الارقام واحتل المرتبة الثانية من حيث النمو كما ورد في خبر الاحصاءات العامة في الربع الاول من العام الحالي.. رابعا تم تصدير ربع مليون طن خضار وفواكه منتجة من مزارع الوطن و233الف راس من الخراف البلدية خلال النصف الاول من عام 2017 كما صرح به مساعد الامين العام لشؤون التسويق الدكتور صلاح الطراونة، هذه الارقام تعني شيئا كثيرا للمحللين الاقتصاديين والفريق الاقتصادي في الحكومة كما ذكرها في بوست سابق المهندس ابراهيم المجاغفه الشريف.. خامسا العملة الصعبة تأتي بشكل اساسي من هذا القطاع «مشان الله ارحمونا» ....هذا القطاع المهمل حكوميا احد اهم الروافد الحقيقية والمالية للخزينة. -2- هذه ليست المرة الوحيدة التي أطلقنا فيها جرس الإنذار لإنقاذ القطاع الزراعي، فهو قطاع يراد له أن يموت، ومع هذا، يرفض بإصرار أسطوري على الحياة، سبق أن كتبنا في الموضوع، وأطلقنا ما سميناه «النداء الأخير» لإنقاذ القطاع، وقلنا حينها إنه كان الأمل من الجهات الرسمية والوزارات المعنية, النهوض بمسؤولياتها لحماية هذا القطاع الهام الذي تقدر استثماراته بالمليارات، والذي يعيل آلاف العائلات ويأخذ عن عاتق الحكومة توفير الآلاف من فرص العمل, لكن للأسف الشديد وكأننا في واد والجهات المسؤولة في واد آخر، علما بأن كثيرا من مزارعي الخضراوات أفلسوا وعجزوا عن سداد ديونهم والمهددين بثقل الديون وأبواب السجون، فيا من بيدكم القرار رفقا بالقطاع الزراعي فهو في غرفة الإنعاش! قلنا إننا تقريبا في الربع الساعة الأخير من الكارثة، وما لم تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ هذا القطاع، فسيشهد كارثة كبرى، لا تقل في فداحتها عن كوارث الحروب والنزاعات المسلحة! لقد قيل الكثير عن المصيبة التي أصابت القطاع الزراعي، وكتب الكثير، ولكن لم تحرك أي من الجهات المسؤولة ساكنا للتحرك لإنقاذه، في الوقت الذي ندرك فيه أن مشكلته جزء من مشاكل المنطقة، وحروبها، ولكن ثمة مساحة معقولة تسمح للجهات ذات العلاقة بالتدخل لوقف الانهيار التام للقطاع الزراعي، أقلها مثلا، وقف الملاحقات القضائية التي طالت عددا كبيرا من مزارعينا، جراء تراكم الديون عليهم، وعجزهم عن السداد، ليس بسبب كسلهم أو استهانتهم بما عليهم من التزامات، بل بسبب الظروف السياسية القاهرة التي جعلتهم في وضع العاجز عن السداد، نعم هناك ظروف قاهرة، خارج مسؤولية الحكومات، سببت كارثة للقطاع الزراعي، ولكن هناك مسؤولية كبرى تقع على عاتقها، للقيام بإجراءات هي من صلب اختصاصها، تحمي هذا القطاع، وتنقذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن نصحو ذات يوم، ولا نجد على مائدتنا حبة بندورة، علما بأنني موقن أن مقاتلينا الأشداء من المزارعين سيبقون صامدين حتى آخر حبة بندورة! (الدستور) |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الجمعة 07 يوليو 2017, 4:55 am | |
| إقالة الشهداء من مناصبهم الفخرية!
الاقتتال الدموي بين الأخوة على امتداد الساحات العربية والإسلامية يدفع المتأمل إلى إعادة النظر في كثير من المسلمات والمصطلحات، خاصة تلك التي تحتل مساحة واسعة من وجداننا الجمعي، فالشهيد مثلا الذي لم يكن لدى كثير منا أي اختلاف على كونه شهيدا، أصبح لزاما علينا أن نتريث قبل خلع هذا اللقب عليه، رغم أن هذه المراجعة النقدية كان يجب أن تتم قبل هذا الوقت بكثير، فالشهيد أصلا لقب رباني يختص بمنحه رب العباد دون أن ينازعه فيه أحد كونه تعالى هو من يختار منا الشهداء (تلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) لكننا توسعنا في هذا الأمر امتثالا لفوضى المصطلح المسيطرة على مشهدنا المعاصر بتجلياته كافة، بعد أن اختلطت دماء القتلى الظالمين بالمظلومين، والمعتدين بالمُعتدى عليهم، أصبح لزاما علينا أن نُقيل الشهداء من «مناصبهم» الفخرية كشهداء ونوكل أمرهم إلى الله جلت قدرته، ليصنفهم كما يشاء! مراجعة لقب «شهيد» تفتح الشهية لمراجعات أكثر شمولا وعمقا، خاصة وأننا نعيش مرحلة تخبط فكري آنتجت حالة هلامية من التخبط السياسي الاقتصادي والاجتماعي والأيدولوجي، حتى أن البعض يطالب بين الحين والآخر بمراجعة نقدية لتاريخنا الإسلامي ويتعدى بعض آخر الأمر بقراءة نقدية للاسلام ذاته، ليست منقطعة طبعا عن استنباط واستنطاق القراءات الفقهية عن أصولها، ولكن بذهنية منفتحة تسمح بالإبحار داخل النص، ليس بهدف تفجيره أو الانقلاب عليه، بل بقصد الوصول إلى فهم يعتبره كثيرون ثوريا، قد يزيح بعض ما استقر من مفاهيم حول عدد القضايا الجدلية التي شغلت بال المسلمين ومنتقديهم على مر العصور، ومن ذلك ما يتعلق بالمرأة من حيث إباحة ضربها من قبل زوجها إذا نشزت، وقضية مساواتها بالرجل وحجابها وحدوده وماهيته واختلاطها بالرجل، ومن ذلك أيضا مدى ملاءمة نظرية الخلافة الإسلامية للعصر الحاضر على خلفية تبني بعض الحركات الإسلامية لوجهة نظر تطالب بإحياء هذه الخلافة، علما بأنها لم تستمر على منهاج النبوة غير سنوات قليلة جدا ثم ما لبث أن أكلها المُلك العضوض الذي تمدد على معظم حقب تاريخ الأمة! القراءة النقدية للتاريخ مع كل ما لحق به من روايات متعددة حسب انتماء القارىء المذهبي والعرقي، باتت أكثر من ضرورية لحسم كثير من نقاط الخلاف، والوصول إلى رؤية أقرب إلى أن تكون مشتركة بين إسلاميي هذا العصر، تمهيدا لإيجاد آليات توحد بين الاجتهادات السياسية التي مزقت الأفراد والجماعات وأفضت إلى حروب وصراعات لم تزل تهدر مزيدا من دماء الأبرياء في غير بقعة من بلادنا، وهي على قدر من الحُمى والشدة جعلنا نقول باطمئنان أن بأسنا بيننا أكثر من شديد، ولو قيض لنا في هذا النص السريع أن نستعرض كل القنابل الموقوتة والصراعات النائمة في أحضاننا شعوبا وقبائل (لا دول!)، لعرفنا مدى حاجتنا لتلك القراءة النقدية، فالسنة في حالة صراع مع الشيعة، والسلفيون مع من يسمونهم إصلاحيين أو معتدلين، والمحافظون مع المجددين، والمتدينون مع الأقل تدينا، وثمة خيوط وخطوط وشكوك بالغة القوة تفصل بين الأعراق حتى في البلد الواحد، نحن في حالة شرذمة غير مسبوقة تستدعي ليس إعادة النظر في لقب «شهيد» فحسب، بل إن الأمر تعدى ذلك إلى أهمية تعريف من هو المسلم، بعد أن استبدت بنا فوضى فتاوى التكفير والتفسيق والزندقة والمروق! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 11 يوليو 2017, 2:19 am | |
| آسف "صديقي" الصهيوني! التاريخ:10/7/2017 بالأمس كان الخبر الرئيس في صحيفة «يديعوت» العبرية كواليس ما حصل في تصويت اليونسكو حول اعتماد الخليل كتراث إنساني فلسطيني محمي، الحدث وإن كان خطوة أقرب ما تكون إلى الرمزية، أحدث زلزلة في كيان العدو الصهيوني، واثلج صدور ملايين الخلايلة والعرب والمسلمين، إضافة إلى ممثلي شعوب العالم اليونسكو، الذين لم يزالوا على مواقفهم الداعم لفلسطين وشعبها، وعدالة قضيتها، وحده ممثل عربي لدولة عربية(!) في اليونسكو، شعر بخيبة أمل عميقة، لأنه لم يستطع أن يوفي بوعده لممثل إسرائيل في المنظمة الدولية، ولم يتمكن لأسباب لوجستية بحتة من التصويت ضد القرار، وبناء عليه، قدم أسفه العميق لخذلانه صديقه الإسرائيلي! القصة يرويها ايتمار آيخنر، مراسل الصحيفة، قائلا أن مؤتمر التراث في اليونسكو الذي انعقد في كراكوف في بولندا ظهر الجمعة الماضين لم يشهد نقاشا عاصفا بهذا القدر منذ زمن بعيد. هكذا تكون الحال عندما يؤخذ بموضوع سياسي متفجر هو في قلب النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني: طلب فلسطيني بتسجيل الحرم الابراهيمي (يسمونه مغارة المكفيلا!) ومدينة الخليل على سبيل الطوارئ، كموقع تراث عالمي فلسطيني يوجد في خطر تحت الاحتلال الاسرائيلي. القرار اتخذ بأغلبية 12 دولة، مقابل 3 دول معارضة و 6 ممتنعة. وكانت اليونسكو أقرت قبل اسبوع فقط مشروع قرار مناهض لإسرائيل آخر، يلغي الاعتراف باسرائيل كصاحبة السيادة في القدس. قرار الجمعة يقر بأن الحرم الابراهيمي موقع تراث يوجد في فلسطين. وقد اتخذ القرار بناء على طلب دول عربية باسم الفلسطينيين تناول التراث الاسلامي في المكان دون ذكر لصلته باليهودية. من وجهة نظراليهود، تعد معاني الإعلان إشكالية جدا ونكسة: من تثبيت وعي عالمي بان هذا موقع فلسطيني، عبر فرض قيود بناء، حفظ وتنمية على إسرائيل وحتى حقيقة أن كل نشاط اسرائيلي في المكان، بما في ذلك نصب كشك حراسة – سيشكل ذريعة لشكوى ضد إسرائيل باعتباره مسا بموقع تراث عالمي! في إسرائيل حاولوا صد الهزيمة من خلال اتفاق سعى لإيرامه سفير اسرائيل في اليونسكو، كرمل شاما هكوهن، مع الرئيس البولندي للمؤتمر في أن يكون التصويت سريا. وكانت اسرائيل وصلت الى هذه المعركة وفي جعبتها وعد من خمس دول بالتصويت ضد: بولندا، كرواتيا، جمايكا، بوركينا باسو، وكذا دولة عربية اشترط سفيرها التصويت ضد القرار(!) بالسرية التامة. غير أنه بدلا من التصويت السري من خلف حاجز جرى التصويت بكتابة بطاقات على طاولة المداولات ونقلها الى الصندوق، بحيث أن التصويت عمليا كان علنيا أمام الكاميرات الكثيرة في المكان. عارض شاما بشدة ونشأت جلبة حتى التصويت العاصف الذي خسرت فيه اسرائيل. ولما كان التصويت سريا ليس واضحا كيف صوتت كل دولة، ولكن كان واضحا أن ليس فقط السفير العربي اياه لم يصوت مع اسرائيل بل وهناك دولة اخرى ندمت وانتقلت الى الامتناع عن التصويت، حسب قول المراسل إياه، كان السفير شاما هكوهن توصل الى تفاهمات مع سفير تلك الدولة «العربية!» لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بان يصوت ضد القرار. واشترط السفير ذلك في ان يكون التصويت سريا تماما. ولكنه تراجع عندما تبين أنه لن يكون «مستورا!». وفي بلاغ قصير بعث به لصديقه الصهيوني كتب يقول: «يصعب علي القول إن هذا كان تصويتا سريا. كانت الحال هناك حامية الوطيس. ولم يكن لي مفر». اما شاما هكوهين فاجاب: «اعرف يا صديقي. بالنسبة لي هذا وكأنه فعلت هذا»! يصعب التحقق من الرواية الصهيونية، لكنها قابلة للتصديق في زمننا هذا، حيث خرج بعض العرب من جلودهم، وبانت ألوانها الحقيقية! (الدستور) |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 12 يوليو 2017, 4:17 am | |
| مقاطعة شعبية وتطبيع رسمي! -1- يلجأ الناس عادة إلى مقاطعة سلع وخدمات للتأثير في أسعارها، وقد عرّفتها الأمم المتحدة في ميثاقها المادة 41، بقولها أنها: وقف العلاقات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية، وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كلياً. ويعرّف الاقتصاديون المقاطعة بأنها أسلوب ومجموعة من الممارسات التي تتخذها الجماعة أو البلد، في عدم التعامل اقتصادياً مع طرفٍ ما، يقصد بذلك الضرر به، لحمله على تغيير موقفٍ أو سياسة تجاه الجماعة أو البلد، فهي، بالتالي، فعل مألوف في التاريخ البشري، ومشروعٌ دوليا، وتاريخيا، وإنسانيا. ومن الصعب تجريمه وفق القانون، حتى لو تمّت شيطنته إسرائيليا وأميركيا. إنها تعبير عن قوة الضعف كطريقة ناجعة للتغلب على ضعف القوة، في مواجهة جبروتٍ له نقطة ضعفه هو الآخر. -2- هذه الأيام، (9 تموز) تسدل حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) الستار على أعوامها الاثنتي عشرة الحافلة بالإنجازات والانتصارات وتخطي التحديات، وتواصل مسيرتها، برغم التشظّي والتجزئة، والاستعمار-الاستيطاني الصهيوني، والفصل العنصري (الأبارتهايد) والاحتلال، والتشريد والتطهير العرقي، وحصار غزة، نجح هذا التحالف الوطني العريض الشعبي في الوطن المحتل والشتات في التغلب على المصاعب الجمّة والتكاتف وفي المضي قدماً في النضال من أجل استعادة حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة والمساواة والكرامة، واستفادةً من تجارب النضال الشعبي حول العالم من جنوب أفريقيا ضد نظام الأبارتهايد إلى حركة الحقوق المدنية الأمريكية، في عام 2005، أطلقت القوى والنقابات والاتحادات الشعبية وأطر اللاجئين، والتي تمثل الفلسطينيين في كل مكان، تساندها حركة شعبية عربية وأجنبية في شتى الأقطار، نداءً يطالب ذوي الضمائر الحية والحرة في العالم بعزل نظام الاضطهاد الإسرائيلي المُركّب لدعم نضال الشعب الفلسطيني العادل من أجل حقوقه غير القابلة للتصرف. تدعو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، بقيادتها الفلسطينية وامتداداتها العالمية، إلى القيام بحملات مقاطعة وسحب استثمارات على الصعد الأكاديمية والثقافية والاقتصادية والرياضية ضد نظام الاستعمار الإسرائيلي، والضغط على الدول لاتخاذ عقوبات فعالة ضد إسرائيل حتى يمارس كل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، بما يشمل عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها. -3- حققت حركة المقاطعة إنجازات كبرى هذا العام، حصرها موقع المقاطعة على شبكة الإنترنت، وهي دليل على فعالية هذا النشاط، في الوقت الذي يتزامن مع «تطبيع» رسمي عربي، مرفوض شعبيا، ويجري ضد حركة التاريخ، وسيسهم في إيصال الصراع مع الاحتلال إلى ذروته التي تؤذن بانتهاء الاحتلال على أي نحو من الأنحاء، ولا نعلم على وجه التحديد كم ستستمر فترة الذروة هذه، لكن من المؤكد أنها ستنتهي بانتهاء هذا الكابوس المسمى إسرائيل، حتى وإن رأى البعض أن كلامنا هذا هو ضرب من المستحيل! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 18 يوليو 2017, 7:41 am | |
| الأقصى ليس خطاً أحمر! 1- زلزال الأقصى لم يهز النظام العربي الرسمي إلا بالقدر الذي يتماهى مع المطالبات الشعبية، بتعبير آخر البيانات والاحتجاجات الرسمية الرخوة لم تكن في غالبها غير «رفع عتب» ليس إلا، وجاءت لتقول «ها نحن تفاعلنا!» وفكوا عنا، يستثنى من هذا، الموقف الأردني الذي جاء أكثر حرارة، وسمح بتعبير الشارع عن نفسه، لخصوصية العلاقة بين عمان والقدس ومقدساتها.. -2- المعركة الحقيقية تدور اليوم بين المقدسيين وقوات الاحتلال، وهم يحظون بتعاطف الشارع و»تطنيش» رسمي عربي بامتياز، فثمة ما يشغل بال النظام الرسمي المثخن بالجراحات، أكثر من القدس والأقصى وفلسطين كلها، وهذا الموقف العربي الرسمي منسجم مع التاريخ، وأحداثه، بعد احتلال المسجد الأقصى مباشرةً، حوّل الاحتلال الصهيوني إدارة المسجد إلى وصاية وزارة الأديان الصهيونية، وأمهل إدارة الأوقاف والمفتي حتى 14/ 7 / 1967 ليسلموه أرشيف المسجد وليرسل خطباء المسجد الأقصى محتوى خطبة الجمعة مكتوباً إلى وزارة الاديان لتدقيقها قبل الخطبة. رفض المفتي ومدير الأوقاف هذه الإجراءات، وتداعى قضاة ومفتو فلسطين إلى تأسيس الهيئة الإسلامية العليا في 24/ 7 / 1967، وساد القدس والضفة حراكٌ جماهيري متصاعد، فخاف الصهاينة من أن تصبح الهيئة الإسلامية العليا بقيادة الشيخ عبد الحميد السائح رحمه الله وريثة لدور المجلس الإسلامي الأعلى ورئيسه الحاج أمين الحسيني في قيادة جماهير فلسطين، فأعلنوا في 31 /7 تراجعهم وأعادوا إدارة المسجد للهيئة الإسلامية العليا الناشئة، التي ورثت الأوقاف الأردنية دورها لاحقاً بعد إبعاد قادتها للأردن. 14 يوماً من الحراك الجماهيري الفعال والمؤثر كانت كفيلة بدفع الجيش الصهيوني للتراجع رغم أنه كان للتو قد ألحق هزيمةً عامة بالجيوش العربية مجتمعة. هكذا حمي المسجد الأقصى بعد احتلاله، وهذا ما يحصل اليوم! -3- المقدسيون اليوم وحدهم يخوضون على الأرض معركة الدفاع عن الأقصى، بلا إسناد حقيقي من أحد، وأصدق وصف لحال الأمة ما صرح به قبل نحو شهر الشيخ عبد اللطيف فايز دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، حين قال إن أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة وأمن المسجد النبوي في المدينة المنورة هما خطان أحمران، لا نرضى أبدًا أن يتخطاهما أحد. أما أمن المسجد الأقصى، فهو ليس خطا أحمر، ولا علاقة لأمنه بأمن شقيقيه، حتى في ظل جمع الرسول عليه الصلاة المساجد الثلاث في ميزة «شد الرحال» في الحديث النبوي الشهير! لكم الله أيها المقدسيون.. لك الله يا فلسطين..! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 19 يوليو 2017, 11:54 am | |
| جبران والشيطان والأقصى! كان أحد رجال الدين على وشك إقامة قداس في بيت من بيوت الله في إحدى القرى المجاورة، فأخذ يركض مسرعا لكي يصل في الوقت المحدد، وبينما كان يجتاز حقلا، شاهد في طريقه رجلا مصابا بطعنة سكين وملقى قرب ساقية وقد برز السكين من صدر الرجل الذي كان ينزف، ففكر رجل الدين بحمله والاعتناء به ولكن بعد أن أعاد التفكير مرة أخرى، شعر بأن ذلك ربما يؤخر وصوله، علما أن رجل الدين كان اختار المحبة موضوعا لإلقائه على الناس وقرر أن يتوسع في حكمة السيد المسيح المشهورة: المحبة هي الله وقد أعد شروحاته عندما كان يعدو في طريقه! وفي الوقت الذي كان فيه رجل الدين يفكر فتح الرجل المصاب عينيه وصاح: أعلم أنك ذاهب إلى القداس لإلقاء عظة عن موضوع المحبة وكنت سأحضر أيضا لولا أن قطاع الطرق طعنوني وألقوني هنا.. اصغ إلي، إذا نجوت من الموت فسأخبر الناس بأن رجلا كان يموت على قارعة الطريق، فهربت لكي تلقي عظة عن المحبة بدلا من أن تنقذه.. إنني أحذرك لا تتجاهلني! فارتعب رجل الدين بعض الشيء وأدرك أنه إذا نجا هذا الرجل من الموت، وروى الحادثة لسكان القرية فسيقولون إن عظاته كلها كانت خدعا ودجلا . طبعا لم يكن رجل الدين قلقا بشأن الرجل الذي يحتضر وإنما كان مهتما برأي العامة، لذلك اقترب من الرجل مكرها وعندما اقترب منه أكثر وشاهد وجهه بوضوح، بدا له مألوفا إلى حد ما. فقال: بني، يبدو أنني رأيتك من قبل في مكان ما. فقال الرجل المصاب: لا بد وأنك رأيتني، فأنا الشيطان ولي صلة قديمة جدا برجال الدين، فإن لم أكن مألوفا بالنسبة لك فلمن سأكون مألوفا ؟ عندئذ تذكر رجل الدين الشيطان فقد رآه من قبل، واقترب منه مجددا وقال: لا يمكن أن أنقذك والأفضل أن تموت، فأنت الشيطان ونحن على الدوام نتمنى لك الموت، فلماذا أنقذك؟ إن مجرد لمسك يعتبر خطيئة، لذلك سأتابع طريقي. فضحك الشيطان ضحكة مجلجلة وقال: اسمع، في اليوم الذي سأموت فيه ستصبح بلا عمل إذ لا يمكنك أن تتواجد من دوني، فأنت رجل دين لأنني على قيد الحياة وأنا أساس مهنتك، فمن الأفضل لك أن تنقذني، لأنني إذا مت سيصبح جميع رجال الدين والكهنة عاطلين عن العمل وسوف ينقرضون ولن تكون هنالك حاجة لهم بعد الآن. ففكر الرجل بكلام الشيطان ورأى أن كلامه صحيح، وعلى الفور رفعه على أكتافه وقال: شيطاني العزيز لا تقلق سوف أنقلك إلى أقرب مكان من أجل العلاج، من فضلك تماثل للشفاء بسرعة، لا تمت بحق السماء إنك بخير.. فإذا مت سنصبح عاطلين عن العمل.. هذه إحدى قصص جبران خليل جبران عن رجال الدين، تذكرتها وأنا أقرأ «تغريدة» لرجل دين أو عالم دين، كما يحب البعض أن يسمي المشتغلين بالوعظ وكثر منهم أقرب إلى الوصف الأول، باعتبارهم اتخذوا الوعظ مهنة للارتزاق، أما التغريدة فتقول: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، ومن قاتل ليكون المسجد الأقصى هو الأعلى فقتاله لما قاتل له! لن أعلق، ففيما قال جبران الكثير وزيادة! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 26 يوليو 2017, 7:17 am | |
| صدمة في الشارع الأردني! أصيب الشارع الأردني بحالة صدمة، إن لم يكن ما هو اكثر نتيجة النهاية التي آلت إليها حادثة سفارة دولة الإرهاب والإجرام في عمان، فقد توقع نهاية أخرى مغايرة، تشعره بأنه لم يظلم، وهو طبعا غير ملم بكل تفاصيل الحكاية وتداعياتها، بسبب التقصير الرسمي في نشر الرواية الصحيحة لما حدث الأمر الذي أتاح المجال لتداول كم كبير من الإشاعات والأخبار التي تفتقد إلى الدقة، ولا نتجاوز الحقيقة إن قلنا أن الصورة المفصلة والموثوقة لما حدث لم تزل طي الكتمان، فثمة رواية إسرائيلية، وتبجح أيضا، وثمة حكايات رسمية، لا حكاية واحدة، وثمة منقولات عن «مصادر» رفضت التصريح عن اسمها، وثمة إشاعات، لكن ما لمسناه على ارض الواقع أن القاتل وطاقم سفارته فروا بجلدهم، والبوابات التي نصبها الاحتلال على ابواب الاقصى أزيلت.. وبين يدي المشهد كله، تدور في الذهن اكثر من فكرة.. أولا/ لم يعد مجديا في عصر الإعلام الرقمي والمواطن الصحفي، أو الصحفي المواطن، وشبكات التواصل الاجتماعي إخفاء شيء عن الناس، فكل حدث يقع هنا أو في أقاصي الأرض، ثمة شهود عيان «يسربون» وينشرون ما رأوا، وثمة من ينقل عنهم وينشر، دونما تمحيص أو إذن من أحد، وخير لصاحب الشأن ان يأخذ زمام المبادرة فيصرح بما حصل، ليقطع الطريق على اي تقوّل أو تزيّد! ثانيا/ يحكم الحدث جملة من الاعتبارات الأمنية والقانونية والدولية والسياسية، وبعضها معلن ومعروف، وكثير منها يخفى على العامة، وكثير من الخاصة، ولهذا من المقبول أن يدور نقاش أحيانا هو كحوار الطرشان، ومن المناسب التسامح معه، لأن أحدا من الأطراف لا يمتلك كل الحقيقة، وإن كان لدى الطرف الرسمي الكثير من الحقيقة، وكان من المناسب سرعة إفشاء ما يمكن نشره على الملأ، كي تحافظ الأجهزة التنفيذية على مصداقيتها، كمصدر موثوق للاخبار، بل ربما كان ما حدث فرصة لتحسين صورة الجهاز الحكومي برمته. ثالثا/ أما وقد قررت السلطة التنفيذية مبادلة القاتل بخطوة سياسية ما، حسبما أشيع طبعا، مع الأخذ بالاعتبار تصريحات النفي، فقد كان من الأولى رفع سعر عملية منح الحرية للقاتل الصهيوني، والمطالبة بما هو اكثر مما تم تحصيله، إن كان ثمة صفقة اصلا، كأن نطالب بإعادة كل الأسرى الأردنيين في سجون العدو، وهذا كان مطلبا شعبيا، أما إن كان إطلاق سراح القاتل بلا صفقات وبلا مقابل، فتلك مصيبة كبرى على الجهات ذات العلاقة أن تسارع إلى مداواة الجرح الشعبي الذي وقع جراء ما قيل وما يقال، حول التفريط بحق الأردنيين، والتعامل مع دمهم بنوع من التساهل. رابعا/ كانت سلطة الاحتلال في مأزق جراء نصب البوابات، وكانت تبحث عن مخرج لإزالتها، وكانت ستزيلها عاجلا أم آجلا، ولهذا فإن صح أن إزالة البوابات كانت جزءا من صفقة عودة القاتل، فتلك لم تكن صفقة عادلة، بل بالعكس وفرت لنتيناهو سلم النزول عن الشجرة التي صعد إليها، وتلك ليست مصلحة اردنية بالقطع! أخيرا، ليتسع صدر الجميع في التعامل مع تداعيات ما حدث، ولتبحث الجهات ذات العلاقة عن أنسب الطرق لتهدئة الجرح الشعبي، وما حدث من مس بالشعور الوطني، والرد على بعض الأصوات الوقحة في معسكر العدو. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 06 أغسطس 2017, 6:36 am | |
| هل هناك حرب وشيكة؟
نتنياهو اليوم يغرق في همومه الشخصية، وهو قاب قوسين أو ادنى من المحاكمة، على خلفية عدة قضايا فساد في بيته ومع أصدقائه وطاقمه، الجديد في موضوع إبرام صفقة مع رئيس طاقمه السابق ومدير مكتبه كي يكون شاهد ملك في قضايا فساده، مصطلح شاهد ملك يستعمل للدلالة على الشخص الذى يعفى من جريمة اشترك فيها بالعلم أو بالفعل مقابل تقديم شهادته والاعتراف بالجريمة والإبلاغ عن باقى الجناة. مصطلح شاهد ملك مأخوذ من النظم الإنجليزية وعلى رأسها نظام الولايات المتحدة الأمريكية الذى يعفى الشاهد من العقوبة على جريمة كشف عنها وإن اشترك فيها، «شاهد ملك» اقترف جزءاً من الجريمة لكن تيقظ ضميره فاعترف بها وشهد على باقي المجرمين وهو فى هذه الحالة يعلم كل أسرار الجريمة. في الأخبار أن النيابة العامة الإسرائيلية وقعت يوم الجمعة، على اتفاق «شاهد ملك» مع أري هارو، المدير السابق لمكتب بنيامين نتنياهو، في أعقاب مفاوضات بين الجانبين جرت في الأيام الماضية. وفي الأثناء أصدرت المحكمة، أمر حظر نشر حول قضايا فساد نتنياهو فيها مشتبه، بناء على طلب الشرطة التي قالت في مذكرة قدمتها للمحكمة أن نتنياهو مشتبه بمخالفات رشوة واحتيال وخيانة الأمانة! -2- هذا على صعيد قضايا الفساد الكثيرة التي تطارد النتن، ولكن ثمة ما هو ألعن، فهو الآن يعيش اسوأ لحظات فشله السياسي، بعد أن خرج مأزوما ومهزوما من معركة الأقصى، ويكفي أن نقرأ ما كتبته المعلقة الصهيونية نافا درومي في صحيفة «هآرتس» العبرية (1/8/2017) تحت عنوان «يا نتنياهو أعد لنا الاحترام!» لنعرف عمق مأزقه، تقول نافا: كانت صورة العلم الفلسطيني في الحرم المسمار الأخير في أمل بنيامين نتنياهو أن يبتلع اليمين مع مرور الوقت حبة الدواء المرة. وعندما شاهد صورة العلم من المؤكد أنه شعر بالاهانة والألم، وأنه هو الوحيد المسؤول عن ذلك. هذا الامر أكبر من عمونة (مستعمرة صدر أمر قضاء بإخلائها) ومن اليئور ازاريا (قاتل الشاب الخليلي الجريح) ومن العلاقة مع تركيا. نتنياهو، انطلاقا من معرفته الكاملة، قرر رفع جميع وسائل الحماية في الحرم، ومعها ما بقي من الاحترام القومي الموجود. «صخرة وجودنا»، كما يسمي الحرم، تلاشت وتلاشى معها حقنا في الوجود في هذه البلاد. بدل اصلاح اجحاف الخمسين سنة واعادة الحرم الى أيدينا، أعاد نتنياهو الى الحرم من يحبون مجزرة(!) خيبر (إشارة لغزوة خيبر، حيث كان يقيم اليهود ويحرضون على المسلمين، ويحيكون ضدهم المؤامرات، والتي انتهت بإجلائهم من حصون خيبر).. -3- مأزق نتياهو لا يهمنا، بل نقول «الله لا يقيم عنه شِدة» ما يهمنا هو كيف سيخرج من هذا المأزق، وهل سيسلم بسقوطه، أم يستسلم للذل والإهانة والهزيمة؟ نخشى ان يلجأ نتنياهو للأسلوب المفضل لديه، ولدى كثير من الصهاينة، وهو تصدير الأزمة خارجا، والبحث عن دم عربي ليريقه، و»يغسل» به أوساخه، والسؤال الأكثر خطورة، أي دم هو المرشح ليكون دم الضحية؟ غزة مثلا؟ أم اين؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 09 أغسطس 2017, 8:00 am | |
| نهاية الأسطورة! بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين، نعلم ان كيان العدو الصهيوني مستودع كذب ودجل، وإرهاب وعنف وعسف، وكل ما خلق الله من سوء وتوحش في النفس البشرية موجود في ذلك الكيان، وهو سوء ليس موجها ضد الآخر، بل أيضا موجه ضد أبناء الكيان أنفسهم، وإن بمقدار مختلف، أما بالنسبة للعالم الآخر، في دول الغرب خاصة، فالجمهور على الأغلب مضلل، وهو يصدق الفرية التي يطلقها إعلامه باعتباره «الفيلا وسط الغابة» وواحة الديمقراطية في صحراء الدكتاتوريات.. اليوم الحقائق بدت أكثر، وبدأنا نقترب أكثر نحو نهاية أسطورة إسرائيل، الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والرفاه، إن نظاما يغلق مكاتب قناة إخبارية، ويسحب جنسية مواطن، بسبب اتهامه بارتكاب جريمة على خلفية قومية، ويعتقل شعراء وكتابا وهواة بسبب ما يكتبونه على «فيسبوك» هو نظام بائس لا علاقة له بالنظم الديمقراطية، إذ لم اسمع حتى الآن عن نظام ديمقراطي في العالم كله اعتقل أحدا بسبب قصيدة أو خاطرة نشرها على فيسبوك، في إسرائيل يفعلون هذا وأكثر.. في آخر الأخبار، اعتقلت الشرطة الصهيونية شابا عربيا (36 عاما) من مدينة حيفا، على خلفية نشره نصا على صفحته الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي ‹›››فيسبوك›››› اعتبرتها الشرطة تحريضا على العنف والإرهاب. كما مددت المحكمة اعتقال شابة من مدينة شفاعمرو لعدة أيام، بعد أن اعتقلتها الشرطة، وذلك إثر مشاركتها بنشر قصيدة اعتبرتها الشرطة تحريضية وتدعو إلى العنف والإرهاب. وبحسب المعلومات المتوفرة، داهمت الشرطة منزلي الشاب في حيفا والشابة في شفاعمرو، وقامت بمصادرة حاسوبيهما الشخصيين، إضافة لإجراء تفتيش دقيق في منزليهما. واعتُقل عدد من الناشطين السياسيين والشبان العرب وحُرم بعضهم من استخدام الهواتف الذكية أو مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، بتهم مشابهة تتعلق بنشر ما تصفه السلطات الإسرائيلية بأنه ‹›››تحريض على العنف والإرهاب›››› بواسطة الصفحات الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي ‹›››فيسبوك››››. كما قامت سلطات الإرهاب الإسرائيلية بين عامي 2015 و2016، باعتقال أكثر من 400 فلسطيني بسبب المضامين التي نشروها على الإنترنت، وعلى ‹›››فيسبوك›››› غالبا، وهي مضامين زعمت إسرائيل أنها تشكل ‹›››تحريضا››››. وهناك حوالي 200 شخص من ضمن أولئك يتعرضون لمحاكمات جنائية. وتعتبر قضية الشاعرة دارين طاطور من قرية الرينة واحدة من أشهر القضايا في هذا الإطار، التي تواجه احتمالا بالسجن لمدة ثمانية أعوام، بسبب قصيدة نشرتها على صفحة ‹›››فيسبوك›››› الخاصة بها عام 2015. وفي الوقت الذي يواجه العرب في فلسطين مثل هذه التهم، لا يجد الصهيوني أي ممانعة في أن يكتب ما يشاء، ومن تحريض على العنف والسب والشتم، وحسب الإحصاءات المتوفرة ارتفعت عدد المشاركات التحريضية التي نشرها اليهود ضد العرب والفلسطينيين إلى أكثر من الضعف في العام 2016، مقارنة بالعام 2015، لتصل إلى 675000 منشور. وقد تركزت معظم هذه المنشورات على صفحات ‹›››فيسبوك››››؛ وتشتمل هذه المنشورات التحريضية عبارات على غرار ‹›››اغتصبوا جميع العرب وألقوا بهم إلى البحر›››› و ‹›››صباح مليء بطاقات ذبح العرب››››. ومع هذا لم يتم فتح قضية واحدة حتى الآن ضد اي إسرائيلي يهودي متعلقة بالتحريض! إن لم يكن هذا الكيان كيان فصل عنصري فماذا يكون؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 16 أغسطس 2017, 5:31 am | |
| إنها الحرب إذًا!يوم الأحد 6 آب / أغسطس 2017. نشرت في هذا المكان مقالا حمل عنوانه سؤالا: هل هناك حرب وشيكة؟ تحدثت فيه عن سيكلوجيا النخبة الصهيونية في كيان العدو، القائم على القتل والعدوان، و»استعمال» الدم العربي لحل مشكلات الداخل الصهيوني، ففي كل مرة تتأزم «إسرائيل» وتصبح على شفير انفجارها الداخلي، يتحرك العقل الباطن الصهيوني، لإنقاذ الموقف بتصدير الأزمة إلى الخارج، والطريقة الفضلى لهذا التصدير، شن حرب على العرب، اي عرب، وفي حالتنا هذا، العدو المتيسر هو: غزة بحجة حماس، ولبنان بحجة حزب الله! ولنتحدث هنا بشيء من الشفافية، والأمانة، ففي العموم، الأمم «الحية» لا بد لها من عدو ما، تعلق على مشجبها مشكلاتها الداخلية، وتستعمله لعامل رص الصف الداخلي كلما شارف على التصدع، بل إن العقل والمنطق يقولان إن عليك أن تبحث عن عدو إن لم يكن لديك، فكيف إذا كنت أقمت كيانا كاملا على السلب والنهب والعدوان، كما هو الحال في مشروع إسرائيل العدواني الاستيطاني المتوحش، ولم تكن أصلا بحاجة لصناعة عدو، فصاحب الأرض لم يزل موجودا، ولم ولن يستسلم، وهو مستعد –ما وسعه الأمر- باستمرار لوضع يده على الزناد وحتى الضغط عليه، كلما كان ذلك ممكنا، في ظل نظام عربي رسمي استمرأ الاستسلام ؟ لم يطل انتظار الجواب على سؤالنا أعلاه، فقد تبين أن العدو يعد العدة للعدوان، ولكن هذه المرة تحت ستار «تشريعي» يخول «ملك إسرائيل» غير المتوج بعد (نتن-ياهو) للانفراد بقرار إعلان الحرب، بعد أن كان الأمر مناطا بمجلس وزرائه المصغر المسمى «الكابينت»، عملية تشريع تلك كانت تجري وراء ستار حديدي، إلى أن فضحها الإعلام، حيث تبين أن وزارة «عدل» القتلة تعمل منذ الأشهر الأخيرة على إدخال تعديل في قانون أساس خاص بالحكومة يتيح الإعلان عن شن حرب أو شن حملة عسكريّة قد تؤدي إلى حرب دون الحاجة إلى مصادقة الحكومة، «السر» كشفه الصحفي، عميت سيغل، في أخبار النشرة الثانية في التلفزيون العبري. وحسب ما قيل في إعلامهم، فمن المفترض أن يسمح التعديل الجديد في حالات معنية الإعلان عن شن حرب دون أن يشارك المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون الأمنية والسياسية في اتخاذ القرار. ويقولون إن هذه الخطوة جاءت في ظل إحباط الاستعدادات لشن هجوم على إيران، كان نتن-ياهو أعدها ووزير الخراب والحرب سابقا، إيهود باراك، قبل زهاء سبع سنوات. حيث اعترض مئير داغان، رئيس الموساد، وجابي أشكنازي، قائد الأركان، في ذلك الحين على الاستعدادات، بزعم أن شن معركة كهذه قد يؤدي إلى حرب غير قانونية؛ لأن الحكومة لم تصادق عليها. ووفق التقارير في نشرة أخبار القناة الثانية قبل شهرين صادق المجلس المُصغّر، الذي يشارك فيه ممثلون عن ائتلاف نتن-ياهو، على تعديل في القانون يسمح لرئيسه أي رئيس الحكومة شن حملة عسكريّة هامة أو حرب دون الحصول على مصادقة الحكومة. وفي تقديرات الخبراء بالشأن الصهيوني، سيوافق الكنيست فور استئناف عمله بعد العطلة الصيفية على هذا التعديل، وهكذا سيتوفر قائد عصابة القتلة على سلاح فوري للخروج من أزماته الداخلية الطاحنة، وملاحقاته القضائية وتهم الفساد والإفساد، بالضغط على الزناد إما باتجاه غزة أو باتجاه لبنان، (إيران الآن ليست في البال، لأن تأديبها سيحرم العدو من فرصة انشغال النظام العربي الرسمي بالخوف منها!) وهكذا يعيد قائد عصابة القتلة التفاف المذعورين من حوله بإجماع «وطني!» إذ من يجرؤ أن يعارض داخل مجتمع الكراهية والسلب والنهب «بطل القتل والإرهاب الرسمي» في مواجهة «أعداء إسرائيل»؟؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الإثنين 11 سبتمبر 2017, 5:46 am | |
| [size=30]كان صرحاً من خيال .. فهوى![/size]استراتيجية الإلهاء وانتظار ما لا يأتي، بالضبط كما هو شأن انتظار غودو، هما نوعان من أنواع صرف المسكنات لصاحب الألم الكبير والمرض العضال، في انتظار الشفاء التام، للتحايل عليه وتلهيته، وهو ميت لا محالة، وهو ما يحصل تماما في حالة انتظار حل دولي توافقي لما يسمى «النزاع الفلسطيني الإسرائيلي» وما هو كذلك، ولكن حالة تقزيم صراح الوجود لا الحدود بين مشروع صهيوني مسموم سرطاني ووجود عربي فلسطيني، لا يخص فلسطين وحدها بل سائر وطن العرب، ترافق مع تلك الاستراتيجية متشعبة الرؤوس والأذرع...ويبدو أننا قاب قوسين أو أدنى من لحظة الانهيار التام لهذا الوهم! -2- تنقل صحيفة القدس الفلسطينية أخيرا عن مصادر مطلعة في البيت الأبيض قولها إن الولايات المتحدة تعد ورقة مقترحات للإجهاز على حالة الوهم، بوهم متهالك، تشطب واشنطن فيها «حل الدولتين» (وهو غودو المستحيل!) حتى وإن كان أجمع عليه ما يسمى المجتمع الدولي، وتتبنى بدلا منه مواقف رئيس وزراء العدو نتنياهو بالكامل! حسب الصحيفة فإن أقصى ما تعرضه «خريطة الطريق» الأميركية الجديدة هو حكم ذاتي كامل للفلسطينيين، وهي خلاصة الجولات التي أجراها مبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المنطقة الأسابيع الماضية! آخر جولات مفاوضات «السلام العبثي» الفلسطينية الإسرائيلية توقفت في أبريل/نيسان 2014 إثر رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وقبول حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وكان وفد من الإدارة الأميركية برئاسة جاريد كوشنر مستشار الرئيس ترمب التقى قبل أكثر من أسبوعين بالرئيس محمود عباس ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي تحت عنوان الدفع باتجاه إحياء «عملية السلام» الميتة، ولم يطرح الوفد الأميركي أي مقترحات محددة لتحقيق هذا الأمر. وفي كواليس المشهد، كما تسرب من جولات كوشنر، سؤاله لرئيس وزراء العدو عن سر رفضه للمبادرة العربية، مع ما تحمل من فوائد جمة لإسرائيل، رد النتن_ياهو كان بليغا ومنطقيا، حين قال: إن فوائد المبادرة تحققت فعلا لإسرائيل، دون القبول بها وباستحقاقاتها، من حيث اعتراف النظام العربي الرسمي بإسرائيل، وتطبيع تدريجي سري وعلني معها، فما الحاجة للقبول بمبادرة ميتة، ليس وراءها قوة ضغط وجبر؟ بل إن من أطلقها لم يعد معنيا بها، فكيف بمن لا يريدها أصلا؟ -3- ما لم تذكره الصحيفة التي «بشرت» بانتهاء حل الدولتين «رسميا» إذ هو منته واقعيا، لم تتطرق لما يفكر به اليمين المهيمن على مركز صنع القرار السياسي والأمني في كيان العدو، وهو خيار الوطن البديل، هذا الاستحقاق الجديد القديم الذي بدأ مشاغبة وحلما لدى المتطرفين اليهود، ثم تحول إلى ما يشبه المشروع وهم في مرحلة خطف المشروع الصهيوني برمته، وها هم يكادون يكملون حلقة السيطرة وبشكل كامل على مفاصل صنع القرار الصهيوني في فلسطين، ومن يدري فربما نحن قاب قوسين أو أدنى من انهيار ذلك الصرح الكبير من الخيال، الذي عاش كثيرون يحلمون به، أعني الدولة الفلسطينية، وهو محض خيال من الأصل، فالدول لا تقام ولا توهب من العدو، ولكن هي مقتضيات الملهاة التي يبدو أنها شارفت على الانتهاء! بقي أن نسأل سؤالا واحدا فقط، هو ما الداعي لبناء سور فاصل ضخم بين فلسطين المحتلة والأردن، على طول حدود هي في المعيار الأمني في منتهى الأمن والهدوء؟ وما علاقة هذا بما يخطط له صاحب القرار اليوم في كيان العدو؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 17 سبتمبر 2017, 9:09 am | |
| المدمنون على شتم العرب!
كم أكره فكرة شتم العرب وجلد الذات، نحن أمة مبدعة عظيمة، تغفو على ثروة هائلة من المال والرجال والأحلام الكبرى، كلما ازددنا تفرقا ازددت إيمانا بأهمية وحدتها، كقوة عظمى، لو ... توفر لها الحد الأدنى من الإرادة، وتخلصنا من مرض «كل حزب بما لديهم فرحون» والخوف من فكرة توزيع الثروة! مجرد تخيل فكرة الوحدة، يصيبني بقشعريرة كبرياء بلا حدود، علينا أن لا نتخلى عن هذا الحلم الكبير؛ لأنها سبيلنا الوحيد لنصبح أمة بحجم الرسالة التي أكرمنا الله بها... وقوة عظمى تستطيع تغيير مجرى التاريخ البشري بأكمله، لهذا يحارب الكون كله فكرة الوحدة العربية! صباحكم خير وأحلام كبرى لا تموت... ما رأيكم بإنشاء صفحة لـ «الولايات العربية المتحدة» لإقامة الوحدة العربية في الفضاء التخيلي والعالم الافتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي، ولو من باب التفاؤل بالخير، وإبقاء شعلة الحلم متقدة في أرواحنا؟ كي لا ينسى المدمنون على شتم أمتهم، كانت لأربعة عشر قرنا هي الدولة العظمى والكبرى في العالم، وكان النظام الدولي محكوما بشكل هذه الدولة، سواء كانت دولة واحدة، أو مجموعة دول تنتمي إلى منظمة واحدة، أمة العرب والإسلام لم تصل الحضيض إلا على «دورك» يا من تشتمها صباحا مساء، وتستمتع بهجاء العرب «ع الطالعة والنازلة».. ربما لهذا يمتعض كثيرون من لفظة «خلافة» لأن ظلال هذه الكلمة اتشحت بسواد مجرمين، اعتقدوا أن إقامة «دولة» لا يتم إلا عبر إراقة دماء البشر، آخرون ممن خبروا التاريخ واستبطنوه جيدا يعرفون أن نظام الخلافة كان هو النظام الدولي الذي فرضه العرب والمسلمون، إلى ما قبل نحو مائة عام، حينما احتفل الأعداء بتفكيك هذا النظام، وحلت محله الدولة القُطرية المسخ، وأشعلوا في نفوس الدهماء مشاعر «الوطنية» الزائفة، فليست كل هذه المشاعر سلبية، ولكنها حينما تُبنى على حدود رسمها سايكس وبيكو، تصبح لعنة مقرفة، والنتيجة ماثلة امام الجميع: وطن ممزق وكرامة مهدورة، وثروة مبددة، وفقر وجوع وتخلف، وتسول على أعتاب النظام الدولي البديل، الذي قام على أنقاض نظام الخلافة! -2- قرأت هذا الصباح هذه الملاحظة للصديق الجليل خليفة على «فيسبوك»: في يوم من الأيام وقع حجر على ذيل ثعلب فقطع ذيله فرآه ثعلب ثان فسأله لم قطعت ذيلك قال له: أشعر وكأني طائر في الهواء...يا لها من متعة جميلة، وهذا ما جعله يقطع ذيله فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة سأله لمَ كذبت علي؟ قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا . فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم الكاذبة حتى أصبح الأغلبية دون ذيل. فما النتيجة؟ كلما رأوا ثعلباً بذيله سخروا منه !!! الخلاصة: إذا عمّ الفساد حقا يُعَيَّر الملتزمون بالتزامهم ويتخذهم السفهاء سخرية! سأبقى وفيا لفكرتي تلك، حتى ولو سخر مني الجميع! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 27 سبتمبر 2017, 5:08 am | |
| الرد على الوعد!
1- وعدان مرا هذه الأيام، الأول وعد بلفور ومئويته المُرة، أما الثاني، فوعد صهيوني جديد بنكبة ثالثة للشعب الفلسطيني، (الوزير الصهيوني تساحي هنغبي هدّدّ الفلسطينيين بالتعرض لـ»نكبة ثالثة» إذا ما استمرت ما أسماها دائرة العنف الحاليّة ولم يبادروا إلى وقفها، وذلك في منشور نشر على صفحته في فيسبوك، فكان الرد ...! جميل أن تستثمر «الذكريات السوداء» في تاريخ الشعوب باعتبارها مناسبة للنضال وفضح العدو وممارساته، لكن الأجمل والأجدى أن يُحتفل بها على طريقة ابن بلدة بيت سوريك غرب مدينة رام الله البالغ من العمر (37 عاماً) حيث امتشق روحه وحمل مسدسا وخنجرا، وأهدى الموت لثلاثة جنود من جيش الاحتلال الصهيوني، وأهدى الرابع إعاقة دائمة، ردا على «هدايا» الاحتلال ووعوده الغزيرة بتحويل حياة الفلسطيني إلى جحيم! (إعلام العدو : منفذ عملية القدس نصب كمينا وتصرف بهدوء، ثم فتح النار صوب الجنود حتى انتهت ذخيرته ومن ثم تأكد من مقتلهم مستعملا السكاكين!) نحن لا نمجد الموت، ونحب الحياة، ولكن ليست أي حياة، كما هو شأن «الآخرين» الذين قال عنهم رب العزة في سورة البقرة: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) ابن بيت سوريك، ترك وراءه أربعة أبناء، يدرك قبل غيره أن حياتهم ستكون أفضل لو تم تعميم طريقته في الاحتفال بالوعود إياها! -2- رسالة شهيد بيت سوريك نمر محمود أحمد الجمل أكثر من بليغة هذه الأيام، رسالة بلاد حرة لا تسكت على الضيم، ولا يفت في عضدها تسابق الأشقاء والأخوة لتمجيد الاحتلال وتأبيده، باعتباره جزءا من هذه الأرض، اعترافا به وتطبيعا للعلاقات معه، رغم أنه هو نفسه لا يطبع علاقاته مع أبنائه! كما أنها رد واضح وصريح على كل من يدعو من على منصة الأمم المتحدة للتقارب والتطبيع مع المحتل الذي أدمن شرب الدم الفلسطيني وإراقة كرامته على الحواجز والطرقات، ولم يراع حرمات غرف نوم الحرائر والأطفال، فلا تكاد تمر ليلة دون أن يقتحم بيوت الفلسطينيين، ويروع النائمين، ولا تكف عقليته الإجرامية عن التفنن في إهانة الناس ومقدساتهم، وإن ننسى فلا ننسى تلك الصورة التي شقت قلوب الأحرار، وشرخت وجدانهم، حيث التف العلم الصهوني بالكامل «حاضنا» مسجد أبينا إبراهيم في مدينة خليل الرحمن، فيما كانت سوائب وقطعان المستوطنين ترقص وتغني احتفالا بحلول سنتهم العبرية! -3- «علّمنا عليهم الله تسلم يمينك يا نشمي»... نحن شعب نقاوم احتلالا جاثما على أرضنا، منطق استجداء الحقوق لا نعرفه، نحن نجيد انتزاع حقوقنا بأيدينا، بطل فلسطيني أحب أن يصبّح علينا بطريقته البطولية .. كل رصاصة في القدس تنطلق إلى صدر ورأس غاصب صهيوني تقتل أيضا كل دعوات التطبيع. مبارك لكل حر في الأرض ولا عزاء للمطبعين. هكذا علق أبناء الأرض المقدسة على عملية قطنة، ولا يدرك فحوى هذا الكلام مثل من ذاق مرارة الاحتلال، ورصد ما يفعله بالبشر والحجر والشجر، منذ ذلك الوعد القبيح، وصولا إلى الوعد الأكثر قبحا، وهو وعد النظام الرسمي العربي الذي تحول إلى خطة عمل فعلية، بالقبول بالمحتل، واعتباره «صاحب الأرض» وربما منحه قريبا عضوية كاملة في جامعة الدول العربية ولو بصفة مراقب، هذا طبعا إن رضي بتلك المنة! قبل أيام ليست قليلة، سئل النتن-ياهو: لم لا تقبلون بالمبادرة العربية؟ فقال: ولم نقبل بمبادرة جاء أصحابها إلينا بلا أي شروط من تلك التي وضعوها فيها؟ الصهاينة «علّموا» على الرسميين العرب، أما أبناء الأرض المقدسة، الذين رضعوا الكرامة مع زيت الزيتون، فعلموا على من علم على من خذلهم! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 04 أكتوبر 2017, 6:22 am | |
| انتحار إسرائيل -1- مرة أخرى، أعود لتلك الصرخةِ التي أطلقها الشاعر الصهيوني بي ميخائيل، في هآرتس يوم 1/6/2016 بعنوان العالم يصمت حين طلب من العالم كله أن يترجم مقالته إلى كل لغات العالم وأن ترسل إلى زعماء العالم جميعا قبل فوات الأوان! الصرخة التي كانت في واد لم يكد يسمعها أحد، تعبير حقيقي عن مدى المأزق الذي يعيشه كيان العدو، والخطر الذي يهدده، ليس من أعدائه الخارجيين، بل من داخله، وتلك حكاية كبيرة، فالإمبراطوريات الكبرى، وإسرائيل منها(!) تموت بفعل عوامل داخلية، وتتداعى بسبب أمراضها الذاتية، لأنه من الصعب تفكيكها من الخارج، خاصة وأن المشروع الصهيوني في فلسطين بلغ ذروة غير مسبوقة، خاصة مع احتضان النظام العربي الرسمي له علانية وجهارا نهارا! يقول ميخائيل: مرة أخرى يتعرض الشعب اليهودي إلى خطر كبير. ليس كل الشعب، بل قسم منه. ذلك القسم الموجود في شرق البحر المتوسط. وهذه المرة لم يقم علينا الغرباء من أجل قتلنا. هذه المرة جاءوا من داخلنا. فبأيدينا قمنا بتنصيب من يسيطرون علينا، جماعة لا فائدة منها ولا حدود لأفعالها وهي تجر القطيع مباشرة نحو الحائط. والعالم يصمت. لقد وضعنا على رأسنا شخصًا يسعى إلى الرفاه. شخص اعتبره صديقه منذ الطفولة كاذبا ومخادعا. شخص يخشى من ظله، لا سيما من والده المتوفى وزوجته التي على قيد الحياة. هذا الشخص أنزل علينا حكومة عقارب, وضارّين، نصفها ضارون ونصفها عقارب. مع وزير دفاع يؤيد بشكل كبير التطهير العرقي، مع وزيرة للعدل تعتبر القانون هراوة لتصفية الحسابات القومية والسياسية، مع وزير للتربية والتعليم أصولي يريد إعادتنا ألف سنة إلى الوراء، إلى السنوات الجميلة لـ»يهوشع» مُدمر الشعوب، وإلى عهد الهيكل حيث يتم تكريم الله بقطع اللحم المشوي, والملوك الذين يسعون إلى الانتقام والبذخ، والذين هم على قناعة بأن الله قد نصبهم في المملكة الأبدية... إلى أن يتساءل ميخائيل: هل من الغريب أن العفن والفساد يأكلاننا, والعالم يصمت؟ ثم يصرخ قائلا: العالم يواصل الصمت. وكأنه لم يتعلم أي شيء ولم ينس أي شيء. يترك يهود الشرق الأوسط لحالهم، ليفعلوا بأنفسهم ما يخطر ببالهم. كان يمكنه بسهولة إنقاذنا. طلب تأشيرة الدخول إلى كل العالم، رمز رفيع المستوى عن تقليص الدعم، هنا وهناك فيتو صغير، أفعال مثل الأفعال التي أعادت جنوب إفريقيا إلى رشدها وستكون «دولة» إسرائيل خرجت من الصمت الذي تغرق فيه. ولكن العالم يصمت. أيها العالم القبيح تخل عن صمتك. فإذا استمر صمتك، أيها العالم غير المبالي، فسيكون ذلك برهانا على أنك «لا سامي» بالفعل، كما قالوا لنا تماما. أخيرا أطلب فقط أن تتم ترجمة جميع الكلمات أعلاه إلى جميع لغات الدول المتنورة وأن يتم إرسالها إلى زعمائها. صحيح أن التجربة تقول إن العالم سيستمر في صمته إلى أن يفوت الأوان، لكن خداع الذات أفضل من اليأس. وإذا قاموا باتهامي بتشويه سمعة البلاد، فسأقول دفاعا عن نفسي: 1- لقد قلت الحقيقة. 2- ما قلته هام للجمهور (حتى لو كان الحديث عن جمهور آخذ في التقلص). صرخة ميخائيل، الحريص على تخليص «شعب إسرائيل» من شرورهم وانتحارهم الذاتي، لم ولن تجد أحدا يسمعها، أو يتوقف عندها، لكنها تفيد في تشخيص الحال، وتبعث برسالة لمن يدعم القتلة، ويتبناهم، ويخطب ودهم، لأن مصيره سيكون كمصيرهم، طال الزمان أو قصر، ولنتذكر هنا، أن «دولة» لم تبلغ بعد عمر معمر فلسطيني، تصل إلى مثل هذه الحال من الشيخوخة المبكرة، لن يكون لها مستقبل في بلادنا، حتى وإن بدا للكثيرين «جنون» مثل هذا الرأي، و»إسرافه» في التفاؤل!
انتحار إسرائيل -2-حل دولتين لشعبين في طريقه للانقراض إن لم ينقرض فعلا، ومشروع الكونفدرالية لا حياة له، وقصة الترانسفير التي حلم بها بعض المحمومين من الصهاينة غير قابلة للتطبيق، ولهذا لم يبق إلا خيار الدولة الواحدة، وهو المشروع الذي يبدو أنه –على الأرض- بدأ يأخذ طابع التطبيق! يكتب المعلق ميكي جستين في «هآرتس» يوم 3/10/2017 في مقال بعنوان: اليمين ما بعد الصهيوني، إن نتنياهو وتحالفات اليمين برئاسته يقودان عمليتين متوازيتين ستؤديان خلال سنوات قليلة إلى نهاية دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي ونهاية الحلم الصهيوني، أما العملية الأولى –كما يقول- فهي التصفية العملية للخط الأخضر وشطب حل الدولتين من جدول الأعمال اليومي، (وقد سبق وأن أوضح محمود عباس أن البديل هو حل الدولة الواحدة الديمقراطية، والمطالبة بالحقوق المدنية الكاملة) الدولة الواحدة لن تكون بالتحديد دولة الشعب اليهودي، بل دولة مشتركة لليهود والفلسطينيين، أما العملية الثانية التي يقودها اليمين وتجري خارج حدود اسرائيل، فهي قطع العلاقة المقصود بين المركزين الكبيرين للشعب اليهودي في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، حيث تتم عملية سيطرة الأرثوذوكسية (المتدينين) المتزايدة على الحياة المدنية في اسرائيل وبهذا تحولت اسرائيل من دولة الشعب اليهودي الى دولة الأٌقلية الارثوذوكسية، إن من يعتقد أن اسرائيل يمكنها أن تكون يهودية وثنائية القومية، أو ارثوذوكسية ويهودية شاملة، يوهم نفسه ويقود الصهيونية نحو الكارثة. التعددية، الديمقراطية، حقوق الانسان وانهاء الاحتلال ليست امتيازات، بل هي الآليات التي تمكننا من الحفاظ على الفكرة التي توجد في أساس اسرائيل! وكذا فعل أوري سفير في «معاريف» يوم 2/10/2017 ففي مقالة بعنوان: واجب التحذير رأى أن حكومة نتنياهو – بينيت تتطلع بشكل شبه علني الى تجسيد رؤيا اليمين لبلاد اسرائيل الكاملة. نفتالي بينيت يتبنى فكرة الضم في المرحلة الاولى لكل مناطق ج في الضفة الغربية. 60 في المئة من المساحة، بعد ذلك ستأتي الخليل، قبر يوسف في نابلس، قبر راحيل في بيت لحم وكل منطقة القدس حتى نهر الاردن. نتنياهو هو الآخر يتحدث عن حق الآباء والأجداد(!) وعن الاحتياجات الأمنية أيضا، ولكنه يقصد ذات الرؤيا العابثة التي وضعها زئيف جابوتنسكي ومناحيم بيغن. هذه وصفة مؤكدة لتدمير الرؤيا الصهيونية المتمثلة بالوطن القومي للشعب اليهودي في البلاد. وطن قومي نصف سكانه – وقريبا أكثر – هم عرب (في معظمهم مسلمون) – ليس وطنا؛ لا قوميا ولا يهوديا. في زيارتي الأخيرة الى رام الله –كما يضيف- سمعت أصواتا جديدة في القيادة الفلسطينية. قالوا لي إن الرئيس محمود عباس عاد يائسا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة من لقائه مع دونالد ترامب وخطاب ترامب في الجمعية العمومية. برأي الفلسطينيين لم يعد هناك احتمال في المدى المنظور لمبادرة دولية من أجل حل الدولتين. في أوساط الفلسطينيين تتعاظم الأصوات التي تطالب بدولة ثنائية القومية مع مساواة حقوق لكل السكان، الأمر الذي برأيهم سيؤيده كل العالم. بالنسبة لآخرين في السلطة الفلسطينية ممن عرفوا في الماضي كمعتدلين، فان هذه خطوة استراتيجية حقيقية. فتأييد الدولة ثنائية القومية بحاجة برأيهم الى شيء واحد فقط لهزيمة الصهيونية: الصبر. من شأن هذا ان يستغرق عقدا، أو اثنين أو ثلاثة، ولكن الفلسطينيين سيصبحون أغلبية في دولة أبرتهايد ثنائية القومية مع تأييد عالمي يكاد يكون من الحائط الى الحائط، بينما ستكون اسرائيل معزولة ومقاطعة. يوجد زعماء فلسطينيون غير قليلين ومحافل هامة في الرأي العام الفلسطيني مستعدون للانضمام الى رؤيا الدولة من البحر الى النهر، وفي نظرهم هذه هي فلسطين الكاملة! إسرائيل تنتحر، ونهاية الحلم المشروع الصهيوني في فلسطين أصبح أقرب مما يتصور كثيرون! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 08 أكتوبر 2017, 10:15 am | |
| انتحار إسرائيل -3-سأختم ثالثة الأثافي في عنوان «انتحار إسرائيل» باستعراض الصرخة الأخيرة، التي حملت العنوان نفسه، في «هآرتس» وأطلقها الكاتب الصهيوني المعروف أري شبيط، في شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي، وهو يشير فيها إلى كاتب صهيوني آخر اشتهر بمعارضته للاحتلال، وهو روغل ألفر، يقول شبيط: روغل ألفر («هآرتس»، 11/9) على حق: أحيانا الدول تنتحر. من اجل الحقيقة، تلك الدولة التي أنا وروغل مواطنان فيها، تنتحر في هذه الأيام. بقي لنا أقل من عقد. إذا لم تستدر اسرائيل، ففي عام 2025 سيكون في «يهودا والسامرة»(يقصد الضفة الغربية) 750 ألف مستوطن. وعندها لا يمكن تقسيم البلاد. واذا لم يكن بالامكان تقسيم البلاد، فاسرائيل ستكف عن كونها دولة يهودية وديمقراطية. إما أن تصبح دولة فصل عنصري أو دولة ثنائية القومية. وبعد فترة من الوقت، تتحول الى دولة عربية. وسواء كان ذلك أو ذاك، فان المشروع الصهيوني سينتهي. بالنسبة لاولاد روغل وأولادي لن يكون هناك مستقبل في البلاد التي جاء اليها أجدادنا وبناها آباؤنا ونحن نعيش فيها. ثم يتحدث شبيط أيضا عن النجاحات الفلكية التي حققتها امبراطورية «إسرائيل» على غير صعيد، إلا أنه ينظر إليها من جانب آخر، فيقول أن الاسرائيليين هم ضحايا نجاحهم. القوة الأمنية والنجاح الاقتصادي يدفع إسرائيل الى عدم رؤية ما ينتظرها وراء التفاف الطرق. الفيراري اللامعة التي قمنا ببنائها بأيدينا تسمح لنا بالاسراع بعيون مغلقة نحو الهاوية، حيث ان كل اسرائيلي بقيت عيناه مفتوحتان يجب عليه أن يصحو اليوم ويحاول حرف المقود. كل من تعنيه الدولة يجب أن يحاول وقف السير المجنون نحو الانتحار. والحل؟ يسأل شبيط، ويجيب: أولا، نعترف بالأخطاء، بعد ذلك نستبدل المعركة القديمة على السلام بمعركة جديدة على الصهيونية. نقلب الطاولة على اليمين: في الوقت الذي نحارب فيه حرب الدولة اليهودية، أنتم غير القوميين الذين تدمرون «الهيكل الثالث»، أنتم ما بعد الصهيونية تقومون بانهاء الصهيونية. أنتم النخبة المتعالية للقرن الواحد والعشرين الذين تفضلون المستوطنات الفاخرة على شعب اسرائيل وعلى دولة اسرائيل.عندها، بعد الاعتراف بأخطاء الماضي وبعد رفض من يزعزعون المستقبل، يتم اقتراح طريق ثالثة، عملية تدريجية وطويلة لتقسيم البلاد لا تعتمد على اتفاقات شاملة بل تفاهمات جزئية وبناء أمة. بروح الرمبام نقترح طريقا وسطا بين يهودية وبين ديمقراطية، بين محافظة وبين حديثة، بين مبادرة وبين اجتماعية. نقترح الخروج من المراوحة الحالية في المكان الى المسار الذهبي الذي يؤدي الى دولة نموذجية! أما ألفر نفسه، فيكفي أن نقرأ ما كتبه يوري أفنيري عنه في هأرتس يوم 2 تشرين أو لنعرف بيت القصيد فيما نتحدث عنه، يقول أفنيري: مثل كاتب روايات إثارة كبير، ينهي روغل الفر مقاله قبل لحظة من حل اللغز. في مقاله ( مقطوع عن الواقع ، هآرتس، 24/9) يثبت أن حل دولتين لشعبين مات. هو يتفق معي أن الحياة في دولة ثنائية القومية ستكون جحيما. ماذا تبقى؟ أن نهاجر؟ أن ننتحر؟ روغل الفر لا يقول شيئا. هو يبقينا من دون حل. يكفيه أن يقول إن هذا هو الواقع .أنا أحترم الفر وأقدره، (والكلام لأفنيري طبعا!) وأقرأ مقالاته بلهفة. ولكن الآن هو يبقينا ـ حسب أقواله ـ واقفين على متن التايتانيك وننظر إلى جبل الجليد الذي يقترب منا. هذا ليس جميلا منه! هنا أختم اقتباساتي، ولا أجد الكثير لأعلق عليه، فقط علي أن اقول، أننا نقترب كثيرا من جبل الجليد فعلا، ليس جبلهم «هم» فقط، بل لدينا أيضا جبل جليدنا الذي سنصطدم به قريبا جدا لا محالة، ولا ندري على وجه الدقة ما المصير الذي سنؤول إليه، نحن وسفنيتنا «التايتانيك»! المقام لا يتسع لقول كل ما يجب قوله، فنحن اليوم نعيش حالة غير مسبوقة من الفوضى، وسيمر وقت لا بأس به قبل أن تتضح الرؤية! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 22 أكتوبر 2017, 6:54 am | |
| تسييل الدول!
-1- التسييل في الأصل تعبير اقتصادي يعني تحويل أصل إلى نقود من خلال البيع أو التصرّف، ويقال Realizable assets أصول قابلة للتسييل؛ ويمكن بيعها؛ أي تسييلها؛ أو موجودات قابلة للاستبدال؛ أو للبيع، ويقابلها بالانجليزية : realizability وأعتقد أنه كاصطلاح من المصطلحات الجديدة في اللغة العربية، وعلميا غالبا ما يستدعى حين الحديث عن تسييل الغاز، اي تحويله إلى سائل، ولغة تَسْييل : مصدر سَيَّلَ، ويقال: تسْييِلُ الْمَاءِ فِي الْمَجَارِي : إِجْرَاؤُهُ وتَسْيِيلُ الدُّمُوعِ : إِسَالَتُهَا.. وفي تصريف الفعل: سيَّلَ يسيِّل ، تَسْييلاً، فهو مُسَيِّل، والمفعول مُسَيَّل، سيَّل الشَّيءَ : أسالَه، أجراه، جعله يسيل، سيَّل الغازَ : أساله، حوّله من الحالة الغازيَّة إلى حالة السُّيولة، وسيَّل المادّةَ : أسالها ؛ ذوّبها، حوّلها من الحالة الجامدة إلى الحالة السَّائلة. قال تعالى في محكم التنزيل: وأَسَلْنا له عَيْن القِطْر؛ والقِطْرُ النُّحاس، وقيل أَن النحاس كان لا يذوب فذاب مُذْ ذلك فأَساله الله لسُليْمان . وقال المتنبي: نَجَوتَ بِإِحدى مُهجَتَيكَ جَريحَةً وَخَلَّفتَ إِحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ وقال أبو العلاء قال المعري في شرح البيت: نجوت بواحدة من مهجتك مجروحة: يعني نفسه، وخلّفت مهجتك الأخرى: يعني ولده؛ لأنه في حكم نفسه. تسيل، أي تذوب في القيد؛ وهذا لأنه جعل أبنه إحدى روحيه، كما روي في الخبر أنه صل الله عليه وسلم قال: (فَاطِمةُ بضعة منِّي). -2- في ضوء ما تقدم، يمكن فهم مصطلح «تسييل الدول» وهي مرحلة تسبق مرحلة «تفكيكها» وقذفها في دوامة الفوضى، ومن أهم ملامح حالة تسييل الدولة، ذهاب هيبتها، وهز صورتها في نفوس أبنائها، ويعود هذا في الدرجة الأولى إلى تحويل المصطلحات السياسية الدالة على مفاهيم معينة إلى ما يشبه مصطلحات بلا مضمون، إلى حد يغدو ذكرها باعثا على السخرية، كأن يتحدث شخص ما عن «استقلال السلطات» مثلا، وهو يرى تغول إحداها على ما سواها، أو أن يسهب في شرح محاسن العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، في مجتمع تسوده المحسوبية والواسطة، أو أن يحاضر أستاذ جامعي عن أخلاقيات المجتمع الأكاديمي، وهو يستثمر سلطته كأستاذ في التحرش بطالباته، وابتزازهن بالعلامات، وقل مثل هذا عن «اهتراء» أو تهرؤ كثير من القيم والمعاني الجميلة، وتحويلها إلى مضغة في الأفواء، بلا رصيد من الواقع! عملية تسييل الدول، سواء كانت بفعل صيرورة الفساد وتقادم الزمن، أو بفعل مخطط مدروس جيدا، تؤدي إلى النتيجة ذاتها، حيث يصبح الخطر داهما، فالتسييل حالة لها طابع شمولي، إن ضرب مجتمعا ما، لم يكد ينجو منه أحد، وهو ينذر بالتفكك ، ويمكن أن نلحظ هذه الظاهرة في غير بقعة من بلاد العالم الثالث، حيث تتحول بيئة الدول السائلة إلى حاضنة لكل الظواهر السلبية، ومنها التطرف والإرهاب، ونشوء التنظيمات «الدولاتية» التي تقوم بكثير من وظائف الدولة، بسبب غياب الحالة المؤسسية، لأن الطبيعة لا تقبل الفراغ! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 24 أكتوبر 2017, 9:13 am | |
| [rtl]جابر عثرات الميزانيات![/rtl]
اقتراحي برسم التنفيذ الفعلي، دار في خلدي أخيرا، وهو تخصيص جائزة سنوية لمواطن ما، يختزل في شخصه كل صفات المواطن الصالح، الصبور، الصامت، المحتسب كل ما يجري له (حسابه بعدين عند رب العالمين!) .. الجائزة تعبر عن امتنان الدولة له، فهو الممول الرئيس لميزانيتها، فهو يدفع ما يزيد عن ثمانين ضريبة، تبلع أكثر من نصف دخله، المحدود أو اللاموجود أصلا، وهو أيضا مواطن يتحلى بكل صفات «أيوب» صبور ومثابر وسكوت، ويلهج لسانه بالشكر على كل اجراء، ويعتبر نفسه منذورا لإكمال النصاب، أي نصاب يشاؤون، وهو جابر عثرات الميزانيات وعجزها الدائم، والمستهلك المثابر لكل ما تقذف به صناعاتنا الوطنية، والمستكين لكل الاجتهادات، والمصفق المرحب بكل القرارات، انه مواطن وادع يستحق منا كل رعاية لتشجيعه على مزيد من المواطنة الصالحة الممتثلة للمشيئات كلها، ما ظهر منها وما بطن. انه يذكرني بأمي رحمها الله، التي كانت تعتذر ان ضحكت، وتداري وجهها ان تبسمت، تصحو باكرا قبل الكل، تبدأ عملها بالشكر والثناء على «نعمة» البقاء حية حتى الآن، ولا تخلد لفراشها الا حينما ينام الكل، وتطمئن على أنهم جميعا يتدثرون جيدا بأغطيتهم، ليس لها مطالب محددة الا رضى أبي والجميع، كانت توبخني ان «أزعجت» أحد الجيران بردي على اعتداءات أحد أطفاله، وكانت تنتهر اخواني ان رفعوا أصواتهم جراء مشاجرة، فنحن أسرة مستورة، لم يسمع صوتنا أحد، ويجب أن نبقى كذلك، كانت «مواطنة» تعطي بلا حساب في الأسرة، وهذا هو شأن «مواطننا» الحبيب، الذي يهب كل ليلة يتوقع فيها رفع سعر ما، كالمشتقات النفطية مثلا، لتوفير بضع دنانير، فيعبىء خزان سيارته، وهكذا يتصرف مع كل تطور، إنه رد «حنون» ومتواضع على قرار الرفع –أي رفع- لا يؤذي أحدا! بل يتماهى معه ويقبل به ويعمل باستحقاقه على الفور! مواطننا يستقبل كل القرارات بالقبول لسبب هام ورئيس، انه يعتقد دائما وجازما أن الناس التي في الأعلى ترى أفضل، لأنها تشرف على الصورة من عل، وهم يعرفون المصلحة أكثر منه، وهو يعرف حده فيلزمه، وهو موقن أن الوطن يستحق منه أكثر مهما أعطاه، حتى ولو كلفه هذا الأمر التبرع بأحد أبنائه، ألا يسامح بدم طفل هرسته سيارة بفنجان قهوة؟ فكيف لا يتسامح مع قرارات حكومية «مدروسة» بعناية تستهدف ابقاءه عند حد اللهاث وراء رغيف الخبز، حتى لا تزوغ عينه الى ما هو أكثر، مما يضر بالمصلحة العامة، ومصلحته الشخصية، فلا يخطط أبدا لاقتراف فعل مناف للجوع أو الفقر! أكثر من ذلك، هو يعتقد أن عليه ان يُسكت كل من يشذ عن طريق الصبر، وهو مستعد لرميه بكل التهم الكبيرة التي تخرجه من «الصف الوطني» ويستهجن –عادة- كيف يتجرأ البعض على التشكيك في قدرته على المزيد من الصبر، لأنه يعتقد أن مخزونه من الصبر، من فئة الطاقة المتجددة، لا الأحفورية، ولذا فهي لا تنضب، ففؤاده نابض بالولاء والانتماء، ولسانه يلهج بالدعاء لإصلاح الحال.. انه مواطن صالح وأيوب وعلى باب الله، وحليم جدا، لكن يتساءل سرا بينه وبين نفسه: الى متى؟؟ (الدستور) |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 31 أكتوبر 2017, 6:52 am | |
| [size=30]مُزيل الدم![/size]في مثل يوم السبت الماضي، قبل تسعة وستين عاما، لم يكن يوما عاديا في حياة قرية الدوايمة، قضاء خليل الرحمن، هذه القرية شهدت المجزرة الأكثر بشاعة في تاريخ الكيان الصهيوني المتوحش، ولم تكن مجزرة دير ياسين غير «بروفة» صغيرة لما جرى في الدوايمة، لم أكتب عنها اليوم وأنا عادة لا أحب الكتابة بالمناسبات؟ ما دفعني لإعادة استذكار تلك المشاهد المتوحشة التي تفوق كل ما ارتكبته «داعش» من عنف دموي، سببان، الأول أنني عثرت على ترجمة لرسالة كتبها أحد الجنود الصهاينة واسمه ش. كابلان بتاريخ 8/11/1948 ( اي بعد نحو عشرة ايام من مجزرة الدوايمة) إلى صديقه اليعازر بري الذي كان يعمل محررا في صحيفة «عل همشمار»،ويصف له فظاعة المجزرة. هذه الرسالة كانت موجودة في ارشيف «أهارون تسيزلينغ» وهو وزير الزراعة الصهيوني حينئد، وممثل حزب «مبام» في الحكومة، واعتمد عليها بعض المؤرخين اليهود أمثال توم سيغف في كتابه «1949» وبني موريس في كتابه «تصحيح خطأ». هذه الرسالة اختفت،من الارشيف،كما هو شأن مستندات كثيرة من هذا النوع، في محاولة لإخفاء الجريمة. جاء على لسان الوزير تسيزلينغ قوله في جلسة الحكومة التي عقدت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 1948: «تلقيت رسالة من شخص واحد فيما يتعلق بهذا الموضوع. يتعين عليَّ القول هنا بأنني كنت على معرفة وإطلاع على الوضع في هذه المنطقة لدينا، وقد طرحت هذا الأمر في غير مرة على هذه المائدة. بعدما قرأت ما ورد في الرسالة التي تلقيتها، لم يغمض لي جفن طوال الليل. شعرت أن شيئا ما قد حدث تأذت له روحي وروح بيتي وأرواحنا جميعا هنا. لم أستطع أن أتصور من أين أتينا وإلى أين نحن ذاهبون (...) لم أوافق دائما عندما ألصقوا بالإنكليز كنية نازيين. لم أكن أرغب في استخدام هذا التعبير تجاههم، على الرغم من أنهم ارتكبوا أفعالًا كأفعال النازيين. ولكن مثل هذه الأفعال النازية ارتُكبت على أيدي يهود، وهو أمر هز كياني بأكمله. نحن مضطرون إلى التلوّن أمام العالم، ولذلك فإنني أوافق على أن لا نكشف أننا نحقق في مثل هذه الأعمال، لكن ينبغي التحقيق فيها»! أما السبب الثاني الذي يدفعني للكتابة، فهو رغبة حارة في أن يتذكر كل صاحب يد عربية أو مسلمة تمتد لمصافحة يد صهيوني، أن تلك اليد ولغت في دم أخ أو اخت له، في العروبة أو الإسلام، وأنه يتعين عليه أن يغسلها جيدا بمزيل الدم، وهو منتج لم يتم اختراعه بعد، لأن دم البريء لا يغسله مزيل، إلا أن تقطع تلك اليد التي أراقته! «لم تكن هناك معركة ولا مقاومة . المحتلون الاوائل قتلوا ما بين ثمانين حتى مئة عربي من النساء والاطفال. .قتلوا الاطفال وهم يحطمون ويسحقون جماجمهم بالعصي. لم يكن هناك بيت دون قتلى. في البلدة بقي عرب وعربيات ادخلوهم الى البيوت واغلقوا خلفهم دون ان يعطوهم مأكلا او مشربا. بعد ذلك جاء رجال المتفجرات لكي يفجروا البيوت. احد القادة امر مفجر البيوت ادخال عجوزتين عربيتين للبيت المحدد الذي ينوي تفجيره عليهم. رجل المتفجرات رفض ذلك وقال انه مستعد للعمل حسب اوامر قائده. حينها امره قائده ادخال العجوزتين والجريمة تمت. جندي اخر تفاخر انه اغتصب امرأه عربية وبعد ذلك اطلق النار عليها. امرأه عربية مع طفل ابن يومه في حضنها شغلوها في تنظيف الساحة،المكان الذي يأكل به الجنود. يوما او يومين عملت على خدمتهم وفي النهاية اطلقوا النار عليها وعلى طفلها. كلما بقي عرب اقل – كان ذلك افضل. هذا المبدأ في عمليات الطرد والعمليات الفظيعة التي لم يعارضها احد ليس في القيادة الميدانية وليس في القيادة العليا. انا نفسي كنت في الجبهة اسبوعين وسمعت قصص التفاخر من الجنود كيف يتميزون بعمليات الصيد «والاصابة» ،اصابة عربي ،دون اي سبب وفي كل الظروف كانت مهمة محترمة وكانت منافسة على الفوز بها. قائدي قال لي ان هناك امرا غير مكتوب بعدم أخذ اسرى،وتفسير «اسرى» اعطي لكل جندي وقائد» هذه مقاطع سريعة من تلك الرسالة، نضعها بين يدي كل من لديه ولو ذرة من إحساس بشري، لعل فيها ما يردعه عن مد اليد للقتلة المتوحشين، ومن ورثهم، في كيان بني على جريمة! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 01 نوفمبر 2017, 11:47 am | |
| ما خفي أعظم! حلمي الأسمر
-1- في عصر «الويكيلكس» لم يعد ثمة ما يبقى خافيا، فما أسهل أن يقرّصن أحدهم حسابا لأحدهم، ويكشف كل
مستور، ناهيك عن أن سهولة التواصل المذهلة، جعلت من عملية تناقل الأخبار والفضائح أسهل من
السهولة! ما خفي أعظم، رغم كل ما قرأناه ونقرأه، وسنقرأه، ففوق كل ذي علم عليم، ومع هذا فنحن نصاب بالدوار
بعد معرفة جزء يسير مما يجري في «طبقات الجو العليا» من بلاد العرب، فكيف بنا لو اطلعنا على كل
شيء، لا سمح الله؟ -2- ما خفي أعظم، لا تخص طبقة دون أخرى، ففيروس المرض المعدي حين يضرب قوما لا يستثني أحدا، حاكما
أو محكوما، كم ذهلت هذه الأيام وأنا أبحث عن تنكة زيت زيتون أصلي «طفاح» كما يسميه المزارعون،
ومصدر الذهول ما وصل إليه بعض ضعاف النفوس من باعة الزيت، ومدى «إبداعهم» في الغش، ولا نعمم
بالطبع، لكن «كم» المعلومات الذي تجمع لدي، جعلني أصاب بالدوار والشك بكل قطرة زيت، فثمة من
يراعي في غشه الطعم والرائحة واللون، وثمة من يخلط الزيت بزيت آخر، سواء كان زيت زيتون أو زيتا
نباتيا آخر، وثمة من يعطيك تنكة زيت حقيقية، ولكن نصفها «عصير» التحتاني ورق زيتون حقيقي، وثمة
وثمة... مما لا يتسع المجال لذكره، فما خفي أعظم! -3- بالمناسبة، معرفة ما خفي الأعظم، ليس عملية إيجابية دائما، فأنت تتمنى أحيانا أن لا تعرف، وتريح رأسك
من عبء الوعي، في رواية «أرض النفاق» ليوسف السباعي، يتجرع البطل عقار الصراحة، ويتخلص من
النفاق، ويبدأ بالتصرف وفق ما يعرف ويشعر فعلا، من دون مجاملة، وبإظهار كل ما «يخفيه» في نفسه،
ولكم أن تتخيلوا ماذا يحدث لهذا «البطل» حين يتصرف على سجيته مع زوجته وجيرانه ومعارفه، ورب
عمله، دون أن يخفي شيئا مما يشعر به او يعرفه، لقد تحولت حياته إلى جحيم، وبدا الاستقرار الذي كان ينعم
به ضربا من المستحيل، وبالتالي بدأ يبحث عن عقار يعيده إلى «ارض النفاق» كي يضع رأسه بين
الرؤوس، ويحيى كما يحيى بقية سكان تلك الأرض، بكل ما يخفونه، ويكتمونه! -4- ما خفي أعظم، ولكن لن يبقى كذلك، فمن يفتش في دهاليز منصات التواصل الاجتماعي، يجد فئة تخصصت
في نبش كل شيء، ونشر كل شيء، حتى أنك تشعر وأنت تقرأ تلك المنشورات، أن حبوب الصراحة التي
يتعاطاها بطل «ارض النفاق» صارت أكثر انتشارا من الفياغرا، ومن حق كل من يحمل على رأسه بطحة
أن يتحسسها جيدا، فما خفي لن يعود خافيا يوما ما! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 05 نوفمبر 2017, 10:00 am | |
| تنهيدة !
-1- التنهيدة لغة (مصدر نَهَّدَ) صَدَرَتْ عَنْهُ تَنْهِيدَةٌ مِلْؤُهَا الأَلَمُ : إخْرَاجُ نَفَسٍ بَعْدَ مَدِّهِ بِتَأوُّهٍ مَشْحُونٍ بِالألَمِ، ولا
أدري لم خص اللغويون التنهيدة بالألم، فالتنهيدات أنواع، ومنها تنهيدات تدل على الراحة، والحب،
والشوق، والدهشة، والغضب ايضا! سئل احدهم عن سر التنهيدة، فقال: التنهيدةُ حالةُ انشطارٍ، فـ»بعضي حَرِيقٌ» و»بعضي غريقٌ» وترُ خلجَاتِ صدرٍ مُكتظّ. تُعَتّقُ إصغاءَ المرءِ لحديثِ قلبهِ. صَفْوٌ آنَ جَنْيُهُ. نَفَسٌ مُؤَجَّلٌ، طالَ رُكُودُه. التنهِيدةُ
تمهّد للانعتاقِ من «سأمٍ يملأُ قاعَ الروحِ بالوحشةِ». تباريحُ شَوقٍ قرُب! في الطب، هي تعبير فسيولوجي انفعالي بإخراج الهواء من الرئتين بطريقة معينة في لحظة, للاسترخاء
والتعبير عن الارتياح, او لفقدان الامل ونفاد الصبر, او لطرد التوتر.. والتنهيدة مطلوبة جدا في
الحياة الزوجية بشرط ان ترتبط ببعض المناقشات والحوارات بين الزوجين للتأكيد علي انها تعبير انفعالي
خاص لا يقصد منه ايذاء مشاعر الطرف الآخر. -2- وللتنهيدة تمرين ينصح الطب بتنفيذ خطواته لحل كل مشاكلك النفسية والذي يبدأ بالآتي: اولا: تنهد بعمق، ودع التنهيدة تكون بصوت يعطيك احساسا جميلا بالتحرر من القلق والضيق وكلما اندفع
الهواء خارج رئتيك زاد عمق استرخائك. ثانيا: لا تفكر في عملية الشهيق.. دع الهواء يدخل الى صدرك بشكل طبيعي. ثالثا: كرر هذه العملية من ثماني الى اثنتي عشرة مرة كلما احسست بحاجة إليها، تنهد واشعر بالارتياح
والاسترخاء! -3- إحدى الدراسات العلمية كشفت أن التنهد ليس مجرد علامة على الاكتئاب أو اليأس أو الحزن، بل هو
انعكاس لا إرادي يساعد في الحفاظ على وظائف الرئة. والتنهد نظام تحكم في الدماغ يجعل البشر يتنهدون
عشرات المرات في الساعة، حتى عندما لا يفكرون في أشياء مستفزة مثل ارتفاع الاسعار، قانون الجرائم
الإلكترونية، وفاتورة الكهرباء، أو أزمة السير! يشير الباحثون إلى وجود مجموعتين صغيرتين من الخلايا العصبية في جذع الدماغ -المنطقة المسؤولة
تلقائيا عن التنفس والنوم ومعدل دقات القلب- تنظمان التنهد، وتفعلان ذلك استجابة لأمر لا إرادي لإعادة
انتفاخ الحويصلات الصغيرة التي لا حصر لها في الرئتين المسماة الحويصلات الهوائية التي تتحكم في
حركة الجسم من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والتي تنهار في بعض الأحيان. ويقول أحد العلماء من
فريق البحث بجامعة ستانفورد «على عكس جهاز تنظيم ضربات القلب الذي ينظم سرعة النبضات، هناك
أيضا مركز التنفس بالدماغ يتحكم في نوع التنفس الذي نأخذه». وهذا المركز يتكون من أعداد قليلة من
أنواع مختلفة من الخلايا العصبية تعمل كل خلية منها كزر يشغل نوعا مختلفا من التنفس، وزر يبرمج
تنفسات منتظمة، تنهدات أخرى، وخلايا أخرى يمكن أن تكون للتثاؤب والعطس والسعال بل وحتى للضحك
والبكاء! -4- التنهيدة والحالة هذه، شأنها شأن كثير من وظائف الجسد، بمكن أن تكون بقرار وإرادة، ويمكن أن تصدر
بأمر داخلي مباشر من مركز التحكم بالمخ، ولو قيض لواضعي القوانين المتخصصة بالعقوبات، ومصادرة
حرية الرأي والتدوين أن يمسكوا بخناق لغة الجسد، ومنها التنهيدة، لوضعوا عقوبات على بعض أنواع
التنهيدات، التي ينفثها ملايين الغاضبين من كم هائل من القرارات المستفزة، التي تُخرج التنهيدة من قعر
القلب، غضبا وقهرا! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 07 نوفمبر 2017, 10:41 am | |
| الإطار الفلسفي لوظيفة الدولــــة فـــي الإســــــلام د. رحيل محمد غرايبة
بعد انهيار دولة «داعش» المنسوبة ظلماً وبهتاناً للاسلام ينبغي الوقوف على خطورة الفهم السطحي
للاسلام، وخطورة أصحاب العلم الضحل عندما يتصدون للحديث باسم الاسلام، أو عندما تغيب الفلسفة
الحقيقية التي تستند إليها المفاهيم والاجتهادات، في مختلف مسارات الفقه وخاصة في المجالات
السياسية والعلاقات الدولية التي تطورت تطوراً مذهلاً في العصور الحديثة. فلسفة وظيفة الدولة في الفكر الإسلامي ترتكز على مجموعة مفاهيم كبيرة وواسعة وتستند إلى أدلة
قاطعة تستحق العناية من طلبة العلم ومن هم على مقاعد الدراسة في كليات الشريعة والذين يؤمل منهم
الامساك بدفة المستقبل العلمي، وتوجيه شراع الفكر الاسلامي نحو الوسطية والاعتدال و صناعة
الشهود الحضاري المامول للامة. المفهوم الأول يتمثل بمفهوم (الخلافة في الأرض)، والمأخوذ من قوله تعالى «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» حيث أن الوجود الانساني على الأرض مرتبط بمعنى الاستخلاف الذي
يتبلور من خلال النشاط الجمعي البشري القائم على الاصلاح في الأرض وإعمار الكون، حيث يفترض
بمن يحمل هذه الفلسفة أن يسهم في قيادة البشرية نحو هذا الهدف، ولا ينطبق عليه قول الله «وَإِذَا
تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ». المفهوم الثاني الذي يتمثل بمفهوم (الأمانة) المأخوذ من قوله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا «،
والأمانة تتبلور في حس المسؤولية الكبرى للتجمع المؤمن، الذي وكله الله عز وجل بالعناية بمرافق
الكون والعناية بكل الموجودات التي تم تسخيرها ليتمكن الانسان من حمل الأمانة وأدائها على وجهها
الأكمل، ولذلك فالإنسان يتحمل مسؤولية رعاية عالم الحيوان وعالم النبات وعالم البحار والمحيطات
والغلاف الجوي والعناية بجميع موارد الكون وحفظها وصيانتها وادامتها . المفهوم الثالث يتمثل (بالعلم والعدل) وهما نقيضا الظلم والجهل، حيث أن الإنسان لا يستطيع حمل
الأمانة ولا يستطيع أداء الرسالة ولا القيام بمهمة الاستخلاف إلا من خلال العلم والمعرفة التي تجعله
قادراً على اكتشاف نواميس الكون وأسرار الأرض حتى يتمكن من التعامل معها على أسس علمية
صحيحة، وعندما يفقد صفة العلم يظلم نفسه ويظلم المخلوقات الأخرى ويؤدي إلى انتشار الفساد في
الارض، ولذلك قال تعالى في هذا السياق «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ». المفهوم الرابع يتمثل بمفهوم (العبادة)، المأخوذ من قوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ»، ومعنى العبادة لا ينحصر بالشعائر والطقوس من صلاة وصوم وحج، وإنما يتعدى معناها
إلى أن تشمل كل ما يصدر عن المكلف من أقوال وأفعال ومقاصد، وأعلى مقاصد العبادةتتحقق باصلاح
النفس وتزكيتها واصلاح الخلق وبذل الجهد في ذلك من خلال حفظ مقاصد الخالق . المفهوم الخامس يقوم على معنى (الابتلاء) أي الاختبار المأخوذ من قوله تعالى: «الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ
وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا»، فوجود الانسان على الأرض محل اختبار من الله، ولا ينجح في
هذا الاختبار إلا من أحسن الفهم وأحسن القول وأحسن العمل، وينتج عن فلسفة الابتلاء والاختبار
فلسفة التنافس والسباق مع كل الشعوب والأمم وجميع الدول والكيانات السياسية في تقديم ما هو (
أحسن)، والأحسن يتمثل بتحقيق مصلحة الناس ومنفعتهم. هذه المفاهيم السابقة وغيرها تؤدي إلى مفهوم (الشهود الحضاري للأمة)، المشتق من معنى قوله
تعالى «لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»، والشهود الحضاري هو أعلى درجات الشهادة الذي يتمثل بحسن
الانجاز الحضاري، والتحضر له ركنان: ركن معنوي: يتمثل بالأفكار والقيم والنظريات المعرفية
والاكتشافات العلمية، وركن مادي يتمثل بالانجازات المادية من مخترعات وآلات وبناء وطرق وجسور
وقنوات وأدوات. فأين القائمون على دولة داعش المسخ من هذه الفلسفة ومقتضياتها العملية التطبيقية التي ترتبط
بحقيقة الوجود الإنساني المتمثل بالدولة والكيان السياسي المنظم على الأرض ، وحقيقة دوره
الانساني الحضاري القائم على تحقيق الاصلاح ومحاربة الفسادوبسط العدل ومقاومة الظلم، وتحقيق
الرفاه الاقتصادي والتعاون الانساني في مجالات الخير والبر والتقوى ونبذ العدوان والإثم. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 08 نوفمبر 2017, 10:01 am | |
| [size=30]احترق كي يضيء الأرض! 1-3[/size]-1- لا يمكن لباحث ذي نظر ثاقب أن يفهم حقيقة ما يجري في بلادنا والعالم اليوم من أحداث جسام، خاصة في المنطقة الخليج، أو إيران، أو الكيان الصهيوني وفلسطين، وحتى في الولايات المتحدة والصين وإسبانيا وبريطانيا، وعموم أوروبا بعد هجمة اليمين المتطرف، دون أن بعود بمسباره البحثي إلى العام ألفين وأحد عشر، وبالتحديد أواخر عام 2010 ومطلع 2011 حين اندلعت موجة عارمة من الثورات والاحتجاجات في مُختلف أنحاء الوطن العربي، حيث بدأت بمحمد البوعزيزي والثورة التونسية التي أطلقت وتيرة الشرارة في كثير من الأقطار العربية وعرفت تلك الفترة بربيع الثورات العربية. من أسباب هذه الاحتجاجات المفاجئة انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ وسوء الأوضاع عموماً في البلاد العربية. انتشرت هذه الاحتجاجات بسرعة كبيرة في أغلب البلدان العربية، وقد تضمنت نشوب معارك بين قوات الأمن والمُتظاهرين ووصلت في بعض الأحيان إلى وقوع قتلى من المواطنين ورجال الأمن. تميزت هذه الثورات بظهور هتاف عربيّ أصبح شهيراً في كل الدول العربية وهو: «الشعب يريد إسقاط النظام». البوعزيزي احترق، ولكنه أضاء عتم الكون، بعد الصفعة التاريخية التي تلقاها من شرطية تونسية حمقاء، مثلت ببعد رمزي كل الصفعات التي تلقاها أحرار العرب والعالم، صاعق التفجير الذي أشعل الأرض، ليس في بلاد العرب فقط، بل في طول الكرة الأرضية وعرضها، وكثيرون حتى اليوم يرون في الثورات التي أطلق شراراتها ذلك الجسد الغاضب، مجرد «مؤامرة» صنعتها القوى المتحكمة في العالم! -2- في البعد المنظور اليوم، يمكن لمن يكتفي برؤية «السطح» أن يسخر من كلامنا هذا، ويمكن له أن يعيد على مسامعنا تكرار تلك المقولات المهترئة التي صنعت بإتقان من قبل كل من تضرر من الثورات العربية، نتينياهو مثلا رأى فيها «شتاء إسلاميا»، وفرصة لإعادة رسم خريطة الصراع، بما لا يخدم مشروع العدو الاستعماري، إيران (المفترض نقيضة الكيان!) رحبت بداية بما حل في تونس ومصر وليبيا إلى حد ما، ثم انقلبت على بقية الثورات، وسخرتها لخدمة مشروعها الفارسي الطائفي، أوروبا والولايات المتحدة رحبت إعلاميا وعبر خطابها الرسمي بالثورات، ثم عملت على إجهاضها عبر دعم قوى «الثورة المضادة» وتبنتها بالكامل، وأمدتها بكل أسباب الدعم والحياة ،اضافة لبعض العرب المتضررين من الثورات. -3- بوسع المحلل السطحي، والدهماء أن يقولوا بمنتهى الأريحية، أن الثورات فشلت في تحقيق أهدافها، فقد كانت ثورة سوريا المحطة الأكثر دموية في المشهد، وساهم جميع المتضررين في جعلها «عبرة لكل من أمل في التغيير، وربما يكون هذا الأمر يحمل شيئا من الحقيقة، لكن ليس كل الحقيقة، فالثورات أنجت ضدها، وكي يحافظ هذا الضد على «انتصاره» ارتكب من الحماقات ما ساهم في تعميق الثورة، ليس في سطح المشهد، بل في عمقه، وقليل من الباحثين ذوي الرؤية من يستطيعون سبر أغوار المشهد، واستبطان حقيقته، وسنحاول في مقالين تاليين إن شاء الله القيام بهذه المهمة، إن سمحت الظروف! [size=30]احترق كي يضيء الأرض! 2-3[/size]حسب تعبير الخبير الصهيوني في شؤون الجماعات المسلحة د.»بوعاز غانور»، الرئيس التنفيذي لمعهد مكافحة الإرهاب في مركز الدراسات متعددة الاختصاصات بهرتسليا، فقد كانت ثورات الربيع العربي بمثابة «تغيرات كونية» رغم أنها وقعت في العالم العربي، ذلك أن تأثيرها امتد إلى معظم أجزاء الكرة الأرضية، ولسنا هنا في معرض رصد تلك التأثيرات في كل البلاد العربية والأجنبية، فهذا مقامه دراسة معمقة وتوثيقية مفصلة، ولكنها حسب ما يقول غانور، شكلت تحديا أمنيا رئيسيا لإسرائيل وغيرها من الدول الغربية الحليفة! ويكفي هنا أن نتذكر أن الشباب في الولايات المتحدة اقاموا «ميدان تحريرهم» على غرار ميدان التحرير في قلب القاهرة، واشتعلت شوارع تل أبيب بمظاهرات مستلهمة ثورات الربيع، مطالبة بالعدالة الاجتماعية، وامتد تأثير الثورات إلى إسبانيا والصين وبعض البلاد الأوروبية، وما زلنا نذكر مقولة الرئيس الأمريكي السابق أوباما حين قال: «يـجب أن نربي أبـناءنا ليصبحوا كشباب مصر»! ليس هذا فحسب، بل امتد تأثيرها لهدم بعض المفاهيم والنظريات المستقرة في الدراسات الجيوسياسية والاجتماعية، فقد بات الدارسون يبحثون بالظاهرة الثورية باعتبارها إحدى الظواهر الأكثر تفردا في القرن الحادي والعشرين! ومع كل هذا، ثمة من اعتبر الثورات نوعا من المؤامرة على العرب، وأن محركها كان برنار ليفي الذي ظهر في مشهد جميع الثورات، وحين لا بد من إيضاح مسألة في غاية الأهمية، وهي أن حدثا مزلزلا كثورات عربية أزالت أنظمة، وهددت قوى عظمى، وغيرت استراتيجيات، لا يمكن أن تحدث دون أن تدخلها أصابع العبث والتوجيه وربما الدعم، فحكام العالم وقواه العظمى، لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام حدث ضخم كهذا، هم لم يصنعوا الثورات قطعا، ولم يحركوا الجماهير، لكنهم استثمروها على الفور، تحسبا لاستحقاقاتها، ولكن حينما سنحت الفرصة لإجهاضها، وخروج رؤوس الثورة المضادة من الجحور، لم يبخلوا بكل دعم ممكن، بل تبنوا الأنظمة البديلة، حتى ولو كانت صورتها مضادة لكل القيم التي طالما دافعوا عنها، فعند المصالح لا تبقى مبادىء ولا حريات ولا ديمقراطية! -2- بوسع المحلل السطحي، والدهماء أن يقولوا بمنتهى الأريحية، أن الثورات فشلت في تحقيق أهدافها، فقد كانت ثورة سوريا المحطة الأكثر دموية في المشهد، وساهم جميع المتضررين في جعلها «عبرة لكل من أمل في التغيير، وربما يكون هذا الأمر يحمل شيئا من الحقيقة، لكن ليس كل الحقيقة، فالثورات أنتجت ضدها، وكي يحافظ هذا الضد على «انتصاره» ارتكب من الحماقات ما ساهم في تعميق الثورة، ليس في سطح المشهد، بل في عمقه، وقليل من الباحثين ذوي الرؤية من يستطيعون سبر أغوار المشهد، واستبطان حقيقته، وسنحاول في مقال الغد إن شاء الله وضع استخلاصاتنا ورؤيتنا الاستشرافية، بهذا الشأن، ذلك أن كل ما يحدث من زلازل وتغييرات دراماتيكية في بلادنا العربية تحديدا، وبعض بؤر الصراع في العالم، له علاقة مباشرة بتأثيرات الثورات، والحركات الارتدادية للزلزال الذي أحدثته، ويكفي هنا أن نتذكر كيف استلهم شعوب دول الطوق العربية ثورات الربيع، فقرروا الزحف إلى فلسطين عبر خطوط الهدنة التي تحيط بكيان العدو الصهيوني، ولو قيض لهذا الزحف أن يتم، لو استمر زخمه، لتغير شكل الصراع مع العدو الصهيوني، ولتغير شكل الوطن العربي أيضا، الغارق اليوم في فعاليات الثورة المضادة، وهيمنتها على صنع القرار! احترق كي يضيء الأرض! (3-3) حلمي الأسمر -1- يقول ابن خلدون في مقدمته: «وإذا تبدلت الأحوال جملةً، فكأنما تبدّلَ الخلقُ من أصله، وتحول العالم بأسره وكأنه خلقٌ جديد، ونشأةٌ مستأنفةٌ، وعالَمٌ مُحدَث». ونحسب أن الأحوال، فعلاً، تبدلت في مجملها إبّان ذروة الربيع العربي، وأفرزت ظاهرة غير مسبوقة، حيث أصبح للجماهير كلمة، ولوقفتها معنى، وقد كانت مجرد آحاد لها قيمة عددية بلا وزن نوعي، أما اليوم فشأنها مختلف، حيث غابت العبارات الانهزامية الشهيرة، مثل: «وأنا مالي»، أو: «ماذا أستطيع أن أعمل»، أو «حط راسك بين الروس وقل يا قطاع الروس»، وسوى ذلك من مفاهيم انهزامية، استوطنت العقل الجمعي، فشلت قدرة الجماعة على العمل، وهذه بذرة «خطرة»، فليس بوسع أحد أن يطفئ الجمرة بمحاولة سحقها بقدميه! وتلك أهم مستخلصات وعبر ثورات الربيع العربي، ويبدو هذا في التفاعل الجماهيري غير المسبوق مع الحدث اليومي، عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي نافست الخبر في حضورها اللحظي، فلا يكاد يمر حدث صغير أو كبير دون أن يكون لجماهير الفيسبوك أو التويتر أو حتى الإنستغرامام، وغيره، دور ما في تقليب الحدث والتفاعل معه، وتحليله، ولم يعد بوسع بلد ما أن يفعل ما يريد تحت ستار الكتمان والسرية، فقد مزقت سهولة التواصل، وحرية التعبير الجبرية كل الجدران والأستار، وفتحت المجال لحرية تداول المعلومة، وهذا يعني ببساطة أن الجمهور الذي كان غافلا عما يجري حوله أصبح طرفا في معادلة الفعل، ولن يطول الأمر حينما يصبح أحد المفاعيل الرئيسة فيه، طال الزمن أم قصر! -2- الاستخلاص الثاني والأهم من سياقات ثورات الربيع، أن كل ما جرى بعده وبلا أي مبالغة، كان يستهدف وأده، وسحقه، واجتثاثه من جذوره، وبنفس الأساليب القديمة في التغييب والقمع، مع بقاء أسباب الربيع بل تعمقها أكثر، فما حرك الناس قبل سنوات من أزمات واختناقات وكوارث زاد أكثر، وتردت أوضاع البلاد والعباد على نحو مضاعف بل أكثر، وهذا يعني أن سبب الربيع لم يزل قائما، إنما هو كالبذرة في الأرض، يتحين الفرصة والجو المناسب كي ينمو، ويشق التربة، باحثا برأسه عن الشمس، وتلك حقيقة يدركها كثير من الباحثين، وصناع القرار، وبالفعل فقد بدأت بعض الأقطار تنتج ربيعها بنفسها، عبر اشتراطات ومواصفات معينة، كي يكون تحت السيطرة، وفي إطار الممكن، أملا في استبداله بالربيع الشعبي المنفلت من عقال الضبط والربط، وهذا معنى آخر من معاني قولنا في بداية هذه السلسلة من المقالات، أن الربيع لم ينته ولن ينتهي، بل سيظل مخيما على ذهنية الجميع، وسيبقى جزءا من صناعة حياة ومستقبل هذه الأمة، سواء اعترف به أو أنكر! -3- هل ننتظر الموجة الثانية من موجات الربيع، والحالة هذه؟ هذا سؤال كبير، ولا يمكن الإجابة عنه بنعم أو لا، دون أن نحفر عميقا في الظواهر والتغيرات الدراماتيكية التي نكاد نشهدها كل يوم في بلادنا العربية، والتي لا نشك أنها التعبير الأكثر وضوحا عن عمق تأثير الربيع، وسيطرته على ذهنية صانع القرار، ولو في الخلفية العميقة من «المخ» فلا أحد يمكن أن ينسى النهاية المأساوية للقذافي، ولا تنحي بن علي، وهروبه المذل، ولا تنحية مبارك، حتى ولو كانت النهايات غير متسقة مع البدايات، فتلك مسألة طبيعية في صناعة التاريخ، فثمة ثورات استغرق نضجها عقودا، وثمة تغيرات عميقة في المجتمع ربما لا ترصدها غير مسبارات البحث المعمق! الحديث يطول جدا في هذا الأمر، وثمة كتب ومؤلفات كتبت، وثمة مراكز بحوث لا تنام تحسبا لموجة مفاجئة للربيع، فانتظروا إنا معكم من المنتظرين، فالرجل الذي احترق، أضاء عتم الكون، ونثر حقلا من بذور، لا يمكن أن تعرف أين استقر بها المقام، قبل أن تشق تربتها وتنمو، مادّة رأسها نحو الشمس!. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الثلاثاء 14 نوفمبر 2017, 8:55 am | |
| [rtl] حلمي الأسمر[/rtl] [rtl] حروب للبيع![/rtl] [rtl]التاريخ:14/11/2017 - الوقت: 6:58ص[/rtl] -1- حروب هذه الأيام تختلف عن أي حروب نشبت في التاريخ الغابر، في الماضي كانت الحروب تقوم بحثا عن «الكلأ والماء» أو صراعا عليهما، أو بحثا عن فرض شهوة التوسع، أو لنشر فكرة أو رسالة، أو دفاعا عنها، اليوم الحروب تقوم لأسباب لو سمع بها الأقدمون، لجنوا، فكيف يمكن أن يفهموا أن حربا تقام لتجريب أسلحة جديدة مثلا؟ وأنى لهم أن يستوعبوا فكرة أن تصبح الحروب سلعة للبيع والشراء، فثمة من يمول، وثمة من يقبض الثمن، وآخر حسابات البائع والمشتري تلك الأرواح التي تزهق، أو المباني والمنشآت التي تسحق، والأجيال الجديدة التي تنشأ بلا أسر أو مأوى، أو أولئك الذين يعيشون بقية حياتهم بدون أطراف أو مقعدين على كراس متحركة! -2- من اللافت حينما نطالع خريطة الصراع في العالم، أن نستشف أن غالبية الصراعات تجري في العالم الإسلامي! وفق بحث لإسماعيل محمد ، يتبين للناظر إلى خريطة العالم الإسلامي مدى انتشار النزاعات بين دوله، إذ لا تخلو منطقة من مناطقه من نزاع ساخن أو آخر كامن، وباستقراء الأرقام نجد أن: - من بين 27 دولة إسلامية في آسيا توجد نزاعات بين 21 منها. - ومن بين 26 دولة إسلامية في إفريقيا هناك 16 دولة منهكة في نزاعات بينية منذ عدة عقود. - هناك 22 دولة عربية في منظومة دول العالم الإسلامي يتنازع 18 منها. - في أميركا الجنوبية دولتان إسلاميتان بدأتا نزاعاً إقليمياً جديداً. - تشهد دول شمال إفريقيا المسلم نزاعات حدودية وسياسية ولا يزال بعضها يشهد مثل هذه النزاعات. - وتعتبر منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية منطقة نزاعات بينية كثيرة. - مسلمو البلقان في أوروبا هم الوحيدون الذين لم يدخلوا في نزاعات بينية. - توجد في منظمة العالم الإسلامي 56 دولة تتنازع 37 منها بينياً, وهناك 19 دولة فقط لم تدخل في نزاع مع دول إسلامية أخرى. -3- والحصيلة؟ وفق حسبة سريعة، نجد ما يلي: - بلغ عدد خسائر النزاعات في الأرواح ما يقرب من 600 ألف قتيل. - عقد الثمانينيات وعقد التسعينيات هما أكثر الفترات الزمنية خسائر إذ يصل عدد من سقطوا فيهما إلى حوالي 550 ألف قتيل. - منطقة الخليج العربي (حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق) وشبه الجزيرة العربية (حرب الخليج الثانية) هما أكثر المناطق خسائر. - الدول الإسلامية في آسيا تحملت العبء الأكبر من الخسائر إذ سقط فيها أكثر من 95% من ضحايا النزاعات. - الدول الإسلامية الغنية (خاصة بالنفط) مثل العراق وإيران والكويت وليبيا تتحمل العبء الأكبر من الخسائر! هذه الأرقام لا تشمل كما هو ظاهر خسائر الشعب الفلسطيني، ولا خسائر الصراعات الجديدة، التي شهدتها بورما، ولا سوريا ولا ليبيا ولا اليمن ولا مصر، وها نحن اليوم على موعد مع حرب جديدة، تشتعل أو لا تشتعل، عداد الموت لم يزل يعد، في غير بؤرة من بلاد العرب والمسلمين، وبكميات «وفيرة»! اليس من حق من ينتظرون الموت، أعني نحن الأحياء حتى الآن، أن نسأل من المسؤول عن كل ما يجري؟ من هم هؤلاء الذين يتخذون قرارات بإعدام الشعوب؟ ولم تبقى في أيديهم «صافرة» البدء بالموت، حتى الآن؟ (الدستور) |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الخميس 23 نوفمبر 2017, 6:37 am | |
| ذاكرة السمك، وطبائع البحر! -1- لست متيقنا من مدى إطلاع من يصنعون الأحداث في بلاد العرب على ما يجري «تحت» في الشارع، ومدى تفاعله مع ما يقررون ويفعلون، فالعطب الذي أصاب كل شيء تقريبا في وطننا العربي لم يصل حسب علمي إلى مراكز رصد وتحليل تحولات العقل الجمعي والوجدان الشعبي العربي، وإن كنت أشك كثيرا في قدرة هذه المراكز على تحديد ردود الفعل المتوقعة لدى الشعب، أي شعب، مقارنة بعدم قدرة أي من عباقرة العلوم وأجهزتهم على توقع حصول الزلازل في قشرة الأرض، بمعنى آخر، إن عجز العلماء عن تحديد وقت لوقوع الزلزال حتى اليوم، يقابله عجز علماء نفس المجتمعات عن توقع تحرك شعب ما في وقت ما، ردا على فعل أو قرار ما! ما أعلمه جيدا، أن للشعوب ذاكرة السمك غالبا، ولكن لها أيضا طبع البحر الذي تعيش فيه، ويشكل بيئتها الحاضنة، من حيث غموضه وعمق أسراره، حتى مع توافر كل التقنيات الحديثة، والمجسات شديدة الفاعلية، ثمة ما لا يمكن رصده أو توقعه في حركة البحر، ومتى يهيج في لحظات! -2- نشعر أحيانا نحن أبناء الجيل المولود في منتصف القرن الماضي، أننا عشنا أكثر مما ينبغي، أنا مثلا عشت في مهنة الصحافة كل مراحل تطور طباعة الصحف ومونتاجها، ابتداء من تنضيد الأحرف حرفا حرفا، ثم سطرا سطرا عبر آلة جمع الأحرف بتذويب الرصاص، ثم طباعة الأعمدة بالكمبيوتر على ورق خاص وقصها ولزقها، وصولا إلى مونتاج الصفحة بالكامل على الحاسوب، وكذا هو الأمر بالنسبة لكثير من تطور المخترعات، وخاصة وسائل الاتصال، منذ التكرز فالفاكس، والبيجر، والهاتف الخلوي أبو لوكس، وصولا إلى الهاتف الذكي، وما بعده من مخترعات لم تصلنا بعد! وكما عايشنا ثورة الاختراعات، عايشنا ثورة المفاهيم وتقلبات الأحوال، من نكسات وانتصارات (وهمية غالبا!) وحروب كانت في معظمها أشبه بالتمثيليات، حتى بتنا على قناعة أننا نعيش على خشبة مسرح كبير، على رأي عميد المسرح العربي يوسف وهبي، الذي أطلق مقولته الشهيرة: ما الدنيا إلا مسرح كبير في بدايات القرن الماضي، وفي خضم كل ما جرى ويجري، يقف المراقب الذكي محاولا سبر غور المشهد، وتداعياته، ويوقن أننا اليوم نقف على أعتاب مرحلة تتسارع فيها أحداث «المسرحية» على نحو خرج من بين يدي المخرج والكاتب والممثلين، بل انهارت كل جدران «المسرح» ولم نعد نميز بين جمهور النظارة وبين الممثلين! -3- يقال أن سنتنا هذه التي توشك على الرحيل سنة «كاشفة» فعلى الرغم مما كشفته لنا مما كان القوم يحرصون على إخفائه، إلا أنها لم تزل تحمل فيما بقي منها المزيد من الأسرار التي ستفتضح، ويبدو أن من كانوا يحرصون على ممارسة موبقاتهم في الخفاء لم يعودوا حريصين على السرية، ربما لأنهم موقنون أن الشعوب لها ذاكرة السمك، وأنها مشغولة بالفيسبوك واللايكات وتويتر، ومراقبة الأفلام الإباحية، وهؤلاء تحديدا هم من يبشرنا بأن الفرج قريب، ذلك أنهم يتمتعون بخاصية جيدة هي عمى القلب والبصيرة، فضلا عن عمى الألوان، وهم لا يرون ابعد مما بين أقدامهم، بل ربما يمارسون سياسة حرق المراحل، وصولا إلى مرحلة الخراب الكامل، أو وصول الكرة إلى القاع، كي ترتد ثانية إلى الأعلى، في علم المستقبليات، يبدو هذا التفاؤل مبنيا على أحاسيس سرية غامضة غير مبررة علميا، لكننا حين نستحضر تقنية انفجار طنجرة الضغط كلما زادت حرارة النار تحتها، ندرك أننا نقترب كثيرا من لحظة الحقيقة، وثمة مؤشرات اخرى، غير غيبية بالتأكيد، تقول أننا في طريقنا لنشهد المزيد من الأحداث الجسام، وليس كلها بشر مستطير، فحتى فيضان النهر، وتدميره للمزروعات وبيوت الفلاحين الهشة، يحمل لهم في الموسم التالي طميا خيّرا خصبا يحسن من زراعاتهم، ويعد بموسم خير وفير! -4- يقول ابن خلدون في مقدمته: وإذا تبدلت الأحوال جملةً، فكأنما تبدّلَ الخلقُ من أصله، وتحول العالم بأسره وكأنه خلقٌ جديد، ونشأةٌ مستأنفةٌ، وعالَمٌ مُحدَث . ويبدو ان قلة من العقلاء يعلمون عمق هذا الوصف، لما جرى في عالمنا، خلال الفترة الماضية، واستحقاقات هذا الفهم ببساطة يقول أننا على أبواب تحول وكأنه خلق جديد، وستعلمون ما أقول لكم ولو بعد حين! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 26 نوفمبر 2017, 9:33 am | |
| [rtl] فتش عن "إسرائيل"![/rtl] [rtl]التاريخ:26/11/2017 -[/rtl]لا تقع مصيبة في بلاد العرب والمسلمين، دون أن يكون لكيان الإجرام الصهيوني يد فيها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فمنذ أن زرع هذا الخنجر في خاصرة بلادنا، ونحن ننزف دمًا ودموعًا، فمن لم يصَب مباشرة بسهم يهودي، أبتلي بمصيبة يقف وراءها صهاينة، فهذا كيان أسس على القتل والظلم والتشريد، وأكل أموال الناس وسرقة أحلامهم، وفي اللحظة التي يتوقف فيها عن ممارسة قذاراته هذه سيموت؛ لأنه يتغذى على دم العرب وكوارثهم، وحين يكف عن اداء هذا الدور، سيكون كالمريض الذي يعيش على الأجهزة، فإن نزعت عنه فاضت روحه! لا نقول هذا الكلام صدورا عن شوفينية أو عنصرية، بل عن وقائع ومشاهدات وبحوث وحقائق اكبر من أن تحتاج لدليل، فمن يقيم على أرض فلسطين، مجموعة من رجال العصابات من تجار الموت ومصدّري آلات القتل والدمار والمرتزقة من خبراء التعذيب والتنكيل بالبشر... من الصعب أن يحصر المرء حدود وجذور الذهنية الصهيونية التي يصدر عنها كل هذا الإجرام، ولكن دعونا نتوقف قليلا عند آخر منابع هذه الذهنية، في نقاط سريعة... 300 حاخام يوقعون على فتوى توجب استهداف المدنيين العرب العزل أثناء الحرب.. الإرهابي عزرئيل لفنات، قائد العمليات في منظمة ليحي الإرهابية والمسؤول المباشر عن مجزرة دير ياسين 4/9/1948 أمر ببقر نساء الحوامل وقتل العجائز وهن بجوار الطابون إلى جانب ذبح طالبات المدرسة الاعدادية في القرية إسرائيل اليوم تدرس سيرته الذاتية لطلابها، كي يتعلموا من لفنات كيف يتعاملون مع العرب! هآرتس تنشر تقريرا عن تاريخ توظيف إسرائيل لموقع إخباري عربي في نقل الرسائل للرأي العام العربي، التحقيق يكشف عن أن تمرير تل أبيب الرسائل عبر الموقع تتم أحيانا بعد مشاورات يشارك فيها نتنياهو شخصيا! تسفي هاوزر، سكرتير الحكومة الصهيونية السابق نشر على حسابه على تويتر صورة توثق احتلال الجيش البريطاني لمدينة يافا قبل 100 عام وكتب تحتها: هكذا انتهى الاحتلال العثماني الذي امتد لـ 400 عام مما مهد لقيام إسرائيل وكأنه يقول لنا –على حد تعبير الباحث الدكتور صالح النعامي-: لولا انهيار الدولة العثمانية لما قامت إسرائيل! الحاخام بنتسي غوفشتين، زعيم منظمة لاهفا يأمر أتباعه بإحراق الكنائس بزعم أن المسيحية وثنية لا يجوز التعبد بها ويشرف على عمليات تنكيل وحشية بالفلسطينيين، سيما في القدس! هارتس: كوشر مستشار ترامب تبرع بملايين الدولارات لمدرسة دينية يهودية مديرها أفتى بجواز قتل الرضع العرب واعتبر إحراق عائلة دوابشة «فريضة شرعية»! الحاخام يسرائيل روزين، يعرض المسوغات الفقهية التي تبيح قتل الرضع والنساء والشيوخ العرب وبهائمهم ويدعي أنه يستند في فتواه إلى ما قام به يوشع بن نون ضد العمالقة بعيد اقتحام أريحا قبل الفي عام روزين على علاقة بكوشنر، عراب صفقة القرن! الحاخام مانيس فريدمان، من كبار الحاخامات في الأمريكيتين: علينا استغلال أية حرب قادمة وتدمير مقدسات المسلمين في الجزيرة العربية وقتل الرجال والنساء والأطفال، يجب أن نؤذي العرب لدرجة أن يعتقدوا أن الرب ليس إلى جانبهم! هذه نتف، جمعتها من ترجمات الباحث صالح النعامي، وتنقيباته في إعلام الصهاينة، ففيها الكثير مما يثبت ما جاء أعلاه، والله من وراء القصد! (الدستور) |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 03 ديسمبر 2017, 5:34 am | |
| «حفرة» جرش!الأحد 3 كانون الأول / ديسمبر 2017. لو حدثني أحد ما بأن منطقة سياحية كجرش، يمكن أن يقع فيها هذا الأمر لما صدقت!فجرش ليست مقصدا سياحيا فقط، ولا حاضنة للمهرجانات التي طبقت سمعتها الأفاق، بل هي أيضا مكان لسكن أكثر من خمسمائة الف مواطن، إضافة لما يزيد عن مائتي ألف يسكنون قراها، ومع ذلك، تستقبلك فور أن تدخلها رائحة لا يرغب أحد بأن يشمها، حتى ولو كان في عمق الصحراء، فكيف بمنطقة مأهولة بالبشر والسياح والمحتفلين؟ومثلما تستقبلك تلك الرائحة، تودعك، بل تعلق بسيارتك تلك البقايا غير المستحبة، وربما ترافقك رائحتها حتى تصل عمان، كأنها «تحمّلك» ذكرى غير عطرة بالتأكيد، كي لا تنسى تلك الأقدار التي ساقتك إلى بقعة جميلة من هذا الوطن العزيز!وكي لا يكون كلامنا جزافا، دعونا نقرأ ما كتبه لي المهندس ثامر القادري، أحد أقرب جيران «المَعْلم» المكرهة، حيث يقع مشتله الزراعي الأشهر، مقابلها تماما، حتى أن زبائنه الذين يقصدونه لشراء الزهور والورود والأشجار المثمرة، عليهم أن «يتعطروا» برائحة مياه الصرف الصحي التي «تسبح» في الشارع، وربما يسارعون للهرب منه، إذ قد يعتقدون أن الرائحة الكريهة، هي رائحة وروده وزهوره! كتب يقول: الموضوع هو الحُفرة الامتصاصية القريبة من إشارة باب عمان في جرش مقابل مشاتل القادري.ما تزال مشكلة هذه الحفرة الامتصاصية مصدر خطر وإزعاج لجميع المحلات والمنازل القريبة منها وجميع المركبات القادمة إلى جرش والخارجة منها حيث تملأ المياه العادمة الشارع الرئيس بأكمله، ورائحة القذارة تعلق بالسيارات حتى تصل إلى عمان، والعجيب ان هذه الحفرة الصغيرة والقديمة لا تتجاوز 4 أمتار طولا ومثلها عرضا، والأعجب انها تخدم اكثر من 50 محلا ومنزلا من ضمنهم مدرسة أساسية، ودائماً ما تكون قد طفحت بالمياه العادمة، ما يُشكّل خطراً على المركبات القادمة من إشارة (باب عمان) باتجاه عمان.أمّا من ناحية الإزعاج، فحدّث ولا حرج، فجميع المحلات القريبة وجميع من يدخل ويخرج من جرش قد تأذى وتضرر بشكل كبير من هذه الرائحة المقرفة والسيئة، علماً أنّنا راجعنا سلطة المياه فأنكرت علاقتها وراجعنا الصحة والبلدية وشرطة البيئة وراجعنا العديد من المعنيين ولكن لا حلول بل مجرد إنكار للمسؤولية وتحويل الشكوى على عاتق جهة أخرى، والجميع يُخلي مسؤوليته من الموضوع، علماً بأنّنا تقدمنا باقتراح مد خط ناقل للمياه العادمة من الحفرة الى محطة التنقية التي يتم تطويرها حالياً والتي تبعد أقل من 900م، والكلفة لن تتعدى 30 الف دينار، أي اقل من كلفة التفريغ التي تكلفتها بلدية جرش، (علمت أنه يتم نضح الحفرة أربع مرات في اليوم، ولا فائدة!) تقدمنا بهذه الفكرة الى سلطة المياه التي لطالما تواصلنا معها ولكن لا جدوى ولا حياة لمن تنادي، علماً ان الموضوع من اختصاصهم وضمن صلاحياتهم، حتى الصهريج الذي يقوم بتفريغ الحفرة أكثر من مرة في اليوم تُرسله بلدية جرش مشكورة، وهي من تتحمل كلفته.إن حجم الضرر والإزعاج الذي نتعرض له يومياً لا يُحتمل، إذ إن هذه الحفرة تقع في واجهة محافظة جرش التي يُقال أنها محافظة سياحية والمفروض أن تحظى بقليل من الاهتمام من المسؤولين؛ ولكن للأسف حجم الإهمال واللامبالاة لا يُحتمل.كالعادة نوجه هذه الشكوى لجريدتكم التي لطالما بثّت همومنا ومشكلاتنا من خلالها، فشكرا لكم وتحية لجهودكم..انتهت رسالة المهندس ثامر، التي «زينها» ببعض الصور، ولم أكتف بالطبع بالرسالة، فقد قادتني قدماي إلى المكان، وعاينته بنفسي، ورأيت بأم عيني الشارع المقصود وقد غطته المياه العادمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فتلك مشكلة صغيرة جدا في حجمها لجهة كلفة معالجتها التي لا تزيد على خمسين ألفا هي كلفة زيارة وفد لبلد ما، أو مؤتمر حول «جودة البيئة» أو إعلان لتسويق الأردن سياحيا(!). |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 10 ديسمبر 2017, 8:17 am | |
| إلى أي بلد تودون الرحيل؟ حلمي الأسمر -1- لوهلة حسبنا أن الشارع العربي نام، أو حتى مات، فلم يعد ينبض بالغضب، وجاء الثور الهائج؛ ليصب النار على جمرة مختبئة تحت الرماد، فتحركت الملايين صادحة بحب فلسطين والقدس والأقصى، ولعل تلك ابلغ رسالة ممكنة يمكن إرسالها «لمن يهمه الأمر» في ظل الظروف العربية المحبطة، وهي رسالة بليغة ولا تقل في أهميتها عن الرسالة التي بعث بها مجنون البيت الأبيض! رسائل الشارع على تواضع أثرها على الأرض، إلا أنها ضرورية لمن يرصد نبض قلوب الناس، والعروق الحساسة في أرواحهم، وأجمل تلك الرسائل ما كان من نوع رسائل الأردن، حيث عزف الجميع أوركسترا واحدة، من أعلى الهرم إلى آخر شخص في قاعدته، وهذه لحظات تاريخية نادرة في تاريخ شعوب المنطقة، إذ اعتدنا أن نرى الشقوق الواسعة بين الرأس والقاعدة، ولا يملك المرء إلا أن يفرح بمثل هذا «التوحد» ومن الجميل أن يُبنى عليه، فحضن الشعوب دافئة وحنونة، والرهان عليها دائما رابح، وهي ملاذ من لا ملاذ له؛ لأنها قادرة على حماية من يلوذ بها، وتقويته، وإمداده بطاقة بلا حدود! -2- دائما في أي صورة بائسة ثمة نقاط بيضاء مشرقة، القهر الذي أصاب أرواحنا بوعد ترامب الخائب، كان له وجه حسن تمنينا أن نراه منذ زمن بعيد، كان يقال إن الناس ماتت، ولم يعد يهمها شيء، حتى ولو أحرقوا الأقصى، لتأتي حركة الشارع الهادرة لتنقض هذا الاعتقاد، هذا وحده يبعث أملا كبيرا في ربيع قادم، ربيع يرتد على قوى الثورة المضادة التي سحقت براعم الحرية قبل أن تستوي على سوقها، لم يزل ثمة أمل كبير في موجة جديدة من موجات الربيع، تعيد إنتاج ما شوهته الأيدي السوداء في «اللوحة» التي لم تكتمل! -3- كل حدث كبير أو مزلزل، وكل فعل خارج عن السياق، يزيدني يقينا أن عمر كيان العدو الصهيوني الغاصب يقترب من نهايته، ثمة معمرون فلسطينيون أكبر من «دولتهم» سنا، في احتفالهم بذكرى تأسيسها المشؤوم، خرجت من فم كبيرهم «نتنياهو» عبارات مستقرة في اللاوعي المذعور، أكثر التصريحات تعبيرا عن هذه الهواجس السوداء جاءت قبل فترة وجيزة في سياق جلسة دينية مغلقة في بيت نتنياهو، ولم تكد تسترعي انتباه الكثيرين، ماذا قال نتنياهو في تلك الجلسة المغلقة في بيته؟ قال: إن مملكة الحشمونائيم نجت فقط 80 عاما، وأنه يعمل على ضمان أن (إسرائيل) سوف تنجح هذه المرة والوصول إلى 100 سنة . مملكة الحشمونية (هشمونائيم) حسب مؤرخيهم، كانت دولة يهودية عاشت 77 عاما، وكانت نهايتها مع غزو المنطقة من قبل الإمبراطورية الرومانية. وحسب من حضر الجلسة، فإن ما قيل لفت انتباه الحضور، ونقلت صحيفة هآرتس حينها عن مشارك بالندوة قوله: قال نتنياهو إن وجودنا ليس بديهيا وأنه سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن الدولة، المملكة الحشمونية دامت 80 عاما وإن علينا بدولة (إسرائيل) أن نتخطى ونمر هذه الفترة».. ثمة تسارع بالأحداث في بلادنا، فما شهدناه خلال عقود قليلة لم تشهده البشرية في قرون، على كل صعيد، وكل ما يجري يلبي هاجسا ليس رغائبيا بالتأكيد، يصيح في داخلي، أن جيلي الذي سيبدأ عقده السابع قريبا جدا، سيشهد مولد أمة ونهاية كارثة تسمى إسرائيل.. (ترامب هو إحدى أدوات هذا التغيير!)!! بدأنا بشيء وانتهينا بشيء آخر، وما بينهما كثير من الدم الذي سيسيل؛ لكن التفاوض مع العابرين في الكلام العابر، وعلى رأي كاسترو سيكون في النهاية سيدور حول السؤال التالي: إلى أي بلد تودون الرحيل؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الجمعة 15 ديسمبر 2017, 9:47 pm | |
| حيوانات سياسية!
حلمي الأسمر
نتشبث بالحياة، نصغي لدقات القلب، وسط ضجيج الموت، نحاول قهر الخوف، بعد أنْ حولتنا الأحداث إلى حيوانات سياسية!
هنا محاولة جادة للخروج من حالة «الحيونة» إلى «الأنسنة» بعد أن طحنتنا الأحداث طحنا، رغم أننا نسمع طحنا ولا نرى طحينا! -1- عندما تفتقد وطنك وأنت فيه، فأنت مضطر لإقامة وطن فيك، تحمله في قلبك، أينما اتجهت! أو كمن يبحث عن وطن بحجم حضن! أو حضن بدفء وطن حبر وعطر، ملآ رأسي، بتوابل الأنوثة، وحنين لحصن كحضن! الطيور المهاجرة، لا تبحث عن وطنٍ لتسكنه، بل تهرب من وطنٍ لا يسكنها! حين تفقد وطنًا، فأنتَ بحاجة لامرأة بحجم وطن! -2- الحرية، ليست فقط أن تكون حرا في أن تقول ما تريد قوله، بل أن تكون حرا في أن لا تقول ما لا تريد قوله! -3- أستخلص من وسط الركام، ورائحة والبارود، وضباب الكراهية، مساحة صغيرة؛ لأصنع كبسولة وأملؤها بأنفاسك، أضعها على فمي كجهاز التنفس، كلما شارفت على الاختناق! -4- هل تعرفون شعور عامل محطة الوقود، الذي يحمل في جيبه آلاف الدنانير، ولا يملك منها غير ما يُسِدُّ رمقه؟ كثيرون منا يملكون أسبابًا كثيرة للسعادة، لكنهم يتعاملون معها كأنَّها ليست في حوزتهم، وليست لهم حتى! -5- قبل انتصاف الليل بقليل، يحلو البوح، فالليل كرسي اعتراف، ولكننا في الشرق، حينما تشرق الشمس، ننكر كل ما قلناه، بزعم أنْ اعترافاتنا الليلية أُخِذتْ منا بقوة الحنين ، وتعذيب القهر والكبت! حينما يطلع النهار، نكتشف أننا بددنا كثيرًا من الوقت، في انتظار غائب يأتي كل يوم! -6- إدمان العبودية يشبه إدمان المخدرات، يحتاج الشفاء منه فترة حضانة؛ ليتخلص العبد من ترسبات العبودية في دماغه! مَنْ تعود على العبودية، والعيش تحت جبروت البطش. لا تحدثه عن الحرية، لأنَّه لا يعرف معناها! كل نهار يطلع عليك، وأنت لا تتنسم هواء الحرية، هو نهار كاذب، حُلْكته أكثر شِدَّةً من ظلام سراديب العبودية، حتى ولو أضاءته كلُّ شموس الكون! -7- قيل: إذا خانك شخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرّتين فهذا ذنبك أنت! -8- وفي آخر الليل أجمع غبار أسفاري، وأصنع منها أيقونة، أكسرها ورائي. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الإثنين 18 ديسمبر 2017, 1:35 am | |
| [size=30]لتبق الجمرة متقدة ![/size]1-على عكس كل من توقع أن تتحرك جماهير الأمة وشعوبها لفترة ثم تخبو جذوة الغضب، ها هي القدس وقرارات الأهوج ترامب تعيد «كهربة» المشاعر الوطنية والقومية والدينية في طول الأرض وعرضها، فلم يبق مكان في هذه الكرة الأرضية إلا ومسه قرار القدس، وكنا نظن أن الأمة ماتت، وتبلدت أحاسيسها، فإذا بهذا المجنون يعيد لها الحياة من حيث لا يدري ولا يريد بالتأكيد!-2-القدس في المخيال الشعبي العربي رمز ديني ووطني وقومي، لا انفكاك بين أي عنصر من تلك العناصر، وكذا هو الأمر بالنسبة لليهود وللمسيحيين الإنجيليين، الذين يتطلعون لبناء الهيكل الثالث، توطئة لعودة المسيح واعتناق اليهود للمسيحية، وخلاص العالم، لكل طرف من أطراف «النزاع» سببه لأن تكون للقدس مكانة خاصة في وجدانه، لا يهمنا هنا ما تكون القدس بالنسبة لليهود، المهم ما تكون بالنسبة لنا عربا، مسلمين ومسيحيين، إنها بوابة السماء وارض المحشر، وأقصاها هو ثاني مسجد وضع للناس على الأرض بعد الحرم المكي، من المجنون الذي يمكن أن يصدق أن مسلما أو عربيا يمكن أن يتسامح مع ترامب بعد ارتكاب حماقته تلك؟ المهم هنا كيف نحول هذا «التماس الكهربائي» الذي شحن الجسد النائم إلى طاقة خلاقة، فعالة، ومنتجة؟ هذه ليست وظيفة الحكام فقط، بل وظيفة الجميع، عملية نقل السفارة اللعينة إلى القدس ستستغرق سنتين منذ الآن، قضية القدس ستبقى قائمة، والمهم كيف تبقي الجمرة متقدة، الأجوبة السريعة هنا لا تجدي وقد لا تكون غير ممكنة، هذه الأسئلة يجب أن تكون مطروحة على النخب العربية والإسلامية، وكل من يحمل هم المشروع النهضوي العربي، لأنها من الأهمية بمكان، خاصة بعد أن وصلت الأمة إلى شفير الانهيار والضياع!-3-«انتفاضة الفلسطينيين» لم تكتمل بعد، أعني لم تزل هبة أو عواطف جياشة، المعلومات تقول إن من يمنع تحولها إلى انتفاضة حيرة الناس في فلسطين، بين ما هو قائم وبين ما يتطلعون إليه، إضافة إلى أن الفصائل الفلسطينية لم تتخذ بعد قرارا بهذا الشأن، من العبث هنا دعوة النظام العربي الرسمي إلى حث هذه الأطراف على «السماح» بالانتفاضة الشعبية، النشاط الشعبي خارج فلسطين الرافض لقرار ترامب وللاحتلال مؤثر ومهم، لكن الأهم هو ما يوجع الاحتلال على الأرض الفلسطينية، فدون انتفاضة شعبية فلسطينية لن يدفع الاحتلال أي ثمن لقرار ترامب، المطلوب انتفاضة فلسطينية، كيف؟ هذا سؤال كبير، مطروح على كل من له أدنى اهتمام بالقدس وفلسطين!أي «تماس كهربائي» ينتج طاقة كبيرة، التحدي هنا هو كيفية تحول هذا الطاقة إلى عمل منتج، يعيد تعريف الحدث ويعيد إنتاجه، والأهم يخرب ما يخططون له من انحدار سحيق ! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأربعاء 20 ديسمبر 2017, 2:01 am | |
| إنهم يحلمون بعمر وصلاح الدين!
قرأت أخيرًا شيئا مهما عن تيدي كوليك رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس الأسبق الذي توفى قبل أعوام، وهو أحد أبرز قادة الحركة الصهيونية على الإطلاق، ولم يكتسب كوليك مكانته الكبيرة في سلم القيادة الصهيونية بفضل جهوده في مجال تهويد مدينة القدس فقط، ومسؤوليته عن مضاعفة مساحة المدينة عدة مرات منذ العام 1967 ببناء المزيد من الأحياء الاستيطانية، بل أيضًا بفضل سجله الكبير في العمل الأمني والإستخباري، علاوة على حقيقة أنه كان أوثق مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن جوريون، لكن جانبًا هامًّا من تفكير كوليك في السنوات القليلة قبل وفاته -والذي كان غائبًا عن الجمهور الإسرائيلي- كشف عنه النقاب صديقه رجل الأعمال يوسي أهارونوش الذي قال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أن كوليك أقبل في السنوات الأخيرة بعدما أنهى منصبه كرئيس للبلدية على دراسة تاريخ المدينة، إذ إن أكثر ما أصابه بالفزع هو نجاح المسلمين في فتح المدينة وبقية فلسطين في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وتمكن المسلمون من الحفاظ على المدينة لقرون طويلة، وينوِّه أهارونوش إلى أن كوليك توقف مليًا عند حرص عمر بن الخطاب على القدوم شخصيًّا لتسلم مفاتيح القدس، معتبرًا أن هذه الخطوة الذكية تجعل الأجيال المسلمة حاليًّا وفي المستقبل ملتزمة بالعمل على إعادة تحرير المدينة وطرد الإسرائيليين منها، علاوة على أن خطوة عمر مثلت مصدرًا لأسلمة القضية الفلسطينية، ويضيف أهارونوش تيدي الذي لم يكن من السهل أن يشعر بالإعجاب تجاه أي زعيم، مات وهو شديد الإعجاب بشخصية عمر بن الخطاب وحرص على دراسة سيرته، وكان يعتبره رجل دولة وصانع قرار من الطراز الذي قلَّما عرفه العالم على مر العصور، وأوضح أهارونوش إلى أن دراسة تاريخ المدينة المقدسة جعلت كوليك قبل وفاته أقل ثقةً بمستقبل المشروع الصهيوني . اما الجنرال شلومو باوم الذي يوصف بأنه أسطورة الجيش الإسرائيلي، فقد كان يعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول ديفيد بن جوريون «مفخرة الدولة اليهودية»، بينما قال عنه آرئيل شارون: إنه آلة حرب متحركة تتجسد في جسم بشري ، وبالرغم من أنه خدم 35 عامًا في الجيش إلا أنه رفض بإصرار الحصول على إجازة ولو ليوم واحد، شارك في أكثر من ألف عملية عسكرية، معظمها خلف مواقع القوات العربية، اشتهر بتنفيذ مجزرة قبية 1954 تحت إمرة شارون، علاوة على اشتهاره بالقسوة الشديدة في تعامله مع العرب الذين وقعوا في أسره، وكانت سيرته الذاتية تدرس لطلاب المدارس وكثير من شعراء إسرائيل تغنوا بـ بطولاته . وعندما حلت ذكرى وفاته نشر الكاتب الإسرائيلي حاييم هنغبي مقالًا في صحيفة (معاريف) كشف آفاقاً أخرى في شخصية باوم، حيث يشير أنه لكثرة ما سمع من إطراء على باوم قرر التعرف عليه بعد تسرحه من الجيش للتعرف على الدوافع الكامنة وراء معنوياته العالية، وشعوره المطلق بعدالة ما يقوم به . ويضيف هنغبي أنه عندما توجه إلى باوم في شقته، وجد إنساناً آخر غير الذي سمع عنه، وجد شخصاً قد تملكه الخوف واستولى عليه الهلع واستبد به القلق، ويشير إلى أنه عندما سأله عن سر دافعيته الكبيرة لقتال العرب وحرمان نفسه في سبيل ذلك من الراحة لعشرات السنين، فإذا بباوم يصمت هنيهة، ثم يقوم من مجلسه ويحضر ملفاً كبيراً يأخذ بتقليب صفحاته، ثم يقدمه لهنغبي، ويقول: هل سمعت عن الحروب الصليبية؟، هل سمعت عن معركة حطين؟، هل سمعت عن شخص يدعى صلاح الدين؟ . يقول هنغبي: عندها قلت له مستنكراً: لكن العالم العربي الآن في أقصى مستويات الضعف في كل المجالات ، فيضحك باوم ساخراً، ويقول: لقد كانت أوضاع المسلمين قبل معركة حطين تماثل من حيث موازين القوى أوضاع العرب حالياً ، وكما يؤكد هنغبي فإن باوم لم يفته أن يذكر أن الدويلات العربية التي كانت قائمة في ذلك الوقت تقوم بدور الحراسة للممالك الصليبية ، أما عن سر قلقه، فيقول باوم: إن أكثر ما أزعجه من دراسة تاريخ الحروب الصليبية هو قدرة صلاح الدين على بعث نهضة العرب من جديد وتنظيم صفوف قواته بعكس المنطق الذي تمليه موازين القوى العسكرية . ويواصل باوم شرح مخاوفه كما رواها هنغبي قائلاً: منذ عشرين عاماً وأنا أحاول رصد الأسباب التي جعلت المسلمين يحققون هذا النصر الأسطوري وفق منطق العقل والتحليل العسكري، وإن ما جعلني أتعلق بالحرب هو حرصي على أن أقوم بكل شيء من أجل عدم تهيئة الظروف لمولد صلاح الدين الأيوبي من جديد، إنني أعيش في خوف دائم على المشروع الصهيوني ! منذ سنوات، وكلما اشتدت علي وطأة الأحداث، أعود لهذين الحدثين، ويحلو لي أن أقرأهما مرات ومرات، لعل فيهما ما يفتح كوة من أمل، كلما ادلهم الخطب! إنهم يحلمون بعمر وصلاح الدين، وكأنهما كابوسان يخيمان على احتفالاتهم بعلوهم وانتصارهم، كلما سجلوا هدفا جديدا في مرمانا! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الجمعة 22 ديسمبر 2017, 10:00 am | |
| ذات الشعر الذهبي! حلمي الأسمر
-1- الذين رأوا في أيقونة فلسطين عهد التميمي الأسيرة الآن في سجون القتلة المتوحشين، مجرد شَعَر غير مغطى بـ «خرقة» قماش، هؤلاء وضعهم محزن حقا، فهم كمن يختزل الإسلام بإبريق الوضوء البلاستيكي! ولا أريد أن أزيد إلا أن أذكّر ببيت شعر لخليل مطران بإمكان من يجهل قصته البحث عنها: مَا كَانِتِ الْحَسْنَاءُ تَرْفَعُ سِتْرَهَا لَوْ أَنَّ فِي هَذِي الجُمُوعِ رجَالاَ -2- قرأت تغريدة بالأمس للأمير علي بن الحسين من موقعه الرسمي مناديا بحرية عهد التميمي: «هل هذا ما يخيف إسرائيل حقا يا نتنياهو؟ فتاة بعمر 16 عاما، تملك الشجاعة لتقف من أجل حقوقها كطفلة في وجه المحتل غير القانوني الذي يكسر كل أنظمة القانون الدولي؟ «حرروها»! -3- والد عهد، باسم التميمي، كتب على صفحته في فيسبوك، حينما عاد من محاكمة عهد، قائلا: عدت الآن من المحكمة حيث اللاعدل ومظاهر الظلم والتمييز واللاانسانية هناك كانت عهد على بعد أمتار قليلة، يحجبك عن روحك وابنتك وقلبك ومشاعرك ومستقبلك واملك وكل ما لك، قيد وسجان ونظام فصل عنصري يمعن في تغييب الحق، لم تكن تلك اللحظات سهلة؛ لكن كل احزان الدنيا واوجاع بُعد الابنة والزوجة والإبن الجريح تكون بردا وفخرا وسلاما، حين يشرق التحدي والشموخ في عيني عهد ايقونة المقاومة ورمز التحدي، عهد التي صفعت وجه الاحتلال ووجه العنصرية... يا عهد افتخاري ومحبتي ودفء قلبي والسلام، اليوم بشموخ رغم القيد كانت عهد تتوسط ثلة من المجندات من إدارة السجون، رفضت المحكمة طلب المحامي الإفراج عن عهد ومددت توقيفها إلي يوم الاثنين القادم بحجة وجود ملف سري وان التحقيق لم ينته، وحسب حديث القضاء إن عهد لا تتجاوب مع التحقيق وتصر على الصمت، دمت قوية صلبة مقاومة يا عزنا وفخرنا يا رمزا لجيل النصر والتحرير، غدا محاكمة أصل الحكاية، من غرس في عهد التحدي ناريمان (والدة عهد) التي ستحاكم قانون الاحتلال ونظامه وعنصريته، وغدا سأكون بعد المحكمة في مركز التحقيق، بعد أن طلبت الشرطة توقيفي للتحقيق! لكن سنبقى نتحدى لنرسم معالم الطريق والأمل نحو فلسطين الدولة الحرة اليمقراطية، من بحرنا لنهرنا؛ لنسقط مشروع الاستعمار والاحتلال ونظام الفصل العنصري لنبني مع أحرار العالم صرح الحرية والعدل والسلام ! -4- مفارقة غريبة، حينما ينتقد «البعض» سفور عهد، وحينما تغطي وجهها صحافة العدو.. هذه ليست نكتة، كما يقول الكاتب والصحفي الدكتور ناصر اللحام، متسائلا: لماذا غطت وسائل الاعلام الصهيونية وجه الطفلة عهد التميمي وأبقت على الكوفية؟؟ والجواب أغرب من السؤال: قرر جيش الاحتلال ووسائل الاعلام الصهيونية تعتيم وجه الطفلة عهد التميمي كي لا يعرف العالم أنها شقراء وعيناها زرقاوتان فيتضامن الغرب معها. وكتب بعضهم هذا السبب علانية. فقرروا تعتيم صورتها وإظهار الكوفية فقط؛ لمنع أي تضامن دولي إنساني مع ملامحها الإنسانية! هل تصدقون هذا؟ كأني بهم يقولون للغرب إن هذه الفتاة الشقراء الجميلة ذات الشعر الذهبي، لا يمكن أن تكون من أبناء فلسطين السمر! وخشية اللبس، غطوا وجهها، وأنا رأيت صورها في الصحافة العبرية، وهي بلا ملامح! عهد، وأسرتها، هم أيقونات جديدة، للمقاومة وفلسطين، الابنة في الأسر، والإبن مصاب، والزوجة مطلوبة للمحاكمة، والأب مطلوب للتحقيق، هم يختزلون حالة شعب فلسطين، فطوبا لهم! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 24 ديسمبر 2017, 5:32 am | |
| رسالة مفتوحةالسيد محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السيدات والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية: الدكتور صائب عريقات، السيد تيسير خالد، السيد عبد الرحيم ملوح، الدكتورة حنان عشراوي، السيد حنّا عميرة، الدكتور أحمد مجدلاني، الدكتور أسعد عبد الرحمن، السيد علي إسحاق، السيد محمود إسماعيل، الدكتور رياض الخضري، السيد محمد زهدي النشاشيبي، الدكتور زكريا الآغا، السيد أحمد قريع، السيد غسان الشكعة، السيد فاروق القدومي، السيد ياسر عبد ربه، السيد صالح رأفت، السيد واصل أبو يوسف، اللواء سليم البرديني. نشير إلى ما جاء في خطابكم في قمة منظمة التعاون الإسلامي من أنّ القدس ستظل إلى الأبد عاصمة دولة فلسطين، وأنْ لا سلام أو استقرار دون ذلك. كما نؤكد على موقفكم بأنّ الاعتراف بدولة إسرائيل باطل، وهي التي تنتهك القانون الدولي والقرارات الدولية بدءًا من قرار التقسيم الذي أنشأها. كما نرى أنّ ما شجّع إسرائيل على الاستمرار في انتهاكها لحقوق الشعب الفلسطيني وللقانون الدولي هو عدم محاسبتها على هذه الانتهاكات وعلى جرائم الحرب التي تقترفها، كإنشاء المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967، والجرائم ضد الإنسانية، كفرض نظام تمييز وفصل عنصريين، نظام أبارتايد وفق تعريف القانون الدولي، على الشعب الفلسطيني بأكمله غرب الخط الأخضر وشرقه. إنّ التوجه لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ليس توجهًا حميدًا فحسب، بل هو واجب كل فلسطيني في موقع المسؤولية، خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي سيشجعها على تسريع وتيرة الاستيطان، ما لم تقوموا بإحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة القائمين عليها. لذا نطلب منكم الشروع فورًا في إحالة الإسرائيليين المسؤولين عن اقتراف جريمة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس بشكل خاص، إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأنّ التقرير الأولي للمدعي العام للمحكمة قد صدر في بداية هذا الشهر وحسم موضوع انطباق القانون الدولي على الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة عام 1967، ما يجعل هذا الاستيطان جريمة يحاسب عليها من اقترفها. نطالبكم بتحريك هذه الدعاوى فورًا، خاصة أنّكم، كما أُعلمنا، قد أعددتم الأوراق القانونية اللازمة، وحدّدتم أسماء المجرمين الإسرائيليين الذين ستتم إحالتهم. إنّ هذه المهمة لا تحتمل التأجيل، وأي تباطؤ أو تأجيل سيُحمّل من يقترفه مسؤولية كل أرض تُصادر في فلسطين والقدس بعد اليوم، وكل مستعمرة جديدة تُقام على أرضها أو تتوسع على حساب أهلها. بإخلاص حلمي الأسمر
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الأحد 31 ديسمبر 2017, 7:17 am | |
| نعم مؤامرة! حلمي الأسمر
-1- عندما نريد أن نسخف رأيا أو تحليلا نقول لصاحبه: دعك من عقلية المؤامرة، حتى بتنا نخشى من إرجاع كل ما جرى في بلادنا العربية والإسلامية منذ قرن من الزمان إلى مؤامرة كونية كبرى، لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري، فلم يحدث أن التقى المتخاصمون والأعداء، والأصدقاء على تنفيذ خطة معقدة ومحكمة، كما اتفقوا علينا، منعا لسريان الدم في الجسد العملاق المنهك؛ لأنهم ببساطة يعلمون أنه إذا دبت الحياة في هذا الجسد، فهو لا يقبل بأقل من سيادة العالم! -2- يخصص عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد باباً عن العلاقة الجدلية بين الدين والاستبداد، ويكتب تضافرت آراء أكثر العلماء، النّاظرين في التّاريخ الطّبيعي للأديان، على أنَّ الاستبداد السّياسي مُتَوَلِّد من الاستبداد الدِّيني . ويدرس الكواكبي هذه العلاقة بين الاستبدادين، الديني والسياسي، على صورة تكامل، إذ يقول: ما من مستبدٍّ سياسيّ، إلى الآن، إلا ويتَّخذ له صفة قدسيّة، يشارك بها الله، أو تعطيه مقاما ذا علاقة مع الله. ولا أقلَّ من أنْ يتَّخذ بطانة من خَدَمَةِ الدِّين، يعينونه على ظلم النَّاس باسم الله، وأقلُّ ما يعينون به الاستبداد. -3- في زمن مضى، كنا ننتفض احتجاجاً، عندما يردد أحدهم تعبير رجال الدين المسلمين، على اعتبار أن الإسلام ليس فيه رجال دين ورجال دنيا، ولا وجود لطبقة الإكليروس المختصين بالتوسط بين العباد وربهم، والقيام بالطقوس الدينية اللازمة لأهل الدنيا. أقول كنت لأكتشف، أنا وغيري فيما بعد، أن مجتمعنا الإسلامي الحديث أفرز طبقة أسوأ بكثير من كهنوت العصور الوسيطة في أوروبا، طبقة تأكل بدينها، وتضعه في خدمة دنياها، وتعين رجال الدنيا على البطش والظلم، والتآمر، وتغلف أفعالهم بقالب شرعي، مسوغ دنيوياً وأخرويا. هؤلاء ليسوا رجال دين بالمفهوم السائد فحسب، بل هم جلادون وقتلة ومتآمرون على الدين والدنيا، والعمائم التي تلتف على رؤوسهم يجب أن تلتف على رقابهم، لأن ذنبهم مضاعف، فهم أسوأ من المستبد نفسه الذي يعينونه! -4- في المشهد الختامي من حياة المفكر المعروف سيد قطب ما يبرز الفرق بين رجل الدين وعالم الدين، فيوم تنفيذ الإعدام، وبعد أن وُضع على كرسي المشنقة، عرضوا عليه أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة، ويتم إصدار عفو عنه، فقال: لن أعتذر عن العمل مع الله . ثم قال: إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً واحداً يقر به حكم طاغية . فقالوا له إن لم تعتذر، فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال: لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوماً بحق، فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوماً بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل . ويروى، أن الشيخ!، أو بالأحرى رجل الدين الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين، قبل الإعدام، قال له: تشهد، فقال له سيد: حتى أنت، جئت تكمل المسرحية! نحن يا أخي نُعدم بسبب لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله. -5- وقد رأينا أقواماً يتنادون لـ الجهاد، كلما فتح الآخرون جبهة هنا، أو هناك، وهؤلاء الآخرون تحديداً هم من يفتحون الحدود للمجاهدين المفترضين، وييسرون لهم سبل الحصول على السلاح، وربما يمولونهم به، عبر وسطاء وأطراف أخرى، بعلمهم أم بغيره، لا يهم، و الإخوة المجاهدون! مأخوذون ومتلهفون للقاء السبعين من الحور العين، وهم لا يعلمون أنهم ينفذون أجندات اللاعب الكبير، الذي يرقبهم ويمولهم، ويسيّرهم كيفما يشاء، وفي الأثناء، يعمل دعاة الجهاد! إياه، من حيث يدرون أو لا يدرون على تغذية ما يسمونه التطرف والإرهاب، حين يعطون صورة مشوهة عن علماء الإسلام، فيبحث الشباب المتحمس عن نموذج آخر مشبوه، بعد أن تم هدم النموذج الصحيح، وتشوهه، وهنا الطامة الكبرى، التي لم يكد ينتبه إليها أحد، وهي في الحقيقة أحد أهم أسباب صناعة التطرف، وإنهاك الأمة، بحجة محاربة التطرف والإرهاب، إنها المؤامرة، ولا شيء غيرها! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الخميس 04 يناير 2018, 10:16 am | |
| جنسيات أردنية لفلسطينيي الضفة! حلمي الأسمر
يتضح كل يوم، حجم التآمر على الأردن وعلى فلسطين، عبر «صفعة القرن» التي لم تعد وهما، بل هي واقع يجري العمل على بلورته خلف الجدران، ويبدو في غياب الطرفين الأكثر تأثرا بها: الأردن وفلسطين! ثمة تسريبات هنا وهناك تتحدث عن ملامح المؤامرة، التي يتم طبخها في غير مكان في هذا العالم، لقد اعتدنا أن بعض ما يتضمنه وما يكتبه الكتاب الصحفيون، هو بمثابة تمهيد لما هو قادم، ربما لفحص ردود الفعل المحتملة، وربما لتمهيد مسرح الجريمة، وربما لتطبيع المشاعر للتعايش مع ما هو قادم، حتى إذا وقعت الواقعة، كانت الصدمة أقل انفجارا! من ضمن هذه التسريبات» ما ورد في مقال نشرته اليوم صحيفة «معاريف» العبرية، للكاتب الصهيوني تساحي ليفي، «ينصح» في سياقه حكومته بالكف عن حديث «الدولتين» وهو يعرف قبل غيره أن هذا الحديث غدا بلا معنى لمليون سبب، ليس آخرها تصويت مركز الليكود بتطبيق القانون الصهيوني على مستوطنات الضفة، أو المناطق «ج» وهي الغالبية الساحقة من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، التسريبات هنا ما يتعلق بتصور الحل، الذي تحدث عنه غير كاتب ، وهي «اقتراح!» الكاتب أن يتم الضغط على الأردن لـ «يعيد» الجنسية الأردنية لنحو مليون وثمانمائة ألف فلسطيني الجنسية الأردنية، و... اقرأوا ما كتب، مع بعض التعديل الطفيف: «يمكن لإسرائيل وينبغي لها أن تطلب .. إلزام الأردن، ، بأن يعيد لـ 1.8 مليون فلسطيني في يهودا والسامرة المواطنة الأردنية التي أخذت منهم من طرف واحد في 1988 في ظل الخرق الفظ للقانون الدولي(!). يمكن ....أن يفرضوا على الحكم الذاتي لـ م.ت.ف في يهودا والسامرة أن يصبح محافظة في اتحاد فيدرالي أردني في إطار تسوية انتقالية، ما يسمح لإسرائيل بأن تضم المناطق ج (نحو 60 في المئة من أراضي يهودا والسامرة، ولكن فقط 5 في المئة من السكان العرب) في ظل الاعتراف الصامت، العربي والدولي».(يعني فدرالية للسكان دون الأرض!) ثم يمضي فيقول: «في الماضي نشرت في عدة وسائل إعلامية إسرائيلية شائعات عن خطة سلام اقترحت ..على ابو مازن وفي إطارها تضاعفت مساحة قطاع غزة خمس مرات على حساب سيناء، وهناك تقوم الدولة الفلسطينية، فيما لا يكون في يهودا والسامرة إلا حكم ذاتي بالحجم الحالي. انتهى الاقتباس اللعين، وهو ليس أول التسريبات ولا آخرها، فالحركة قائمة على قدم وساق لطهي الطبخة المسمومة، وما تجويع الأردن وخنقه إلا محاولة لتركيعه كي يقبل بما يملى عليه، قهرا وجبرا، ومن هنا علينا أن نصطف جبهة واحدة شعبا وقيادة لمواجهة هذا الشر، وعلينا أن نحتمل الجوع والضغط والتضييق، ، فما هو قادم كما يبدو أسوأ من كل ما مضى، وهو يهدد وجودنا، ولعل هذا ما يفسر الامتحان العسير الذي وضع فيه الأردن، من ضيق اقتصادي غير مسبوق، ولن يتم إفشال هذه المؤامرة إلا بوقوفنا بتلاحم الصف المرصوص وعلى قلب رجل واحد في الأردن وفلسطين! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! الجمعة 05 يناير 2018, 4:14 am | |
| تربية الحرمان وصناعة النكد! حلمي الأسمر -1- تنتبه أحيانا من نومك، ذات صباح، فتشعر أنك محض حطام أو كلمات مبعثرة، ولكنك سرعان ما تتجمع، وتلتئم شقوقك، بكلمة جميلة، او هاتف عذب، أو حتى خاطر لذكرى جميلة.. لو علمنا قيمة هذه المبادرات الجميلة، لكانت الحياة أكثر احتمالا بكثير! كثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي انتبهوا لهذه المسألة، فأدمنوا توزيع الفرح والابتسام صباحا على أصدقائهم، ببسمة أو صورة زهرة، أو حكمة لطيفة، وكثيرون يبشرونك بالخراب والموات والفقر والويل وعظائم الأمور! -2- في فلسفة اللذة.. لا تكن كالأثرياء الذين يبنون القصور، كي يسكنها ورثتهم! وفي فلسفة اللذة أيضا.. تعلم أن تستمتع بك! أجمل ما في الكأس، لا ليس ما في قعره، ولا الرشفة الأولى، ولا نصفه الممتلىء بل في أن تملأه كاملا ويفيض، وكلما ارتويت منه، عدت وملأته! في أعماق كل منا ينابيع من النشوة، هل جربتم كيف تستمتعون بأنفسكم، وتستثمرون مخزوناتكم من اللذة؟ أحيانا، حتى ونحن في قمة النشوة، نحتاج للقليل من الشقاء؛ كي نستلذ بحلاوة اللقاء! -3- ثمة بوح صامت، وبوح صارخ، البوح الصامت أكثر نفاذا إلى سويداء الروح، وغير قابل للتأويل، كالبوح الصارخ.. البوحُ الصّامت... أنْ تَثْمل بذلك النبيذ الذي لم يُعْصر بَعْد؛ ولمْ يَزل مُخْـتَـزَنًا في كُروم العِنَب. ..وبعض الكلام يحتاج قراءة ثانية وثالثة، أما الصمت.. فهو الذي يقرؤنا؛ لأن ما يقوله، أكثر بكثير مما لا يقوله! -4- في بعض الأحيان، تنتقي من الكلام أعذبه، ومن المشاعر أروعها، ومن الخفقات أكثرها إطرابا، ومن الهمسات ما يثير القشعريرة في القلب، ولكنك -للأسف- لا تجد من تجود بها عليه، أو لمن تهديها، فتدخرها لمن يستحق، حتى إذا طال انتظاره، وفتحتها، وجدتها إما منتهية الصلاحية، أو غير صالحة للاستعمال! قال الشاعر الجاهلي: أوزع جسمي في جسوم كثيرة.. إلخ، ترى.. كم جسما تحيي لو فكرت بالتبرع ليس بأعضائك، بل بما تمتلك من مخزونك من الفرح الذي قد تنتهي صلاحيته وهو مخزن في المستودعات؟ كل منا يمتلك ثروة ثمينة، ليته يعرف، كيف يستثمرها، ويَسعد بها، ويُسعد الآخرين، وليته يعرف أيضا، أن كثيرين يتمنونها! كم يخسر أولئك الذين تمر بهم لحظة فرح عابرة، ولا يعطونها تأشيرة إقامة دائمة ! -5- في الشرق، نربي الحرمان، ونتعهده بالعناية، كما نربي أطفالنا، ونرضعه من حليب الكبت، والقهر، وحين ينفجر في وجوهنا، نصرخ وننادي بالانتقام، غسلا للعار! كم كلمة أحبك محتبسة في حويصلات أبناء الشرق، تغص بها حلوقهم، ولا يقولونها.. إلا بعد فوات الأوان، فتنفجر ... كما تنفجر الزائدة الدودية! -6- إلى أمي التي لم تلدني بعد: كل صباح، حينما أستيقظ، أشعر برغبة عميقة بالاعتذار، وأتساءل: كيف تجرأت على ألا أحلم بكِ؟ خارج النص تلك مختارات من زمن مضى، لم تزل صالحة للاستهلاك البشري، إن وجدت من يستهلكها! |
|
| |
| حلمي الأسمر قلم «رصاص» و«محاية»! | |
|