قراءة في الصراع العربي- الإسرائيلي على ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية

القاهرة- خاص بـ دوت كوم- من خالد أحمد- نظمت "لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع مع إسرائيل" التابعة لاتحاد المحامين العرب ندوة علمية حول مستقبل الصراع العربي - الإسرائيلي في ضوء المتغيرات الاقليمية الراهنة. وذلك بمقر الاتحاد بالقاهرة يوم الإثنين.

وأدار الندوة سيد عبد الغني مقرر لجنة فلسطين فى اتحاد المحامين العرب، والذي قرأ بيان الاتحاد في إدانة الاعتداءات الإرهابية في سيناء، والتي اسفرت عن استشهاد أكثر من 40 جندي ومدني مصري.

وأشار عبد الغني إلى أن هذا الهجوم تم بمشاركة جهات عدة وبتخطيط على مستوى عالٍ من الدقة. واستهدف الهجوم المنطقة العربية بالكامل، وليس مصر فحسب، لتحقيق أطماع الدول الكبرى في تقسيم المنطقة العربية والاستيلاء على ثرواتها الطبيعية مستخدمة الدين في سبيل تحقيق ذلك، وناشدت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب التمسك بالوحدة العربية والقومية في مواجهة هذه الهجمة الشرسة، لأن الحفاظ على الدولة الوطنية العربية هي أولي أولويات هذه المرحلة.

ألقى أ.عبد العظيم المغربي كلمة الأمين العام للإتحاد عبد اللطيف بوعشرين نيابة عنه، قائلاً "لا يوجد ما يسمى بالصراع القطري مع أي جهه كانت عربية أو غير عربية، وأنما المراقب للوضع العربي منذ قرابة القرنين سيشاهد أن هذه المنطقة بجغرافيتها، وتاريخها، وثرواتها مطمع أساسي ورئيسي لكل قوى العالم القديم والحديث، ولكنها تمثل عقبة في سبيل استمرار نهب ثرواتها. الأمر الذي دفع قوى الاستعمار بالبحث عن مزيد من الأدوات لتمكين المستعمر من تحقيق أهدافة فكان اتفاقية سايكس بيكو في العصر الحديث، والتي حققت للاستعمار مبتغاه منها وبالرغم من أن القضية المركزية في هذا الصراع هي القضية الفلسطينية.

واستمر عبدالعظيم قائلاً :"بالرغم من اختراق القوى الصهيونية للنظام الرسمي العربي والاعتراف بالكيان كحق ثابت ودائم، وهو كيان سرطاني توسعي جاء ليحقق أهداف الاستعمار في تفتيت الأمة. ورغم مرور قرابة 35 عاماً على كامب ديفيد إلا ان الشعب المصري يرفض الانصياع والنظام العربي الرسمي صار الآن مسلماً بما يسمى إنتهاء الحق العربي في فلسطين، لذلك تم طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يستهدف تفتيت الدول العربية، ونحن نجمع هذه الأجزاء والاستعمار يرغب في مزيد من التفتيت لينهي الوحدة العربية".

وقال اللواء طلعت مسلم رئيس المبادرة الشعبية العربية، إنه " لا يمكن أن ينتهى الصراع بدون مقاومة، وفي حرب غزة 2014 دخلت المقاومة في أزمة وأنا أتحفظ على مصطلح الانتصار الفلسطيني لأن الثمن الذي دُفع باهظ، والنتائج أنه لم ينفذ أي شىء حتى المساعدات التي ستقدم لإعادة البناء توقفت. لذلك نعود إلي المقاومة بكل أشكالها، وليست المسلحة فحسب والمقاومة المسلحة مربوطة بحزب الله وإيران لذلك لابد من تعظيم الفائدة من هذه الروابط للحصول على الغرض المنشود، وهناك أزمة بين حزب الله وإسرائيل وكلاهما يهدد الأخر فلا بد من دراسة هذا الوضع والاستفادة منه".

وتناول الأستاذ وليد محمد علي رئيس مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية الوضع الراهن للقضية قائلاً: "الآن يراد الهاء الشعوب بمشاكل داخلية عن القضية الفلسطينية وهي القضية المركزية للعرب. دعونا نفكر معاً أن هذا العدو الذي تمكن في حزيران 1967، وكنا نعتقد أن أمريكا هي القدر الذي يراد لنا التعايش معه مع هذا الكيان ولا يمكن هزيمته. لذلك على كل واحد منا البحث عن صيغة للتعامل مع هذا الكيان. هل هناك عاقل يصدق أن الولايات المتحدة هي القادره على كل شىء. نتنياهو تراجع عن قرارات خطيرة جراء هبة الشباب الفلسطيني بالسكاكين والأسلحة البسيطة. ماذا أثبتت الأشهر القليلة الماضية ؟ أن فلسطيني 1948 غيروا الوضع الداخلي في إسرائيل".

وتحدث د. عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث و المعاصر عن قضية "فلسطين المنشأ والحل"، قائلاً: لابد من معرفة بدايات المشكلة لكي نفهم النهايات، لأن البداية هي التي تحكم النهاية، ولابد من التفرقة بين المسألة والمشكلة. والأخيرة قابلة للحل إما عن طريق قضية لاتزال قائمة وهناك محكمة، وهذا هو المقصود بقضية فلسطين.

وعن تاريخ الرئاسة الأمريكية قال دسوقي: "تاريخياً لم يتولي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سوى الجمهوريين البروتستانت، والإنجيلي الوحيد الذي تولي الرئاسة هو جون كيندي، وتم اغتياله والتخلص منه، وهذه عقيدة أمريكية".

وعن تصريحات أوباما في مصر قال د. عاصم إنه "عندما أتي أوباما إلي مصر العام 2009، وتم اختيار يوم الزيارة بعناية وهو 5يونيو، الذي يوافق هزيمة العرب أمام إسرائيل، قام أوباما بإلقاء خطاب في جامعة القاهرة، ثم سخر وحاول أن يضحك على عقول المصريين فخاطب الحضور بأنه يحب شهر رمضان، لعلمه أن الشعب المصري يحب المديح، كما قال جملة أخرى لم ينتبه إليها السياسيون وهي العلاقة بين أمريكا وإسرائيل "باوندز" وهي تعني الروابط، وقال إن أمريكا غير قابلة للكسر، وذكرهم بما حدث في العام 67، ولم يلتفت أي شخص إلى الإشارة في هذه الجملة الخطيرة التي قام بها أوباما للتعبير عن الرابط الديني لفكر أوباما".

وشرح الدسوقى الغفلة العربية، وعدم فهم ما بين السطور، وما بين الكلمات، قائلاً:" وأنا أتابع وثائق أمريكية في الأربعينيات وجدت وثائق خاصة من 43-1947، وماذا قالت هذه الوثائق؟ صنف الأمريكان أهل الشرق بالنص الأنجليزي (ناس عقليتها بسيطة، غير مركبة، لا يفهمون ما بين السطور، ولا وراء الكلمات، ويسهل الضحك عليهم بكلمات بسيطة)".

وعن كامب ديفيد قال المؤرخ: "يجب ألا ننسى المصيبة الكبرى كامب ديفيد، ومجلس الأمن وافق على إنشاء دولتين، دولة عربية ودولة إسرائيلية بحدود أمنة، أي مفتوحة، إذا حدث أعتداء من مصر يعطي الحق لإسرائيل السيطرة عليها لأنها تعتبرها حدود أمنة. ألغى عبد الناصر اتفاقية الجلاء بعد العدوان الثلاثي على مصر في 1956، وفي يناير 1957 ألغاها، وكانت مدتها سبع سنوات، لم يستطع البريطانيون التحدث فقال أيزنهاور في خطاب الاتحاد السنوي له في 20 يناير1957،+الشرق الأوسط مثل الزرافة ومصر رقة الزرافة إذا أردت أن تمسك بالزرافة لابد أن تتمكن من رقبتها، وبما أن أنجلترا تم استبعادها، وهم يرغبون في احتلال قناة السويس+.

وواصل عاصم سرد قراءته للتاريخ قائلاً: "نجح هذاالمخطط مع السادات، في اتفاقية كامب ديفيد، وملاحقها، وبروتوكولاتها، وأخطر ما فيها الاتفاق بين السادات وبيجن حول التوصل إلى صيغة لتطبيق الحكم الذاتي في الضفة وغزة، ولا يذكر أسم فلسطين تمهيداً لتطبيق الحكم الذاتي التام، ولا يقولون لإقامة دولة فلسطين، وهذا ما حدث في ميناهاوس الذين أشاعوا أن الفلسطينيين لو جاءوا لكان لهم دولة، ولا يوجد نص على كلمة دولة فلسطين، وعند دخول بيجين الفندق وجد العلم الفلسطيني فرفض الدخول قبل أن يزال هذا العلم، وبالفعل تم تنزيل العلم الفلسطيني فوافق بيجين على دخول الفندق. وفي عامي 1987و1979 كنت في أمريكا، وتم نشر تفاصيل المعاهدة، وترجمها الأهرام ونشرها ومنها 9 مواد لايوجد فيها مادة لصالح مصر، بالإضافة إلى الملاحق، ولم يلتفت أي سياسي لذلك".

وعن نصوص الاتفاقيه قال الدسوقي"الاتفاقية تقول إذا حدث خلاف بين الطرفين يتم التشاور بينهم، إذا فشل يتم عرض الأمر على الأمم المتحدة، إذا فشل الأمر، يتم عرضه على التحكيم الدولي. والمادة الثانية من معاهدة كامب ديفيد تنص على أن الحدود بين مصر وإسرائيل، وكانت وقتها الحدود تحت الانتداب البريطاني لكامل فلسطينن وهي تعترف بإن هنا فلسطين تحت الإدارة الإسرائيلية. والمادة الثالثة تقول، لا يجوز للطرفين أن تشجع طرفا يعادي الآخر، وهذا ما يفسر لنا ما يحدث الآن، وكان أثناء المظاهرات ضد الكيان لابد من اعتقال الطلبة الذين يحرقون علم إسرائيل لكي لا يتم مخالفة الاتفاقية. حتى البترول نصت عليه الاتفاقيه، أن على إسرائيل شراء النفط الزائد بالسعر المصري الذي تحدده، ولا يشترط أن لا تبيعه إسرائيل".

وعن الوضع في الوطن العربي قال د.عاصم "الغفلة المتناهية، وسلامة النية في عدم فهم الأمور، وأخطر ما يكون في المواجهه الانقسام وهو لا يشكل موقفاً واحداً، ومن المعروف ان الأغلبية تفرض رأيها على الأقلية إلا في الجامعة العربية حيث يقول النص "اللي يوافق يلزم نفسه واللي مش موافق هو حر" مثلاً في حال مقاطعة البضائع الأمريكية يلتزم بها الموافقون فحسب والآخرون لا، والموافقون يعودون ويأخذون هذه البضائع عن طريق غير الموافقين، وهي صياغة ماكرة تمنع وجود موقف موحد للعرب".