ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: قراءة سريعة في تفجيرات سيناء الخميس 05 فبراير 2015, 6:43 am | |
| كل يوم نصحو وننام على نعي قتلى أبرياء من العسكريين أو المدنيين أو المتظاهرين، ولا نفعل شيئًا إلا الشجب والاستنكار الذي بحت منه أصواتنا. لن نستبق الأحداث ولن نتهم أي طرف عما يحدث في مصر، ولكننا سوف ننظر للأمر بنظرة تحليلية مقربة؛ فقط نظرة تحليلية مقربة، ولكن قبل البدء أؤكد على أن الدم كله حرام. النظرة الأولى تؤكد ما أشارت إليه العديد من التقارير وهو أن في سيناء الآن تنظيمًا يسمى “أنصار بيت المقدس”، والذي تحوّل إلى “ولاية سيناء” التابعة لداعش، ويقوم بتبني معظم التفجيرات، وأيضا تنظيمًا أقل حضورًا يسمى “أجناد مصر”، كما بدأت تظهر مجموعات أخرى بأسماء عديدة وأيضًا تتبنى بعض التفجيرات، إلى جانب الانتشار النسبي لفكر السلفية الجهادية، وكل هذا قد يكون بيئة مناسبة جدًا لنمو خلايا إرهابية تؤرق جبين الوطن. في حين أن النظرة الثانية تؤكد، وبحسب ما نشر في الصحف، أن القيادة كانت على علم بالعديد من الهجمات الإرهابية؛ حيث ذكرت جريدة الشروق المصرية في العدد (2190) بتاريخ (31/ 1) أن إرهابيًا شرح لأجهزة الأمن تفاصيل مذبحة الكتيبة 101 قبل وقوعها بأسبوع، مؤكدة أن أحد أعضاء أنصار بيت المقدس (ويدعى عواد رضوان غانم) أبلغ جهاز الأمن الوطنى قبل أسبوع بأن أعضاء التنظيم خططوا لضرب مبنى مديرية أمن شمال سيناء يوم 28 نوفمبر عن طريق سيارة مفخخة، وأيضًا مهاجمة المديرية وقتل من فيها. وبعد الانتهاء من ذلك الهجوم، كان مخطط أن تقوم المجموعة بمهاجمة كمين الريسة بنفس طريقة الهجوم على كمين كرم القواديس، في حين تضمن التقرير تفاصيل دقيقة جدًا للهجوم المحتمل. ليس هذا كل شيء، حيث أكد اللواء ممدوح الإمام الخبير العسكري، في مداخلة هاتفية في برنامج “90 دقيقة” على قناة “المحور” أن العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في سيناء كانت متوقعة، وأن هذه العمليات يقوم بها فردين أو ثلاثة وهي لا “تقلقنا”، لافتًا إلى أنه تم القضاء على نسبة 90% من الإرهاب في سيناء. كل هذه الكلام الذي مر على الأجهزة الامنية والعسكرية له دلالته الخطيرة، التي يجب أن يتوقف عندها كل باحث عن الحقيقة، وليس مجرد مندد ومستنكر وموزع للتهم وهو مغمض العينين، حيث إن ما سبق يشير إلى اختلالات خطيرة في جسد الأمن الوطني، حيث تم تجاهل العديد من التحذيرات، كما تم التقليل من خطورة بعضها الآخر. النظرة الثالثة وبحسب ما يقول أهل سيناء إن مرتكبي جريمة قتل الجنود في رفح معروفون، ويتجولون بحرية في طول وعرض سيناء، جهارًا نهارًا، وإن تصرفاتهم تثير عشرات علامات الاستفهام، فالغنى المفاجئ لبعضهم مريب! كما يؤكدون أنهم أبلغوا جميع أجهزة الدولة بكل تلك المعلومات، ولكن أحدًا لم يتحرك في الاتجاه الذي أشاروا إليه، ويقولون إن المسألة تجاوزت حدود المعقول، واعتبر النشطاء السيناويون أن الإلحاح الشديد في وسائل الإعلام على تهجير أهل سيناء يعني أن الحادث مدبر، وذلك لترك تلك المنطقة فارغة تمامًا لإسرائيل للقضاء على حماس، كما أن فكرة المنطقة العازلة تمثل رغبة “إسرائيلية” قديمة ومتجددة. في حين وصف الناشط السيناوي مسعد أبو فجر ما يحدث في سيناء بأنه حرب على الحياة وليس حربًا على الإرهاب، مشيرًا إلى أن الاعتقاد بأن مايحدث حربًا يمكنها قطع رقبة الإرهاب اعتقاد خاطئ. وبعد كل ما سبق، وفي زمن تقاطعت فيه المقدمات واختلطت فيه النتائج وتقاعطت فيه خطوط الفعل ورد الفعل، واستعرت فيه حملات التخوين وإلصاق التهم عبثًا؛ كان من الأجدى بناء منظومة أمنية ذات قواعد ثابتة قوامها تنيمة سيناء وترسيخ الاهتمام بأهلها، ومحاسبة المسؤولين المتخاذلين في الحكومة، بدلًا من صرف الكثير من الوقت في التبريرات والحملات الإعلامية الهوجاء لكل من يحاول أن يفكر خارج الصندوق. |
|