ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: زمن الصعلكة الفلسطينية كاتبة وروائية فلسطينية الخميس 12 فبراير 2015, 8:54 pm | |
| FEB 12, 2015زمن الصعلكة الفلسطينية
سامية م عيسىمنذ عقود ونحن الفلسطينيون نمارس شتى أنواع النشاطات المتعلقة بالعمل على تحرير فلسطين ,لكننا نتراجع حينا ونتقدم أحيانا ,من غير أن نكلف أنفسنا عناء تقييم التجربة ضمن إطار شعبي أو نخبوي أو حتى رسمي. كل ما نفعله هو الشكوى وطرح حلول بديلة في أحسن الأحوال لواقع متأزم , من غير أن نجسد هذه الحلول بخطة عملية واضحة في الإطار الاستراتيجي العام أو التكتيكي الخاص.وإن كنا نملك رؤيا في الماضي تستند للكفاح المسلح شكلا رئيسيا في النضال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل عام 1948,فقد تلت هذه الرؤية احتلال لما تبقى من أرض فلسطينية وأجزاء من دول أراضي دول عربية أخرى(سيناء والجولان) عام 1967. وظل الشعار على ما هو عليه تحرير فلسطين كل فلسطين.مياه كثيرة عبرت تحت جسر النضالات والأزمات وعمليات الإبادة الجماعية (من قبل إسرائيل وحتى بعض الأنظمة العربية) وبدأ هذا الشعار يتقهقر لصالح رؤى مختلفة تراوحت بين التحرير الكامل أو الجزئي(للأراضي المحتلة عام 1967) وبين مواصلة الكفاح المسلح والتفاوض مع الكيان الصهيوني. وخسرنا خلال هذه العقود المتتالية خيرة القادة والمناضلين الذين شكلوا علامة فارقة واستثنائية في تاريخ التجربة النضالية لما أوتوا به من ثقافة ووعي وقوة عزيمة على كل الأصعدة . إلى أن جاء زمن الصعاليك, بعد أن بدأت اتفاقية أوسلو تنهار وصرنا مجرد شهود زور يلازمنا الصمت في أحسن الأحوال كي لا نقتل بيد حماس أو أزلام السلطة المتسلطة برواتبها على الناس. وبعد أن كنا نعاني من ذل الوقفة على أبواب التموين والإعاشة صرنا نعاني من ذل الوقفة على أبواب السلطة وأجهزة السحب الآلي,أو من ذل الأبنية المهدمة على رؤوسنا في غزة جراء حرب شنها الاحتلال كعادته أن يفعل واستدرجتها حماس لتستدرج أكبر قدر من التمويل الإقليمي في حمى الصراعات الإقليمية التي تمزق منطقتنا العاجزة الخالية هي أيضا من زعماء عرب يشار إليهم بالبنان عبر العالم يملأون العين والقلب.وإذ بنا نزحف تدريجيا إلى زمن الصعلكة حيث لا قادة ولا مفكرين أو مثقفين يملكون القدر المطلوب من النزاهة والعزم والبراعة في وضعنا على سكة السلامة مجددا لنمضي قدما في الجواب بالفعل وليس بالقول على السؤال التاريخي: ما العمل؟نحن الآن في زمن الصعلكة ,وكلنا يعرف ذلك سواء دفننا رأسنا في الرمال أو لم ندفن.ويبدو أن هذا الزمن لن يرحل من غير أن يبدأ كل منا بمفرده أولا, ومع غيره ثانيا بتنظيف نفسه وأخلاقه من كل ما علق فيها من سلوكيات وتفكير لا أخلاقي ,فإن من ميزات زمن الصعلكة انهيار منظومة الأخلاق. المسؤولية الفردية والخطوة الأولى للخروج من زمن الصعلكة هي بالبدء بإصلاح الذات وصياغتها على الأسس الأخلاقية الرفيعة وتحمل الصعاب وحلها بطرق نزيهة وبعزم وإرادة وقبول النتائج بدل الانزلاق لحالة الفساد. الحاكم لا يصنع الفساد بمفرده “فمثلما كنتم يولى عليكم” والتغيير يأتي من المجتمع أولا وليس من قمة الهرم, وجميعنا مسؤول. وبدل أن نتباهى بحجم أرصدتنا من المال أو فخامة بيوتنا وسياراتنا ,يجب أن نعود للتباهي بتواضع بأخلاقياتنا. نعم أخلاقياتنا وإلا لن يبقى هنالك ما نورثه لأبنائنا: لا أخلاق ولا مال ولا ممتلكات ولا أوطان, ولا أدل على ذلك هو ما وصلت إليه الأوضاع في أوطاننا العربية من دمار وانحطاط ومعاناة رغم كل الربيع الذي أزهر ويبشر بالخير,وما زال يفعل.كاتبة وروائية فلسطينية |
|