انهيت اليوم قراءة كتاب الاتحاد السوفيتي وتاسيس دولة اسرائيل الطبعة الاولى 2013 للدكتور امين محمود وزير التعليم العالي في الاردن حاليا وارجو ان ابين ما يلي
اولا في 30 اب لعام 2013 اهداني الدكتور امين محمود الكتاب القيم وقال في اهدائه(هل هناك اغلى من تلميذ لك تراه امامك قمه في الابداع مع محبتي) ولا اخفيكم انني دمعت وتاثرت جدا من عباراته وتذكرته عام 1975 وهو يدرسنا في مدرج كلية التجاره في الجامعه الاردنيه مادة القضيه الفلسطينيه وعدت الى ارشيف احتفظ به عن امتحاناته لنا فوجدت علاماتي 87 في المادة وكنت الاول ووجدت توقيعه هو هو وتذكرت ذلك الشاب امين محمود خريج امريكا ويتكلم اللهجه الطبيعيه ولم يتغير الى اليوم قريبا للقلب ابا واخا ومثقفا ومحللا ومفكرا ولم يتاثر بكل انتقادات الطالب مصطفى عيروط بل طلب مني مواصلة الكتابه عن رؤيتي لتطوير التعليم العالي والنقد البناء لانه لا يملك سهما واحدا في اي جامعه خاصه رغم التهم والسهام الموجه له ولكنه يملك مشروعا للتطوير
ثانيا اتمنى من الجميع قراءة هذا الكتاب القيم في وقته الان لابراز حقيقة (الدور الذي قام به الاتحاد السوفيتي في تاسيس الكيان الصهيوني الا انها اي الدراسه لم تقلل باي حال من الاحوال من اهمية ادوار القوى العالميه الاخرى لا سيما الولايات المتحده وبريطانيا في مساندة ودعم الحركة الصهيونيه وتحويلها في فترة حاسمه من التاريخ الى قوة خاصة للتمير والتوسع وان قضية فلسطين لم تكن مؤامرة عالميه ولم يقتصر تنفيذها على القوى الامبرياليه الغربيه فقط وانما كان للاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقيه دور لا يستهان به على الاطلاق)
ثالثا ص 64جاء في الكتاب(اما بالنسبة للجامعة العربيه فقد ابدى الاتحاد السوفيتي تحفظاته منذ البدايه على انشائها لكونها انشئت بمبادرة بريطانيه لتوظيفها حسب رايه في خدمةاهداف اقليميه يمكن اجمالها بما يلي
1 توفير الحمايه البريطانيه
2 التمهيد لانشاء حلف عسكري يكون معاديا للاتحاد السوفيتي
3محاربة القوى التقدميه في العالم العربي التي تسعى الاستقلال الحقيقي لبلادها في ظل انظمه ديموقراطيه حرة
4توفير الحمايه للانظمة العربيه التي تعمل وفق اجندات خاصة لخدمة مصالح حكامها من ناحيه ومصالح الامبرياليه الغربيه من ناحية تخرى بدلا من ان تسعى لتحرير شعوبها وبلادها وتتجه نحو العمل على توحيد امتها العربيه وبناء قوتها الذاتيه كي يتسنى لها مواجهة الاخطار المحدقه بها من كل جانب؟)
رابعا في الفصل الثالث من الكتاب القيم جدا بعنوان(الاتحاد السوفيتي ومشروع تقسيم فلسطين) ص 86كانت الولايات المتحده السباقه في الاعتراف باسرائيل في 14 ايار عام 1948 تلتها غواتيمالا في 15 ايار ثم الاتحاد السوفيتي وينطلق الاتحاد السوفيتي من تبرير موقفه الداعم لاسرائيل ما ورد على لسان اندريه غروميكو نفسه(00بالنسبة لنا هناك دائما منطق واحد في السياسه الخارجيه وهو منطق ما هو الافضل للاتحاد السوفيتي) بالاضافة الى ذلك كان السوفيت ينظرون الى الوسط العربي الذي يحيط بالدوله اليهوديه على انه وسط عشائري قبلي متخلف تسيطر عليه كيانات عربيه مجزاه ومتصارعه خاضعه للنفوذ الغربي وخاصةالبريطاني والفرنسي وهكذا لم تترك هذه الهيمنه الغربيه للاتحاد السوفيتي اي منفذ يعبر من خلاله لمنطقة الشرق الاوسط سوى المنفذ الاسرائيلي) وغيرها من التبريرات؟
خامسا في الفصل الرابع من كتاب المؤرخ والباحث القومي د امين محمود التعمري العصامي والمفتخر بعصاميته من لا شىء سوى العزيمه والتصميم (الدعم السوفيتي لاسرائيل خلال حرب عام 1948)ويقول(لا شك انه كان للدور الذي قام به الاتحاد السوفيتي خلال حرب 1948 تاثير كبير في ظهور اسرائيل كدوله وحصولها على اعتراف اغلبية دول العالم ولم يكن الدور السوفيتي المؤيد لقيام اسرائيل مقتصرا على مجرد الدعم السياسي والديبلوماسي على الصعيد الدولي وانما كان الدعم الاكبر حينما اتخذ الاتحاد السوفيتي موقفا يتضمن السماح بتزويد اسرائيل بمئات الالاف من المهاجرين اليهود من الكتله الشرقيه اضافة الى تزويدها بمختلف انواع السلاح والعتاد الذي كانت بامس الحاجة اليه ولعله ليس من قبيل المبالغه اذا ما رددنا مقولة بن غوريون بانه لولا تزويد اسرائيل بالسلاح والمهاجرين من الكتله السوفيتيه لما تمكنت اسرائيل ان تنهي الحرب لصالحها يذلك الشكل السريع والحاسم00)
سادسا في الفصل الخامس من الكتاب(بداية التحول في العلاقات السوفيتيه الاسرائيليه) واعتقد انا محلل الكتاب القيم والقارىء ان قادة الدول العربيه عليهم بقراءاته لمعرفة توجه الاتحاد السوفيتي كقوه عظمى ومما جاء في الكتاب(لقد ظهرت اولى بوادر التغيير في السياسه السوفيتيه اتجاه اسرائيل في اواخر عام 1948 حينما يرقبون تغيرا في السياسه الاسرائيليه نتيجة تحالفها المتزايد مع الولايات المتحده مما جعلهم يتعاملون معها بتحفظ شديد ويشككون في حقيقة مواقفها ودوافعها 00 ولم تمض فترة طويله حتى اصبح واضحا ان الولايات المتحده لا تعمل وحدها في منطقة الشرق الاوسط بل بتنسيق كامل مع اسرائيل 000واشارت صحيفة (نيو تايمز)الى ان هناك مفاوضات سريه كانت تتم على قدم وساقب ين اسرائيل والولايات المتحده لوضع اسس تحالف عسكري اقليمي بين دول المنطقه مما سيشكل تهديداخطيرا على الامن القومي للاتحاد السوفيتي 00) وهكذا اخذت اسرائيل تكشف عن حقيقة جوهرها وطبيعة دورها الوظيفي في منطقة الشرق الاوسط ولذا فان علاقاتهامع الكتله السوفيتيه اخذ يعتريها المزيد من التوتر وفقدان الثقه في اخذت تتوثق اكثر فاكثر مع المعسكر الغربي وخاصة الولايات المتحده الامريكيه)
سابعا بعد قراءة هذا الكتاب ستظهر للقارىء والمحلل سبب الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا على الارض السوريه فهو صراع دولي لان بوتين اعلن( الامن القومي الروسي يتحدد في البحر المتوسط)
ثامنا ابدع استاذنا د امين محمود في دراساته وابحاثه وحبه لوالديه في اهداء الكتاب القيم لهم واما الكتاب الثاني لابي خلدون الذي يحب ان ينادى ويكره ان تناديه معالي او ا0د او د هوكتاب(مشاريع الاستيطان اليهودي في مرحلة التكوين) الذي اهداه الى يزن الحفيد الذي كما يقول(نقلني الى مرحلة عمريه جديده)وهي مرحلة الاجداد ولكنه بقي شابا في فكره وعطائه وصالونه السياسي غير المنتظم في عقده ولكن بابه مفتوحا في جلسة صيفيه هادئه مع الطارق لا يرد وكم من طالب فقير معدم ساعدهم بعلاقاته الواسعه مع ممن انعم الله عليهم في حين البعض يملك الملايين وعمرة تجاوز الثمانين ولم يفكر للان ببناء مسجد او يدرس طلبه فقراء واما ابو خلدون وام خلدون الثنائي الطيب يتابعان الناس بكل كرم واخلاق وهنا اعتقد ان التربيه الوطنيه في الجامعات يجب ان تدرس بطريقه اخرى فهذه الكتب تستحق ان يطلع عليها ايناؤنا في الجامعات ونحن مع بداية عام جامعي جديد
تاسعا انا مهني اعلامي انتقدت كثيرا جدا الدكتور امين محمود وانتقده ونحن نريد مسؤؤلون يتحملون النقد الاعلامي البناء وكل من يعمل يخطىء وكل مهني لا مصالح عندة مثلي يعترف بان المعلومات التي وصلته قد تكون صحيحه اوغير صحيحه وهذا سبب حب الناس والنواب والاعيان وغيرهم لامين محمود فلم يهرول لرفع دعاوى مجرد مقالا موثقا في معلوماته لنقد ادائه بل بقدرته على الاستيعاب والحوار فالوطن اهم من الجميع فامين محمود تعمري ولكنه يحب كل شبر غرب النهر وشرقه وقيادتنا الهاشميه التاريخيه