منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Empty
مُساهمةموضوع: دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!   دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Emptyالأحد 12 أبريل 2015, 12:24 pm

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!

التاريخ:7/2/2015 - الوقت: 4:03م



دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Ddddddddddddddgggggggsgsgsg
            

         دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!
نقلاً عن صحيفة الشرق القطرية
إعداد: براء وأنس عبد الرحمن
أولاً: النشأة:
يعتقد كثير من المراقبين والمحللين السياسيين أن جذور نشأة تنظيم "داعش" تعود إلى جماعة "التوحيد والجهاد"، التي أسَسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي عام 2004م في العراق،  إثر الاحتلال الأمريكي للعراق، ولكن الحقيقة تكمن في أن جذور نشأتها تتبع لـ "دولة العراق الإسلامية"، التي قام  شخص يدعى بــ "أبي عمر البغدادي"، (الذي كان يعمل في سلك الأمن العراقي حتى عام 1995م)، بتأسيسها في الموصل وقوامها 10000 مقاتل في عام 2006م.
وقد ظن غالبية الناس حينها، أن المقاومة العراقية وصلت مرحلة كبيرة من القوة، أصبحت قادرة فيها على تأسيس مقرات ومراكز نفوذ، والسيطرة على مدن كاملة، ولكن الحقيقة أن تأسيس "الدولة" كان هدفه تقديم البغدادي وتنظيمه الجديد كحلفاء للمقاومة العراقية، واستغلال حاجاتها للسلاح، من أجل اختراقها والعمل على تصفية قادتها، وهو ما حصل فعلاً، بعدما استطاع تنظيم "الدولة" بناء علاقات مع جميع فصائل المقاومة تحت تحالف سمي بــ"مجلس شورى المجاهدين".
وبعد أقل من شهر على تأسيس "مجلس شورى المجاهدين"، استطاع الاحتلال الأمريكي وحكومة المالكي أنذاك توجيه ضربات كبيرة لقادة المقاومة العراقية، حيث تم تصفية البنية التحتية لها، واغتيال أغلب أعضاء "مجلس شورى المجاهدين"، وتم التركيز على تنظيم "القاعدة" تحديداً، من أجل تصعيد قيادات جديدة مجهولة الهوية بدلاً من السابقة، وصولاً لحل التنظيم بشكل نهائي.
وقد تم تتويج هذا الاختراق بتصفية زعيم تنظيم القاعدة "أبومصعب الزرقاوي" في 7 حزيران/ يونيو 2006م. وبعد مقتله مباشرة قام الزعيم الجديد للتنظيم "أبوحمزة المهاجر" بحل التنظيم و"مجلس شورى المجاهدين"، والاندماج مع تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، فقام بمبايعة "أبوعمر البغدادي" أميراً، وأصبح هو نائباً أوّل له.
وقد أثيرت عدة علامات استفهام حول شخصية "أبو حمزة المهاجر"، ففي عام 2006م، وضعت أمريكا مكافأة بقيمة 5 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومة عن "أبي حمزة المهاجر" بعدما أعلن عنه كخليفة لـ"الزرقاوي"، ثم بعدها بعدة أشهر قامت بتقليص المكافأة إلى 100 ألف دولار، ثم قامت بإلغاء المكافأة تماماً، بعد أن وصلت إلى استنتاج بأن الرجل ليس له أي قيمة على الأرض، على الرغم من أنه النائب الأول للبغدادي!
وبعد قيام الاحتلال الأمريكي بتصفية قادة المقاومة العراقية، بعيد اختراقهم عن طريق "دولة العراق الإسلامية"، قامت "الدولة" باستكمال العملية، وتصفية ما تبقى من الأفراد على الأرض، فدخلت باشتباكات مسلحة مع جميع فصائل المقاومة العراقية دون أسباب واضحة كما يحصل في سوريا الآن، حيث تمكّنت من هزيمة أغلب فصائل المقاومة، بسبب التسليح القوي الذي كانت تتمتع به، وفي ذلك الحين ظن الإعلام وعامة الناس في العراق أن "القاعدة" هي من دخلت المعارك مع المقاومة العراقية، ولكن الحقيقة أن تنظيم القاعدة قد كان وصل إلى حالة التفكك، ولم يعد له وجود فاعل، حيث كانت الاشتباكات تجري بين “دولة العراق الإسلامية”، التي كان أغلب أفرادها من الأمن العراقي والميليشيات الشيعية، إذ انتهت المعارك إلى هزيمة المقاومة العراقية وانتصار "الدولة" ونظام المالكي!
وعقب التخلّص من قادة فصائل المقاومة العراقية، بدأ تنظيم "دولة العراق الإسلامية" بتشويه صورة المقاومة العراقية، وضرب الحاضنة الاجتماعية لها عبر اغتيال العلماء، وأئمة المساجد، وملاحقة الناشطين وتعذيبهم، وذلك من أجل تمهيد الطريق نحو تشكيل "الصحوات"، وإقناع السنة بالدخول بالعملية السياسية، وهو ما حصل فعلاً حيث اختفت "دولة العراق الإسلامية" من المدن بشكل مفاجئ، وحلّت مكانها "الصحوات"، التي أكملت مهمة القضاء على المقاومة.
وفي 19 نيسان/ أبريل 2010، قامت القوات الأمريكية بإغلاق ملف "دولة العراق الإسلامية" بشكل كامل عقب عملية عسكرية في منطقة "الثرثار"، أثمرت – بحسب الرواية الأمريكية - عن مقتل أبوعمر البغدادي أمير “دولة العراق الإسلامية”، وزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو حمزة المهاجر (نائب الأمير ووزير الحرب)، إضافة إلى اعتقال أغلب القيادت العسكرية بعد محاصرتهم في محافظة صلاح الدين!!
وقد أثارت هذه العملية علامة استفهام كبيرة حول حجم الاختراق داخل ما يسمى بـ" تنظيم الدولة الإسلامية"، فمثلاً عندما تم قتل أسامة بن لادن، لم يوجد معه أحد من أفراد تنظيم القاعدة سوى زوجاته وأولاده، فكيف تمّت محاصرة كل قيادات "الدولة" في مكان واحد، واعتقال أغلب القيادت العسكرية بعد محاصرتهم في محافظة صلاح الدين؟!.. وكيف يجتمع هذا العدد الكبير من القيادات في مكان واحد، وكأنهم داخل دولة حقيقية؟!
حتى شخصية "أبوعمر البغدادي"، فقد أثير حولها الكثير من علامات الاستفهام، فقد أعلنت السلطات العراقية القبض عليه في عام 2009م، وقامت بعرض صور له مع شريط لاعترافاته، وبعدها بساعات، أعلنت أمريكا والعراق أن هذا ليس أبوعمر البغدادي!!.. وبرّرت الحكومة العراقية إعلانها بالتمويه، حيث ذكرت أن "الدولة" قامت بمبايعة الرجل الذي ظهر في الشريط على أنه أبوعمر البغدادي، ولذلك تظاهرت الأجهزة الأمنية بأن الخدعة انطلت عليها!!.. وهي قصة تثير علامات استفهام كبيرة، إضافة إلى أنها  تثير الضحك!!
وفي 19 أيار/ مايو 2010، سارعت الدولة الإسلامية إلى إعلان "أبو بكر البغدادي" أميراً للدولة بدلاً من "أبو عمر البغدادي"، بعد ما تم عقد مجلس شورى الدولة الإسلامية، ولكن التنظيم ظل بدون أي قيمة حقيقية حتى اندلاع الثورة السورية وتحوّلها إلى ثورة مسلّحة.
وفي التاسع من نيسان/ أبريل 2013، وبعد سقوط الرقة، بيد المعارضة السورية بستة أيام، قرّر البغدادي توحيد "دولة العراق الإسلامية" مع سوريا بكيان جديد، سمّاه "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الذي عرف إعلامياً بـ "داعش"، حيث نشبت منذ ذلك الوقت خلافات بينها وبين "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، التي أعلنت عن انزعاجها من قرار البغدادي، ورفضت الالتحاق بهذا الكيان، وأرسل "الظواهري" رسالة إلى "البغدادي"، طالبه فيها بإلغاء هذا الاندماج، ولكن البغدادي رفض ذلك، وهنا بدأ الخلاف.
وبالفعل دخل القرار حيز التنفيذ بعد شهر من الخلاف، ودخلت عناصر من تنظيم "داعش" إلى مدينة الرقة المحرّرة على أساس أنها تريد منها الانطلاق نحو بقية المدن لمواجهة النظام السوري، ولكن المشكلة كانت بقلة الأعداد التي يملكها التنظيم، ولذلك لجأ التنظيم إلى الهجوم على سجن أبوغريب في شهر تموز/ يوليو 2013م، وقام بإخراج آلاف السجناء في عملية مثيرة للشبهات، فالوضع الأمني في العراق لم يكن متردياً بشكل يسمح للتنظيم بتحرير السجن، كما أن السجن محصّن بالطائرات والدبابات، وهو سجن قريب من بغداد، وكان يسمى سابقاً بـ"سجن بغداد المركزي"!
وبعد بضعة أسابيع، ومع دخول شهر آب/ أغسطس 2013م، بدأت التعزيزات الهاربة من سجون نظام المالكي بالوصول إلى سوريا، لتعزيز قدرة التنظيم البشرية، وبدلاً من أن يبدأ التنظيم في مواجهة النظام السوري، قام التنظيم بالهجوم على "لواء أحفاد الرسول" المسيطر على مدينة الرقة، وبدأ معه معركة شرسة لم تستمر أكثر من أسبوع واحد، استطاع خلالها تنظيم "داعش" من السيطرة الكاملة على مدينة الرقة، وكانت قوة التنظيم وتسليحه وسرعة حسمه للمعركة ملفتة للأنظار، وقد قال حينها التنظيم: إن سبب المعركة هو تصرفات "لواء أحفاد الرسول" المعادية للمجاهدين، وشتم الذات الإلهية من قبل عناصره!
وفي ذات الشهر، استغل التنظيم عدم اهتمام فصائل المعارضة بمعاركه في الرقة، بسبب انشغالها في مواجهة النظام السوري، وبدأ يتمدّد نحو الشمال السوري، حيث قام بإنشاء قواعد في ريف إدلب وريف حلب، ودخل بالتنسيق مع فصائل المعارضة على خط المواجهة ضد النظام السوري، وتحديداً في ريف حلب الشمالي، وشارك مع فصائل المعارضة في محاصرة مطاري "منغ" و"كويرس" العسكريين.
وقام التنظيم بتنفيذ هجوم كاسح على مطار "منغ" العسكري، وهو مطار قامت المعارضة السورية بحصاره قرابة 8 أشهر، وتمكّنت من تحرير 90% من مساحته، والغريب أن ما تبقى من قوات النظام قامت بالانسحاب بشكل كامل من المطار، على الرغم من أنه محاصر، ولا يوجد أي مكان للهرب، وهو ما يعني فعلياً أن التنظيم قام بتأمين الانسحاب لقوات النظام داخل المطار، ولم يحرّره.
والأغرب أن التنظيم قام بعد شهرين فقط، باتهام لواء "عاصفة الشمال" بتأمين هروب قوات النظام من المطار، ودخل معهم في مواجهة شرسة استمرت لعدة أسابيع، حيث أسفرت عن قيام التنظيم بالسيطرة على مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، ودفعت لواء "عاصفة الشمال" لتسليم الرهائن اللبنانيين، بعدما قامت  بالغدر به، وقتل المئات من عناصره، وسط حياد من فصائل الثورة، التي حاولت التدخل لإيقاف "داعش"، وحلّ المشكلة، ولكنها لم تستطع.
ومع نهاية عام 2013م، بدأ التنظيم بالتوسّع والهجوم على قرى أخرى بالريف الشمالي، كالأتارب - قبتان الجبل - الجينة - إبين - كفر نوران، وسط حياد سلبي من فصائل الثورة، ولكن يبدو أن التنظيم لم يكن معنياً كثيراً بحياد الفصائل من عدمه، وقام بتوسيع رقعة العداء له، وقتل قيادي في حركة أحرار الشام في ريف إدلب والتمثيل به.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الكثير من الفصائل الإسلامية ذات القوة الكبيرة، وتحديداً فصائل الجبهة الإسلامية، وجبهة النصرة، ظلّت تتخذ موقفاً محايداً من حرب "داعش" في الريف الشمالي، التي كانت تستهدف غالباً ألوية تابعة للجيش الحر، مستغلاً السمعة السيئة لبعضها، كما استهدف بعض الفصائل الإسلامية، مثل: "كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية"، "لواء الأنصار"، "لواء الحرية الإسلامي - إدلب"، "لواء أمجاد الإسلام"، "لواء أنصار الخلافة"، "حركة النور الإسلامية"، ولكنه ظل يتجنّب الاحتكاك بالفصائل ذات الحجم الكبير.
وعلى الرغم من ذلك، فإن سياسية التنظيم لم تستمر طويلاً بهذا الشكل، حيث بدأ التنظيم مع مطلع عام 2014 بالهجوم على جميع مدن الريف الشمالي لحلب، مستغلاً هجوم النظام السوري على الثوار في الريف الجنوبي، فأصبح النظام من أمام الثوار، بينما أضحى التنظيم يطعن بهم من الخلف، ودخل في مواجهات مع لواء التوحيد، وحركة أحرار الشام، وحاول إرباك معارك الثوار في المدينة، ولكن قوة الثوار في الريف الحلبي، وفي الشمال تحديداً، جعلته يخسر أغلب المعارك، فقام التنظيم في منتصف آذار/ مارس بالانسحاب من جميع مدن ريف اللاذقية، وريف إدلب، وبعض مدن الريف الشمالي لحلب كأعزاز، ولم ينسحب منها جميعاً، فظل يحافظ على بعض القرى، وتحديداً قرية دير حافر المتاخمة لمطار "كويرس" العسكري.
وفي الوقت الذي ظن فيه الجميع أن تنظيم "داعش" يتجه نحو الانحسار الكامل، والانسحاب باتجاه العراق، فوجئ الجميع أن التنظيم حوّل بوصلته من الهجوم على ثوار الشمال، إلى هجوم على ثوار الشرق، حيث دخل في نهاية آذار/ مارس بمعارك عنيفة مع ثوار ديرالزور وجبهة النصرة، استمرت قرابة الثلاثة أشهر. وفي منتصف شهر حزيران/ يونيو استطاع التنظيم قتل أكثر من 500 مقاتل من جبهة النصرة وحدها، وسيطر على أغلب ريف وأحياء محافظة ديرالزور، وقام فعلياً بفك الحصار عن قوات النظام في مطار دير الزور العسكري.
وبينما كان التنظيم يتوسّع في شرق سوريا، كانت الأوضاع الأمنية في العراق تزداد سوءاً، حيث كانت قوات الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي تخوض قتالاً شرساً مع العشائر العراقية في مدينة الفلوجة والأنبار، بعدما قام الجيش العراقي بفض اعتصام العشائر، وكانت الرقعة التي تسيطرعليها الحكومة تتقلّص بشكل تدريجي، إلى أن حصلت إحدى أكبر المفاجآت في شهر حزيران/ يونيو، عندما انهارت قوات الجيش العراقي بشكل كامل، بعدما هاجم التنظيم مدينة الموصل في معركة لم تستمر يومين، حيث أعقب هذه السيطرة فقدان الحكومة العراقية السيطرة على أغلب المحافظات السنية، في مشهد لم يستطع أحد تفسيره حتى الآن!
ومع ترقب الجميع لتوجه "داعش" نحو وسط البلاد من أجل السيطرة على بغداد، وإسقاط حكومة المالكي، توجّه التنظيم إلى الشمال الشرقي نحو كردستان العراق، وبدأ بالتنكيل بالأكراد بشكل صادم للجميع، حيث قام بعمل مذابح بأبناء الطائفة الأيزدية، على الرغم من أن الأكراد، وقفوا ضد المالكي، وأيّدوا سيطرة العشائر على المدن العراقية.
وقد أثار تقدم التنظيم نحو مدينة أربيل ذعر الولايات المتحدة الأمريكية، التي أقرّت تدخّلاً جويّاً سريعاً في العراق، حيث استطاعت خلال أيام من قلب الموازين لمصلحة الأكراد، الذين استعادوا أجزاء كبيرة من المدن الكردية التي سيطرت عليها "داعش"، وقاموا باستعادة سد الموصل من براثن التنظيم.
ويبدو أن فشل التنظيم في معاقبة أكراد العراق، والتدخل الأمريكي لمصلحتهم، دفع بالتنظيم للهجوم على أكراد سوريا!!.. فقام التنظيم بشكل مفاجئ، بتحويل بوصلة معاركه في ريف حلب الشمالي نحو القرى الكردية، حيث استطاع احتلال 60 قرية كردية في أسابيع، ومحاصرة مدينة عين العرب "كوباني"، ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا، وهو ما دعا الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل تحالف دولي، وضرب التنظيم داخل سوريا من أجل إنقاذ الأكراد.
بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2014م، أعلن تنظيم الدولة قيام ما وصفه "بالخلافة الإسلامية"، وتنصيب أبو بكر البغدادي إماماً وخليفة للمسلمين، ودعا الفصائل الجهادية في مختلف أنحاء العالم لمبايعته، كما أعلن التنظيم، أنه تم إلغاء الإسم القديم ليقتصر على "الدولة الإسلامية"، وهو قرار اتخذه أهل الحل والأعيان والقادة، بحسب المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، وبعدها دعا أبو بكر البغدادي المجاهدين للهجرة إلى "دولة الخلافة".
ثانياً: ارتباطات "داعش" الإقليمية والدولية وشبهات الاختراق:
إيران والنظامان السوري والعراقي: من أكثر مظاهر الشبهة، التي أثيرت حول علاقات "داعش" كانت باتجاه ارتباطه بمكوّنات تحالف (إيران، والنظام السوري، وحكومة المالكي)، حيث استندت هذه الآراء على الشواهد التالية:
1.  تعود العلاقة مع النظام السوري إلى مرحلة قتال تنظيم "دولة العراق الإسلامية" ضد الاحتلال الأمريكي، حيث حظي التنظيم بدعم غير مباشر من قبل النظام، من خلال تسهيل حركة تنقَل مقاتلي "الدولة" عبر الحدود العراقية السورية، حيث كان يقطن أبو حمزة المهاجر النائب الأول للبغدادي في فترة من الفترات بسوريا.


2.  ومن ثمّ تعززت العلاقة في مرحلة  سيطرة "الصحوات"، حيث قام النظام السوري حينها باحتضان التنظيم، وحصل تعاون وتنسيق بين التنظيم والمخابرات السورية، التي تولَت تسهيل مهمة تهريب مقاتلي التنظيم، وتوفير الحماية لقادته في المنطقة الحدودية، ومن ثم جرى استخدامهم في العديد من الملفات والعمليات الأمنية لصالح النظام، خاصةً في لبنان والمخيمات الفلسطينية فيه.


3.  وبغرض إحكام السيطرة على التنظيم، جرى القبض على عدد من قياداته، وزُجّ بهم في السجون السورية، حيث أُخضعوا لمساومات ومقايضات، ومع اندلاع الثورة السورية تم إطلاق سراحهم ضمن تنسيق ودور مرسوم.


4.  في مشهد مشابه، أثيرت شبهات حول قيام رئيس الوزراء العراقي السابق "نوري المالكي" بتسهيل هروب قادة التنظيم من السجون العراقية، ضمن صفقة وخدمات متبادلة ( تحرير سجن أبوغريب المشار إليه في الأعلى)


5.  أما بالنسبة لإيران، فعلاقتها مع قيادات في التنظيم، تمتد إلى مرحلة سابقة، وتحديداً لدى لجوء مجموعات من مقاتلي القاعدة إلى إيران للاحتماء من الضربات الأمريكية في الحرب الأفغانية، حيث أجريت هناك تفاهمات على أنواع من التقاء المصالح، ومن ضمنها تجنًب استهداف المصالح الإيرانية.


6.  انعكاس تلك الارتباطات، ظهر في الأداء الميداني لـ"داعش" في سوريا والعراق، حيث لم يخض التنظيم أي معارك جدية مع النظام السوري (باستثناء استهداف بعض المواقع العسكرية للنظام من مطارات ومواقع بهدف استكمال السيطرة الجغرافية)، وفي المقابل لم يتم استهدافه بضربات جويّة وبريّة مركزة وموجعة من قبل النظام، بعكس ما جرى مع فصائل المعارضة الأخرى. من ناحية أخرى، فإن معظم عمليات التنظيم هي في المناطق المحرّرة، وضد فصائل المعارضة السورية كما تابعنا. وعموماً، فقد خدم تنظيم "داعش النظام السوري في ناحيتين: الأولى ضرب المعارضة، واستنزاف قدراتها ومقاتليها، فتشير التقديرات بأن ما يقارب 17000 مقاتل من المعارضة، قتلوا على أيدي داعش، والثانية في وصم إظهار المعارضة بـ"الإرهاب" أمام الرأي العام العالمي.


7.  أما في العراق، فقد نشط عناصر تنظيم "الدولة"، عندما برزت مؤشرات ثورة سنية ضد "المالكي" في الأنبار وغيرها، فعمل تنظيم "داعش" على حرف الأنظار عن نواة تلك الثورة بتدخله فيها في حينه، ثم عندما تقدّم التنظيم فيما بعد، وسيطر على الموصل في منتصف العام 2014 وغيرها من المناطق العراقية بشكل مشبوه،  كما أن عدم تقدم التنظيم إلى حدود محافظات النفوذ الإيراني ذات الكثافة الشيعية، أثار الريبة حوله.



التقدير والاستخلاص: من خلال قراءة تاريخ وواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإن ما يمكن استنتاجه، هو أن التنظيم لم يكن وفق مسار واحد وارتباط محدد، وإنَما مرَ بأكثر من مرحلة حتى الآن وفق التسلسل التالي:
-   في مرحلة "أبو مصعب الزرقاوي"، استطاعت مخابرات عربية وأمريكية، أن تحقّق اختراقات في صفوف التنظيم بالتعاون مع النظام العراقي، ولكن بعد مقتله، قام التنظيم باستبدال العنصر القيادي الأردني بآخر عراقي، وهو ما أضعف الإحاطة الاستخبارية بالتنظيم، التي كانت تشكّل أحد النوافذ الأساسية للمخابرات الأمريكية على التنظيم، حيث ترافق مع ذلك حالة من الفتور الاستخباري بالتنظيم، "إذ لم يعد مصدر تهديد ذي أولوية".


-   الحالة الراهنة لـ"داعش"، هو وجود سيطرة واضحة من النظامين السوري والإيراني على تحركات التنظيم في العموم، مع عدم وجود اختراقات واضحة في الصفوف المتوسطة لدول أخرى.
  



ثالثاً: هيكليّة "داعش" التنظيمية:
بحسب تقرير ورد عن الهيكلية الداخلية لتنظيم "الدولة الإسلامية" وكذلك ما حصلت عليه الاستخبارات العراقية من عملياتها ضد التنظيم داخل الأراضي العراقية)، حيث يتكوّن التنظيم من التشكيلات التالية:
-   المجلس العسكري: وهو ما يقابل أركان عمليات التنظيم، بقيادة "أبو أحمد العلواني"، مع إدارة ثلاث ضباط آخرين (أغلبهم من ضباط الجيش العراقي السابق)، مهمتهم التخطيط وإدارة القادة العسكريين ومتابعة المعارك.

-   مجلس الأمن والاستخبارات: بزعامة "أبو علي الأنباري" (ضابط سابق في الاستخبارات العراقية قبل 2003)، وهو مسؤول أمن البغدادي وأمن التنظيم من الاختراق.

-   مجلس الشورى: يتزعَمه "أبو أركان العامري"، ، وهو مكوَن من (11 إلى 19) عضواً، يتم انتخابهم من قبل البغدادي!.. وهو أمر غريب ، فالأصل أن مجلس الشورى في الحركات الإسلامية يتم انتخابه من الأعضاء وليس الرئيس، لأنهم لاحقاً هم من ينتخبون الأمير بعد وفاته.


-       الهيئات الشرعية: يرأسها "أبو محمد العاني"، مهمته الإرشاد والدعوة ومتابعة الإعلام.

-   مؤسسات الإعلام: بزعامة "أبو أثير الشامي"، من أصل سوري، يتابع إدارة الإعلام الالكتروني والمواقع الجهادية الإعلامية التابعة للتنظيم، غالباً من الخليج وشمال أفريقيا.

·   وبحسب ما أظهره رسم توضيحيّ، نشرته صحيفة تلغراف البريطانيّة، فإن هيكل "الدولة الإسلامية" ينقسم إلى ثلاثة أقسام هي: (الوزراء، ومكتب الحرب، والمحافظين)، ويقع على رأسهم  أبو بكر البغدادي، وفي المركز الثاني مباشرةً، نائبه "فاضل الحيالي" المعروف باسم  "أبو مسلم التركماني" (ضابط جيش سابق من تلعفر). أما في تفصيل هذه الأقسام، فأوردت الصحيفة التالي:


-       القسم الأول. وزراء داعش:


1.  أبو عبدالرحمن البيلاوي، واسمه عدنان إسماعيل نجم، وهو ضابط سابق في الجيش. والمسؤول العسكري الأول، وقد قُتل في الموصل في 5 حزيران/يونيو الماضي.


2.     أبو قاسم، واسمه عبدالله أحمد المشهداني، وهو مسؤول عن استقبال العرب وتجنيدهم.


3.     أبو هاجر العسافي، واسمه محمد حميد الدليمي، وهو مسؤول البريد في التنظيم.


4.     أبو صلاح، واسمه موفق مصطفى الكرموش، وهو مسؤول المالية في التنظيم.

5.     أبو علي، ويعرف أيضًا بـ"أبو لؤي"، اسمه عبدالواحد خضير أحمد، وهو المسؤول الأمني العام عن التنظيم.

6.     أبو محمد، واسمه بشار إسماعيل الحمداني، وهو مسؤول ملف السجناء.

7.     أبو عبدالقادر، واسمه: شوكت حازم الفرحات، وهو المسؤول الإداري العام في التنظيم.


-       القسم الثاني. "مكتب الحرب":

1.     أبو كفاح، واسمه خيري عبد حمود الطائي، وهو مسؤول تفخيخ المتفجّرات.

2.  أبو سجى، واسمه عوف عبدالرحمن العفري، وهو مسؤول الشؤون الاجتماعية في التنظيم، ومسؤول عن أسر الشهداء والنساء.

3.     أبو شيماء، واسمه فارس رياض النعيمي، وهو مسؤول مخازن السلاح في التنظيم.


-       القسم الثالث. المحافظون:

1.     أبو ميسرة، واسمه أحمد عبدالقادر الجزاع، وهو مسؤول التنظيم في بغداد.

2.  أبو مهند السويداوي، واسمه عدنان لطيف السويداوي، وهو مسؤول داعش في الأنبار، وهو ضابط سابق في الجيش.


3.     أبو جرناس، واسمه رضوان طالب الحمدوني، وهو مسؤول داعش على الحدود بين العراق وسوريا.


4.     أبو فاطمة، واسمه أحمد محسن الجحيشي، وهو مسؤول داعش في محافظات الفرات الأوسط.

5.     أبو فاطمة، واسمه نعمة عبد نايف الجبوري، وهو مسؤول التنظيم في محافظة كركوك.

6.     أبو نبيل، واسمه وسام عبد زيد الزبيدي، وهو مسؤول التنظيم في محافظة صلاح الدين.

رابعاً: القدرات العسكرية والأمنية للتنظيم:
· أبرز التقديرات التي تناولت تعداد مقاتلي تنظيم "داعش" هي:

-   تقديرات الجيش الأردني لأعداد تنظيم "داعش" مع لحظة سيطرته على المناطق العراقية في حزيران/ يونيو 2014م، بأنهم نحو (9 إلى 10) آلاف مقاتل، منهم (5 – 6) آلاف مقاتل بالعراق، وهو رقم قليل جداً مقارنة بالمساحات التي يسطير عليها التنظيم.

-   قدّرت المخابرات الأميركية (C.I.A) بتاريخ 12 أيلول 2014 ،عدد مسلّحي تنظيم داعش في العراق، وسوريا، بنحو 31500 مقاتل، استناداً إلى مصادرها خلال الأربعة أشهر الماضية، لافتة إلى أنّ العدد يعكس وجود زيادة في العناصر بسبب قوة عملية التجنيد، التي ازدادت منذ شهر حزيران، عقب النجاحات التي حققها، ما أدى إلى زيادة نشاطه في أراضي المعركة، ومضاعفة قدرته الاستخبارية، ولكن هذه الأعداد قليلة مقارنة بتنيظم يهاجم دولاً، ومدناً، ويسيطر عليها، فالموصل وحدها تحتاج إلى 10 ألاف مقاتل على الأقل للسيطرة عليها.


-   أما مجموعة "سوفان" المتخصصة في أعمال الاستخبارات، ومقرّها نيويورك، فقدّرت في شهر حزيران الماضي، أعداد مجمل المقاتلين الأساسيين والمساندين في صفوف "داعش" بحوالي 120 ألف مقاتل من 81 بلدا مختلفاً، من بينهم حوالي 3000 مقاتل من جنسيات أوروبية، وهو رقم كبير جداً يستحيل أن يستطيع تنظيم جديد تجنيده بهذه السرعة.


تقدير واستخلاص: لا شك أن هذه التقديرات المنشورة في الإعلام، لا تستند إلى أي معلومات دقيقة أو استخبارية، فالأعداد التي تتحدث عنها الوكالات الاستخبارية، هي أعداد لا يمكن لها السيطرة على هذا الكم الكبير من المناطق، فإذا كانت قوات النظام السوري بكل أعدادها والميليشيات المساندة لها وجميع طائراتها، احتاجت شهوراً للسيطرة على بلدة صغيرة مثل المليحة، فكيف يستطيع تنظيم من 30 ألف مقاتل السيطرة على الرقة ودير الزور، وأكثر من نصف مساحة العراق، أما التقدير الذي يتحدث عن وجود 120 ألف مقاتل، فهو يثير لغزاً كبيراً، فكيف تمكّن التنظيم من تجنيد هذا العدد الكبير بسرعة، فجميع فروع تنظيم القاعدة على مر التاريخ، بما فيهم جبهة النصرة، لم تستطع تجنيد أكثر من 20 ألف مقاتل بأفضل الأحوال!!



· نوعية السلاح الذي يمتلكه تنظيم "داعش":
-       مقاتلو "داعش" يتسلَحون عموماً بسلاح فردي عبارة عن:
1.     رشاشات كلاشينكوف أو أمريكية الصنع.
2.     رشاشات متوسطة طراز BKC  و BKT
3.     قنَاصات "دراغانوف".
4.     قاذفات طراز RBJ .
5.     مواد متفجِرة من أحزمة ناسفة وعبوات.
-   ويستخدم المُقاتلون إجمالاً سيارات رباعية الدفع مجهّزة برشاشات ثقيلة من نوع "دوشكا"، أو (23)، أو غيره من المضادات الأرضية. كما أنه يمتلك مجموعة من المعدات والآليات والأسلحة الثقيلة والمتطورة، التي تركها الجيش العراقي بعد تركه لمواقعه (دبابات وصواريخ وسيارات مصفحة وسيارات رباعية الدفع وأسلحة المتنوعة)، وكذلك ما تركه النظام السوري في الفرقة (17).
وبالتالي أصبح يملك حالياً:

1.     عربات مدرعة طراز BMB1/2.
2.     سيارات مسلحة من طراز "همر".
3.     صواريخ طراز "شيلكا".
4.     قواذف من طراز"كورنيت".
-   ومن الأمور المثيرة للانتباه، هو سرعة  استخدام "داعش" لهذه الأسلحة بسرعة في المعارك اللاحقة، وهو ما يدل على أن هناك تدريباً وتخطيطاً، وأن الأمر لا يقتصر على الجانب العفوي كما يحاول أن يوحي الإعلام، كما أن المعلومات تشير إلى أن تدريب التنظيم يتولّاه ضباط سابقون من الجيش العراقي.
-   ومن الأمور الأخرى المثيرة للاستغراب كذلك، هي التقارير الأمريكية التي تشير إلى حصول التنظيم على أسلحة مضادة للدبابات، والصواريخ، ومدافع الهاون، ودروع وأجهزة اتصالات من بعض دول أوروبا الشرقية  في عام 2013، وطبعاً لا يمكن للتنظيم أن يحصل على مثل هذه الأسلحة، إلا عن طريق دول، وهو ما يؤكد الشبهات حول آلية تسليحه.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الأحد 12 أبريل 2015, 12:46 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!   دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Emptyالأحد 12 أبريل 2015, 12:25 pm

[rtl]
· القيادة الإستراتيجية و"التكتيك" العسكري للتنظيم:

-   استفاد تنظيم "داعش" بشكل واسع من خبرات ومهارات مسؤولين عسكريين وضباط كبار سابقين في الجيش العراقي، تم وضعهم في السجون إبان الاحتلال الأمريكي، ولكنهم خرجوا من السجون خلال الثورة السورية، بعد الهجوم على سجن أبو غريب، وبعضهم خرج قبل الهجوم عليه أو حتى بعده، مثل أبو عبد الرحمن البيلاوي، مهندس عملية دخول الموصل، والمسؤول العسكري الذي قُتل مؤخرًا. وأبو علي الأنباري المسؤول الشرعي والأمني، وأبو مهند السويداوي، أبو أمل العراقي مسؤول التنظيم في سوريا).

-       أما "التكتيك" العسكري للتنظيم، فإنه يعتمد على القواعد التالية:

1.  يعتمد بشكل أساس على مجموعات مقاتلة صغيرة، مرنة وسريعة الحركة، وهي لا تعتمد على السلاح المتطوّر، ولا على التكنولوجيا، بل على الاندفاع الشخصي والتضحية.

2.  في البداية، كان التنظيم لا يفتح كل الجبهات دفعة واحدة، وإنما يشتغل على جبهة إستراتيجية تمكّنه من فتح جبهات ومساحات جغرافية ملتصقة بها، فمثلاً في سوريا بدأ التنظيم بالهجوم على الرقة، ثم حاول فتح مساحات في الشمال، وبعدما فشل قام بالهجوم على دير الزور، ولكن هذه التكتيك لم يعد موجوداً حالياً، فالتنظيم يقاتل حالياً في أغلب المدن العراقية والسورية، ولكنه في النهاية يتعامل وفقاً لامكانياته.

· القدرات الأمنية للتنظيم وبعض إجراءاته:

-   تشير المعلومات أن "داعش" تمتلك ذراعاً استخبارياً قوياً ، ويتضح ذلك من قلة المعلومات التي تمتلكها الدول عن أعداد التنظيم وقياداته.

-   وفيما يخص وسائل الاتصال لدى التنظيم، فإن التنظيم يستخدم الهواتف النقالة والثريا، وكذلك موجات الراديو القصيرة، وهو أمر مثير للانتباه، فالتنظيم يستطيع مثلاً تلافي النظام السوري من خلال الثريا، ولكنه بالتأكيد لا يستطيع تلافي الرقابة الدولية، وهو ما يؤكد أن التنظيم يعمل على الجبهات بشكل علني دون حساب للمعلومات التي تحصل عليها الأنظمة.

-   يمتلك التنظيم قاعدة بيانات إلكترونية للحكومة العراقية، ويستخدم التنظيم هذه المعلومات في  حواجز التفتيش التي ينصبها، حيث يتعرّف من خلالها عن طبيعة وحيوية الأشخاص، من الجيش، أو الأمن، أو من يعملون في الحكومة، أو حتى إن كان مطلوباً للدولة العراقية!

-   وفي نفس الوقت، أشارت معلومات إلى إعادة انتشاره داخل المحافظات العراقية، حيث تركت عناصر من "داعش" النقاط العسكرية التي كانت قد تمركزت فيها، وقام بعضهم بحلق لحاهم، والانتشار بين المدنيين وفي الأسواق كعناصر أمنية، تحت غطاء مزاولة مهن مدنية!!

خامساً: مصادر التمويل:

·   تتحدث كثير من وسائل الإعلام العالمية أن تنظيم "داعش" يعتمد في تمويله على حقول النفط في سوريا، إضافة إلى عدد من الحقول في العراق، وتشير التقديرات الإعلامية أن الإنتاج اليومي لـ"داعش" في دير الزور يصل يومياً إلى 100000 برميل، ونحو 35000 برميل في العراق!.. وتزعم الوسائل الإعلامية أن التنظيم يبيع النفط إلى وسطاء في (العراق، وتركيا، والأردن، وإيران) بأسعار تتراوح بين 12 و25 دولاراً للبرميل، بدلاً من السعر العالمي الذي هو بحدود 100 دولار، وهو ما حقق أرباحاً للتنظيم تصل إلى مليوني دولار في اليوم الواحد، بحسب مستشار وزارة النفط العراقية حسين علاوي، في حين إن تقديرات أميركية، تشير إلى أن هذا المبلغ يصل إلى 3 ملايين دولار يومياً!.. كما تتحدث وسائل الإعلام أن التنظيم يقوم بتحصيل ضرائب بقيمة قيمتها إلى ثمانية ملايين دولار شهرياً  من خلال فرض ضريبة قدرها 200 دولار على الشاحنات في شمال العراق، للسماح لها في كل مرة بعبور الطرقات بأمان، كما قام التنظيم بنهب المصرف المركزي في الموصل (استحوذ على نحو 400 مليون دولار من المصرف)، إضافةً لخطف الأجانب مقابل فدية!

·   لا تصمد تقارير وسائل الإعلام العالمية كثيراً أمام المنطق، فإذا كان نظام مثل النظام الليبي توقف خلال الثورة عن إنتاج براميل النفط، بسبب هرب الشركات التي تقوم بإنتاج هذه البراميل، وبسبب الدمار الذي لحق بالحقول، فكيف تقوم "داعش" بإنتاج 100 ألف برميل أمام أعين العالم، وأعين الطائرات السورية والأمريكية!.. ثم من هي الشركات التي تقوم بإنتاج البراميل وتبيعها لمصلحة "داعش"!!.. وعلى فرض أن "داعش" قامت بإنتاج 100 ألف برميل، فكيف يتم نقل هذه البراميل إلى تركيا والأردن وإيران، وهي دول يفترض أنها معادية لـ"داعش"! وبالتأكيد لن تدعمه بشراء البراميل منه.

·   وبالنسبة للحديث عن الضرائب وخطف الأجانب، فهي مبالغ تافهة لا يمكن للتنظيم من خلالها إدارة هذا الكم الكبير من المعارك، والمناطق، بل ربما أن معركة واحدة تغطي جميع ما يتم تحصيله.


·        وهذا الأمر يقودنا إلى استنتاج بأن هناك جهات رسمية تقدم دعماً مادياً للتنظيم، وتدعم وجوده لمصالح خاصة بها.

سادساً: انتشاره الجغرافي والتنظيمي:

·   بعد سيطرة "داعش" على الرقة، بدأ باستقطاب عناصر التنظيمات المسلحة الهشّة، وتنامت قوة التنظيم مع استحواذه على أسلحة وأموال حصل عليها من سيطرته على الموصل، فبدأ بالتمدُد متوازياً مع تعزيز قدرته بشرياً ومادياً وتسليحياً، وحقق انتصارات هامة وسريعة بالسيطرة على تكريت ومناطق أخرى، وتمدَد بعدها نحو تلعفر شمالاً، ثم سنجار وديالي جنوباً، وكذا شمال محافظة بابل. وأصبح يسيطر على الأراضي الممتدة من مدينة الباب شرقي محافظة حلب في سوريا وعلى طول مسافة 670 كيلومترا، وحتى سليمان بك في محافظة صلاح الدين في العراق.


·   وتقدَر المساحة التي يُسيطر عليها تنظيم "داعش" حالياً، "، بـ 25% من مساحة سوريا (45000 كم2)، و 40% من مساحة العراق (170000 كم2)، أي ما مجموعه 215,000 كم2.
[/rtl]

خريطة توضيحية:
دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! 1544501_318414225021521_805661116005935407_n



·   وبحسب تقرير أعدَته "منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان" اليمنية، فإنّ تنظيم "داعش"، يعدُ إستراتيجية توسعية في منطقة الشرق الأوسط، سيكون تركيزها على بلدان مثل الأردن ولبنان والمناطق الحدودية بين اليمن والسعودية والغريب أن هذه الاستراتجية تغيب عنها إيران أو حتى دمشق!!

 
·        أما انتشار "داعش" التنظيمي، فإن أبرز المعلومات الواردة فيه هي كالتالي:


-   في لبنان، لا يوجد وجود حقيقي للتنظيم، وكل ما يتم الحديث عنه عن إمارة في طرابلس وعكار، هي مجرد تهويل إعلامي، حتى خطف "داعش" لعدد من الجنود في جرود السلسلة الشرقية للبنان، يعتقد غالباً أن التنظيم لا علاقة له به، فالتنظيم لا يوجد له وجود فعلي في معارك القلمون، ولم يقاتل ميليشيات حزب الله حتى في تلك المناطق، واقتصر  وجوده على الإعلان عن خطف الجنود!.. بل إن بعض الحركات التي بايعته كأحرار السنة في بعلبك تبيّن وجود عناصر من حزب الله خلفها!


-   أما في سيناء، يحاول الإعلام المصري الترويج عن أن "داعش" تنوي إقامة إمارة في سيناء، من خلال ربط الأمر في قطاع غزة والتحريض على حركة حماس، بينما لا يوجد فعلياً أي وجود للتنظيم.


سابعاً: البيئة الحاضنة لـ"داعش":

·   هناك رفض عام من الشباب العربي والإسلامي لـ "داعش"، ونسبة الرفض له عالية، مع وجود بعض من يؤيد التنظيم بصفته يقاتل أمريكا والعالم، ولكن نسبة العداء والرفض له في سوريا عالية جداً، وحتى في العراق هناك رفض لا بأس به للتنظيم.


·   وقد صرّح المتحدث باسم داعش "أبو محمد العدناني" في الشهر الأول من سنة 2014، بعد معارك ضد "داعش" خاضتها تشكيلات من مسلحي المعارضة، ومنها (الجبهة الإسلامية، وجيش المجاهدين، وجبهة ثوار سوريا)، أنّ الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري طائفة ردة وكفر.


·   الوضع الميداني في العراق مختلف - على الأقل في الوقت الراهن –، حيث لم تقع مثل تلك المواجهات بين "داعش" والتشكيلات السنية المسلحة العراقية، ويعود ذلك إلى الخلط الكبير الحاصل بين مناطق نفوذ العشائر السنية و "داعش"، فمثلاً "داعش" تسيطر على الموصل، ولكن من يوجد في محافظة الأنبار والفلوجة هم في الغالب عشائر سنية، سيطرت على المدينة دون أي تدخل من "داعش"، وبالتالي فإن على "داعش" حتى تواجه العشائر السنية أن تنتقل من شمال العراق إلى غربه.

·   وبحسب (موقع معهد العربية للدراسات)، فإن خارطة الجماعات الإسلامية بين جبهة الرفض، وجبهة الدعم للدولة الاسلامية وإعلانها للخلافة هي على النحو التالي:

 
جماعات ضد إعلان الخلافة
جماعات مع إعلان الخلافة
جماعات "متوقفة" عن إعلان موقف
1
تنظيم "قاعدة الجهاد"
لواء أحرار السنة – لبنان
جماعة أنصار بيت المقدس
2
السلفية الجهادية في الأردن
مجلس شورى أنصار الشريعة بالأردن
جماعات أنصار الشريعة في تونس وليبيا
3
جبهة نصرة الشام
جماعة أنصار الإسلام بغزة
حركة الشباب الصومالية
4
الجبهة الإسلامية السورية
(تضم 9 فصائل جهادية)
أفراد من قاعدة المغرب الإسلامي
جماعة بوكو حرام النيجيرية
5
هيئة علماء المسلمين بالعراق
أفراد من القاعدة في الجزيرة العربية
جماعة "إمارة القوقاز الإسلامية"
6
حزب التحرير الإسلامي
أفراد من جبهة نصرة الشام
مجلس شورى شباب الإسلام - ليبيا
7
جماعة الإخوان المسلمين
كتائب جهادية محلية في سورية
الحركات الجهادية في مالي


·   وباستعراض الجماعات الرافضة لإعلان الخلافة والمناهضة لـ"داعش"، سنجد أن جميع الحركات والتيارات الإسلامية المعتدلة، والسلفية المحسوبة على القاعدة، أو حتى التيارات الجهادية، هي تيارات مناهضة لـ"داعش" وترى خطراً فيها، وأغلبها متضررة من "داعش" وتصرفاتها.

·   أما التيارات المؤيّدة لـ"داعش" كما نرى، فإنها تيارات مخترقة أو مجهولة الهوية، فمثلاً "لواء أحرار السنة"، هو لواء غير موجود في الواقع، وتبيّن أن من يدير حسابه على موقع "التوتير"، هو شاب منتمٍ لـ"حزب الله"، أما "مجلس شورى أنصار الشريعة" في الأردن، فهو مجلس لم يسمع به أحد قبل أن يؤيّد "داعش"!.. أما التيارات المخترقة فهي عموم الأفراد والجماعات، التي تؤيد "داعش"، فجماعة أنصار الإسلام في غزة، هي جماعة مشبوهة، وقد قامت باحتلال مسجد قبل أعوام وقتل أحد قادة القسام، أما البقية الباقية من أفراد جبهة النصرة والكتائب الجهادية في سوريا، فأغلبهم يتبعون لمخابرات عالمية، فهناك العديد من الأفراد الذي تركوا جبهة النصرة وانضموا لـ"داعش" وقام التنظيم بإعدامهم بعدما اكتشف أنهم عملاء.

·   وبالنسبة للجماعات الجهادية الاخرى مثل حركة شباب المجاهدين، فهي حركات غير قريبة من المنطقة، وغير مطلعة على الوضع بالعموم، ولا تستطيع إصدار أي موقف.

تاسعاً. موقف "داعش" من حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين:

أشارت المعلومات والتقارير الميدانية إلى حالة من العدائية الواضحة، من قبل الغالبية العظمى من مكوِنات تنظيم داعش (قيادة وعناصر) تجاه حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين عموماً. وفيما يلي أبرز التفاصيل في هذا السياق:

·   تفيد المعلومات أن تنظيم "داعش" صنّف حركة حماس في الساحة اللبنانية كأولوية ثانية في الاستهداف بعد "حزب الله" مباشرة، ووضع توجّهات لاستهداف ركائز الحركة في الساحة، خاصةً في المخيمات الفلسطينية!


·   نُقل عن قيادي بارز في تنظيم "داعش" في العراق قوله: إنّ لدى "الدولة الإسلامية" ثلاثة أعداء رئيسين في السنة، وهم (حماس في فلسطين، وجماعة الإخوان المسلمين، والعشائر السنية التي لم تدخل تحت عباءته)!.. وأضاف القيادي بأنهم في حال استيلائهم على قطاع غزة، فإنهم "سيعلّقون عناصر حماس على المشانق". وفي تعبير مشابه، قال قيادي آخر في التنظيم بسوريا (مسؤول عن ملف الاغتيالات) إنهم "اذا استطاعوا تطهير الأرض كلها من الإخوان المسلمين سيفعلون"!


·   وأثناء معركة "العصف المأكول" تحدثت قيادات لداعش عبر "تويتر"، عن أن قتال حركة حماس في غزة أولى من قتال اليهود، لكونها حكومة "ظالمة تحتكر الجهاد وتمنع المجاهدين من قتال اليهود"!


·   أما لجهة جماعة الإخوان المسلمين، فإن تنظيم "داعش" أصدر بياناً في ذكرى مجزرة رابعة، تحت عنوان "في ذكرى رابعة ملحق بأخبار الحمقى والمغفلين"، أكد فيه أنه يهدف من بيانه فضح الإخوان، واصفاً إياهم بأهل "الثرثرة"، وأنهم غرّروا بالشباب في معارك خاسرة بناء على رؤاهم المتخلّفة الوضعية الجاهلية، وأن قادة الإخوان وأعضاءها أضاعوا فرصة إقامة الدولة الإسلامية في مصر، وما زالوا يعيشون في الوهم والخيال. وكان قد سبقه بيان آخر في أوائل شهر آب/أغسطس الماضي، هاجم فيه التنظيم جماعة الإخوان، مُعتبرا أن الذّل الذي يعيشه قيادة وأعضاء تنظيم الإخوان حاليا، سببه أنهم تمسّكوا بالمنهج والشعار الذي رفعه مرشدهم "د.محمد بديع" بأن سلميتهم أقوى من الرصاص.


·   وفي بداية شهر أيلول، كتب "أبو سياف المصري" المنتمي لـ"داعش" على حسابه في "الفيسبوك"، متوعّدا بمفاجآت داخل مصر، داعياً أعضاء الإخوان وتحالف دعم الشرعية للتخلّي عن قياداتهم.


·   هذا وكان المتحدث الرسمي باسم داعش "أبو محمد العدناني"، قد أصدر عدة تسجيلات صوتية، هاجم فيها أفكار تتبنَاها جماعة الإخوان، من ذلك: تسجيل صوتي في شهر آب من سنة 2013 باسم ( السلمية دين من؟ )، حيث أقرَ بأنّ الثورات العربية انتفاضة مظلومين، لكنه هاجم منهج السلميّة فيه، باعتباره يُخالف المنهج الإسلامي.


تاسعاً: مستقبل "داعش" في ظل الحلف المشكّل ضده:

·   تعهَد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأن الولايات المتحدة ستترأس حملة دولية لعدة سنوات بهدف القضاء على الحركة الجهادية العابرة للحدود "الدولة الإسلامية"، ولكن الثقل الفعلي سيكون للاعبين الإقليميين، بعد أن تقوم الولايات المتحدة بمهمة إضعاف تنظيم "داعش" عبر الضربات الجوية، ودعم الجهات "المعتدلة" في المعارضة السورية وسنة العراق، فدول مثل (إيران، والسعودية، وتركيا، وقطر) عليها أن تتحمَل مسؤولية أي إدارة طويلة الأجل للمنطقة بالنظر إلى صلاتها الجغرافية والتاريخية بالعراق وسوريا.


·   ومن المحتمل أن تؤدي مصالح هذه الدول المتضاربة إلى تفاقم الوضع الإقليمي، فكل دولة لديها أهدافها المختلفة في إعادة تشكيل المنطقة، فيما يتعلّق بالمعركة مع "الدولة الإسلامية". ومنها:

-   الولايات المتحدة:تمنح الحرب على "داعش" فرصة للإدارة الأمريكية لتحقيق أكثر من هدف إستراتيجي في المنطقة، ولذلك هي تعمل على "تسمين" هذا التنظيم بهدف الوصول إلى أكبر قدر من الاهداف التي تسعى إليها، وأبرزها:


1.  إعادة توحيد الدول الإقليمية تحت مظلتها: ففي الفترة التي رافقت سقوط الرئيس المصري "المخلوع" حسني مبارك، وقعت حالة من الخلاف التكتيكي بين دول مثل (السعودية، الإمارات، والدولة العميقة في مصر)، نتيجةً لشعورها بأن أمريكا تضحِّي بحلفائها ولا تتمسَك بهم، ولذلك عملت سوياً على تصدّر مشهد إدارة الثورات المضادة في دول "الربيع العربي"، وشكلّت غرفة عمليات نشطة لهذا الغرض لم تضع الولايات المتحدة في الصورة الكاملة لها، وبناءً عليه، فإن الإدارة الأمريكية تجد هذه الحرب فرصة لإعادة الثقة مع هذه الدول، وتعزيز فرص العمل المشترك معها بما يخدم مصالحها.


2.  تعزيز نفوذها في المنطقة:  تجد الإدارة الأمريكية في هذه الحرب فرصة لإعادة نفوذها في العراق، بعد أن خسرته في السنوات الماضية لصالح إيران، ومن أولى استثمارات هذه الحرب، كان الضغط على إيران للتنازل عن الخيار الأول (المالكي)، والثاني (الجعفري) في رئاسة وزراء العراق، والقبول بالخيار الثالث (العبادي)، مع الضغط لتحقيق حضور سياسي مؤثِر للجهات الموالية للولايات المتحدة في النظام العراقي الجديد، وذلك كله مقابل التدخل وقيادة حلف مواجهة "داعش"، وهذا الأمر سينسحب على باقي ملفات المنطقة من سوريا إلى اليمن ولبنان وغيرها من ملفات تقاسم النفوذ.


3.  إعادة حماية مصالحها في المنطقة (طاقة وتجارة سلاح): للولايات المتحدة مصلحة حيوية في الحفاظ على تدفُق النفط من منطقة الخليج العربي، ومنها العراق، وكذلك فإن تجارة السلاح تشكِل مصدر دخل أساسي لها، وهو الأمر الذي قد تضرّر مؤخّراً نتيجة للخلاف التكتيكي مع بعض الدول الإقليمية، ما جعل السعودية تتوجّه نحو صفقة السلاح الفرنسي في "الهبة" المقدّمة للجيش اللبناني، وجعل سلطات الانقلاب في مصر (بتمويل خليجي) تبحث في صفقات سلاح مع روسيا، والولايات المتحدة ستسعى عبر هذه الحرب لاعادة التوازن لسوق سلاحها.

-   بالنسبة لإيران: من الأهمية بمكان أن يستمر حلفاؤها الشيعة بالهيمنة على العراق، وألا تنهار الحكومة التي يقودها العلويون في سوريا. ولتحقيق هذه الغاية، يجب القضاء على الثورة العراقية وكل ما نتج عنها ، ولكن في ذات الوقت تواجه إيران معضلة في سوريا، حيث يجب إضعاف تنظيم "داعش"، بحيث لا يتمكّن من إسقاط السلطة في العراق، خصوصاً وأن هناك خلطاً بينه وبين العشائر السنية المنتفضة ضد الحكومة، ما يسهّل ضرب العشائر تحت غطاء ضرب "داعش"، ولكن لا ينبغي القضاء عليه في سوريا، لأنه يُبقي فصائل المعارضة السورية الرئيسة مشغولة عن تشكيل تهديد لنظام الأسد في دمشق،حيث إن الحفاظ على تنظيم "داعش" يخدم أهداف إيران من خلال الإبقاء على انقسام الثوار، وتصوير الثورة على أنها مشروع "إرهابي"، والذي بدوره، سوف يحدّ من دعم الولايات المتحدة للثوار، ولذلك فقد قامت إيران بتأييد تحركات الولايات المتحدة لضرب "داعش" في العراق، لكنها رفضت ضربهم في سوريا!


-   الوضع السعودي:  تعيش الرياض في دوامة جيوسياسية بين تهديد إيراني/ شيعي، وربيع عربي، وصعود جماعة الإخوان المسلمين، ومن الناحية المثالية، قد ترغب المملكة تسخير القوة الفتاكة لتنظيم مناهض للشيعة، مثل داعش لإسقاط النظام السوري، وإضعاف الشيعة في كل من العراق ولبنان، وبالتالي إجبار الإيرانيين على التراجع إلى مركزهم الفارسي. ولكن المشكلة هي أن السعوديين، لا نفوذ لهم في "داعش". وعلاوة على ذلك، فإن الرياض تتنافس مع جماعات مثل داعش و"القاعدة" على احتكار مفاهيم السلفية والجهاد. ولهذا السبب، تعمل السعودية على تجميع تحالف من الثوار السوريين، كثير منهم من الجهاديين السلفيين، الذين لا يشاركون تنظيم داعش طموحه في إقامة الخلافة، ولديهم الاستعداد للمضي فقط بالقدر الذي تريده القيادة السعودية. وعليه، تأمل السعودية أن تساعد القوة العسكرية الأمريكية على تحييد "داعش" والسماح لوكلائها بالاستيلاء على الأراضي، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" حالياً. بهذه الطريقة سيتم إزالة التهديد الجهادي العابر للحدود ويُمكّن المملكة من التقدم نحو إسقاط الأسد.


-   تركيا: هي أكبر قوة عسكرية مسلمة في المنطقة، وهي تريد أن ترى نظاماً سنيّاً يحلّ محلَ نظام الأسد بما يسهّل طموح أنقرة لاستعادة نفوذها في العالم العربي. ومع ذلك، فالأتراك لا يشاركون السعوديين نفس الحماسة الطائفية، كما أنهم ليسوا عرضة للتهديد الإيراني كما هو الحال مع المملكة. وعلى الرغم من أن الصراع في العراق، يُعطي إيران مزيداً من النفوذ هناك، إلا أن الأتراك أكثر اهتماماً بأن تقوم الولايات المتحدة بعمل عسكري في سوريا منه في العراق. لانها تريد حضوراً سنياً، يملىء الفراغ الذي قد ينتج عن الحملة العسكرية الأمريكية ضد داعش.ومع ذلك، فإنها تعرف أن مصالحها سوف تتصادم مع مصالح السعودية. وعليه، فإنه من المتوقع أن يعمل الأتراك مع القطريين، نظراً لرؤيتهم المشتركة تجاه المنطقة.


-   موقع قطر: تستند النظرة الإستراتيجية القطرية على مبدأين: لا ترغب في قبول الهيمنة السعودية على العالم العربي، وهي تريد أن تكون لاعباً إقليمياً. والأداة الرئيسة لقطر من أجل تحقيق هذه الغايات هي دعمها لثورات الربيع العربي في جميع أنحاء المنطقة. قطر وتركيا متفقتان بشأن هذه المسألة، وهما بشكل أكثر أو أقل يدعمان نفس طبيعة الأطراف الفاعلة في سوريا، وهي ترغب في رؤية الولايات المتحدة تدمّر "داعش"، لأن قناعتها بأن "داعش"، هي أداة لخدمة إيران والنظام السوري، لتصعد مكانها القوى الإسلامية في سوريا لتحقيق ما أمكن من تقاسم للسلطة.

التقدير واستخلاص: بالنظر إلى الاختلاف الواقع بين اللاعبين الدوليين والإقليميين في نظرتهم وهدفهم من ملاحقة تنظيم "داعش"، والتنافس الواقع بينهم على النفوذ في المنطقة وتقديرهم للاستفادة من حالة "داعش" في خدمة أهدافهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فإنه من الراجح أن ينعكس ذلك على صلابة مواجهة التنظيم، الأمر الذي يتوقع معه أن تُضعف الضربات "داعش" ولكنها لن تنهيها في المنطقة في المدى المنظور.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!   دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Emptyالخميس 25 يونيو 2015, 10:33 pm

بالصور.. تعرف على العالم السري لعرائس داعش الجهادية
المصدر: 

    العربية

[size]
التاريخ: 25 يونيو 2015[/size]
دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! 2077824027


  • دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! Facebook_16

  • inShare 

     



كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها عن جانب من العالم السري للجهاديات وخاصة الأوروبيات والأميركيات اللاتي تجاوز عددهن 500 جهادية، حيث يقوم عدد من كوادر التنظيم بمحاولة إقناعهن بالحضور إلى أرض المعارك للزواج بمقاتلي داعش وعلى رأس هذا الفريق أحد القيادات يدعى "جعفر".
دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! 5383e778-8926-4c54-b4b3-aaa1e6d8e27e

ويحاول نشطاء داعش على شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" بشكل خاص برسم حياة الجهاد والجنة وحلم أن تصبح المرأة زوجة شهيد في مجتمع الفضيلة كما يحاولون تسويقه للفتيات وخاصة الصغيرات القاصرات اللاتي لم يتجاوزن العشرين من عمرهن وحديثات العهد بالإسلام حتى إن بعضهن لم يدخلن الإسلام إلا منذ عام واحد ولا يعرفن عن تعاليم الدين السمح إلا القليل مما يسهل التغرير بهن وإيقاعهن في رحلة الذهاب بلا عودة لتصبحن جهاديات تحت العشرين.

وتروي امرأة تدعى "أم عمر" قصتها مع رحلة الذهاب بلا عودة إلى داعش فتقول "ولدت في بريطانيا لوالدين من بنجلاديش وقررت الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى داعش حيث الوعود بحلم الخلافة الإسلامية والعدل وكان عمري وقتها لم يتجاوز 16 عاما وتركت رسالة لوالدي قبل أن أتسلل من المنزل في منتصف الليل وحصلت على قرض الطلاب من إنجلترا ولم تسدده لأن أموال الكفار حلال كما تدعي "العروس الجهادية".

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! F76e72f8-f13c-42b1-8027-7f4e408459c8

وتقول الطفلة "أم عمر" التي أصبحت عروسا فيما بعد بأنها تعرفت على عريسها الداعشي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقررت ترك بريطانيا للزواج منه والذي كان من بنجلاديش ويحمل الجنسية البريطانية أيضا، مثلها تماما وكانت عائلته حتى من نفس القرية في بنغلاديش والذي قتل قبل شهرين في المعارك لتصبح أرملة جهادية وليست عروسا جهادية وهي الآن قد دخلت فترة الحداد التقليدية (ثلاثة أشهر)، وتنوي العودة للعمل في شرطة الحسبة مع نساء داعش".

الزواج بدون ولي
"أم عباس" بريطانية لأبوين باكستانيين (20 عاما)، تقول عبرت الحدود مع أسرة كاملة مكونة من أكثر من 10 أفراد، وكان لديهم طفل حديث الولادة، هي الآن سوف تزف لأحد مقاتلي داعش وتحاول الحصول على إذن والديها في بريطانيا لكنهم يرفضون الزواج وهي سوف تتزوج بدون موافقتهما في حال استمرار رفضهما لتكون شريكة مع "أم الزهراء" "ضرتها" في المقاتل الداعشي.

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! 4d5f9a1b-3648-44dc-8993-8357422d3b1c

وفي غرفة فندق باسطنبول التركية جلست "إيرين" تتصارع مع قرار صعب سوف يغير مجرى حياتها وكانت قد أنفقت حوالي 3500 $ (2220 £) في رحلة ذهاب وعودة إلى تركيا من منزلها في الولايات المتحدة ولكنها كانت تعرف بأنها لن تستخدم رحلة العودة ولكنها حجزت ذهاب وعودة خوفا من افتضاح أمرها.

وبينما "إيرين" كانت مازالت حائرة في قرارها للذهاب إلى داعش وجدت عشرات الرسائل في بريدها الإلكتروني تطلب يدها للزواج من أحد مقاتلي داعش "أبومحمد" الذي طالما كان يقوم بالدردشة معها قبل ذلك على مواقع التواصيل الاجتماعي و كانت "إيرين" في أواخر سن المراهقة وكانت قد تخرجت مؤخرا من المدرسة الثانوية، و كانت فتاة وحيدة تهتم ببرمجة الكمبيوتر واعتنقت الإسلام منذ أقل من سنة قبل رحلتها إلى عريس الجهاد بعد أن غيرت اسمها إلى "أم خالد".

دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة! 2848e56c-7790-4534-9f16-46de3021a552

واتخذت إيرين قرارا صعبا صحح أوضاعها من رحلة إلى أرض الجنة والعفاف والزواج من رجل تقي يضمن لها الجنة حيث اكتشفت بأن رحلة الذهاب إلى سوريا صعبة وتستغرق حوالي 18 ساعة من مقر فندقها في تركيا إلى عش الزوجية السعيد في سوريا فضلا عن أنها محفوفة بالمخاطر والخوف.

لقد اكتشفت إيرين كم هي كانت ساذجة لتثق في شخص لم يكن حتى تعرف اسمه الحقيقي على تويتر أو الفيسبوك مما دفعها لاتخاذ القرار الصحيح والعودة إلى أميركا في رحلة العودة التي لم تكن تنوي استخدامها أصلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
دراسة: سلوك "داعش" على الأرض.. يفك "ألغازها" المحيّرة!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة طبقات الأرض
» دراسة: أبعد من داعش.. الشرق الأوسط بين خيارين
»  أين يكون الناس ؟ يوم تبدل الأرض غير الأرض و السموات
» كوكب الأرض الفيلم الوثائقي المترجم كوكب الأرض Planet Earth 2
» شهادة حسن سلوك للفلسطيني!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: