ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: التراث الشعبي في منطقة الخليج العربي الإثنين 25 مايو 2015, 11:21 am | |
| العادات والتقاليد الشعبية في دولة الكويت
المناسبات يتمتع المجتمع الكويتي بتقارب الأهل والجيران والأصدقاء.هناك أحداث ومناسبات متعددة يتم الاحتفال بها بحسب إمكانيات كل أسرة، نذكر منها:
• مناسبة "النون"، وهي احتفال بأحداث بسيطة كظهور أول سن لطفل أو خطوات المشي الأولى لطفل. عادةً ما تقام "النون" في فترة بعد الظهر ويدعى إليها أطفال الأهل والأقارب والجيران. تفرش الأم سجادة في ساحة البيت ثم تصعد إلى سطح الدار وهي تحمل سلة تحتوي على الحلوى والمكسرات التي تلقيها على المدعوين. يقوم الأطفال بجمعها وحملها في أطراف أثوابهم، أما الأمهات المصاحبات لهن فتقدم لهن أطباق من هذا "النون".
• مناسبة "دق الهريس"، والهريس هو حبوب القمح المطحونة استعدادًا لاستقبال شهر رمضان. تقوم الأسرة بشراء كميات كبيرة من الحبوب، ثم تدعو فريقًا من المتخصصات لطحن حبوب القمح وهن يؤدون حركات تعبيرية على أنغام أغنيات تؤديها إحدى الفرق النسائية.
• التحضير لحفل الزواج، حيث يشترك كل أفراد الأسرة والأقارب والجيران في التحضير لحفل الزواج. على سبيل المثال، تقرض الجارات الموسرات أهل العروس بعضًا من حليها وأخرى تمدهم بالسجاد أو الزينات أو الفرش وأحيانًا يتم تقديم سرير لغرفة العروس. وتساعد الأخريات في إعداد الطعام، أو تساهم في دفع أجرة الفرقة التي تحيي الحفل.
• المناسبات الدينية، احتفظت المناسبات الدينية بمكانتها التقليدية ويتم ترقبها باحترام شديد. واختلف الاحتفال بها نوعًا ما في العصر الحديث، فتغلق جميع المحلات والمؤسسات أبوابها طوال فترة المناسبات الدينية ويتبادل الأهل والأصدقاء الزيارات والتهنئة. من أمثلة المناسبات الدينية، مولد النبي عليه الصلاة والسلام الذي يحتفل به في خشوع، فيقرأ القرآن وتنشد المدائح وتقدم الملابس والنقود للفقراء. ويتم الاحتفال كذلك بعيد الفطر الذي يأتي في نهاية شهر رمضان وعيد الأضحى الذي يكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة. يتم الاحتفال بمناسبات دينية مثل المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج ورأس السنة الهجرية لمدة يوم واحد ويتم الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.
ومن الاحتفالات الدينية أيضًا احتفال "القرقيعان"، ويكون في الليال الثالثة والرابعة والخامسة عشرة من منتصف شهر رمضان. حيث يطوف الأطفال، كما كان يحدث قديمًا، ببيوت الحي في جماعات تغني داعية أن يحفظ الله أطفال البيت الذي يزورونه. وتقدم لهم ربة الأسرة أطباقا من المكسرات والحلوى.
• الاحتفال بعودة الغواصين، يتم الاحتفال بعودة الغواصين بعد غياب عدة أشهر في البحر، حيث يشارك كل أهل المدينة من رجال ونساء وأطفال ويذهبون إلى الشاطئ في احتفال بهيج لاستقبال الغواصين.
• مناسبات وعطلات أخرى حسب التقويم الميلادي، تتضمن هذه الاحتفالات الاحتفال برأس السنة الميلادية في الأول من شهر يناير والاحتفال بالعيد الوطني لاستقلال دولة الكويت عام 1961م في 25 فبراير والاحتفال بتحرير دولة الكويت من العدوان والاحتلال العراقي الغاشم يوم 26 فبراير.
يقوم المواطنون برحلات خلوية إلى الصحراء في فصل الربيع وقضاء الوقت على ساحل البحر في فصل الصيف. إلا أنه نتيجة للتغير الذي طرأ على حياة الكويتيين، اختفت نشاطات مختلفة مثل الغوص بحثًا عن اللؤلؤ وصيد السمك والسفر للتجارة وبناء السفن، لذلك اختفت تمامًا كثير من الأغنيات والرقصات الشعبية والاحتفالات الخاصة بهذه الأنشطة.
الزواج الزواج مناسبة تعامل بحرص كبير، وينفق فيها ومن أجلها أقصى ما يمكن أن تتحمله الأسرة من نفقات. تميز الزواج قديًما بأنه نوعًا من التحالف بين الأسر التي تتمتع بمركز اجتماعي ومادي وعقائدي متماثل. وكان الأهل يختارون الشريك، ولا يتدخل في عملية الاختيار أي من الطرفين سواء الزوج أو الزوجة. في حالة تعذر العثور على شريك من الأقارب أو المعارف، تتم الاستعانة بخاطبة لتقوم بهذه المهمة نيابة عن الأهل. عند عثور الخاطبة على فتاة مناسبة، تقوم بإعلام أهل الشاب. وبعد موافقتهم تقوم بإعلام أهل الفتاة. إذا حاز الاختيار رضاهم، يتم تحديد موعد لالتقاء الأسرتين. خلال فترة الخطوبة لا يسمح للفتاة بمغادرة البيت أو الالتقاء بأحد. ويقوم والد الشاب بإعطاء زوجته مبلغًا من المال لشراء هدية الزواج التي تسمى "دزّة". تتكون "الدزّة" من أربع أثواب ثمينة ولفتان من الأقمشة ومناشف وأغطية للسرير وبطانيات. تحمل فرقة من النساء متخصصة في إحياء الحفلات هدية الزواج إلى بيت الفتاة مساء يوم الخميس أو الاثنين. تغني أعضاء الفرقة طوال الطريق من بيت الشاب إلى بيت الفتاة على ضوء الفوانيس. إذا قبل والد الفتاة هدية الزواج فإنه يبارك لهن، وبعد ذلك يكون على والد الفتاة تجهيزها جيدًا للزواج. في ليلة الزفاف يسير الشاب من بيته إلى بيت زوجته، يرافقه والده وأعمامه وأقاربه والجيران. وعند وصوله إلى بيت العروس تستقبله المغنيات. يقام أحيانًا للبنت المفضلة حفل خاص يسمي "جلوة" في بيت أهلها. حيث ترتدي العروس ثوبًا أخضرًا وتجلس على كرسي، ثم يُنشر فوق رأسها غطاء أخضر من الحرير. تمسك بعض النسوة من أهلها وأعضاء الفرقة بأطرافه ويقمن برفعه وخفضه على أنغام إحدى الأغنيات المعروفة لهذه المناسبة، ثم تُحمل العروس في كرسيها إلى حجرتها حيث ينتظرها العريس. ينتقل الزوجان إلى بيت أهل الزوج بعد قضاء أسبوع في بيت الفتاة. يصطحبهم الأهل والجيران ولكن لا يُسمح لأم الفتاة بمرافقتها حيث يعدونه فألاً غير حسن. تركت التغيرات الاجتماعية في دولة الكويت أثرها على طريقة اختيار الشريك، حيث منحت المرونة في موضوع الاختلاط والفصل بين الجنسين الفرصة للشبان والفتيات للالتقاء في المناسبات الاجتماعية العائلية والجامعة وأماكن العمل والنوادي وغيرها. كان من نتائج هذا الأمر الزواج المختلط، فأصبح من الممكن خطبة الفتاة الكويتية لشاب أجنبي وكذا أصبح من الممكن أن يتزوج الشاب الكويتي ممن يدرسون في الخارج بأجنبية. وأدى ازدياد نسبة التعليم العالي وفرص العمل في المجالات المختلفة إلى تأخير سن الزواج المتعارف عليه إلى الثالثة أو الرابعة والعشرين. يتبع اختيار الشريك وموافقة الأهل ظهور دور العادات الرسمية التي اختلط فيها القديم التقليدي والحديث العصري بحسب طبيعة الأسرة. كما كان يحدث قديمًا، يقوم الشاب بالتقدم بطلب الزواج من الفتاة رسميًا من ولي أمرها، وهو والدها أو أحد كبار رجال العائلة في حالة وفاة الأب. تتم بعد ذلك مناقشة الموضوعات المادية والاتفاق عليها، مثل المهر الذي هو من مسؤولية الرجل. بعد الاتفاق، يتم الإعلان عن هذه الخطوة بإقامة حفل خطوبة في بيت الفتاة. يختلف طول فترة الخطبة حسب الظروف، إلا أنها عادةً ما تستمر لمدة شهر واحد. يقام حفل الزفاف بعد ذلك في صالة عامة كبرى أو في أحد الفنادق. ويكون هناك حفل خاص للرجال للتهنئة وآخر للنساء يتخلله الغناء والطرب.
الأزياء الشعبية يتضح التباين بين الماضي والحاضر في دولة الكويت فيما يتعلق بالأزياء التي يتم ارتداؤها اليوم؛ فتطور الثوب العربي المحلي المعروف ليناسب الأحوال البيئية والثقافية واستمر هذا التطوير حتى ارتدى الكويتيون الأزياء ذات الطابع الأوروبي التي لم تعد حكرًا على الأوروبيين العاملين في الكويت. في نفس الوقت استمر وعي الكويتيين الفطري بأهمية المحافظة على الزي التقليدي كرمز للهوية الوطنية. لذلك يفضل الرجال الكويتيون ارتداء الملابس التقليدية لأنها مريحة أكثر من الأزياء الأوروبية. ويُلاحظ بوضوح قلة ارتداء المرأة الكويتية للعباءة وغطاء الوجه وتتنوع ألوان وأشكال ثياب المرأة الكويتية بشكل أكبر؛ فترتدي الأزياء الأوروبية الحديثة مع محافظتها على ارتداء الثياب الطويلة والحجاب والعباءة وفقًا للعادات والتقاليد الكويتية. يعود هذا التعدد في الأزياء إلى ذوق المرأة الخاص والعادات المحافظة وتقاليد الأسرة ذاتها؛ فعادةً ما ترتدي المرأة الكويتية الأزياء الأوروبية حين تذهب للعمل. وكثيرًا ما ترتدي الثوب التقليدي بعد عودتها من العمل وفي أثناء زيارتها للجيران والأقارب، وفي بعض الحالات ترتدي الزي التقليدي الكامل مع تقدمها في العمر.
الزي الشعبي للرجل الكويتي • سروال: قطعة من الملابس الداخلية، يتميز بأنه طويل حتى الكاحل ويُصنع من القطن الأبيض. • دشداشة: ثوب واسع من القطن الأبيض بأكمام طويلة وفتحة عنق ضيقة ولهذا الثوب فتحة من وسط الصدر حتى المنتصف. • مقطع: دشداشة من الصوف. • ثوب شلحات أو الشلاح: ثوب واسع من القطن الأبيض بأكمام واسعة طويلة تصل أطرافها إلى الأقدام بفتحة عنق ضيقة ويكون مفتوحًا في وسط الصدر حتى منتصفه. • زبون: ثوب طويل فاخر من الحرير المطرز بخيوط من الذهب بفتحة عنق ضيقة بأكمام طويلة ويكون مفتوحًا من الأمام وتُلف أجزاؤه الأمامية حول الجسد. • بشت: عباءة من الصوف أو الوبر المغزول غزلاً ناعمًا وتتدرج ألوانه من الأسود والبني حتى الرمادي والبيج ولكل نوع سمك معين بحسب الاستخدام. • فروة: معطف من الصوف مبطن بفروة خراف تزين أطرافه بشرائط من اللون ذاته أو لون معاكس لها تشكيلات هندسية مختلفة. • قحفية: طاقية من خيوط قطنية شبكية. • غترة: غطاء للرأس وهي عبارة عن قطعة نسيج قطني تُرتدى بعد أن تطوى على هيئة مثلث. قد تكون من نسيج متماسك من خيوط بيضاء وحمراء تسمى شماغ أو قد تكون من صوف الكشمير الأبيض وتطرز أطرافها وزواياها بنقوش لزهور فنية مميزة وتسمى شال. • عقال: إطار للرأس من الخيوط السوداء الملفوفة. كان يُصنع عادةً من لفائف من خيوط سميكة من الصوف الأسود والبني والأبيض تفصلها عن بعضها وصلات من خيوط ملونة من الصوف أو الخيوط الذهبية. • سديري: سترة دون أكمام تلبس فوق الدشداشة. • باركوت أو واركوت: معطف من الصوف يلبس فوق المقطع. • قاط: طقم من الصوف يتكون من الدشداشة والسديري وسترة بأكمام طويلة كلها من القماش ذاته. • بالطو جوخ: سترة من الجوخ مطرزة بخيوط ذهبية تلبس فوق الشلحات أو الشلاح.
الزي الشعبي للمرأة الكويتية • سروال:قطعة من الملابس الداخلية، يتميز بأنه طويل يصل إلى الكاحل تزينه شرائط مطرزة بخيوط ذهبية. يصنع من القطن أو الحرير بألوان زاهية كالأخضر والأحمر والأزرق. • دراعة:ثوب طويل بأكمام طويلة من القطن أو الحرير الهندي المنقوش أو المطرز بخيوط ذهبية. • زبون:ثوب طويل فاخر من الحرير المطرز بخيوط من الذهب بفتحة عنق ضيقة بأكمام طويلة ويكون مفتوحًا من الأمام وتُلف أجزاؤه الأمامية حول الجسد. عادةً ما ترتديه نساء المدينة الموسرات. • ثوب:ثوب واسع طويل بأكمام واسعة وفتحة عنق بيضاوية واسعة. تختلف تسميات أنواع الثياب حسب اللون وكثافة النسيج والنقوش، نذكر منه: ثوب جز وثوب أمفح وثوب ثريا وثوب مخوص وثوب منثور وثوب تور. • ملفع:غطاء للرأس، ويأتي في قطعة واحدة تلف وتطوى حول الرأس والوجه لتحكم تغطية الشعر. • شيلة:غطاء أسود للرأس ترتديه البدويات. • برقع:قناع مستطيل للوجه يمتد من الجبهة حتى نهاية العنق. يُلبس البرقع فوق الشيلة ولا تنزعه المرأة البدوية أبدًا ليمكنها من التجول بحرية حول خيامها. • بوشية:غطاء شفاف أسود يغطي الوجه بأكمله ترتديه نساء المدينة. • عباءة:عباءة سوداء تغطي الجسد بالكامل تصنع من الصوف أو الحرير.
الزي الشعبي للطفل الكويتي • البخنق:غطاء أسود للرأس ترتديه البنات الصغيرات مطرز حول الرأس ومن الأمام. • كحفية:قبعة للأطفال من قماش أسود مطرزة بخيوط ملونة من الحرير أو الخيوط الذهبية وتزين بالأحجار الزرقاء.
تقاليد الجنازة والتعزية تتميز العادات المتعلقة بالجنازة في دولة الكويت ببساطتها، حيث ابتعد الكويتيون عن المبالغة في إظهار الحزن لأن الموت من أمر الله وإرادته. وكانت أي مبالغة تعد شرًا ومعارضة لمشيئة الله سبحانه وتعالى. كذلك تعد احتفالات التأبين والنصب التذكارية غير ضرورية. بعد الوفاة، يغسّل الميت في بيته ويقوم بذلك بعض الأقارب وهم يرتدون القفازات. يستخدم مسحوق السدر كصابون، ثم يجفف الجسد بالمناشف ويعطر بزيت الورد والعود والكافور. بعد ذلك، يُكسى الميت بثوب أبيض من القطن ويلف بغطاء من القطن. يتم الدفن حسب الشريعة الإسلامية قبل غروب الشمس في يوم الوفاة. يُحمل الجسد أولاً إلى المسجد ليصلى عليه صلاة الميت. وينضم المارة إلى الجنازة في طريقها إلى المسجد. وبعد الصلاة، يُحمل الجسد إلى المقبرة حيث يدفن في حفرة جانبية داخل القبر ووجهه جهة القبلة (مكة)، ثم يردم القبر حتى يرتفع عليه التراب بضعة سنتيمترات فوق مستوى سطح الأرض. يلي ذلك وضع شاهدين على القبر عبارة عن لبنتين من الطين دون اسم، وإنما هما للإشارة إلى وجود قبر للاحتراز من وطئه. تستقبل عائلة الفقيد المعزين في البيت لمدة ثلاثة أيام بعد الدفن. تبعًا للقواعد الإسلامية، تعتد المرأة التي تفقد زوجها لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام للتأكد من الحمل أو عدمه، وتسمى هذه الفترة "العدة". تُمنع المرأة خلالها من النظر أو الالتقاء أو التحدث إلى غير المحارم من الذكور البالغين، وكذلك من التزين. وعند انتهاء فترة العدة تغتسل المرأة في البحر وتكون بعدها حرة في الزواج مرة أخرى. استمرت العادات والتقاليد الخاصة بالجنازة والتعزية سريعة وبسيطة كما في الماضي. يكمن الاختلاف في أن عملية غسيل الميت والصلاة عليه تتم في المقبرة. لكن، كما في الماضي، يبقى الأقارب في البيت لمدة ثلاثة أيام لتقبل التعازي، وتعتد المرأة التي فقدت زوجها كما في الماضي لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام للتأكد من الحمل أو عدمه.
الديوانية عادةً ما يتكون البيت الكويتي من ساحة واحدة، إلا أن الأسر المقتدرة تقوم بتشييد ساحة منفصلة أو تحديد غرفة في جانب من البيت يُطلق عليها "ديوانية". تتميز هذه الغرفة أو الساحة بأنها منفصلة عن باقي المنزل، وهي عبارة عن مكان عام لاستقبال الضيوف وللالتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب لمناقشة الأحداث وتبادل الأحاديث في وقت الفراغ. تظل البوابات الرئيسية للديوانية مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الضيوف. تمتد على جانبي البوابات من الخارج مقاعد يستريح عليها المارة. وهناك بعض الديوانيات التي تطل على الساحل حيث يستمتع فيها الضيوف بنسيم البحر وبخاصة في فصل الصيف. قد تضم الديوانية أحيانا مكانًا يُخصص للزوار الذين يريدون قضاء ليلة أو أكثر في البلاد. وما تزال بعض الديوانيات التي تنتشر على طول شارع الخليج تستقبل الزوار كما كانت في الماضي تمامًا. تضم الديوانية مجلسًا رئيسيًا، يُسمى "ديوان". تطل بوابات هذا المجلس على الساحة الداخلية ويحتوي الديوان على فرش مريح للزوار، فتنتشر في أنحائه الوسائد التي تستخدم كمقاعد ومساند للأذرع ويُفرش على الأرضية السجاد الفارسي المعقود والمغزول. من أبرز الأدوات التي تضمها الديوانية أدوات تحضير القهوة التي تعبق بعبير وطعم الهيل. ويتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به. تضم أدوات تحضير القهوة أباريق متدرجة الأحجام من النحاس ذات أغطية ومقابض طويلة معقوفة تسمى دلال وتقدم القهوة في أكواب صغيرة من الخزف. يقوم صاحب الديوانية بنفسه بتحضير القهوة للضيوف أو يعين عاملاً مختصًا للقيام بهذه المهمة. حافظت الديوانية على أهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في دولة الكويت، بل أصبحت الديوانية اليوم واحدة من مؤسسات المجتمع المدني التي تلعب دورًا بارزًا في الحياة الديمقراطية والنيابية. يمكن القول أن الديوانية أصبحت المحرك والمؤشر المرجعي للكثير من القرارات. فقد زادت أعدادها مئات المرات وأصبح من الممكن إيجاد ديوانية أو أكثر في أي شارع داخل دولة الكويت. يفتح بعضها أبوابه كل يوم ويستقبل بعضها الرواد يومًا واحدًا أو يومين من كل أسبوع. ويفتح بعضها أبوابه في المناسبات. أصبح الجو العام للديوانية أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية وصالونات السياسة. وتتميز بعض هذه الديوانيات العصرية والحديثة بأنها مزودة بتلفزيونات وأجهزة راديو والمحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات. كما صار لبعضها أهداف محددة (رياضية، اقتصادية، سياسية) وجداول ومواقيت وتعلن بعض هذه الديوانيات عن الموضوعات التي ستُطرح للنقاش قبل أيام من موعد الاستقبال. ومن أطرف الديوانيات التي ظهرت حديثًا، الديوانيات النسائية التي تستقبل أيضًا الزوار الذكور ممن لهم اهتمامات وأنشطة مشتركة.
الغناء والموسيقى والرقصات الشعبية قديمًا احتلت الموسيقى والرقصات والأغاني والاحتفالات الشعبية في المجتمع الكويتي جانبًا مهمًا. وكونت الطبول والتصفيق أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات. لكن يُلاحظ أن الإبداع في الموسيقى الكويتية التقليدية سواء من حيث الكلمات والآلات توقف مع نهاية ما يُطلق عليه الزمن التقليدي أو الشعبي وذلك مع بداية اكتشاف النفط في دولة الكويت. في الماضي كانت تؤدي النساء فقط كثير من الأغنيات والرقصات المختلفة وذلك في خصوصية تامة، وقد يشارك الرجال في بعض منها بالعزف فقط. لم يكن يُسمح للمرأة بالغناء والرقص في الاحتفالات العامة، لذلك، كثيرًا ما كان يستعان بفرق نسائية متخصصة في إحياء الحفلات. حديثًا تعدى الغناء والموسيقى في دولة الكويت الأغاني والموسيقى الشعبية، ذلك على الرغم من استمرار وجودها بين الأجيال الجديدة؛ فمازالت هناك كلمات جديدة تُكتب للألحان التقليديةالشعبية فيما يلي مجموعة من أهم الأغنيات والرقصات الشعبية: • الفن: تؤدى عادةً في حفلات الزفاف، حيث تقف المغنيات وعازفات الطبول في صف واحد وهن يتمايلن بهدوء إلى اليمين وإلى الشمال أو ينحنين بشدة إلى الأمام حتى تلامس الطبول الأرض. • الخماري: تؤديها راقصة واحدة ترتدي عباءة تغطي جانبًا من وجهها وتحني قامتها أثناء الرقص وترفعها بهدوء، ثم تقوم بعدة خطوات إلى الوراء وهي تهز كتفيها. • السامري: تؤدى أغنية ورقصة السامري عادة في حفلات الزفاف. ينقسم فيها الفريق إلى قسمين أحدهما للعزف على الطبول والدفوف والآخر للغناء. ترتدي من تؤدي الرقص "الثوب" لتغطي به نصف وجهها، ثم تتحرك بخطوات إلى الأمام وإلي الخلف وهي تهز وسطها ثم تدور دورة ترفع بعدها الثوب عن رأسها ووجهها لتلوح بشعرها على أنغام الأغنية. • الفريسة: تؤدى هذه الرقصة في الأعياد الوطنية والدينية، حيث تقوم فرقة محترفة مختصة بتقديمها. تتنكر امرأة بزي الرجال وترتدي الزبون والغترة والعقال والبشت، ثم تدخل في صندوق تم تحضيره على شكل حصان مزين بالأقمشة الملونة والخرز والحلي الذهبية. يُثبت الصندوق على كتفي المرأة بواسطة حمالات، كذلك، تتنكر امرأتان أخريان بزي الرجال أيضا وتحمل إحداهما مغزلاً والأخرى سيفًا لتصاحبانها في الرقص. يتحرك الحصان إلى اليمين والشمال وإلي الأمام والخلف، وكأنه يتجنب هجوم الرجلين الآخرين. يحاول حامل السيف قتل الفارس، وينتظر العجوز الذي يحمل مغزلاً أن يموت الفارس وحامل السيف ليستولي على السيف وعلى الحصان. تشجع المغنيات الفارس على النجاة بالعزف بقوة على الطبول والدفوف أثناء غنائهن. • العرضة البحرية: من أهم أغاني البحارة الكويتيين، وتتميز أغانيهم بألحانها المميزة الجميلة. وتؤدى حين تقترب السفينة من شاطئ آمن بعد أسابيع من إبحارها في عرض البحر، يحمل البحارة الطبول والدفوف ليحتفلوا بسلامة الوصول. • العرضة البرية: أغنية ورقصة حرب وسلام. يدور فيها الرجال في حلقة وهم يحملون السيوف بينما تقوم فرقة متخصصة بالغناء والعزف على الطبول. • النهمة: أغنية تؤدى على ظهر السفينة، يؤديها مغن واحد يطلق عليه "نهام". هناك عدة أنواع من النهمة لمصاحبة كل نشاط يقوم به البحارة. • الصوت: يُؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يطلق عليه "مرواس". يقوم رجلان بالرقصة المصاحبة ويطلق عليها "زفان". ويُؤدى الصوت في التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط وتسمى سمرة. • المآلد أو الموالد: يُؤدى في المناسبات الدينية كمولد النبي الشريف (صلي الله عليه وسلم) وليلة الإسراء والمعراج. يقدم المولد سيدة أو رجل متدين متخصص. ينشد نصوصًا من السيرة النبوية الشريفة والمدائح ويرد عليه الحاضرون منشدين "حي الله" في نهاية كل بيت. ينحنون إلى الأمام مع كلمة "حي" ويعتدلون مع ترديد الله. تؤدى هذه الأناشيد دون أدوات موسيقية وتكون عادة باللغة العربية الفصحى.
وسائل الترفيه والتسلية قديمًا استخدم أطفال دولة الكويت المواد البسيطة من المهملات التي يعثرون عليها في الطرقات وعلى الشواطئ لصنع ألعابهم الخاصة. ونظرًا لقصر ساعات الدراسة، كانوا يجدون الوقت الكافي لابتكار ألعابهم. وأمدتهم مراقبة آبائهم أو أمهاتهم أثناء العمل بكثير من الخبرات التي مكنتهم من إجادة مصنوعاتهم، على سبيل المثال: • الدويرة: هي نماذج مصغرة للبيوت الكويتية مصنوعة من مواد مماثلة وبالطريقة التقليدية يحفظون بها الطيور الصغيرة أو حاجياتهم. • صناعة القوارب: نتيجة لتأثرهم بمهن آبائهم المتعلقة بالبحر، لعب الصغار بقوارب صغيرة تسمى "العدال"، تُصنع من صفائح الكيروسين الفارغة وتطفو فوق سطح الماء. تُقام مباريات سباق لهذه القوارب.
أما الأطفال الأكبر سنًا فيصنعون قوارب أكبر تسمى "تنك" تكفي لحمل شخصين ويمكنهم التجديف والإبحار بها لمسافات داخل البحر. • العربانة: هي عربة مكونة من صندوق خشبي يرتكز على عجلات. • الأدوات الموسيقية:صنع الصغار أدواتهم الموسيقية مثل "الدنبك"، وهو طبل صغير يصنع بشد قطعة من جلد الخراف فوق فوهة جرة ماء فخارية. كذلك، صنعوا الأدوات الوترية، مثل العود والربابة بشد أوتار على صفائح الكيروسين الفارغة، كما صنعوا "الماصول" وهو ناي بدائي من الخيزران. • القنص وتربية الطيور:كانوا يدربون الطيور الصغيرة كما تدرب الصقور على الصيد، فيربطون في سيقانها خيوطًا ويثبتون طرفها الآخر في أصابعهم ثم يطلقونها ويركضون خلفها، كما كانوا يربون الحمام للبيع أو الأكل أو السباق. • اللعب على الشاطئ:قضى الأولاد أوقاتهم في فصل الصيف على شاطئ البحر للسباحة أو اللعب برمي الحصى فوق سطح البحر، وعد المرات التي تقفز فيها حصاة كل منهم مرددين بعض عبارات التسلية. • الشروكة:لعبت البنات "الشروكة"، وهن متأثرات بالأمهات، وفيها تساهم كل واحدة بنوع من الحبوب أو الخضار كالأرز والعدس والطماطم ثم يشتركن في طبخ كل تلك المواد لعمل وليمة زفاف لعرائسهن. • الكردية:دُمى تصنع من عصوين متقاطعتين على شكل صليب، أو من عظام الدجاج والخراف تثبت وتكسى بقطع من القماش، ويركب لها رأس من قواقع بحرية أسطوانية الشكل. • ألعاب أخرى:صنعت البنات ألعاب أخرى، من أهمها: الأراجيح من الخشب والحبال والمروحات الورقية وبعض أدوات الزينة عن طريق حرق قشور جوز الهند لينتج لون أسود لتلوين اليد والأظافر.
مع اتساع دائرة الاهتمامات اليومية تنوعت أساليب ومراكز الراحة والترفيه. وساعد تقسيم ساعات اليوم إلى عمل ودراسة تتبعها عطل أسبوعية وإجازات سنوية في رسم خط واضح يفصل بين وقت العمل ووقت الفراغ. قديمًا كانت أنشطة الأطفال تقتصر على اللعب مع أبناء الجيران أو الذهاب إلى مدارس تعليم القرآن. لكن نتيجة لالتحاقهم بالمدارس النظامية في سن مبكرة، ابتداء من المراحل الابتدائية حتى الجامعة والمعاهد والكليات المهنية والتي يتم التدريس فيها في أثناء النهار فقط، تنوعت أنشطة الأطفال. قبل اكتشاف النفط في دولة الكويت كان الأطفال يستخدمون المواد البسيطة التي يعثرون عليها في البيت أو في الشوارع لصنع ألعابهم الخاصة. أما الآن، فمع انتشار وسائل الترفيه داخل البيت، مثل التلفزيون والألعاب الإلكترونية والكمبيوتر ووجود هذا الكم الهائل من الألعاب الجاهزة في الأسواق بالإضافة إلى قصَر وقت الفراغ، لا يجد الأطفال الوقت الكافي للابتكار وصناعة ألعابهم الخاصة. من ناحية أخرى، زاد الاهتمام بالأنشطة خارج المنزل. أصبحت كثير من الأسر والأصدقاء تختار الالتقاء في مقاهي ومطاعم الفنادق الضخمة، التي شكلت بدورها مراكز اجتماعية وثقافية حيث تنظم المعارض الفنية للوحات والمجوهرات والأطعمة. وضمت البرامج الثقافية لمدينة الكويت العروض التي تقام في المتاحف والتي تقدمها المسارح والفرق الموسيقى الشعبية وسلسلة المحاضرات والأفلام التي تعرضها دور السينما لينافسوا برامج التلفزيون والفيديو لجذب اهتمام الجماهير. بالنسبة للرياضة في الكويت، على الرغم من اختلاف طبيعة بعض الأنشطة الرياضية التقليدية كالصيد بالصقور عن الرياضات الحديثة، فقد استمرت. وكذلك، انتشرت الألعاب الحديثة مثل كرة القدم والتزحلق على الماء والتزحلق على الجليد في الصالات المخصصة التي وفرت مكانًا منعشًا لروادها وخاصة في فصل الصيف. من خلال شركة المشروعات السياحية، لعبت حكومة دولة الكويت دورًا جادًا في تطور وسائل ومراكز الترفيه. تدير شركة المشروعات السياحية مجمع أبراج دولة الكويت وعددًا من النوادي البحرية الممتدة على طول الساحل إلى جانب منتزه فيلكا السياحي. وأمام هذه الخيارات المتنوعة لقضاء أوقات الفراغ، يلجأ كثير من الكويتيين إلى الشاليهات البحرية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. أما العطل الأخرى فيشترك فيها القديم مع الجديد؛ حيث يقضي بعض الكويتيين عطلة الربيع في رحلات خلوية إلى الصحراء ويقضي كثير من الكويتيين عطلة الصيف خارج البلاد. القديمة لتجد لنفسها موقعًا في الموسيقى الكويتية الوطنية. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التراث الشعبي في منطقة الخليج العربي الإثنين 25 مايو 2015, 11:23 am | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التراث الشعبي في منطقة الخليج العربي الإثنين 25 مايو 2015, 11:24 am | |
| مدخل للتراث الشعبي لدولة الامارات العربية المتحدة
يشكل تراث الشعوب الإطار التاريخي الذي تنطلق منه حضارة أي شعب، فهو بمثابة الوعاء الذي يجمع بين جنباته الحصيلة الإنسانية لكافة جوانب تطور هذه الشعوب ونموها .. من هذا المنطلق يهدف الباب الاول من هذا الكتاب إلى صياغة إطار نظري عام حول تفسير مصطلح التراث بشكل عام والتراث الشعبي بشكل خاص باعتباره يمثل مدخلا لرصد الحياة الشعبية في دولة الإمارات التي ما زلنا نحيا كثيراً من مظاهرها، كما سيتطرق لتفسير بعض المصطلحات التي لها علاقة بوجه أو آخر بالتراثالشعبي كالفلكلور أو الموروثات الشعبية أو المأثورات الشعبية، وسنرى هل بالإمكان استخدامها كبديل لمصطلح التراث الشعبيأم إنه يوجد اختلاف بينها؟.... كما سنتعرف على أهم مجالات التراث الشعبي، وذلك بتقديم عرض موجز عن كل مجال وأهم العناصر التي يحتويها متخذين من تراث دولة الإمارات حالة تطبيقية على ذلك وهذا ما سيرد في الفصل الاول، أما بالنسبة للفصل الثاني من هذا الباب فهو معني بتتبع أهم الجهود الذي بذلت في المحافظة على التراث في دولة الإمارات سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي.
المادة :: أولاً : ما المقصود بالتراث والتراث الشعبي بشكل خاص ....؟ تعد كلمة تراث من الكلمات الشائعة الاستخدام في اللغة العربية الفصحى وفي لهجاتها المختلفة فالتراث في اللغة هو كل ما يخلفه الرجل لورثته أي لأبنائه وأهله من بعده وهو متوارث وقابل للإيراث من بعده بحكم التقادم والانتقال. كما وردت كلمة تراث في القرآن الكريم وذلك في قوله سبحانه وتعالى وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حباً جما ، كما وردت في قوله سبحانه وتعالى ثم أورثنا الكتاب .. ذلك هو الفضل الكبير ويتبين لنا من كلا الآيتين ان للتراث شقين شق مادي كما ورد في الآية الاولى وشق روحي فكري كما ورد في الآية الثانية، كما أتت كلمة تراث في أقوال الرسول صل الله عليه وسلم وفي أقوال الصحابه والمحدثين، إضافة إلى ورودها في الشعر الجاهلي، يتضح من هذه الامثلة ان كلمة تراث كلمة أصيلة مستمدة من ينبوع الحضارة العربية والاسلامية، هذا على الصعيد اللغوي، اما على الصعيد الثقافي والحضاري فالتراث كما يعرفه محمد أركون بأنه سنة الآباء، وإطار من الاحكام والشرائع، ومعلومات عملية تجريبية شعبية، ومجموعات أدبية فكرية علمية مكتوبة .. من هذا التعريف يتبين لنا ان التراث يحمل بين طياته موروثات مادية ملموسة نلتمسها في أسلوب الحياة وأدوات وأساليب الانتاج وفي غيرها من الاشياء المحسوسة، وموروثات فكرية وجدانية متجسدة في القيم والعادات والتقاليد ... الخ. اما التراث الشعبي على وجه التحديد، فليس هناك اتفاق واحد على تفسيره، وذلك شأنه شأن معظم مصطلحات العلوم الاجتماعية التي تتأثر بالخلفيات العلمية والسياسية والحضارية للعلماء القائمين عليها. ولكن هذا لا يمنع من عدم وجود اتفاق عام حول أهم موضوعات التراث الشعبي، فهناك شبه إجماع أكاديمي على أهم ملامح وأسس وموضوعات التراث الشعبي، ويعرف التراث الشعبي بصفة عامة بأنه (العادات والتقاليد والقيم والفنون والحرف والمهارات وشتى المعارف الشعبية التي أبدعها وصاغها المجتمع عبر تجاربه الطويلة والتي يتداولها افراده ويتعلمونها بطريقة عفوية، ويلتزمون بها في سلوكهم وتعاملهم حيث إنها تمثل أنماطا ثقافية مميزة تربط الفرد بالجماعة كما تصل الحاضر بالماضي). والملاحظة الجديرة بالذكر في هذا المقام، هو انه في أحيان كثيرة ترد إلى مسامعنا مصطلحات تراثية كالفلكلور، والمأثورات الشعبية، والموروثات الشعبية، والسؤال هنا هل هذه المصطلحات مرادفة لمصطلح التراث الشعبي؟، وهل بالإمكان استخدامها كبديل لمصطلح التراث الشعبي ....؟
المادة :: (أ) الفولكلورالفلكلور يعد من المصطلحات التي دخلت حديثا إلى اللغة العربية، فهو في الواقع ترجمة لمصطلح انجليزي ظهر في القرن التاسع عشر، ويعني بالعربية الفصحى (حكمة الشعب)، حيث يشير الشق الاول من الكلمة (فلك) إلى الشعب، بينما يشير الشق الثاني من الكلمة (لور) إلى مجموعة المعارف والتقاليد المكتسبة عن طريق الخبرة، ويستخدم المصطلح في بعض الاحيان وبالتحديد في الثقافة الفرنسية للتعبير عن أشياء غير جادة أو استهزائية – عندما يقال على سبيل المثال هذا من باب الفلكلور أي من باب الطرافة. المادة :: (ب) المأثورات الشعبيةالمأثور لغة هو المنقول قرنا عن قرن، وقد استحدث هذا المصطلح من قبل المنظمة العربيةللتربية والثقافة والعلوم، كما أقره مجمع اللغة العربية، وهو في الواقع استحدث كترجمة لمصطلح الفلكلور، ولكن يؤخذ على هذا المصطلح انه يركز بشكل ملحوظ على الآداب الشفاهية ويغفل جوانب أخرى من التراث سنذكرها لاحقا. المادة :: (ج) الموروثات الشعبيةتتمثل الموروثات في كل ما خلفه لنا الآباء والاجداد من تراث سواء المتمثل في جانبه الفكري ام المادي وهي بذلك تتفق لغوياً مع مصطلح التراث. ولكن الفرق يكمن في ان التراث لا زال يؤدي دوره الوظيفي في يومنا هذا بعكس الموروثات الشعبية التي يفترض انها فقدت دورها الوظيفي. المادة :: من خلال العرض السابق ( أ ، ب ، ج )يعتبر مصطلح التراث الشعبي أجدر بالاستخدام في ادبيات التراث من المصطلحات التراثية الأخرى، وهذا ما توصل إليه أ.د. سيد حامد حريز في إحدى أبحاثه المعنية بدراسة التراث الشعبي. حيث أكد على أهمية استخدام مصطلح التراث الشعبي عن بقية المصطلحات التراثية الأخرى وذلك لعدة أسباب، كما أوضحها سيد حريز فهو مستمد من اللغة العربية الفصحى كما أنه مرتبط بالحضارة العربية والإسلامية فهي قد وردت في الشعر الجاهلي، وفي بعض آيات القرآن الكريم، كالآيات التي تطرقت لذكرها سابقا، كما وردت في بعض اقوال الرسول صل الله عليه وسلم. أضف إلى ذلك اشتمالها على مجلات التراث المختلفة سواء المتمثلة في جانبها المادي ام المعنوي بعكس عبارة الفنون الشعبية التي تقتصر على الجانب المعنوي فقط. المادة :: مجالات التراث الشعبي لم يتفق الباحثون بعد على تصنيف موحد لمجالات التراث الشعبي ولا تكاد تجمعهم وجهة نظر واحدة في هذا المجال ... وقد آثرنا في هذا البحث ان نعتمد التصنيف الذي استحدثه الدكتور محمد الجوهري فقد رأى ان يقسم موضوعات التراث إلى أربعة اقسام جاءت على النحو التالي : 1. الادب الشعبي. 2. العادات والتقاليد. 3. المعتقدات والمعارف الشعبية. 4. الثقافة المادية والفنون الشعبية المادة :: أولا : الأدب الشعبي في الواقع لا يزال تحديد الأدب الشعبي أمراً يختلف عليه النقاد ودارسو الأدب. ففريق منهم يرى أن الادب الشعبي لأي أمة هو أدب عاميتها التقليدي وبالتالي هو الأدب الذي يوصف بالأدب الشفاهي، المتوارث، المجهول المؤلف، وفريق منهم يرى الأدب الشعبي بأنه هو نفسه ادب العامية سواء أكان شفاهياً أو مكتوباً مجهولاً ام معروف المؤلف، حديثاً أم متوارثاً، ولكن من الملاحظ في مراجع الأدب الشعبي ان معظم هذه المراجع تتفق على ان الادب الشعبي تدخل ضمنه كل فنون القول التي توارثت مشافهة : اللغة المحلية وعلوم صناعتها، الأشعار، الأزجال، الأحاجي، الخرافات، السير، الملاحم والحكايات، ثم الأمثال .. وسنعرض من خلال الأسطر التالية بعض فنون الأدب الشعبي.
1- الشعر لقد ذكرنا الشعر في المقام الاول وذلك لتأثيره الجلي في نفوس الناس فالشعر يصل للعامة والخاصة من الناس وهو بذلك يعتبر من أكثر عناصر الأدب الشعبي انتشارا، وتداولا بين أفراد المجتمع، سواء أكان في الماضي أم في الحاضر حيث استطاع هذا الشعر بالفعل ان يفجر إبداعات أدبية رائدة في المنطقة ساهمت في إثراء التراث الشعبي. أضف إلى ذلك نفسية العربي وتكوينه الحضاري الذي يضع الشعر في مرتبة سامية، ومن أهم أغراض الشعر وموضوعاته. الشعر الاجتماعي، البداوة، الغوص، البحر، النصائح، الحكمة، الفخر، الذم، شكوى الزمان، الوصف، الغزل وغيرها من المواضيع المهمة التي ساهمت في الواقع في خلق اتجاهات فكرية جديدة في المنطقة، ونحن بهذا الحديث عن الشعر نكون قد فتحنا المجال للشعر النبطي وتأتي الابيات التالية كمثال على هذا النوع من الشعر :
إذا بغيت إنك تصاحب صاحب لا تصاحب إلا جيد الاطباع حتى إذا ضاق المجال ايثيبك بمـدافـع ومنـافـع وأفـــزاع
أما بالنسبة لتصنيف الشعر النبطي، فقد كثرت الاجتهادات وتنوعت حول تصنيفه، ومن بين هذه الاجتهادات رأي الدكتور (أحمد امين المدني) الذي ضمنه كتابه (الشعر النبطي)، حيث يرى ان هناك ستة أنواع للشعر النبطي وهي على التوالي : القصيدة، المربوع، التغرودة، الرزحة، العازي، العيدان. وللشعر نوع آخر وهو المتمثل في الشعر التقليدي أو المقفى وهو ما درج العرب على نظمه قبل الاسلام واستمر حتى يومنا هذا، ومنه قول الشاعر زهير بن ابي سلمى :
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
2- الأهازيج الشعبية تعتبر الأهازيج سجلا حافلا للاغاني التي كانت تردد على ضفاف الخليج العربي في شتى المناسبات، فإذا رجعنا لاصل كلمة هزج نرى ان المراجع بينت لنا ان الهزج قديم في الادب العربي (وهو في معظم معانيه يعني الغناء) الفرح، لكننا لو أمعنا النظر في هذا الضرب من الفنون في الخليج نلاحظ أنه متنوع لدرجة كبيرة، وهذا نتيجة طبيعية فرضته طبيعة البيئة التي امتزجت فيها فنون البحر والغوص بفنون الزراعة والرعي فلكل بيئة ضرب معين من الأهازيج ولكل مناسبة كذلك. أما عن أهم الوظائف التي تقوم بها الاهزوجة في حياة الفرد في تلك الفترة، فقد كانت في الواقع تقوم بوظيفة نفسية بالدرجة الأولى، فالفرد كان يرددها للترويح عن النفس وعن ضغط الحياة لهذا نلاحظ ان الأهازيج شغلت حيزاً مهما في الأدب الشعبي. أما عن وظيفتها في يومنا هذا فيمكننا القول ان الأهازيج الشعبية تعتبر المرآة التي تعكس لنا واقع الشعب في تلك الفترة، وهذا ما تدل عليه نصوص تلك الاهازيج فقد تنوعت هذه النصوص ما بين نصوص معاناة من الحياة اليومية أو نصوص أماني ومنها تلك النصوص التي كانت ترددها الأم على أطفالها، ومن بين هذه النصوص تلك الأهزوجة التي تقول :
لإ إلـــــــــــــه إلا الـــــــــلــــــــه لإ إلــــه إلا الــــلــــه أتحــرســــك فـي منــامـــك أو لـيـلـة عــرســــك وابعون الله لا شر لا سو يقدر عليك
أما في الفترات التي يعم فيه الرخاء فينعكس مسار الاهزوجة فتختلف النصوص من حيث المقصد والخلجات النفسية وهذا ما يثبت صحة حديثنا الذي ورد سابقا، في اعتبار ان الاهزوجة هي الصورة الحقيقية لحياة الناس في تلك الحقبة من الزمن. ويعد كتاب على إبراهيم الدرورة بمثابة الدليل لجمع ما تشتت من الاهازيج في الخليج ومن الامثلة على الأهزوجة الشعبية ما كان يردده آباؤنا أثناء الغوص..
اللهم صلي وسلم عليه .. بيت الرسول مكة يا مدينة مكة .. يا مدينة بيت رسول الله .. هو لو يالله هولو يا هولو.
3- الأمثال الشعبية ما ينبغي توضيحه أولا في هذا المقام، ان المثل الشعبي يرتبط بالكلام العادي أو اللغة المحلية الدارجة وهذا ما جعله أكثر أنواع الأدب الشعبي انتشارا بين الناس، فالمثل الشعبي هو التعبير اللفظي المختصر والمتداول بغير تبديل أو تغيير في لفظه الحرفي، وعادة ما يتضمن حكمة أو موعظة أو نصيحة فهو في كثير من الاحيان يكون مستخلصاً من الحكم والتجارب في الحياة كالمثل الذي يقول (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت) فهذا المثل على سبيل المثال يضرب في الندم على شيء فات، والأمثال عادة ما تكون ذات ارتباط قوي بالبيئة وبالإنسان، فهي في الواقع انعكاس للبيئة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية المعاشة وهذا ما يكشفه لنا اختلاف صياغة بعض الامثال عن بعضها بعضاً على الرغم من أنها تؤدي إلى نفس المعنى كالمثل الذي يقول (اللي ما يعرف الصقر يشويه) هذا ما أفرزته لنا البيئة البدوية، نلاحظ في المقابل في البيئة الزراعية المثل القائل (اللي ما يشوف من لغربال يبقى أعمى). أما عن الدور الذي تعلبه الامثال في الحياة اليومية للفرد، فهي بمثابة الدليل لرصد أحداث الحياة، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في حياة الأفراد عن طريق تأثيرها النفسي عليهم، فهي كفيلة بخلق اتجاهات فردية إيجابية وذلك بما تحمله الأمثال الشعبية المحلية من قيم اجتماعية سامية كالمثل الذي يقول (من زرع في غير بلاده لا له ولا لولاده) فهذا المثل ينمي روح الوطنية في قلوب الناس. من هذا تعد الأمثال الشعبية من أهم وأفضل المصادر والوثائق التاريخية الحقيقية الهامة والضرورية لمعرفة نفسية أي شعب في أي رقعة على خارطة الأرض، وليس هذا فحسب بل هي تساعدنا على معرفة تطوره الفكري والذهني والحضاري والأخلاقي على مر العصور. باختصار يمكن القول عن المثل كما ورد على لسان ابن عبد ربه، بأنه هو وشي الكلام وجوهر اللفظ في كل زمان ومكان وعلى كل لسان فهو أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة لم يسر شيء سيرها ولا عم عمومها (فقيل أسير من مثل).
4- القصص المنثور : ويشتمل هذا القصص المنثور على ثلاثة أنواع هامة هي الأساطير الشعبية، الحكايات الشعبية، السير الشعبية. وفي بحثنا هذا سنتناول بالشرح فقط الحكايات الشعبية والسير الشعبية، أما بالنسبة للأساطير الشعبية فهي على الرغم من انها تحتل مكانة متميزة في الادب الشعبي العالمي إلا انه في تراث دولة الإمارات نلاحظ أن هذا النوع من الادب لا يحتل هذه المكانة لذلك سنستبعد ذكره في هذا المقام. (أ) الحكايات الشعبية : قبل ان نوضح الأهمية التي تعلبها الحكاية الشعبية، لا بد لنا أولا ان نتطرق لتحديد مسمى الحكاية، فالحكاية مشتقة من الحكي، ويعرف الحكي بأنه الطريقة التي تتحول بها تجربة ما إلى إفادة كلامية، ومن ثم فإن الحكاية هي وسيط لتوصيل التجربة، وهي أعلى مرحلة من (الجملة) فبينما تصل الجملة الكلمات بعضها ببعض نجد الحكاية تربط وتصل أفعالا وأحداثا، وفي دولة الإمارات نلاحظ أن الحكاية تسمى (سالفة) وهذه التسمية تؤكد معنى الحدث الذي وقع في سالف الزمن .. ومن ملاحظة سجل الحكايات، يتبين لنا ان الحكايات الشعبية أو القصص الشعبي ينقسم إلى عدة أنواع، وان كل نوع له شكل ومحتوى يختلف فيهما عن أي نوع آخر، ولكن ما يهمنا في هذا المقام، ان نعدد أهم أنواع القصص الشعبي، وهي تنقسم إلى سبعة أقسام كما صنفتها. نبيلة ابراهيم : 1. الحكاية الخرافية لا سيما تلك التي تتضمن الحكايات السحرية حكايات الجان كحكاية (أم الدويس) في مجتمع الإمارات، وملخص هذه الحكاية ان ام الدويس تصور على انها إمرأة قبيحة يدها على شكل المنجل تقتل بها ضحاياها من الذكور بعد ما تظهر لهم في شكل إمرأة جميلة جذابة تغريهم وتخدعهم ثم تقتلهم. 2. حكاية المعتقدات وهي معتقدات ترتبط بالقوى الخارقة كالخالق عز وجل، وبالملائكة وبأنهم رمز للخير والنقاء، وكذلك المعتقدات المرتبطة بالشياطين وبأنهم رمز للشر والفساد، وكذلك هناك المعتقدات المرتبطة بالقوى الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم بأسمائها ودلالات ظهورها وارتباطها بالأحوال الجوية. 3. حكايات التجارب اليومية وهي حكايا مستمدة من حياة الناس وما فيها من حوادث تدعو لأخذ العبرة والدرس. 4. الحكايات التاريخية وهي تحكي لنا أحداثا تاريخية وقعت في زمن أجدادنا. 5. قصص الحيوان وهو قصص رمزي، يقصد به الكشف عن عيوب الإنسان، من خلال حديث الحيوان أو الطير مثل الغراب، ومكر الثعلب، وعن النسور ... الخ. 6. الحكايات الهزلية وتهدف إلى إشاعة روح النكتة والفكاهة وتأخذ أحياناً طابع النقد. 7. القصص الديني وهي القصص الواردة في القرآن الكريم، وقصص الصحابة والتابعين والأولياء الصالحين.
ومن خلال دراسة بعض الحكايات التي اطلعنا عليها نلاحظ ان الحكاية الشعبية كانت ولا تزال تلعب دوراً هاماً وحيوياً في التنشئة الاجتماعية، كما تساهم بدور جلي في العملية التربوية، وذلك كون هذه الحكاية تعتبر مصدرا من مصادر نقل المعرفة والخبرة والتجربة الإنسانية والقيم والمعتقدات السائدة في المجتمع الشعبي، وذلك كله في إطار زمني يجمع ما بين الترفيه والتعليم. ولابد لنا ان نذكر في هذه المقام جهود مركز التراث الشعبي لمجلس التعاون حيث قام هذا المركز مشكورا بجمع أهم الحكايات الشعبية المنتشرة في الخليج العربي وإصدارها في مجلدين وهو ما زال يتابع نشاطه إضافة إلى قيام المجمع الثقافي بإصدار كتاب بعنوان (حصاة الصبر) لأحمد راشد ثاني، وهو بمثابة الجزء الاول من ضمن مشروع جمع الحكايات الشعبية في الإمارات، ولابد من التنويه بجهد مركز زايد للتراثوالتاريخ الذي أعد دورة تدريبية لجمع الحكاية الشعبية وطرق نقلها وتدوينها. (ب) السيرة الشعبية : تعد السيرة من أكثر فنون الادب الشعبي العربي انتشارا، وتشكل السيرة الشعبية قسما قائما بذاته من الادب الشعبي، الذي يطلق عليه في وقتنا الحاضر اسم (الادب العامي). أما بالنسبة لموضوعاتها فهي تدور في كثير من الأحيان حول البطولات والفروسية كما ترتبط عادة بسيرة بطل معروف أو فارس مغوار كسيرة عنترة بن شداد وسيرة أبو زيد الهلالي، أما عن الأسلوب المستخدم في السيرة فهي تجمع ما بين أسلوب النثر والشعر. كما أنها في أحيان كثيرة تبدأ وتنتهي بأبيات شعرية أو جمل غنائية موسيقية تجعلها مألوفة لدى المستمع .. وقد أفرز لنا الأدب الشعبي العربي من تاريخه العريق ست سير شعبية وكل هذه السير تدور حول البطولات وأنماط من الفروسيةالعربية الأصيلة وموضوعات اجتماعية وأخلاقية مختلفة، ومن أهم هذه السير سيرة سيف بن ذي يزن، وسيرة الظاهر بيبرس، وسيرة الأميرة ذات الهمة، وسيرة حمزة العرب أضف إلى ذلك سيرة عنترة بن شداد وسيرة الهلالي.
5- الألغاز الشعبية : اللغز في اللغة هو الكلام المعمى أو الخفي، فاللغز من ألغز الكلام وألغز فيه عمي مراده وأضمره على خلاف ما اظهره. ومن بين التعريفات الموضوعية التي وردت في هذا الشأن، تعريف ابن رشيق فقد عرف اللغز فقال (أن يكون للكلام ظاهر عجب غير ممكن أو باطن ممكن غير عجب). أما عبدالله الطابور في كتابه الألغاز الشعبية في الإمارات فقد عرف اللغز بأنه هو جنس من الادب الشعبي يتكون من مجموعة من الألفاظ والكلمات الجميلة التي تحمل معنيين في آن واحد، معنى مضمر أو خفي، يبحث عنه السامع، ومعنى آخر ظاهر يورد في حيثيات الكلام وألفاظه البائنة المعرفة. وتختلف مسميات الألغاز من دولة لأخرى ففي الإمارات يطلق عليه اسم لغز، بينما في دولة الكويت تسمى (الغطاوي)، بمعنى ان الجواب في اللغز مغطى أو مخفي. بينما في السعودية نلاحظ انه يطلق عليه اسم (الحجايا) أو (الغبايا). أما في العراق فتسمى (حزورات) أو (أحازير). إلا أن الملاحظة المهمة أنه ولو اختلفت التسميات في الالفاظ والمعاني فإنها جميعا تعبر عن مفهوم واحد وهو الإغماض والإخفاء والسؤال. وتقوم الألغاز الشعبية بعدة وظائف منها على سبيل المثال الوظيفة الترفيهية، فالألغاز وسيلة مبسطة محببة في وسائل التسلية والترفيه والترويح عن النفس خاصة بعد عناء يوم طويل شاق من العمل. كما تقوم بوظيفة تربوية وتعليمية وذلك لما تتطلبه من جهد عقلي متمثل في التأمل ودقة الملاحظة وإدراك العلاقات والمقارنة بين الأشياء. إضافة لهذه الوظائف تقوم كذلك الألغاز بوظائف اجتماعية ونفسية، فالمباريات اللغزية تتيح لأفراد الجماعة على اختلاف أعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية فرصة للتخاطب الجماعي بينهم، فهي من هذه الناحية ذات وظيفة اجتماعية، أما بالنسبة للوظيفة النفسية، فهذه المباريات اللغزية تتيح الفرصة لتقوية الإحساس بالتفوق والرضا عن الذات (عند النجاح في معرفة الحلول). والألغاز على نوعين منها العامي أو الشعبي ومنها الألغاز الخاصة التي ارتبطت بالشعر والموال في صياغتها اللفظية وتداولها، أما عن طريقة صياغة الألغاز فهي تتخذ طابع التركيز الشديد. من خلال العرض السابق لأهم مجالات الأدب الشعبي، عرضنا لأهم هذه المجالات ولم نعرض لمجالات اخرى، لان مجالات الادبالشعبي مختلفة ومتنوعة من بيئة لأخرى، وهذا ما يفسر لنا اختلاف تصنيفات الادباء في هذا المجال، فكل كاتب يعكس واقع بيئته المعاش، ولكننا على كل حال تطرقنا لعرض أكثر أنواع الادب الشعبي شيوعاً ولربما يتفق معظم الكتاب على هذا التصنيف ... من الملاحظ كذلك بعد عرض عناصر الأدب الشعبي ان هذه العناصر تلتقي في بعض النقاط فلاحظنا ان مؤلفي هذه العناصر سواء أكانت الأهازيج أم الامثال ام القصص ام الالغاز .. الخ، مجهولة المؤلف وبما أنها لم تنتج عن طريق شخص معين فهي بالتالي إنتاج شعبي مشترك، وبما أنها أنتجت من قبل جماعات شعبية بسيطة غير ملمة بالقراءة والكتابة فهي نتيجة طبيعية انها ستعتمد على التعبير الشفاهي أو القولي، إضافة إلى ذلك تداول هذه العناصر وانتشارها بين مختلف الأجيال.
|
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التراث الشعبي في منطقة الخليج العربي الإثنين 25 مايو 2015, 11:25 am | |
| مدخل للتراث الشعبي لدولة الامارات العربية المتحدة
المادة :: ثانياً : العادات والتقاليدقبل ان نوضح ما المقصود بهذا المصطلح وما هي محتوياته لابد أن نبين أولا ما انتهى إليه الدكتور محمد الجوهري بانه لا يوجد ميدان من ميادين التراث الشعبي بعد - الادب الشعبي – حظي بمثل ما حظي به ميدان العادات الشعبية من العناية والاهتمام وما يثبت لنا صحة كلام الدكتور الجوهري ذلك الكم الهائل من الدراسات الفلكلورية والسيولوجية من ناحية، وفي عمليات الجمع والتسجيل من ناحية أخرى لدرجة انه بات من المستحيل على باحث واحد ان يلم بهذا المجال إلماماً كاملا، ولا غرو في ذلك فالعادات والتقاليد الشعبية تقدم لنا صورة متكاملة عن حياة أي مجتمع فمن خلالها يمكن لنا فهم ثقافة المجتمع وواقعه المعاش. أما عن ماذا نعنيه بالعادة الشعبية فهناك العديد من التعريفات في هذا الموضوع إلا أن معظم هذه التعريفات أجمعت على ان العادة هي نمط السلوك الذي يرتضيه الفرد أو الجماعة لأنفسهم فيميل إلى الثبات بمرور الوقت بل وللانتقال الوراثي فمن خلال هذا الانتقال بين عدة أجيال تتوسع العادات والتقاليد وتنمو ومن ثم تكتسب سلطانا في المجتمع. ومن خلال خلاصة هذه التعريفات المقدمة لمصطلح العادة الشعبية نستطيع ان نستنج أهم خصائص العادة الشعبية. (1) نلاحظ أن العادة هي فعل اجتماعي بالمقام الاول حيث إنها تظهر للوجود حينما يرتبط الفرد بآخرين ويأتي أفعالا تتطلبها منه الجماعة. (2) نلاحظ كذلك أن العادة لا بد لها من ينبوع تراثي يدعمها ويغذيها عبر عدة أجيال ومن هنا فهي تاريخية الطابع. (3) تمتلك العادة قوة معيارية وظاهرة تتطلب الامتثال الاجتماعي بل الطاعة الصارمة في معظم الأحيان، والفرد الخارج عن العادة هو شاذ اجتماعي يستحق العقاب. (4) ترتبط العادة في معظم الاحيان بمواقف واحداث الحياة فهي لابد لها من وجود موقف حتى تظهر للوجود كالزواج مثلا. (5) تتخذ العادة صورا عديدة تظهر في تلك التنويعات اللانهائية من العادات في كافة مجالات الحياة وتزداد تنوعا تبعا لتباين السن والنوع والمهنة وما إلى ذلك من أمور. أما بالنسبة لتصنيف العادات والتقاليد الشعبية فهي في الواقع خضعت لمجموعة من التصنيفات كتصنيف الكسندر كراب وتصنيف دورسون، والتصنيف الذي قام به محمد الجوهري وزملاؤه، ولكننا في هذا المقام سنأخذ بتصنيف الدكتور الجوهري لأنه قام بالفصل بين العادات والتقاليد وما بين المعتقدات. فقد ضم التصنيف الموضوعات التالية : (1) عادات دور الحياة البشرية وهي تنقسم بدورها إلى مجموعة من المراحل : (أ) الميلاد : الحمل، الوضع، الوليد وكيفية الاهتمام به، السابعة، تنشئة الطفل، الختان. (ب) الزواج : الخطوبة، الزواج في المدن، زواج أهل البادية، زواج أهل القرى. (ج) الوفاة : طقوس الدفن، العزاء، زيارة القبور. (2) الأعياد والمواسم والشهور الدينية وهي متعددة وتختلف من منطقة لأخرى إلا أنه من ابرزها ... (أ) الأعياد الدينية : مثل رأس السنة الهجرية، وشهري رجب وشعبان، وشهر رمضان المبارك، والعيد، والحج. (ب) المناسبات الوطنية: ذكرى تأسيس الاتحاد، وذكرى جلوس صاحب السمو رئيس الدولة. (ج) المواسم الزراعية: كمواسم التلقيح والتبشير للنخلة وغرسها وما يصاحب ذلك من اشعار وأناشيد جماعية وقد اختفى اغلبها مع اساليب الزراعة الحديثة ودخول الميكنة. (3) الفرد في المجتمع المحلي وتشمل : (أ) المراسيم الاجتماعية كمراسيم استقبال الضيف والعلاقات بين الكبير والصغير، وبين الغني والفقير ... الخ. (ب) العلاقات الأسرية، وفيها يوضح مركز الأب والابناء والام والعلاقة بين الاكبر والاصغر. (ج) العادات المتعلقة بالطعام : سواء بالمجتمع العائلي لتناول الوجبات الرئيسية الثلاث وما يتبعها من عادة شرب الشاي والقهوة، كذلك ولائم الضيوف التي تقام في حفلات الختان والافراح والولادة، وفي المآتم كل حسب البيئة التي يعيشها، حيث تختلف بعض العادات في البيئة الصحراوية عن البيئة الساحلية. المادة :: ثالثاً : المعتقدات والمعارف الشعبيةقبل كشف النقاب عن أهم المعتقدات السائدة في المجتمع الإماراتي لابد لنا أولا ان نتطرق لتفسير مصطلح المعتقد ... ما هو المعتقد الشعبي؟ وما هي أهم موضوعاته؟ تعتبر المعتقدات الشعبية ظاهرة طبيعية لكل شعوب العالم، وتتعدد أشكال وصور وطبيعة هذه المعتقدات من بيئة لأخرى، فمنها ما يسرد على شكل حكايات وقصص وأساطير ومنها ما يقام له الطقوس والاحتفالات، وفي أحيان كثيرة تصبح المعتقدات على شكل أعراف تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وتصبح جزءاً من عقيدة هذه الاجيال. والسؤال الآن ما هو المعتقد؟ يعرف المعتقد بأنه (مجموع المعلومات والمعارف المتراكمة في أذهان الناس عن حياتهم والبيئة المحيطة بهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض، والتي تشكل الإطار المرجعي لكل مظاهر سلوكهم..). أما محمد الجوهري فيرى المعتقدات والمعارف الشعبية بأنها (مجموعة المعتقدات التي يؤمن بها الشعب فيما يتعلق بالعالم الخارجي والعالم فوق الطبيعي). نستشف من هذا التعريف ان هناك معتقدات مترسخة في أذهان الناس ومن الصعب جداً التخلص منها وذلك لتسليمهم بصدق ويقين هذه المعتقدات، ومن أهم الموضوعات التي يمكن أن تندرج تحت هذا الميدان، نجد تلك المعتقدات الدائرة حول الطب الشعبي، والكائنات فوق الطبيعية، والقوى الطبيعية كالمعتقدات المتعلقة بالأجرام السماوية، والأرواح وغيرها من المعتقدات التي سنحاول من خلال الأسطر التالية إعطاء نبذة عنها.
1- الطب الشعبي : يعرف الطب الشعبي بأنه التطبيب من الامراض أو الاعراض الصحية والنفسية عن طريق الأعشاب والأدوية الشعبية أو الممارسات التقليدية والتي امكن التعرف عليها منذ القدم بواسطة مطببين محليين أو شيوخ دين .. وفي الواقع هناك عدة مسميات للطب الشعبي مثل الطب المحلي أو التقليدي أو البديل .. ونلاحظ أنه في دولة الإمارات وعلى الرغم من التحسن الكبير في الخدمات الصحية إلا أن الطب الشعبي لا يزال يستخدم عند قطاع واسع من الناس، وهذا ما أثبتته إحدى الدراسات العلمية. أما عن مجالات الطب الشعبي كما حددها الطابور، هي كالآتي : (أ) العمليات الطبية (الكي، الحجامة، الختان، التجبير، علاج الجروح، الولادة ..). (ب) الطرق والوسائل العلاجية (المسح والترفيع، الخويه، التخبي، التقميع، العزل عزل المريض، العلاج بالماء). (ج) الوصفات الدينية (المحو، علاج العين، علاج المس). (د) الأدوية الشعبية (أدوية نباتية، خلطات ومركبات، أشربة وأوراق).
2- القوى الطبيعية : وهي المتعلقة بالأجرام السماوية سواء أكانت الكواكب أو النجوم أو الشمس أو القمر بأسمائها ودلالات ظهورها، وارتباطها بالأحوال والتغيرات الجوية وحساب المواقيت والمناسبات الدينية وغيرها.
3- معتقدات لها طبيعة وظروف خاصة : هذه النوعية من المعتقدات لها صور وأشكال مختلفة، وأصبحت متوارثة بين افراد المجتمع جيلا بعد جيل، وفيما يلي نماذج منها : (أ) المعتقدات الخاصة بسقوط الأسنان، فكانت عندما تسقط الأسنان اللبنية للأطفال، كان الأهالي يخافون على أبنائهم من العبث بها أو بلعبها، فنتيجة لذلك ابتكر الأهالي عرفاً وهو ان يقوم الأطفال بالتخلص من اسنانهم التي سقطت بحذفها نحو قرص الشمس ويقولون (هاج ياعين الشمس ضرس الحمار وعطيني ضرس الغزال). (ب) التحذير من التصفير ليلا لأن ذلك سيخرج الثعبان، وهذا أيضاً اعتقاد خاطئ ليس له أساس من الصحة. (ج) المعتقدات والسلوكيات التي أوجدتها النساء فيما يختص بعملية الإنجاب، كالإعداد لمقدم الطفل، ورعاية الحامل من التعب والإرهاق والحسد، كذلك الولادة وما تتضمنه من استعدادات خاصة وأدعية تتعلق بتسهيل الطلق على المرأة ومساعدتها على الوضع، وإعداد بعض الوصفات الغذائية لرد العافية للنساء بعد الولادة، كما تتضمن هذه المعتقدات الحفاظ على صحة المولود وبقائه، والاحتفاء بمقدمه مثل أهمية التكبير في أذن الطفل اليمنى حال ولادته، وإقامة الصلاة في اليسرى وذلك لينشأ مسلما واعتقادهن في ذات الوقت ان الآذان والإقامة تحميه من الحسد والجن، كذلك وضع المصحف والحرز تحت رأسه، وغيرها الكثير من المعتقدات. المادة :: رابعاً : الثقافة المادية والفنون الشعبيةأولاً : الثقافة المادية نستطيع القول ان التراث المادي يعتبر من أهم مجالات التراث الشعبي والسبب يرجع في ذلك كون هذا المجال مرتبطاً ارتباطاً مباشرا بالاحتياجات اليومية في الحياة العامة ولكن وعلى الرغم من أهميته إلا إنه لم يحظ كثيراً باهتمام الأكاديميين مقارنة ببعض ميادين التراث الشعبي الأخرى كالأدب الشعبي والعادات والتقاليد .. ولكننا وقبل أن نحدد ما المقصود بالثقافة المادية، لابد أن نتطرق اولا لتحديد مفهوم الثقافة، فالثقافة بشكل عام هي (مجمل الموروثات الإنسانية المادية منها وغير المادية محكومة بالبيئة الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية المحيطة بها وتدخل فيها كذلك الممارسات اليومية التي تكيف الحياة عامة والسلوك على وجه الخصوص). من خلال هذا التعريف نلاحظ ان الثقافة المادية ما هي إلا جزء من الثقافة العامة وتعرف الثقافة المادية بأنها (الشيء الملموس والمحسوس بوجه عام أو بمعنى آخر هو تحويل المادة الخام إلى شكل محدد يخدم غرضا لدى الإنسان)، يتضح لنا من خلال هذا التعريف ان محور الثقافة المادية يعتبر محوراً أساسياً في الفلكلور الإماراتي وذلك لأنه يشكل جانب الإبداع في هذه الثقافة الشعبية، فهو يغطي جميع إبداعات الفنون التشكيلية والتطبيقية التي منها على سبيل المثال الصناعات اليدوية بمختلف أنواعها والتي سنحاول ان نتطرق لتقديم شرح مبسط عن أهم أنواعها ... (1) الصناعات اليدوية (أ) المصنوعات الجلدية : وهي التي تعتمد على جلود بعض الحيوانات مثل البقر والغنم ومن أهم هذه الصناعات صناعة قرب الماء وقرب الحليب وصناعة النعال والحقائب وجلود الطبول. (ب) الصناعات الصوفية : مثل صناعة الخيام والبشوت وبعض الملابس الشتوية والسجاد وغيرها. (ج) الصناعات الخشبية : مثل الصناديق والأسرة وبقية أثاث البيت الخشبي وصناعة السفن. (د) صناعة الفخار : وقد مارسها غالبا أهالي الجبال لتوفير الطين ومنها أواني الشرب والصحون وغيرها. (هـ) الصناعات الحديدية : مثل صناعة السيوف والخناجر وصناعة قضبان النوافذ والأدوات والأواني المنزلية وأدوات العمل وغيرها. (و) صناعة السعف : مثل صناعة المهفه (مروحة يدوية)، وصناعة الحصير، السرود (يفرش تحت مائدة الأكل)، المغطى (يستخدم غطاء للمائدة)، المكناس .... الخ. (2) الخياطة والتطريز وأدوات الزينة : (أ) الخياطة والتطريز : وتشمل نقوش الملابس النسائية وخياطتها مثل (المخور والمزراي والتلي) وغيرها كما تشمل ملابس الرجال والصغار. (ب) أدوات الزينة : وهي التي تهتم بها المرأة سواء في يومها العادي أو عند خطوبتها أو زواجها أو زياراتها العائلية أو في المناسبات كالأعياد والافراح .. ومن أنواع الزينة الحناء وصناعة صبغة الشعر وصناعة الكحل العربي .. وغيرها ..
وبعد هذا العرض السريع لأهم الصناعات التقليدية التي يزخر بها التراث الإماراتي لا بد لنا من إيضاح نتيجة مهمة في هذا المضمار كشفت عنها إحدى الدراسات التي قام بها مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية فقد بينت هذه الدراسة عن وجود 23 حرفة شعبية يدوية ما زالت تمارس داخل مجتمع الإمارات وتمثل مورد رزق للعديد من الناس، وفي دراسة أخرى كشفت عن وجود 30 حرفة من الحرف النسائية التقليدية لا زالت تمارس في الدولة، وبهذه النتائج التي توصلت لها هذه الدراسات نتوصل إلى ان دولة الإمارات تعد اليوم في طليعة الدول الخليجية من حيث الاهتمام بالحرف والصناعات التقليدية الشعبية. كذلك مما يكشف لنا عن وجود الثقافة المادية في دولة الإمارات تلك الحصون والقلاع والبيوت القديمة أضف إلى ذلك الافلاج التي شقت المياه.
ثانياً : الفنون الشعبية تعد فنون الاداء الشعبي من الميادين الأساسية المؤلفة للتراث الشعبي، فقد احتلت مكانة خاصة في حياة الآباء والأجداد وفي حياتنا كذلك نحن اليوم، فهي لا زالت تواكب مسيرة النمو الوجداني والعاطفي للإنسان في الإمارات وتعبر كذلك عن شجونه وأحاسيسه، إضافة إلى ذلك فإن محور الفنون الشعبية يعد من أوسع محاور التراث الشعبي وذلك لاشتماله عل ثلاثة فنون يعد كل منها عالماً قائماً بذاته (فن الموسيقى الشعبية، فن الغناء، فن الرقص)، إضافة إلى فن الألعاب الشعبية .. وسنتطرق أولاً لتحليل الفنون الشعبية في الإمارات ومن ثم سننتقل لمناقشة محور الألعاب الشعبية.
1. الفنون الشعبية وتشمل هذه الفنون (فن الرقص وفن الموسيقى والغناء) ولقد تعمدنا جمع هذه الفنون في نقطة واحدة وذلك لكونها لا تأتي إلا مجتمعة، فيؤدى الرقص بمصاحبة الغناء على أنغام الموسيقى، وتنقسم هذه الفنون في دولة الإمارات في الواقع إلى قسمين رئيسين فنون أصلية وفنون وافدة للمنطقة. (أ) الفنون الأصلية. وهي التي بدأت أولا كنوع من الهواية وذلك للتعبير عن السعادة والفرحة أو التنفيس عن صعوبات الحياة وكذلك لشغل وقت الفراغ فقد كان الأفراد يمارسونها في المناسبات المختلفة، كالأعراس والختان والاعياد وغيرها من المواسم الاجتماعية والدينية، لكنها في وقتنا الحاضر نلاحظ أنها اقتصرت على حفلات الأعراس والمناسبات الوطنية فقط .. وهي كذلك تختلف باختلاف البيئة في دولة الإمارات فنلاحظ ان فنون أهل البحر تختلف عن فنون أهل البادية .. فمن أهم الفنون البحرية (العيالة، المالد، الأهل، العرضة، الدان، تقصيرة، هولو، العرضة على السفينة، النهمة، الخطيفة). أما بالنسبة لأهل البادية (الونة، الرزيف، الحربية، الطازج، العازي، التغرودة، السامري، الردحة، ورقصة المناهيل). (ب) الفنون الشعبية الوافدة وهي التي وفدت للمنطقة نتيجة للاتصال التجاري مع الدول المجاورة لا سيما مع افريقيا وايران والهند وغيرها من الدول فقد ذابت هذه الفنون في الفولكلور المحلي بعد أن لاقت استحسان أهل المنطقة، وتعتمد هذه الفنون الوافدة على الآلات الموسيقية الوترية وآلات النفخ التي لم تكن معروفة في الفنون العربية الأصيلة، ومن أهم هذه الفنون الوافدة فن ( الليوه، الهبان، النوبان الفجرى، مكوارة سومة .. وغيرها). ومن الملاحظ في دولة الإمارات حالياً ان الفنون الشعبية تحظى باهتمام بالغ من قبل المؤسسات التراثية سواء الرسمية منها أو الأهلية وذلك كون هذا الجانب من أكثر جوانب التراث حيوية، ولن نتتطرق في هذا المقام لمناقشة أهم الجهود المبذولة في هذا المضمار وذلك لانفراد الفصل الثاني بمناقشة هذا الموضوع.
2. الألعاب الشعبية : يعتبر اللعب غريزة انسانية لدى الاطفال فهو ذو أهمية لا تقل عن الغذاء والهواء، وذلك لما تتمتع به الالعاب من مزايا إيجابية فهي تعد أهم الوسائل الترفيهية المتوفرة في ذلك العصر، وبجانب هذه الوظيفة الترفيهية تبرز وظائف أخرى لا تقل عنها أهمية، فهناك الوظائف الاجتماعية والنفسية والتربوية التي تقدمها الالعاب ليس للأطفال فحسب وإنما للكبار ايضا. وفي دولة الإمارات العربية يوجد الكثير من الألعاب الشعبية التي ابتدعها الشعب وحافظ عليها حتى أصبحت تشكل جزءا من ثقافته الشعبية، وقد كان يمارسها الأفراد على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم الاجتماعية. أما عن أهم الألعاب الشعبية التي كانت تمارس في السابق، فكانت متنوعة ومختلفة وذلك بحسب اختلاف عمر الإنسان حيث كان لكل فئة عمرية نوعية من الألعاب التي تناسبها، فألعاب الاطفال كانت تختلف عن العاب الكبار التي كان يغلب عليها طابع الهدوء والاتزان والتفكير كما في لعبة الشطرنج على سبيل المثال. كما يمكننا تصنيف الالعاب حسب الجنس فألعاب الصبية التي تعتد على القوة الجسمية والعضلية كانت تختلف عن ألعاب الفتيات، كما يمكن تصنيف الألعاب الشعبية من حيث عدد لاعبيها إلى ألعاب فردية وأخرى جماعية. ولن نتطرق لتفصيل هذه الألعاب وذلك لانفراد فصل مستقل في الكتاب لمناقشتها.
رؤية تقييمية : من خلال التحليل السابق لأهم مجالات التراث الشعبي، تتضح الأهمية الكبيرة التي يعلبها التراث الشعبي في حياة الشعوب، فكل عنصر من عناصر التراث الشعبي، بل كل قطعة أدبية شعبية أو معتقد شعبي أو مثل أو حكاية أو أهزوجة لها وظيفتها المعينة، فهذه العناصر كما بينا سابقاً تسعى لترسيخ القيم والمعارف الثقافية من خلال الأمثال والحكم والشعر، كما تساهم هذه العناصر التراثية بالتعبير عن أحوال شعوبها النفسية والعاطفية سواء في المناسبات السعيدة أو الحزينة وذلك من خلال الموسيقى والأغاني الشعبية والتقاليد والعادات المختلفة التي ترافق كل حالة من حالات الإنسان النفسية والعاطفية. كما يقوم التراث بوظيفة نقدية تربوية فالمجتمع أحياناً يوظف بعضاً من عناصر تراثه الشعبي في نقد السلوكيات التي تتعارض مع فلسفة المجتمع وكل ذلك يتم بطريقة غير مباشرة عن طريق النادرة والنكتة والحكاية. ومما يجدر لفت الانتباه إليه أن موضوعات عناصر التراث الشعبي تشكل فيما بينها وحدة متآلفة ومتداخلة وعليه فإنه من الصعب الفصل بينها في عالم الواقع، وإنما قصد من التحليل والتصنيف الذي ورد في ثنايا الفصل، إبراز كل مجال على حدة وتوضيح أبعاده المختلفة وذلك تسهيلاً للقارئ أو المطلع ... ولنأخذ مثالا على ذلك إحدى المهن الشعبية المنتشرة بكثرة آنذاك في مجتمع الإمارات ألا وهي مهنة الغوص، فإذا حللنا مهنة الغوص ولاحظنا مدى انطباق صحة الشرط الذي افترضناه في تكامل لوحة عناصر التراث الشعبي، نلاحظ الآتي ... مهنة الغوص من المهن العريقة في التراث الإماراتي، كان ممارسوها يرددون أثناء عملية الغوص العديد من الأهازيج الشعبية، ومنها على سبيل المثال الأهزوجة التي يخاطب فيها الغواصون النوخذة :
والله يخليك، نوخذه بيت مكة يوديك. نوخذه
نلاحظ أن هذه الأهزوجة مستمدة من الادب الشعبي، كما ترتبط بهذه المهنة العديد من الفنون الشعبية البحرية كفن الأهل والعرضة والدان والتقصيرة والهولو ففي فن الهولو على سبيل المثال يبدأ النهام الغناء قائلا :
هولو .. يا سيد المرسلينا هـولــو .. واشـفــع لــنـا هـولــو .. فـي كـل حينـا
كما ترتبط بمهنة الغوص بعض من مظاهر الثقافة المادية كصناعة السفن وأدوات الغوص والصيد كالشباك (القرقور، الليخ، السنارة، البلاوة ... الخ). يتبين مما سبق أن جميع مجالات التراث الشعبي تشكل فيما بينها مجموعة من الحلقات المترابطة التي تشكل لنا في النهاية صورة عن واقع الحياة الشعبية في المجتمعات التقليدية والتي من بينها مجتمع الإمارات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآِن هو كيف وصلت لنا هذه المفردات التراثية اليوم ولقد مرت عليها أحقاب من الزمن، هذا ما يقودنا للحديث عن حملة التراث وهم الذين يحفظون لنا التراث ويروونه، وبعض أدبيات التراث اعتبرت حملة التراث أحد مجالات التراث الشعبي .. أما بالنسبة للسؤال عن من هم حملة التراث، ففي الواقع يأتي على رأس هؤلاء : المعمرون وكبار السن (الشواب) والشعراء والمطاوعة ورجال البحر والغوص .. فهؤلاء يعتبرون في الواقع هم حفظة التراث الذين يتولون نشره ونقله فهم بمثابة مرجع للتراث، ولكن لا بد أن نضع في الاعتبار عند تعاملنا مع هؤلاء الرواة عوامل الأمزجة المختلفة لهذه الأجيال المتعاقبة فالأفراد عادة يميلون للانتقاء فيما يسمعونه أو يبصرونه من ممارسات وهذا ما يفسر لنا التباين بين التراث الذي يحمله أبناء الجيل الواحد، كذلك للوسط المحلي وللبيئة تاثيرها الجلي على حملة التراث. المادة :: خاتمة الفصل الأول ناقش هذا الفصل الذي يعد مدخلا لدراسة التراث الشعبي موضوعين رئيسين :
الموضوع الاول متمثل في تقديم تعريف لمصطلح التراث الشعبي، ولماذا آثرنا استخدامه على بقية المصطلحات التراثية الاخرى كالفلكلور والمأثورات الشعبية.
أما الموضوع الثاني فهو متمثل في مناقشة مجالات التراث الشعبي، وقد بينا ان الدارسين لم يتفقوا بعد على تقسيم معين لهذه المجالات، إلا أننا في هذه الدراسة اعتمدنا التقسيم الذي استحدثه الدكتور الجوهري والذي تأخذ به معظم الدراسات التراثية وقد ناقشنا هذه المجالات مع تقديم أمثلة تطبيقية عليها من التراث الإماراتي، وذلك مساهمة منا في إحياء تراث هذه الدولة وحث الاجيال الصاعدة على استيعابه وفهمه وممارسته في بعض أوجه الحياة. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التراث الشعبي في منطقة الخليج العربي الإثنين 25 مايو 2015, 11:25 am | |
| |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: التراث الشعبي في منطقة الخليج العربي الإثنين 25 مايو 2015, 11:26 am | |
| [b]اليمن
المناخ[/b] تطل جمهورية اليمن على بحرين هما البحر الأحمر والبحر العربي لكن مناخ جمهورية اليمن لم يستفد من الخصائص البحرية كثيراً سوى في رفع درجة الرطوبة الجوية على السواحل حيث أن تأثير هذين البحرين في تعديل خصائص مناخ الجمهورية محدود جداً يقتصر على الرطوبة وتعديل بعض خصائص الرياح بينما دورهما في حالة عدم الاستقرار الجوي محدود وتسقط الأمطار في جمهورية اليمن في موسمين الموسم الأول خلال فصل الربيع(مارس – أبريل) والموسم الثاني في الصيف (يوليو – أغسطس) وهو موسم أكثر مطراً من فصل الربيع وتتباين كمية الأمطار الساقطة على اليمن تبايناً مكانياً واسعاً فأعلى كمية تساقط سنوي تكون في المرتفعات الجنوبية الغربية كما في مناطق إب –تعز والضالع ويريم حيث تتراوح كمية الأمطار الساقطة هنا ما بين 600-1500 مم سنوياً وتقل كمية الأمطار الساقطة في السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة والمخا بالرغم من تعرضها للرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط الهندي العابرة البحر الأحمر نتيجة لعدم وجود عامل رفع لهذه الرياح الرطبة إلا أن متوسط المطر السنوي يزداد مع الارتفاع من 50 مم على الساحل إلى نحو 1000مم سفوح الجبال المواجهة إلى البحر الأحمر. ولا يختلف الأمر في السواحل الجنوبية والشرقية للبلاد عن السواحل الغربية من حيث كمية الأمطار والتي تبلغ نحو 50 مم سنوياً كما في عدن والفيوش والكود والريان ويرجع سبب ذلك إلى عدة عوامل أهمها :إن اتجاه حركة الرياح الرطبة تسير بمحاذاة الساحل دون التوغل إلى الداخل لذا فإن تأثيرها يكون قليل جداً وبالتالي فإن الأمطار الساقطة ليست ذات أهمية اقتصادية تذكر. ومن حيث درجات الحرارة فإن السهول الشرقية والغربية تتميز بدرجات حرارة مرتفعة حيث تصل صيفاً إلى 42ْم وتهبط في الشتاء إلى 25ْ م وتنخفض درجات الحرارة تدريجياً باتجاه المرتفعات بفعل عامل الارتفاع بحيث تصل درجات الحرارة إلى 33ْم كحد أقصى وإلى 20 ْم كحد أدنى وفي فصل الشتاء تصل درجات الحرارة الصغرى على المرتفعات إلى ما يقرب درجة الصفر وقد سجل الشتاء عام 1986م انخفاضاً في درجة الحرارة في ذمار إلى(- 12ْم). أما الرطوبة فهي مرتفعة في السهول الساحلية تصل إلى أكثر من 80 % بينما تهبط باتجاه الداخل بحيث يصل أدنى نسبة لها في المناطق الصحراوية والتي تبلغ نسبة الرطوبة فيها 15%. كما تمتاز مديرية وصاب العالي محافظة ذمار بجو معتدل وبطبيعة خلابة ومدرجاته الزراعية في قمة الروعة والجمال. الاقتصاد
التاريخ الإقتصادي
تأثر اقتصاد اليمن بشكل كبير إبان الوحدة بين شطريه وكان على اليمن أن يصمد اقتصادياً جراء دعمه للعراق خلال 1990-91م من حرب الخليج الثانية, فقد رحل من المملكة العربية السعودية حوالي مليون عامل يمني وأوقفت كل من الكويت والسعودية دعمهما لليمن بشكل ملحوظ. من ناحية أخرى أدت حرب 1994 الأهلية في اليمن إلى دمار كبير في البنية التحتية للبلاد بخلاف الضحايا والمشردين. نتيجة لتلك الأحداث اعتمدت اليمن على بعض المعونات متعددة الجوانب تعهدت مقابلها بإصلاحات داخلية, وفي عام 1997 اعتمد صندوق النقد الدولي برنامجين لتعزيز القروض الممنوحة لليمن: تعزيز البنية التحتية متمثلة في تقليل الفقروالتوجه التنموي, وبرنامج تمديد الاعتماد المالي. وقد اظهرت الحكومة اليمنية تطورا ملحوظا في اعادة الهيكلة في جوانت مختلفة بالمقابل ومع ذلك ما زالت اليمن ضمن الدول المصنفة الأشد فقرا في العالم. اضف إلى ذلك هجرة اللاجئين الصومال إلى اليمن بمعدل 1000 شخص شهريا تقريبا قد زاد من أعباء الحكومة اليمنية. ولاكن ما تضح بعد 10 سنين كاملة من الحرب انه لم يتغير شي في البنية التحتية ولا في دخل الفرد والسبب الرئيسي والمباشر هو الفساد الموجود في كل فئات الدوائر الحكومية بشكل كبير وحتى على المستوى الوزائري والرائاسي حتى أصبح الرئيسعلي عبد الله صالح يوضع في كيركاتور يضهره على انه لص ينهب ثروات الدولة كما اتضح للجميع ان السوق الحرة عبارة عن مشروع صغير لم يرتقي لاي مستوى يذكر وكذالك مشروع مصانع الكهرباء بالطاقة النووية التي مر عليها الكثير من الوقت دون ترى النور. وائن كان هناك مؤشرات واعدة للتنمية في اليمن لاسيماباعادة العلاقات بشكل نسبي مع دول الجوار وافتتاح مشاريع جديدة في كل من القطاع العام والمختلط. تخطط الحكومة اليمنية حاليا لإنشاء أول سوق أوراق مالية في اليمن بحلول 2011م والذي يمكن ان يلعب دورا كبيرا في تنمية البلاد. الدخل القومي السنوي
- تبلغ القوة الشرائية الإجمالية 55.400 مليار دولار وبينما نصيب الفرد منها هو 2410 دولار.
- ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي 26.909 مليار دولار ونصيب الفرد هو 1.171 دولار.
وللآسف هذه الأرقام تكهن لنا أن الاقتصاد اليمني يصرف أكثر مما ينتج، وأن نسبة العجز أكثر من 37% من الميزانية في حين أن اليمن يواجه صعوباتٌ كثيرة منها اقتصادية ومنها سياسية وعسكرية وإجتماعية وتعليمية على حداً سواء. وتبلغ نسبة الفقر في اليمن [بحاجة لمصدر] النفط والغاز 40% وبينما يعيش 17% تحت الفقر الدولي (أقل من 1.25 دولار) وهناك تقرير أن ثلث الشباب في سن العمل هم من العاطلين وهو رقم مرشح للزيادة إذ يصل عدد خريجي الجهاز التعليمي في الوقت الراهن إلى 188 ألف شاب وشابة، بينما لا يستطيع الاقتصاد اليمني توفير أكثر من 16 ألف وظيفة. بدأت الأعمال الاستكشافية عن النفط الخام باليمن في الثلاثينات وتحديداً في عام 1938م عندما قامت شركة البترول العراقي، بمسوحات زلزالية (seismic) في محافظتي حضرموت والمهرة. ثم تلى ذلك أعمال استكشافية متقطعة من قبل الشركات الأجنبية في بداية الخمسينات والستينات، وتوالت الجهود الاستكشافية في السبعينات والثمانينات وكان من نتائجها العملية إعلان شركة "هنت " عن أول اكتشاف تجاري في اليمن وذلك في صيف 1984م في قطاع مأرب / الجوف كما تم الإعلان عن اكتشاف النفط في محافظة شبوة من قبل شركة " تكنو أكسبورت " السوفيتية عام 1987م. وقد مثل قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م حافزاً لشركات النفط العالمية لتوسيع نطاق استثماراتها وعملياتها البترولية في أجزاء واسعة من أراضي الجمهورية اليمنية. وتشير آخر الإحصائيات على أن إنتاج اليمن من النفط وصل إلى(116.67) مليون برميل تقريباً نهاية العام2007م ومن أبرز الحقول النفطية في اليمن حوض المسيلة قطاع (14) الذي تم اكتشافه في العام 1993م، وتحرص الحكومة اليمنية على تطوير حقولها النفطية بزيادة الإنتاج النفطي بهدف زيادة الثروة الوطنية استجابة لمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد كون النفط يساهم بنسبة تتراوح بين(30-40)% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي ويستحوذ بأكثر من 70% من إجمالي إيرادات الموازنة العامة للدولة ويشكل أكثر من90% من قيمة صادرات الدولة. يعتبر مشروع الغاز الطبيعي المسال أكبر مشروع تم إنجازه في اليمن في الوقت الحاضر ويتوقع أن يدر أرباحا تعود على اليمن تصل إلى 30 مليار دولار على مدى 25 عاما وتديره حاليا الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال. مع هذا فإن الفرد اليمني أصبح يعاني من شحة الغاز كوقود أساسي للمنازل ووصلت أسعاره مؤخرا لدرجة تفوق ضعف استهلاك الكهرباء لنفس القدر من الطاقة.[1] الثروة السمكية
تمتلك الجمهورية اليمنية شريطاً ساحلياً يبلغ طوله أكثر من 2,000 كم غني بالأسماك والأحياء البحرية [2] إضافة إلى 182 جزيرة أهمها: جزيرة كمران وزقر وحنيش الكبرى وحنيش الصغرى في البحر الأحمر، وجزر سقطرى وعبد الكوري ودرسة وسمحة في بحر العرب.[2] وتحوي المياه الإقليمية اليمنية أكثر من 350 نوعاً من الأسماك والأحياء وعليه فإن القطاع السمكي يعتبر من أهم القطاعات الرئيسية والمهمة للاقتصاد اليمني وتتراوح نسبة مساهمة قطاع الأسماك في الناتج المحلي ما بين (1-2)% وتقدر القيمة المضافة المتولدة فيه بحوالي 49496 مليون ريال وفقاً لآخر الإحصاءات.[2] كما يعد قطاع الأسماك مصدراً أساسياً لخلق عوائد الصادرات حيث بلغت قيمة الصادرات السمكية في عام(2006م) 28 مليار ريال، بالرغم من أن المخزون السمكي يسمح باصطياد أكثر من 350 -400 ألف طن سنوياً دون أن يتأثر هذا المخزون إلا أن حجم ما يتم اصطياده ما زال محدوداً ومساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي هي الأخرى لا زالت محدودة وضئيلة وذلك لانخفاض حجم الإنتاج السمكي الناتج عن انعدام استخدام الوسائل الحديثة لعمليات الاصطياد ووجود بعض المعوقات التي تعمل على عدم استغلال هذه الثروة الاستغلال الأمثل.[2] الزراعة
يعد القطاع الزراعي من أهم القطاعات الإنتاجية في الاقتصاد القومي اليمني، وتنبع هذه الأهمية من كونه أحد القطاعات الرئيسة المكونة للناتج المحلي الإجمالي، حيث تتراوح مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي ما بين (10-15)%، بالإضافة إلى كونه القطاع المنتج لسلع الغذاء وللمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات، حيث يعتمد السواد الأعظم من السكان على القطاع الزراعي وذلك بنحو 74%، ويحوي قرابة 2 مليون عامل ويشكلون نحو 53% من إجمالي القوى العاملة في البلاد. وتمثل الموارد الطبيعية والموارد المادية والمالية أهم المرتكزات التي تقوم عليها البيئة الزراعية وتمثل الموارد الأرضية الزراعية المستخدمة في الاستثمار الزراعي بنسبة 3% من إجمالي أراضي الجمهورية. ويتصف القطاع الزراعي في الجمهورية اليمنية باستخدامه إمكانيات قاعدة الموارد الطبيعية من مياه وأراضي محدودة. وتشكل المساحة المزروعة نسبة 82% من إجمالي المساحة الصالحة للزراعة. تتسم الزراعة اليمنية بتفاوت الخصائص المناخية الناتجة عن تفاوت معدلات الأمطار ودراجات الحرارة والرطوبة واختلاف الظروف الطبوغرافية مما أدى إلى اختلاف الأقاليم النباتية والذي ساعد على تنوع الإنتاج إلا أن اعتماد العديد من المناطق على الزراعة المطرية يؤثر على استدامة الإنتاج الزراعي. كما تعتمد مناطق أخرى على ضخ المياه الجوفية أو مجموعة الخزانات والسدود أو على الري بالسيول والغيول والينابيع المائية. لعبت الدولة دوراً كبيراً في نمو القطاع الزراعي حيث ارتفع إنتاج الفواكه والخضروات نتيجة الحماية والدعم والمساندة كسياسة للدولة خلال الفترة السابقة لحماية الإنتاج المحلي، حيث وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي. ولكن مع هذا المدى كان هناك انحسار في إنتاج الحبوب وخاصة القمح حيث انخفضت مساحته وإنتاجيته ولم يرافق ذلك تغيير نسبي في المحاصيل الغذائية الأخرى (ذرة رفيعة، ذرة شامية) وبالعكس ارتفعت النسبة في إنتاج الأعلاف (برسيم وشعير) وكان يفترض أن يرافق هذا الارتفاع تحسن نسبي في كمية ونوعية الثروة الحيوانية وما يرتبط بها من أنظمة فرعية بالرغم من ذلك لم يحدث سوى تغيير ضعيف في هذه الأنظمة وهو الأمر الذي يشير بوضوح إلى ضعف ترابط حلقات الإنتاج الزراعي داخلها أولاً، ومع عوامل الإنتاج خارجها ثانياً وبالذات الاجتماعي فيها والاقتصادي. كما يعتبر البن من اكثر ما يمز اليمن فله شهره كبيرة جداً وتميزت يافع خاصه ويعتبر البن اليافعي علامه للجودة. وان كان قد بداء انحسار زراعة البن بشكل كبير لصالح شجرت القات. أما بالنسبة للصادرات الزراعية فهي متواضعة نسبياً وتتراوح بين (3-5) % من إجمالي الصادرات. في حين أن الواردات الزراعية تشكل ما بين (15-20)% من إجمالي الواردات. وبالنسبة للحيازات الزراعية فإنها تمتاز بصغر الحجم حيث لا يزيد متوسط الحيازة الواحدة عن هكتار، الأمر الذي يعيق استخدام التكنولوجيا الحديثة في تلك الحيازات، ومن المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع بانخفاض الاستثمارات وهجرة العاملين الزراعيين من الريف إلى المدينة وتقلبات أسعار السلع الزراعية، وضعف مستوى الخدمات المقدمة للمزارعين كالإرشاد والبحوث ومشاكل تسويقية تتعلق بضعف البنية الأساسية وبسبب تلك المعوقات والمشاكل أدت إلى انخفاض مستوى إنتاجية هذا القطاع. وتسعى الحكومة إلى تحقيق تطور هذا القطاع من خلال العديد من المعالجات التي قامت بها وفي مقدمتها انتهاج مبادئ هادفة لتحديد الأهداف وصياغة السياسات وتطوير ملامح الإستراتيجية الزراعية من خلال قالبين هما: المزارعين أولاً، التدخلات ثانياً. ولتلبية قاعدة القالب الثاني (التدخلات) يجرى تنفيذ خطط تطوير القطاع من خلال تحديد وتوزيع الأدوار بين أطراف العملية التنموية على المستوى التنفيذي والخدمي. السياحة
تعتبر عدن من أكثر المدن جمالا في اليمن ففيها الآثار والشواطئ الساحرة الخيالية ويتمتع أهلها بالانفناح والتواضع. وما يعزز مكانتها السياحية افتتاح مشروع فردوس عدن التي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار وهي التي استضافت بطولة خليجي20 لكرة القدم. وتوجد في اليمن معالم كثيرة مثل القلاع ومن اشهرها قلعة القاهرة في أعلى جبل صبر محافظة تعز وقلعة صيرة في عدن ويوجد قصور كثيرة كقصر سيئون في سيئون الذي يعتبر تحفه معمارية وأيضاً قصر الغويزي في المكلا ودار الحجر في صنعاء كما لليمن طابع خاص في بناء المساجد ومن أهمها المسجد الكبير ومسجد الصالح في صنعاء. كما تتميز مدينة صنعاء القديمة بالتراث اليمني القديم وبيوتها الأثرية والجامع الكبير. ويمكن للزائر التعرف على مناطق أثرية في كل من مارب، اب، حضرموت، شبوة، ومناطق أخرى فريدة في مناظرها مثل جزيرة سقطرى الغنية بنباتات فريدة من نوعها في العالم كشجرة دم الاخوين. أبنية في مدينة صنعاء القديمة
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"- ذائعة الصيت، والصادرة في العاصمة الأمريكية الاقتصادية، مدينة نيويورك الشمالية الشرقية- يوم الأحد (10 ديسمبر 2006م) مقالاً في قسم السياحة والسفر أشارت فيه إلى أن اليمن اختيرت لتكون أفضل وجهة سياحية للعام 2007م للباحثين عن المغامرة وللأسر ذات الدخل المتواضع. تمتاز اليمن بتوفر موارد ومقومات سياحية متنوعة تشكل في مجملها عناصر جذب سياحية مثل العناصر الثقافية والتاريخية المتمثلة في المعالم الأثرية والتاريخية للحضارات والدول اليمانية القديمة (معين- سبأ- عاد وثمود وقوم تبع). كما تمثل المدن اليمانية بفنها المعماري المتميز وبأسواقها التقليدية المتعددة والمتميزة والصناعات التقليدية هي أيضاً تشكل رافداً ثقافياً للمنتج السياحي اليماني هذا بالإضافة إلى العادات والتقاليد والموروثات الثقافية والفنون الشعبية المختلفة والذي ساعد التنوع الجغرافي والبيئي في إثرائها وتنوعها. كما تمثل سياحة الشواطئ والغوص أحد عناصر الجذب السياحي فاليمن يملك شريط ساحلي يمتد لأكثر من2500 كيلومتر على البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، وهناك عدد كبير من الجزر اليمانية ذات خصائص طبيعية جميلة وجذابة للسياحة البحرية وسياحة الغوص والاستجمام...الخ.إضافة الي المرتفعات الجبلية المتعددة التي تمتاز بجمال الطبيعة الخلابة ومدرجاتها الخضراء الدائمة وخصوصاً في فصل الصيف من كل عام وقمم وسفوح ومغارات وكهوف ويمكن استغلال هذة الجبال للمشاهدة والاصطياف ورياضة التسلق وسياحة المشي ومن أشهر المناطق الجبلية في جمهورية اليمن(عتمة ووصابين (ذمار)، جبل النبي شعيب وريمة، مرتفعات اللواء الأخضر (اب)، مرتفعات صبر (تعز)، مرتفعات مناخه (حراز)، جبال ردفان والضالع.وتمثل:طرق التجارة اليمنية القديمة كطريق البخور واللبان المرتبطة بالحضارة اليمنية القديمة أحد عوامل الجذب للسياحة الصحراوية مما يجعل المغامرة في هذه الطرق مشوقه وممتعه للغاية ومن أهم هذة المناطق: (طرق بريه حالياً) مأرب- رملة السبعتين –شبوة القديمة. مأرب – شبوة القديمة- سيئون. الحمامات المعدنية
ومن مميزات محافظات اليمن السياحية وجود عدد من الحمامات المعدنية الطبيعية الساخنة التي تستعمل لأغراض علاجية، إذ يوجد نوعان من الحمامات المعدنية، الأول: هو حماماتجبل اللسي شرق مدينة ذمار بجوار خربة أفيق، وحماماته عبارة عن كهوف تنبعث منها أبخرة كبريتية حارة، تستعمل في علاج الأمراض الجلدية والروماتيزم، ومثله حمام جبل اسبيلالمجاور، والنوع الثاني يتمثل في عدد من حمامات المياه المعدنية منها حمام علي شمال غرب مدينة ذمار حمام دمت ويتميز عن النوع الأول بوجود مياه كبريتية ساخنة تخرج من باطن الأرض، والى جانب حمام علي هناك عدد من الحمامات الكبريتية الساخنة المماثلة موزعة في مديريات المحافظة يقصدها الناس لعلاج بعض الأمراض المستعصية وخاصة الأمراض الجلدية والروماتيزم وهناك من يشرب الماء لعلاج من عدد من الأمراض الباطنية. تقع مدينة دمت إلى الجهة الشمالية لعاصمة محافظة الضالع بمسافة 65 كم، كما تقع إلى الجهة الجنوبية للعاصمة صنعاء بحوالي 170 كم، وتعد من أهم المنتجعات الطبيعية نظراً لوفرة مياهها الكبريتية الحارة التي تنبع بشكل طبيعي من عمق حوضها المائي دون الحاجة لآليات الضخ الحديثة مما أدى إلى انتشار حماماتها الطبيعية بكل أنواعها وأشكالها المختلفة على كل أرجاء المدينة التي لا تزيد مساحتها الكلية عن 1,5 كيلومتر مربع. وسميت مدينة دمت (بحمام دمت) لكثرة حماماتها الطبيعية الصحية المنتشرة في كل أرجائها والتي يصل عددها إلى ما يقارب خمسة عشر حمام طبيعي هي: وقد اشتهرت حماماتها في معالجة الحساسية وقد أثبتت المياه الحارة منافعها العلاجية وقدرتها النادرة والكبيرة على علاج أمراض جلدية عديدة كان في طليعتها مرضا الحساسية والجرب. وتتميز حمامات دمت بدرجة حرارتها العالية إضافة إلى وجود معدن الكبريت المختلط معه بنسبه كبيرة إضافة إلى وجود نسبه كبيرة من الغازات الطبيعية المتغلغلة في أعماق الحوض المائي لدمت مما يؤدي إلى قذف المياه بشكل طبيعي. وتحتوي مياه دمت الكبريتية الحارة على نوع من الكالسيوم والبيكربونات والكلورايد كما يحتوي كل لتر ماء على 2جم و900ملجم من ثاني أكسيد الكربون الحار في المتر الواحد إضافة إلى عدد من المواد المعدنية النادرة والتي تؤكد الدراسات على فائدتها الصحية لعلاج الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي ولعلاج أمراض المسالك البولية عن طريق الشرب وكما تشير الدراسة التشيكية أيضاً إلى أن الاستجمام يفيد في علاج المفاصل وأمراض الدورة الدموية والجهاز العصبي ولعدد من الأمراض الجلدية. قامت حكومة اليمن بفتح أكثر من قناه فضائية لنشر الفكر والثقافة اليمنية حول العالم. لقد ساعدت هذه القنوات وبعض المواقع اليمنية على زيادة السياحة والاستثمار في اليمن. المتاحف اليمنية
المتحف الوطني في صنعاء
يمكن زيارة المتاحف التالية في اليمن (مصنفة حسب المحافظات):
- أمانة العاصمة: المتحف الوطني, المتحف الحربي, متحف الآثار, متحف الموروث الشعبي.
- عدن: المتحف الوطني, المتحف الحربي, متحف العادات والتقاليد, الموروث الشعبي.
- تعز: المتحف الوطني.
- حضرموت: المتحف الوطني, متحف سيئون, متحف الفنون الشعبية.
- شبوة: المتحف الوطني بعتق, المتحف الوطني ببيحان.
الطعام
تكثر اصناف تنوع الطعام في اليمن حسب المحافظة ومنها المندي الكبسة الزربيان المظبيوالحنيذ الشَفوت السباية الملوح الفته وخبز الطاوة (الصاج)والبّر بنت الصحن السلتةالعصيدةالحلوى اللحجية ومن العصائر المانجا والعرائسي والمربي (مربي الدبا) وغيرها من المأكولات الأخرى والتي تختلف بإختلاف المحافظات. التعليم بمسمياتها المختلفة والرز مع اللحم بأنواعه المختلفة وهناك الشاي العدني والبُريك ومن الحلويات الشعوبية الرواني و حقق قطاع التعليم خلال التسعينات تطوراً ملحوظاً ونتج ذلك عن عدد من العوامل أبرزها: النمو السكاني المتزايد، واتساع حجم أنشطة المجتمع والنمو الاقتصادي، وتطور اتجاهات العمل التنموي ،حيث شهد قطاع التعليم اهتماماً كبيراً انطلاقاً من قاعدة أن التعليم هو أساس التطور والنهوض لأي مجتمع من المجتمعات. ويتم الإشراف على العملية التعليمية في اليمن عن طريق ثلاث جهات (وزارات) : وزارة التربية والتعليم التي تشرف على التعليم العام بنوعيه: الحكومي والخاص، وزارة التعليم الفني والتدريب المهني التي تشرف على التعليم الفني والتدريب المهني الصناعي والزراعي والتجاري والصناعي التقني، ووزارة التعليم العالي التي تشرف على التعليم الجامعي بنوعيه: الحكومي والخاص، ومراكز البحوث والدراسات. من أبرز المؤشرات الكمية على التطور والنمو الذي شهده قطاع التعليم هو حجم المخصصات المالية سنوياً من الموازنة العامة للدولة، حيث ارتفع إجمالي الإنفاق على التعليم من (67272) مليون ريال في عام 1999م إلى (251141) مليون ريال في عام 2007، والذي استهدف في الأساس إحداث نقلة نوعية لقطاع التعليم سواء من خلال التوسع في المنشآت التعليمية والتربوية أو تطوير وتحديث مناهج التعليم وإدارة العملية التعليمية ذاتها أو تعزيز القدرات التدريبية المهنية للمدرسين. إلا انه عند مقارنة نسبة أهمية الإنفاق على التعليم من إجمالي الإنفاق العام. نجد ان نسبة الإنفاق على التعليم من إجمالي الإنفاق العام قد تراجعت من (19.62%) في العام 1999 إلى (14.31%) في العام 2007. وقد أدى ذلك التوسع في التمويل إلى اتساع خارطة التعليم ومؤسساته جغرافياً وأفقياً ورأسياً حيث شهد التعليم نمواً مطرداً، سواء في أعداد الملتحقين أو في المنشآت والمؤسسات التعليمية، ونتيجة لذلك فقد وصل عدد الملتحقين في التعليم الأساسي والثانوي إلى أكثر من أربعة مليون طالب وطالبة يتوزعون في حوالي (14599) مبنى مدرسي. بينما في جانب التعليم العالي وصل عدد الجامعات الحكومية إلى ثمان جامعات بلغ عدد الملتحقين فيها أكثر من (170) ألف طالب وطالبة في العام الدراسي 2005م/ 2006م. التعليم العالي
يعد التعليم العالي الجامعي حديث العهد في اليمن حيث بدأ بإنشاء جامعة صنعاء وجامعة عدن مع ذلك فإن حجم الملتحقين بالتعليم الجامعي يُعَدَّ منخفضاً بالمقارنة مع ما هو الحال في بعض البلدان الأخرى ذات الوضع المماثل لليمن. ويعود ذلك لانخفاض دخل الأسر وتفشي ظاهرة الفقر مع تراجع مستويات المعيشة لدى كثير من السكان، إلا أن البعض يرى بأن التوسع الكمي في التعليم الجامعي الغير مخطط أصبح يشكل عبئاً كبيراً على إمكانيات وقدرات المجتمع التنموية وأن العديد من خريجي الجامعات وبالذات ذوي التخصصات الإنسانية أصبحوا يشكلون عبئاً كبيراً على الدولة وعلى سوق العمل الذي لم يعد بحاجة لمثل هذه التخصصات. يعتبر خريجو الجامعات هم المنتج النهائي لمحصلة عملية التعليم الجامعي الرافد الحقيقي والهام للعملية التنموية، وقد بلغ إجمالي عدد الخريجين للعام 2006/2007م (22794) طالباً وطالبة منهم ما نسبته (34.6%) إناث وذلك مقابل (23329) طالباً وطالبة عام 2003/2004م منهم ما نسبته (33.6%) إناث. وعلى مستوى مجال التخصص بلغت نسبة الخريجين والخريجات في التخصصات الإنسانية (67.84%) من إجمالي الخريجين بينهم (32.1%) إناث، في حين كان نصيب التخصصات التطبيقية (26.8%) خريج منهم ما نسبة (37.6%) إناث. الديانة عام 1971. أما اليوم فهناك ثمان جامعات حكومية وثلاثة عشر جامعة خاصة أي ما مجموعه 21 جامعة تضم 156 كلية و584 قسماً مكررا. إضافة إلى دار العلوم الشرعية في الحديدة وكلية تحفيظ القرآن الكريم في صنعاء. الديانة الأكثر انتشارا في اليمن الإسلام ويبلغ عدد المسلمين 99% إضافة إلى اقلية من اليهوديه تتمركز في صعدة وعمران وصنعاء وتواجد لاتباع الديانة المسيحية في عدن. بصورة عامة يتوزع اليمنيين بين مذهبين رئيسيين هما المذهب الشافعي في جنوب ووسط البلاد والمذهب الزيدي في شمال البلاد. |
|