خطط القرامطة لإغواء الناس
المتأمل في خطط القرامطة يجد أنها تدل على دهاء وخبث وحنكة وذكاء في الأمور السياسية والاجتماعية، ومعرفة بنفسيات الناس وبظروفهم وبيئاتهم؛ فقد كانوا يختارون بعناية الزمان والمكان والأشخاص. أما الزمان: فهو ضعف الدولة العباسية في العصر العباسي الثاني المعروف بعصر نفوذ الأتراك؛ حيث أخذت الرغبة تزداد في نفوس القادة الأتراك بانتزاع السلطة منذ عهد المتوكل، وقويت شوكتهم وتوطد سلطانهم، وأصبحوا هم أصحاب الحل والعقد، يدبرون المؤامرات لعزل الخلفاء أو قتلهم واستبدالهم بغيرهم[1]. وقد كان للضعف الذي ألمّ بالدولة العباسية أثر واضح في انفصال كثير من الأقاليم عن جسم الدولة وظهور حركات مناوئة تحكمهم؛ كحركتي القرامطة والزنج.
أما المكان: فكانوا يختارون الأقاليم والمدن المغمورة الواقعة في أطراف الدولة أو في المناطق النائية، كوقوع اختيارهم على مدينة سلمية بالشام إلى الشرق من حماة، وهي تتمتع بموقع ممتاز؛ إذ بالإضافة لخصبها فهي وثيقة الصلة بالبادية وأهلها، ووقع اختيار الدعوة الإسماعيلية عليها لهذه المزايا[2]. كما أن الأحساء واحة ينبغي لبلوغها من العراق -مركز الدولة العباسية- اجتياز صحراء واسعة[3]. أما الأشخاص: فكانوا يختارون لدعوتهم أناسًا تظهر فيهم صفات: الصبر، والجلد، وعلو الهمة، والذكاء، والمعرفة بنفسيات الناس ومظاهر التذمر والرضا لديهم؛ فعندما وقع اختيار ميمون القداح على شاب يدعى علي بن الفضل للدعوة إلى مذهبه، قام بالعمل لصالحهم داعيةً لمذهبهم في نواحي اليمن وإليه ينتسب الباطنية هناك.
لقد كانوا قوة خفية نشطت واستعملت أساليب متنوعة ووسائل مختلفة، وبرعت في استغلال سخط مجموعة من الفئات الاجتماعية ودفعها إلى التخريب والإفساد، وتغيير الحياة العامة في كثير من مظاهرها.
الفئات التي انضمت إلى الحركة القرمطية
فإذا كانت تلك هي أساليبهم وطرقهم في الدعوة...؛ فمن أتباعهم إذًا؟
1- ضعاف العقول: الذين قلّت بصائرهم، وغلبت عليهم البلادة والسذاجة والبَلَه، ولم يعرفوا شيئًا من العلوم؛ كعوام المدن، وأهل البوادي والأرياف، وجفاة الأعاجم، وسفهاء الأحداث.
2- الحاقدون: وهم المجوس والشعوبية من أهل فارس الذين انقطعت دولة أسلافهم بدولة الإسلام؛ كأبناء الأكاسرة والدهاقين، فهؤلاء موتورون قد استكنّ الحقد في صدورهم، ويعملون لإزالة دولة الإسلام وإعادة الملك إلى العجم.
3- الطامعون: الذين لهم تطلّع إلى التسلط والاستيلاء، ولكن الظروف لا تساعدهم، فإذا رأوا طريق الظفر إلى مقاصدهم سارعوا إليه.
4- الشاذون في آرائهم: الذي يحبون التميز عن الناس ويزعمون أنهم يطلبون الحقائق، وأن أكثر الخلق في رأيهم كالبهائم.
5- أتباع الإلحاد والزندقة: كالفلاسفة والثنوية الذين اعتقدوا الشرائع السماوية قوانين مصطنعة، والمعجزات مخاريق مزخرفة، فإذا رأوا من يتجاوب معهم مالوا إليه.
6- أصحاب اللذة المباحة: الذين مالوا إلى اللذات العاجلة بإطلاق، ولم يكن لهم علم ولا دين صحيح، فإذا صادفوا من يرفع عنهم الحجر والمنع مالوا إليه[4]. كيان القرامطة على الصعيد السياسي
من المعلوم أن القرامطة فرقة سياسية وحركة عسكرية؛ لم تكن دولة بالمعنى الصحيح، ولكنها كانت كيانًا منظمًا يعتمد على البدو، ويستطيع إقلاق راحة الدول المجاورة، ويعتمد في حياته على الغارات التي يشنها على البلاد المجاورة، ويغنم منها وتعود جيوشه إلى مركزها في الأحساء والبحرين.
على أن القرامطة كانوا أعداء ألداء للدولة العباسية؛ لأنها كانت دولة سنية تقف بالمرصاد لغلاة الشيعة من الباطنية[5]. أما علاقتهم مع الفاطميين أو العبيديين فكانت علاقة مذهبية في أول الأمر. ولما أصبح العبيديون حكام مصر انقلب عليهم القرامطة، وأخذوا يشنون الغارات على مصر والشام[6]. وهذا الموقف لا ينبغي أن ينسينا أن الحزب الواحد يتمزق ويرمى أفراده بعضُهم بعضًا بأقسى التهم وأشنعها، ومردُّ ذلك إلى التنافس على السلطة؛ فالملك عقوق عقيم، والإنسان في السلطة هو غيره في الواقع النظري، ومقتضيات السياسة شيء ومقتضيات المثل والمبادئ شيء آخر، لا سيما في الكيانات التي اتخذت الدنيا غاية تتصارع على حطامها ومتاعها.
لكنْ رغم ذلك لم تنقطع العلاقات بالكلية بين العبيديين والقرامطة؛ إذ ظل أولئك يمارسون نوعًا من الضغط والتأثير على هؤلاء؛ فعندما أغار القرامطة على مكة وسرقوا الحجر الأسود وأخذوه إلى الأحساء، بقي هناك حتى أعادوه بواسطة الحاكم العبيدي عبيد الله المهدي[7]. لقد ظلت الدعوة القرمطية تنشط في السر إلى أن جاء أبو سعيد الجنابي، الحسينُ بن بهرام، من جنابة ببلاد فارس، فأقام في البحرين تاجرًا، ثم جعل يدعو الناس إلى نِحْلته الفاسدة، فانتشرت في البحرين، كما أنشأ لها فرعًا كبيرًا في الأحساء، وتبعها فئام من الناس[8]. وحين ظهر أمر أبي سعيد وقوي صيته قاتل بمن أطاعه مَنْ عصاه، فنزل الأحساء[9]، ثم حاصر القطيف، وحاصر هجر عاصمة البحرين آنذاك شهورًا يقاتل أهلها، فاستولى عليها[10]، وقتل كثيرًا من الناس، وخرب المساجد وأحرق المصاحف، وفتك بالحُجَّاج وهاجم قوافلهم[11]. ثم خلفه ابنه سعيد الذي سلم الأمر إلى أخيه أبي طاهر بعد ذلك[12]، فسار هذا الأخير من البحرين، وخرب منازل الحاج وقد كانت في الأمن والعمارة كالأسواق القائمة، وأغار على مكة، وقتل وسلب ونهب، وأثخن في المسلمين[13]. وتذكر المصادر أن قتلاه أكثر من قتلى بابك وصاحب الزنج[14]. وقد ملك القرامطة كثيرًا من البلدان هي: البحرين، والأحساء، والقطيف، واليمن، وعمان، وبلاد الشام، وجنوب العراق، وحاولوا احتلال مصر، لكن محاولتهم باءت بالفشل[15]. أما كيانهم السياسي فكان يحكمه شخص واحد هو أبو سعيد الجنابي، يعاونه في الحكم مجلس مؤلف من أتباعه المقربين، وممن تربطه بهم رابطة العقيدة القرمطية والنسب. ويذكر ابن حوقل بعض الأفراد ووظائفهم[16]. ولما توفي أبو سعيد الجنابي انتقلت الحكومة إلى مجلس شورى مؤلف من ستة دعاة ينظرون في القضايا والمسائل المختلفة، ويصدرون أوامرهم بالاتفاق، ولهم ستة وزراء[17]. سياسة فرض الضرائب المختلفة على الأتباع
يؤكد القرامطة على أهمية الناحية المادية. ولاستقطاب الناس، خاصة الفقراء والمنعدمين وذوي الحاجة منهم؛ فقد اتسمت سياستهم المالية في بادئ الأمر بفرض حمدان قرمط الضرائب على أنصاره، وكانت هذه الضرائب على نوعين؛ إجبارية واختيارية. وكانت تسمى بأسماء متعدد، منها "الفطرة": وهي درهم على الجميع، ومنها "الهجرة": وهي دينار على البالغين، ومنها "البلغة": وهي سبعة دنانير، زعموا أن ذلك بلاغ من يريد الإيمان[18]. كما فرضوا على أتباعهم دفع "أخماس" ما يملكون وما ينتجون؛ فكانت المرأة تُخرِج خُمس ما تغزل، والرجل خمس ما يكسب. وفرضوا على أتباعهم "الألفة": وهي أن يجمعوا أموالهم في موضع واحد ويشتركوا فيها؛ حيث تكون ملكًا للجميع، فلا يملك أحد منهم إلا سلاحه[19]. وكان القرامطة يغرون بنصيب من هذه الأموال الفقراءَ لاجتذابهم بإعطائهم جزءًا مما يجمعون، ويمنّونهم بأن تكون لهم الخيرات التي يتمتع بها الموسرون والحكام، قائلين لهم: إن ساعة الخلاص منهم ومن استعبادهم قريبة، وأظهروا للناس إبطالاً للسلم والرفاه اللذين وعد بهما العباسيون من قبل ولم يحققوها، فأطاعوهم وساروا وراءهم[20]. وعلى العموم، تمكن القرامطة بمقتضى سياستهم المالية المتدرجة من أن يعدوا العُدَّة لصراع طويل ضد السلطة الحاكمة، فاشتروا السلاح الكثير بالمال الذي جمعوه من الضرائب المختلفة.
- مجال الخدمات:
عندما قام سلطان القرامطة في الأحساء والبحرين تغيرت سياستهم المالية لكسب ولاء وود الأنصار والأتباع من جهة، وللدعاية للمذهب من جهة أخرى.
فقد كانوا لا يأخذون عشورًا من الرعية، وإذا افتقر إنسان أو استدان يتعهدونه حتى يتيسر عمله، وكل غريب ينزل في مدينتهم وله حرفة يعطى ما يكفيه من المال حتى يشتري ما يلزم صناعته من عدد وآلات، ويرد إلى الحاكم ما أخذ حيث يشاء. وإذا خرب بيت أو طاحون أحد الملاك، ولم يكن لديه القدرة على الإصلاح، أمروا عبيدهم أن يذهبوا إليه ويصلحوا المنزل أو الطاحون، ولا يطلبون من المالك شيئًا[21]. وفي الأحساء مطاحن مملوكة لزعيمهم تقوم بطحن الحبوب للرعية مجانًا، ويدفع هو أجور العمال ونفقات الإصلاح[22]. - تغطية النفقات:
كانت تغطية تلك النفقات وسد النقص في موارد الدولة تتم عن طريق أسلوب الغزو والنهب والسلب؛ إذ كانوا يشنون الغارات على البصرة والكوفة تارة، وعلى الحجاز تارة أخرى، ويعترضون قوافل الحجاج في طريق مكة؛ فينهبون الأموال ويسبون النساء[23]. ويتم كذلك فرض الإتاوات والغرامات التي كانت تدفعها مدن وقرى العراق وبلاد الشام[24]. ومن ناحية ثانية كان الكيان القرمطي يبحث عن موارد تقوم باحتياجاته بدون أن يشعر الناس للحفاظ على ولائهم؛ فوضعوا ضريبة على المراكب التي كانت تمخر الخليج العربي، ثم ضريبة على الحجاج، وضريبة على صيادي اللؤلؤ في مياه البحرين[25]. - التجارة:
وفي ميدان التجارة احتكرت الحركة القرمطية التجارة الداخلية؛ إذ وضع أبو سعيد الجنابي مالية جماعية بين يديه يقوم بتوزيعها على أتباعه؛ فلا يأخذ أحدهم إلا ما يعينه له؛ حيث قبض على منتجات البلد من ثمار وحنطة وشعير، واستولى على المواشي والحيوانات وعيّن لها رعاة، ومعهم قوم، لحفظها والتنقل معها على نُوب معروفة[26]. كما احتكر القرامطة التجارة الخارجية، وفتحوا سوقًا لهم بالخارج (البصرة)، وضربوا نقودًا لهم من الرصاص لا تصرف خارج منطقة نفوذهم[27]؛ وذلك حتى لا تتسرب الثروة العامة إلى الخارج. - الزراعة وتنظيم أعمال الحرف:
في ميدان الزراعة قام أبو سعيد الجنابي بإصلاح أراضي المزارع وأصول النخل، ونصّب الأمناء على ذلك[28]، وأسس ما يمكن أن يطلق عليه مصرفًا زراعيًّا لتسليف الفلاحين وتشجيعهم في أعمالهم[29]، وكان يشتغل بالزراعة وفلاحة البساتين ثلاثون ألف زنجي وحبشي[30]. أما أعمال الحرف والمهن فأقام العرفاء على أصحابها، وكانت الشاة إذا ذبحت يتسلم هؤلاء العرفاء اللحم ليفرقوه على من يُرسم لهم، ويدفع الرأس والكراع والبطن إلى العبيد والإماء، ويجز الصوف والشعر من الغنم ويفرق على من يغزله، ثم يدفع إلى من ينسجه عبيًا وأكسية وغرائر وجوالقات، ويفتل منه الحبال، ويسلم الجلد إلى الدباغ ثم إلى خرازي القرب والروايا بعد ذلك، وما كان يصلح منه نعالاً وخفًّا عمل منه، ثم توضع هذه المنتوجات في خزائن[31]؛ استعدادًا لتوجيه ذلك لاقتصاد الغزو وتوظيفه في أعمال النهب والسلب. وهكذا استولى القرامطة في البحرين والأحساء -آنذاك- على وسائل الإنتاج، واحتكروا الحوانيت والمستودعات والأفران والحمامات، واحتكروا مصادر الثروة الزراعية؛ للإمساك بزمام القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتشريعية، والتحكم في مجتمعهم وتوجيه وجهة تتفق مع الأهداف التي رسموها لحركتهم.
على الصعيد الاجتماعي
في هذا المجال: يروى ارتباطهم بمذهب مزدك الذي كان يحل النساء ويبيح الأموال، ويجعل الناس شركاء فيهما كاشتراكهم في الماء والكلأ والنار، بذريعة استئصال أسباب المباغضة بين الناس؛ لأن ما يقع -في زعمهم- من الخالفة والبغضاء إنما هو بسبب النساء والأموال[32]. والثغرة الخطيرة في كيان القرامطة هي مشكلة الرقيق؛ ذلك أنهم احتفظوا بنظام الرقيق وجعلوه أداة للإنتاج، وقامت دولتهم من حيث الواقع على طبقتين اجتماعيتين، الأولى: الأحرار وجلهم من المقاتلين الأعراب[33]، والثانية: العبيد؛ إذ كان لهم في ذلك الوقت ثلاثون ألف زنجي وحبشي يشتغلون بالزراعة وفلاحة البساتين[34]. وهذا الوضع يصطدم مع العدالة والمساواة التي كانوا ينادون بها. على أن مبدأهم -الذي يجعل ما يأخذه الفرد يتناسب وحاجتَه، بينما جعل مركزه الاجتماعي يتناسب وقدرتَه على خدمة الجموع- يذهب أدراج الرياح ويفقد مصداقيته على أرض الواقع.
وقد دفع هذا التناقص، بين الواقع الاجتماعي والبنية الفكرية للقرامطة، بعض الباحثين إلى القول بأن دولة القرامطة لم تكن دولة اشتراكية، وإنما كانت دولة تطبق رأسمالية الدولة (دولة المحاربين)، بينما صنفها آخرون دولة اشتراكية، بينما ذهب فريق ثالث إلى أن دولة القرامطة في البحرين والأحساء قامت في منطقة خضعت دائمًا للتأثير الفارسي في الإقطاع الساساني الذي عرف بنظام إقطاعيات الفرسان[35]. على الصعيد الديني
في مجال التدين يروى أن أبا سعيد أعفى أتباعه من الصلاة والصوم، وأصبح مرجعهم في كل شيء، ولذلك حين يُسألون عن مذهبهم يقولون: (إنا أبو سعيديون)[36]. وليس بمدينة الأحساء -آنذاك- مسجد جمعة، ولا تقام بها صلاة أو خطبة[37]. ويؤمن القرامطة بالرجعة؛ لذا كانوا قد وضعوا على باب قبر أبي سعيد حصانًا مهيأ بعناية، عليه طوق ولجام، يقف بصفة مستمرة، معتقدين أن أبا سعيد سيركبه حين يرجع إلى الدنيا[38]. وحين أغاروا على مكة في موسم الحج انتزعوا الحجر الأسود من مكانه ونقلوه إلى الأحساء، زاعمين أنه مغناطيس يجذب الناس إليه من أطراف العالم[39]، وما فقهوا أن اعتدال الإسلام وعدله هما اللذان يجذبان الناس. وفي عاصمتهم الأحساء -آنذاك- تباع لحوم الحيوانات كلها؛ الحلال والمحرمة: من قطط وكلاب وحمير وبقر وخراف وغيرها. ويسمنون الكلاب كما تعلف الخراف، ثم يذبحونها ويبيعونها لحمًا[40]. وفي موقفهم هذا إشارة إلى استباحة المحظورات، وعدم انقيادهم للشرع في مسائل الأحكام.
في الميدان الحربي
كان زعيمهم أبو سعيد الجنابي يجمع الأطفال الذين تعرضوا للسبي في دور خاصة، ويجعل لهم علامة يُعرفون بها لئلاّ يختلطوا بغيرهم، وينصِّب لهم عرفاء، ثم يأخذ في تدريبهم على ركوب الخيل والرماية وأساليب الفروسية، وبذلك ينشئون لا يعرفون إلا الحرب، وتصير دعوته طبعًا لهم[41]، حتى يكون ولاؤهم له وحده. الخاتمة
إن تقويم حركة القرامطة بعد دراسة ظروف نشأتها وتعاليمها، وأساليبها في الدعوة، وكيانها، والنظر في أسلوب عملها ونمط حياة زعمائها، يقود إلى القول بأنها حركة باطنية إباحية هدَّامة قامت على الأشلاء والدماء، وعبثت بالقيم والأخلاق؛ فدمرت القرى والمدن، وقتلت الشيوخ والنساء والأطفال، ووصل بها الأمر إلى انتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وقتل حجاج بيت الله الحرام.
إنها لا تختلف عن الحركات الثورية اليسارية التي شهدها العالم المعاصر؛ إذ نجد قاسمًا مشتركًا بينها وبين المنظمات السرية كالماسونية، والمذاهب الفوضوية كالشيوعية، التي تنادي بالإباحية والحرية بلا قيود، والمساواة دون النظر إلى الجنس والدين، وترى أن الدين هو العدو الحقيقي للبشرية، وأنه لا بد من العمل لتهميشه والقضاء عليه.
[1] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 11/62، 75، 97 (طبعة دار الفكر).
[2] الجامع في أخبار القرامطة، حاشية رقم 2، ص212.
[3] ناصر خسرو: سفرنامة ص158.
[4] ابن الجوزي: المنتظم 12/297، 298؛ والبغدادي: الفرق بين الفرق ص227، 228.
[5] ثابت بن قرة: تاريخ أخبار القرامطة (انظر: الجامع في أخبار القرامطة) ص16، 17.
[6] المصدر نفسه، (انظر: الجامع ص5763).
[7] ابن الأثير: الكامل 6/204؛ والمقريزي: اتعاظ الحنفاء ص185.
[8] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 10/75؛ والقاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/378.
[9] المقريزي: المقفى 3/294.
[10] القاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/380.
[11] البغدادي: الفرق بين الفرق ص218؛ والحفني: موسوعة الفرق ص319.
[12] ثابت بن قرة: تاريخ أخبار القرامطة (الجامع ص35).
[13] القاضي عبد الجبار: تثبيت دلائل النبوة 2/384، 385.
[14] الجامع في أخبار القرامطة ص157168.
[15] المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص160، 161، 166، 177، 182، 188؛ والمقفى الكبير؛ ومحمد بن مالك: كشف أسرار الباطنية، (الجامع ص222225) 3/294297.
[16] ابن حوقل: المسالك والممالك.
[17] ناصر خسرو: سفرنامة ص159.
[18] المقريزي: المقفى 3/289، 290.
[19] المصدر نفسه 3/290.
[20] محمد علي حيدر: الدويلات الإسلامية في المشرق ص38.
[21] ناصر خسرو: سفرنامة ص160.
[22] المصدر نفسه ص160.
[23] النويري: نهاية الأرب 25/176، 284، 285؛ والجامع في أخبار القرامطة ص157.
[24] مصطفى غالب: الحركات الباطنية في الإسلام ص172.
[25] المرجع نفسه ص172.
[26] المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص161.
[27] ناصر خسرو: سفرنامة ص160.
[28] المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص164.
[29] مصطفى غالب: الحركات الباطنية في الإسلام ص172.
[30] ناصر خسرو: سفرنامة ص159.
[31] المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص164.
[32] الشهرستاني: الملل والنحل 1/249.
[33] مثل: بني الأضبط من كلاب، وبني عقيل وبني سنبر. انظر: المقريزي: المقفى الكبير 3/289؛ والطبري: تاريخ الرسل 10/71؛ وابن كثير: البداية 11/92.
[34] ناصر خسرو: سفرنامة ص159.
[35] سهيل زكار: مقدمة الجامع ص31.
[36] ناصر خسرو: سفرنامة ص159.
[37] المصدر نفسه ص160.
[38] المصدر نفسه ص160.
[39] المصدر نفسه ص160.
[40] المصدر نفسه ص167.
[41] المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص161.