النوم في نهار رمضان.. سلطان
الدستور - رنا حداد
«نهار رمضان طويل، وليله قصير، تملك 8 ساعات فقط لتأكل وتؤدي واجباتك الدينية من صلاة وصلة رحم، وتنزه وتسوق في اجواء مناسبة، بعيدا عن حر النهار».من وجهة نظر الثلاثيني «رائد شاهين» ايضا، فان الاجساد لتبدو اكثر انهاكا نهارا، وينال من سكونها وراحتها التعب جراء عدم نيل قسط كاف من النوم ليلا، والصيام نهارا».
وبالتالي، والحديث لشاهين « فان ارهاقا عاما، يصيبه ويصيب العديد من الناس، وشماعة بعض الصائمين التي تصبح محور الحديث فيما بعد هي الصوم والسهر».وتؤكد ربة المنزل منى جاد الحق، ان منظمومة الليل والنهار، اختفت ليل اعلان رؤية هلال الشهر الفضيل من منزلها.
تقول ، ينام ابنائي نهارا، ويستيقظون ليلا، فبعد ساعات الافطار تبدأ الحياة. وتؤكد، حتى نظام الزيارات العائلية خضع لتغييرات رمضان الصيفي، اذ بديهي ان تستقبل ضيوفا وزوارا في ساعات كان يفترض بها ان تكون ساعات راحة، وحتى نوم. تقول»لا اشدد كثيرا، فهذا شهر الخير والتواصل، ونحن سعداء، حتى لو اختل نظام المنزل، من حيث النوم والسهر».
من الافضل النوم بعد الافطار
في نصيحة طبية نشرت على الموقع الرسمي للبرنامج الصحي الاكثر متابعة «التفاح الاخضر» جاء ان السهر يُجهد الجسم ويجعل من الصيام أمراً أصعب ويضاعف الشعور بالجوع والعطش».
لذا، وبحسب توصيات البرنامج « يجب على الصائم أخذ قسط مدروس من الراحة لا يقلّ عن ستة ساعات يومياً، على أن تكون هذه الساعات الـ6 في الليل».
وعن نوم النهار يوصي البرنامج» انه في حال كان الشخص ينام في النهار، فعليه اذن أن لا يتعدى الساعتين بعد العمل حتى يتمكّن جسمه من النوم بعد الإفطار».
وعن افضل اوقات النوم « اوصى التقرير انه يفضّل النوم بعد الإفطار بساعتين أو ثلاثة حيث يكون الجسم قد شبع من الطعام وكي لا يشعر بالحموضة ويستطاع أن ينام ويستيقظ نشيطاً على السحور».
ما الذي يدفع الناس الى السهر؟
جاءت مواقع التواصل الاجتماعي كسبب رئيس في سهر الناس، اذ تبين ان العبادات في الشهر الفضيل، وبرامج التلفاز تحل في مراتب لاحقة.
فقد اظهرت دراسة نشرت في بداية هذا الاسبوع ان انشغالنا بوسائل التواصل الاجتماعي حققت نسبة 44 في المائة، بين اسباب سهر الناس، بينما كانت اللقاءات الاجتماعية السبب الثاني بنسبة 33 في المائة، وبرامج التلفاز والمسلسلات فكانت بنسبة 16 في المائة.
القائمون على الدراسة من شركة «موارد» قالوا واكدوا اثر، وسائل التواصل الاجتماعي واقتطاعها لجزء مهم من مواعيد النوم. لا سيما إذا عرفنا أن ذروة أوقات التواصل الإلكتروني بالوطن العربي هي قبيل النوم كما أعلن الموقع المتخصص.
انتاجية الصائم
هل يعتبر الصيام، واجواء الصيف التي تتسم بالحر والسهر، وكل ما ذكر سابقا، سببا في انخفاض انتاجية الشخص.
هذا السؤال اجاب عليه اخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي اذ قال ، ان الصوم في حد ذاته بريء من التأثير على جودة النوم، كما انه ليس سببا في زيادة نوبات النعاس التي يعاني منها بعض الصائمين، وانما القرار هو شخصي وذاتي من خلال ما يختاره الصائم من نمط حياة ومن ساعات نوم ليلية او نهارية خلال ايام الشهر الفضيل.
وزاد « السهر وان كان خيارا شخصيا، انما يؤثر على الاخرين كذلك فيما يترك من اثار سلبية، وفي محاولة للتأكيد على ان الامر غير صحي».
وتأكيدا لحديث خزاعي فان دراسة اميركية اوضحت سابقا أن تقليل ساعات النوم الليلي من ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، تؤدي إلى إرباك في العمل أثناء النهار، حيث يقل الانتباه والتركيز بنسبة 32%، كما وجدت الدراسة أن 57% من الحوادث في النهار سببها قلة النوم الليلي، حيث يفقد السهر الليلي الإنسان ساعات نومه وراحته ويجعله أكثر عرضة للقلق والاضطرابات.
وسلط الدكتور الخزاعي الضوء على السهرات التي تمتد لساعات الصباح خلال شهر رمضان المبارك امام شاشات التلفاز وحتى اجهزة الحاسوب،موضحا ان خطورة الامر تنعكس صباحا على وضع قيادة السيارات تحت تأثير النعاس على الطرقات، وهو ما تأكد من خلال ارتفاع نسب الحوادث بسبب النعاس خلال شهر رمضان.
للساهرين
وطبيا يؤكد اطباء العيون ان السهر في الضوء وامام شاشات التلفاز والحاسوب واجهزة الهاتف، ولساعات طويلة، يحرم العين من افراز مادة الميلاتونين التي ينشط افرازها في الظلام، وتعد من أقوى مضادات التأكسد لقدرة هذه المادة على الدخول إلى خلايا الجسد وإزاحة الجذور الحرة المتولدة داخل الخلايا، في حين يتوقف هذا الإفراز بوجود ضوء صناعي أو معتم أثناء الليل، مما يؤدي بالتالي إلى زيادة نسبة الإصابة بالسرطان، وأمراض الشيخوخة.
كما أظهرت التجارب الحديثة ، بحسب المجلة الطبية الأمريكية ،أهمية هذه المادة لصحة العيون، خاصة في الشبكية، حيث يتم تصنيع الميلاتونين لمقاومة عوامل التأكسد، مما يؤكد أهمية النوم في الليل، وأن النوم في النهار لا يمكنه تعويض نوم الليل.