(الخميس) الأكثر ألماً عند أطفال التفكك الاسري

يقفون كل يوم خميس امام ابواب مؤسسة الحسين الاجتماعية ينتظرون امهاتهم واباءهم ليقضوا معهم عطلة نهاية الاسبوع، لكنهم لا يتمكنون من ذلك العودة ، فتنهمر دموعهم من عيونهم ويعيشون مع الهم ومعاناتهم كلما شاهدوا طفلا اخر يغادر المؤسسة في عطلة نهاية الاسبوع .
اية معاناة يمكن ان تكون اكبر من ان تصبح الاسرة في حياة الطفل مجرد « استضافة « يذهب اليها في فترة معينة ثم يعود من جديد الى المؤسسة لتصبح المؤسسة اسرته .
هي معاناة اطفال التفكك الاسري الذي يحضرون الى المؤسسة بسبب اوضاع اسرية تحول بينهم وبين بقائهم في اسرهم فتصبح وجوه الامهات والاباء حلما يعيشونه كل يوم وقد يتحقق وقد يبقى اسير الظروف الاسرية والاجتماعية .
وقالت مديرة المؤسسة ميرا ابو غزالة ان يوم الخميس هو اليوم الاكثر الما لدى كثير من الاطفال الذين لا يستطيعون مغادرتها والعودة الى بيوتهم خاصة وان هناك اطفالا اخرين يذهبون لاسرهم ثم يعودون من جديد».
واضافت «ان الاطفال الذين لا تستضيفهم اسرهم تكون تعاني من ظروف معينة لا تمكنها من ذلك كأن تكون الام تعاني من مرض نفسي ولا تستطيع الاعتناء بطفلها اوغياب رب الاسرة وعدم قدرة الام على تحمل مسؤولية رعاية اطفالها فيتعرضون لاهمال واضح قد يشكل خطورة على حياتهم اولاسباب اخرى كوجود الام والاب في السجن وعدم وجود مكانا يذهب اليه الاطفال».
واشارت الى ان النسبة الاكبر من اطفال المؤسسة هم اطفال التفكك الاسري ومجهولي النسب « المعروفة امهاتهم ومجهولي الاباء « في حين ان النسبة الاقل هي الاطفال اللقطاء « مجهولي الامهات والاباء « والايتام .
وبينت ان اغلب اطفال التفكك الاسري يكونون اشقاء فينتقلون جمعيهم الى المؤسسة ولا تتم اعادتهم لاسرهم الا بعد تحسن اوضاع هذه الاسر وقدرتها على الاعتناء باطفالها من جديد مشيرة الى انه تم مؤخرا تسليم اربعة اشقاء لاسرتهم بعد ان كانت تعاني من ظروف اجتماعية معينة فعادت الاسرة من جديد لتكون قادرة على الاعتناء باطفالها حيث عاد الاشقاء الى اسرتهم في يوم عيد ميلاد شقيقتهم التي تبلغ من العمر 8 سنوات .
واضافت ابو غزالة ان معاناة هؤلاء الاطفال كبيرة خاصة وانهم اعتادوا على وجودهم بجانب امهاتهم وابائهم واصبحوا قادرين على تمييز ما يحدث امامهم وهم يعتقدون انهم سيبقون بالمؤسسة اياما فقط في حين ان مدة اقامتهم قد تطول لسنوات قبل عودتهم لاسرهم من جديد.
واوضحت ابو غزالة ان هناك 47 طفلا بالمؤسسة من اصل مجموع عدد اطفال المؤسسة البالغ 96 طفلا يعانون من مشاكل التفكك الاسري تتم استضافة اربع اسر فقط لاطفالهم في عطلة نهاية الاسبوع في حين ان هناك 22 اسرة لها اطفال بالمؤسسة لا تسمح ظروفها باستضافتهم .
وبينت انه في الاسبوع الماضي وصل المؤسسة ثلاثة اشقاء اكبرهم يبلغ من العمر تسع سنوات تعاني اسرهم من مشاكل اسرية واجتماعية حالت دون بقائهم لديها .
واكدت ابوغزالة ان المؤسسة تركز على الجانب النفسي بشكل كبير فيما يتعلق باعادة تاهيل هؤلاء الاطفال وتعويدهم على حياة المؤسسة بالرغم من رفضهم البقاء فيها وحاجتهم للعودة الى اسرهم التي لا تتوقف بل تتجدد مع نهاية كل اسبوع ينتظرونه لكنهم لا يحققون احلامهم برؤية امهاتهم وابائهم .
وتعمل المؤسسة على اعتماد برنامج الاسر البديلة الذي يتيح لاطفال كثيرين لم تجد قضاياهم طريقها الى الحل من خلال توفير اجواء اسرية لهم يتمكنون من العيش بها الى حين اعادتهم لاسرهم ، وهم في الغالب يكونون من اطفال مجهولي النسب حيث تم تسليم خمس اسر بديلة اطفالا من المؤسسة يعتنون بهم ويكونون على دارية باوضاعهم ، وانه في حال مطالبة اسرهم البيولوجية بهم بعد تصويب اوضاعها يمكنها استعادتهم من جديد حيث ان عمر الاطفال الذين يتم تسليمهم لاسر بديلة يتراوح من عمر عامين الى ستة اعوام .
واشارت ابو غزالة ان اغلب الاسر البديلة ليس لها اطفال لكن لا يوجد ما يمنع من ان يكون هناك اطفال لاي اسرة بديلة وترغب برعاية وتربية طفل .
وبينت انه لا يوجد بالمؤسسة اطفال لقطاء في الوقت الحالي حيث تم تحضين ثلاثة اطفال لقطاء خلال الفترة الماضية بالرغم من وجود قوائم انتظار لاسر غير قادرة على الانجاب وترغب بالاحتضان لافتة الى ان اسرا تقدم على استلام اطفال من المؤسسة تحت بند الاسر البديلة لرغبتها بالاطفال ولعدم وجود اطفال لقطاء يتماشى مع عدد الاسر الراغبة بالاحتضان .
وتستقبل المؤسسة الاطفال باختلاف ظروفهم من عمر يوم الى عمر 12 عاما للأناث ومن عمر يوم الى عمر عشرة اعوام للذكور لينتقلوا بعدها لمؤسسات اخرى ان لم يتمكنوا من العودة لاسرهم او الانتقال لاسر اخرى .
وتبقى معاناة هؤلاء الاطفال الذين ينتظرون يوما واحدا ليعودوا الى اسرهم كبيرة ولا يمكن وصفها بكلمات فهم يتوقون دوما لرؤية وجوه امهاتهم وابائهم رغم اي ظروف اسرية او مادية ،وعندما تتحول الاسرة الى مجرد ايام للأستضافة فقط تصبح الايام مؤلمة لهؤلاء الاطفال ولايمكنهم نسيانها .. تجارب محزنة لطفولة لا تستحق هذا القدر من الالم .

» 3 مسارات نحو التفكك الأوروبي
» التفكك الأسري وراء جنوح الأحداث والذكور يشكلون الغالبية العظمى
» صور أطفال
» أطفال الشوارع
» أطفال.. معرضون للعنف المنزلي