| عمان القديمة… الحياة*والناس | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:01 am | |
| ر عمان القديمة… الحياة والناس.اسم الكاتب لم يورد بالمقال! .جريدة الغدكان والدي رحمه الله موظفا في دائرة النافعة التي تسمى اليوم وزارة الاشغال العامة. وقد انتقل الوالد للعمل في عمان عام 1955. وقد سكنا نحن العائلة في منزل بالقرب من مدرسة خالد بن الوليد في جبل الجوفة، حيثدرسنا انا وإخواني في هذه المدرسة نفسها في المرحلة الابتدائية.لست هنا بصدد سرد قصة حياتي ولكن اود ان اسرد قصة عمان القديمة عمان الحميمة في الخمسينيات والستينيات، حيث كانت عمان عبارة عن مدينة صغيرة اطلق عليها مدينة الجبال السبعة ناهيك عن التسميات الاخرى القديمة مثل ربة عمون أو فيلادلفيا. وقد ارتأيت ان اكتب الاوصاف على شكل محطات ونقاط كالتالي:شارع الملك فيصل: كان في وسطه وبالتحديد في الجزيرة الوسطية مطعم صغير وبجانبه مواقف سيارات الشام خاصة وهو من اشهر شوارع الوسط التجاري في المدينة، ناهيك عن دخلة منكو بمحلاتها المشهورة والفنادق الصغيرة وكذلك المقاهي التي ما يزال بعضها شاهدا على تلك الحقبة من الزمن.السيارات في عمان: كانت السيارات من النوع القديم المتداول آنذاك وخاصة التكسي، حيث يفتح الباب الامامي من جهة الموتور أي عكس السيارات الحالية.باصات النقل العام: وهي من النوع القديم، حيث لم تتوفر فيه اشارة إلكترونية بعد، فقد كانت هناك قطعة من الصاج على شكل سهم طوله حوالي 30 سم وضع من جهة السائق حتى يرفع هذا السهم في حال انعطافه الى تلك الجهة اثناء المسير.الملعب الرئيسي: كان الملعب الرئيسي في عمان هو ملعب الكلية العلمية الاسلامية بجبل عمان، حيث تقام عليه المباريات الداخلية والخارجية. وكانت الكلية العلمية الاسلامية قد حظيت بجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ان يكون على مقاعدها في المرحلة الابتدائية. وكانت أرقى وأشهر مدرسة في عمان.النوادي الرياضية: كانت النوادي في عمان في تلك الفترة متعددة ومن أشهرها نادي الجزيرة الذي كنت لاعبا فيه. كذلك نادي الاهلي والنادي الفيصلي ونادي الشباب ونوادٍ أقل درجة كنادي الجزائر. وفي تلك الفترة كانت المدارس هي التي تخرج اللاعبين لينضموا الى النوادي.مقاهي عمان: كانت المقاهي الشهيرة في عمان هي في وسط البلد وخاصة في الخمسينيات مثل مقهى الجامعة العربية ومقهى السنترال ومقهى حمدان. اما مقهى الجامعة العربية، فقد كانت له شرفة (بلكون) تطل على ساحة المسجد الحسيني وشهد هذا المقهى النشاطات الحزبية آنذاك فيقف امناء الاحزاب على هذه الشرفة ويلقون الخطب الرنانة التي يتجمع الناس حولها في ساحة المسجد ليستمعوا الى الخطيب. بالاضافة الى ان من رواد هذا المقهى النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ايضا. اما مقهى حمدان، فقد احتضن المؤتمر الوطني الاول عام 1928.فندق الملك غازي: فقد بني في العشرينيات من القرن الماضي في شارع السعادة بوسط البلد وكان من رواده ونزلائه شيوخ العشائر الذين يحضرون الى عمان من كافة مناطق المملكة والمبيت فيه.فندق فيلادلفيا: وكان من أرقى فنادق عمان على الاطلاق وخاصة انه احتضن المغفور له الملك المؤسس الملك عبدالله الاول في بداية الامارة. وكان يقع امام المدرج الروماني.نادي الملك حسين: ويقع في جبل عمان قرب مجلس الامة سابقا وكان من رواده النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتجري فيه الاجتماعات واللقاءات.مطعم ومقهى الدبلومات: ويبعد عن نادي الملك حسين حوالي 200 متر، حيث يقدم الخدمة على الرصيف ويلتقي فيه المثقفون والعشاق.الراديو: كان جهاز الراديو هو المتداول بين الناس آنذاك ويتنقلون من محطة الى محطة عبر مفاتيحه وكان من الحجم الكبير أو الحجم الصغير (الترانسيستور) ليستمعوا الى اخبار الدنيا والاغاني والموسيقى والمسلسلات الاذاعية، حيث لم يكن قد اخترع جهاز التلفاز بعد.المدرج الروماني: لقد كان مسرحا رئيسيا في عمان حيث تقام عليه الحفلات الفنية لكبار المطربين مثل وديع الصافي وفريد الاطرش وغيرهم وكذلك حفلات الملاكمة بين فهد الطنبور وأديب ابطال الشرق الاوسط في تلك الفترة، كذلك الفرق الاجنبية للتزلج على الجليد.الخط الحديدي الحجازي: وقد بدأ العمل به عام 1908 ولحسن الحظ انني ركبت بالقطار انا وأهلي منمدينةمعان الى عمان عام 1955. وينقل هذا القطار الركاب والبضائع فيتنقل ما بين الشام وعمان وكذلك معان.كلية الحسين الثانوية: وتقع في جبل الحسين وما تزال. فقد كان لها طابع خاص، حيث خرجت النخب من رجالات الاردن وأذكر المرحوم الاستاذ نظمي السعيد مدرس الرياضة المشهود له بتخريج ابطال الرياضة من لاعبي كرة القدم وغيرها من الرياضات الاخرى.مدرسة رغدان الثانوية: وتبعد عن كلية الحسين حوالي 300 متر وكانت ايضا مدرسة مشهورة في عمان ولا ننسى اننا تعلمنا فيها دروس التدريب العسكري، حيث كنا نذهب للرماية في طبربور. ومن مدرسيها الاساتذة هاني ابو عبود ونايف العساف وفتح الله والصلاج وغيرهم وكان من زملائي محمد العمايرة وفايز الخطيب ومحمود الشنقيطي ومحمد المجالي.الاناشيد المدرسية: كنا ننشد في طابور الصباح في المرحلة الابتدائية والاعدادية اناشيد وطنية وقومية معبرة وذلك بعد انشاد السلام الملكي، نشيد دمت يا شبل الحسين أو بلاد العرب أوطاني أو حماة الديار عليكم سلام أو نشيد الجزائر وغيرها من الاناشيد العربية.جبل عمان: وكان من أرقى وأشهر جبال عمان منذ نشوء الدولة الاردنية، حيث يضم السفارات والوزارات والمراكز الثقافية مثل المعهد البريطاني والمعهد الاميركي ورئاسة الوزراء وقصر زهران والفنادق العريقة كفندق الاردن وكذلك مبنى شركة التأمين على الدوار الاول ومستشفى ملحس من اقدم مستشفيات عمان. وأيضا شارع الرينبو نسبة الى سينما الرينبو ويقع فيه المعهد البريطاني الذي تعلمنا فيه دورات في اللغة الانجليزية. كذلك تقع فيه المدرسة الاهلية للبنات العريقة.جبل اللويبدة: وهو جبل عريق هادئ له نكهة خاصة وكنا نسميه جبل الثقافة والرقي وتقع فيه مدرسة التراسنطة ومدرسة كلية الشريعة ومدرسة ضرار بن الازور وغيرها. وكان الناس يحلو لهم المشي (الكزدرة) عبر شوارعه ويتجمعون عند الدوار وبجانبه مطعم سيزار الشهير، حيث تقام فيه الاعراس والحفلات، بالاضافة الى وجود المركز الثقافي الفرنسي فيه ناهيك عن المتحف والمتنزه.متنزهات الرصيفة: كانت العائلات وأهل عمان عموما، عندما يريدون قضاء اوقات العطل الاسبوعية أو الرسمية، فإنهم يذهبون للجلوس في متنزهات الرصيفة المشهورة في تلك الفترة وخاصة لقرب الرصيفة من عمان ويخترقها سيل الزرقاء الذي يأتي من رأس العين بعمان، حيث تصب مياه الامطار من الجبال المحيطة وتسير هذه المياه عبر السيل في وسط عمان الذي كان مفتوحا قبل عملية سقفه وتم عمل شارع فوقه تسير عليه السيارات. ولا ننكر بأن امانة عمان الكبرى انشأت الصروح الثقافية على هذا المجرى.المثقفون: لاغرابة ان الاردن قد خرج من رحمه الاديب والشاعر والفنان والكاتب والموسيقي. ومن هذه الاسماء الشهيرة في بلدنا اذكر بعضهم مع حفظ الالقاب: مصطفى وهبي التل، عبدالمنعم الرفاعي، روكس العزيزي، حسني فريز، تيسير السبول، عبدالحليم عباس، عيسى الناعوري وغيرهم الكثير من الفنانين مثل اسماعيل خضر وجميل العاص وسلوى وسامي الشايب وفهد نجار وتوفيق النمري والمخرج زيد الكيلاني وهاني صنوبر والمذيعون القدامى محمود الشاهد وحيدر محمود وإبراهيم الذهبي وعلي اسعد وغيرهم. وكما قال الشاعر حيدر محمود : لغير عمان هذا القلب ماخفقا وغير فرسانها الشجعان ماعشقا ولااحبت عيوني مثل طلتهم على الروابي رماحا تنشر العبقا. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:01 am | |
| عمّان من القرية إلى زمان المدينةمحمد رفيع
كيف انتقلت عمّان من أزمان العيش الريفي فيها، إلى أزمان العيش المديني فيها، كمدينة؟ ومتى حدث ذلك؟ وهل تم ذلك بسهولة ويسر، أم إن تلك التحولات تمت بصعوبات وإعاقات؟. الأجيال القديمة من أبناء عمّان أو ما تواتر عنهم شفويا تحدث الكثير عن تلك الأسئلة، وتقدم روايات عديدة حول ذلك الانتقال، لكنها تبقى روايات شفوية، تحمل من التواءات الذاكرة الفردية ورغباتها. فهل هناك وسيلة لتقديم رواية موثوقة، حول انتقال عمّان وتحولها من قرية إلى مدينة ، يمكن أن تكون أساسا لدراسات رضية ولأعمال إبداعية، تحكي حكاية القرية التي صارت عاصمة مدينية، خصوصا ونحن نحتفل بمئوية عمّان الأولى في تاريخها المعاصر؟. هذا ما حاولته في كتاب جديد (مخطوط ضخم) لم يصدر بعد بعنوان: عمران المدينة: عمّان من زمان القرية إلى زمان المدينة 1933 – 1938 . وهو عمل استند إلى الاستدعاءات المكتوبة بخط اليد (العرض حال/ أو المعروض)، التي كان يقدمها المواطنون في تلك الفترة من أجل بناء بيوتهم أو إصلاحها أو ترميمها، وهي أوراق نادرة للمدينة ولعمرانها، وثقافة ناسها، بلغت نحو ربع مليون ورقة بخط اليد. وفيها عرض تفصيلي لشكل الممانعة الطبيعية لعمّان، في الانتقال من زمان القرية إلى زمان المدينة، وتشرح بأقصى حد من التفصيل طبيعة تلك الممانعة وأسبابها وما رافقها من تحولات اجتماعية وثقافية وعمرانية. كما أنها تشكل في مجموعها ذاكرة جمعية وشعبية، في فترة مبكرة من تاريخ عمّان، ولا يقصد هنا التاريخ الرسمي للمدينة، أو الدولة، بل المقصود هو الثقافة الشعبية العامة لأهل المدينة ورؤيتهم للحياة وعلاقتها بالعمران ومتغيرات الطبيعة والحياة اليومية. تقاسيم وملامح قبل البدء في عرض تفاصيل المحاولة وشكل المعالجة، لا بد من رسم ملامح البلدة في تلك الفترة (1933 – 1938)، وهي الفترة الحقيقية لبدء تحولات عمّان من قرية وبلدة وريف إلى مدينة:أسعار الأراضي – تراوحت قيمة الأراضي على أطراف الشوارع الرئيسية في عمّان للمتر المربع الواحد من 100 مل إلى 250 مل إلى 750 مل، إلى جنيه واحد في المراكز المهمة من الشوارع. – وقد بلغت أعلى قيمة للأراضي بين (5ر3) جنيه فلسطيني و(4) جنيهات فلسطينية للمتر المربع الواحد، وهي في شارع فيصل وأول طريق السلط. وقدرت أعلى قيمة لسعر قطعة أرض في شارع فيصل ب(4) جنيهات، وهي الأرض التي تخص كلا من: واصف بشارة وعبدالفتاح ملحس، وهما قطعتان متجاورتان. – في شارع طلال وصلت أعلاها إلى (750) مل، وأدناها إلى (100) مل، في أطراف الشارع البعيدة نحو الغرب، وذلك للمتر المربع الواحد. – وفي طريق وادي السير (شارع الأمير محمد حاليا) تراوحت القيمة من (250) مل للمتر المربع الواحد من الأرض وحتى (500) مل في أقصاها. – وفي شارع الهاشمي تراوحت ما بين (500) و(750) مل أحيانا، و(250) مل في حالات نادرة. – أما في ملتقى تلك الشوارع وحول ساحة الجامع الحسيني الكبير، فقد وصلت في غالبها إلى جنيه واحد للمتر المربع الواحد. ما سبق يعني أن أدنى سعر للأرض في وسط عمّان في تلك الفترة كان (100) جنيه فلسطيني للدونم الواحد، وأقصاها هو (4000) جنيه فلسطيني للدونم. وديان عمّان وسيولها – سيل عمّان العمومي أو نهرها: ويبدأ من رأس العين (أو رأس عمّان أو رأس الماء) في الغرب، وينتهي عند عين غزال في شرق البلدة، ليستمر بعدها خارجا نحو الرصيفة والزرقاء. – سيل طريق السلط : وهو سيل فرعي دائم يقع شرقي الطريق وأمام المحلات التجارية مباشرة، وقد تم سقفه في العام 1937. – سيل القبرطاي: وهو سيل فرعي دائم يبدأ من سفح حي القبرطاي ويقطع شارع طلال، ويمر من خلف الجامع الحسيني من جهة الغرب، ومن أمام مقهى المنشية وسينما البترا، ويصب في السيل العمومي. – سيل وادي السرور: وهو القادم من أحد السفوح الشرقية لجبل الأشرفية ليصب في السيل العمومي، إضافة إلى سيل يمر في الطريق المسماة طريق الجوفة من جهة الأشرفية. – سيل وادي الحدادة (الحدادين) : وهو السيل القادم من السفوح الشرقية والشمالية لجبل القلعة، ليصب في السيل العمومي خارج البلدة، وقريبا من محطة عمّان (جسر رغدان سابقا وحاليا). وهناك سيول أخرى متفرقة وأقل أهمية، وكلها تصب في النهاية في سيل عمّان العمومي. أما داخل البلدة، فقد كانت هذه السيول تقطع عرضيا بجسور خشبية صغيرة، أو قناطر، أو جسور حديدية، أو حجرية صغيرة أو كبيرة، لتأمين حركة الناس العامة بين الشوارع والمحلات التجارية وأحياء المدينة. ولا مجال هنا لتفصيل وعرض هذه الجسور والقناطر. العرض حال (الاستدعاء / المعروض) أقدم هنا عرضا جزئيا لشكل المعالجة المشار إليها، التي تقدمها أوراق العمران، لبعض بيوت عمّان، في تلك الفترة. وفيه الاستدعاء بلغة صاحبه، وملاحظات مهندس البلدية، وطبيب عمّان، والرخصة. وأعرضها بشكل مختصر ومكثف لضيق المساحة، ففيها من الطرافة والفائدة والحنين الشيء الكثير:. – ورثة المنيف (أي عائلة عبدالرحمن منيف). رخصة عبيدان القحص (الاستدعاء): (سعادة رئيس بلدية العاصمة المحترم /المعروض/ بما أن الأمطار الأخيرة أثرت في الجدار الشرقي من منزل السيد إبراهيم العلي النيف، الذي أتولى الوصاية الشرعية عليه، ووقع قسم منه، وأريد بناءه، أرجو التفضل بإعطائي التصريح اللازم، ولكم الشكر سلفاً سيدي / عبيدان القحص، الوصي الشرعي على ورثة المنيف، 1938). وهو البيت الذي ولد وعاش وتربى فيه الروائي العربي عبدالرحمن منيف تحت وصاية عبيدان القحص، الذي أشار إليه كثيرا في كتابه سيرة مدينة ، عن عمّان. دجاج وخنازير رخصة طبيب المستشفى الإيطالي (1934) الاستدعاء: (سعادة رئيس… / بما أنني مرادي إنشاء أربعة محلات، ضمن ملكي الواقعة بحي الأشرفية، بالقرب من المستشفى، بحسب المخطط المرفق، وذلك المحل أن يكون مأوى للخنازير والدجاج الموجودة لدي: وعليه أسترحم إعطائي رخصة حسب الأصول سيدي). وقد وافق مهندس البلدية، لأن الموقع المطلوب بناء المحلات فيه يقع (داخل سور المستشفى وبعيدا عن الطريق)، وكذلك وافق طبيب عمّان. جدران فوق الجدران رخصة محمد .. (1934) الاستدعاء: (سعادة رئيس.. أنا الموقع بذيله، ألتمس من سعادتكم إعطائي رخصة لبناء جدران فوق الجدران الحالية لمنع الكشف، ولإحاطة الدار من كل الأطراف، والأمر لوليه سيدي). وقبل أن تتم الموافقة له، استدعته لجنة تنظيم المدن واستجوبته كما يلي:. س: إقامة الجدران. ج: من الأربعة أركان سأقيم جدرانا حسب اللزوم، والغاية من الجدران سد الكشف عن داري، وتمكين الحدود من الجهات الأربع. ببحر الشهر.. وبستر الأحوال رخصة الحاج قاسم.. (1934) الاستدعاء: (سعادة رئيس.. / سيدي/ المعروض هو أنني ببحر الشهر الماضي! تبلغت ورقة إنذار بواسطة مفتش البلدية، بهدم الأقسام الخطرة من منزلي الواقع بمحلة الشابسوغ، فعليه وحسب أمر سعادتكم عزمت على هدم الغرفة الواقعة جهة الشارع الداخلية، إلا أنني استرحم صدور أمركم بترخيص لتصليح جدار الغرفة الثانية وجدار المطبخ الذي داخل البيت، وليس هو بجوار الشارع، وبستر الأحوال! الأمر لوليه سيدي). وقد تمت الموافقة له، على أن يعمل للجدار أساسات متينة، وأن يهدم الغرفة الشمالية تماما . اكتشاف مقر النساء رخصة محمد بكري.. (1938) الاستدعاء: (سعادة رئيس البلدية.. / المستدعي محمد… من محلة شابسوغ – عمّان – مدخل الغزاوي / الطلب – إنني أرغب عمل جدار على أطراف سطح ثلاث غرف، في داري الكائنة في حي الشابسوغ ، بارتفاع مترين، ليكون ستارا عن اكتشاف مقر النساء! أسترحم إجراء المقتضى وإعطائي الرخصة القانونية). وقد تمت الموافقة له ب بناء ستارة لمنع الكشف . تنالون مني الدعوات الخيرية رخصة محمد عبدالقادر.. (1934) الاستدعاء: (سعادة رئيس.. / المعروض: أعرض لسعادتكم بأن مرادي بناء سنسلة على دائرة بيتي الكائن بحارة الشابسوغ قرب المقبرة، بصفة سور ، لأن بيتي المذكور مكشوف، وبهذه الصورة أكون قد سترته، ولهذا أسترحم إعطائي رخصة تخولني بناء هذه السنسلة، وبهذه الوسيلة تنالون مني الدعوات الخيرية، سيدي. وقد تم منحه رخصة لبناء سور، بحسب القانون. تشكل هذه الاستدعاءات في مجموعها واحدة من أقدم الوثائق الجمعية، حول تصور الناس لبلدتهم الوادعة، التي بدأت بالتحول التدريجي إلى مدينة، وما رافق ذلك من تحولات اجتماعية وثقافية شملت جميع مناحي حياتهم. آمل أن يرى هذا الكتاب (المخطوط) النور ليتمكن الناس والدراسون من التعرف الحقيقي على كيفية بناء عمّان وبيوتها، وعلى أسرار حنين الناس إلى أسرارهم الأولى. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:01 am | |
| عمان, من قرية إلى عاصمة.لبنى الرواشدةثلاثة أجيال، على رأسها أجداد مايزالون يتنفسون هواء عمان، يحتفلون بمئويتها وهم يراقبون تطورها السريع، وتحولها من قرية بسيطة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي إلى عاصمة مترامية الأطراف. التطور الكبير والسريع لعمان يصيب كبار السن على وجه الخصوص بالدهشة، وهم الذين عاصروا بساطتها الأولى، لتتغير مع الوقت ملامح المكان تغيرا يفوق خيال وتصور أي شخص عاش في تلك الفترة. الحاج أبو معروف (75 عاما) ساكن جبل الجوفة، أقدم الأحياء في عمان الشرقية، يجد صعوبة في المقارنة بين عمان اليوم وتلك القرية التي يتذكرها أبناء جيله من خلال استحضار مشاهد السيل الذي حلت مكانه اليوم منطقة مكتظة بالعمارات والشوارع تسمى راس العين. ويؤكد أنه يحن لعمان القديمة بناسها وأحيائها وبساطتها وأماكنها العتيقة، مستذكرا المدارس التي تلقى فيها علومه الأولى، مثل المدرسة العسبلية، وبعض المقاهي المجاورة للسيل، و”دور السينما التي أصبحت اليوم في طي النسيان”، معترفا في الوقت نفسه أن “الأمر طبيعي”، وأن “التجدد من سنّة الحياة”. جيل اليوم ينظر إلى عمان بزهو وإعجاب بسبب “نظافتها وجمال تضاريسها الجبلية التي تميزها عن أي عاصمة أخرى”، كما يؤكد أحمد راشد. ويقول راشد (32 عاما) “أنا أعشق هذه المدينة، ولا أتخيل نفسي أعيش في مكان آخر”، مؤكدا أنه يشعر بالارتياح لدى تجواله في الأحياء القديمة لعمان، المتمثلة بوسط البلد وجبل اللويبدة وجبل عمان. ويبين أن تلك “الأحياء هي روح عمان وقلبها النابض”، مع أنه يحرص في الوقت نفسه على ارتياد المطاعم والمقاهي والمولات الحديثة التي تعكس حداثة العمران وجماله. ويؤكد “من الجميل أن يشعر الإنسان أنه يعيش في مدينة لها طعم خاص، ويمتزج فيها القديم بالحديث”. عمان تبقى حالة فريدة بين العواصم، بحسب النائب وأمين عمان الأسبق د. ممدوح العبادي. ويقول إن عمان وخلال 90 عاما ازدادت مساحتها وعدد سكانها عشرات الأضعاف، و”بشكل لا يخطر على بال أي شخص مهما كان خياله واسعا” ويطالب العبادي في العيد المئوي لعمان بـ “إيلاء المناطق والأحياء القديمة اهتماما أكثر”، مقترحا توثيقها وترميمها والعناية بها. ويقول إن هناك أماكن ينبغي الاهتمام بها وإعادة الروح إليها، مثل “شارع طلال في وسط البلد، والساحة الهاشمية، والمناطق الشعبية المحيطة بها”. ويرى أن الجانب الثقافي والتراثي يحتاج إلى اهتمام كبير، مبينا أن “العودة إلى الأصول والبدايات يجب أن تكون الحافز الرئيس للاحتفال في مئوية عمان”. ويعود العبادي للتأكيد على أن “المدينة ليست طرقا ومباني فقط، وإنما هي إنسان يبحث دائما عن روح لهذه المدينة المتمثلة بتراثها وثقافتها”، مطالبا بزيادة الاهتمام بالمسارح والمراكز الثقافية وترميم المباني والأحياء القديمة. مهمة وجود رواية موثوقة حول انتقال عمان وتحولها من قرية إلى مدينة، وسرد قصة القرية التي صارت عاصمة، يحاول الباحث والكاتب محمد رفيع التصدي لها. ويعكف رفيع في الوقت الراهن على إعداد مخطوط ضخم يحمل عنوان “عمران المدينة: عمان من زمان القرية إلى زمان المدينة 1933 – 1938″، كاشفا عن أنه “عمل استند إلى الاستدعاءات المكتوبة بخط اليد التي كان يقدمها المواطنون في تلك الفترة”، مبينا أنها استدعاءات من أجل بناء بيوتهم أو إصلاحها أو ترميمها، وأنها “أوراق نادرة للمدينة ولعمرانها وثقافة ناسها بلغت نحو ربع مليون ورقة بخط اليد”. وتشكل هذه الاستدعاءات بحسب رفيع في مجموعها “ذاكرة جمعية وشعبية في فترة مبكرة من تاريخ عمان”، مبينا أنه لا يقصد التاريخ الرسمي للمدينة أو الدولة، بل الثقافة الشعبية العامة لأهل المدينة ورؤيتهم للحياة وعلاقتها بالعمران ومتغيرات الطبيعة والحياة اليومية. ويعرض المخطوط الذي يعكف رفيع على إعداده توثيقا لأسعار الأراضي في بداية الثلاثينيات، مشيرا إلى أن أدنى سعر للأرض في وسط عمان في تلك الفترة كان 100 جنيه فلسطيني للدونم الواحد، وأقصاها هو 4000 جنيه فلسطيني. ويعرض المخطوط كذلك لوديان عمان وسيولها التي تلاشت اليوم، وهي سيل عمان العمومي وسيل القبرطاي وسيل وادي السرور وسيل وادي الحدادة، إضافة إلى أهم المباني القديمة. يذكر أن أول مجلس بلدي أنشئ في المدينة كان العام 1909 زمن العهد العثماني، وأن أول رئيس بلدية كان اسماعيل بيوق، تلاه أحمد الخطيب وخليل أسعد وأيوب فاخر وسعيد خير، لتصبح بعدها عمان عاصمة لإمارة شرق الأردن، وليصدر في العام 1925 قانون البلديات، حيث ضم المجلس البلدي 8 أعضاء ينتخبهم الأهالي، فيما يعين الرئيس من قبل رئيس النظار. وفي العام 1946 أصبحت عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وسميت البلدية بـ “أمانة العاصمة” حتى الثمانينيات، وأنشئت أمانة عمان الكبرى في العام 1987، وكان أول أمين لعمان الكبرى عبدالرؤوف الروابدة رئيس الوزراء لاحقا. الأعمال الأدبية والتوثيقية التي تناولت تاريخ عمان كثيرة، ومنها كتاب “عمان عبق الماضي ووهج المستقبل” للكاتب سلطان الحطاب الذي تتبع فيه تاريخ عمان الطويل، وقدمه هدية لعمان وأهلها في عيد ميلادها المئوي. ووقف الحطاب في الكتاب على بدء الحياة البشرية فيها، مرورا بالعصور المختلفة، ووصولا إلى زمن الهاشميين الذين أعادوا إليها ألقها، مقارنا بين “عمان القرية الوادعة التي رابط على مائها الشراكسة، وكانت السباع ترد سيلها المهجور”، قبل أن يأتيها تجار السلط ونابلس والقدس ودمشق بعد أن أحيا وصول سكة الحديد العام 1903 الحياة فيها، وأحيت تجارتها لتصبح محطة مهمة على طريق الحجاز وما بين معان ودمشق. ويقول إن عمان العام 1905 كانت قرية تدار من قبل مختار وهيئة اختيارية، بعد أن كانت العام 1900 مركز ناحية، حيث كان محمود أفندي أول مدير ناحية. وفي العام 1909، أي قبل مائة عام، جاء المرسوم من اسطنبول من الدولة العثمانية باعتبار عمان مدينة وإنشاء أول مجلس بلدي فيها وتنظيمها، وقد كانت حينها صغيرة وفقيرة. الحطاب يقول إن “المدينة تطورت بصورةمذهلة، وبطريقة لم تشهدها مدينة أخرى |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:02 am | |
| أنا وعمّانمارس 31, 2009 – 10:10 مد. محمد عدنان البخيتتعود صلتي الشخصية بل العضوية مع عمان منذ ولادتي بقرية ماحص عام 1941 ، ومع ان ماحص تتبع ادارياً متصرفية ـ محافظة البلقاء الا انها من الناحية الفعلية على ضوء الحاجات اليومية مثل تسويق نتاجها من الخضار والفواكه والثمار في حسبة عمان (التحتا) عند حسن ابو رصاع والحاج رؤوف الجقّة وحماد السعيد وغيرهم كانت ترتبط مع عمان اكثر واكثر ، اضف الى ذلك ان المرضى من اهالي ماحص كانوا يقصدون عمان ، وبخاصة عيادة الدكتور عيسى يواكيم والد زميلي يوسف وعيادة الدكتور قاسم ملحس في شارع الرضا الذي كان يعامل مراجعيه على انهم من ضحايا الملاريا.كما ان عمان كانت نقطة جذب للعديد من ابناء اسرتنا الذين ارتحلوا وسكنوا المحطة بداية في مطلع ثلاثينات القرن الماضي في حي المعانية ثم تحولوا الى جبل الهاشمي الشمالي وكان عدد منهم قد عمل في «الكمب camp» اي معسكر الانجليز في ماركا ، وتعلموا المفردات الانجليزية وبعض التعابير للتعامل اليومي بتلك اللغة وكان مجتمع المحطة يمثل التعدد والتنوع فهو مزيج من المعانية والشوام والشركس والدعجة والمغاربة والدروز والسلطية والعبابيد ، ومن المسيحيين والفلسطينيين ، اذكر منهم بيت الغصين ، وتعزز الحضور الفلسطيني اكثر باسكان اللاجئين من عين كارم والطيرة وغيرهما في ملعب المحطة ، ارض عزيز الشركسي ، هذا المخيم كان وما زال يُعرف باسمها ، وكانت تجري فيه المباريات الرياضية من قبل برعاية سمو الامير ـ جلالة الملك عبدالله فيما بعد ، وكان لوالدي وأعمامي نشاط تجاري على مستوى البقالات والدكاكين بداية بحي المعانية وبحي الضباط ، ثم تحوّل الى محلات جميل الصالح حتر واخوانه ، الذين كنت أشاهد عندهم في محلهم الكبير كبار المسؤولين من الوزراء ورجال الدولة والامن العام ، ناهيك عن متعهدي توريد المواد التموينية للجيش وللسجن ، والوقود الى سكة الحديد.ونذكر هنا انه على حدود المحطة الشمالية نشأ المعسكر ومسجد الفتح ، وبجانبه السجن ، وبعد ذلك بساتين عين غزال ، التي كانت تمد اهالي المحطة بقسط وافر من حاجاتهم اليومية من الخضار ، ورافق ذلك ان والدي وعمي ابتنيا بيتاً عام م1949 بجبل الهاشمي في جوار القناوية ودار الفضلي ، وفي جوار عائلات من الصويصات من الفحيص ، واتسع هذا الحي بعدما انشئت مدرسة الزبيدية للبنات هناك ، وقامت محلات تجارية مثل محلات عبده نقاوة وغيره ، ولم تكن الطريق المعروفة الان بطريق نايفة معبدة ، حيث كانت تخيم هناك قطعات عسكرية واخرى من الامن المركزي ، وعندما كنت تلميذاً بالثانوية اسكن في الجبل الهاشمي ، كنت اسلكها لاستذكار دروسي مشياً على الاقدام ، مع انني لم اكن قد تعرفت به على مدرسة المشّائين من تلاميذ ارسطو ، وكانت عائلتنا في ماحص في الاسبوع الثالث من شهر ايار من كل عام منذ سنة م1946 تجيء الى المحطة لحضور يوم الجيش ، رمز احتفالات المملكة بعيد الاستقلال الذي كان يجري في ميادين المعسكر والمطار العسكري هناك ، وكان الناس يأتون الى هذا الموسم من مختلف مناطق المملكة وبخاصة من مناطق الجوار القريب ، وتوقف حضور اهلي بعد ان اعتمد ميدان خو ، شرقي الزرقاء ، لاقامة الاحتفالات ، وتوثقت صلتنا اكثر وأكثر بالمحطة عندما التحقت سنة م1947 بالمدرسة العلوية بحي الضباط ، وكان مدير المدرسة آنذاك المرحوم احمد السعد من بلدة الطرة من لواء الرمثا اليوم ، وكانت حطته الزرقاء وعقاله المرعز لا يفارقانه ، وكانت عادة لبس الشماغ الازرق من تقاليد ابناء القرى والمدن في الضفة الشرقية ، ولم يصبح رمزاً سياسياً الا بعد قيام منظمة التحرير عام 1964م. وكان اعتماد الشماغ الاحمر من صناعة مانشستر من تقاليد الجيش العربي الاردني ، وكان من اساتذتي في المدرسة العلوية المرحوم وليد المورلي ، الذي التقيت معه فيما بعد في اواخر ثمانينات القرن الماضي في الجامعة الاردنية ، وكان يعمل في دائرة العلاقات العامة بالجامعة ، وعندما كان يأتي لاصطحابي ، كرئيس للجامعة بالوكالة ، لافتتاح مؤتمر او استقبال ضيوف ، كنت ارفض ان اسير امامه ، بل أقدّمه على نفسي وأقول للناس: وليد استاذي لذا لا يجوز لي ان أتقدم عليه ، رحم الله الاستاذ وليد.ولم تطل اقامتي بالمدرسة العلوية ، واذكر من زملائي فيها طلاباً من عائلات العبدلات والعوايشة وال ابو جسار ومن هذه العائلة الكريمة القابلة الحاجة مطيعة رحمها الله ، التي ولّدتني ، وطلاب من حارة المعانية والدعجة والشوام وغيرهم. واقول هنا ان المحطة كانت تعتبر الحي الاميز في عمان ، وما عليكم الا قراءة كتاب الدكتور موفق خزنة كاتبي عنها. وعدت قبل نهاية العام الى مدرسة ماحص الابتدائية ، ومنها الى مدرسة صويلح الاعدادية ، وبعد ذلك ، وفي عام 1957 ـ م1958 التحقت بكلية الحسين لمدة عامين ، لاستكمال المرحلة الثانوية ، فعدت للسكن في المحطة من جديد ، وكنا نعتمد الحافلات الكبيرة للذهاب والاياب الى شارع الشابسوغ في وسط عمان ، وأتذكر من اصحاب الحافلات الحاج عبدالله ابو قورة ، ورجب خشمان ، وجميل الصالح حتر ، وزهدي عصفور ، وسليمان البخيت (ابو عارف) ، وجميل مسمار ، وغيرهم ، وكانت الاجرة زهيدة ويُعطى الطلبة حسماً مجزياً ، واحياناً لا تؤخذ منا اجرة اذا كان «الكنترول» او المفتش العام ، يعرفنا ، وقصّت السواعد القوية من اهالي الخليل سفح الجبل الحامل لسكة الحديد والممتد من مفرق النشاء الى مدخل المحطة ، كما يقص الخياط الماهر ثوب القماش ، لاقامة محلات صناعية وتجارية جديدة على جانبي الطريق الواصل الى المحطة ، من اهمها مصنع السكاكر للكسيح ، الذي درّسني ابنه البكر بشير في كلية الحسين ، وزاملته فيما بعد بالجامعة الامريكية ، ومصنع السكب لموسى عبدالنبي ، زميل عبدالحميد شومان في عالم الهجرة بامريكا ، وكان والدي يراجع كثيراً مصنع السكب ، لانه كان يمتلك ، مع آخرين ، مطحنة بماحص ولهذا كان يتردد على ذاك المصنع.وأهم الاحداث اليومية بالنسبة لنا بالمحطة كانت عندما نسمع زعيق صفارات القطار القادم من معان او من الشام ، ونراقب عن بُعد تزاحم العتالة واصحاب الحافلات الصغيرة عند وقوف القطار لاختطاف الركاب وعفشهم ، والامر الآخر الذي يهمنا كان هبوط الطائرات في مطار عمان المدني الصغير ، وكان السفر بالطائرات من الميزات التي تتمتع بها القلة المحظوظة. وأذكر انني سافرت لاول مرة مضطراً بالطائرة الى بيروت ، بعد اغلاق الحدود السورية – الاردنية ، وذلك عند انفكاك عُرى الوحدة بين سورية ومصر في ايلول 1961م. وكنا نرى مواكب الضيوف في قدومهم وترحالهم من المطار ، وفي الطريق الى المطار في المحطة تم اغتيال صاحب الميثاق اللبناني ، الزعيم رياض الصلح ، في 16 تموز م1951 ، على يد افراد مكلفين بذلك من الحزب القومي الاجتماعي السوري ، رداً على اعدام مؤسس الحزب انطوان سعادة ، صاحب العرزال ، كما بين ذلك سامي الخوري في مذكراته ، وعلى ضوء ما نشرته عائلة الصلح عن اغتيال كبيرها. وكان انتشار الحزب القومي السوري محدوداً في الاردن ، وجاءت مجموعة من اعضائه لاجئة الى عمان بعد فشل انقلاب الحزب عام م1963 على الرئيس اللبناني الاسبق فؤاد شهاب ، منهم علي غندور الذي شاركنا مع عدد من الزملاء في تأسيس جمعية الشؤون الدولية بمبادرة من الشريف عبدالحميد شرف عام 1977م.وكنّا نصل من شارع الشابسوغ الى كلية الحسين سيراً على الاقدام ، ومثل ذلك في طريق العودة ، وكنّا نفعل مثل ذلك عندما كنا نُدعى عند الاصدقاء في مناطق عمان ، وكنت أشاهد كبار موظفي الدولة يحضرون في الصباح الى مكاتبهم سيراً على الاقدام ، او بالاعتماد على سيارات الاجرة ، حيث يشارك الواحد منهم غيره من الركاب في تلك السيارة ، وما زلت اذكر قاضي عمان الشرعي ، ورئيس المحاكم الشرعية فيما بعد ، امام الحضرة الهاشمية ، الشيخ محمد فال الشنقيطي ، يحضر من بيته في جبل الجوفة الى المحكمة الشرعية عند طلعة جبل الحسين ، ويعود بعد الظهر سيرا على قدميه. وكنت كثيرا ما ازور بيوت زملائنا في المدرسة من علية القوم ، او من العاديين من خلق الله امثالنا ، فلا اجد فروقا كبيرة في الاثاث والرياش بينهما ، وكم كنا – من باب الفضول – نطل على بيت المرحوم هزاع المجالي تحت ساحة كلية الحسين ، فلا نجده مختلفا عن بيوت بقية المواطنين ، اقول ذلك لا لاقارن بما نراه اليوم ، بل لأتأكد ان ذاكرتي ما زالت تحتفظ بهذه الصورة الجميلة والمشرفة لاهل عمان وقاطنيها في مجتمع كان يقوم على الاخلاق والثقة والنزاهة والانجاز والتنافس الشريف. وكنا نتلقى العلم على أيدي اساتذة أفاضل على رأسهم نجاتي البخاري الذي كان قد درس بالهند ، لذا كان يحاضرنا عن شاعر الهند الكبير طاغور وعن مهاتما غاندي ، خاصة عن جنازته وهو باني الهند الحديثة مع جواهر لال نهرو الذي سمعته مرة يحاضر بالجامعة الاميركية ببيروت ، التي منحته مفتاحها ، وكان معه ابنته انديرا غاندي ، رئيسة الوزراء فيما بعد ، التي قابلتها وتحدثت اليها في حفل اقامة السفير الاردني في نيودلهي في نيسان م1979 ، في حديقة بيته المجاور لبيتها ، وجاءت مسلمة على سمو الامير الحسن بن طلال عندما كان يزور الهند في طريقه الى اندونيسيا وماليزيا ، ونحن بمعيته.واذكر من اساتذة كلية الحسين المرحوم لطفي عثمان ، استاذ اللغة العربية فيها ، وهو شامي الاصل ، وابنه عدنان كان يزور والدي رحمه الله ليستقي منه معلومات عن المدارس والتعليم في مطلع القرن العشرين ، ذكرها في رسالته للدكتوراة ، ومحمد عبده هاشم ، استاذ مادة الدين ، وعبد خلف داؤوية ، استاذ الرياضيات وسابا الزنانيري ، استاذ اللغة الانجليزية ، وكذلك منير النجار ، الرجل الذي كنا نعشق اسلوبه في تدريس الانجليزية ولا أنسى المرحوم عمر طبيلة ، الرجل الموهوب بتدريس مادة الفيزياء ، واستاذ الرياضيات سليم الطاهر وخليل الامام استاذ التاريخ ، وغيرهم من الاساتذة الاجلاء رحم الله من توفي منهم ، واطال في اعمار الاحياء منهم.وكانت الحزبية ، مثل: حركة الاخوان المسلمين ، وحزب البعث العربي الاشتراكي ، وحركة القوميين العرب ، والحزب الشيوعي ، معروفة لدى طلبة الكلية ، ولكن اثرها كان محدودا ، نظرا للرقابة المفروضة على الطلاب في اطار الاحكام العرفية ، وكنا نستمع الى اذاعة صوت العرب من القاهرة ولكن بحذر شديد ، حيث حلت الاحزاب ونقل كثير من أعضائها العاملين الي سجن المحطة او الى الجفر او الى باير ، ومن ذاك اليوم ثبت فشل التجربة الحزبي في الاردن ، لانطلاقها من قاعدة الخروج على الشرعية ومخالفة الدستور ، ولم يعد للناس القابلية للانضمام الى الاحزاب التي لم تستهوني اي منها ، لذلك لم اتصل بأي تنظيم ما كان ، ومن هنا كنا موضع اتهام زملائنا الطلاب الحزبيين في الداخل والخارج بأننا «رجعيون» و«بدو» ومن «زلم النظام». ودارت الايام فاذا المناصب الكبرى تستند لاولئك الحزبيين ، ولم كان يتهمنا بأننا لم نتغير ، اننا لم نبدل في قناعاتنا ومنطلقاتنا الوطنية والقومية ، وما زلنا على هذا الخط نسير ، وهو الانتماء للوطن والامة والاخلاص لهما.اثناء وجودي في عمان ، لم اشارك في المهرجانات والمظاهرات ، بل انصرفت بشكل كلي للدراسة ، وكنت اذهب مع عمي محمد (ابو المنذر) ايام الجمع ، عندما اكون في المحطة ، لأداء صلاة الجمعة في جامع الكلية العلمية الاسلامية بجبل عمان ، هذه الكلية أنشأتها مجموعة من اهل الخير من شوام عمان عام 1366هـ ـ م1947 ، وكان الدافع لدى عمي ولدي الاستماع لخطبة الجمعة التي كان يلقيها استاذي في كلية الحسين المرحوم محمد عبده هاشم ، وكانت خطبه تعتبر اصلاحية وجريئة في حينها ، أما اذا ما قورنت بما نسمع اليوم فكانت عادية ومهذبة ، وكلما مررت بمسجد الكلية اتذكر انني قدمت امتحانات الشهادة الثانوية فيها حسب التقاليد المتبعة لدى وزارة التربية والتعليم ، في ان يقدم الطلاب الامتحانات للدراسة الثانوية في مدارس غير مدارسهم ، ولم تكن عادة الاعتداء على الاساتذة معروفة ولا مقبولة. وكنت في نيسان م1974 قد اجتمعت برفقة زميلي معاوية ابراهيم مع المرحوم بشير الصباغ لوضع تعليمات الجمعية التاريخية الاردنية ، وسمي بشير رئيسا مؤسسا لها ، وهكذا ورد اسمه في قائمة المشاركين في المؤتمر الدولي الاول لتاريخ بلاد الشام عام 1974 ، وكان مبنى وزارة التربية والتعليم يقوم بجانبها ، والوزير الشيخ محمد الامين الشنقيطي يداوم عصرا ومغربا وعشاء فيها ، لمتابعة اعمال الوزارة التي كانت تقوم على المركزية الادارية الشديدة في ادارة امور التربية والتعليم في الضفتين.وعندما تم اختيار 54 طالبا عام 1959 من اوائل الضفتين ، اوفدنا للدراسة بالجامعة الاميركية ببيروت ، على ان نعود ونخدم مع الوزارة بموجب كفالات وضمانات امنية ، وكان قد سافر معي عدد من زملائي في كلية الحسين ، مثل المرحوم عدنان علاوي وراضي الشنقيطي وموفق حدادين وكان معنا عدد من ابناء الحدادين في الكلية امتازوا بالجدية. وكان سفرنا جماعيا من ساحة مدرسة الملكة زين الشرف بالدوار الاول من جبل عمان بواسطة سيارات صغيرة استأجرتها الوزارة من مكاتب شركة بتراء وباشراف نوري شفيق الوزير فيما بعد. وكان من ابرز العاملين بالوزارة آنذاك المرحوم الشيخ ابراهيم القطان ، الذي عرف بتنوره واستنارته الفكرية وكان قريبا من المرحوم حمد الفرحان القومي العربي المعروف ، لذا كان الشيخ الشنقيطي يخاطبه من باب الطرافة وبقية زملائه في تحركهم السياسي ، بحزب الارمن. وكان هناك المرحوم ذوقان الهنداوي ، والمرحوم خليل السالم والمرحوم حسني فريز وغيرهم من اصحاب الأيادي البيضاء والفضل على التعليم في الاردن الذي ارتكز على خطط تربوية مدروسة ومناهج دقيقة محكمة. ولم تكن مديرية المناهج قد سيست بعد ، قبل ان توكل الاعضاء في حركة الاخوان المسلمين ، من ابرزهم اسحق الفرحان وعبداللطيف عربيات وغيرهما.ولا بد ان اشير هنا الى حادث مهم في حياتنا الطالبية بكلية الحسين ، اذ كانت المدرسة الثانوية الوحيدة التي تستقبل الطلاب من محافظة عمان التي كانت تشمل مادبا وقراها وصويلح والقري التابعة لها ، ومدارس عمان ومحيطها بطبيعة الحال ، وكانت المكان والملتقى لكل طلاب الصفين النهائيين في مرحلة التوجيهي من هذه المناطق ، فكانت بذلك البوتقة الوطنية لكل طلابها على تعدد مشاربهم واصولهم ، وكانت الوزارة تختار لها صفوة المعلمين. ومن ابرز الاحداث في حياة الكلية كانت عندما اندفع طلابها بشكل عفوي دون اذن الادارة وانطلقوا ركضا على امتداد طريق وادي الحدادة الضيق والمنحدر باتجاه قصر رغدان وذلك عندما تناهى الى اسماعهم في ضحى العاشر من تشرين الاول 1958 ان طائرات ميج سورية هاجمت طائرة جلالة الملك الحسين وهو يمر في الاجواء السورية في طريقه الى اوروبا ، واستطاع ان يتحاشاها ويعود الى مطار ماركا العسكري ، ويعود سالما الى قصر رغدان. وعندما شاع الخبر تدفقت الناس لتتأكد من سلامة الملك ، فأمضى سحابة اليوم وهو يحيي الناس ، ولم يصغ لطلب الوزراء والمرافقين له بالدخول الى داخل القصر ، بل اصر على تحية الجماهير وكان طلاب كلية الحسين من اوائل الذين وصلوا وهتفوا للملك وحيوه الى ان غابت الشمس. وهذا يذكرني بزخم الجماهير وفرحتها عندما عرب الملك الراحل قيادة الجيش واقال جون باجوت كلوب في الاول من اذار من عام 1956 فجئنا تلاميذ المدرسة من صويلح لنشارك في الفرحة ، ورأينا الملك واقفا امام محلات الحايك في شارع الملك فيصل محاطا بالوزراء والجماهير تمر جذلى من امامه ، تقدم له التحية ، وهو يلوح لها بمثل ذلك من المحبة والاحترام.ان دراستي بالجامعة الاميركية ببيروت لم تقطع صلتي بعمان ، بل بقيت مستمرة ، حتى ان النشاطات التي لم أتمكن من حضورها في لبنان احضرها في عمان ، مثل حفلات السيدة فيروز ، حضرت مع والدي واحدة منها في المدرج الروماني في صيف 1963 ، ليلة غنت «اردن ارض العزم» وهكذا عادت الحياة والحيوية الى المدرج وسمعنا كثيرا من النقد قبل ذلك في عهد حكومة المرحوم هزاع المجالي ، عندما تم التزلج على الثلج الاصطناعي في صحن المدرج ، وبالرغم من ذلك حافظت الانشطة العامة على وجودها ونوعيتها الى يومنا هذا. وبعد عودتي من بيروت عام 1966 كنت احضر النشاطات الفكرية التي تقيمها امانة العاصمة ، بمبادرة من المرحوم عبد الحميد شرف ، الذي كان ينظم محاضرات عامة دعا اليها بالدرجة الاولى اساتذة من الجامعة الامريكية ببيروت ، وبعد مباشرتي العمل بقسم التاريخ بالجامعة الاردنية في ايار م1972 ، كنت افيد من مكتبة الامانة واليها احيل طلابي ، واصبحت في عهد الامين علي السحيمات 1989« – »1991 عضوا في مجلس امنائها ، وكان حريصا على انشاء فروع للمكتبة العامة في الضواحي ، واذكر انني حضرت معه افتتاح فرع صويلح ، وقبل ذلك خدمت عضوا في لجنة تسمية الشوارع في عمان الكبرى في عهد الامين مع ابو نوار 1967« – »1979 وكانت اللجنة برئاسة كامل ابو جابر ، ومن اعضائها المرحوم محمود العابدي وروكس بن زائد العزيزي ومن جانب الامانة المهندس خالد البوريني والمهندس ماجد العبوة ، واذكر اننا كنا ندير الموضوع كما لو كنا في حلقة بحث علمية في اختيار الاسماء وتبيان المسببات الموجبة واستعراض سيرة صاحب الاسم ، واستطعنا ان نطلق اسماء شهداء القوات المسلحة على عدد كبير من الشوارع ، ومثل ذلك اسماء القرى الاردنية ، الا ان اسماء اخرى كثيرة كانت تزج وتقحم علينا تحت دواعي الضغوط الاجتماعية ، وهذا يفسر لنا ما نقرأه اليوم من اسماء على اللوحات الارشادية ، واصبحت الحاجة ملحة لاعادة تنقيح الاسماء وغربلتها من جديد.وتم اختياري في عهد عبدالرؤوف الروابدة عندما كان امينا لعمان الكبرى 1987« – »1989 عضوا في متحف الحياة السياسية اذكر من الاعضاء الزملاء المهندس وضاح العابدي والمهندسة دالية الخوري ، واوكل امر امانة سر المتحف للمرحوم سليمان الموسى ، واختارني الروابدة مع عدد من جال الفكر والسياسة والفن لعضوية المجلس الثقافي لمدينة عمان. واذكر منهم المرحوم حمد الفرحان ، وطاهر حكمت ، والسيدة ليلى شرف ، ، والاميرة وجدان الهاشمي ، وكان الاستاذ طارق مصاروة امين سر هذا المجلس ، كما شاركت مع غيري وباسهام كبير من احد مهندسي الجامعة الاردنية رؤوف خوري المهندس الملهم في مناقشة العناصر المكونة لتصميم وعلم مدينة عمان المعروف لدينا جميعا بأقواسه وباشاراته لقصور بني امية ، والذي لسوء الحظ قد الغي مؤخرا واستعيض عنه بعلم جديد على امل ان يكون معبرا عن عمان البشر والحجر والعمارة والعمران كما يقول ابن خلدون ، ومثل ذلك جاءت مشاركتي مع عدد من الزملاء ، مثل معاوية ابراهيم وغازي بيشة وزيدان كفافي وطالب الرفاعي وغيرهم في مشروع المتحف الوطني الذي بادرت اليه وطرحت فكرته وتابعته لعدة سنوات السيدة الشريفة هند ناصر ، ووضعنا الافكار والدراسات وتمت الاستعانة بخبير من اليونسكو ثم اصبح هذا المشروع من مهام امانة عمان الكبرى ، وكان من المفروض ان يقام في هذه المنطقة المطلة على المدرج الروماني بقصد اعادة الحياة الى قلب مدينة عمان ، ولكن اختير له المكان المجاور لامانة عمان الكبرى في راس العين او سوق الحلال ، كما كان يعرف سابقا.وطرحت افكار في 1977 – 1978 لكتابة تاريخ مدينة عمان بمناسبة مرور مائة عام على استقرار الشركة فيها ، وكانت وجهة نظري ان الاستقرار السكاني بعمان اقدم من وصول الشركس بدءا من عرائس عين غزال وحوريتها قبل ثمانية الاف عام الى يومنا هذا ، ويمكن ان اشير هنا الى دراسات اليستر نورثج:Alastair Northedg: Studies on Roman and Islamic “Amman O.U.P.” 2991واشير هنا ايضا الى دراسات Martin Almaro وابنه Antonio عن القلعة ، وعن المسجد وقصر الحكم الاموي الذي حاول الشعار القديم ان يستوعبهما ، فالحضور العربي كان وسيبقى من مميزات عمان.كنا في منزل احد الاصدقاء على العشاء بمعية سمو الامير الحسن بن طلال ، وبحضور رئيس الوزراء انذاك ، فطلب مني كتابة تاريخ عمان ، فتدخل احد الحضور ممازحا ومتسائلا عن علاقتي بعمان ، وانا لست من سكانها؟ فكان جوابي عمان لمن يحبها ويدافع عنها ، وليس لمن يفيد من غلاء اسعار الاراضي فيها ، وبالرغم من ذلك ، لم انس واجبي نحو عمان ، من هنا وجهت طلابي للماجستير والدكتوراة لكتابة تواريخ المدن وجوارها في الاردن وفلسطين ، وقام تلميذي وزميلي نوفان الحمود باعداد رسالة للدكتوراه عن عمان وجوارها ، وكانت رسالة رائدة في الموضوع وتبعتها دراسات كثيرة عن عمان ، من اهمها ما اعدته فيما بعد هند ابو الشعر وجورج طريف ونوفان الحمود عن تاريخ المدينة ، اضف الى ذلك دراسة جودت ناشخو عن تاريخ الشركس الذي اشرفت على عمله وتابع الاشراف عليه عبدالكريم غرايبة ، بعد انتقالي لتولي رئاسة جامعة مؤتة سنة 1991 – م1993 وكنت قد تنبهت لأهمية سجلات المحكمة الشرعية لقرية عمان فقمت مع زملائي بتصويرها لحساب مكتبه مركز الوثائق والمخطوطات ضمن مشروع تصوير سجلات المحاكم الشرعية والكنيسة والاوقاف ، في مختلف مدن وقصبات بلاد الشام ، وبذلك اقمنا تاريخنا على اعرق المصادر وانقاها ، ومن هنا جاءت الموافقة لأحد طلاب الدراسات العليا بجامعة آل البيت بتحقيق السجل الاول من هذه السجلات ودراسته ، وتم ذلك تحت اشراف هند ابو الشعر وتم نشره.واستهوتني وما زالت بيوت عمان على مختلف مستويات اصحابها الاجتماعية ، ومن هذا المنطلق ، عندما عثرت في احدى زياراتي على رفوف مكتبة قسم العمارة بكلية الهندسة بالجامعة الاردنية على مجموعة من المخططات لبيوت عمان الاولى – اعدها طلاب قسم العمارة بالجامعة الاردنية قمت بجمعها بعد التنسيق مع الاساتذة المشرفين ، ونشرت عندما كنت عميدا للبحث العلمي سنة م1987 ، كتاب «بيوت عمان الاولى» من اعداد طالب الرفاعي وربا كنعان ، وقدمت للعمل بدراسة تعربفبة عن تاريخ مدينة عمان – مشيرا الى وصف الجغرافيين العرب لعمان ، واوردت قبسات من سجلات المحاكم الشرعية ، وايضا ما جاء عنها في السالنامة لعام م1881 والسالنامة هي الكتاب السنوي الذي كانت تصدره الدولة العثمانية سنويا ، كما نشرت في العام التالي دراسة مماثلة عن عراق الامير – البردون – وهي من قرى عمان ، ومن حسن الحظ ان المهندس محمد رفيع كشف الغطاء عن الاف الاوراق المتعلقة ببيوت عمان حتى مطلع الخمسينات ، ونشرها في عدد من المجلات ، وعندما قدمت لأحد كتبه ذكرت ان عمان قد قررت الاسترخاء على ضفتي سيلها استفاقت من سباتها عندما فكر السلطان عبدالحميد الثاني 1876« – 1909م» بانشاء الولاية الحميدية تكون عمان مقرها ومركزها ، لذا فراحت لارتباطها مع استانبول بالخط الحديدي الحجازي سنة م1908 وصولا الى المدينة المنورة ، ونهضت من غفوتها التاريخية لتتحول من قرية الى عاصمة للامارة ـ المملكة الاردنية الهاشمية عام م1928 ، بعد ان وقع الخيار عليها بعد المفاضلة بينها وبين السلط ، وكبرت عمان بأهلها وبقيادتها ومن هنا نفهم المثل الدارج «حد علمك وعمان قرية».وتستمر قصتي مع عمان بعد ان سكنت في احدى ضواحيها ، وما زلت اوجه الطلاب لدراسة تاريخها وعمرانها وعنيت بتوثيق وجوه الحياة فيها ، وعرضت الامر على امين عمان الكبرى فأعجبته الفكرة وشكل لجنة لهذا الموضوع عقدت عددا من الاجتماعات ووضعت تقريرا قدمنا له فوافق مبدئيا على مباشرة العمل ، ونأمل ان تباشر الامانة بهذا المشروع الكبير ، والمطلوب ان نعلي صوتنا بالدعوة لتوثيق عمان ، كل عمان ، حتى لا يمر الزمن وتختفي عمان التي نحبها ونعشقها ، وتحل الابراج محل بيوت المحبة والنخوة والشهامة ولات ساعة مندم.اشكر لبيت الشعر الاردني تلطفه بتكريمي ، بحضور هذه النخبة العزيزة: زوجتي واهلي واصدقائي ومحبي عمان ، واقدر لزملائي الذين تفضلوا بتقديم شهاداتهم عني ان اشكر ادبهم ووفاءهم وعطاءهم الموصول ، اشكر الاخوة نصر صالح ومعاوية ابراهيم ومحمد الارناؤوط وهند ابو الشعر وسلامة نعيمات ، وأسأل الله ان يحفظهم جميعا ، واشكر امين عمان ونوابه ووكلاءه ومدراء المناطق ، والشكر الخاص للاستاذ المرهف الحس حبيب الزيودي ، رمز العصامية والعطاء والابداع في زمن الكد والكبد ، والشكر موصول بكل المحبة الى الاستاذ محمد رفيع ، الذي ادار هذا اللقاء الاسري الحميم ، واسجل عرفاني وتقديري للعاملين في الدائرة الثقافية بأمانة عمان الكبرى ، وعلى رأسهم الصديق العزيز والشاعر الكبير عبدالله رضوان ، الذي يرعى كتبي وينشرها ويتأكد ان لا تبقى لديه نسخة واحدة منها في المخازن ، ومن دواعي سروري ان اشكر وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة على تكرمها بتغطية اخبار هذا التكريم.وتبقى قصة عمان للكاتب العربي الكبير المرحوم عبدالرحمن منيف خير ما يعبر عن عمان ، عمان التي للأسف لم تنجب ابناء لها يعتدون بالانتساب اليها ، فكل ابنائها ينتسبون الى عشائرهم وقراهم ومناطقهم وهوياتهم ، ومع ذلك تبقى عمان بارة بهم ، تحنو عليهم وتسقيهم من كوثر سبيلها ، معظم المدن تنشأ على الانهار وعمان من راس العين والمصدار الى عين غزال ، لديها سيل عليه طواحين ودفلى وازهار ، وماؤها على ضآلته يبقى نقيا يشربه الناس سلسبيلا ولا يشرقون به ، انا لست عمان ولا يجوز لأحد ان يدعي انه عمان ، انا اسكن على اطراف عمان وعمان تسكنني على الدوام فاحموني من حبي لعمان واهلها واغيثوني.. نص الكلمة التي القاها الكاتب بمناسبة تكريمه في بيت الشعر ـ امانة عمان الكبرى |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:02 am | |
| «بيت خرفان» تحفة معمارية تحكي تاريخ عمانباسمة الزيود
لكل شارع حكاية ترويها ازقته ومداخله وبيوته العتيقة فشارع خرفان احد شوارع عمان العتيقة شاهد على اصالة المكان وتراثنا القديم وبيوته قديمة متلاصقة. ومثل كثير من البيوت القديمة التي بنيت في بداية تشكل مدينة عمان يتميز بيت الراحل فريد رشيد خرفان من مواليد نابلس في العام 1900 الواقع في حي خرفان بجبل عمان بطرازه المعماري الكلاسيكي. ويعد البيت الذي بني منذ زهاء ثمانين عاماً من اوائل البيوت التي بنيت من الحجر كون البيوت في تلك الحقبة كانت تبنى من الطين والتبن. وتروي احدى بنات الراحل سلام خرفان ان والداها جلب عمالاً من منطقة نابلس في العام 1927 لاتمام بناء البيت. ويقع البيت الذي تحيط به الادراج القديمة من جانبه والتي يصل امتداد واحد منها شارع مانغو في شارع خرفان الذي سمي نسبة الى الجبل الذي اشتراه فريد خرفان هو واخوانه. وتقول ابنته سلام ان والدها قدم الى عمان من السلط هرباً من الجيش العثماني الذي كان يأخذ الشباب الى التجنيد اجبارياً انذاك. ويمتد جبل خرفان الذي تقلص واصبح شارع خرفان بحسب سلام من بداية موقع مدرسة السبتية وحتى مبنى اللاسكي القديم مخفر جبل الحسين سابقاً. ويظهر من زيارة الموقع بان البيت وبالرغم من قدمه لم تجر عليه سوى تعديلات بسيطة على الباب الرئيسي الذي كان مصنوعاً من الخشب وابدلوه بواحد من الحديد لغايات الأمان والحماية. ولعل ابرز ما يميز هذا البيت ابواب الغرف الخشبية التي ترك عليها الزمن بصماته والنوافد العتيقة التي تطل على قصص وحكايات عديدة لمن سكنوا و عايشوا المكان. ان اول من سكن هذه الدار العتيقة الراحل فريد رشيد خرفان الذي بنى البيت لكنه لم يمكث فيه طويلاً ثم انتقل الى العيش في هذا البيت الامير شاكر بن زيد. وتشير ابنته رباب الى ان محمد الهادي خليفة واخاه عبد الرحمن خليفة وهو من الاعيان السابقين سكنا هذا البيت مدة معينة هذا اضافة الى جريس حدادين وهو وزير عدل سابق ومنذ ان تحط قدما الزائر على ارض البيت تطالعه البوابات الخشبية القديمة ذات التكونيات المميزة من حفر وتزويق وانحناءات وتجويفات والتي تمنح جماليات خاصة للبناء والمكان. واكثر ما يلفت النظر السقف المرتفع الذي يشتمل طولية على طول السقف وهو الاسلوب الذي كان متبعاً في البناء القديم لتثبيت البيت. اما الجدارن ذات الاسطح الخشبية فهي لا تصلح لدق مسمار فيها لان اساسياتها من الطين كما يقول حفيد الراحل خرفان معتز انور الذي يسكن حالياً في البيت هو ووالدته. ويقول معتز ان الطين اضفى على البيت ميزة الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف ويلفت الى انه في ايام البرد القارس يكتفون فقط باستخدام مدفأة واحدة بالرغم من مساحة البيت الواسعة. وتبلغ مساحة الدار العتيقة 395 مترا مربعاً تقريبا ويتكون من خمس غرف اما السقوف فهي عالية جداً ويبين معتز ان ارتفاع السقف يصل الى حوالي خمسة امتار. واكثر ما يشد الزائر في الصالونات الواسعة البلاط القديم الذي لم يتغير منذ ثمانين عاماً وما يزال على حاله تزينه الزخرفات المختلفة التي تحمل اللونين الرمادي والاسود. وبالرغم من كثرة المترددين عليه من اجل الشراء من قبل المهتمين بالبيوت القديمة فان معتز وبقية اقربائه يتعمدون طلب سعر غال جداً في البيت من اجل عدم بيعه ويقول انه ببساطة بيت العائلة القديم الذي يختزن الذكريات ويلم شملها. الا ان سلام ورباب خرفان لا يمانعا ن من قدوم الطلاب والطالبات والمهتمين بعلم الاثار الى البيت ومشاهدة وعمل الدراسات لدعم ابحاثهم. وما يزال رغم قدمه ينبض بالحياة جدرانه شاهد عيان تتحدث عن زمن مضى بات طي النسيان واضحى جزءاً من التراث يستقطب طلاب الجامعات والناس المهتمين برؤيته عن كثب لمعرفة تفاصيله |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:03 am | |
| ذكريات الوطن من الشراكسة الى عمانالشركس او الجركس شعب صاحب تاريخ عريق هاجر اغلب هذا الشعب من منطقة القوقاز والبحر الاسود قديما الى مناطق الدولة العثمانية سابقا مثل تركيا وسوريا والاردن.. وقد اعتنق الشركس الاسلام في القرن (17). وقد وصل الشركس الى عمان والاردن على عدة هجرات اولها كان منذ (130) عاما أي في عام 1878 حيث وصل الفوج الاول منهم الى عمان عن طريق دمشق.. حيث كانت عمان خالية من السكان طوال الفترة من اواخر القرن (14) وحتى اواخر القرن (19) -الا انها كانت موئلا لعدد من العشائر الاردنية- وبقيت عمان على هذا الحال حتى بدأت الهجرات الشركسية اليها حيث ادى قدوم الشراكسة الى عمان الى احداث تغيرات جذرية فيها.. حيث شهدت عمان نشاطا محلوظا في الحركة العمرانية والتجارية والثقافية والعلمية وغيرها من المجالات. وكان الفوج الاول منهم هم من قبيلة الشابسوغ الشركسية والتي ما زال حي او شارع يُعرف باسمهم في اسفل جبل القلعة من الجهة الجنوبية القريبة جدا من شارع الملك فيصل وشارع الهاشمي. ونقلا عن كتاب عمان عاصمة الاردن من تحرير المؤرخ سليمان الموسى اذ يقول: وقد تتابع وصول عائلات من قبائل اخرى هي: القبرطاي، الابزاخ، البزادوغ، وذلك بعد نحو عشرة اعوام تقريبا.. وكان وصول هؤلاء عن طريق حلب ودمشق برا، او عن طريق بيروت وحيفا ويافا برا. هذا ولم تكن عمان مأهولة يومذاك، فاتخذ المهاجرون الشراكسة منازلهم من اروقة ومباني المدرج الروماني وفي القلعة والكهوف القريبة من جدول الماء وسبيل الحوريات.. وكان جدول الماء او النهر الصغير سيل عمان تنبع مياهه من الموقع المعروف الان باسم (رأس العين) ويجري شرقا في الوادي باتجاه الزرقاء، بينما تحيط بضفتي الجدول غابة كثيفة من الاشجار التي كانت تعيش فيها الحيوانات والوحوش المفترسة. وفي العام 1892 وصل فوج آخر من المهاجرين الشراكسة واقاموا في الحي الذي يعرف منذ ذلك الحين باسمهم (حي المهاجرين) ولكنهم عند وصولهم نزلوا لفترة في الخيام والاكشاك في المنطقة القريبة من راس العين. ولم يكن اؤلئك المهاجرون يحملون معهم الا القليل من الامتعة والادوات بالاضافة الى اسلحتهم الشخصية من سيوف وخناجر، ثم اخذوا يفكرون بتنظيم حياتهم فبدأوا بزراعة قطع صغيرة من الارض بمحاريث من الخشب صنعوها بايديهم. كما اخذوا يصنعون ادوات الحصاد والدرس كلها من الخشب بواسطة الادوات البسيطة التي جلبوها معهم. وفي تلك الفترة بالذات عملت الحكومة العثمانية على توطين مهاجرين شراكسة اخرين في اماكن تتوافر فيها المياه مثل: صويلح، وادي السير، ناعور، الرصيفة، جرش، الزرقاء (ومعظم الذين نزلوا في الزرقاء هم من الشيشان) وكانت عمان في موقع متوسط بين هذه المستوطنات. وكان مجيء الشراكسة الى بلاد الشام في عهد السلطان (عبدالحميد الثاني) الذي رحب بهم، فانزلتهم الحكومة العثمانية في اماكن تتوافر فيها المياه.. وقد قيل ان القصد من توطينهم في الاردن هي لرغبة العثمانيين في ان يؤلفوا حاجزا مواليا لهم تجاه القبائل البدوية، وان يعملوا على حماية طريق الحج الشامي حيث برهنوا بالفعل على ولائهم للدولة العثمانية. وعندما وصل الشراكسة جاءوا ومعهم عرباتهم المصنوعة من اعواد الخشب ومن القصب، والتي كان بعضها ذا عجلتين تجرها الابقار، وبعضها بأربع عجلت تجرها الخيول. وكانت تلك العربات منظرا غريبا على البلاد في تلك الفترة اذ كان الناس آنذاك يحملون امتعتهم ومؤنهم على ظهور الدواب. ويُضيف المرحوم سليمان الموسى متابعا عند الشركس: ان الحكومة عملت على تجنيد اكثرهم في صفوف الدرك والفرسان بسبب قابليتهم الحربية وولائهم، وقد كُلف (ميرزا باشا) بتأليف قوة الفرسان الشركس للمحافظة على خط السكة من عمان الى تبوك. وقد ساعدت هذه القوة على صد الاعتداءات عن القرى التي يقيم فيها الشراكسة وساعدت على جباية الضرائب للدولة.. كما ان القوة نفسها وقوامها (300) من الفرسان اشتركت في اخماد ثورة الكرك عام (1910) وفي الحرب ضد الانجليز عام 1918، وقتل عدد منهم في الدفاع عن عمان عند ذلك. وفي بادئ الامر وقعت مناوشات بين الشراكسة وعشائر البدو المحيطة بهم.. وكانت تلك المناوشات تزداد حدة في موسمي الحصاد والبيادر، ثم اخذ الشراكسة يزرعون اراضي كان اهل السلط يزرعونها قبلهم.. وفي اشتباك بين الشراكسة وبعض عشائر البلقاء سقط عدد من القتلى والجرحى.. لكن لم يلبث التفاهم ان حل بينهم بين قبيلة بني صخر وانتهت الخلافات وحل محلها الصلح والوئام. وانصرف الشركس الى زراعة الارض بالحبوب كما اخذوا يزرعون الاشجار المثمرة والخضروات الصيفية والشتوية على جانبي سيل عمان كما بدأوا باقتناء البقر والخيول والاغنام والدجاج. كما انهم بدأوا يمارسون بعض الصناعات اليدوية كالحدادة والتجارة والصياغة وصناعة الجلود واقشطة الطواحين المائية تلك الطواحين التي اصبح في عمان ثلاثة منها.. كما اخذوا يصنعون بعض الادوات الزراعية البسيطة ويبيعونها بل ان بعضهم اخذ يعمل في التجارة. وبعد ان اقام المهاجرون الجدد فترة من الزمن في اروقة المدرج الروماني في عمان اخذوا ينشئون منازل لهم قرب سيل الماء وبعضا من الآجر المصنوع من الطين والقش، وبعضها الاخر من الحجر، اما السقوف فكانت تتألف من فروع الاشجار واعواد القصب التي كانت تنمو بكثرة في منطقة وادي السير وفوقها طبقة من الطين الممزوج بالقش، اما الماء فكانوا ينقلونه بجرار الفخار من الينابيع العديدة، وفيما بعد اخذ سقاؤون يحملونه على اكتافهم الى المنازل، اما الاضاءة فبواسطة الفوانيس المملوءة بزيت الزيتون، بينما يتم الطبخ على نار اعواد الشجر وفي افران من الفخار (الطابون). وهكذا اخذت مدينة او قرية عمان تنتشر تدريجيا على جانبي السيل حتى امتدت على مسافة كيلو متر تقريبا ابتداء من اواخر القرن التاسع عشر بل بقي بعضها قائما عدة سنوات حتى منتصف القرن العشرين. وفي بادئ الامر واجه الشراكسة بعض المصاعب مع سكان البلاد الاصليين من البدو، وتعود اسباب ذلك الى الخلاف في العادات والتقاليد والى اللغة، ثم التنافس على مصادر الماء والاراضي الرعوية وكان هناك الاختلاف ايضا في الملابس: اذ كان رجال الشراكسة يرتدون صدرية خارجية ذات ياقة عالية وثوبا يحيط به حزام من لرصاص البنادق وحذاء عاليا ويضعون القلبق (قبعة شركسية) فوق رؤوسهم. اما سلاحهم فالخنجر الطويل والبندقية والكرباج. وهذا الطراز من اللباس ما يزال يستعمله جنود الحرس الملكي الذي انشأه المغفور له الملك عبدالله الاول. وكانت النساء يرتدين الثوب الفضفاض الطويل وطاقية صغيرة، ولكنهن لم يكن يستعملن الخمار لتغطية الوجه. ولم يكن في عمان يومذاك قوة من رجال الامن، وكان اقرب مركز من مراكز الحكومة في مدينة السلط!! ولم تكن هناك خطوط هاتف!! وهكذا بقي طابع القرية الشركسية غالبا على عمان حتى الحرب العالمية الاولى، بل حتى تأسيس الاماراة الاردنية، واتخاذها عاصمة لها عام 1921.. جريدة الرأي |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:04 am | |
| «ديوان الدوق» يستعيد ملامح عمان القديمةتحويله بدأ بفكرة ترميم مبنى قديم هو في الأصل مبنى «فندق حيفا»
بصمت وجهد دؤوب استطاع ممدوح البشارات أن ينجح في تحويل مبنى لفندق عماني قديم في قلب العاصمة عمان الى معلم تراثي أطلق عليه اسم «ديوان الدوق»، وسط زحمة وجلبة منطقة تجارية، مما شكل اضافة ابداعية في المشهد الثقافي المحلي.وبهذا الصدد يشير البشارات الى الأسباب التي قادته الى هذا النوع من الاهتمام في البناء المعماري التراثي الاصيل، بقوله إن الفكرة التي اشتغل عليها كانت ترمي الى ترميم مبنى قديم هو في الأصل مبنى «فندق حيفا»، الكائن بوسط عمان، وتقديمه هدية الى المجتمع المحلي كمعلم حضاري في وسط المدينة، ولرغبة أيضا في استعادة نوع مختلف من الحياة اليومية التي كانت تعيشها عمان القديمة، ولرغبة أيضا في تعريف الجيل الحالي لأهالي العاصمة وزوارها بالنمط الذي سار عليه الأجداد ابان حقبة زمنية تعود الى بدايات القرن الماضي.أول ما يطالع الزائر «ديوان الدوق» ذلك الدرج الحجري المفضي الى فضاءات المكان، الذي يفيض بأشكال ومواد تبدو للناظر في الوهلة الاولى بأنها بسيطة. ولكن عند إمعان النظر، فإن المرء يحتاج الى تركيز وعناية شديدين في اكتشاف ملامح التكوينات البصرية المستمدة من عناصر مجبولة من عبق التراث والهندسة المعمارية المعبرة عن ذائقة جمالية تنهل من المواد البسيطة في الحجر والخشب والخيوط، في تقاسيم إبداعية تشي بالرهافة والإحساس بمنزلة المكان، المكون من حجرات في مساحات متباينة بحيث يجري توظيف جدرانه العالية وسقفه في توزيع صور ولوحات وايقونات ووثائق مستمدة من أدبيات ودوريات قديمة، تسرد جوانب من حكايات أهالي عمان القديمة وحضورهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. ويؤكد البشارات على ان «ديوان الدوق» يأتي ثمرة لعشقه الشخصي لمدينة عمان وشغفه الدائم بالأصالة والتراث القديم، وهو جزء من مشروع طويل يعمل عليه منذ سنوات طوال، بحيث جعل من المكان هدية منه الى اهالي عمان وضيوفها بعيدا عن مفهوم الربح والخسارة. ويقول البشارات إنه رغبة منه في إشراك الجمعيات والهيئات والمؤسسات التي تعنى بتنمية المجتمع المحلي، وظف المكان ليكون معرضا لمنتوجاتهم التراثية او الفنية. ولذلك الغرض أقام الديوان سلسلة من المحاضرات والعروض للصور واللوحات، ونظم العديد من المسابقات الفنية التي تهتم بعمان وتاريخها، إضافة الى معرض لمنتجات سيدات عراق الأمير، وآخر للرسام المعماري جعفر طوقان، ومعرض للجالية اليابانية بعمان. ويتميز«ديوان الدوق»، الذي يبدو أشبه بمتحف، بجاذبيته وتناغمه في عناصره المعمارية مع موجودات المكان والأناقة المريحة، التي تبرز في توزيع مكوناته ومفرداته في أجواء المناخ العماني القديم، كما يتبدى في ركائز البيت من خزائن ومقاعد وموائد وزخارف، وما يرافقها من ابتكارات تتجاوز المحتوى الاستهلاكي، وتنسجم مع هوية المكان عبر رحيق وأصداء الماضي القريب. | |
.جريدة الشرق الأوسط |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:04 am | |
| طايح عَ عمّان
نهاد الجريريلا تعرف أم جهاد لماذا ما زال الناس إلى اليوم يستعملون تعبير «طايح على عمان » كلما أراد أحدهم أن يذهب إلى وسط البلد. تقول «من أيام البلاد، تعودنا نقول «طايح ع الخليل .» حتى اليوم، لا يلتفت أحد كثيرا عندما يسمع أحدهم يقول «نازل ع السوق ». يتساءل أحمد طالب التوجيهي إن كان لهذا علاقة بالجغرافيا، على أساس أن الطريق إلى وسط البلد تمر بنزول شبه حاد هو المصدار؟ «ربما !» اعتاد سكان جنوب وشرق عمان أن يشيروا إلى وسط البلد على أنه عمان، أي «العاصمة ». فمن هناك كانوا يأتون بكل حاجياتهم من مؤونة ولباس. حتى حبال بيوت الشعر والأدوات المنزلية مثل «إبريق الوضوء » و «الزير » و «اللوكس »، كلها كانت من وسط البلد. أكثر ما تذكره الأربعينية مها عن جدتها المرحومة أنها كلما «نزلت ع عمان » كانت تحضر للأطفال «خبز السوق »، وهو خبز الكماج. «كان طعمه وشكله مختلفاً تماماً عن خبز الطابون أو الشراك، فكنا نتهافت عليه ونتلذذ بتناوله وكأنه بسكوت .» ومن عمان كان سكان ضواحي المدينة يحرصون على شراء المذياع الذي يعمل بالبطارية طبعا، وكانت في وقت ما بطارية سيارة، ذلك أن خدمة الكهرباء لم تكن قد توافرت بعد في مناطق مثل: خريبة السوق وجاوا واليادودة واللبن وأم البساتين، في أواخر السبعينيات. فكان الناس يمضون لياليهم بالاستماع إلى الراديو الذي عمل بالبطارية. «إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وإذاعة الشرق الأوسط كانتا الرفيقتان في ليالي السهر ». كان الساهرون يستمعون إلى أغاني أم كلثوم و «يشاهدون على الراديو » الأفلام والمسرحيات. «كان هناك راو يصف للمستمعين كيف دخل الممثل الفلاني إلى المسرح أو أنه خرج منه، وكيف أن ممثلا في فيلم سينمائي كان يتعارك مع ممثل آخر؛ «كان هذا بالنسبة لنا الدليل الذي نرى بعينيه المسرحية أو الفيلم وكأننا نشاهده حقيقة »، يروي أبو جهاد. في مرحلة لاحقة، وتحديدا في أوائل الثمانينيات، تمكن أبو جهاد من الحصول على تسجيل «كاسيت » لمسرحية «كاسك يا وطن » لدريد لحام. ويذكر أن العائلة اجتمعت حول المسجل تلك الليلة لحضور المسرحية «سماعيا »؛ كان «يوقف التسجيل ويعيد الشريط كلما قال غوار جملة جريئة يصفق لها الجمهور: في التسجيل وفي المنزل |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:05 am | |
| عمان … المدينة القديمةلا يتوقف قلب عمان في «المدينة القديمة» عن النبض، لكن هذا النبض بات يشكو من اضطراب، ومن احتشاء حسب الوصف الطبي، نتيجة ضغط المركبات والتدافع التجاري والتلوث الصوتي واختلال الهوية المعمارية. يحتاج الأمر إلى إعادة تنظيم، تنطلق من الإقرار بخصوصية ومركزية «وسط البلد»، لا التعامل مع هذا الجزء من العاصمة كأية منطقة أخرى. يحقق التنظيم المقصود غاياته بضبط الإيقاع الحيوي والحفاظ عليه، وإغنائه بالجديد بما لا يمس نسقه، ففي زمن مضى كان قلب عمان رئة للفسحة والتنزه، وتزجية جذابة لوقت الفراغ إلى جانب التسوق. كان هذا القلب يجذب اليه أبناء المدينة من مختلف الجبال والمناطق، إضافة للقادمين من المحافظات. ومع ما امتاز به وسط البلد من روح شعبية وطابع شرقي، فقد اتسم كذلك بطابع حداثي في خمسينيات القرن العشرين وستينياته. يشهد على ذلك الاختلاط الاجتماعي، والأزياء الحديثة، ودور السينما، ومرابع الغناء، فضلاً عن المطاعم: علي بابا، الأوبرج، الشرق، جبري وسواها، والفنادق متعددة المستويات التي نشأت أول ما نشأت هناك، ومن بينها فندق فيلادلفيا رفيع المستوى، ملتقى النخبة السياسية والاقتصادية، الذي امتدت إليه يد الهدم بغير وجل، ودون أدنى اعتبار لرمزيته السياسية والعمرانية. ولأن الحياة في قلب العاصمة تُركت على سيولتها، فقد برزت العشوائية دون أن يدركها التنظيم إلا في حدود دنيا، فأصبح وسط البلد في نظر كثيرين بؤرة ضغط طاردة، وكان لعقود طويلة من القرن الماضي عنصر جذب. وبات جيل جديد من أبناء العاصمة، ممن تقل أعمار أفراده عن الخامسة والثلاثين، على غير معرفة بهذا المركز التاريخي، الذي كثيراً ما جمع أشتات الناس وشرائحهم من الجنسين. ساهم في هذا الانفصال عن المركز: التمدد العمراني والحضري للعاصمة نحو الغرب والشمال، وقد نشأت مع هذا التمدد أسواق ومراكز جديدة، فبات وسط البلد يكافح للبقاء «على قيد الحياة» وسط زحمة التنافس. في سائر حواضر العالم فإن قلب العاصمة يعكس الخصوصية الحضارية للبلد، ويجسد نجاح الإدارة والتنظيم واستتباب الأمن فيها، بما يجعله مرآة للبلد و مركز إشعاعها ومدخلاً إليها . وسط البلد ما زال يعكس قدراً من هذا. فالزائر من خارج الأردن، يلمس فيها قدراً من الخصوصية يجتمع فيه عبق الماضي بالمحاولات الجاهدة لمواكبة العصر، مع بعض الخدمات مثل: الفنادق، والمطاعم الشعبية، والأسواق القديمة. وكذلك الأمر مع الزوار من المحافظات وبالذات من الجنوب والأغوار،حيث يشكل قلب عمان مركز جذب لقضاء الحاجات والتمتع بثمار المدينة. أما الخطأ الذي وقعت فيه الجهات الإدارية في الربع الأخير من القرن الماضي، فتمثل في النظر إلى قلب العاصمة، على أنه منطقة بين مناطق أخرى ينطبق عليها ما ينسحب على غيرها من التنظيم كالهدم والترخيص بالبناء وفتح المحال التجارية وتنظيم حركة السير. نجم عن ذلك غياب معايير لواجهات المباني ولمواد البناء فاختلت الهوية المعمارية، حيث نشأت بنايات ذات واجهات زجاجية أو بألوان متنافرة، فيما تعرف بعض العواصم باللون الغالب عليها، فتونس ومسقط تمتاز باللون الأبيض، والقاهرة باللون الوردي لمبانيها القديمة، فيما ترك للملاك في عمان اختيار ما يشاءون من تصاميم وألوان. وبينما أسهم رفع الأرمات عن الواجهات في الحد من ازدحام الكتابات، فإنه لا يلاحظ وجود خطة معتمدة للترميم مع الإبقاء على طابع المدينة، فالترميم، كما الصيانة للواجهات والمداخل، متروك لتقديرات المالكين. الاضطراب في الهوية،يدلل عليه البعض بما طرأ على وسط البلد من تغير في القوى العاملة هناك. العمالة غير الأردنية باتت مبثوثة في مرافق الخدمات وفي كل زاوية من زوايا تلك المنطقة، ويذرع أفرادها الشوارع الرئيسية والفرعية ليل نهار.. فاختلطت الألسنة والأصوات، وباتت اللهجة الأردنية الريفية والبدوية والمدينية، مجرد لهجة بين اللهجات الطاغية والمستخدمة في قلب المدينة. حدث ذلك بصورة شرعية، تحت سمع وأبصار الجهات المسؤولة في العقدين الماضيين. يُعزى ذلك إلى انسحاب العمالة المحلية التي خلفت فراغاً ملأه غيرها، وأحدثت نقصاً سده آخرون، فيحدث أن يتولى عامل مطعم صعيدي تقديم وجبة إلى أردني متعطل عن العمل، أو أن يعرض عامل من الجزيرة في سورية، الجميد لمواطن متحدثاً عن مزايا هذه السلعة. لم يكن الحال يحتاج إلى إغلاق سوق العمل أمام الوافدين، بل إلى تنظيم سوق العمل وتقديم حوافز وضمانات كافية للعمالة المحلية. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فهناك اختلاط في الأسواق القديمة منها والجديدة .على امتداد شارع رئيس مثل: شارع الملك طلال يلحظ الزائر سوقاً قديمة تحتل بضائعها الأرصفة، وفي الخلف منها أسواق حديثة للإلكترونيات .ولظروف سابقة فإن التنظيم لم ينجح ولم يخطط لتخصيص منطقة قائمة بذاتها للأسواق والسلع القديمة (داون تاون) بما يسمح بتحديد حدودها، ويمكّن الزائرين والسواح من تأمين مستلزماتهم وتلبية حاجاتهم ضمن رقعة جغرافية واحدة. تنظيم حركة السير حقق بعض النتائج مع توسعة الشوارع ومنع الانتقال من ضفة إلى أخرى، غير أن ضغط وضوضاء المركبات وما ينجم عنها من تلوث ومن انسداد المشهد أمام الرائي بقي مشكلة بلا حل. فقلب المدينة يشهد ازدحاماً طيلة ساعات النهار صيفا وشتاء. في أوقات سابقة جرى التفكير بمنع المركبات الخاصة من التوجه إلى قلب المدينة، وبينما كان الأمر وما زال يحتاج لمنع التكسي الأصفر أيضاً من دخول البلد للوفرة الهائلة في مركباته، إلا أن هذا التوجه لم يؤخذ به. فبقيت هذه المنطقة مثل مناطق عديدة أخرى أشبه بمرآب «كراج» لطوفان من مركبات متحركة. وتمتد مظاهر الضوضاء لتشمل أصوات الباعة، ويفترض أن البضائع المعروضة «تنادي» على زبائنها وتخاطب أنظارهم ومداركهم، دون حاجة لنداءات بشرية توضيحية. أما محلات الأشرطة والصوتيات، فتشكل مصدراً رهيباً للضوضاء، فكون السلعة صوتية لا يُسوّغ تشغيل نماذج منها، واحتلال المجال السمعي للمشاة وبقية التجار في الجوار. وخلافاً لأية مناطق أخرى، فإن وسط البلد يخلو من أي متنفس.تخطيط المنطقة لم يلحظ الحاجة إلى حديقة عامة صغيرة تمتص الضوضاء والتلوث، وتسمح بمجاورة أشجار ونباتات خضراء لصفوف الحجر والمركبات. المنطقة المؤهلة لذلك، وتتخذ شكل مثلث في المنطقة بين الجامع الحسيني وسوق الصاغة، نشأت عليها بناية تجارية متعددة الطبقات وتنجح هذه البناية في سد الأفق أمام الرائي، وتورث الزائر شعوراً بالضغط وقلة الحيلة. وإذ نجحت أمانة عمان قبل نحو عشر سنوات في التخلص من مكرهة صحية بإقامة مبنيين للأمانة ومركز ثقافي (مركز الحسين) مع حديقة ممتدة على الطرف الغربي من وسط البلد، فإن الأنظار تتجه إلى استكمال هذا الجزء ببناء دارة الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون، والالتفات إلى أجزاء أخرى من وسط البلد بمنحها نفحة جمالية وترفيهية تخفف من الضغط، وتعزز الشعور بالألفة مع المكان.الازدهار التدريجي والمطرد لقلب عمان على مدى قرن، واكب نشوء الدولة الأردنية التي اتخذت من هذا القلب مركزاً لها منذ عشرينيات القرن الماضي. وهناك من يرى أن هذا الازدهار هيأ الظروف المادية والبنية التحتية لنشوء مرافق الدولة .هذه الخصوصية التاريخية تملي إيلاء اهتمام أكبر بهذا الجزء، وإعادة الألق له مما يتطلب تخطيطاً شاملاً يراعي مختلف الحاجات والمتطلبات، ويضع حداً للنمو العشوائي.عن جريدة السجلعمان … المدينة القديمة لا يتوقف قلب عمان في «المدينة القديمة» عن النبض، لكن هذا النبض بات يشكو من اضطراب، ومن احتشاء حسب الوصف الطبي، نتيجة ضغط المركبات والتدافع التجاري والتلوث الصوتي واختلال الهوية المعمارية. يحتاج الأمر إلى إعادة تنظيم، تنطلق من الإقرار بخصوصية ومركزية «وسط البلد»، لا التعامل مع هذا الجزء من العاصمة كأية منطقة أخرى. يحقق التنظيم المقصود غاياته بضبط الإيقاع الحيوي والحفاظ عليه، وإغنائه بالجديد بما لا يمس نسقه، ففي زمن مضى كان قلب عمان رئة للفسحة والتنزه، وتزجية جذابة لوقت الفراغ إلى جانب التسوق. كان هذا القلب يجذب اليه أبناء المدينة من مختلف الجبال والمناطق، إضافة للقادمين من المحافظات. ومع ما امتاز به وسط البلد من روح شعبية وطابع شرقي، فقد اتسم كذلك بطابع حداثي في خمسينيات القرن العشرين وستينياته. يشهد على ذلك الاختلاط الاجتماعي، والأزياء الحديثة، ودور السينما، ومرابع الغناء، فضلاً عن المطاعم: علي بابا، الأوبرج، الشرق، جبري وسواها، والفنادق متعددة المستويات التي نشأت أول ما نشأت هناك، ومن بينها فندق فيلادلفيا رفيع المستوى، ملتقى النخبة السياسية والاقتصادية، الذي امتدت إليه يد الهدم بغير وجل، ودون أدنى اعتبار لرمزيته السياسية والعمرانية. ولأن الحياة في قلب العاصمة تُركت على سيولتها، فقد برزت العشوائية دون أن يدركها التنظيم إلا في حدود دنيا، فأصبح وسط البلد في نظر كثيرين بؤرة ضغط طاردة، وكان لعقود طويلة من القرن الماضي عنصر جذب. وبات جيل جديد من أبناء العاصمة، ممن تقل أعمار أفراده عن الخامسة والثلاثين، على غير معرفة بهذا المركز التاريخي، الذي كثيراً ما جمع أشتات الناس وشرائحهم من الجنسين. ساهم في هذا الانفصال عن المركز: التمدد العمراني والحضري للعاصمة نحو الغرب والشمال، وقد نشأت مع هذا التمدد أسواق ومراكز جديدة، فبات وسط البلد يكافح للبقاء «على قيد الحياة» وسط زحمة التنافس. في سائر حواضر العالم فإن قلب العاصمة يعكس الخصوصية الحضارية للبلد، ويجسد نجاح الإدارة والتنظيم واستتباب الأمن فيها، بما يجعله مرآة للبلد و مركز إشعاعها ومدخلاً إليها . وسط البلد ما زال يعكس قدراً من هذا. فالزائر من خارج الأردن، يلمس فيها قدراً من الخصوصية يجتمع فيه عبق الماضي بالمحاولات الجاهدة لمواكبة العصر، مع بعض الخدمات مثل: الفنادق، والمطاعم الشعبية، والأسواق القديمة. وكذلك الأمر مع الزوار من المحافظات وبالذات من الجنوب والأغوار،حيث يشكل قلب عمان مركز جذب لقضاء الحاجات والتمتع بثمار المدينة. أما الخطأ الذي وقعت فيه الجهات الإدارية في الربع الأخير من القرن الماضي، فتمثل في النظر إلى قلب العاصمة، على أنه منطقة بين مناطق أخرى ينطبق عليها ما ينسحب على غيرها من التنظيم كالهدم والترخيص بالبناء وفتح المحال التجارية وتنظيم حركة السير. نجم عن ذلك غياب معايير لواجهات المباني ولمواد البناء فاختلت الهوية المعمارية، حيث نشأت بنايات ذات واجهات زجاجية أو بألوان متنافرة، فيما تعرف بعض العواصم باللون الغالب عليها، فتونس ومسقط تمتاز باللون الأبيض، والقاهرة باللون الوردي لمبانيها القديمة، فيما ترك للملاك في عمان اختيار ما يشاءون من تصاميم وألوان. وبينما أسهم رفع الأرمات عن الواجهات في الحد من ازدحام الكتابات، فإنه لا يلاحظ وجود خطة معتمدة للترميم مع الإبقاء على طابع المدينة، فالترميم، كما الصيانة للواجهات والمداخل، متروك لتقديرات المالكين. الاضطراب في الهوية،يدلل عليه البعض بما طرأ على وسط البلد من تغير في القوى العاملة هناك. العمالة غير الأردنية باتت مبثوثة في مرافق الخدمات وفي كل زاوية من زوايا تلك المنطقة، ويذرع أفرادها الشوارع الرئيسية والفرعية ليل نهار.. فاختلطت الألسنة والأصوات، وباتت اللهجة الأردنية الريفية والبدوية والمدينية، مجرد لهجة بين اللهجات الطاغية والمستخدمة في قلب المدينة. حدث ذلك بصورة شرعية، تحت سمع وأبصار الجهات المسؤولة في العقدين الماضيين. يُعزى ذلك إلى انسحاب العمالة المحلية التي خلفت فراغاً ملأه غيرها، وأحدثت نقصاً سده آخرون، فيحدث أن يتولى عامل مطعم صعيدي تقديم وجبة إلى أردني متعطل عن العمل، أو أن يعرض عامل من الجزيرة في سورية، الجميد لمواطن متحدثاً عن مزايا هذه السلعة. لم يكن الحال يحتاج إلى إغلاق سوق العمل أمام الوافدين، بل إلى تنظيم سوق العمل وتقديم حوافز وضمانات كافية للعمالة المحلية. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فهناك اختلاط في الأسواق القديمة منها والجديدة .على امتداد شارع رئيس مثل: شارع الملك طلال يلحظ الزائر سوقاً قديمة تحتل بضائعها الأرصفة، وفي الخلف منها أسواق حديثة للإلكترونيات .ولظروف سابقة فإن التنظيم لم ينجح ولم يخطط لتخصيص منطقة قائمة بذاتها للأسواق والسلع القديمة (داون تاون) بما يسمح بتحديد حدودها، ويمكّن الزائرين والسواح من تأمين مستلزماتهم وتلبية حاجاتهم ضمن رقعة جغرافية واحدة. تنظيم حركة السير حقق بعض النتائج مع توسعة الشوارع ومنع الانتقال من ضفة إلى أخرى، غير أن ضغط وضوضاء المركبات وما ينجم عنها من تلوث ومن انسداد المشهد أمام الرائي بقي مشكلة بلا حل. فقلب المدينة يشهد ازدحاماً طيلة ساعات النهار صيفا وشتاء. في أوقات سابقة جرى التفكير بمنع المركبات الخاصة من التوجه إلى قلب المدينة، وبينما كان الأمر وما زال يحتاج لمنع التكسي الأصفر أيضاً من دخول البلد للوفرة الهائلة في مركباته، إلا أن هذا التوجه لم يؤخذ به. فبقيت هذه المنطقة مثل مناطق عديدة أخرى أشبه بمرآب «كراج» لطوفان من مركبات متحركة. وتمتد مظاهر الضوضاء لتشمل أصوات الباعة، ويفترض أن البضائع المعروضة «تنادي» على زبائنها وتخاطب أنظارهم ومداركهم، دون حاجة لنداءات بشرية توضيحية. أما محلات الأشرطة والصوتيات، فتشكل مصدراً رهيباً للضوضاء، فكون السلعة صوتية لا يُسوّغ تشغيل نماذج منها، واحتلال المجال السمعي للمشاة وبقية التجار في الجوار. وخلافاً لأية مناطق أخرى، فإن وسط البلد يخلو من أي متنفس.تخطيط المنطقة لم يلحظ الحاجة إلى حديقة عامة صغيرة تمتص الضوضاء والتلوث، وتسمح بمجاورة أشجار ونباتات خضراء لصفوف الحجر والمركبات. المنطقة المؤهلة لذلك، وتتخذ شكل مثلث في المنطقة بين الجامع الحسيني وسوق الصاغة، نشأت عليها بناية تجارية متعددة الطبقات وتنجح هذه البناية في سد الأفق أمام الرائي، وتورث الزائر شعوراً بالضغط وقلة الحيلة. وإذ نجحت أمانة عمان قبل نحو عشر سنوات في التخلص من مكرهة صحية بإقامة مبنيين للأمانة ومركز ثقافي (مركز الحسين) مع حديقة ممتدة على الطرف الغربي من وسط البلد، فإن الأنظار تتجه إلى استكمال هذا الجزء ببناء دارة الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون، والالتفات إلى أجزاء أخرى من وسط البلد بمنحها نفحة جمالية وترفيهية تخفف من الضغط، وتعزز الشعور بالألفة مع المكان.الازدهار التدريجي والمطرد لقلب عمان على مدى قرن، واكب نشوء الدولة الأردنية التي اتخذت من هذا القلب مركزاً لها منذ عشرينيات القرن الماضي. وهناك من يرى أن هذا الازدهار هيأ الظروف المادية والبنية التحتية لنشوء مرافق الدولة .هذه الخصوصية التاريخية تملي إيلاء اهتمام أكبر بهذا الجزء، وإعادة الألق له مما يتطلب تخطيطاً شاملاً يراعي مختلف الحاجات والمتطلبات، ويضع حداً للنمو العشوائي.عن جريدة السجل |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:05 am | |
| مقاهي عمّان وحاناتهامحمد عمرمن لم يعرف وسط عمان او البلد، يعتقد انها كانت هكذا ابدا، قاعا للمدينة. لكن هذا القاع كان يوما ما في عليائه متجليا قبل ان تتقلب الظروف وتنزاح الطبقات…اجلس على شرفة مقهى “الاوبرج”، او تحت عريشة القصب الظليلة لمقهى “الاردن”، التقي القلة القليلة ممن يطلق عليهم اسم “الاصدقاء”، او اقرأ في كتاب اشتريته توا من “الطليعة” او “الاهلية” او “الشروق” او من مكتبات الكتب القديمة كـ”خزانة الجاحظ”، او “مكتبة الأصدقاء”، أو بسطات عمان ايام الجمع. وسط البلد التي ارقب ناسها ومحالها من شرفات المقاهي، واجوب شوارعها ليلا كلما خرجت من احدى حاناتها، لم تكن ما هي عليه الان. مقاهي عمان وحاناتها كانت قبل زمن تستعصي علينا نحن فقراء الضواحي سكان المخيمات والارياف قبل ان تهجر “برجوازية” عمان مناطقها في الدوار الاول والثاني والثالث من جبل عمان او اللويبدة القديمة الى مناطق اخرى مثل الشميساني وعبدون ودير غبار وام السماق. خلال الخمسينات، كما علمت، افتتح “مقهى ومطعم الاوبرج”، وهو كان في النهار مقهى يرتاده تجار وسط عمان الذين تركوا محالهم في ايدي “الصنايعية”. اما في الليل فيفتح المطعم الذي هو حانة ايضا. والاوبرج اقيم على غرار مثيلات له ففي بيروت، مثلا، كان هناك “الباريزيانا”، اما في القاهرة فكان هناك الاوبرج ايضا. لم يستطع الاوبرج ان يشكل جمهوره او ان يحافظ عليه، فهو وان كان انتقل من مكان للنخبة بالمعنى الاقتصادي الاجتماعي فقد بات يعرف مؤخرا كمكان لالتقاء “مثقفي” الفئات الهامشية وان لم يرتق الى مستوى مقاهي المثقفين في مدن عربية اخرى مثل مقى الروضة او مقهى الهافانا في الشام. على ان الاوبرج الذي كان بمقهاه وحانته حكرا على الذكورة، بدأ مؤخرا يعبق بالنفس الانثوي، ذاك ان حركة السياحة في وسط البلد وانتشار المقاهي الحديثة وعودة الروح للمكتبات بفعل الهجرات الجديدة وخاصة الهجرة العراقية، اتاحت للاوبرج ومقاهي وحانات البلد ان تشهد حركة رجل انثوية نشطة احيانا، وسقطت مخاوف بعض العمانيين ازاء حانات ومقاه كان مجرد التفكير باصطحاب امرأة اليها قد يعتبر اثما ومغامرة غير محسوبة العواقب. مقابل الاوبرج يقع مطعم “الشرق ابو احمد”، وهو مطعم وحانة قديمة افتتحت منذ الخمسينات ايضا، ثم صار لها فرعا في جبل عمان الدوار الثالث وكان من اجمل مطاعم عمان قبل ان يحول الى حانة وديسكو حديث. ابو احمد، تعاقب على ادراته عدة اشخاص كان فيه “ابو الفوز” صديق الكثير من المثقفين، وهو من كان يتعامل بروحية صبورة، ما جعل المطعم مكتظا دائما يتعايش فيه المثقف مع “السكير”، مع بعض بواقي تجار وسط البلد اضافة الى المارين والطارئين من شتى الاعمار والطبقات.ما حدث لاختلاف زوار الاوبرج حدث لابو احمد فهو بات يستقبل النساء عربا واجانب، فكسرن مشهده الذكوري البحت الذي كانه قبل سنوات. ابو احمد، الاوبرج، بار السلمون، بار الكت كات، بار شهرزاد، بار الاردن، بار الهيلتون (اسم على غير مسمى)، كل وشرب وبيترو، وجميعها بارات وسط البلد التي تتركز في مربع واحد، وهي كانت في اول عهدها محلا لعلياء الطبقات التي كانت تقطن قريبا في اللويبدة وجبل عمان. اما بار السلمون فهو عبارة عن غرفة صغيرة، في دخلة بار الاوبرج، وهو يكاد لا يتسع لاكثر من عشرة اشخاص، بعضهم يرتاد البار منذ سنوات وقد اقام علاقة صداقة وطيدة مع صاحبيه المسيحيين اللذين رحالا عن هذا العالم تاركين البار لاصحاب جددا. الى جانب بار السملون، لا تزال دكانة وبار “بيترو”، تستقبل الجوعى والعطشى المستعجلين، فهذه البقالة كانت تقدم سندويتشات خاصة من البسطرمة والجمبون والبيرة الباردة، قبل ان يتوقف اصحابها عن هذا التقليد لتبقى مجرد مشرب صغير يقدم البيرة الباردة لزوار عجولين يحتسونها وقوفا. مقابل سينما زهران، كان بار شهرزاد، كنا طلابا جامعيين نرتاده اواخر السبعينات، وكان يقدم البيرة الامستل بسعر 35 قرشا للزجاجة مع صحن ترمس، الا ان البار اغلق وتحول الى محمصة. على مقربة من بار السلمون وفي دخلة جانبية، يقبع بار الاردن بهدوء كما لو كان اثرا نسيه الزمان، وهو وقد اكل الدهر عليه وشرب، فقد تحول الى بار رخيص جدا اغلبه رواده من الفئات الهامشية او السكيرة جماعة “الربعية”. وحال بار الكت كات ليس افضل، وهو بار يقع على باب سينما رغدان ، وقد مضى له عزا كما يقال، اما الان فهو بار متواضع جدا وقد نال سمعة غير طيبة لدى رواد الحانات العمانية، المحافظون على رغم الخمرة المعشعشة في رؤوسهم، من انه مكان للقاء الشاذين والمثليين جنسيا. على فكرة المحافظين، كلما كنت اجلس في حانة ابو احمد، كان احد الموظفين يغلق الستيريو ويمنع الاغاني، كلما ارتفع صوت الاذان وهو يحمل بين يديه صينية عليها مشروبات الزبائن، احتراما للاذان؟؟؟. ليست حال حانات كل وشرب قرب البريد، والهيلتون على درج الكلحة، بافضل من بارات وسط البلد وقد تحول جميعها الى ملتقى الفئات المهمشة وبعض مثقفيها، وتردى اثاثها وخدماتهااذا كانت حانات وسط البلد، او قاع المدينة، بحسب تعبير يوسف ادريس الذي بات على كل لسان وفي كل زمان، قد شهدت عزا فيما مضى قبل انزياح الطبقات وحلول الهوامش القادمة من الاطراف. فان جوار القاع كان له حانته ايضا التي كنا نتجرأ في بعض الايام على ارتيادها، حينما كانت وزارة التربية تمنحي الخمسة والعشرين دينارا قيمة المنحة الشهرية لدارستي الجامعية بوصفي كنت طالبا نجيبا متفوقا، نوعا ما. كنت استلم هذه الدنانير، وكانت اكثر من كافية بالنسبة لطالب، واطير مع عدد من زملائي وزميلاتي الى حانات ومقاه اكثر رقيا في جبل عمان وجبل اللويبدة والشميساني الحديثة. كنا نأخذ “باص الدولة” المرسيدس الاحمر والابيض الذي استورد من ايران وقتذاك، ونهبط إلى “البلد”، نزولا من الجامعة الى عند سينما زهران ثم نصعد في تجاه جبل عمان الدوار الاول، عبر “طلعة الحايك”. على المستديرة الاولى للجبل القديم، افتتح في سبعينات القرن الماضي حانة ومطعم اطلق عليها “الديبلومات”، تيمنا باسم حانة شهيرة في باريس، على ما اعتقد. “الديبلومات” هذه، وهي لا تزال قائمة الى اليوم على الطرف الشمالي للمستديرة، قد تكون شكلت مع حانة “الهورس شو” في الشميساني، التي تحولت مؤخرا الى “تشيلي وايز”، أو مقاه وحانات الأرصفة في الاردن، قبل ان تتناثر “الكوفي شوبات” وتتكاثر بأسرع من تكاثر الفطر بعد يوم مطار كيومي هذا. ليس بعيدا عن “الديبلومات”، وقريبا من مستشفى ملحس افتتحت حانة اخرى على النمط الايرلندي اطلق عليها “افتر ايت After Eight”، وهي اشتهرت تجمعا للشباب اليساري وكان زارها ذات مرة الرئيس النيكاراغوي اليساري الحالي دانييل اروتيغا والتقطت له مع صاحبها صورة لا تزال معلقة في الحانة. اما في جبل اللويبدة فكان قريبا من دوار الحاوز الجميل الذي تحول الى “دوار باريس” بعد ان فقد طابعه الاصلي، فقد افتتحت حانة ” لوس اميغوس Los Amigos”، أي الأصدقاء تعريبا عن الاسبانية وان كانت الحانة بعيدة عن النمط اللاتيني او الاسباني، قريبة من الحانات الأوروبية المترفة، وقد أغلقت هذه الحانة قبل سنوات، ويبدو ان “الصحوة الدينية” اثرت كثيرا على عمل البارات والحانات في الاردن، فـ”الشغلة ما عادت موفية”، بحسب رأي احدهم. بقي ان اطراف القاع في تجاه المحطة، كان فيها ولا يزال حانتين شعبيتين هما “مطعم الحلتة”، وهو ليس بعيدا عن مجمع رغدان في تجاه المحطة، مقابل شركة التبغ القديمة التي تحولت الى مقر للهئية الهاشمية للاغاثة، وحانة اخرى اختفى اسمها من على اللافتة القديمة وتقع على “جسر النشا”. مقاه عمان تكاد تكون عمّان اكثر عاصمة عربية فيها مقاه نسبة الى عدد سكانها، وقد يكون هذا مستغربا للوهلة الاولى، وهو ليس كذلك، ذلك ان المدينة كانت محط زوار كثر من المحافظات والارياف والدول المجاورة، نظرا لتحشد كل الخدمات والدوائر الرسمية فيها قبل ان تنمو وتزدهر المدن الاردنية الاخرى. امتدادا من منطقة رأس العين، مرورا بشارعي الملك طلال وسقف السيل وحتى ما بعد جسر رغدان وصولا للمحطة، ثم التفرعات مقابل المسجد الحسيني وشارع الملك حسين وشارع بسمان وحتى العبدلي وشارع الامير محمد، انتشرت العشرات من المقاهي، وانقسمت على قسمين: مقاهي الفئات الهامشية ومقاهي الفئات الدنيا من الطبقات المتوسطة. بعضا من مقاه “الدخلات”..!! تحت سينما “دنيا”، التي اندثرت وكان من فئات “الترسو” أي صالة للدرجة الثالثة، ومقابلها سينما “الكواكب” يقع مقهى صغير يرتاده في الاغلب والان بعض العاطلين عن العمل واصحاب البسطات في سقف السيل وعمال وافدون. قريبا منه يقع مقهى اخر مقابل سوق الخضار وهو اكبر حجما ويمتلك جهاز تلفزيون عريض الشاشة اعتاد العمال المصريون تحديدا على مشاهدة مباريات كرة القدم فيه. وكان في دخلة “سينما الحمراء”، مقابل “سوق السقط”، أي السوق الذي يبيع اطراف الحيوانات واحشائها، وبجانب “حمام النصر” الذي لا يزال يعمل، كان هناك مقهى شعبيا تحول لاحقا الى مطعم. تكتظ دخلات عمان بعدة مقاهي من الصعب حصرها، بيد ان مقهى كان في اول طلوع شارع بسمان لناحية المسجد الحسيني ومقابل “رمضان” بائع العرق سوس كان هناك مقهى في دخلة فرعية كنا نطلق عليه اسم “مقهى خبيني”، اذ كنا نرتاده في شهر رمضان نشرب الشاي وندخن بعيدا عن مشاعر الصائمين، وقد اغلق هذا المقهى الصغير منذ سنوات بعيدة. مقاهي الدخلات كثيرة منها مقهى كبير نسبيا جانب ما كان يعرف بـ”سينما الحسين الفخمة” الايلة للسقوط الان. مقابل البنك العربي لا يزال هناك مقهى في احدى الدخلات وكذلك في درج ابو فارس في شارع الشابسوغ، ومقهى في الدخلة المؤدية الى فندق صلاح الدين على سقف السيل، واخر قريب من المدرج الروماني. تمتاز جميع مقاه الدخلات بانها لا تزال تحتفظ بمقاعد القش والخشب والطاولات الواطئة، ولا يزال عمالها ينثرون نشارة الخشب على ارضها لسهولة التنظيف. اذا كانت عمان على عكس القاهرة او دمشق او بيروت لم تشهد مقاهي الفتوات والقبضايات، فان بعض مقاهي الدخلات “او مقاهي خبيني”، كان يشهد لعب القمار بورق “الشدة” وكان هناك دائما شخص ما ينظم هذه العملية، ويسمى ماسك “الكيسّ”، وهو اشبه ما يكون بالقبضاي الذي يتحكم بالورق والفلوس ويفض النزاعات. ولقد كانت هذه المقاهي تحوي زبائن اقرب ما يكونون الى “القبضايات” وهو عند شرطة العاصمة او اغلبهم يعرفون بأصحاب أسبقيات، فعهد الفتوات والقبضايات وعقيد الحارات ولى وانتهى. وفي هذه المقاهي يسمع الزائر خليطا من الاغاني الشعبية المصرية اساسا واغاني ام كلثوم وفريد الاطرش وبعضا من اغاني الموجة الجديدة وكل ذلك يعتمد على ذوق “كبير الكرسونية”. مقاه “الصفوة”..!! على ان عمان كان فيها ولم يزل مقاه ارفع مستوى تعتلي الطوابق الاولى من بعض الابنية وذات مساحات عالية وشرفات مطلة على الساحات العامة او لنقل التقاطعات المرورية، وكراس اكثر حداثة وطاولات اكثر ارتفاعا وخدمات افضل. مقهى الجامعة العربية، وهو افتتح بعد سنوات من تأسيس الجامعة العربية، وابان المد القومي، وقد اتخذ اسمه تيمنا من هذه الجامعة التي ولدت ميتة، وهو يقع في المنى المقابل للمسجد الحسيني ويطل على عليه كما يطل على اول طلوع شارع بسمان، والى جانب المقهى هناك الكثير من فنادق الدرجة الرابعة، التي كان نزلائها يقضون وقتهم في المقهى. الى الشمال منه يقع مقهى “كوكب الشرق” فوق سوق “الصاغة”، وهو قديم ربما اكثر قدما من مقهى الجامعة وقد افتتح في خمسينات القرن الماضي، وقد اشتهر ببث حفلات السيدة ام كلثوم، كما اعلمني اصحابه، وهو لا يزال يسمع مرتاديه صوت “كوكب الشرق”. على الجهة المقالة منه يقع مقهى “بلاط الرشيد” مقابل البنك العربي، وهذا المقهى كان اكتشف اهميته النسبية عندما كان مقرا لبعض المثقفين مثل الروائي مؤنس الرزاز، فاعاد تجديد وطلاء الشرفة وزينها بالاعلام كل دول العالم، وأصبح ملتقى للسواح الأجانب او الدراسيين منهم في الاردن ولبعض المثقفين ايضا، وهو مثل بعض المقاهي الاخرى يشهد حضورا انثويا مكثفا ربما اكثر من غيره وقبل غيره. كمثل مقهى كوكب الشرق وبلاط الرشيد والجامعة العربية هناك مقاهي “السنترال” الذي انحسر كثيرا بعد ان ازيلت شرفته الواقعة فوق مكتبة عزيزية، وكذلك مقهى الاردن والكمال وغيرها، وجميع هذه المقاهي تمتاز بنفس السمات تقريبا، وان كان مقهى الكمال مثلا غير معروف كثير للمثقفين او للنساء.المتشبهين باليسار من الشباب..! اما جديد عمان فهو مقهى “جفرا” الذي اكتسب اسمه من اسم قرية فلسطينية، وان كنت اعتقد انني قرات اسم هذه القرية ايضا في رواية “الجذور” لاليكس هاللي وهي القرية التي اخرج منها بطل الرواية “كنتاكنتي”. ومقهى “جفرا” كان المفترض فيه ان يكون على غرار مقهى “عمون” في العبدلي، ملتقى او هو كان في بداياته كذلك، ملتقى لشباب انضموا حديثا لليسار، ولكنه تحول الى “كوفي شوب” عادي باسعار مرتفعة نسبيا قياسا الى مقاهي وسط البلد ما جعل “المثقفين واشباه المثقفين والمغرمين بنمطيات اليسار” ان يهجروه الى مقاه اخرى اقل تكلفة. وما حدث لجفرا حدث ايضا لمقهى عمون، فهو لم يعد المكان المفضل للداخلين حديثا في صور اليسار والمثقفين الهامشيين والمهمشين. اصحاب اللحى الطويلة والشعور المجدولة، وطاقيات غيفارا وزياد رحباني ونظاراته، المتأبطين كتبا لم يقرؤوا أغلفتها، المطالعين في صحف الاعلانات الحديثة. لكن عمان صار لها مقاهيها المترفة ايضا على قمم جبالها الغربية، مقاه ارصفة يطلق عليها اسماء غربية وشرقية، وبعضها اخترع “الارجيلة الديلفري”، وهي مقاه اراها ولا ارتاد الكثير منها، خوفا من ان يفرض علي صحن ترمس او صحن فول او قطعة “كاتو” زنخة وفاتورة فوق التصور |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:05 am | |
| شبان عمان: من وسط البلد إلى الغرب وبالعكسالتوسع الهائل الذي شهدته منطقة غرب عمان في العقود الثلاثة الأخيرة، وما رافق ذلك من افتتاح أسواق جديدة ومجمعات تجارية ضخمة، جذب الأجيال الشابة إلى تلك المناطق بعيدا عن الوجهة التقليدية لشبان عمان من الجيل السابق؛ عن وسط البلد. وحتى سكان عمان الشرقية أخذوا يتجهون إلى تلك الأماكن الجديدة، ولم يعد وسط البلد والساحة الهاشمية وزيارة المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية هناك أمراً محبباً لدى كثير منهم، وبدأ ما يشبه «الهجرة » إلى شارع الوكالات ودوار عبدون، والمولات الموجودة في شارع مكة. «إحنا تعودنا على نمط الحياة العصرية.. بنحب الأضواء والمطاعم الفخمة. الأشياء القديمة والتقليدية حلوة، بس ما عادت تناسبنا ». تقول لمى التي لا تعرف شيئاً عن وسط البلد، إنها زارته مرة أو مرتين حينما كانت صغيرة، أما الآن فإن جميع «طلعاتها » إلى مقاهي عبدون، أو للتسوق في شارع الوكالات. ويخالفها قليلاً بالرأي صديقها عمر، الذي يقول «لا بد لنا من زيارة عمان القديمة، ومعرفة أين كان يذهب آباؤنا، ولكنها بالتأكيد لا تناسب نمط الحياة الجديدة، التي تربينا عليه ». يعتبر لما وعمر، نماذج تمثل أغلبية شباب هذا الجيل، الذي لا يعتبر عمان القديمة، مكاناً للتنزه أو تغيير الجو، بل لزيارات قليلة يقوم بها بين حين وآخر، للتعرف على نمط حياة مختلف. في الفترة الأخيرة، ومع انتشار محلات «الدي.في.دي » والمقاهي الحديثة التي تعمد إلى تنظيم حفلات وجذب الشباب، حدث تحول لدى كثير من الشبان، وأصبح وسط البلد بالنسبة لهم، المكان الأنسب لقضاء نهاية الأسبوع، وقضاء وقت ممتع. «بالنسبة إلي، العشا في شهرزاد بعدين أرجيلة في جفرا بتسوى كل الدنيا، الجو في البلد غير شكل، زهقنا من المولات ومن زحمة عبدون، هون بنشوف إشي تاني »، يقول طارق الذي أصبح هو وأصدقاؤه يترددون على وسط البلد، فهم يجدون هناك عمان أخرى، غير التي تعودوا عليها، «حتى ريحة الهوا في البلد غير، شكل العمارات مختلف، وبتشوف هناك سياح، وناس من أماكن مختلفة .. بتحس بغِنى عمان لما تروح على البلد ». أما صديقه علي فيقول إن ما يدفعه لزيارة وسط البلد أسبوعيا، هو محلات الأفلام المنتشرة في شارع الأمير محمد، «وأخيراً لقيت المكان اللي برتاح فيه .. أنا «بتسوق » كل أسبوع من هاي المحلات، وبقعد فيها أكثر من ساعتين، ما بلاقي هاي الأشياء في مكان تاني ». ويؤكد علي أن الفطور في مطعم هاشم بعد الفجر، يعطي طعماً مختلفاً لليوم كله. أما المقاهي مثل مقهى بلاط الرشيد والكنافة المميزة، فما زالت تجذب الكثير من الشباب وتحببهم بوسط المدينة، «أنا بتذكر من أيام ما كنت في كلية الحسين، كنا ننزل كل يوم، وناكل صحن كنافة. حتى بعد ما طلعت من المدرسة لسه بنزل على حبيبة ،» يقول عمار الذي اعتاد زيارة وسط البلد، في طريق عودته من مدرسته إلى بيته في ماركا، «لما أنزل عالبلد، بتذكر هديك الأيام، وكيف كنا بنغير جو بعد يوم متعب في المدرسة .»يقول أيمن الذي يقضي نهاية كل أسبوع في مقهى بلاط الرشيد، ليلعب مع أصدقائه الشدة أو الشطرنج، «هون بتحس أنو مقهى. مش زي كوفي شوبات عمان الغربية، اللي كلها قهوة أميركية وكيك. هون الشاي والزهورات بتعطيك إحساس إنك في محل عربي قديم »، ويتفق معه أصدقاؤه الذين يشاركونه هذه النشاطات كل أسبوع. رغم أن مراكز عمان الحديثة تجذب معظم الشبان والشابات إليها في نهايات الأسبوع وأيام العطل، فإن التغييرات التي وقعت أخيرا في وسط البلد، نجحت في تغيير وجهة كثير من الشبان في اتجاه الوجه الحقيقي والأصيل لمدينة عمان..عدي الريماوي |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:06 am | |
| شارع المصدار , بوابة عمان الجنوبيةاسم الكاتب لم يورد بالمقال. جريدة الرأي
لشارع المصدار في القلب حنين متواصل وذكرى لأيام ماضية وسنوات عزيزة بدأت منذ فترات الطفولة وما زالت.. فكل يوم تقريباً اسير راكبا في هذا الشارع ومنذ اربعين سنة واكثر صاعدا ونازلا. فمنذ ايام الطفولة وانا تلميذ في الاول الابتدائي في بداية الستينات وبالذات عام 1960 كنت اذهب مع اخي الكبير من منزلنا في سفح جبل النظيف المطل على المباني الجديدة لامانة عمان الكبرى الى مدرسة الاشرفية والتي كانت موجودة في منتصف طول شارع المصدار قرب المقبرة الاسلامية.. وذلك سيرا على الاقدام. درست في تلك المدرسة من الاول الى الثالث الاعدادي أي الصف التاسع تحت ادارة مدير واحد لم يتغير وهو المرحوم جميل جورجي ، فقد كان مديرا صاحب شخصية قوية ومثقفا بعمق ومتفتحا على الحياة والمجتمع لتربية وتثقيف الطلاب. فقد كان المدير جميل جورجي يأخذنا نحن الطلاب وبعد ان كبرنا وصرنا في الصفوف الاعلى الى المجتمع المحلي حيث الحياة والاطلاع والاحتكاك مع العالم الخارجي.. فمن ذلك مثلا كان يحضنا على قراءة القصص والكتب من مكتبة المدرسة، ويأخذنا الى حفلات سينمائية سيرا على الاقدام من شارع المصدار الى سينما رغدان لحضور فيلم عن عمر بن الخطاب والى سينما الاردن لحضور فيلم جميلة الجزائرية والى المعرض الزراعي في الساحة الشاسعة التي كانت نواة ستاد عمان الدولي في المدينة الرياضية والى مدرسة المطران لحضور مهرجان رياضي فني كشفي والمشاركة به والى رحلات اخرى في ربوع الاردن خارج عمان. وشارع المصدار من المستحيل ان لا يعرفه أي انسان عاش في عمان فهذا الشارع يعتبر بوابة عمان الجنوبية الى ضواحي ومناطق عمان الجنوبية وكذلك بوابة عمان الى جنوب الاردن وربما يكون هذا التعريف قديما لانه الان اصبحت هناك عدة بوابات او منافذ الى جنوب عمان وجنوب الاردن. وقبل الحديث عن شارع المصدار وعما يتميز به من اماكن ومحلات وناس ومواقف حياة وذكريات فلا بد لنا من الاشارة اولا الى سبب تسمية هذا الشارع (المصدار) بهذا الاسم؟!! فقد كان قديما يسمى ب(مصدار عيشة) وعيشة اسم امرأة كانت معروفة وتعيش ربما شبه وحيدة في هذا المكان في بداية القرن الماضي تقريبا.. اما بالنسبة لكلمة (المصدار) فمن المرجح ان هذه الكلمة اخذت من معنى (الصدر) الذي يعلوه الرأس فهذا الشارع يبدأ منخفضا من عند (جسر المهاجرين) والذي ازيل منذ السبعينيات ويستمر الشارع صعودا ويرتفع بالتدريج حتى يصل اخره عند قرب سفح الوحدات والاشرفية وجبل المريخ . اذن فهو اشبه بصدر الانسان المتصاعد. هذا ولو تتبعنا المسير في هذا الشارع منذ بدايته المنخفضة فاننا سوف نشير لبعض الاماكن القديمة والشهيرة والتي ما زالت حتى هذه اللحظة او الاماكن التي تم ازالتها او استخدامها مثلاً. واول هذه الاماكن هو مقهى فلسطين الشعبي والراقي والذي كان يؤمه بعض الموظفين والعاملين وبعض الفنانين من ممثلين وموسيقيين. وكان هذا المقهى يقع على المنحنى الذي يضم مكان التقاء شارعي المصدار والطلياني معا . ازيل هذا المقهى ومعه عشرات المحلات منذ سنوات حيث حول المكان الى حديقة وبالقرب منه مدرسة حليمة السعدية ومحلات بيع وتصليح الاسلحة وبالمقابل في الجهة الاخرى تقع جمعية بئر السبع الخيرية الشهيرة والتي كانت قديما تقدم بعض الطعام من خبز وجبن واطعمة اخرى للاولاد وللفقراء (ولا اعرف الان هل ما زالت تقدم هذه الوجبات ام لا!!) وبالقرب منها يقع مخبز ابو سنينة الشهير بصنع الكعك بسمسم والذي تعامل معه بائعو البسطات الذين يبيعون الكعك مع الزعتر والبيض. واذا ما صعدنا قليلا فان هناك مدرستين شهيرتين ما زالتا تقومان بمهمة تربية النشئ الجديد من ابنائنا الطلاب والطالبات، فالاولى هي مدرسة دير اللاتين والاخرى مدرسة راهبات الوردية. ومن ذكريات الطفولة القديمة اننا كنا عندما نسير من عند بوابة مدرسة راهبات الوردية كان يصدف ان تكون سمو الاميرة عالية بنت الحسين الطفلة وهي في السيارة تدخل او تخرج حيث كانت دائما مبتسمة حيث كان هذا الامر يسر كل من يشاهدها بطريقه من امام هذه المدرسة. واذا ما صعدنا سيرا في هذا الشارع قليلا فاننا سوف نلاحظ هذا المحل التجاري القديم جدا والشهير ببيع اللبن (سعيد الشامي) حيث كان اهالي عمان يأتون لشراء اللبن واللبنة والحليب من عنده من اماكن بعيدة. وكان سعيد الشامي على ما اظن قد كان اول من اخذ يبيع ويركب اسطوانات الغاز في مناطق عمان القريبة منه على الاقل مثل الاشرفية والنظيف وذلك عندما جاء سحر هذه الالة واو الجهاز الجديد (البوتوغاز) والذي حل محل بابور بريموس الكاز وذلك في منتصف الستينات على ما اظن!!. ونستمر بالمسير الى الاعلى لنتذكر هذا المطعم الصغير جدا مطعم (ابو اسكندر) وذلك في الستينات حيث كان بالقرب من مخرطة الحوراني.. اذا كنا نأكل عنده صحن الفول اللذيذ مع رغيف بقرش ونصف للطلاب، اما للاخرين فكان يبيعه بقرشين ونتابع المشي حتى نصل الى شارع فرعي حيث محلات حيدر مراد وكانت لتوزيع مؤن اللاجئين حيث كانت قديما اشبه بسوق للطحين والعدس والبرغل والسكر والصابون.. الخ. وبجانبه كان وما زال حتى هذه اللحظة مطعم (ابراهيم الطوباسي) صاحب الذ واشهى ساندويشات حمص.. وبالقرب منه كانت كافتيريا ابراهيم عصفور والذي كان محله اشبه بمقهى صغير جدا وكان لفترة سنوات يأتي وقت فرصة المدرسة بطبق كبير به حوالي (30) كاسة شاي دبل لمدرسي مدرسة الاشرفية القريبة منه قليلاً. وعندما نترك هذه الكافتيريا المغلقة الان والمهجورة، وبعد عدة محلات نصل الى مدرسة الاشرفية الوكالة والتي هي عبارة عن مبان سكنية كانت مستأجرة وكانت هذه المدرسة تطل على شارعين شارع المصدار والشارع الخلفي الغربي بسبب اتساعها الكبير. وفي ذكرى ثقافية خاصة وطفولية حدثت معي وانا في الصف الخامس او السادس اشتركت ذات مرة بمسابقة مجلة (سمير) للاطفال والتي تصدر من القاهرة وفزت يومها بجائزة اعتبرتها قيمة جدا وهي مجلد ضخم من مجلات سمير نفسها وقالت المجلة انها ارسلت لي مجلد سمير بالبريد على عنواني في المدرسة، وكانت المدرسة اصلا تضع عنوانها عند بقالة بجانب المدرسة حيث يأتي ساعي البريد ويضع مغلفات ورسائل المدرسة عند بقالة الرمحي وكان كل ذلك قد حدث في اثناء العطلة الصيفية والتي كانت تستمر (3) شهور طويلة.. وقد راجعت المدرسة والبقالة بدون جدوى.. ولم استلم الجائزة ابداً !!! ومن ذكريات تلك المدرسة اننا كنا نذهب في فترة الغداء الى البيت ثم الرجوع الى المدرسة مرة اخرى حيث يستمر الدوام حتى الساعة الثالثة او اكثر.. وكانت فرحتنا كبيرة جدا عندما يتم في مرات جمع الدروس ولا توجد رجعة الى المدرسة. وفي المقبرة الاسلامية والقريبة جدا من هذه المدرسة دفنت امي في بداية الستينات وعدد من المعارف والاقارب حتى ان هذه المقبرة قد اغلقت ابوابها لاستقبال الموتى ربما في نهاية الستينات حيث ملئت ولم يعد فيها متسع لاي ميت رحمهم الله جميعاً. وفي قبالة هذه المقبرة والتي تقع في شارع المصدار على طرف جبل النظيف هناك وعلى سفح جبل الاشرفية ليست بعيدا عنها كثيرا المقبرة المسيحية حيث كانت هاتان المقبرتان من اقدم المقابر الحديثة في عمان حيث تأسستا تقريباً في العام 1930 بعدما كانت هناك عدة مقابر متناثرة في بقاع عمان وبطريقة بدائية وعشوائية في رأس العين ووادي سرور والمحطة .. الخ. واذا ما اخذنا ايضا بالصعود حتى يصبح شارع المصدار اكثر ارتفاعاً وطلوعاً سوف تقابلنا مصانع الشموع المعطرة، ثم المحلات والاسواق الحديثة للاثاث المنزلي والاجهزة الكهربائية.. حتى يكاد يعرف الان شارع المصدار بشارع الاثاث والموبيليات والمفروشات الشهيرة في عمان. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:06 am | |
| شارع الملك فيصل قلب العاصمة عمّان“شارع الملك فيصل في أربعينات القرن العشرين ويبدو مبنى دائرة البريد القديم حتى 1944م حيث إنتقل الى المبنى الجديد في شارع الأمير محمد . وبجانبه عمارة إحتوت على مخفر للشرطة في الثلاثينات . أزيلت العمارة وأقيم مكانها مبنى البنك العربي”– يقع شارع الملك فيصل في قلب العاصمة عمّان كان يمتد على طول شارع الملك فيصل قديماً العديد من المباني والمنازل القديمة والتي بنيت باستخدام الطوب والحجارة، وسقّفت بجسور خشبية؛ كما كانت هذه المباني لا تزيد على طابق واحد. كان يقطن هذه المنازل المهاجرون الشراكسة وذلك في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.كان يعتبر هذا الشارع من أشهر وأوسع شوارع عمان قديماً، وكان الشارع في بداية الأربعينات من القرن العشرين يغص بالإحتفالات الوطنية والشعبية المقامة على أرصفة وشرفات وسطوح المنازل المطلة على الشارع.كما كانت استعراضات الجيش العربي تقام في شارع الملك فيصل، وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين. كان يصطف في مقدمة الإستعراض ضباط وأفراد لشرطة بلباسهم الرسمي، وفي المؤخرة القوة السيّارة، ثم قوة سيّارة من البادية الأردنية وإلى اليسار مجموعة من فرسان الجيش العربي الأردني. كما كان الملك عبد الله الأول بن الحسين يقلّد الأوسمة لضباط وأفراد الجيش العربي في ساحة هذا الشارع.كما كان من أهم الأحداث الذي عاصرها شارع الملك فيصل في الثلاثينات من القرن العشرين، الجنازة الرسمية التي أقيمت للشريف حسين بن علي، وهو في طريقه إلى القدس ليوارى جثمانه الثرى في حرم المسجد الأقصى بناءً على وصيته ورغبة أهل فلسطين.وكان يتواجد في هذا الشارع قديماً: مبنى البلدية القديم، ومقهى حمدان ومقهى الشالاتي في نفس موقع سوق منكو الحالي.كان مقهى حمدان أهم وأكبر المقاهي في قلب مدينة عمّان، وكان يرتاده الموظفين والمثقفين والرياضيين. فيما هدم هذا المبنى، وأقيم فوقه سوق الصاغة.بينما مقهى الشالاتي فقد اشتهر آنذاك بظهور أول جهاز راديو داخل المقهى سنة 1935م، وكان يعمل بالبطارية السائلة. وكان الراديو يسمع رواد المقهى القرآن لكبار مقرئي العصر في مصر؛ مثل: محمد رفعت، وعبد الفتاح الشعشاعي. كما كان الراديو يبث الأخبار، وينقل أغاني المطربين والمطربات؛ مثل: أم كلثوم، وصالح عبد الحي.وفي أوائل الخمسينات من القرن العشرين، أصبح شارع الملك فيصل من الأسواق التجارية الهامة، حيث انتشر فيه: المباني ذات الطوابق المتعددة، والفنادق، والبنوك، وأسواق الذهب، وسوق منكو الشهير، ومكاتب سيارات الأجرة وسيارات نقل الناس إلى القدس ودمشق وبيروت، دار للسينما ومحلات تجارية راقية وكبيرة، والعديد العديد من المحال الأخرى: كوكالات المنتجات العالمية من الساعات، والأحذية، والدراجات..المراجع* عمان: تاريخ وصور؛ للمؤلف أرسلان رمضان بكج. رقم الإيداع لدى المكتبة الوطنية ( 1029/ 4/ 2002). * عمّان، بين الأمس واليوم. للمؤلف أرسلان رمضان بكج. تصميم هلينا هنلي وطباعة دبليو إس كويل، لندن وإبسويتش. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:07 am | |
| شارع الملك فيصل قلب العاصمة عمّان“شارع الملك فيصل في أربعينات القرن العشرين ويبدو مبنى دائرة البريد القديم حتى 1944م حيث إنتقل الى المبنى الجديد في شارع الأمير محمد . وبجانبه عمارة إحتوت على مخفر للشرطة في الثلاثينات . أزيلت العمارة وأقيم مكانها مبنى البنك العربي”– يقع شارع الملك فيصل في قلب العاصمة عمّان كان يمتد على طول شارع الملك فيصل قديماً العديد من المباني والمنازل القديمة والتي بنيت باستخدام الطوب والحجارة، وسقّفت بجسور خشبية؛ كما كانت هذه المباني لا تزيد على طابق واحد. كان يقطن هذه المنازل المهاجرون الشراكسة وذلك في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.كان يعتبر هذا الشارع من أشهر وأوسع شوارع عمان قديماً، وكان الشارع في بداية الأربعينات من القرن العشرين يغص بالإحتفالات الوطنية والشعبية المقامة على أرصفة وشرفات وسطوح المنازل المطلة على الشارع.كما كانت استعراضات الجيش العربي تقام في شارع الملك فيصل، وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين. كان يصطف في مقدمة الإستعراض ضباط وأفراد لشرطة بلباسهم الرسمي، وفي المؤخرة القوة السيّارة، ثم قوة سيّارة من البادية الأردنية وإلى اليسار مجموعة من فرسان الجيش العربي الأردني. كما كان الملك عبد الله الأول بن الحسين يقلّد الأوسمة لضباط وأفراد الجيش العربي في ساحة هذا الشارع.كما كان من أهم الأحداث الذي عاصرها شارع الملك فيصل في الثلاثينات من القرن العشرين، الجنازة الرسمية التي أقيمت للشريف حسين بن علي، وهو في طريقه إلى القدس ليوارى جثمانه الثرى في حرم المسجد الأقصى بناءً على وصيته ورغبة أهل فلسطين.وكان يتواجد في هذا الشارع قديماً: مبنى البلدية القديم، ومقهى حمدان ومقهى الشالاتي في نفس موقع سوق منكو الحالي.كان مقهى حمدان أهم وأكبر المقاهي في قلب مدينة عمّان، وكان يرتاده الموظفين والمثقفين والرياضيين. فيما هدم هذا المبنى، وأقيم فوقه سوق الصاغة.بينما مقهى الشالاتي فقد اشتهر آنذاك بظهور أول جهاز راديو داخل المقهى سنة 1935م، وكان يعمل بالبطارية السائلة. وكان الراديو يسمع رواد المقهى القرآن لكبار مقرئي العصر في مصر؛ مثل: محمد رفعت، وعبد الفتاح الشعشاعي. كما كان الراديو يبث الأخبار، وينقل أغاني المطربين والمطربات؛ مثل: أم كلثوم، وصالح عبد الحي.وفي أوائل الخمسينات من القرن العشرين، أصبح شارع الملك فيصل من الأسواق التجارية الهامة، حيث انتشر فيه: المباني ذات الطوابق المتعددة، والفنادق، والبنوك، وأسواق الذهب، وسوق منكو الشهير، ومكاتب سيارات الأجرة وسيارات نقل الناس إلى القدس ودمشق وبيروت، دار للسينما ومحلات تجارية راقية وكبيرة، والعديد العديد من المحال الأخرى: كوكالات المنتجات العالمية من الساعات، والأحذية، والدراجات..المراجع* عمان: تاريخ وصور؛ للمؤلف أرسلان رمضان بكج. رقم الإيداع لدى المكتبة الوطنية ( 1029/ 4/ 2002). * عمّان، بين الأمس واليوم. للمؤلف أرسلان رمضان بكج. تصميم هلينا هنلي وطباعة دبليو إس كويل، لندن وإبسويتش. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عمان القديمة… الحياة*والناس الأحد 16 أغسطس 2015, 11:07 am | |
| مطاعم الأردن الشعبية.. تذوق التراث.تامر الصماديهاشم، البابا، العساف، النجاح.. أسماء لمطاعم شعبية شهيرة تنتشر في أزقة العاصمة عمان القديمة، فرغم تطور الزمن وتبدل طبائع الناس.. ما زالت هذه المطاعم قائمة تلبي رغبات الكثير من المواطنين، الذين تعلقت أفئدتهم بمأكولات المملكة القديمة، آخذة على عاتقها أن تحمل صورة عمان التراثية بشوارعها، ومبانيها الحجرية، وأزقتها ..ففي مطعم (هاشم) التراثي لازالت مقاعده المتواضعة تحمل رائحة الشخصيات الوطنية القديمة والشخصيات العربية التي طالما جلست عليها وهي تتناول “حمص وفول” المعلم “محمد الترك وإخوانه”، الذين أسسوا المطعم عام 1956.وعلى جدران المطعم تشاهد صور القيادات الشعبية الوطنية التي لم تستطيع على ما يبدو أن تحرم نفسها من مأكولات “هاشم” التراثية، وأيضا صور لنجوم حاليين مثل صورة الفنان السوري “عباس النوري” صاحب دور “الحكيم” في مسلسل “باب الحارة” وهو يتناول فول “هاشم” على طاولاته القديمة!!.اللافت للأمر أيضا هو إقدام الشباب والفتيات على مطعم “هاشم”، وعلى غيره من مطاعم العاصمة القديمة، في محاولة شيقة قد يتمكنوا من خلالها أن يتقمصوا شخصيات الجد “أبو علي” و الخال “أبو العبد” والعم “أبو اللطف”، الذين عايشوا “مطاعم أيام زمان” قبل عشرات السنين.على الرغم من تعاقب السنين ما زالت جدران مطعم “البابا” هي الأخرى مغروسة في قلب البلد القديم، تروي لمرتاديها قصص عمان القديمة، وقصص رجال الأردن القدماء، وقصصا حصرية عن خفايا ساحة المسجد الحسيني، والساحة الهاشمية.منذ الخمسينات و”البابا” يقدم لزبائنه “البسطاء” الأكلات الشعبية التراثية، المتمثلة في الفول، والحمص، والمسبحة، والفتوش، بالإضافة إلى الفتة، والقدسية، والمتبل.. فهذه الأكلات وغيرها الكثير لم يملها مرتادو “البابا”، فهي بالنسبة لهم تمثل التراث الأصيل، والعشق الأبدي الذي يربطهم بعاصمتهم “الحبيبة” عمان كما يقولون.ويلفت نظر الزائر للمطعم المواطنون الذين يجلسون على قارعة الشارع الملازم له، والذين لا تخلو طاولاتهم التي يوفرها لهم العاملون هناك، من صحن الحمص ورأس البصل وحبة الفلافل، وكوب من الشاي بالتأكيد.يقول الشاب أحمد، 22 سنة: “الطعام الذي تقدمه تلك المطاعم هو أكل الفقراء، والحمد لله إحنا تعودنا عليه ولازم كل يوم نيجي ناكل من هون”.أما الشاب علي، أحد مرتادي مطعم البابا، فيقول: “المطاعم التراثية المنتشرة في البلد القديم لا تقدم فقط المأكولات الشعبية، وإنما تقدم الهوية والتاريخ وقصص أيام زمان لكل من يرتادها، وأنا حقيقة أفضل المطاعم التراثية على المطاعم الراقية والفخمة، التي لا نتمكن أصلا من الدخول إليها باعتبار أننا فقراء”.الفتاة الجامعية “روعة” والتي ترتاد يوميا هي وصديقاتها المطاعم القديمة، تقول: “أشعر بالسعادة الغامرة أنا وصديقاتي حينما نأتي للمطاعم القديمة المنتشرة في العاصمة عمان، نحن لا نأتي للأكل فقط، وإنما نجيء أيضا لتذوق أيام زمان التي عاشها أجدادنا وآبائنا”.عالم آخر ينتقل إليه الشاب محمد،27 سنة، حينما يزور مطاعم عمان القديمة، فهي برأيه تنسيه همومه اليومية التي لا تفارقه، كما أنها تريحه ولو للحظات من حمى ارتفاع الأسعار التي باتت تخنق جيب المواطن الأردني.أما الشاب “عدنان، 28 سنة، فقد اعتاد يوميا على شراء صحن الحمص “التراثي” كما يقول، وذلك ليتمكن من القيام بواجباته اليومية منذ الصباح بكل همة ونشاط.اللافت للأمر أن كل المطاعم التراثية التي زارتها “عشرينات”، يؤكد العاملون فيها أن هناك طبقتين من الزبائن، الطبقة الأولى هي الفقيرة “المعدمة” التي لا تقوى على الذهاب إلى المطاعم الحديثة ذات الأسعار المرتفعة، أما الطبقة الثانية فهي الطبقة “الغنية” التي تؤم تلك المطاعم كي تعيش ولو للحظات التاريخ والتراث القديم، ولتغير من الروتين الذي تعيشه عند ارتيادها المتكرر للمولات، ومطاعم الوجبات السريعة.إلى جانب فئة ثالثة تؤم مطاعم “أيام زمان”، وهي فئة السياح الذين يقومون بزيارات سياحية للأردن، فهم يأتون خصيصا إلى تلك المطاعم بحثا عن الحمص والفول التراثي، في محاولة أخرى قد تمكنهم من تذوق العادات والتقاليد الأردنية. |
|
| |
| عمان القديمة… الحياة*والناس | |
|