ربـيْ إنّها الجّمـعَةْ .. وًٍ الجمعة مـِْن خير الأيام عندك ؛
فـاكتَب لـنا الخّيرَ فيـھا ۆ أسّعِدْ فيھا قّلوبَنا . .
رّبـيْ إنّ لَكْ عّبـادٌا ينَتظّرونَ فرجا قَريباً . . فـبشّرهمْ . .
ۆ عّبادٌا يَسألـونَكْ شفاءً فـعّافـِهّمْ . .
ۆ عّبادٌا يّرجونَ رحّمَتكَ فـارّحَمهّمْ . .
ۆ عّبادٌا يّرجونَ منْكَ تَحقيق أماني فلا تخْذلهم
آَمِيْنَ يَارَبُّ.
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله في خطبة له :
" أيها الناس من ألمَّ بذنبٍ فليستغفرِ اللَهَ وليتبْ ، فإن عاَدَ فليستغفرِ اللَّهَ وليتبْ ،
فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال ،
وإن الهلاك كل الهلاك في الإصرار عليها" .
قال ابن القيم رحمه الله :
(الذكر هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده مالم يغلقه العبد بغفلته )
وقال الحسن البصري رحمه الله
تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء ، في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرآن ،
( فإن وجدتم ، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق )...
الى كل المظلومين المستضعفين في فلسطين ومصر وسوريا والعراق وبورما.... وكل بقاع الارض الذين نعلمهم والذين لا نعلمهم ويعلمهم الله .....وبحق هذه الايام المباركة : -
عندما بعث النبي صل الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن فقال: " اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب " البخاري
فالدعاء سلاح فريد وقوي يملكه المظلوم فما إن يرفع المظلوم يديه إلى السماء إلا و يأتيه الرد من الملك العزيز الجبار الله سبحانه وتعالى مباشرة: " وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين "
فأي سلاح هذا وأي قوة أعطاها الله سبحانه للمظلومين والمقهورين والمستضعفين, والله لو يعلم الظالم قوة وأثر هذا السلاح بيد المظلوم لما ظلمه قط و ما تجرأ على ذلك.
رفعنا ايدينا إلى الله وقلنا: -
يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك وانقطعت الأسباب إلا إليك ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب اللّهم إنّا ومن ظلمنا من عبيدك ، نواصينا بيدك ، تعلم مستقرّنا ومستودعنا ، وتعلم منقلبنا ومثوانا، وسرّنا وعلانيتنا ، وتطلع على نيّاتنا ، وتحيط بضمائرنا ، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه ، ومعرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره ، ولا ينطوي عليك شيء من أمورنا ، ولا يستتر دونك حال من أحوالنا ، ولا لنا منك معقل يحصننا ، ولا حرز يحرزنا ، ولا هارب يفوتك منّا .
اللهم ان الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك، اللهم أنا نستغيث بك بعدما خذلنا كل مغيث من البشر، ونستصرخك إذا قعد عنا كل نصير من عبادك، ونطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم انك تعلم ما حلّ بالمسلمين قبل أن نشكوه إليك، فلك الحمد سميعاً بصيراً لطيفاً قديراً.
يا ربنا ها أننا ذا يا ربنا أسرى سجناء في يدي الظالم، مغلوبون مبغيّ علينا مظلومون، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّنا الابواب إلاّ إليك، وانسدّت عليّنا الجهات إلاّ جهتك، والتبست عليّنا أمورنا في دفع مكروهه عنّا، واشتبهت علينا الآراء في إزالة ظلمهم، وخذلنا من استنصرناه من عبادك، وأسلمنا من تعلّقنا به من خلقك ً وغدر بنا وطعننا القريب والصديق، فاستشرنا نصيحتنا فأشارت عليّنا بالرغبة إليك، واسترشدنا دليلنا فلم يدلّنا إلاّ عليك.
فرجعنا إليك يا مولاي صاغرين راغمين مستكينينً، عالمين أنّه ﻻ فرج إلاّ عندك، ولا خلاص لنا إلاّ بك، ان تجز وعدك في نصرتنا، وإجابة دعائنا، فإنّك قلت وقولك الحق الذي ﻻ يردّ ولا يبدل: ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ ) وقلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )، وأنا فاعلون ما أمرتنا به لا منّاً عليك، وكيف نمن به وأنت عليه دللتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا يا من ﻻ يخلف الميعاد.
وإنّا لنعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، ونتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، لأنّك ﻻ يسبقك معاند، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت، ولكن ضعفنا ﻻ يبلغ بنا الصبر على أناتك وانتظار حلمك، فقدرتك يا ربنا فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كل سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته.
يا رب أنا نحب العفو لأنك تحب العفو فإن كان في قضائك النافذ، وقدرتك الماضية أن الظالم ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمنا أو يكفّ مكروهه عنّا، وينتقل عن عظيم ما ظلمنا به، فأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة وتب عليه وأعفو عنه يا كريم.
يا رب وان كان ليس منهم رجاء وانت العالم بسرهم فاللهم انتقم من كل ظالم في ليلة ﻻ أخت لها، وساعةٍ ﻻ شفاء منها، وبنكبة ﻻ انتعاش معها، وبعثرةٍ ﻻ إقالة منها، ونغّص نعيمه، وأره بطشتك الكبرى، ونقمتك المثلى، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة، وسلطانك الذي هو أعزّ من سلطانه، واغلبه لنا بقوّتك القوية، ومحالك الشديد، وامنعنا منه بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل، وابتله بفقرٍ ﻻ تجبره، وبسوء ﻻ تستره، وكله إلى نفسه فيما يريد، إنّك فعّال لما تريد.
يا رب اللهم عليك بمن ظلمنا اللهم اسقم جسده، وانقص أجله، وخيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال، وجدّه في سفال، وسلطانه في اضمحلال، وعافيته إلى شر مآل، وأمِتْه بغيظه إذا أمتّه، وأبقه لحزنه إن أبقيته، وقنا شرّه وهمزه ولمزه، وسطوته وعداوته، فإنّك أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً
يا رب الظالم ملك أسباب القوة في الدنيا وأنا عبيدك لا نملك إلا إيماننا بك وتوكلنا عليك ودعائنا .
يا رب ان الظالم جمع جنده وسلاحه وسجونه وزنازينه ومنع عنا الأهل والأحباب وتركنا في ظلمة الزنزانة على الأرض والتراب وأنا عبيدك جمعنا له ما استطعنا من الدعاء.
يا رب تمنينا لمن ظلمنا الهداية والتوبة وتمنى هلاكنا وتدميرنا ولا حول ولا قوة إلا بك.
فامنن يا رب علينا دعوة عبيدك المساكين الفقراء ( وعزتى وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين( .
اللهم ابدل ذلنا عزا...وضعفنا قوة....واطلق سراح اسرانا وداوي جرحانا ...اللهم انصر عبادك العاملين على نصرة دينك...واجبر كسرنا وانتقم لنا ...وعجل في خلاصنا واجعلنا ننعم بحكم الاسلام وعدله ونوره ...وليس ذلك على الله ببعيد.