ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عالم ما بعد إيلان الجمعة 04 سبتمبر 2015, 6:14 am | |
| د.أحمد جميل عزم
أنقب في التاريخ لأجد حالات لجوء جماعية كالتي يقوم بها العرب والمسلمون للغرب الآن، فلا أجد الكثير؛ ربما لأني غير مختص. ويخطر لي أنّ الشعوب كانت تتنقل دائماً، ولكن في محيطها القريب جغرافياً؛ كقصة تيه بني إسرائيل في الصحراء أثناء لجوئهم، وكالحديث عن هجرات قبائل من مناطق لأخرى. وتستوقفني حالة خاصة، هي هجرة القبارصة إلى فلسطين، وخصوصاً عكا، نحو العام 1750، حيث أسس ظاهر العمر الزيداني، حينها، دولة شبه مستقلة عن العثمانيين، اعتمدت على الانفتاح على العالم، وتذويب الفروق بين "المواطنين" وعدم الاكتراث لاختلافات الأصول والمنابت. قام ظاهر العمر بنقل قبارصة من الروم الأرثوذكس، أسسوا كنائسهم، ومنحهم أرضاً لزراعتها. وجاء التجار الفرنسيون بكثرة نسبية للتجارة، وحتى للسياحة. ومن هؤلاء القبارصة من جاؤوا هرباً من طغيان حكامهم. وما تزال حتى لحظتنا هذه في عكا، بساتين تسمى "بساتين القبارصة"، كما يكتب عادل مناع في كتابه عن ظاهر العمر؛ وحيث يوجد -كما أخبرني أصدقاء من عكا- بستان القبارصة في قرية (البهجة)، وبستان الصيقلي (ربما نسبة لصقليا) في قرية الكابري. واستطراداً في هذا الموضوع، نتذكر أنّ حسيب الصباغ، أحد أشهر رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب، وأحد مؤسسي شركة اتحاد المقاولين (CCC)، التي تعد من أكبر شركات المقاولات العالمية، ومشاريعها رائدة عالميا، هو كما يعتقد، حفيد ابراهيم الصباغ، الكاثوليكي، الذي كان وزيرا ومساعداً لظاهر. في الوقت الذي يتحدث العالم في كل مكان عن عولمة المعلومات، والاقتصاد، والبضائع، والصناعة، فإنّ انتقال البشر يبقى الأقل. بل أريد للعولمة أن تقلل انتقالهم، كاختراع العمالة عن بعد؛ فلا بأس أن يقوم شاب في رام الله بالاتصال يومياً مع الزبائن الأميركيين يبيعهم عقارات من دون أن يعرفوا أين هو، ومحاسب من معان في الأردن يدخل حسابات الأميركيين لدفع ضرائبهم من حاسوبه في عمان، وشخص يتصل ليشتري ساندويش همبرغر من مطعم "ماكدونالدز" المجاور له فيرد عليه هندي تدرب على لهجة الولايات الأميركية التي يتصل منها الشخص، ويأخذ الطلب ويدخله في الحاسوب ليرسله المطعم. والنتيجة أن كل شيء ينتقل أكثر من البشر. لعل مشاهد المهاجرين في محطات القطار في هنغاريا، وعلى شواطئ أوروبا، ووصولهم أحياء وأمواتاً، وهذا التدفق لهم عالمياً، يصبح محطة تاريخية في العولمة. لاحظت أن جزءا كبيرا من التقارير الإعلامية التي غطت خبر صورة الطفل الكردي (إيلان كردي) الذي رماه البحر على شواطئ تركيا بعد غرقه، تخصصت في رصد كيف تعاملت شبكات التواصل الاجتماعي مع الصورة، أكثر منه مع قصة وحوادث هجرته وأهله. وهناك تغطيات لأثر الصورة على الرأي العام الأوروبي واحتجاجاته المطالبة باستضافة اللاجئين. وبدأ السياسيون، بمن فيهم رافضون عادةً للهجرة والمهاجرين، يطالبون بدمج اللاجئين بعجلة الاقتصاد، وبالتالي الحياة، بدل بقائهم من دون عمل. هل سيأتي يوم يؤرخ العالم لهجرات العرب والكرد والأفغان للغرب؟ وهل تكون قصة إيلان وصورته واحدة من مشاهدها؟ ولنشهد مرحلة تاريخية جديدة من العولمة والتغيرات الديموغرافية والثقافية؟ لا شك في أنّ الغرب المتسامح نسبياً مع شعوب العالم، والغرب الذي يَقبَل النساء والرجال الارتباط والزواج بأشخاص من أديان وأجناس وألوان وثقافات أخرى أسهل مما نفعل نحن العرب والمسلمين وشعوبا أخرى، ليس هو الغرب الاستعماري ذاته، قبل الحرب العالمية الثانية. فقد مرت شعوب تلك الدول بالكثير من عمليات التفكيك والتركيب، وأسهم تنقلهم حول العالم، مستعمرين وطغاة، بردة فعل متدرجة ومعقدة، بدأت بالموافقة على قدوم أبناء الشعوب المستعمرة للعمل والهجرة للدول الاستعمارية السابقة، ثم دمج هؤلاء كنوع من التكفير عن الذنب. فضلا عن أن تدمير البنى الاجتماعية في الغرب لصالح الفردية (اعتماد الفرد على نفسه) خفف من أهمية الحسب والنسب واللون والدين في التعامل اليومي. من هنا، ربما نكون أمام مرحلة تاريخية جديدة. لكن، لأن كل شيء خاضع لمراجعات وتدخل قوى مختلفة، ربما تضيع قصة إيلان وغيره، كما تضيع صور "سناب شات"! فمثلا، كانت عكا وظاهر العمر وفلسطين قصة عولمة واعدة، دمرها الحكم العثماني ثم الاستعمار الفرنسي، ثم المشروع الصهيوني، فماذا سيحدث الآن؟ |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عالم ما بعد إيلان الجمعة 04 سبتمبر 2015, 6:18 am | |
| ظاهر العمر حاكم الجليل في التاريخ والذاكره الجماعيه الفلسطينية
من سميرة الحاج يحيى
[rtl]نظم مركز ابحاث اللغة بالتعاون مع قسم التاريخ في المعهد الاكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل يوم امس، مؤتمرا بعنوان "ظاهر العمر، حاكم الجليل في التاريخ والذاكرة الجماعية الفلسطينية"، بحضور العشرات من الطلاب المحاضرين وادارة الكلية، وذلك في قاعة المكتبة العامة . افتتح المؤتمر د.محسن يوسف، رئيس قسم التاريخ في المعهد الاكاديمي العربي للتربية، التابع للكلية الاكاديمية في بيت بيرل والذي القى كلمة ترحيبية اشار من خلالها الى الدور الكبير في التاريخ الفلسطيني للحاكم ظاهر العمر واهمية احياء هذه الذكرى ،والابعاد السياسية والتاريخية ، تلته محاضرة د. احمد جوده من هيوستن والذي حضر خصيصا للمشاركه في المؤتمر من ولاية تكساس، حول ظهور الزيادنه في الجليل حكمهم واعمالهم. تخلل المؤتمر مداخلتين الاولى محاضرة لرئيس الكلية ورئيس مركز ابحاث اللغه في بيت بيرل د. عادل مناع حول ظاهر العمر واعيان الجليل وفلسطين عامة في القرن الثامن عشر، محاضرة لد.محمود يزبك رئيس قسم التاريخ في جامعة حيفا حول العصر الذهبي لفلسطين بناء مجتمع محلي.اما المداخلة الثانية فشملت المحاضرة حول حقبة ظاهر العمر المكان والعمران القاها رئيس الجلسة بروفيسور محمد امارة،عرض مصور لابنية واثار في العام 1689-1775م عرضه المهندس زياد ابو السعود، القرية الفلسطينية وتطورها في الجليل ايام ظاهر العمر، القاها د. شكري عراف، حيفا الجديده حيفا ظاهر العمر في عام 1761 القاها د. جوني منصور،قرى الكراسي(المراكز الادارية في العهد العثماني في جبال فلسطين الوسطى ايام ظاهر، د. نظمي الجعبه رئيس قسم التاريخ في جامعة بير زيت.[/rtl][rtl]نظم مركز ابحاث اللغة بالتعاون مع قسم التاريخ في المعهد الاكاديمي العربي للتربية في بيت بيرل يوم امس، مؤتمرا بعنوان "ظاهر العمر، حاكم الجليل في التاريخ والذاكرة الجماعية الفلسطينية"، بحضور العشرات من الطلاب المحاضرين وادارة الكلية، وذلك في قاعة المكتبة العامة .
افتتح المؤتمر د.محسن يوسف، رئيس قسم التاريخ في المعهد الاكاديمي العربي للتربية، التابع للكلية الاكاديمية في بيت بيرل والذي القى كلمة ترحيبية اشار من خلالها الى الدور الكبير في التاريخ الفلسطيني للحاكم ظاهر العمر واهمية احياء هذه الذكرى ،والابعاد السياسية والتاريخية ، تلته محاضرة د. احمد جوده من هيوستن والذي حضر خصيصا للمشاركه في المؤتمر من ولاية تكساس، حول ظهور الزيادنه في الجليل حكمهم واعمالهم.[/rtl] [rtl]تخلل المؤتمر مداخلتين الاولى محاضرة لرئيس الكلية ورئيس مركز ابحاث اللغه في بيت بيرل د. عادل مناع حول ظاهر العمر واعيان الجليل وفلسطين عامة في القرن الثامن عشر، محاضرة لد.محمود يزبك رئيس قسم التاريخ في جامعة حيفا حول العصر الذهبي لفلسطين بناء مجتمع محلي.اما المداخلة الثانية فشملت المحاضرة حول حقبة ظاهر العمر المكان والعمران القاها رئيس الجلسة بروفيسور محمد امارة،عرض مصور لابنية واثار في العام 1689-1775م عرضه المهندس زياد ابو السعود، القرية الفلسطينية وتطورها في الجليل ايام ظاهر العمر، القاها د. شكري عراف، حيفا الجديده حيفا ظاهر العمر في عام 1761 القاها د. جوني منصور،قرى الكراسي(المراكز الادارية في العهد العثماني في جبال فلسطين الوسطى ايام ظاهر، د. نظمي الجعبه رئيس قسم التاريخ في جامعة بير زيت.[/rtl] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عالم ما بعد إيلان الجمعة 04 سبتمبر 2015, 6:19 am | |
| [rtl] فلسطين العثمانية . قراءة جديدة لتاريخ فلسطين في نهاية العهد العثماني 1700- 1918الكتاب: تاريخ فلسطين في اواخر العهد العثماني 1700- 1918الكاتب: عادل منّاعالناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية،بيروت، 2001> يقدم عادل منّاع في كتابه "تاريخ فلسطين - في اواخر العهد العثماني: 1700- 1918" قراءة جديدة لفلسطين ككل، وليس كمدن المدينة تلو الأخرى. ونحن، كما نعرف، ان فلسطين، مثل بقية بلاد الشام، ظلت جزءاً من السلطنة العثمانية مدة تزيد على أربعة قرون حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وبصورة عامة يمكن تقسيم تاريخ فلسطين تحت الحكم العثماني الى أربع فترات يتميز بعضها عن بعض. أولاً: العصر الذهبي للدولة العثمانية ولا سيما ايام السلطان سليمان القانوني، وقد انعكس ايجاباً باستتباب الأمر والانتعاش الاقتصادي. ثانياً: المرحلة الانتقالية بعد وفاة السلطان سليمان الثاني حتى أواخر القرن السابع عشر. ثالثاً: تقرير مكانة القوى والزعامات المحلية خلال القرن الثامن عشر، رابعاً: محاولات الإصلاح والتمغرب في ظل التوسع الأوروبي سياسياً، واندماج المنطقة اقتصادياً في النظام الرأسمالي العالمي.وهذا الكتاب يعالج تاريخ فلسطين خلال المرحلتين الأخيرتين. ويعتبر الكاتب ان محاولته هذه لتاريخ فلسطين تعتبر جديدة وفريدة من نوعها، إذ أن تاريخ انحاء فلسطين في ذلك العهد كتب بشكل متقطع وتجزيئي كتاريخ مدينة أو أسرة أو شخصية، فنرى أن الكاتب هنا يشق طريقاً وعراً، فمن الصعوبة بمكان الإلمام بجوانب تاريخ فلسطين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كلها. على أن المحور الأساس للكتاب هنا التاريخ السياسي الى جانب متابعة الاقتصاد والاجتماع والثقافة.في العصر الذهبي، اي عهد سليمان الغازي تحسن الوضع الاقتصادي في فلسطين وكانت القدس اكثر المدن الفلسطينية استفادة في هذا المجال، فبني سور القدس في نهاية ثلاثينات القرن الخامس عشر بأبراجه وقلعته وبواباته. ولا يزال يعتبر حتى اليوم، رمزاً تاريخياً لهذه المدينة. جاء بناء هذا السور كي يحمي المدينة من اي محاولة جديدة للصليبيين لاحتلالها. ورمّمت مساجد الحرم الشريف وأبنيته المجاورة وإصلحت قناة الماء من برك سليمان الى المدينة. ومن مآثر تلك الفترة إقامة عمارة "خاصكي سلطان" لإيواء الفقراء والمساكين في المدينة وإطعامهم، وقد سميت العمارة "خاصكي سلطان" تيمناً بزوجة السلطان سليمان المحبوبة والمقربة إليه وكان اسمها "روكسلانة". اما اسواق المدينة والكثير من مدارسها وعماراتها فرممت وجددت فانعكس ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في هذه المدينة المقدسة. وكان سكان مدينة القدس سنة 1554م: 16 ألف نسمة ثلاثة ارباعهم من المسلمين والبقية من اليهود والمسيحيين، وفي الفترة نفسها وصل تعداد سكان مدينة غزة الى 14 ألف نسمة، وفي كل من صفد ونابلس الى 12 ألفاً، وقدر عدد سكان الخليل بـ6000 نسمة، بينما ظلت بقية مدن الساحل مثل يافا وعكا وحيفا موانئ صغيرة لا يسكنها إلا بضعة آلاف. وبلغ عدد سكان فلسطين آنذاك 000،300 ألف نسمة.ويشير الكتاب الى العائلات التي حكمت المدن الفلسطينية بقرارات من السلطنة العثمانية مثل آل رضوان الذين كانوا أقوى أمراء الحلف الثلاثي وواجهوا فخر الدين المعني واستمروا في أداء دور مهم في فلسطين حتى سبعينات القرن السابع عشر. وآل طراباي وهم من البدو واصلوا خدمتهم للدولة العثمانية بعد احتلالها المنطقة مثل آل الحنش وآل فريخ. وهناك آل فروخ الذين كانوا حكام القدس ونابلس وحلقة الوصل بين آل رضوان في الجنوب وآل طراباي في الشمال. في الفترة بين 1703 - 1705 قامت ثورة نقيب الأشراف في القدس، وهي ثورة غير معروفة - كما يشير المؤلف - للمهتمين بتاريخ فلسطين، وعلى رغم انها تشكل اول انتفاضة شعبية شارك فيها سكان البلد من البدو والفلاحين وأهالي المدن ضد السلطة الحاكمة، لا تزال المعلومات عن هذه الثورة وأسبابها ونتائجها ضئيلة وغامضة جزئياً. اما عن عائلة الحسيني فقد اعلن الحاج امين الحسيني انها تنتمي الى الأشراف، ونفى ذلك معارضوه. ويقال ان مصطفى الحسيني جد المفتي هو الذي ابتدع ذلك النسب وحصل على وظيفة الإفتاء. وكان الصهاينة ايضاً ينفون هذا النسب. وظهرت دراسة حديثاً تؤكد بصورة لا تقبل الشك نسب الشرف وتقلّد افراد العائلة نقابة الأشراف في القدس منذ اواسط القرن الثامن عشر. وكان اول جد لعائلة الحسيني ممن سكنوا القدس سنة 1380- 1381م. هو تاج الدين الحسيني أبو الوفاء، وكان صوفياً بارزاً ترأس الطريقة الوفائية في المدينة. ومنذ ذلك الحين تعاقب آل الحسيني على ترؤس القدس حتى احتلالها.ينتقل المؤلف في فصول الكتاب متابعاً ومنقّباً ودارساً في تسعة فصول من الصعب تلخيصها، لكننا إذا اردنا الإلمام بالكتاب فإن الخاتمة تدلنا عليه بصورة مختصرة. إذ جاءت فصوله هيكلاً أولياً، أو خطوطاً عريضة لأبرز احداث تاريخ فلسطين خلال أواخر العهد العثماني. وجاءت فترة التنظيمات العثمانية 1839- 1876 استمراراً لمحاولات الإصلاح التي بدأها حكم محمد علي باشا في فلسطين وبلاد الشام عامة. ففي تلك الفترة، وخصوصاً ما بعد حرب القرم، اي منذ سنة 1856 شددت الإدارة العثمانية قبضتها على حكم البلد، وعلى دحر دور النخب المحلية التي تمتعت خلال عقود طويلة بقدر واسع من صلاحيات الحكم والإدارة. وخصوصاً في المناطق الجبلية، كما ان الإدارة العثمانية فتحت المجال واسعاً أمام نفوذ الدول الغربية سياسياً واقتصادياً.وطاولت الإصلاحات العثمانية مجالات العلاقات كافة بين الدولة والمواطنين من قوانين ومحاكم وإدارة ومؤسسات الحكم المحلية، وكذلك الخدمات التعليمية والصحية وغيرها. ونتيجة تراكم التحولات الاقتصادية والاجتماعية اخذت تظهر بوادر التغيير الثقافي وبروز دور فئة من المثقفين الجدد خريجي المدارس الحديثة الذين حلوا بالتدريج محل فئة العلماء الذين احتكروا المعرفة لأجيال طويلة .... لقد تعددت إجابات المؤرخين الذين تعرضوا لتاريخ فلسطين في العهد العثماني، فتشتتت آراؤهم بين اختيار واحد من تلك الأحداث ليكون بداية متفقاً عليها لتاريخ فلسطين الحديث. فعملية التحديث في فلسطين، كما في بلاد الشام عامة، تراكمية ومستمرة منذ القرن الثامن عشر حتى القرن العشرين. فبعكس تاريخ اوروبا والغرب عموماً، ما زال الكثير من دول الشرق الأوسط والعالم الثالث عموماً يعاني من جراء حدوث ثورة صناعية اجتماعية مرت بها اوروبا في القرن التاسع عشر. كما ان الأنظمة السياسية ما زالت أقرب الى العصور الوسطى في عدم ديموقراطيتها منها الى الأنظمة الحديثة التي تحفظ حقوق الإنسان والمواطن السياسية والاقتصادية .... فالقرن الثامن عشر في تاريخ فلسطين، كما في الكثير من الدول المجاورة، شهد تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية مهمة. فعلى المستوى الاجتماعي شهد هذا القرن تبلور مكانة النخب المحلية وعلو شأنها حتى أنها أصبحت شريكة مهمة للحكم العثماني في حكم نواحي فلسطين المتعددة وإدارتها. ففي المدن المهمة مثل القدس وغزة ونابلس برزت عائلات العلماء والأعيان. وفي الريف برز دور مشايخ النواحي الذين تمتعوا بقدر كبير من حكم قراهم، لكن بعض تلك العائلات لم يكتف بدوره في الريف، وإنما مد نفوذه الى المدن خصوصاً في لواء نابلس، فصار يزاحم اعيان المدن على حكم اللواء كله. وكانت ابرز الأمثلة لذلك عائلات جرار وعبدالهادي وقاسم الأحمد والبرقاوي وغيرها. وضمن الحديث عن بروز دور النخب المحلية في فلسطين خلال القرن الثامن عشر يحتل الشيخ ظاهر العمر الزيداني مكانة خاصة. ففي عهده جرت تحولات اقتصادية مهمة يجري تغافلها من قبل الكثير من المؤرخين. فزراعة القطن بصورة واسعة في الجليل الغربي، وتصديره من طريق ميناء عكا، كانا الأساس الاقتصادي لحكم ظاهر العمر في شمال فلسطين. كما ان تصدير القطن بكميات تجارية رابحة الى أوروبا، واستيراد بضائع مصنعة من تلك الدول، يشكلان اول عملية جادة لربط اقتصاد المنطقة بالسوق الرأسمالية الأوروبية قبل فترة التنظيمات في القرن التاسع عشر. وارتبط بهذه العملية عمران مدينة ساحلية وجعلها معقلاً سياسياً ومركزاً اقتصادياً عامراً لم تشهده مدن فلسطين الساحلية منذ نهاية حملات الفرنجة. ولم يكتف ظاهر العمر وأولاده بتعمير عكا وتحصينها فحسب، بل قاموا ايضاً بتعمير وتحصين الكثير من القرى والبلدات بدءاً من طبريا شرقاً مروراً بدير حنا وشفا عمرو ومجد الكروم وغيرها. وإذا التفتنا الى جانب الإدارة فإن ظاهر العمر اقام حكماً مركزياً، وحاول، من دون نجاح، التوسع على حساب الدولة العثمانية والنخب المحلية في فلسطين والمناطق المجاورة لها. وعلى رغم القضاء على هذه التجربة قبل نضوجها، فإنها تظل تجربة فريدة اساسها اقامة علاقات التعاون والتحالف مع الفلاحين. وأنه ليس غريباً أن تحفظ الذاكرة الجماعية لشمال فلسطين مكانة خاصة لذلك الشيخ العربي الذي اقام حكمه على اسس من العدالة والمشاركة والتحالف مع السكان.يشير الكاتب في احد فصول الكتاب الى الصهيونية وتآمرها لاتخاذ فلسطين موطناً لليهودية وعلى أساس ديني، عكس كل الحضارات التي قامت في ذلك الحين. ويعيد الى الأذهان ان الاستيطان الصهيوني يعود الى ما قبل العام 1878 وذلك بشراء الأراضي بأسعار غالية. وتميزت الهجرة الصهيونية الأولى التي قام بها هواة صهيون 1881 - 1904 بعفويتها وعدم تنظيمها، بدأت من روسيا عقب الاعتداءات التي واجهها اليهود منذ صيف 1881 بعد محاولة اغتيال القيصر اسكندر الثاني. وقد انتقلت الاجواء المعادية لليهود الى رومانيا ثم بولونيا ودول اخرى وسط اوروبا وشرقها، الأمر الذي دفع مئات الآلاف الى الهجرة غرباً. ووصلت غالبيتهم الى أميركا وجزء صغير الى فلسطين، وهكذا نشطت الجمعيات الصهيونية في شراء الأراضي وإقامة المستعمرات خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر. وكان موقف الدولة العثمانية سلبياً من الهجرة اليهودية منذ البداية، فأعلنت منذ نهاية سنة 1881 انها تسمح لليهود بالهجرة الى كل انحاء السلطنة ما عدا فلسطين شريطة ان يصبح المهاجرون مواطنين عثمانيين، لكن هذا الأمر لم يكن ناجحاً وحازماً طوال فترة السلطان عبدالحميد الثاني وما بعده. كما لم تشهد فلسطين حركة مقاومة منظمة للمشروع الصهيوني، لكن فئة من الأعيان في المدن وخصوصاً القدس التي تأثرت اكثر من غيرها بهجرة اليهود إليها، باستملاكهم الأراضي في منطقتها، عبرت عن رأيها المعارض، كما حدث في العريضة التي قدمتها سنة 1891 الى الصدر الأعظم وطالبت فيها بمنع هجرة اليهود الروس وتحريم استملاكهم الأراضي. كما نشبت مصادمات بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين اسفرت عن قتلى وجرحى. أدت هذه المشكلات الى تفكك بعض المستعمرات وإلى الحد من عدد سكان القرى الزراعية التي اقيمت منذ سنة 1882. وكانت حصيلة الاستيطان في فلسطين عشية مؤتمر بازل سنة 1897 17 مستعمرة، تسع منها في الجليل الشرقي وثمان في المنطقة الساحلية في اواسط البلد. وأن مجموع سكان المستعمرات التسع في الجليل وصل حينذاك الى 1562 شخصاً ووصل مجموع مساحة الأراضي الى 100،91 دونم. اما المستعمرات الثماني الأخرى فكان فيها 2305 اشخاص وبلغت مساحة اراضيها 130،48 دونماً. والخلاصة ان مجموع سكان المستعمرات الزراعية الصهيونية وصل الى 3867 نسمة يملكون 230،139 دونماً من الأراضي.[/rtl] الملفات المرفقة |
|