قال الأديب الراحل نجيب محفوظ:
“أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يُحبنا فعلاً ، يُحبنا على ما نحن عليه ..
أو بمعنى أدق يُحبنا برغم ما نحن عليه.”
مهما اختلف معنا ومهما صدر منا ومهما اختلفنا معه ومهما صدر منه
مثل تَقَبُّل كلٌ منا لأهله برغم اختلافه معهم
" رب أخٍ لك لك تلده أمك "
فقد قالها لترسيخ نفس الفكرة .. الأخ الذي يحب أخاه ويتقبله كما هو
ويساعده أن يتغير للأحسن ويشد من أزره في كل شيء
فمن يبحث عن صديقاً بلا عيب سيبقى بلا صديق كما قال مصطفى محمود
ومن يترك صديقاً لعيب فيه أجد أنه يبحث عن العيوب بداخل نفسه أولاً
" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم "
إقبله وساعده وانصحه فهو لا يعلم في ظنك
وتقبَّل النصح منه إن علمت منه حبه لك فأنت لا تعلم في ظنه
إن علمت أنه يحب الله ورسوله وإن غلبَ عليه الصواب
فتغاضى عن سيئاته فلست محاسبه عليها
كم من شخص مقرب إليَّ كنت إذا اختلفت معه أطلب منه عدم الجدال
وإن كان يجرني إليه مرة أخرى
ولا أجد في نفسي القدرة على إحراجه ولا إظهاره في موضع المخطيء
من فرط حبي وتقديري له
كما قال الغزالي رحمه الله :
"من أمارات العظمة أن تخالف امرءاً فى تفكيره
أو تعارضه فى أحكامه
ومع ذلك تطوى فؤادك على محبته ..
وتأبي كل الإباء أن تجرحه”
لأ أقول بأني عظيمٌ بل كن أنت عظيماً
ولك في رسول الله أسوةٌ حسنة في غزوة أُحُد :
حينما وقع على وجهه صل الله عليه وسلم وشج رأسه الشريف
والدم يسيل على جبينه يقول :
"اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون "
حاول مرة وأخرى مع غيرك وتجرد للحق وحده
واطرح ما تحبه وتهواه نفسك من أمامك
واجعل من أخلاقك خير رسول لك
وإن وجدت في غيرك سوءاً يحدثك قلبك به
لا ما تسمعه أو تراه منه تذكر قوله تعالى :
" واهجرهم هجراً جميلاً "
فقد نزلت هذه الآية في صدر الإسلام
ولم يكن للأسلام أتباع كثيرون ولكن هذه هي أصل الدعوة
سؤل شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى عن الهجر الجميل ؟!
فقال : ... الهجر الجميل : هجر بلا أذى .!
فلا تجرح ولا تؤذي من تخالفه بكلمة واحدة ولا بفعل واحد
وادعوا له عسى الله أن تكون هدايته على يدك
وعسى أن تكون مخطئاً فيهديك الله بدعوتك له
فهناك ملكٌ يؤمن على دعائك ويقول :
ولك بمثله
نسأل الله جميعاً الهداية