ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75881 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الجزيرة السورية… تأجيل أم نسيان؟ الأربعاء 23 سبتمبر 2015, 10:41 am | |
| [rtl]الجزيرة السورية… تأجيل أم نسيان؟[/rtl] SEPTEMBER 22, 2015 كل ماهو شرقي نهر الفرات يسمی الجزيرة السورية بمساحة تزيد علی ثلث مساحة سوريا جغرافيا وخمس عدد سكان سوريا وفعليا تشمل محافظات الرقة ودير الزور والحسكة ذات الطابع العشائري. فمنذ أن تولی حزب البعث السلطة في سوريا كانت يطلق علی محافظات الجزيرة اسم المحافظات النامية. وفي حين ظلت الوظائف االنفطية في الجزيرة حكراً علی المستجلبين من الساحل، كان أهل المنطقة يعانون العوز الاقتصادي. وما إن قامت الثورة السورية حتی كان ريف الجزيرة أسرع المناطق السورية سقوطا بيد الثوار وخصوصاً المناطق النفطية. فقبل سنتين فقط كان الثوار يسيطرون علی الآبار النفطية كاملة سواء في الحسكة أو دير الزور أو الرقة. بل يعد مركز مدينة الرقة أول مركز محافظة سوري يتم تحريره بداية عام 2013. وتأتي أهمية الجزيرة من كونها تحوي كل الآبار النفطية السورية، ذلك النفط الذي يعد عصب قيام أي دولة بل لأجله تدور الحروب في العالم. ومن ناحية أخرى تتميز الجزيرة بإنتاج ثلاثة أرباع القمح السوري الذي يعتبر قوت الشعوب وعصب حياتها. وهذا فضلاً عن الثروة المائية الضخمة المتمثلة بنهر الفرات والخابور والبليخ إضافة إلى كثرة الآبار الجوفية. ما كشفته الثورة السورية هو تفكك المفهوم العشائري إلی حد يقترب من التلاشي إذ لم توجد سلطة عسكرية عشائرية كان بإمكانها الحفاظ علی المكاسب العسكرية للثورة في منطقة الجزيرة. فكانت التقلبات العسكرية سريعة التبدل بين التطرف والاعتدال وربما العودة إلى صف النظام من دون أن يكون للرأس العشائري أي دور في سير الأمور في ظل وقت كانت الثورة السورية بأوج توهجها. ومع قلة الاهتمام السياسي والتفرق الثوري، تمكن التطرف بشكل سريع من تغييب ملامح الثورة نهائياً، اذ لم تستمر المعارك بين تنظيم الدولة وكتائب الثوار إلا ثلاثة أيام تمكن التنظيم من خلالها من بسط سيطرته علی كامل المناطق المحررة في الرقة. وبشكل تلقائي سلمت له باقي مناطق الجزيرة الخاضعة لسيطرة الثوار في مشهد ينبیء عن هشاشة الفهم الثوري لأهمية الجزيرة في تحديد مسار الثورة، كون الجزء الشمالي من الجزيرة خاضعا للوحدات الكردية التي تعتبر الورقة الأساسية في شرعنة التقسيم الطائفي في سوريا. وقد أثّر خروج منطقة الجزيرة عن سيطرة الثوار سلباً علی الثورة العراقية المتظامنة مع الثورة السورية. فوقوعها بيد تنظيم الدولة مكن التنظيم من السيطرة علی المناطق العراقية الثائرة. وبالتالي أعطى المليشيات الطائفية في العراق المبرر للقضاء علی الثورة العراقية مما أفقد الثورة السورية ذراعها الأيسر المتثمل في في إغناء الفكر الثوري السوري وسبل تحقيق الهدف. وهذا لأن العراق له تجربة طويلة مع الثوارات والحروب. وفوق كل هذا فقد الثوار دعما اقتصادياً هائلا يكمن في منطقة الجزيرة بعد أن كان بأيديهم، يتحكمون بفضله في الضغط علی النظام من خلال النفط أو الشبكة الكهربائية أو القمح. كل ما كان يحاك من شباك لإيقاع الثورة السورية وعرقلتها وجد ضالته في خروج الجزيرة عن سيطرة الثوار. فقد أعطی وجود تنظيم الدولة الشرعية الدولية للحرب ضد الثورة متعللة بالإرهاب. وأوجد للنظام منيته في البحث عن مبررات غير مبررة حقيقة لحربه ضد الشعب. والغريب في الأمر أن نتائج التساهل في تنامي التطرف لم يكن بدعة سورية. فقد كانت أفغانستان والعراق خير عظة لو اتعظ بها. ولم يكن من الصعب منذ البداية حماية الثورة من طعنات التطرف لو أخذت الجزيرة علی محمل الاهتمام التنظيمي والعسكري والفكري الداعم لمسيرة الثورة. بل علی العكس تماماً أخذت اللامبالاة دور النسيس في البيادر حتی وقعت الواقعة الكبری بخروج الجزيرة كاملاً عن الثورة رغم أهميتها. وتبقی المخاوف كامنة في من سيتقاسم تركة تنظيم الدولة في تلك المنطقة الشاسعة والغنية، خصوصاً أن الثوار مشغولون بمقارعة النظام في سهل الغاب ودمشق والجنوب بينما التمدد الداعشي الزائل يشغلهم من الخلف. وكيف سيكون موقف الثوار لو سقطت مناطق التنظيم بيد غير مؤمنة بالثورة؟ أليس من الأحری ألا تترك الجزيرة في غياهب النسيان وتكون في نفس الوقت عبرة للثوار كي يعرفوا كيفية حماية المناطق المحررة من كيد التطرف وهمجية النظام؟ فاروق شريف – كاتب سوري |
|