| عُلماء الفلك العرب | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: عُلماء الفلك العرب الأربعاء 14 أكتوبر 2015, 7:44 am | |
| عُلماء الفلك العرب[size=32]ما هو علم الفلك [/size] [rtl]هو العلم الذي يهتم بدراسة الكون المحيط بنا، كما أنه يهتم بدراسة الأرض كواحدة من الكواكب، غير أنه لا يختص بدراسة الطقس حيث أنها مهمة علم الأرصاد الجوية ، ولكنه يدرس طبقات الغلاف الجوي لفهم الحياة على الأرض ومقارنتها بالكواكب الأخرى. كما أنه يقوم بدراسة الأجرام السماوية والنجوم والمجرات ومادة ما بين النجوم وذلك من حيث تركيبها وحركتها وأبعادها وكل ما يهمنا من معلومات (إذن فهو علم دراسة المادة في الكون) .[/rtl] [rtl]إن من أشرف العلوم منزلة وأحسنها حلية وأعقلها بالقلب وألمعها بالنفوس وأشدها تجديدا للفكر والنظر وتزكية للفهم ورياضة للعقل بعد العلم بما لا يسع الإنسان جهله من شرائع الدين وسنته (علم صناعة النجوم) (البتاني ولد سنة 235 هجرية).[/rtl] [rtl] الفلك في الحضارات المختلفة[/rtl][rtl]يعتبر علم الفلك من أقدم العلوم التي عرفها الإنسان، ففي عدم وجود التلوث الناتج عن الإضاءة الصناعية، كان الليل مظلما لا يضيئه إلا القمر وتلألؤ النجوم، وكان الإنسان يحدد طريقه في الليل عن طريق النجوم. والتاريخ ذكر أن قدماء المصريين كانوا على دراية كبيرة بالفلك، وقد استخدموه في بناء المعابد والأهرامات وقياس طول العام الذي بواسطته يتم تحديد فيضان النيل. أما حضارات بابل وآشور فإنها كانت غنية بمعلوماتها الفلكية حيث سجلوا خسوف القمر وقاسوا دورته وعرفوا حركته الظاهرية وعبدوا الكواكب السبعة .... وحيث أن الكواكب تظهر للمشاهد متحركة بين النجوم لذا أطلق عليها الأقدمون (النجوم السيارة) وأطلقوا على النجوم أيضا (النجوم الثوابت) ليفرقوا بينها وبين الكواكب . كما أن حضارات الصين والهند والعرب قبل الإسلام سجل لهم التاريخ أعمالا فلكية متعددة . أما الحضارة اليونانية تميزت بالطابع الفلسفي حيث وضعت بعض الأفكار عن دوران الأجسام في السماء وهل الشمس مركز الكون أم الأرض ؟ وغيره من أن الكون أكبر من العالم المعروف بمرات كثيرة وأن النجوم والشمس يقعان في وسط السماء .[/rtl] [rtl]وعندما جاء الإسلام حصل تطورا هائلا في فترة ازدهار الدولة الإسلامية وذلك لارتباط الفلك بالدين من حيث العبادات لحساب مواقيت الصلاة وتحديد أوائل الشهور العربية أو لفهم بعض الآيات الكونية حيث حث الله المؤمنين في مواضع شتى للنظر إلى السماء والتفكر في آياتها ، قال تعالى : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ............) .[/rtl] [rtl] يوجد رابط حول القرآن وعلم الفلك كما أننا قمنا بعمل رابط لكل موضوع فلكي على حده .[/rtl] [rtl]كما قام المسلمون بترجمة الكتب وتنقيحها وتصحيحها، ووضعوا ذلك في كتب تضمنت جداول ومعلومات أسموها (الأزياج) ، ووضعوا الكثير من الأسس والقواعد الفلكية المهمة، بل برهنوا على دوران الأرض والكواكب حول الشمس، وقد بذلوا جهدا كبيرا في وضع قواعد لضبط مواقيت الصلاة، كما استنتجوا طرقا لحساب بداية الشهور العربية وضبط التقويم الهجري، كما أجروا التجارب العلمية لحساب خطوط الطول والعرض لشتى المدن الإسلامية وغير ذلك الكثير .[/rtl] [rtl]ويكفي المسلم فخرا شهادة المستشرقيبن، حيث يقول (جورج سارتن) في كتابه (المدخل لتاريخ العلوم) : إن البحوث التي قام بها العرب والمسلمين في حقل الفلك كانت مفيدة للغاية، إذ أنها هي بالحقيقة التي مهدت الطريق للنهضة الفلكية الكبرى التي ازدهرت في عهد (كبلر) و(كوبرنيك)، ويقول (شكات) في كتابه (تاريخ الرياضيات): كانت قياسات علماء العرب والمسلمين في الفلك إلى حدّ كبير أصح من قياسات اليونان .[/rtl] [rtl]وكوننا متأثرون لغويّا وحضاريّا بما لدى الغرب من تقدم علمي، حيث أدخلنا بعض الألفاظ الأجنبية في لغتنا، وهو نفس الحال والإحساس الذي كان يتملك الغرب في العصور الوسطى نحو المسلمين ، حيث اهتموا باللغة العربية وأدخلوا بعض المسميات العربية في ترجماتهم .[/rtl] [rtl]وفي الحضارة الحديثة استطاع الإنسان أن يطور طرق الرصد حتى أصبحت لديه القدرة على رصد المجرات والتعرف عليها ، فقد تم النجاح في التعمق في دراسة الكون للتعرف على ما فيه حتى استطاع ارتياد الفضاء، وجعل المركبات الفضائية تتجول في الفضاء بين كواكب المجموعة الشمسية .[/rtl] عُلماء الفلك العربhttp://www.yabeyrouth.com/pages/index1100.htm |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 6:50 am | |
| الأبهري
(000-660هـ /000 -1261م)
المفضل بن عمر الأبهري السمرقندي وكنيته أثير الدين عالم فلك، ورياضي، ومنطقي، وحكيم، وفيلسوف عاش بالقرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. والأبهري نسبة إلى أبهر وهي مدينة فارسية قديمة بين قزوين وزنجان. ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاده، وكذلك تاريخ حياته غير معروف، فكل ما ذكر عنه أنه كان عالما فاضلا عليما بأمور المنطق والفلسفة بما لا يقل عن علمه بالفلك والرياضة. وفي علم الفلك اشتهر الأبهري باهتمامه بالأزياج الفلكية، وله عدة أزياج منها ذكرها في رسائل له هي: الزيج المتقن، ورسالة الزيج الشامل، والزيج الاختياري، ويعرف هذا الزيج بالزيج الأثيري، والزيج المخلص . ومن كتبه المختصرة : المجسطي في الهيئة . واهتم كذلك الأبهري بحساب الحركات الفلكية رابطا بينها وبين الرياضيات، وذلك في كتابه: القول في حساب الحركات الفلكية، كتاب: غاية الإدراك في دراية الأفلاك.ولعل أكثر اهتماماته كانت آلات الرصد الفلكية وبخاصة الأسطرلاب فقد كتب رسالة عن الأسطرلاب وأنواعه وهدفه وطريقة عمله بعنوان: رسالة في علم الأسطرلاب، وقد ذكر العالم نللينو الباحث في تاريخ الفلك العربي أن الأبهري في كتابه: هداية الحكمة يبحث في حركة الكواكب والنجوم وطبيعة الأفلاك وأنه من الكتب الهامة في تاريخ الفلك العربي التي لا نستطيع دراسة تاريخ علم الفلك بدون ذكرها.
وللأبهري مؤلفات في الرياضيات من أهمها: * الاحتساب في علم الحساب * رسالة في بركار المقطوع تأثر فيها برسالة كمال الدين بن يونس في هذا الأمر *إصلاح كتاب الاسقطسات في الهندسة لإقليدس
ومن كتب الأبهري العامة الموسوعية التي تناولت الفنون الثلاث: المنطقيات والطبيعيات والإلهيات كتبه: * كتاب الطلائع * كشف الحقائق في تحرير الدقائق * تلخيص الحقائق وفي العلوم النظرية ألف كتابا بعنوان: * تهذيب النكت ، وله العديد من الرسائل في المنطق والجدل.
البديع الأسطرلابي (000-534هـ / 000 -1140م) أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن يوسف الأسطرلابي المعروف بالبديع الأسطرلابي. عالم رياضي وفلكي وفيلسوف وشاعر اشتهر في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. نشأ وترعرع في أصفهان ثم انتقل إلى بغداد واستقر بها فلقب بالبغدادي. درس البديع الأسطرلابي هندسة إقليدس دراسة عميقة، واستخدم نظرياتها في صنعه الآلات الفلكية ولاسيما الأسطرلاب. فأضاف تحسينات على الأسطرلاب الذي صنعه الخجندي . ثم ما لبث أن طور هذه الآلة فكان لمقدرته الفائقة على صنع الأسطرلاب الدقيق أن كني بالأسطرلابي. وقد كانت مهارته هذه سببا في أن جمع الأموال الطائلة من هذه المهنة وذلك في عهد الخليفة العباسي المسترشد. كما نال البديع الأسطرلابي شهرة عظيمة ونادرة أيضا في نظم الشعر والعلوم الرياضية، فكان الأديب المتميز بشعره وحكمته المتفنن في علوم كثيرة مثل الطب والرياضيات وعلم الفلك. ولقد حظي البديع الأسطرلابي بعناية السلطان محمود أبي القاسم بن محمد السلجوقي الذي رعاه وسانده حتى أكمل زيجه المعروف باسم الزيج المحمودي والذي جمع فيه معلوماته الفلكية وخبرته الطويلة في مجال عمل الجداول والذي بقي من أهم المصادر في ميدان علم الفلك. كما صنف البديع الأسطرلابي رسالة في الآلات الفلكية (الأسطرلاب والبركار والمسطرة وغيرها) شاملة على كل المعلومات التي تهم من يريد أن يستعمل أو يصنع أسطرلابا. لذا حاز الأسطرلابي أجل تقدير من أصحاب المهنة، لأن رسالته هذه صارت بمثابة دليل علمي شاف وكاف لأهل الصنعة في هذا المجال.
البتاني
هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم البتاني، ولد في حران أواخر القرن الثاني الهجري، وتوفي في العراق في أوائل القرن الثالث الهجري، اشتهر بالفلك والرياضيات، وهو ينتمي إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث للهجرة. وهو من أعظم فلكيي العالم، إذ وضع في هذا الميدان نظريات مهمة، كما له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات.
اشتهر البتاني برصد الكواكب وأجرام السماء. وعلى الرغم من عدم توافر الآلات الدقيقة كالتي نستخدمها اليوم فقد تمكن من جمع أرصاد ما زالت محل إعجاب العلماء وتقديرهم.
وقد ترك عدة مؤلفات في علوم الفلك، والجغرافيا. وله جداوله الفلكية المشهورة التي تعتبر من أصح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى. وفي عام 1899 م طبع بمدينة روما كتاب الزيح الصابي للبتاني، بعد أن حققه كارلو نللينو عن النسخة المحفوظة بمكتبة الاسكوريال بإسبانيا. ويضم الكتاب أكثر من ستين موضوعاً أهمها: تقسيم دائرة الفلك وضرب الأجزاء بعضها في بعض وتجذيرها وقسمتها بعضها على بعض، معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة، مقدار ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار وتجزئة هذا الميل، معرفة أقدار ما يطلع من فلك معدل النهار، معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك، معرفة أوقات تحاويل السنين الكائنة عند عودة الشمس إلى الموضع الذي كانت فيه أصلاً، معرفة حركات سائر الكواكب بالرصد ورسم مواضع ما يحتاج إليه منها في الجداول في الطول والعرض.
عرف البتاني قانون تناسب الجيوب، واستخدم معادلات المثلثات الكرية الأساسية. كما أدخل اصطلاح جيب التمام، واستخدم الخطوط المماسة للأقواس، واستعان بها في حساب الأرباع الشمسية، وأطلق عليها اسم (الظل الممدود) الذي يعرف باسم (خط التماس). وتمكن البتاني في إيجاد الحل الرياضي السليم لكثير من العمليات والمسائل التي حلها اليونانيون هندسياً من قبل، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية.
ومن أهم منجزاته الفلكية أنه أصلح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي، وعين قيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار (أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس). ووجد أنه يساوي 35َ 23ْ (23 درجة و 35 دقيقة)، والقيمة السليمة المعروفة اليوم هي 23 درجة.
وقاس البتاني طول السنة الشمسية، وأخطأ في مقياسها بمقدار دقيقتين و 22 ثانية فقط. كما رصد حالات عديدة من كسوف الشمس وخسوف القمر.
البوزجاني هو أبو الوفاء محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني، من أعظم رياضيي العرب، ومن الذين لهم فضل كبير في تقدم العلوم الرياضية. ولد في بوزجان، وهي بلدة صغيرة بين هراة ونيسابور، في مستهل رمضان سنة 328 هـ. قرأ على عمه المعروف بأبي عمرو المغازلي، وعلى خاله المعروف بأبي عبد الله محمد بن عنبسة، ما كان من العدديّات والحسابيات. ولما بلغ العشرين من العمر انتقل إلى بغداد حيث فاضت قريحته ولمع اسمه وظهر للناس إنتاجه في كتبه ورسائله وشروحه لمؤلفات إقليدس وديوفنطس والخوارزمي . وفي بغداد قدم أبو الوفاء سنة 370 هـ أبا حيان التوحيدي إلى الوزير ابن سعدان. فباشر في داره مجالسه الشهيرة التي دوّن أحداثها في كتاب (الامتاع والؤانسة) وقدمه إلى أبي الوفاء.
وفي بغداد قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس. وقد انتخب ليكون أحد أعضاء المرصد الذي أنشأه شرف الدولة، في سراية، سنة 377 هـ. وكانت وفاته في 3 رجب 388 هـ على الأرجح.
يعتبر أبو الوفاء أحد الأئمة المعدودين في الفلك والرياضيات، وله فيها مؤلفات قيمة، وكان من أشهر الذين برعوا في الهندسة، أما في الجبر فقد زاد على بحوث الخوارزمي زيادات تعتبر أساساً لعلاقة الجبر بالهندسة، وهو أول من وضع النسبة المثلثية (ظلّ) وهو أول من استعملها في حلول المسائل الرياضية، وأدخل البوزجاني القاطع والقاطع تمام، ووضع الجداول الرياضية للماس، وأوجد طريقة جديدة لحساب جدول الجيب، وكانت جداوله دقيقة، حتى أن جيب زاوية 30 درجة كان صحيحاً إلى ثمانية أرقام عشرية، ووضع البوزجاني بعض المعادلات التي تتعلق بجيب زاويتين، وكشف بعض العلاقات بين الجيب والمماس والقاطع ونظائرها.
وظهرت عبقرية البوزجاني في نواح أخرى كان لها الأثر الكبير في فن الرسم. فوضع كتاباً عنوانه (كتاب في عمل المسطرة والبركار والكونيا) ويقصد بالكونيا المثلث القائم الزاوية. وفي هذا الكتاب طرق خاصة مبتكرة لكيفية الرسم واستعمال الآلات ذلك.
ولأبي الوفاء، غير ما ذكر، مؤلفات قيمة، ورسائل نفيسة، منها: كتاب ما يحتاج إليه العمال والكتاب من صناعة الحساب وقد اشتهر باسم كتاب منازل الحساب، كتاب فيما يحتاج إيه الصناع من أعمال الهندسة، كتاب إقامة البراهين على الدائر من الفلك من قوس النهار، كتاب تفسير كتاب الخوارزمي في الجبر والمقابلة، كتاب المدخل إلى الأرتماطيقي، كتاب معرفة الدائر من الفلك، كتاب الكامل، كتاب استخراج الأوتار، كتاب المجسطي.
وخلاصة القول أن البوزجاني أبرع علماء العرب الذين كان لبحوثهم ومؤلفاتهم الأثر الكبير في تقدم العلوم، ولا سيما الفلك، والمثلثات، وأصول الرسم. كما كان من الذين مهّدوا السبيل لإيجاد الهندسة التحليلية، بوضعه حلولاً هندسية لبعض المعادلات، والأعمال الجبرية العالية. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 6:53 am | |
| البيروني
هو محمد بن أحمد المكنى بأبي الريحان البيروني، ولد في خوارزم عام 362 هـ. ويروى أنه ارتحل عن خوارزم إلى كوركنج، على أثر حادث مهم لم تعرف ماهيته، ثم انتقل إلى جرجان. والتحق هناك بشمس المعالي قابوس، من سلالة بني زياد. ومن جرجان عاد إلى كوركنج حيث تقرب من بني مأمون، ملوك خوارزم، ونال لديهم حظوة كبيرة. ولكن وقوع خوازم بيد الغازي سبكتكين اضطر البيروني إلى الارتحال باتجاه بلاد الهند، حيث مكث أربعين سنة، على ما يروى. وقد جاب البيروني بلاد الهند، باحثاً منقباً، مما أتاح له أن يترك مؤلفات قيمة لها شأنها في حقول العلم. وقد عاد من الهند إلى غزنة ومنها إلى خوارزم حيث توفي في حدود عام 440 هـ.
ترك البيروني ما يقارب المائة مؤلف شملت حقول التاريخ والرياضيات والفلك وسوى ذلك، وأهم آثاره: كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية، كتاب تاريخ الهند، كتاب مقاليد علم الهيئة وما يحدث في بسيطة الكرة، كتاب القانون المسعودي في الهيئة والنجوم، كتاب استخراج الأوتار في الدائرة ، كتاب استيعاب الوجوه الممكنة في صفة الإسطرلاب، كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب التطبيق إلى حركة الشمس، كتاب كيفية رسوم الهند في تعلمالحساب، كتاب في تحقيق منازل القمر، كتاب جلاء الأذهان في زيج البتاني، كتاب الصيدلية في الطب، كتاب رؤية الأهلة، كتاب جدول التقويم، كتاب مفتاح علم الهيئة، كتاب تهذيب فصول الفرغاني، مقالة في تصحيح الطول والعرض لمساكن المعمورة من الأرض، كتاب إيضاح الأدلة على كيفية سمت القبلة، كتاب تصور أمر الفجر والشفق في جهة الشرق والغرب من الأفق، كتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم، كتاب المسائل الهندسية.
ساهم البيروني في تقسيم الزاوية ثلاثة أقسام متساوية، وكان متعمقاً في معرفة قانون تناسب الجيوب. وقد اشتغل بالجداول الرياضية للجيب والظل بالاستناد إلى الجداول التي كان قد وضعها أبو الوفاء البوزجاني. واكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي. فضلاً عن ذلك قام البيروني بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط السوائل، وعلى توازن هذه السوائل. كما شرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها. وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض.
الجرجاني (740-816هـ / 1339 -1413م) هو علي بن محمد بن علي الشريف الحسيني الجرجاني المعروف بسيد مير شريف . فلكي وعالم حياة وفقيه وموسيقي وفيلسوف ولغوي. عاش في أواخر القرن الثامن الهجري وأوائل القرن التاسع الهجري/أواخر القرن الرابع عشر الميلادي وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي . ولد الجرجاني في تاجو قرب أستراباذ عام 740هـ/1339م، وقد تلقى العلم على شيوخ العربية، واهتم اهتماما خاصا بتصنيف العلوم، وكذلك بعلم الفلك، وكان من أهم العلماء الذين تأثر بهم في علم الفلك الجغميني وقطب الدين الشيرازي والطوسي، وقد تناول رسائل هؤلاء العلماء بالشرح والتبسيط لإيمانه بأهمية هذه الرسائل ووجوب تداولها بين طلاب العلم . وقد قدمه التفتازاني للشاه شجاع بن محمد بن مظفر فانتدبه للتدريس في شيراز عام 779هـ/1377م، وقد عاش معظم حياته في شيراز، وعندما استولى تيمور لنك على شيراز عام 789هـ /1387م انتقل الجرجاني إلى سمرقند وظل هناك حتى توفي تيمورلنك عام 807هـ/1404م فعاد إلى شيراز وتوفى بها عام 816هـ / 1413 م . ومن المعروف أن للجرجاني أكثر من خمسين مؤلفا في علم الهيئة والفلك والفلسفة والفقه ولعل أهم هذه الكتب: كتاب التعريفات وهو معجم يتضمن تحديد معاني المصطلحات المستخدمة في الفنون والعلوم حتى عصره، وهذا المعجم من أوائل المعاجم الاصطلاحية في التراث العربي، وقد حدد فيه الجرجاني معاني المصطلحات تبعا لمستخدميها وتبعا للعلوم والفنون التي تستخدم فيها، وجعل تلك المصطلحات مرتبة ترتيبا أبجديا مستفيدا في ذلك من المعاجم اللغوية حتى يسهل التعامل معه لكافة طالبيه، وهذا المعجم من المعاجم الهامة التي لا نستطيع الاستغناء عنها إلى الآن، وقد أشاد به كافة المستشرقين لأهميته الدلالية والتاريخية.
ومن مؤلفاته الأخرى: *رسالة في تقسيم العلوم *خطب العلوم *شرح كتاب الجغميني في علم الهيئة *شرح الملخص في الهيئة للجغميني *شرح التذكرة النصيرية وهي رسالة نصير الدين الطوسي *و تحقيق الكليات
الحارثي (529-599هـ / 1134 -1202م) محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي وكنيته أبو الفضل ولقبه مؤيد الدين، والمعروف بالمهندس لمهارته وإتقانه علم الهندسة التي اشتهر فيها. الطبيب والمهندس والفلكي والنحات والشاعر. عاش في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد الحارثي بدمشق عام 529هـ/1134م ونشأ بها، وسافر إلى مصر وسمع الحديث بالإسكندرية من شيوخها الأجلاء ومن بينهم رشيد الدين بن أبي الثناء، والسلفي وغيرهم، ثم عاد إلى دمشق واستقر بها إلى حين وفاته عام 599هـ/1202م، وهو في السبعين من عمره. واطلع الحارثي على الكتب الأصول في علم الهندسة، وكان أول تلك الكتب وأهمها بالنسبة له كتاب إقليدس، وكان في وقتها يعمل في مسجد خاتون بغرب دمشق فكان كل غداة لا يصل إلى ذلك الموضع إلا وقد حفظ شيئا منه ويحل منه عند فراغه من العمل إلى أن حل كتاب إقليدس بأسره وحفظه جيدا وفهمه فهما عميقا، واهتم كذلك بحفظ وفهم كتاب المجسطي، وقرأ الهندسة والعلوم الرياضية على الشرف الطوسي، وقرأ الطب على أبي المجد محمد بن الحكم ولازمه طويلا. ونسخ الحارثي كتبا كثيرة في العلوم الحكمية والطب من بينها ستة عشر كتابا لجالينوس، قرأها على أبي المجد وعليها خطه بالقراءة، وكان ذلك ليتقنها ويحفظها. وقد اشتهر الحارثي في علمي الهندسة والرياضيات ولم يكن في زمانه عالم مثله. ومن المعروف أن الحارثي صمم وصنع أبواب البيمارستان الكبير النوري بدمشق، وأنه أصلح الساعات التي كانت بالمسجد الأموي بدمشق، وعمل طبيبا في البيمارستان الكبير النوري بدمشق، وكان طبيبا معالجا فذا، واشتهر بين أطباء عصره بهذا الفضل فذاعت شهرته بين أهل دمشق فكان يأتيه المرضى ليباشرهم بنفسه ولا يبغون غيره للعلاج. واهتم الحارثي بدراسة الأدوية المفردة، وألف فيها كتابا مرتبا ترتيبا أبجديا. وله كتب في علم الفلك، وهي: رسالة في معرفة رمز التقويم، ومقالة في رؤية الهلال، وله شعر تناول فيه موضوع تلك المقالة. وقد اهتم بالنجوم وحركاتها، واشتهر بعمل الأزياج الفلكية . وعمل مختصرا لكتاب الأغاني للأصفهاني في عشر مجلدات وقفها بدمشق في المسجد الأموي. وله كتاب في السياسة بعنوان: في السياسة والحروب .
الحسني ( ق10هـ / ق16م) محمد بن أبي الخير الحسني الطحان الأرميوني الدمشقي. عالم الرياضيات والفلك والفقيه والنحوي. عاش في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي. لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد له أو وفاة، ويظن أنه قد توفي عام 700 هـ/1300م، والصحيح أنه توفي في أواخر القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي. ولم تذكر كذلك شيئا عن حياته، ولكنها تحدثت عن إنجازاته وكتبه العلمية. اهتم الحسني بعلم المساحة والهندسة وألف فيها كتابا يعد من الكتب الأساسية في علم المساحة بعنوان: الإبريز في علم المساحة والهندسة والتمييز . واهتم في الرياضيات بالحساب الهوائي أو الغباري، وألف كتابا في أصوله وقواعده وطرقه وأهميته في الحياة العملية بعنوان: النزهة في علم الغبار. وفي علم الفلك اهتم بالكواكب وحركاتها حول الأرض وذلك في كتابه: المنهل الساكب في معرفة تحريك الكواكب . ومن كتبه الأخرى في علم الفلك: Ø النجوم الشارقة في ذكر بعض الصنايع المحتاج إليها في علم الميقات Ø نزهة الخاطر في وضع جدول على زاد المسافر Ø شرح زاد المسافر
الجغميني
(000-735 هـ /000 -1334م)
محمود بن محمد بن عمر الجغميني الخوارزمي عالم الفلك والرياضيات عاش في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي. الجغميني ولد في جغمين وهي من أعمال خوارزم، ولكن الموسوعات وكتب تاريخ العلوم لم تحدد عام ميلاده على وجه الدقة، وقد ذكرت الموسوعات وبخاصة دائرة المعارف الإسلامية أنه توفي عام 745هـ . وبتحقيق تواريخ كتابة مؤلفاته أجمع مؤرخو العلوم أنه قد توفي عام 735هـ /1334 م ، ولم تذكر الموسوعات الكثير عن حياته بل ذكرت ثقافته الواسعة والعلوم المختلفة التي حصلها، فقد درس الجغميني الكتب الأصول في عصره في علوم الفلك والطب والرياضة، واهتم اهتماما خاصا بكتب ابن سينا ، وكان الجغميني من علماء عصره المشهورين، وتحدث العلماء المعاصرون له عن فضله وعلمه. ومن مؤلفاته في الفلك كتاب: الملخص في الهيئة ، وهو كتاب مدرسي جاء فيه العديد من المباحث الهامة في علمي الفلك والجغرافيا ومن أهم تلك المباحث: كروية الأرض وحركتها، ورصد حركة الكواكب السيارة حول الأرض وأبعادها، وشاع ذكر هذا الكتاب في مختلف الأقطار الإسلامية، واهتم به العلماء المسلمون وذلك لدقته وتنوع قضاياه التي يعالجها مما جعل العديد من العلماء يشرحونه ومنهم: قاضي زاده ، و الجرجاني ، ومحمد بن همام الطيب، والتركماني، وكان هؤلاء العلماء يعتبرونه من الكتب المصادر في علم الفلك والجغرافيا فلا يصح أن يجاز أحد الطلاب في هذين العلمين دون دراسة هذا الكتاب والامتحان فيه. وقد ذكره كذلك العالم نللينو كأحد الكتب الهامة في تاريخ الفلك العربي،واهتم بذكره كافة المؤرخين، ورصدوا كافة الشروح المختلفة لهذا الكتاب فوجدوا أن العراق لا تخلو من شرح أو تعليق أو درس له، فهو من الكتب التعليمية الأساسية في تاريخ العلوم العربية. وقد خلف الجغميني عدة مؤلفات منها: في علم الفلك رسالة بدون عنوان، ورسالة: في علم الفلك ، وكتاب بعنوان: علم الهيئة ، ورسالة عن الكواكب وحركتها ومداها وبعدها عن الأرض بعنوان: قوة الكواكب وضعفها . وله رسائل في الحساب منها: رسالة في الحساب ، و شرح طرق الحساب في مسائل الوصايا وهي من الرسائل العملية في علم الحساب، وله في الطب النظري كتاب: القانونجه في الطب تناول فيه كتاب القانون في الطب للعالم ابن سينا .
أبو جعفر الخازن ( القرن 4هـ / 10 م ) محمد الحسين الخازن الخراساني وكنيته أبو جعفر عالم في الفلك والرياضيات. وقد اختلفت الموسوعات وكتب تاريخ العلم في تحديد ميلاده أو وفاته فلم تذكره أو تحدده. ومن المتفق عليه أنه عاش في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي. أبو جعفر الخازن من خراسان كما يتضح من نسبته. وكل ما أشار إليه المؤرخون من أحداث حياته أنه كان على صلة بابن العميد (360هـ -969م) الوزير الكاتب، وزير ركن الدولة البويهي مؤسس الدولة البويهية، ومن المعروف أن هذا الوزير كان راعيا للكتاب والعلماء في مدن: الري و أصفهان وهمذان التي كانت تخضع لإمرته، وكان مهتما اهتماما خاصا بالفلك. ولذلك كان أبو جعفر الخازن أحد العلماء الذين عاشوا في ظله وتحت رعايته، وكان إنتاجه في علم الفلك أكثر من إنتاجه في الرياضيات، وقد عاش حياته باحثا عن تصور لشكل العالم وفلك التدوير، مستفيدا من دراسته للرياضيات لمسائل الفلك، وفي المجالين كانت لأبي جعفر الخازن إنجازات ومؤلفات. ومن أهم إنجازات أبو جعفر الخازن في علم الفلك أنه أبدع نظرية في شكل الكون وتركيبه. وقد وضع أبو جعفر الخازن تفسيرا لحركة الكواكب في تقدمها وتباعدها، وتفسيرا عن اختلاف مطالع القسي (جمع قوس) المتساوية في كتابه: المدخل الكبير إلى علم النجوم ، وقد ناقش كذلك في كتابه هذا لأول مرة نظرية ابن الهيثم في تكوين النجوم ، وبين أنه اعتمد على فروض بطليموس التي ترجمها ثابت بن قرة ، وناقشها أيضا في كتابه الآخر: سر العالمين ، ووضع طرائق لتعيين أول محرم وأول السنة الهجرية، وبعض المسائل في علم التواريخ. وقد بين أبو جعفر الخازن في هذا الكتاب رأيه في شكل العالم وهو يختلف عنده عن الشكل الذي يقوم على الفلك الخارج المركز، وفلك التدوير وتتساوى فيه أبعاد الأرض عن الشمس مع اختلاف الحركة فتصير - لذلك - ناحيتا الشمال والجنوب متكافئتين في الحر والبرد، ودرس التسيير وآلته. ووضع أبو جعفر الخازن شرحا لبعض آلات الرصد الفلكية ومن أهمها آلة قياس ارتفاع الشمس. وابتكر حلقة محيطها 13 قدما ثماني أذرع، وهذه الحلقة أصغر من الحلقة التي استخدمها السابقون عليه. وحقق بواسطة هذه الحلقة انحراف دائرة البروج وكان ذلك بمساعدة طائفة من العلماء، وقد تحدث عنها في كتابه: الآلات العجيبة الرصدية . ومن أهم إنجازات أبي جعفر الخازن في علم الرياضيات: أنه ممن حل المعادلات التكعيبية حلا هندسيا بواسطة قطوع المخروط وسبق بذلك بيكر وديكارت. في كتابه: شكل القطوع، ودرس في الحساب مسائل العدد. وأوجد أبو جعفر الخازن حلا لمسألة تعرض لها أرشميدس بواسطة معادلة تكعيبية. وكتب في حساب المثلثات، وحل بعض المسائل الخاصة بحساب المتوازيات. ولأبي جعفر الخازن كتب في الفلك هي: الآلات العجيبة الرصدية أو آلات الرصد العجيبة ، السماء والأرض ، زيج الصفائح. ومن أهم كتبه التي تحدث فيها عن شكل الكون وتركيبه هي: المدخل الكبير إلى علم النجوم، و الأبعاد والأجرام . وقد شرح أبو جعفر الخازن كتاب تفسير المجسطي . وله في الرياضيات رسالة واحدة هي: الحساب عن المسائل العددية. وكذلك له شرح واحد للمقالة العاشرة من كتاب الأصول لإقليدس الخاصة بالقسمة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 6:55 am | |
| أبو نصر إبن عراق (000-425هـ / 000 -1034م) أبو النصر منصور بن علي بن عراق الجيلي، عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الرابع والخامس الهجريين / العاشر والحادي عشر الميلاديين. ولد وترعرع في خوارزم ولقب أحيانا بالخوارزمي نسبة لها. كان مولى لأمير المؤمنين القادر بالله. ولقد درس ابن عراق علوم عصره، واختص بالرياضيات والفلك وبرز فيهما حتى سعى الجميع إلى وده. قضى أبو نصر ابن عراق فترة طويلة يفكر بالطريقة المثلى لبناء مرصد ومدرسة لطلاب العلم في مسقط رأسه. وكان خلالها يتقرب من حكام خوارزم لكي يحظى بثقتهم فيه، فسانده ملك خوارزم أبو العباس علي بن مأمون بن محمد خوارزمشاه، ولبى طلبه فأنشأ مرصدا ومدرسة في خوارزم. وتقديرا لكرمه اعتكف أبو النصر ابن عراق في بيته حتى أنهى كتاب المجسطي الشاهي الذي يعتبر موسوعة في علم الفلك فأهداه إلى ملك خوارزم أبي العباس علي بن مأمون، فسعد بهديته الثمينة. وفي مدرسة خوارزم تتلمذ أبو الريحان البيروني على يد أستاذه ابن عراق الذي كان يكن له تقديرا وإجلالا، وعندما تخرج البيروني من مدرسة خوارزم صار يهدي نتاجه العلمي لأستاذه الكريم وبقي البيروني يفخر بابن عراق ويلقبه بأستاذي حتى في مؤلفاته. كان أبو نصر ابن عراق ناقدا ومحققا كبيرا في مجال علم الفلك، فقد صحح زيج الصفائح للعالم الرياضي والفلكي المعروف أبي جعفر الخازن الخراساني ومن ذلك نال ابن عراق شهرة عظيمة بين معاصريه. ومن أهم أعمال أبي نصر ابن عراق حلوله للمثلثات الكروية فقد استفاد من نتاجه في هذا الميدان علماء العرب والمسلمين التابعين له وعلى رأسهم نصير الدين الطوسي . وقد ظل ابن عراق في خوارزم حتى دخل السلطان محمود الغزنوي خوارزم عام 407 هـ/1016م وأخذ معه أبا نصر ابن عراق والبيروني إلى غزنة، فعاش ابن عراق هناك حتى مات عام 427هـ/1036م. وتبرز أهمية ابن عراق العلمية في اهتمامه بالآلات الفلكية وتصحيحه لأغلاط بعض النظريات التي أخذ بها من سبقوه من الفلكيين والتي أودعها في نتاجه الغزير. فوضع رسالة امتحان الشمس وقد أجاد فيها واختار طرقا متعددة في إظهار الأغلاط التي وقعت في قول محمد بن الصباح، وأظهر الأخطاء التي وقعت في استعماله الآلات الرصدية وأرشد إلى الطريق الصحيح وبين الأحوال المختلفة التي تحدث من اختلاف الفصول في السنة. ورسالة في تصحيح زيج الصفائح ، أورد فيها الاختلافات الواقعة في زيجات العالم الشائعة وبين السقطات في عبارات المتقدمين في صنعة الألواح، كما أصلح الأخطاء الواقعة في زيج أبي جعفر، وقد طابق دلائله وبراهينه بالأدلة التي أوردها مانالاوس في إثبات هذه الدعاوى. ورسالة في جدول التقويم ، أوضح فيها الأدلة الرياضية التي أوردها حبش الحاسب وأبو العباس التبريزي، وأجاد في طرق بياناته فقد بين في عبارات مختصرة المطالب الطويلة بأحسن الأنحاء وأثبت جداول التقويم بحسب ادعائه. ومقالة في رؤية الأهلة استدل بها بالأدلة الشرعية وأقوال النبي صل الله عليه وسلم والأئمة في كيفية رؤية الهلال وطريق الاستنباط عنها في أمور الشرع، ومنه استنبط الاستدلال في المعاملات الدنيوية المبتلى بها. وقد أجاد في إثبات الآثار اللازمة للهلال بالتدريج إلى أن يصير القمر بدرا وأظهر سبب اختلاف ظهورها في الليلة التاسعة والعشرين والليلة الثلاثين من الشهور الهلالية بحيث لا يمكن توضيح إرشاداتهم إلا بالنظر وتحقيقها بالتدقيق. ورسالة في ضميمة كتاب الأصول وقد ذكر فيها تقصير بيان أوقليدس وعدم وفائه بالوعد في إظهار الأدلة المتعلقة بالشكل الملقب بالمائي ثم ذكر دعاويه على هذا وأثبت دعاويه ببرهانات واضحة شافية بالاختصار الغير المخل. ورسالة في جدول الدقائق قد أثبت ميول درجات فلك البروج عند درجات فلك معدل النهار وقد استدل على الميول العظمى التي توجد في كتاب المجسطي وذكر اختلاف المشارق والمغارب التي توجد بسبب هذه الميول بين البلاد والأقاليم، بحيث لم يوجد هذا في كتاب آخر على حسب ما نعرف في هذا الباب. ورسالة في دوائر السماوات في الأسطرلاب ابتكر لها استدلالات عديدة وأيد براهينه على المهندسين الأولين في هذا الباب هذا بالإضافة إلى رسائل في القسي الفلكية وكرية السماء والمسائل الهندسية لإثبات طرق استعمال الزيجات وكيفية كرية السماء على ما ذكره بطليموس وكيفية استعمال البركار في المسائل الهندسية. ورسائل في صنعة الأسطرلاب أثبت فيها الأسطرلاب بالطريق الصناعي بالأعمال الأفق ية ومقنطرات الارتفاع وخطوط الساعات المعوجة. ورسائل في مطالع السمت واصطلاح شكل مانالاوس ومنازعة أعمال الأسطرلاب ورسالة في الدوائر التي تحدد الساعات الزمنية، ورسالة في كتاب الأصول لإقليدس .
إبن صاعد الرحبي ( القرن 5هـ - 11م ) صاعد بن الحسن بن صاعد أبو العلاء الرحبي زعيم الدولة. شاعر وعالم في الهندسة الميكانيكية والفلك والطب. عاش ابن صاعد الرحبي في القرن الخامس الهجري - الحادي عشر الميلادي، ولم تحدد الموسوعات أو كتب تأريخ العلوم تاريخ ميلاد له أو تاريخ وفاة، ولكن ذكرت بعض المراجع أنه كان حيا عام 417هـ - 1026م / 430 هـ -1038م. ولد ابن صاعد الرحبي بمدينة الرحبة، وسكن بدمشق، واتصل بالأمير شرف الدين مسلم بن قريش بن بدران العقيلي أبي المكارم صاحب الموصل وديار ربيعة ومضر من أرض الجزيرة السورية (453 - 478هـ / 1061 - 1085م) وقد صنع ابن صاعد الرحبي فلكا عظيما به نجوم، وما شابهها، وأهداه لأمير الموصل. وقد طور ابن صاعد الرحبي قلم الحبر المزود بالمداد لما يكفي الكتابة به لمدة شهر ولا يجف، وقد صنعه من الحديد، وجعل له سنا مشقوقا مقطوطا. واخترع ابن صاعد الرحبي آلة لحمل الأحجار الثقيلة، وأسماها بن عساكر ميجان، ولعلها أول آلة رافعة للحجارة. واخترع شخصا ميكانيكا من حديد يحرك منفاخا ميكانيكا لنفخ النار، ويظل يعمل لعدة ساعات. ولابن صاعد الرحبي كتابان: الأول منهما في الطب بعنوان: * في التشويق الطبي، وقد ألفه ابن صاعد الرحبي في الرحبة عام 464هـ - 1071م وأهداه إلى الرئيس أبي المكارم أمير الموصل، وقد ترجم هذا الكتاب إلى الألمانية، ولكنه لم يحقق حتى الآن. * والثاني من كتبه في علم الفلك بعنوان: مقالة في التشويق التعليمي في علم الهيئة ، وقد كتبه لصديق له عام 455هـ - 1063م .
الخجندي
(000-390هـ / 000 -1000م)
حامد بن الخضر أبو محمود الخجندي. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مدينة الري (جنوب شرقي طهران) حيث تلقى فيها معارفه الأولى وبها تتلمذ على كبار أساتذة عصره. اهتم الخجندي بالعلوم الرياضية والفلكية ولمع اسمه في سن مبكرة فقد كان له السبق إلى اكتشاف حالة خاصة للنظرية القائلة "إن مجموع عددين مكعبين يكون عددا غير مكعب". وفي مرصد الري عمل الخجندي تحت رعاية فخر الدولة البويهي الذي ه ماليا. ولقد تمكن الخجندي من صنع بعض الآلات مثل آلة السدس التي أطلق عليها السدس الفخري وهي آلة لقياس زوايا ارتفاع الأجرام السماوية. وترتكز السدسية على مبدأ الغرفة السوداء وهي غرفة مظلمة ذات فتحة صغيرة في السقف.وكان المبنى موجها من الشمال إلى الجنوب بمحاذاة خط الزوال. وكان مؤلفا من حائطين متوازيين، تفصل بينهما مسافة (3.5) مترا، ويبلغ طول كل منها (10 أمتار) مع علو يناهز (20 مترا). ولا يدخل فيه النور إلا من ثقب في الطرف الجنوبي من سقفه. وقد حُفرت أرضه جزئيا بين الحائطين بحيث يمكن رسم سدسية مركزها في فتحة السقف وشعاعها يبلغ (20) مترا. وقد غطي داخل قوس السدسية، حيث تتكون صورة الشمس عندما توجد على خط الطول، بصفائح من النحاس ، وكانت التداريج المرسومة على القوس تسمح بقياس ارتفاع الشمس على الأفق أو مسافتها إلى سمت الرأس. وقد بلغ طول كل درجة (35) سم تقريبا، وهي مقسومة إلى (360) قسما يمثل كل قسم (10) ثوان. وتشكل صورة الشمس عند مرورها بخط الزوال دائرة يبلغ قطرها (18) سم. وبعد تحديد مركز هذه الدائرة تتم قراءة دقيقة لقيمة زاوية على الغلاف النحاسي. وقد قاس الخجندي عام 383هـ / 994م ميل فلك البروج فوجده مساويا لـ (23) درجة و(32) دقيقة و(19) ثانية، وقاس خط عرض مدينة الري فوجده مساويا لـ (35) درجة و (34) دقيقة و(39) ثانية. كما ابتكر الخجندي آلة رصد أخرى سماها الآلة الشاملة وهي محاولة منه لاختصار القيام بأعمال الرصد الطويلة الشاقة، وقد سجل محاولته تلك في رسالة أظهر فيها خصائص الآلة المبتكرة وكيفية استعمالها.
الخزرجي
(579-616هـ / 1183 -1219م)
علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم بن خليفة لقبه رشيد الدين وكنيته أبو الحسن والمعروف بالخزرجي. الطبيب الكحال الرياضي الفلكي الموسيقي الشاعر. عاش في القرنين السادس والسابع الهجريين / الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين. ولقبه الخزرجي نسبة إلى قبيلة الخزرج اليمنية التي هاجرت بعد خراب سد مأرب مع قبيلة الأوس إلى مدينة يثرب. ولد الخزرجي بمدينة حلب عام 579هـ /1183 م، وحفظ الخزرجي القرآن الكريم على يد الشيخ أبي التقي، فلما أتقن حفظ القرآن وعلم الحساب شرع في دراسة الطب، وقد حرص الخزرجي على مطالعة الكتب الأصول في الطب والرياضة والفلك والموسيقى والكحالة والعلوم الحكمية، وقابل شيوخ عصره في دمشق ومصر التي زراها لاستكمال دراسته، وتعلم على أيديهم، وكان من أبرز أساتذته في الطب جمال الدين بن أبي الحوافر رئيس الأطباء بالديار المصرية، وقد لازمه الخزرجي طويلا وأخذ عنه العلم النظري وقرأ عليه كتب جالينوس الستة عشر، وتعلم منه الخبرة العملية في رعاية المرضى، وتعلم الكحالة على يد يوسف الكحال. ودرس الحكمة على يد عبد اللطيف البغدادي . ودرس علم الهيئة على يد أبي محمد بن الجعدي. ودرس الموسيقى على يد ابن الديجور المصري، وصفي الدين بن التبان. وعاد الخزرجي إلى دمشق عام 597هـ /1200 م. ودخل الخزرجي في خدمة بعض السلاطين الأيوبيين، وكان طبيبا بالبيمارستان الكبير النوري ممارسا للجراحة وطب العيون، وكان له بها مجلس علم تتلمذ فيه على يده كثير من الأطباء من بينهم ابن أخيه ابن أبي أصيبعة طبيب العيون والمؤرخ، وتوفي الخرزجي بمدينة دمشق عام 616هـ /1219 م. ومن بين أصدقائه وزملائه المقربين إليه الرحبي .
وتذكر الموسوعات عن عبقرية الخزرجي أنه كان طبيبا يُقتدى به في صناعة الطب وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وأنه تعلم الفارسية والتركية وكان متقنا لعلوم اللغة العربية ويكتب الشعر بتلك اللغات، وذاعت شهرته في البلاد الإسلامية وسافر إلى العديد منها تلبية لرغبة حاكميها، ومن بينهم حاكم بعلبك بهرام شاه الذي أكرم استقباله.
ومن أهم مؤلفاته: كتاب في الطب الذي ص نفه للملك المؤيد نجم الدين الناصر صلاح الدين الأيوبي، استقصى فيه الأمور الكلية في الطب، ومعرفة الأمراض وأسبابها ومداواتها، وله رسالة تكلم فيها عن العناصر الطبيعية، ومن أهم العناصر التي تحدث عنها الكبريت . وكتاب: طب السوق وقد صنفه لبعض تلاميذه عن الأمراض التي تحدث كثيرا وكيفية مداواتها بالأشياء السهلة الوجود في السوق واشتهر التداوي بها. وكتاب: تعاليق ومجريات في الطب . وكتاب: الأستقسات . وله مقالة: نسبة النبض وموازنته إلى الحركات الموسيقية . وله في الرياضيات: الموجز المفيد في علم الحساب .
الخليلي
(000 - 800هـ / 000 - 1397م)
محمد بن محمود الخليلي شمس الدين أبو عبد الله، وفي رواية أخرى: محمد بن محمد بن محمد الخليلي عالم الفلك. ولد في مدينة دمشق ، وعاش في القرن الثامن الهجري - الثالث عشر الميلادي. وكان الخليلي من زملاء ابن الشاطر ، ودرس الفلك بالمسجد الأموي بمدينة دمشق وكانت مدرسة دمشق الفلكية لا تزال في بدايتها، ومع ذلك استطاع الخليلي أن يجعل علماء الفلك يعترفون بفضله في تأسيس علم الفلك الحديث، وفي الفلك الكروي بأصالة وعمق. وتاريخ ميلاد الخليلي لم تحدده المصادر العربية أو الأجنبية. وكذلك كثير من تفاصيل حياته غير معروفة، وحددت عام وفاته بعام 800هـ -1397م، ولكن مؤلفاته في علم الفلك أبقت ذكراه خالدة، وإنجازاته في جدواله التي حقق بها سبقا على كوبرنيق في جدواله الفلكية والتي لم يؤلف أحد من العلماء الغربيين مثلها في صدر عصر النهضة الغربية. ولأهمية الخليلي الفلكي الدمشقي في علم الفلك اقترحت مصر في القرن العشرين -في الاحتفال الدولي بذكرى كوبرنيق، في لجنة تاريخ الفلك التابعة لاتحاد الفلك الدولي- إطلاق اسم الخليلي وغيره من علماء الفلك المسلمين الذين حققوا إنجازا علميا في مجال علم الفلك على بعض منازل القمر التي كشف عنها حديثا. ومن أهم إنجازات الخليلي العلمية في علم الفلك أنه صمم جداول ميقات جديدة لحل كل المسائل القياسية الخاصة بالفلك الكروي لكل خطوط الطول العرض ، وتفيد هذه الجداول على الأخص في حل المسائل التي تتضمن -حسب تعبيرنا الحديث- استخدام قاعدة الجيب التمام للمثلث الكروي. وحسب الخليلي في جداوله ما يربو على 13 ألف قيمة من قيمها لأقرب رقمين من الكسور الستينية. وأعطى الخليلي في جداوله ثلاث دوال رياضية، كما أعطى كل التعليمات المطولة الخاصة بتفاصيل استخراجها. وأعطى في جداوله قيما لاتجاه جديد في جداول الميقات، وقد عم هذا الاتجاه الجديد جداول الميقات لعدة قرون تالية في بلاد الشام، ومصر، وتركيا. وكانت هذه البلاد قد صارت في هذه القرون مراكز رئيسية لعلم الميقات. واخترع الخليلي إحدى آلات الرصد الفلكية وهي آلة من آلات الربع الفلكية. وقد وصف الخليلي في رسالة له عمل إحدى مزاول الرمل الأفقية. وقد سبق الخليلي بجداوله الخاصة بالدوال العالم الغربي كوبرنيق الذي يعتبره الغر ب أبا لعلم الفلك الحديث. وتكاد جداول كوبرنيق أن تكون هي ذاتها جداول الخليلي. ووضع سلسلة من الجدوال الفلكية، جمعت حصيلة ما توصل إليه العلماء المسلمون في العصور الوسطي، في مجال علم الفلك الكروي. وفي مجال علم الميقات الذي كان الناس يعرفون به الوقت. ومن بين هذه الجدوال: جداول الدوال الرياضية المستخدمة في حل مسائل الفلك الكروي لكل خطوط العرض. جداول تعيين زمن الشمس بالنسبة لخط عرض دمشق، وتنظيم أوقات الصلاة بالنسبة لخط عرض دمشق، وكان الفلكي ابن يونس قد حسبها من قبله في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي ولكن بالنسبة لخط عرض القاهرة.
الزرقالي
(488-420هـ / 1029 -1095م)
أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى التجيبي النقاش، المعروف بابن الزرقالة أو الزرقالي. عالم فلكي اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد في قرطبة ولكنه تركها بسبب القلاقل والفتن وانتقل إلى طليطلة. تلقى الزرقالي تعليمه في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة، فنبغ في كل من الفلك والرياضيات. وكان إلى جوار دراسته يعمل نقاشا لذا عرف بالنقاش. فكان لهذا العمل بالغ الأثر في حبه المتواصل للمساق الفني، ولذا كان له السبق في علم الفلك التطبيقي الذي جمع بين القيمة العلمية والذوق الفني. وتأتي شهرة الزرقالي الحقيقية من أعماله الرائدة في الجغرافية الفلكية. فهو أول من قاس طول البحر الأبيض المتوسط قياسا دقيقا حيث أعطى اثنتين وأربعين درجة وهو رقم قريب جدا من قيم القياسات الحديثة. كما كان أول من أثبت أن رحلة ميل أوج الشمس هي (12,04) ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت والرقم المعاصر هو (11,08). وهو أول من قال بدوران الكواكب في مدارات بيضاوية. أما عن اختراعه فقد ابتكر آلات فلكية جديدة وصفها في كتاب له يعرف باسم الصحفية الزرقالية فشرح فيها كيفية استعمال الأسطرلاب على منهاج جديد والتحسينات التي أضافها إلى الأسطرلابات. وقد أهدى هذا الكتاب إلى المعتمد على الله محمد بن عباد. كما قام بحساب مواقع النجوم ووضعها في أزياج عرفت باسم الأزياج الطليطلية تشمل الأرصاد التي قام بها مع زملائه في طليطلة،. كما ألف رسالة في غاية الأهمية والتي تحتوي على المعلومات الضرورية لصنع واستعمال صحيفة الزرقالة التي قدمت خدمة جليلة لعلماء العرب والمسلمين في ميدان الرصد. ولقد ترجمت هذه الصحيفة إلى عدة لغات، كما اعتمد عليها علماء أوروبا في عصر نهضتهم في جميع أرصادهم الفلكية طوال قرنين من الزمان. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:42 am | |
| السجزي
(000-415هـ /000 -1024)
هو أحمد بن محمد بن عبد الجليل السِّجْزي. رياضي وفلكي عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. والسجزي من علماء الرياضة والفلك المشهورين في تاريخ الحضارة الإسلامية. ولم تذكر الموسوعات وكتب تاريخ العلوم عام ميلاده، ولكنها اختلفت في عام وفاته ما بين عامي 415هـ/1204م، و416 هـ/1025م، وقد أجمع معظم مؤرخي العلوم بعد تحقيق المعلومات المتاحة عن حياته على أنه توفي عام 415هـ /1024م. ولقب السجزي نسبة لبلده سجستان شرقي إيران. وقد عاصره البيروني وتحدث البيروني عنه مبجلا إياه في كتبه. يعد الباحثون السجزي أول مَن تحدث عن حركة الأرض وذلك عندما أبدع الأسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض متحركة تدور حول محور لها، وكذلك الفلك السبعة السيارة وما تبقى من الفلك ثابت. وقد وصف في إحدى مؤلفاته آلة تعرف بها الأبعاد، وشرح تركيبها وطرق عملها، والكتاب بعنوان مقدمة لصنعة آلة تعرف بها الأبعاد . وللسجزي ما يزيد عن أربعين كتابا ورسالة، ناقش فيها العديد من المسائل العلمية. درس السجزي بعناية قطوع المخروط وتقاطعها مع الدائرة. وقد اهتم اهتماما خاصا بالهندسة، وبخاصة في شكلها التعليمي، فكانت بعض كتبه تأخذ هيئة إجابات عن أسئلة مطروحة، ومن أهمها: 1. رسالة في جواب مسائل هندسية 2. و أجوبة على مسائل هندسية
ودرس كذلك صفات بعض الأشكال الهندسية في كتبه، ومنها: q خواص الأعمدة في المثلث q رسالة في خواص الدائرة q رسالة في كيفية تصور الخطين اللذين يقربان ولا يلتقيان q رسالة في خواص الأعمدة الواقعة في النقطة المعطاة إلى المثلث المتساوي الأضلاع وكان يحرص على مناقشة الأمور الهندسية والرياضية مع العلماء الآخرين، وقد ناقش كثيرا من آراء إقليدس في كتبه ومن أهمها: رسالة في الشك في الشكل الثالث والعشرين ويقصد به الشكل الثالث والعشرين من المقالة الحادية عشرة من كتاب الأصول لإقليدس. و ثبت براهين بعض الأشكال في كتاب الأصول ، وناقش كذلك أرخميدس في كتابه المأخوذات وذلك في رسالته التي تضمنت جوابا عن المسألة التي سئل فيها عن بعض الأشكال المأخوذة من كتاب المأخواذات. ومن أهم كتبه الرياضية :رسالة في تحصيل إيقاع النسبة المؤلفة الاثني عشر في الشكل القطاع المسطح بدرجة واحدة وكيفية الأصل الذي تتولد منه هذه الدرجة وقد ألفه عام 389هـ /998 م.
الروداني (1037-1094هـ / 1628 – 1683م) أبو عبيد الله شمس الدين محمد بن سليمان الروداني المكي. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي. ولد ببلدة تارودانت من قرى السوس بالمغرب الأقصى وبها نشأ وترعرع. وعندما بلغ سن النضج اضطر إلى السفر لطلب العلم في درعة، حيث تتلمذ على كبار علمائها، ثم رحل منها إلى مراكش لتعلم علم الحكمة والهيئة والمنطق، ولكنه تفنن في علم الفلك التجريبي.
زار أبو عبد الله الروداني الجزائر وذلك لتدارس بعض النظريات الفلكية المستعصية مع علماء الفلك هناك. وبعد انتهائه من المغرب الأوسط دخل مصر والشام والأستانة، ثم استمر برحلته إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ولتلقي العلوم الشرعية على مشايخ الحرم المكي فمكث ردحا من الزمن متنقلا بين مكة المكرمة و المدينة المنورة ، ولذا عرف باسم المكي. وكان للروداني بمكة المكرمة شأن إذ أنه قلد النظر في أمر الحرمين فبنى رباطا عند باب إبراهيم، وعرف برباط ابن سليمان، وبنى مقبرة بالمعلى عرفت بمقبرة ابن سليمان، ولقد خرج من مكة على أثر فتنة فتركها إلى دمشق حيث قضى فيها آخر أيامه وبها دفن. كان لأبي عبد الله الروداني مكانة مرموقة بين معاصريه لمواهبه الجمة ونبوغه الفريد، فقد جمع بين العلوم الرياضية والشرعية وكان نتاج ذلك ابتداعه آلة نافعة في علم التوقيت لم يسبق إليها، وهي كرة مستديرة الشكل، منعمة الصقل بالبياض المموه بدهن الكتان، يحسبها الناظر بيضة من عسجد لإشراقها، مسطرة كلها دوائر ورسوما، وقد ركبت عليها كرة أخرى منقسمة نصفين، فيها تخاريم وتجاويف لدوائر البرج وغيرها، مستديرة كالتي تحتها، مصقولة مصبوغة بلون أخضر وهي تغني عن كل آلة في فن التوقيت والهيئة مع سهولتها، تكون الأشياء فيها محسوسة، والدوائر المتوهمة مشاهدة. وتصلح لسائر البلاد على اختلاف عروضها وأطوالها. ولقد كتب أبو عبد الله الروداني عن آلة التوقيت منظومة في علم الميقات وشرحها يوضح فيها كيفية صنعها وطريقة استعمالها. فكان علماء الفلك يأتون إليه من كل فج ليستشيرونه في الأمور المتعلقة بالرصد، فقد اعتنى أبو عبد الله الروداني برصد الكواكب مما دفع به لمزاولة مهنة صنع آلات الرصد ال قائمة على المبادئ الميكانيكية.
ولقد صنف الروداني مؤلفا في صنع الأسطرلاب سماه بهجة الطلاب في العمل بالأسطرلاب الذي تميز بأسلوبه السهل، فانتشر بين طلاب العلم في المعمورة. وكتاب تحفة أولي الألباب في العمل بالأسطرلاب الذي بقي طويلا يستعمل لقياس مواضع الكواكب وتحديد سيرها، وكذلك لمراقبة حالة الجو وشئون الملاحة. وقد جمع في هذا الكتاب آراء العلماء الأوائل في حقل علم الفلك، حيث صار من أهم المراجع للباحثين ليس فقط لمن يريد أن يعرف كيف يستخدم الأسطرلاب، ولكن أيضا لمن يريد أن يطلع على طريقة صناعة الأسطرلاب.
كما أتقن الروداني دراسة علوم اللغة والشريعة وترك فيها من المؤلفات التي تنم على تعمقه فيها ففي علوم العربية صنف كتاب حاشية على التسهيل في النحو ، وكتاب مختصر تلخيص المفتاح في المعاني وشرحه . كما صنف في العلوم الشرعية كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد في الجمع بين الكتب الخمسة والموطأ، وكتاب صلة الخلف بموصول السلف، وأوائل الكتب الدينية .
تقي الدين الراصد
(927-993هـ / 1521 -1585م)
هو تقي الدين محمد بن معروف بن أحمد بن محمد، مهندس ميكانيكي وفلكي ورياضي اشتهر في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي. ولد في دمشق عام 927هـ/1521م. في بيت علم، فكان أبوه قاضيا، ودرس هو كذلك علوم عصره وأصبح قاضيا مثل أبيه. درس تقي الدين في دمشق علوم الأوائل، وكان مغرما بمطالعة كتب الرياضيات إلى أن أتقن الآلات الظلية والشعاعية علما وعملا، واطلع على أسرار نسب أشكالها وخطوطها، بالإضافة إلى دراسته للأشكال والتسطحات الهندسية، وكتب الحيل الدقيقة وعلم الميزان وجر الأثقال. وكان مع ذلك ملاحظا لمعرفة الأوقات ليلا ونهارا بكثير من الآلات وكان من أخصها عنده البنكامات الدورية. عكف تقي الدين على دراسة الساعات وتأملها حتى وصل فيها شأوا كبيرا أو كما يقول هو "إلى أن انتقش عندي ما فيها من الرسوم وظهر لي جميع أصولها المبنية عليها من ظاهر ومكتوم، وصار عندي من ذلك ما لم يجتمع لأحد ممن يتعاطى هذا الفن في ديار الإسلام ولم يشتهر به بشر من الخواص والعوام". وحتى لا يضيع هذا العلم بسبب انشغاله بأمور أخرى فقد دون تقي الدين ذلك كله في كتابه الكواكب الدرية في البنكامات الدورية. ولكن نبوغ تقي الدين في علم الميكانيكا فاق العلوم الأخرى فاخترع عددا من الآليات أوردها كلها في كتابه الطرق السنية في الآلات الروحانية . ومن جملة هذه الآلات ما أورده في عام 953هـ / 1546 م، أثناء وجوده في القسطنطينية مع أخيه الأكبر أنهما صمما معا "آلة لتدوير السيخ الذي يوضع فيه اللحم فيدور من نفسه من غير حركة حيوان". ولقد ارتحل تقي الدين إلى مصر، فاتصل بعلي باشا الذي عين واليا لمصر عام 956هـ/1549م، فالتحق تقي الدين في خدمته وأهدى إليه كتابه الطرق السنية عام 959هـ، وكتاب الكواكب الدرية عام 966هـ/1559م. وفي نفس العام انتقل تقي الدين إلى نابلس حيث تولى منصب القضاء فيها. وطوال تلك الفترة لم ينقطع تقي الدين عن زيارة القسطنطينية، فقدم إلى إستانبول، حيث انتسب إلى معلم السلطان الخواجة سعد الدين وأصبح من خواصه والملازمين له. وفي عام 979هـ / 1571م. وبدعم من الخواجة سعد الدين أصبح تقي الدين رئيسا للفلكيين في أواخر حكم السلطان سليمان وقبل تولي السلطان مراد الثالث. وقد عبر تقي الدين عند توليه المنصب عن رغبته في إنشاء مرصد في إستانبول. واستطاع إقناع الصدر الأعظم الوزير محمد باشا وكذلك الخواجة سعد الدين معلم السلطان بشكل خاص. وقد استطاع كليهما استخدام نفوذهما في إقناع السلطان من أجل تأسيس المرصد الجديد تحت إشراف تقي الدين. ولقد تم بالفعل بناء المرصد، وتم الانتهاء منه عام 985هـ/1577م. إلا أنه ما لبث أن تعرض لمحنة انتهت بهدمه. ورغم قصر حياة المرصد، إلا أن تقي الدين نجح في أخذ بعض المشاهدات الفلكية. وقد كافأ السلطان مراد تقي الدين على إنشائه المرصد بأن منحه راتب القضاة بصفته قاضيا كما منحه مقاطعة زعامة التي كانت تدر عليه دخلا كبيرا. وتقديرا لتقي الدين أيضا فقد عمد الصدر الأعظم محمد باشا إلى تعيين أخيه نجم الدين حاكما لأحد السناجق. ولم يعمر تقي الدين طويلا بعد هدم المرصد، فقد توفي بعد ذلك بخمس سنوات في عام 993هـ/1585م، عن عمر يناهز ستة وستين عاما. تاركا ما يقرب من تسعة عشر مؤلفا ما بين كتاب ورسالة في الفلك والرياضيات والميكانيكا.
إسماعيل بن سليمان
(000-1325هـ / 000 -1900م)
إسماعيل باشا بن سليمان من أكبر علماء الفلك الذين ظهروا في القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي. ولد بمصر ولم تحدد له الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاد، ولكنها ذكرت أنه توفي عام 1325هـ -1900م. أرسل في بعثة إلى باريس، و درس فيها علم الفلك. ثم عاد إلى مصر، فأنشأ بها دار الرصدخانة بحي العباسية، ثم عين ناظرا لمدرستي المهندسخانة والمساحة، وكان إسماعيل بن سليمان إلى جانب تخصصه في علم الفلك خبيرا بإصلاح آلات الرصد الفلكية أي أنه كان عالما مهتما بالجانبين النظري والعملي. وكان بدار الرصدخانة يأخذ الأرصاد الجوية والفلكية ويقيس درجات الحرارة خمس مرات في كل مواقيت الصلاة. أنشأ إسماعيل بن سليمان محطة كوم الناضورة بالإسكندرية لأخذ الأرصاد الجوية عام 1286هـ -1869م، وجاءت أرصاد هذه المحطة ذات قيمة علمية فريدة ومنضبطة في الدراسات الإحصائية لعناصر الجو، وخاصة في تحديد مقادير المطر. مهد إسماعيل بن سليمان لإنشاء أول إدارة مصرية للأرصاد الجوية، وقد تابعت هذه الإدارة الإشراف على عمليات الرصد الجوي في كل من مصر والسودان. ووضع مع صديقه محمود الفلكي أول مدفع لإعلان الساعة الثانية عشر ظهرا بقلعة صلاح الدين بالقاهرة ، ولا يزال هذا المدفع قائما إلى الآن. ويعتبر إسماعيل بن سليمان من أكبر علماء الفلك العرب وأولهم في العصر الحديث، ومن أهم إنجازاته أنه شرح بعض الآلات الفلكية التي كان يعتمد عليها في أرصاده الفلكية، ومنها العدسات والمناظير الفلكية وعيوبها والميكروسكوبات البسيطة والمركبة. وقد عرف نورانية النظارة بأنها النسبة بين كمية الضوء التي تنتشر فوق السطح الظاهري للشيء المرئي، وكمية الضوء الموجودة فوق السطح المساوى له من الصورة. وقد أعطى طريقة عملية فلكية لكيفية الوصول إلى نورانية النظارة. واستخدم جهازا من أهم الأجهزة التي تستخدم في المراصد هو جهاز آلات قياس الزمن وشرح عمله في مؤلفاته. وأعطى الكثير من التعريفات الفلكية الدقيقة لمصطلحات علم الفلك، ودرس دورة الأرض وخطوط الطول والعرض. وقد شرح إسماعيل بن سليمان عمل المزاول الشمسية وغير الشمسية، وأجهزة استخدام الماء والرمل، وهي الأجهزة التي استخدمها العرب في عصور نهضتهم الكبرى. وع رف سر الساعات الفلكية، والساعات ذات التروس، والساعات ذات البندول وطرق صناعة كافة الساعات الفلكية. وأدخل إلى العالم العربي مقاييس البخر والمطر عام 1304هـ - 1886م واستخدم الترمومترات الجافة والمبللة والبارومترات ليقيس بها عناصر الجو بدقة لأول مرة في مصر والعالم العربي. وله مؤلفات هامة في علم الفلك وهي من الكتب القيمة التي يعتد بها في تاريخ العلم وهي: * الدرر التوفيقية في تقريب الفلك والجيوديسية * بهجة الطالب في علم الكواكب * الآيات الباهرة في النجوم الظاهرة
السرخسي
(000 - 286هـ / 000 - 899م)
أحمد بن محمد بن مروان السرخسي، المعروف بابن الفرائقي وابن الطيب عالم الأرض الرياضي الطبيب الفلكي. عاش في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي. ولد السرخسي بمدينة سرخس بخراسان، ونشأ بها وتلقى تعليمه الأول، حيث حفظ للقرآن الكريم وتعلم مبادئ الرياضيات، ثم شد رحاله إلى مدينة بغداد ، وسعى لتلقي العلم على يد الكندي العالم الموسوعي الفيلسوف، وصار واحدا من أنبغ تلاميذه، وعد من أهم العلماء الموسوعيين فقد كان شاعرا ومحدثا وطبيبا وفلكيا ورياضيا. وفي الفن كان مؤلفا موسيقيا ذواقة يعرف الموسيقى نظريا وعمليا، وكان من علماء المنطق. وحين ذاع صيته اختير ليكون معلما للمعتضد في شبابه الأول، فقد كان السرخسي متفننا أيضا في علوم القدماء والعرب وآدابهم، كما كان حسن المعرفة جيد القريحة بليغ اللسان، ويعده المؤرخون أوحد زمانه في علمي النحو والشعر. كان السرخسي حسن العشرة، مليح النادرة، ظريفا، محبا للفكاهة، وحين دخل المعتضد سن الرجولة كان السرخسي من أهم ندمائه وأصدقائه المقربين، وحين ولي المعتضد الخلافة عام 279هـ - 901م ولاه منصب الحسبة في بغداد، فقد كان يثق به ويفضي إليه بأسراره ويستشيره في أمور الحكم. وعلى الرغم من ذلك كانت تغلب على السرخسي طيبة القلب فكان لا يعرف المجاملة مما أدى إلى غضب حاشية المعتضد عليه فدبروا له حيلة جعلت المعتضد يغضب عليه ويأمر بسجنه ومصادرة أمواله. وقد توفي السرخسي عام 286هـ - 899م قتلا بيد أحد أعوان المعتضد دون إذن منه بذلك. يحكى أن المعتضد خرج على رأس جيش ليسترد مدينة آمد بديار بكر، فاستغل المساجين الذين كانوا بالمطامير في بغداد الفرصة فهربوا ورفض السرخسي أن يهرب معهم، ومع ذلك عندما قبض على المساجين وأمر صاحب الشرطة أن يقتلوا قتل معهم السرخسي . وقد فقدت معظم كتب السرخسي في كافة العلوم، ولم يبق إلا القليل منها، وقد اهتم السرخسي بعلوم الأرض خاصة، فكانت معظم كتبه مؤلفة فيها. ومن أهم الظواهر الطبيعية التي اهتم بها السرخسي المناخ وأثره على السكان والحياة. وكذلك تكلم عن الجبال. ومن أهم مؤلفات السرخسي في علم الأرض: q أحداث الجو q منفعة الجبال q الضباب q المسالك والممالك q برد أيام العجوز وفي الرياضيات: q الأرثماطيقي في ا لأعداد والجبر والمقابلة وفي الفلك: q المدخل إلى صناعة النجوم q اختلاف الأزياج وفي الطب: q المدخل إلى صناعة الطب q البول q الرد على جالينوس في الطعم المر q مقالة في البهق والنمش والكلف q رسالة في الخضابات المسودة للشعر وله في علم الموسيقى: q الموسيقى الكبير q الموسيقى الصغير q المدخل إلى علم الموسيقى
قطب الدين الشيرازي
(634-710هـ / 1236 -1310م)
قطب الدين محمد بن ضياء الدين مسعود بن مصلح الفارسي الشيرازي، قاض، ومفسر، وعالم بالطبيعيات اشتهر في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. ولد في مدينة شيراز ببلاد فارس عام 634هـ لأسرة مشهورة بالطب والتصوف فقد كان أبوه ضياء الدين أستاذا صوفيا وطبيبا مشهورا. تلقى قطب الدين في شيراز تعليمه الأساسي، كما تلقى بعض الممارسات الخاصة بالطب والتصوف تحت إشراف والده. وبالإضافة إلى هذا فقد تعلم قطب الدين في طفولته عددا كبيرا من الصناعات ماعدا صناعة الشعر. ولقد بدأ قطب الدين تعلمه للطب مبكرا، إذ لم يتجاوز عمره آنذاك العشر سنوات. وببلوغه الرابعة عشرة من عمره وفي حضرة وفاة والده أسند لقطب الدين وظيفة والده كطبيب ممارس في مستشفى مظفر بشيراز. وبقي في هذا المنصب قرابة عشر سنوات. وأثناء هذه المدة التي قضاها في مستشفى مظفر درس لقطب الدين ثلاثة أساتذة كلهم كانوا من أعمامه. ثم انتقل إلى أستاذه كمال الدين أبي الخير الكيزروني ومعه درس كليات ابن سينا . ومع أستاذه شمس الدين محمد بن أحمد الكبشي درس قطب الدين العلوم الدينية. سافر قطب الدين إلى بغداد عام 665هـ/1268م، حيث اشترك في الحلقة العلمية لشرف الدين زكي البشكاني، ومن خلال اشتراكه في دروس شرف الدين استطاع قطب الدين أن يطلع على شروح ابن سينا في الطب وكذلك أعمال الرازي . وقد وجد قطب الدين من خلال اطلاعه على هذه الأعمال لذة في دراسة فلسفة وطب ابن سينا، ولكن لم يكن في ذاك الوقت من هو أهلا لأن يشبع رغبة قطب الدين في معرفة المزيد في هذه العلوم. ولهذا السبب ترك قطب الدين وظيفته في مستشفى المظفر متجها إلى مراغة عام 660هـ. تتلمذ قطب الدين في مراغة على يد أستاذه نصير الدين الطوسي ولقد كان اختيار قطب الدين للأستاذ والمكان اختيارا موفقا، فقد كان نصير الدين الطوسي أحد أساتذة الفلسفة والفلك في وقته، كما أنه كان مديرا لمرصد مراغة الذي كان قد اكتمل بناؤه وبدئ العمل فيه وقت أن وصل قطب الدين لمراغة. ولم يكن مرصد مراغة هذا مرصدا فلكيا فقط وإنما كان مكتبة ضخمة تحوي أكث ر من أربعمائة ألف كتاب، بعضها كان مؤلفات لأشهر علماء اليونان. مكث قطب الدين في مرصد مراغة عدة سنوات حضر خلالها الحلقات العلمية التي كان يعقدها نصير الدين الطوسي، حتى أخبره أستاذه نصير الدين أن يتفرغ لدراسة الرياضيات والفلك. أخذ قطب الدين بنصيحة أستاذه، حتى كان لهما عملا مشتركا في مجال الفلك عرف باسمها لاحقا كأحد أفضل أعمال القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي، ألا وهو تصور كامل لحركة الكواكب. أكمل قطب الدين دراسته لفلسفة ابن سينا على يد أستاذه نصير الدين، وقرأ أحد أهم كتب ابن سينا المعروف باسم الإشارات والتنبيهات . كما أكمل أيضا دراسة كتاب القانون لابن سينا، واستطاع بمساعدة أستاذه ومن خلال تواجده في مكتبة مراغة أن يجد إجابات للمعضلات التي واجهها أثناء قراءته لهذا الكتاب في شيراز. ولما كانت رغبته في معرفة المزيد تفوق ما كانت مكتبة مراغة تمنحه إياه، فقد آثر قطب الدين الرحيل إلى خراسان. وهناك درس مع نجم الدين القزويني الذي كان فيلسوفا وفلكيا ورياضيا مشهورا في وقته. وبعدها توجه قطب الدين إلى قزوين ثم أصفهان . وهناك ارتبط قطب الدين بالعمل مع حاكمها، بهاء الدين محمد الجويني. ثم غادر قطب الدين أصفهان إلى بغداد، وهناك قابل عددا من أساتذة التصوف كان من بينهم محمد بن السكران البغدادي. غادر قطب الدين بغداد متجها إلى الأناضول وقابل بها جلال الدين الرومي، أحد أشهر شعراء التصوف في الإسلام. ولكن قطب الدين لم يمكث طويلا في الأناضول، إذ غادرها متوجها إلى قنا، وبها تتلمذ على أستاذه صدر الدين القناوي، فدرس معه الطريقة الصوفية والتفسير وعلوم الحديث. وفي قنا استطاع قطب الدين أن يقابل عددا كبيرا من العلماء الذين اتخذوا من قنا ملجأ بعد أن غزا التتار الجزء الشرقي للعالم الإسلامي. وبوفاة صدر الدين القناوي، غادر قطب الدين قنا متجها إلى سيواس وملطايا في قطاع الأناضول وكانت وقتها تحت حكم المغول، حيث تقلد منصب القضاء فيها بتعيين من معين الدين بروانة، الحاكم السلجوقي لقطاع الأناضول، وكان قطب الدين قد تعرف عليه سابقا أثناء تواجده في قنا. ولما كان معظم عمل قطب الدين ينجز من قبل مساعديه، فقد تفرغ قطب الدين للتدريس والكتابة. قام قطب الدين بعدة زيارات لتبريز، عاصمة الإخنديين في فارس. من خلال زياراته المتكررة لتبريز، أصبح قطب الدين صديقا قريبا لأحمد تكدر وهو ابن لهولاكو ملك التتار. وكان لهذه الصداقة أثر كبير في اعتناق أحمد تكدر الإسلام. وبسبب صلة قطب الدين بالإخنديين فقد قدر له أن يعمل بالسياسة. وفي عام 681هـ أرسل أحمد تكدر، قطب الدين برفقة كمال الدين الرافعي وبهاء الدين بهلوان كسفراء عنه إلى المستنصر سيف الدين قلاوون، سلطان المماليك في مصر، وذلك حتى يشهروا إسلام أحمد له، وكذلك للتوصل إلى السلام بين المماليك والتتار. وعلى الرغم أن قطب الدين لم يفلح في مهمته السياسية، إلا أن رحلته إلى مصر كانت موفقة جدا من الناحية العلمية. فأثناء زيارته إلى مصر، عرج قطب الدين على مكتبات مصر وهناك وجد شروح لقانون ابن سينا، منها شرح ابن النفيس . ولقد كان عثور قطب الدين على هذه الشروح إشباعا لرغبته الملحة في التوصل إلى إجابات عن استفساراته في قانون ابن سينا والتي طالما طاف الديار بحثا عنها. ترك قطب الدين مصر متجها إلى سوريا وبها مكث طويلا حيث قام بتدريس كتاب الشفاء لابن سينا. ومن سوريا رجع قطب الدين إلى الأناضول وبه بدأ كتابة شرح على القانون وأسماه شرح كليات القانون . وفي عام 690هـ/1291م استقر قطب الدين في تبريز والتي كانت وقتها تحت حكم جازان خان خليفة أحمد تكدر، كما كانت مركزا ثقافيا هاما للعالم الإسلامي. وبها مكث قطب الدين بقية عمره واهبا نفسه للكتابة حتى وافته المنية عام 710هـ/1311م. اشتهر الشيرازي بإنجازاته المتنوعة ففي الفلك أكمل الكثير من التجارب الفلكية التي لم يكملها أستاذه نصير الدين الطوسي. فقد طور أنموذجا فلكيا لعطارد الذي بدأ به الطوسي، وفي الطبيعيات اكتشف مسببات قوس قزح ، وعلق على كروية الأرض تعليقا علميا، وشرح النقاط الغامضة في مؤلفات أستاذه. كما علق وشرح كتاب القانون لابن سينا. ترك قطب الدين الشيرازي عددا كبيرا من المؤلفات معظمها في الفلك والطبيعيات والطب ، من أهمها: v كتاب شرح التذكرة النصيرية في الهيئة v كتاب التحفة الشاهية في الهيئة v كتاب نهاية الإدراك في دراية الأفلاك v كتاب التبصرة في الهيئة v رسالة في حركة الدحرجة والنسبة بين المستوي والمنحني v كتاب تحرير الزيج الجديد الرضواني v كتاب بعض مشكلات المجسطي v كتاب درة التاج لغرة الديباج وهو في الطبيعيات ومن أهم كتبه. وفي الطب v كتاب نزهة الحكماء وروضة الأطباء وهو شرح وتعليق على قانون ابن سينا v رسالة في بيان الحاجة إلى الطب وآداب الأطباء ووصاياهم v رسالة البرص . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:45 am | |
| الطرابلسي
(000-560هـ / 000 -1164م)
أبو إسحق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الطرابلسي المغربي المعروف بابن الأجدابي، نسبة لمدينة أجداده أجدابية التي تقع شرق ميناء طرابلس الغرب في ليبيا. عالم الفلك واللغوي النسابة. عاش في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي. ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاده، ولم تذكر كذلك عن حياته شيئا إلا أنه عاش بطرابلس الغرب الليبية وتوفي بها عام 560 هـ /1164 م. وللطرابلسي كتاب مرجعي في علم الأنواء وأساساته والفصول وأوقاتها ومناظر النجوم وهيئاتها بأسلوب يسير مما سهل تناوله وتداوله بين الأقطار العربية واعتباره من الكتب المصادر في هذا العلم. والكتاب بعنوان: الأزمنة والأنواء، وقد عرّف الطرابلسي علم الأنواء تعريفا دقيقا بقوله: النجوم التي تنسب لها الأنواء هي منازل القمر الثمانية والعشرون، ومعنى النوء أن يسقط النجم منها في المغرب، وقد بقي من الليل غبش يسير، ويطلع آخر يقابله تلك الساعة من المشرق، والذي ناء منهما في الحقيقة هو الطالع، لأن النوء في اللغة النهوض. ونلاحظ ربطه في التعريف بين خبرته العملية والنظرية في هذا العلم وبين خبرته ومعرفته اللغوية، وذكر خبرات السابقين عليه من العلماء وناقشها، ومنهم: الدينوري والفراء والأصمعي. ويعد مؤرخو العلوم هذا الكتاب من أهم الكتب العربية في علم الأنواء، وذلك لقيمته العلمية والتاريخية إذ يستعرض بدقة معارف المسلمين السابقة عليه في هذا العلم، مع تقييم ومناقشة لها وذكر لمعلومات دقيقة عن الموضوعات التي تناولها.
الطوسي (597-672هـ / 1201 -1274م) أبو جعفر محمد بن محمد الحسن نصير الدين الطوسي، عالم رياضي وفلكي وهندسي اشتهر في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. ولد في خراسان سنة 597هـ/ 1202 م، عاش في بغداد حيث اشتهر بين أصدقائه وذويه وعلماء المشرق والمغرب بلقب "علامة". أخذ نصير الدين علمه عن كمال الدين بن يونس الموصلي مما دفعه إلى الولع بجمع الكتب حتى كان ينفق الكثير من أمواله على شراء الكتب النادرة. كما تعلم اللغات اللاتينية والفارسية والتركية فأكسبه ذلك مقدرة على فهم واستيعاب معارف شتى. كما درس تراث الإغريق وترجم كتبهم وبرز في علوم المثلثات والجبر والفلك والهندسة، حتى أسندت إليه إدارة مرصد مراغة، وهو مرصد عرف بآلاته الفلكية الدقيقة وأرصاده المنتظمة ومكتبته الضخمة وعلمائه الفلكيين الذين كانوا يتقاطرون عليه من مختلف أنحاء العالم طلبا للعلم. ولقد احتل الطوسي مكانة عالية ودرجة رفيعة عند خلفاء العباسيين لنباهته وحدة ذكائه، ولهذا فإن أحد وزراء البلاط أضمر له الغدر حسدا وأرسل إلى حاكم قهستان يتهمه زورا وبهتانا ، مما دفع به إلى السجن في إحدى القلاع، وكان من نتيجة سجنه أن أنجز في خلال اعتقاله معظم مصنفاته في الفلك والرياضيات، وهي التي كانت سبب ذيوع صيته وشهرته وبروز اسمه بين عباقرة الإسلام في جميع الأنحاء. وعندما استولى هولاكو المغولي على السلطة في بغداد أخرج الطوسي من السجن وقربه إليه وجعله أميرا على أوقاف المماليك التي استولى عليها ، فاستغل الطوسي الأموال التي كسبها في بناء مكتبة ضخمة حوت أكثر من أربعمائة ألف مجلد من نوادر الكتب. ولقد أبدع الطوسي في علم الرياضيات بجميع فروعه، وكان له فضل وأثر كبيران في تعريف الأعداد الصم، كما يعود إليه الفضل في فصل حساب المثلثات عن علم الفلك. وهو أول من طور نظريات جيب الزاوية إلى ما هي عليه الآن مستعملا المثلث المستوي. كما كان أول من قدم المتطابقات المثلثية للمثلث الكروي قائم الزاوية. كما وضع قاعدته التي أسماها " قاعدة الأشكال المتتامة " فهي تخالف نظرية بطليموس في الأشكال الر باعية، وهي في الحقيقة صورة مبسطة لقانون الجيوب الذي يقضي بأن جيوب الزوايا تتناسب مع الأضلاع المقابلة لها. وفي الهندسة أظهر الطوسي ذكاء منقطع النظير،حيث بنى برهانه على افتراضات عبقرية. ثم إن الطوسي برهن أيضا أن نقطة تماس الدائرة الصغرى على قطر الدائرة الكبرى، وهي النظرية التي كانت أساس تعميم جهاز الأسطرلاب المستعمل في علم الفلك. وقد اهتم الطوسي كذلك بالهندسة الفوقية أو اللا إقليدية (الهندسة الهندلولية) التي تثبت على أسس منطقية تناقض هندسة إقليدس والتي كان يعتقد أنها لا تقبل التغير أو الانتقاد، ذلك أن الطوسي أبدع في دراسة العلاقة بين المنطق والرياضيات. كما نال الطوسي سمعة طيبة مرموقة في علم البصريات، إذ أتى ببرهان مستحدث لتساوي زاويتي السقوط والانعكاس. ألف الطوسي في علم الحساب وحساب المثلثات والجبر والهيئة والجغرافية والطبيعيات والمنطق، حتى إن عدد كتبه فاق (145) كتابا. معظمها في شروح ونقد كتب اليونان من أهمها: * كتاب المأخوذات في الهندسة لأرخميدس * كتاب الكرة والأسطوانة لأرخميدس * كتاب أرخميدس في تكسير الدائرة وغيرها * كتاب الكرة المتحركة لأطوقولوس * كتاب الطلوع والغروب لأطولوقوس * رسالة تحرير كتاب الأكر لمنالاوس * كتاب تحرير إقليدس * كتاب المعطيات لإقليدس * رسالة في الموضوعة الخامسة(من موضوعات إقليدس) أما أهم مصنفاته فهي: * الرسالة الشافية عن الشك في الخطوط المتوازية * كتاب تحرير المناظر (في البصريات) * كتاب تسطيح الأرض وتربيع الدوائر * كتاب قواعد الهندسة * كتاب الجبر والمقابلة * رسالة في المثلثات الكروية * كتاب مساحة الأشكال البسيطة والكروية * كتاب تحرير المساكن * كتاب الجامع في الحساب * ومقالة في القطاع الكروي والنسب الواقعة عليه * ومقالة في قياس الدوائر العظمى
الفزاري
(000-حوالي 180هـ / -796م)
عبد الله محمد بن إبراهيم الفزاري، عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي. ولد في الكوفة لأسرة عربية أصيلة ينحدر أصلها من فزارة ثم سكنت الكوفة. ترعرع أبو عبد الله الفزاري في بيت علم فقد تتلمذ على يدي أبيه أبي إسحاق إبراهيم بن حبيب الفزاري أحد كبار علماء الهيئة في عصره. وكان قد نال شهرة عظيمة جدا في علمي التنجيم وتقويم الشهور. هاجر الفزاري إلى بغداد عام 144هـ /747 م. ليستزيد في علمه من العلماء الكبار الذين قطنوا بغداد مركز الحضارة في ذلك الوقت. ولقد أولى الفزاري دراسة اللغات الأجنبية عناية كبيرة وخاصة اللغة السنسكريتية التي بذل فيها جهدا عظيما لرغبته في معرفة ما وصل إليه علماء الهند القدماء في أرصادهم. ولقد أهلته قدراته اللغوية هذه إلى أن ينضم إلى فريق الترجمة في بيت الحكمة التي بناها أبو جعفر المنصور. وقد نال الفزاري احترام الخليفة فأحاطه بالرعاية والتقدير لعلمه الغزير. وفي بيت الحكمة عكف الفزاري على ترجمة العلوم الفلكية والرياضية من المصادر الهندية إلى اللغة العربية. ولقد كان لاطلاعه المباشر على العلوم الهندية في علم الفلك التجريبي أن جعل هذا العلم يستند على الاستقراء والملاحظة الحسية لجميع الأرصاد التي تعلل حركات الكواكب والأجرام السماوية. فاستطاع الفزاري أن يصنع أول أسطرلاب في الإسلام. وكان الفزاري من المغرمين بعلم الأرصاد لدرجة كبيرة حتى إنه نظم قصيدة في النجوم توحي بحبه الشديد لهذا الفن وصارت قصيدته يضرب بها المثل بين علماء العرب والمسلمين في مجال علم الفلك. وفي عام 155هـ / 772 م. جاءت بعثة من الهند ومعها كتاب سدهانتا الذي يحتوي على معلومات ثمينة عن علم الهيئة. فطلب الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور من الفزاري أن يقوم على ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية وتصنيف كتاب على غراره. ولم يكن الفزاري لينتظر هذا الطلب فقد عكف على ترجمته وأسماه كتاب السند هند الكبير . ولقد كان لهذا الكتاب تأثير عظيم في التصويرات الهندية لحركة الكواكب التي نتج عنها عمل الأرصاد العديدة في البلاد العربية والإسلامية، وهو ما جعل لترجم ته مكانة كبيرة بين علماء الفلك من بعد الفزاري إذ أصبح المرجع الأساسي الذي استخدمه العلماء في علم الفلك إلى أيام الخليفة العباسي المأمون. وفي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي تناول محمد بن موسى الخوارزمي كتاب السند هند الكبير بالدارسة عن قرب فرأى أن يختصره ويصححه ويستخلص منه زيجا وبالفعل قام بهذه المهمة على أكمل وجه فحل زيج الخوارزمي محل كتاب الفزاري. ترك الفزاري مؤلفات هامة في مجال علم الفلك منها: q كتاب المقياس للزوال q كتاب الزيج q كتاب العمل بالأسطرلاب ذات الحلق q كتاب العمل بالأسطرلاب المسطح q و قصيدة في علم النجوم .
الفرغاني
(000-كان حيا 240هـ / 000 -861م)
أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، رياضي وفلكي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد في فرغان من بلاد ما وراء النهر، ثم انتقل إلى بغداد فأقام فيها. درس الفرغاني علوم الرياضيات والفلك حتى برع فيها، ونال حظوة عند الخليفة العباسي المأمون فكان من المقربين عنده لعلمه وخلقه ونزاهته. وقد أسند المأمون إليه دراسات كثيرة تتعلق بعلم الهيئة فقام بها على أحسن وجه كما عينه رئيسا لمرصد الشماسية في بغداد الذي يعتبر أول مرصد في الإسلام. وفي مرصد الشماسية عكف الفرغاني على دراسة علم تسطيح الكرة عن قرب فكان له آراء ونظريات أصيلة. وعندما قرر المأمون التحقق من قيمة محيط الأرض التي ذكرها القدماء اليونانيون، كان الفرغاني ضمن الفريق الذي خرج إلى صحراء سنجار مع بني موسى بن شاكر ، وكانت القياسات التي توصلوا إليها في غاية الدقة. وفي عهد المتوكل كلف بنو موسى الفرغاني بإنشاء قناة الجعفري، إلا أنه قد ارتكب خطأ كبيرا في أخذ مناسيب القناة بحيث إنها لم تكن لتمتلئ بالماء إلى العمق المطلوب. كذلك قام الفرغاني بتطوير المزولة . وعمل عدة تطويرات لآلة الأسطرلاب الذي استخدمه في قياس المسافات بين الكواكب وإيجاد القيمة العددية لحجومها. ولقد حدد الفرغاني أقطار بعض الكواكب مقارنة مع قطر الأرض فذكر أن حجم القمر (39 / 1 ) من حجم الأرض ، و الشمس (166) ضعفا للأرض، والمريخ (8 / 15 ) من حجم الأرض، والمشتري (95 ضعفا) للأرض، وزحل (90) ضعفا للأرض. وهي قياسات تختلف قليلا عما توصل إليه العلم الحديث. ولقد بقيت قياسات الفرغاني مستخدمة في جميع بقاع العالم حتى القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. كما اعتمد علماء العرب والمسلمين في علم الفلك على نتائج الفرغاني.
ولقد ترك أبو العباس الفرغاني آثارا خالدة في مجال علم الفلك من أهمها: v مختصر لكتاب المجسطي لبطليموس وقد نال هذا الكتاب شهرة كبيرة وترجم إلى اللغة اللاتينية. v وكتاب الكامل ووضع فيه آراء في علم تسطيح الكرة. v وكتاب الأسطرلاب ذكر فيه تعديلاته في آلة الأسطرلاب .
الصوفي (291-376هـ / 903 -986م) أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفي، أحد أشهر فلكي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد بالري بالقرب من طهران عاصمة إيران حاليا. هاجر الصوفي إلى بغداد ونال تقدير ولاة الأمر فيها، فكان صديقا للملك عضد الدولة أحد ملوك بني بويه، ولقي عنده التقدير الحار. وكان عضد الدولة يفخر بمعلميه مثل أستاذه في النحو أبي علي الفارسي وأستاذه في حل الزيج الشريف ابن الأعلم، وأستاذه في صور الكواكب وأماكنها وسيرها عبد الرحمن الصوفي. وكان الصوفي يمتاز بالنبل والذكاء ودقة رصده للنجوم، وقد نال بذلك شهرة كبيرة، باعتباره واحدا من أعظم علماء الفلك في الإسلام. وتعود شهرة الصوفي الحقيقية إلى تصحيحه لأرصاد بطليموس فقد أعاد الصوفي رصد النجوم جميعا نجما نجما، وعين أماكنها وأقدارها بدقة فائقة، وقام بإصلاحها بالنسبة إلى مبادرة الاعتدالين. وذكر أن بطليموس وأسلافه راقبوا حركة دائرة البروج فوجدوها درجة كل (100) سنة. أما هو فوجدها درجة كل (66) سنة. وهي الآن درجة كل (71) سنة ونصف سنة. وعلل استخدام منجمي العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمري، وقال إن كثيرين يحسبون عدد النجوم الثابتة (1025) نجما. والحقيقة أن عدد النجوم الظاهرة أكثر من ذلك، والنجوم الخفية أكثر من أن تحصى، وعد (1022) نجما، منها (360) نجما في الصور الشمالية، و(346) نجما في دائرة البروج، و(316) في الصور الجنوبية. ومما امتازت به أرصاد الصوفي أنه لم يذكر لون نجم الشعرى العبوري مع أن بطليموس وإبرخس قالا إن لونها ضارب إلى الحمرة، فكأن احمرارها كان قد زال في أيامه، وصار لونها كما هو الآن. كان اهتمام الصوفي بعلم الفلك يعود إلى إلمامه العميق بالدين الحنيف لما في النجوم ومداراتها، والشمس وعظمتها، والقمر وسيره، لبراهين ساطعة على عظمة الله عز وجل. ولقد لعبت النجوم دورا كبيرا في حياة العرب منذ أن كانوا رحلا في الصحراء يعتبرون السماء خيمتهم البراقة، ويكثرون التأمل فيها، لتألقها وجمالها. وقد دفع هذا الصوفي إلى صنع كرة سماو ية أوضح فيها أسماء النجوم، واستدرك على العلماء السابقين عددا منها، وضبط كثيرا من مقاديرها ثم جمع أسماءها العربية المعروفة عند البدو. واستعمل فيها الرسوم الملونة كوسيلة للإيضاح. وقد أودع الصوفي العديد من الصور الملونة للنجوم وشرح أشكالها وبين خصائصها في كتابه الشهير صور الكواكب الثمانية والأربعين . أما مؤلفات الصوفي الأخرى فهي: v كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة v كتاب التذكرة v كتاب مطارح الشعاعات v كتاب العمل بالأسطرلاب .
العُرضي (000-664هـ / 000 -1266م) مؤيد الدين بن بريك المهندس العرضي العامري. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. ولد بمدينة عُرض وهي بلدة واقعة بين تدمر والرصافة، وإليها نسب. أما نسبه فيمتد إلى قبيلة بني عامر العربية، حيث هاجر والده إلى الشام وبها استقر.
نشأ العُرضي في مدينة عرض وبها ترعرع، ثم تلقى العلوم الأساسية على أيدي شيوخ البلدة. وعندما شب ارتحل إلى دمشق حيث تتلمذ هناك على كبار الشيوخ. وقد أظهر العُرضي براعة كبيرة في الرياضيات وولع بالهندسة ولا سيما هندسة إقليدس، حتى عرف بالمهندس وقرأ عليه كثير من العلماء منهم ابن القف الطبيب. وفي دمشق بدأ العرضي بتصميم آلات رصد فلكية أشرف عليها الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص. وهو ابن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه الأيوبي. وعندما أنشأ هولاكو مرصد مراغة ، عرض نصير الدين الطوسي على العرضي وظيفة المشرف على آلات الرصد فوافق. وانتقل العُرضي إلى مراغة، عام 657هـ/ 1259م ليكون ضمن أول فريق عمل بالمرصد. ولقد ضم فريق الرصد حوالي عشرين عالما من أشهرهم محيي الدين المغربي، وقطب الدين الشيرازي . ظل العُرضي يعمل في المرصد حيث اشترك في وضع الزيج الأليخاني . كما صنع عددا من الآلات الرصدية ضمنها في رسالة بعنوان في كيفية عمل آلات الرصد وكيفية استعمالها.
كما ترك العُرضي عددا آخر من الأعمال منها رسالة العمل في الكرة الكاملة ، ورسالة صغيرة برهن فيها الشكل الرابع في تاسعة المجسطي. أما أهم أعماله فكانت كتاب الهيئة الذي أصبح مرجعا لمن بعده من العلماء، وكان تأثيره واضحا في أعمال كل من قطب الدين الشيرازي، و ابن الشاطر . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:47 am | |
| الكوهي (000-390هـ / 000 -1000م) أبو سهل ويجن بن رستم الكوهي. عالم رياضي وفلكي وفيزيائي اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر والحادي عشر الميلاديين. ولد بمدينة الكوه في جبال طبرستان جنوب بحر الخزر وإليها نسب. هاجر الكوهي إلى بغداد حيث استقر فيها وتلقى علومه الأساسية. فنبغ في العلوم التطبيقة عامة وفي الفلك خاصة. وعندما استولى شرف الدولة ابن عضد الدولة البويهي على السلطة من أخيه صمصام قرب الكوهي وطلب منه إنشاء مرصد فلكي في بغداد، وتقديم دراسة متكاملة عن رصده الكواكب السبعة من حيث مسيرتها وتنقلها في بروجها. فبنى الكوهي المرصد في دار المملكة، في آخر البستان، مما يلي باب الحطابين ببغداد. وقد أحكم أساسه وقواعده لئلا يضطرب أو يميل شيء من حيطانه. كما استفاد الكوهي من عطف شرف الدولة لإقناعه ببناء عدة مراصد في البلاد الإسلامية ليتسع لعلماء الفلك تطبيق نظرياتهم الفلكية. وقد رصد الكوهي في مرصده هذا محضرين أخذت فيهما خطوط الحاضرين بما شهدوا، واتفقوا عليه. كما قام الكوهي بدوره بتغيير الانقلاب الصيفي والاعتدال الخريفي. كما علق وانتقد بعض الفرضيات الفلكية التي اعتمد عليها علماء اليونان في دراستهم الفلكية. كذلك تفوق الكوهي في صناعة معظم الآلات الرصدية التي استعملها في مراصده في بغداد، ويتضح ذلك في كتابه صنعة الأسطرلاب بالبراهين. وفي مجال الجبر طور الكوهي هذا العلم، وإليه يرجع الفضل قي تطوير المعادلة الجبرية ذات ثلاثة حدود. كما حل الكوهي بعض المسائل المستعصية على معاصريه في هذا الحقل، وأعطى جل وقته لدراسة المعادلة الجبرية التي درجتها أعلى من الثانية. أما في موضوع علم الهندسة، فقد ذاع صيته، وذلك بتعديله لكثير من المسائل الهندسية التي تتعلق في حجوم ومساحات بعض الأجسام. كما شرح كتاب أصول الهندسة لإقليدس وحل المستعصي من المسائل على أساتذته من علماء العرب والمسلمين. وفي مجال الفيزياء طور الكوهي نظريات مركز الثقل واستخدم البراهين الهندسية لحل كثير من المسائل ذات العلاقة بإيجاد مركز الثقل، كما تمخض من دراسته لمركز العقل بحوث قيمة حول موضوع الروافع، واشتهر بلقب أستاذ مركز الثقل ب ين معاصريه. ترك الكوهي مصنفات متنوعة من أهمها كتاب البركار التام ، وكتاب الأصول على تحريكات إقليدس ، وكتاب مراكز الدوائر على الخطوط من طريق التحليل دون التركيب ، وكتاب الدوائر المتماسة من طريق التحليل ، وكتاب الزيادات على أرشميدس . كما ترك من الرسائل رسالة تثليث الزاوية ، ورسالة عمل المسبع المتساوي الأضلاع في الدائرة ، ورسالة إخراج الخطين من نقطة على زاوية معلومة.
الكاتبي (600-657هـ /1203 -1276م) علي بن عمر بن علي الكاتبي القزويني، ويعرف في بعض المراجع بعلي بن عمر بن علي دِيبران القزويني الرياضي عالم الفلك والمنطقي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي. لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم شيئا عن حياة الكاتبي، ولكنها حددت عام ميلاده بقزوين عام 600هـ/1203م، وأنه كان تلميذا نجيبا من تلاميذ العلامة الطوسي،، أما عام وفاته فقد ذكرت روايتان أحدهما قليلة وهي عام 693هـ، وأخرى شائعة التداول ويكاد يجمع عليها مؤرخو العلوم وهي عام 657هـ/1276 م، ويتضح من مؤلفاته أنه كان عارفا بعلوم الحكمة والطبيعيات والمنطق، وأنه كان معجبا بكتابات فخر الدين الرازي فقد ناقشه في كتاب بعنوان: المنصص في شرح الملخص،، وكتاب: الفصل وهو شرح لكتاب المحصل لفخر الدين الرازي وهو في علم الكلام، وكما ذكرت كتب تاريخ العلوم فقد اطلع على المصادر اليونانية في علم الفلك وكذلك كتب الأصول العربية.
وقد درس كذلك الكاتبي الرياضيات وبخاصة علم الحساب، وكان له اهتمام خاص بالحساب الهوائي، وله رسالة خاصة فيه ناقش فيها الحساب الهوائي وأصوله وقواعده وطرقه المختلفة، وهي بعنوان: الحساب الهوائي، ويعد مؤرخو العلوم هذه الرسالة من الرسائل الأساسية في علم الحساب فلا تذكر قائمة بالكتب المؤلفة في هذا العلم إلا ويرد فيها ذكر هذه الرسالة باعتبارها مرجعا هاما وأساسيا في هذا العلم. ومن مؤلفاته: * تلخيص كتاب المجسطي وتهذيبه ومن بين الأفكار التي ناقشها الكاتبي دوران الأرض حول نفسها وهيئتها وذلك في كتابه: كتاب عين القواعد في المنطق والحكمة ، وهو كتاب موسوعي في الطبيعة والرياضيات والفلك. وقد ربط الكاتبي بين المنطق والطبيعة والرياضيات وذلك في كتابه: حكمة العين في المنطق الطبيعي والرياضي ، وله كتابان في المنطق والتصوف هما : جامع الحقائق في كشف الحقائق، والرسالة الشمسية في القواعد المنطقية ، وقد شرح تلك الرسالة كل من: التفتنازي، وقطب الدين الرازي.
القوشجي (000-879هـ / 000 -1474م) علاء الدين علي بن محمد، عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي. ولد في كرمان من بلاد إيران وفيها تلقى علومه الأساسية، ثم ما لبث أن هاجر إلى سمرقند واستقر فيها حيث أصبح واحدا من أبرز علماء قرنه. عمل القوشجي في مرصد سمرقند الذي أنشأه الأمير أولغ بك، فكان ضمن فريق العمل المكون من قاضي زاده الرومي، وغياث الدين الكاشي، ومعين الدين الكاشاني. وعلى الرغم من حداثة سن القوشجي الذي كان أصغر أفراد الهيئة سنا، إلا أنه كان واحدا من أبرز علماء المرصد وركنا أساسيا فيه. وقد رأى الأمير أولغ بك في القوشجي نموذجا طيبا للعالم الواعد فأرسله إلى الصين لكي يطلع على علومهم الفلكية ويتفقه فيها، ولا سيما أن مرصد سمرقند كان يضم خليطا من العلماء الصينيين. وقد ظل القوشجي في خدمة الأمير أولغ بك حتى وفاته. ارتحل القوشجي من سمرقند إلى القسطنطينية حيث لقي الرعاية والتقدير لدى السلطان العثماني محمد الفاتح، فمكن ذلك القوشجي من نشر العلوم الفلكية والجغرافية في الدولة التركية. وقد كلفه السلطان محمد الفاتح بالتدريس في جامع آيا صوفيا الشهير، وظل في عمله هذا حتى آخر أيامه. وقد نبه القوشجي العثمانيين إلى أهمية الصين التي كان قد زارها أيام الأمير أولغ بك. وتعود شهرة القوشجي العلمية إلى خلقه حركة ترجمة نشطة وشاملة في البلاد العثمانية التي كانت في مقتبل عمرها في ذلك الوقت، مما أثمر عن نهضة علمية عثمانية واسعة. ترك القوشجي مؤلفات هامة منها كتاب المحمدية وهو مؤلف في الرياضيات وأهداه إلى السلطان محمد الفاتح. وكتاب الفتحية وهو أيضا مسمى باسم السلطان محمد الفاتح. وقد لقيت مؤلفات القوشجي هذه ومؤلفات أخرى اهتماما كبيرا في العالم الإسلامي نظرا لاحتوائها على معلومات تحمل خبرات متعددة تعكس تنقلات القوشجي وعلمه الواسع.
اللبودي
(607 -666هـ / 1210 -1267م)
يحيى بن محمد بن عبدان بن عبد الواحد اللبودي شمس الدين. فلكي، وطبيب، وشاعر. عاش في القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي. ولد اللبودي عام 607هـ -1210م بحلب ، ورحل إلى دمشق مع أبيه حيث قرأ الطب فيها على يد الطبيب مهذب الدين بن عبد الرحيم بن على وظهر نبوغه وذكاؤه، ودخل في خدمة الملك المنصور إبراهيم بن الملك المجاهد بن أسد الدين شيركوه بن شاذي صاحب حمص، وكان يعتمد عليه في صناعة الطب، ولم تزل أحواله تتنامى عنده حتى استوزره وفوض له أمور دولته، واعتمد عليه كلية، وكان لا يفارقه في السفر والإقامة. قد أنشأ المدرسة اللبودية في الطب بدمشق عام 644هـ -1246م خارج البلد ملاصقة لبستان الفلك. ولما توفي الملك المنصور عام 643هـ -1245م انتقل إلى القاهرة حيث دخل في خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل، وولاه نظارة الإسكندرية ثم نظارة الشام. وتوفي عام 666هـ -1267م. ويعتبر اللبودي أفضل علماء زمانه في العلوم الحكمية، وفي علم الطب، وكان ذا همة عالية وفطرة سليمة وذكاء مفرط، وحرص بالغ، وكان قويا في المناظرة، قوي الحجة في الجدل، وقد قرأ صناعة الطب على يد نجيب الدين أسعد الهمداني. وكان يؤمن بأثر حدس الطبيب في تشخيص المرض، وكذلك بعلاقة المريض بالطبيب تلك العلاقة التي يمكن أن تعجل بشفاء المريض أو تؤخرها، مما جعله يهتم بدراسة الجوانب النفسية للمرضى. وقد اهتم ابن اللبودي اهتماما خاصا بالأزياج الفلكية فقد اطلع على الأزياج السابقة عليه، ولخص الزيج الشاهي للطوسي بعنوان الزاهي في اختيار الزيج الشاهي، وصنع زيجا دقيقا اعتمد فيه على خبرته الشخصية في الرصد بعنوان: الزيج المقرب المبني على الرصد المجرب، وقد درس اللبودي الكتب الأصول في الطب العربي والطب اليوناني، واهتم بدراسة الكتب اليونانية الرياضية. ومن كتبه الأخرى في علوم الرياضيات: v كافية الحساب في علم الحساب v الرسالة الكاملة في علم الجبر والمقابلة v مختصر مصادرات إقليدس v الرسالة المنصورية في الأعداد الوفقية v غاية الغايات في المحتاج إليه من إقليدس في المصادرات وله في الطب اختصارات مجموعة من أهم الكتب الطبية جعل منها كتبا يسيرة يسهل الاستفادة منها وكان يضيف إليها تع ليقاته أحيانا، وكلها تبدأ بكلمة مختصر: مختصر الكليات، مختصر الإشارات والتنبيهات، مختصر عيون الحكمة وهذه الكتب الثلاث التي اختصرها من تأليف ابن سينا . ومختصر كتاب المسائل وهو كتاب من كتب الطب القديمة للعبادي.
المزي
( 690- 750هـ / 1291 - 1349م )
محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المزي عالم فلك ورياضي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي . فلكي موقت في المسجد الأموي - بدمشق لم تذكر الموسوعات كثيرا عن حياة المزي ولكنه من المعروف أنه ولد بدمشق عام 690 هـ 1291 م وأنه أخذ العلم عن ابن الأكفاني في القاهرة، وعرف علم الحيل وبخاصة حيل بنى موسى ثم عاد إلى دمشق واستوطنها وقد فقد البصر في إحدى عينيه وتوفي بدمشق عام 750هـ / 1349 م . ومن المعروف أن المزي كان فلكيا ماهرا في صناعة الأسطرلاب ، وكان الأسطرلاب الذي يصنعه يباع في حياته بعشرة دنانير، وكان يقوم بعمل الأوضاع الغريبة من الأسطرلابات والأرباع، وكان لا يناظره أو يلاحقه أحد من العلماء أو من المهندسين الماهرين، وكان مهتما بصنع آلات الرصد الفلكية ومن أهمها الأرباع وله رسالة بعنوان : * تحفة الألباب في العمل بالأسطرلاب * رسالة الربع المطوي * رسالة الربع المسطر * رسالة الربع المجن وغيرها من الرسائل التي تهتم بآلات الرصد الفلكية وقد اهتم المزي بحركة الشمس وعلاقتها بالأرض، وكذلك اهتم في حساباته الفلكية بذكر أو بدراسة الأوج، والحضيض في أبعاد الكواكب عن الأرض وله رسالة بعنوان جداول الحضيض لعرض دمشق. ومن كتبه الأخرى : * نظم اللؤلؤ المهذب في العمل بالربع المجيب * كشف الريب في العمل بالجيب وقد اهتم المستشرقون وبخاصة بروكلمان برسائل هذا العالِم لما فيها من توضيح لآلات الرصد الفلكية العربية التي تعكس مهارة هذا العالم في صنعها وكذلك تطور علم الفلك في هذا القرن، وبخاصة أن القرن السابع الهجري قد انتابه بعض الخمول في علم الفلك. ومن أهم الرسائل التي اهتم بها المستشرقون: كشف الريب في العمل بالجيب، ورسائله عن المقنطرات وهي: رسالة في ربع الدائرة الموضوعة على المقنطرات، رسالة المقنطرات.
المصري (000 - 943هـ / 000 - 1536م) محمد بن أبى الفتح بن محمد بن عيسى بن أحمد الصوفي المصري وكنيته شمس الدين ولقبه أبو عبد الله ، الرياضي الفلكي. عاش في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي . المصري من مشاهير علماء الفلك في مصر وقد تأثر بزيج أولغ بك ، ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاده ، بل إنها اختلفت في عام وفاته فقيل في إحدى الروايات إنه قد توفي في عام 853 هـ/1449م، ويتضح عند التدقيق في حياة المصري ومؤلفاته خطأ تلك الرواية، إذ أنه انتهى من تأليف كتابه : نزهة الناظر في وضع خطوط فضل الدائر عام 878هـ/1473م، أما الرواية الشائعة والأكثر دقة هي رواية بروكلمان بأنه توفي عام 943هـ/1536م، وكذلك فإننا لا نعرف إلا اليسير عن حياته . وقد اهتم المصري بالربط بين الرياضيات والفلك في حساباته وجداوله الفلكية، واهتم كذلك برصد حركة الكواكب، ومباشرة القمر و الشمس، وتقويم الكواكب السبعة ومنها: الزهرة و عطارد. وقد رصد مؤرخو العلوم للمصري أكثر من مائة رسالة ومقال وكتاب لم تصل إلينا جميعا، ومن أهم مؤلفاته : * الرسالة الشمسية في الأعمال الجيبية * رسالة العمل بالربع المجيب * نتائج الفكر في المباشرة بالقمر * تقويم الكواكب السبعة * نهاية الرتبة في العمل بجدول النسبة وهو يتناول حساب الدرك والدقائق بطريق جدول النسبة الستينية * الإعلام بشد البنكام * طريق حساب المائلة ورسمها بسمك الاعتدال وقد تناول زيج أولغ بك بالشرح والتسهيل، وقد أكمل هذا المختصر برسالة عنوانها : بهجة الفكر في حل الشمس والقمر، وتحفة النظار في إنشاء الغبار من أصل المعيار، وبلوغ الوطر في العمل بالقمر إن استتر النجم بالغيم ، وله رسالتان تعليميتان في علم الفلك هما : * مقتطفات في علم الفلك * عمدة ذوي الألباب في معرفة استخراج الأعمال الفلكية للحساب * رسالة السهل الممتع في العمل بالبسيط المرتفع. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:49 am | |
| المراكشي
(000-660هـ / 000 -1261م)
الحسن بن علي بن عمر المراكشي عالم الفلك والرياضي والجغرافي والمؤقت. عاش في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد المراكشي. ومن المعروف أنه من علماء المغرب وولد بمراكش، ويتضح من مؤلفاته أنه قد اطلع على الكتب المصادر اليونانية والعربية في علوم الفلك والرياضة والجغرافيا. ومن أهم من اعتمد عليهم من العلماء الخوارزمي و البوزجاني و البيروني وجابر بن أفلح وقد اشتهر المراكشي بصنع الساعات الشمسية. وللمراكشي العديد من الإنجازات العلمية من أهمها: أنه أول من استخدم الخطوط الدالة على الساعات المتساوية على الخريطة، أي خطوط الطول. ويقول عنه سيديو في كتابه: خلاصة تاريخ العرب معلقا على إنجازه هذا الذي سجله في كتاب له بعنوان: جامع المبادئ والغايات في علم الميقات " بها أول استعمال للخطوط الدالة على الساعات المتساوية. فإن اليونان لم يستعملوها قط، وقد فصل صناعة الدالة على الساعات الزمانية الدالة المسماة أيضا بالساعات القديمة والمتفاضلة، واستعمل خواص القطوع المخروطية في وصف أقواس البروج الفلكية، وحسب خطوط المعادلة، ومحاور تلك المنحنيات لمعرفة عرض محل الشمس وانحرافها، وارتفاع الربع الميقاتي ". وفي هذا الكتاب تناول المراكشي موضوعات في الحساب وصنع الآلات، وفي حساب المثلثات، وحلول مسائل بطريق الجبر والمقابلة، والساعات الشمسية، وحلولا بطريق الرسم والتخطيط لبعض المسائل الفلكية. ومن إنجازات المراكشي الأخرى في هذا الكتاب أنه كتب تفاصيل كثيرة عن 240 نجما رصدها عام 622هـ /1263 م،، ووضع جدولا يضمها جميعا، وفيها أيضا جداول للجيب لكل نصف درجة. ومن إنجازات المراكشي العلمية أنه رسم خريطة جديدة للمغرب العربي وصحح أخطاء القدماء فيها، وبخاصة خريطة بطليموس. ووضع تقديرا صحيحا لطول البحر المتوسط بـ 42 درجة، وهو تقدير صحيح لم يسبقه أحد إليه، فكان التقدير السابق لبطليموس 62 درجة، وعند بعض الجغرافيين العرب كان 54 درجة. وقد اعترفت كافة كتب تاريخ العلوم الغربية بمنجزات المراكشي وأشادت به كعالم من أهم العلماء الذين صححوا معلومات علمية مغلوطة، وبخاصة عن طول البحر المتوسط وخريطة المغرب، ثم ذكرت أثر اكتشافاته هذه على أوروبا بوصفها خطوة هامة ودقيقة في تاريخ العلم. ومن مؤلفاته الأخرى: تلخيص العمل في رؤية الهلال
الماهاني ( ق 3هـ - ق 9م ) محمد بن عيسي بن أحمد أبو عبد الله الماهاني، عالم رياضيات وفلك. عاش في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي. وأجمع مؤرخو العلوم على أنه كان حيا قبل عام 260هـ/874م. ولكنهم لم يحددوا له تاريخ ميلاد أو تاريخ وفاة. عاش الماهاني ببغداد، وكان له قدر معروف بين علماء الرياضيات والفلك. وخلال حياة الماهاني المجهولة أبدع معادلة سميت باسمه بين علماء العرب وعلماء الغرب. ومن أهم إنجازات الماهاني العلمية في الرياضيات حله لثلاث معادلات من المعادلات التكعيبية أولها تلك المعادلة التكعيبية التي سميت باسمه، وكان ذلك حين اشتغل في مسألة أرخميدس التي تتعلق بقطع الكرة إلى جزأين، حجمهما بنسبة معلومة، فكان الماهاني أول من وضع هذه المسألة بشكل المعادلة التكعيبية التالية: (س2+ب3 ج=هـ س3) . وهناك معادلة تكعيبية ثانية أخرى عالجها الماهاني وعرفت باسمه أيضا، هي: (س3+أ2 ب=ج س2) . وقد أبدع الماهاني حلولا هندسية للمعادلات التكعيبية بواسطة قطوع المخروط حين حل معادلة من الدرجة الثالثة، وهي المعادلة التالية: (س3+د2 هـ=ب س2) .
وقد اشتغل الماهاني أيضا بعلم الفلك، وألف فيه أرصادا فلكية. وقد سجل طرقا لرصد قيمة ميل فلك البروج وخاصة السرطان، تناول ظاهرة السمت في كتبه، وللماهاني مجموعة من الكتب شرح فيها بعض الكتب اليونانية الأصول في علم الرياضة ومنها: تحرير مانالوس في الأشكال الكرية. ما ألفه أرخميدس في الكرة والأسطوانة. ستة وعشرون شكلا من المقال الأولى التي لا تحتاج إلى العكس . تعليق وشرح على كتاب في الهندسة لإقليدس. شرح المقالة الخامسة من أصول إقليدس . تفسير المقالة الأخيرة من كتاب الأصول لإقليدس . وله كتاب مؤلف في علم الرياضيات هو: النسبة . وله في الفلك كتابان مؤلفان هما: * عروض الكواكب * معرفة السمت إلى أي ساعة أردت وفي أي موضع شئت
الوفائي
( 811- 876هـ / 1408 - 1471م )
عبد العزيز بن محمد بن محمد القاهري الوفائي المعروف بابن الأقباعي وكنيته أبو الفضل وأبو الفوائد ولقبه عز الدين عالم الفلك عاش بالقرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي .
ولد الوفائي بمدينة القاهرة عام 811هـ / 1408 م ولم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم شيئا عن حياته سوى أنه كان موقتا بالجامع المؤيد بالقاهرة، بل إن المؤرخين قد اختلفوا في سنة وفاته فكانت هناك رواية قليلة تذكر أنه توفي عام 874 هـ / 1081 م والبعض الآخر ذكر أنه توفي 879هـ / 1086 م ولكن الرواية الأكثر شهرة والأكثر تداولا والأكثر دقة هي عام 876هـ / 1471 م . كان الوفائي من أشهر الفلكيين المسلمين في القرن التاسع الهجري وقد انصبت اهتماماته الفلكية على العديد من الموضوعات، ولعل أهمها كانت معرفة التوقيت عن طريق التوقيت في مدينة ما عن طريق خطوط الطول والعرض وكذلك فقد اهتم بحركة الكواكب السيارة والنجوم ومنها الزهرة و عطارد واهتم كذلك بعمل جداول فلكية دقيقة وربط بين الرياضة والفلك ، وتحدث عن الآلات الفلكية وشرح في رسالة له عمل آلة دائرة المعدل .
وللوفائي ما يزيد عن أربعين كتابا وعشرين رسالة مازالت مخطوطة إلى الآن بالرغم من شهادة كافة مؤرخي العلوم العرب والمستشرقين بدقة تلك الكتب وأهميتها ، ومن أهم كتبه كتاب النجوم الزاهرات في العمل بربع المقنطرات وقد فرغ من تأليفه في 17 صفر عام 343 هـ /954 م وقد عرف هذا الكتاب بعدة أسماء منها "قطف الزهرات في العمل بربع المقنطرات" و "الزهرات في العمل بربع المقنطرات" . وقد ألف كتابا آخر في نفس الموضوع وهو عبارة عن مختصر ملخص لكتابه السابق الهدف منه التيسير على طالبي العلم بعنوان : تلخيص الدرر المنثرات في العمل بربع المقنطرات . وكتاب: خلاصة الدرر في العمل بالقمر قد اهتم به بروكلمن واعتبره من أهم الكتب الفلكية في التراث العربي وكتاب: نزهة النظر في العمل بالشمس والقمر وقد لخص أيضا هذا الكتاب بعنوان: ملخص نزهة النظر ، وكتاب كفاية الوقت لمعرفة الدائر وفضله والسمت. ومن أهم كتبه التي اتضح فيها ربطه الدقيق بين الرياضيات وعلم الفلك كتابه : فائدة في حساب المنحرفات وكتاب: كفاية الوقت لمع رفة الدوائر و وسيلة الطلاب في كيفية استخراج الأعمال الفلكية بالحساب ، وله بعض الرسائل الهامة ومنها رسالة العمل بالربع المجيب و رسالة تقويم الكواكب السيارة والبروج و رسالة شرح آلة دائرة المعدل و رسالة في العمل بالمثلث و رسالة جيب الثمن.
الوطواط
(632-718هـ / 1234 -1318م)
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري الكتبي الورقي ولقبه جمال الدين والمعروف بالوطواط. عالم الأرض والزراعة والجغرافي وعالم الفلك. عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين / الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين. لم تذكر الموسوعات الكثير عن حياة الوطواط ، ومن المعروف أنه عاش بمدينة القاهرة، وكان يحترف بيع الكتب بها، ولذلك لقب بالوراق، وتوفي بها عام 784هـ /1382 م. واطلع الوطواط على الكتب الأصول في علم الفلك والزراعة، واهتم بكتب التراجم. وكان من العلماء الذين يرون أهمية ترابط العلوم وتداخلها، فكان اهتمامه بالزراعة مرتبطا بالفلك والظروف البيئية الخاصة بالتربة وتكوين الأرض. ومن أهم كتبه في علم الزراعة كتاب: مباهج الفكر ومناهج العبر في إبراز ودائع الفطر من إحراز الصور. وهو كتاب يبحث في مجالات علمية متعددة منها: خلق الأرض وكرويتها، وتكوين التربة في الكيمياء، والفلاحة وزراعة الحبوب، والقحطاني وسائر أنواع النبات وارتباطها بالظروف البيئية الملائمة وميقات زراعتها، وكيفية الحفاظ عليها بالوسائل الزراعية المختلفة التي تحافظ على الزراعة وتنميها وتكثر المحصول، فكان كتابه بذلك من الكتب الأولى في تحسين الطرق الزراعية. ودرس فيه كذلك طرق الري الصالحة للزراعة تبعا لظروف التربة ونوع المحصول، وكان من الكتب المراجع في هذا المجال. وقد احتفى به المستشرقون لأهميته وعكفوا على دراسته، واعتبروه من الكتب العربية الأصول في علم الزراعة. وقد ظل هذا الكتاب مجهولا لسنين عديدة، فالكثير من نسخه المخطوطة ناقصة الصفحات حتى أنه نسب خطأ في إحدى النسخ إلى ابن العوام، وهو كتاب يتألف من 1089 صفحة فيه رصد كامل لكل أنواع المزروعات. وللوطواط مجموعة رسائل بعنوان: عين الفتوة ومرآة المروة.
المظفر الطوسي (000 –606 هـ /000 –1209م) المظفر بن محمد الطوسي ويلقب بشرف الدين رياضي فلكي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي . المظفر الطوسي عالم عربي مسلم لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاده ، وقد اختلف في عام وفاته أيضا، ففي رواية قليلة التداول يقال أنه قد توفي عام 610هـ /1213م، أما الرواية الشائعة والأكثر دقة فهي أنه قد توفي عام 606 هـ/1209م. والمظفر الطوسي ولد بمدينة طوس وكان كثير الرحلات ما بين الموصل و دمشق سعيا وراء العلم فقد درس بالمسجد الأموي وتتلمذ على علماء عصره واطلع على كتب السابقين عليه في الرياضة والفلك . فالموسوعات العربية قد مجدت ذكره بأنه كان عالما في علم الرياضة والهندسة بخاصة . ومن أهم إنجازات المظفر الطوسي أنه أبدع الأسطرلاب المسمى بـ "عصا الطوسي" لأعمال الرصد الفلكي، وهو على هيئة مسطرة الحساب، والمعروف أن مسقط الأسطرلاب العادي للكرة المسطحة يقع فيه على خط من خطوط سطحه المستوي بنفسه، فهذه الأداة تمثل إذن خط تقاطع سطح الهاجرة من سطح مسقط أسطرلاب الكرة المسطحة. وتشير النقط المعلمة على العصا إلى الصعودات المستقيمة والمائلة، وفي الأسطرلاب خيوط مربوطة بالعصا وهي تصلح لقياس الزوايا . ومن أهم كتب المظفر الطوسي ورسائله في علم الفلك: * رسالة عمل العصا التي أملاها ثم أصلحها كمال الدين بن يونس * رسالة معرفة الأسطرلاب المسطح والعمل به * رسالة الأسطرلاب الخطي
ويتضح اهتمام المظفر الطوسي بعلم الهندسة المستوية وبالأشكال الهندسية وذلك في رسالته: * الخطان اللذان يقتربان ولا يلتقيان ومن كتبه الرياضية الأخرى كتابه: * كتاب في الجبر والمقابلة
المروذي
(القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي)
أحمد بن عبد الله حبش المروذي الحساب الشهير بحبش الحاسب. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد في مرو الروذ وهي من مدن خراسان تقع على نهر عظيم يعرف بنفس الاسم، وإليها ينسب المروذي. كان من المعمرين فقد تجاوز المائة عام. درس المروذي في مسقط رأسه العلوم الابتدائية ثم انتقل هو وأسرته إلى بغداد حيث اهتم بدراسة علوم الفلك التي كانت شائعة في عصره وهو عصر المأمون والمعتصم اللذين اهتما بالترجمة اهتماما بالغا. وقد درس المروذي بصفة خاصة كتاب المجسطي لبطليموس وقام بتلخيصه. ثم زار دمشق وعمل هناك بعض الأبحاث الفلكية النظرية التي كانت تقوم عل أساس تحديث استدلالات المجسطي بإدخال الجيوب وجيوب التمام والظلال مكان أوتار الأقواس واقترح بذلك صيغة كاملة للتطبيق في الحسابات الفلكية المختلفة، ووضع تلك النتائج في زيجه المعروف بالزيج الدمشقي المؤلف على مذهب السند هند وفيه وصف حركات الكواكب. وقد خالف المروذي في هذا الزيج كثيرا من نتائج الفلكيين الذين سبقوه مثل الفزاري و الخوارزمي . وعندما كلف الخليفة المأمون بعثته العلمية بقياس محيط الأرض رجع المروذي إلى بغداد ليكون ضمن البعثة فصاحب من الفلكيين سند بن علي ، و بني موسى بن شاكر ، و الفرغاني . وعندما عاد المروذي من البعثة أراد أن يطبق نتائج الفريق على ما توصل إليه من نتائج في دمشق، فحرر الزيج الممتحن وهو أول زيج عربي وضع على أساس علمي جاء نتيجة للأبحاث التي توصل إليها فلكيو المأمون. وقد نال هذا الزيج شهرة كبيرة وجلب له التقدير في الأوسط حتى لقب بأحمد الحاسب لدقة حساباته. وقد قام المروذي أثناء عمله في مرصد بغداد باستخدام قيمة بطليموس التي وضعها لحساب قوس انحطاط الشمس تحت الأفق قبل شروقها أو بعد غروبها لكي يصبح كوكبا معينا مرئيا على الأفق وهو ما يعرف بقوس الرؤية. وقد اقتبس المروذي هذا المفهوم وطبقه على حالة القمر ، فتوصل بعد أرصاد وحسابات إلى أن قوس انحطاط الشمس على الأفق أو قوس قابلية رؤية الهلا ل يجب أن يكون مساويا على الأقل لعشر درجات، لكي يمكن رؤية الهلال القمري بعد غروب الشمس في اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري. ولقد بقي استدلال المروذي هذا مشهورا واقتبسه أبو نصر ابن عراق و البيروني بعد قرنين من الزمان، وذكره الكثير من العلماء اللاحقين كإحدى الطرق النموذجية لمقاربة مسألة قابلية رؤية الهلال الصعبة. ترك المروذي عددا من الأعمال تمثلت كلها في علم الفلك والهندسة من أشهرها: q كتاب الأبعاد والأجرام q كتاب عمل الأسطرلاب q كتاب الرخائم والمقاييس q كتاب الدوائر المتماسة وكيفية الاتصال إلى عمل السطوح المتوسطة والقائمة والمائلة والمنحرفة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:52 am | |
| إبن الشاطر (704-777هـ / 1304 -1375م) هو أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري المعروف بابن الشاطر. عالم رياضيات وفلك اشتهر في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. لقبه كثير من علماء عصره بالعلامة لنبوغه وأستاذيته على كثير من علماء عصره. ولد في دمشق وقضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في المسجد الأموي بدمشق، ونال شهرة عظيمة بين علماء عصره في المشرق والمغرب كعالم فلكي. توفي والد ابن الشاطر وهو في السادسة من عمره، فكفله جده ثم ابن عم أبيه وزوج خالته الذي علمه فن تطعيم العاج ، فكان يكنى بالمطعم. وقد أكسبته هذه المهنة ثروة كبيرة، لأن صناعة تطعيم العاج تحتاج إلى ذوق رفيع ومهارة ودقة في العمل. ثم إن هذا النوع من العاج لا يحتفظ به إلا أصحاب الثروة والجاه. فكان يمتلك دارا تعتبر من أجمل دور دمشق، مؤثثة بأفخر الأثاث، ومجهزة بكل وسائل الراحة والمتعة. كما مكنته ثروته العظيمة من زيارة كثير من بلاد العالم، منها مصر التي قضى فيها وقتا من الزمن، مما أتاح له دراسة علمي الرياضيات والفلك في القاهرة و الإسكندرية اللتين اشتهرتا كمراكز علمية في عصره. برع ابن الشاطر في علمي الهندسة والحساب، ولكنه لم يلبث أن اتجه إلى علم الفلك فأبدع فيه، وهذا يظهر من ابتكاراته للعديد من الآلات مثل الأسطرلاب، وصنع آلة لضبط وقت الصلاة سماها "البسيط" ووضعها في إحدى مآذن المسجد الأموي في دمشق. كما قام بتصحيح للمزاول الشمسية التي بقيت تتداول لعدة قرون في كل من الشام ومصر والدولة العثمانية، وكانت مرجعا لضبط الوقت في العالم الإسلامي. كما قام تلبية لرغبة الخليفة العثماني مراد الأول بتأليف زيج يحتوي على نظريات فلكية ومعلومات جديدة. ومن ذلك قياسه زاوية انحراف دائرة البروج، وانتهى إلى نتيجة غاية في الدقة وهي 23 درجة و 31 دقيقة، علما بأن القيمة المضبوطة التي توصل إليها علماء القرن العشرين بواسطة الآلات الحاسبة هي 23 درجة و 31 دقيقة و 19.8 ثانية. أما أهم إنجازات ابن الشاطر فهي تصحيحه لنظرية بطليموس التي ترى خطأ أن الأرض هي مركز الكون، وأن الأجرام السماوية تدور حول الأرض دورة كل 24 ساعة. وكان العالم كله في عهد ابن الشاطر يعتقد بصحة هذه النظرية التي لا تحتمل جدالا. ولقد أشار ابن الشاطر إلى أن الأرض والكواكب المتحيرة هي التي تدور حول الشمس بانتظام، و القمر يدور حول الأرض. وعلل ذلك بقوله: "إنه إذا كانت الأجرام السماوية تسير من الشرق إلى الغرب، فالشمس إحدى هذه الكواكب تسير، ولكن لماذا يتغير طلوعها وغروبها ؟ وأشد من ذلك أن هناك كواكب تختفي وتظهر سموها الكواكب المتحيرة . لذا الأرض والكواكب المتحيرة تدور حول الشمس بانتظام، والقمر يدور حول الأرض ". ترك ابن الشاطر عددا من المؤلفات جلها في الفلك والرياضيات منها زيج نهاية الغايات في الأعمال الفلكيات، ورسالة في تعليق الأرصاد، ورسالة في نهاية السؤال في تصحيح الأصول، والزيج الجديد، وكتاب الأشعة اللامعة في العمل بالآلة الجامعة، وكتاب المختصر في الثمار البالغة في قطوف الآلة الجامعة، ورسالة إيضاح المصيب في العمل بالربع المجيب، وأرجوزة في الكواكب، ورسالة عن صنع الأسطرلاب، وكتاب المختصر في عمل الأسطرلاب، ورسالة النفع العام في العمل بالربع التام، ورسالة نزهة السامع في العمل بالربع الجامع، ورسالة كفاية القنوع في العمل بالربع المقطوع، رسالة العمل بالربع الهلالي، ورسالة الربع العلائي ، ورسالة في أصول علم الأسطرلاب
أصبغ المهري (370-426هـ / 980 -1034م) أصبغ بن محمد بن السمح المهري الغرناطي وكنيته أبو القاسم، وعرف في زمانه بالمهندس. عالم الفلك والرياضي والطبيب. عاش في القرنين الرابع والخامس الهجريين / العاشر والحادي عشر الميلاديين. اختلفت الروايات في عام ميلاده فذكرت ثلاث راويات: الأولى عام 361هـ/971 م، و369هـ /979م، والرواية الصحيحة والأكثر شيوعا عام 370هـ /980م. ولكن من المعروف أنه توفي عام 426هـ /1034م بغرناطة. وقد اطلع أصبغ المهري على الكتب الأصول في علمي الفلك والرياضة، واهتم اهتماما خاصا بكتب إقليدس وبطليموس ففسر كتاب إقليدس الأصول في كتاب بعنوان: المدخل إلى الهندسة في تفسير كتاب إقليدس. ولخص كتاب المجسطي لبطليموس في علم الفلك. وكان عالما مبجلا بين علماء عصره في الأندلس، وله العديد من التلاميذ الذين قرءوا على يديه ومن بينهم: أبو مروان المهندس. وكان لأصبغ المهري إنجازات في علم الفلك منها: اختراعه لآلة من آلات الرصد الفلكية هي: صفيحة الكواكب السبعة، وعمله لزيج على مذهب السند هند وقد ألفه في جزأين أحدهما في الجداول والآخر في رسائل الجداول. ومن أهم كتبه الفلكية كتابان عن الأسطرلاب: 1. كتاب التعريف بصورة صنعة الأسطرلاب وهو في مقالتين. 2. كتاب العمل بالأسطرلاب والتعريف بجوامع ثمرته وهو كتاب مقسم على مائة وثلاثين بابا.
وكان أصبغ المهري متقدما ومحققا في علم الهندسة فألف كتابا بعنوان: كتاب كبير في الهندسة تقصى فيه عن أجزائها من الخط المستقيم والمقوس والمنحني. وفي علم الحساب اهتم بالجانب العملي للمعاملات بين الناس فألف كتابين في الحساب الهوائي هما: الكافي في الحساب الهوائي والكامل في الحساب الهوائي. وألف كتابا في الحساب التجاري بعنوان: ثمار العدد المعروف بالمعاملات . وألف كتابا عن الأعداد وخواصها بعنوان: طبيعة العدد .
إبراهيم بن سنان
(296-335هـ / 908 –946م)
إبراهيم بن سنان بن ثابت بن قرة بن مروان أبو إسحق الحراني عالم رياضيات وفلك عاش ببغداد في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. كان إبراهيم بن سنان بارعا في الهندسة المستوية، وله معرفة بالطب، وكان ذكيا عاقلا شهد له معاصروه بأنهم لم يروا أذكى منه، فقد بدأ يؤلف وهو في سن السادسة عشرة من عمره كتابا في الفلك أسماه: آلات الإظلال وأطال فيه إطالة كرهها بعد ذلك فخففها، وجعل كتابه على ثلاث مقالات، وصححها وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره. وأثناء ذلك كتب كتابه الثاني عن الرخامات التي بسائطها مسطحة في عمل واحد يعمها بين فيه أمر الرخامات كلها، وأقام عليها البرهان. ثم ألف بعد ذلك كتابا نقد فيه بطليموس في بعض المسائل الخاصة باستخراج اختلافات زحل والمريخ والمشترى تلك المسائل التي اعتقد إبراهيم بن سنان أن بطليموس قد عالجها بتسرع، وكان يرى أن بطليموس عليه أن يسلك فيه طريقا غير طريق القياس المنطقي الذي اتبعه. وقد أتم إبراهيم بن سنان كتابه وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره. وفي الهندسة المستوية كتب إبراهيم بن سنان ثلاث عشرة مقالة في الدوائر المتماسة بين فيها أوجه تماس الدوائر والخطوط التي تمر على أي نقطة بهذه الدوائر. وألف مقالة مستقلة بين فيها الوجه في استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب، وذكر ما يعرض للمهندسين ويقع عليهم من الغلط نتيجة للاختصار الذي يسلكونه في التحليل إذا اختصروه على حسب ما جرت به عاداتهم. وكتب مقالة طريفة في رسم القطوع الثلاثة وبين فيها كيف يمكن أن توجد كثيرة بأي عدد شئنا على أي قطع أردنا من قطوع المخروط. والمقالة الأخيرة من هذه المقالات بها إحدى وأربعون مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمماسات والدوائر المتماسة وسواها، وسلك فيها طريق التحليل من غير أن يذكر تركيبا إلا في ثلاث مسائل. وكانت وفاة إبراهيم بن سنان عن عمر قصير لم يزد عن ستة وأربعين عاما، وكانت العلة التي توفي بها ورما في كبده، وبالرغم من قصر عمره فإن كتب تأريخ العلم ذكرت له العديد من الإنجازات. ولإبراهيم بن سنان كتاب بعنوان: كتاب في حركة الشمس، ذكر فيه عددا من النظريات عن الشمس وحركتها، وارتباط حركة القمر والأجرام السماوية بحركتها، وتحدث عن الضوء والهواء، وعن كيفية انع كاس الضوء من الشيء إلى العين، وعن استقامة شعاع النيرين والكواكب، ويرى أن حركة الشمس من الحركات السماوية الظاهرة ولا سبيل إلى ضبط حركات القمر وسائر الأجرام السماوية إلا بعد معرفة حركة الشمس، ويرى كذلك أن الهواء مشف فالضياء فيه غير مدرك، والاستنارة حالة تلحق الجسم العديم الشفوف عند استقبال الجسم النير مع توسط مشف فيما بينهما، وأن استقبال الشعاع يوجب الاستقامة في المسافة، لهذا فشعاع النيرين الشمس والقمر مستقيم الامتداد. ولإبراهيم بن سنان مؤلفات أخرى في الرياضيات من أهمها: q رسالة في الهندسة والنجوم q رسالة في المعاني المستخرجة من علم الهندسة وعلم النجوم q أصول الهندسة q مساحة القطع المكافئ وله في الفلك مقالة: q الأسطرلاب q وعدة رسائل في المخروطات
أولغ بك
(796-853هـ / 1394 -1449م)
محمد طورغاي بن شاه رخ أولغ بك، عالم رياضي اشتهر في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي. ولد في سلطانية من إقليم خراسان، حيث كان أبوه حاكما عليها. وفي عام 810هـ/ 1408م عينه والده أميرا على جزء من خراسان، ثم لما انتزع والده تركستان من حاكم سمرقند، عين أولغ بك واليا عليها. كان أولغ بك شغوفا بالآداب والعلوم، كما درس القرآن ونظم الشعر، واهتم بالفلك خاصة، كما كان له ذوق سليم في الهندسة والعمارة. وقد تمثلت إنجازاته المعمارية في تزينه لمدينة سمرقند بالعمائر الفخمة، فشيد خانقاه فيها أعلى قبة في العالم في ذلك الوقت. كما بنى مسجد أولغ بك، أو المسجد المقطع وسمي كذلك لأنه كان مزينا بالخشب المقطع من الداخل، وبنى كذلك مسجد شاه زنده. وفي عام 828هـ/ 1425م، بنى أولغ باشا قصرا ذا أربعين عمودا تحيطه أبراج أربعة شاهقة وزينه بالمرمر، وكانت قاعة العرش فيه فسيحة جدا، بلغت فيها قاعدة العرش ثماني أذرع بخمسة عشر. كما بنى مدرسة عالية فيها حمام مزخرف بالفسيفساء البديعة، وعهد بإدارتها إلى قاضي زاده الرومي . أما أبرز إنجازاته العلمية فهي بناؤه مرصد سمرقند عام 832 هـ1429 م على الجانب الآخر من كوهيك، وكان يعد في زمانه إحدى عجائب الدنيا. وقد عمل أولغ بك في هذا المرصد جنبا إلى جنب مع الفريق الذي اختاره بنفسه. ورأى أولغ بك أن حساب التوقعات للحوادث على ما قرره بطليموس لا يتفق مع الأرصاد التي قام هو بها، فعمد إلى تصحيحه، وألف زيجه المعروف بالزيج السلطاني. كما اعتنى أولغ بك بفروع الرياضيات الأخرى فشملت اهتماماته حساب المثلثات وجداوله في الجيوب والظلال التي ساعدت على تقدم هذا العلم. كما كان له جولة في الهندسة شغل نفسه فيها بحل أعمالها العويصة ومسائلها المعقدة. ولم يقصر أولغ بك اهتماماته على الفلك والرصد فقط، بل كان فقيها، اقتصر على دراسة القرآن وحفظه، وجوَّده على القراءات السبع. كما كان له شغف بالشعر، وقرب الشعراء واتخذ أحدهم شاعرا لنفسه. وعلى الرغم من كل هذا التفوق العلمي، فلم يكن أولغ بك موفقا في السياسة كبقية العلوم، فبعد أن تسلم الحكم عام 850هـ/ 1446م، خلفا لأبيه، تعرض لسلسلة محن حربية وسياسية، انتهت بأن ثار عليه ابنه عبد اللطيف، واستطاع أن ينتزع منه الحكم. ثم سلم الابن عبد اللطيف أباه أولغ بك إلى عبد فارسي قتله بعد محاكمة صورية عام 853هـ/ 1449م.
إبن أبي الرجال
(000-454هـ / 000 -1063م)
أبو الحسن علي بن أبي الرجال الشيباني القيرواني، وعرف في الغرب باسمين: البوزهان وأبنراجل. عالم فلك عاش في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. لم تحدد كتب تاريخ العلوم أو الموسوعات تاريخ ميلاد له ولم تحدد موطن ميلاده. من المعروف أن نسب ابن أبي الرجال يعود لقبيلة بني شيبان العدنانية، وأنه طلب العلم في الأندلس. وقد اختلفت الروايات حول عام وفاته فبعض المؤرخين يرجعون عام وفاته إلى عام 433هـ/1041م، والأصح هي الرواية الأكثر شيوعا وهي عام 454هـ /1063م، وذلك لأنه قضى شطرا من حياته في القيروان بتونس ببلاط المعز بن باديس بن المنصور الزيري. وقد شارك ابن أبي الرجال في الأرصاد التي وضعها الكوهي. وقد اهتم ابن أبي الرجال بالأزياج الفلكية، وله زيج عرف باسم حل العقد وبيان الرصد ، ومن أهم كتبه التي ترجمت إلى عدة لغات مثل الأسبانية واللاتينية والقشتالية والبرتغالية وغيرها كتاب: البارع في أحكام النجوم ، وقد تناوله المستشرق التشيكي نيكل بدراسة مفصلة موضحا أهمية الكتاب وتعبيره عن أحكام علم الفلك في ذلك العصر سواء في الشرق أو الغرب. ولابن أبي الرجال رسالة : الأبراج . وله عدة أراجيز في علم الفلك: الأولى منها في أحكام النجوم ومواقعها ، والثانية وهي الأهم والأكثر شيوعا، وقد اهتم بها العلماء التالون له واعتبروها من الأراجيز التعليمية الهامة التي يعتمد عليها الطالب لعلم الفلك، وهي أرجوزة في أحكام الفلك وقوانينه وأسسه وقواعده وأرصاده ، وقد شرحها الكثير من العلماء ولعل أهم تلك الشروح كان شرح القنفذي. وله أرجوزة أخرى عن الرعد وظواهره وأحداثه.
إبن المجدي
(767 -850هـ)
أحمد بن رجب بن طيبغا المجد العلائي بن عبد الله شهاب الدين أبو العباس عالم الفلك والرياضيات. ويعرف بابن المجدي نسبة إلى جده المقر الأشرف والأمير الأتابكي"طيبغا العلائي المعروف بابن المجدي، وقد كان هذا الجد أحد مقدمي الألوف في جيش المماليك. ولد العالم ابن المجدي بالقاهرة عام 767هـ -1366م، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم ودرس ألفية ابن مالك في النحو، وتفقه على كتاب: أبو زكريا يحيى النووي (ت 677هـ -1278م) "منهاج الطالبين وعمدة المفتين"، وتفقه على مجموعة من الشيوخ منهم: أبو البقاء الدميري (ت800هـ -1397م)، وجمال الدين محمد بن المارديني (ت 809هـ -1406م)، سراج الدين البلقيني (ت 805هـ -1402م) . وقد جد ابن المجدي في طلب العلم، وبرع ابن المجدي في عدة فنون وعلوم، ووصف بفرط الذكاء، وبأنه كان رأس الناس في كثير من العلوم وفي مقدمتها: علم الفلك والرياضيات من حساب مثلثات والحساب العددي والهندسة والجداول الرياضية والتقويم والنحو والفقه. وتخرج على يديه مجموعة من التلاميذ صاروا علماء، ومن أشهرهم: ابن الجيعان أبو زكريا الدمياطي الذي لازم ابن المجدي، وأخذ عنه علوم الرياضيات وتفوق فيها، والمناوي حسن بن على بن محمد البدر (ت 813هـ -1410م) وأخذ عنه الحساب والفلك. وكان ابن المجدي يعيش ملازما لداره المجاورة لجامعة الأزهر، وقد استغنى عن الحاجة إلى غيره، فقد كان يعيش من عائد أرض وعقارات ورثها عن أبيه وجده، بل إنه كان ينفق من ماله على طلبته الفقراء. وقد استمر ابن المجدي في طريقة حياته الجميلة إلى أن ودع الدنيا عن عمر بلغ أربعة وثمانين عاما عام 850هـ -1447م. وقد أشاد كثير من العلماء ومنهم جلال الدين السيوطي بعقلية ابن المجدي وتواضعه ومستواه العلمي، وبأنه رأس الناس في الرياضيات بأنواعها وعلم الفلك بلا منازعة، وبأن له مصنفات فائقة. ومن أهم إنجازات ابن المجدي العلمية أنه أضاف جديدا في الفلك لمعرفة كيفية التعرف على حال كوكب معين في وقت معين، ومعرفة الظل الواقع في السطح الموازي للأفق في أي وقت معين، ومعرفة الظل الواقع في السطح الموازي لمعدل النهار وسمته، وإخراج الجهات بارتفاع قطب المعدل للنهار، ومعرفة الجهات على أي سطح فرض من الأسطحة القائمة والمائلة والساعات الفلكية، بالإضافة إلى التعرف على ارتفاع الشمس إذا ألقت شعاعها في موضع لا يمكن الوصول إليه. واهتم بدراسة الكواكب في حالاتها المختلفة منها: زحل و القمر وقد برهن ابن المجدي على جميع مسائل كتاب سبط المارديني "الدر المنثور في العمل بربع الدستور" بواسطة الخطوط وأشكالها، وبواسطة طريق النسبة وترتيب حدودها، وبواسطة الطرق الهندسية وذلك في كتابه "إرشاد السائل في أصول المسائل" . وقد وضع ابن المجدي مباحث هامة في معرفة عمق الآبار، وسعة الأنهار ، ومسافة ما بين الجبلين، وأيهما أقرب للسائر في الطريق. وقد قربت مؤلفات ابن المجدي من خمسين كتابا ورسالة ومقال معظمها في الفلك والرياضيات، وهي في معظمها مخطوطات بدور الكتب العربية والأجنبية. ومن بين مؤلفاته الهامة في الفلك: q إرشاد السائل إلى أصول المسائل q إرشاد الحائر في العمل بربع الدائرة q الاستيعاب للعمل بصدر الأوزة وجناح الغراب، وهو مرتب في مقدمة وعشر مقالات وخاتمة q الإشارات في كيفية العمل بالمحلولات q بهجة الألباب في علم الأسطرلاب q التسهيل والتقريب في طرق الحل والتركيب ، وهو كتاب في تقويم الكواكب السبعة وكيفية حلها وتركيب جداولها والعمل بها q الدر في مباشرة القمر q دستور النيرين q الدر اليتيم في حل الشمس والقمر q الدر اليتيم في تعديل القمر q كنز اليواقيت في الكشف عن أصول التوقيت q الكواكب المضيَّة في العمل بالمسائل الدورية q المنهل العذب الزلال في معرفة حساب الهلال q المنهل العذب الزلال في تقويم الكواكب السبعة ورؤية الهلال q الضوء اللائح في أصول التسطيح ورسم الصفائح وكتب بعض الرسائل في الفلك من أهمها: q معرفة الأوساط q العمل بالجيب q تعديل زحل q الدوحات المزهرات في العمل بربع المقنطرات q العمل المرسوم بربع المقنطرات q استخراج التواريخ بعضها من بعض q تعديل الشمس والقمر q تعديل القمر المحكم q تقويم الكواكب q الربع المستتر q الربع الهلالي q فضل الدائر على البسائط والقائمات والمائلات q ربع الشكازية ومن أهم كتب ابن المجدي في الرياضيات: q المبتكرات في الحساب q حاوي اللباب وشرح تلخيص الحساب q الدوريات |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:54 am | |
| إبن الصلاح (000-548هـ / 000 –1153م) أحمد بن محمد بن السري البغدادي المعروف بابن الصلاح ولقبه نجم الدين، وكنيته أبو الفتوح. الرياضي والفلكي والمؤرخ ودارس الطب، عاش في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. لم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاد لابن الصلاح، ومن المعروف أنه من همدان. سكن ابن الصلاح بغداد ثم رحل إلى دمشق واستقر بها إلى حين وفاته عام 548هـ /1153م. وقد درس ابن الصلاح الطب والكتب الأصول في علمي الرياضة والفلك واهتم اهتماما خاصا بكتب إقليدس، وجالينوس وبخاصة كتابه: الأصول فناقشوه في بعض مقالاته وشرح البعض الآخر. ومن بين المؤلفات التي ناقش فيها إقليدس: سبع مقالات جواب عن برهان مسألة مضافة إلى المقالة السابعة من كتاب إقليدس وكما نلحظ من عنوان الكتاب فإن هذا الكتاب يحتوي سبع مقالات ناقش فيها المقالة السابعة من كتاب إقليدس الأصول وأضاف إلى مسائله مسألة لم تكن موجودة في كتاب الأصول.وله مقالة بعنوان: مقالة في كشف الشبهة التي عرضت لجماعة ممن ينسب إلى علوم التعاليم على إقليدس من الشكل الرابع عشر من المقالة الثانية من كتاب الأصول وهي مقالة تناقش بعض شروح كتاب إقليدس وما أصاب أصحابها من الوهم والخطأ. وقد ناقش ابن الصلاح ابن الهيثم في بعض المفاهيم التي نقلها عن إقليدس، ويرى أنه أخطأ في بعضها وذلك في كتابين هما: قول في بيان ما وهم فيه ابن الهيثم في كتابه من شكوك على إقليدس، وكتاب: قول في إيضاح غلط ابن الهيثم في الشكل الأول من المقالة العاشرة من كتاب الأصول لإقليدس. ولابن الصلاح كتاب شرح فيه الشكل الرابع لجالينوس وذلك في كتاب: الشكل الرابع من أشكال الحمل . وقد ناقش ابن الصلاح أرسطوطاليس في بعض معانيه وذلك في كتابه: قول في بيان الخطأ العارض في معنيين مذكورين في المقالة الثالثة من كتاب أرسطوطاليس في السماء والعالم وفي جميع الشروط والتعاليق التي تعرض فيها بإيضاح المعنى. ولابن الصلاح رسالتان: رسالة في عمل المثلث متساوي الأضلاع في داخل مثلث متساوي الأضلاع . ورسالة: في برهان تسطيح الأسطرلاب . وله مسألة في كلام أبي الفتوح بن السري تحدث فيها عن عمله مثلث متساوي الأضلاع مع قطر دائرة معلومة .
إبن الصفار (000 - 426هـ / 000 - 1035م) أحمد بن عبد الله بن عمر بن الصفار يكنى بأبي القاسم ويلقب بالأندلسي. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد بمدينة قرطبة ولكنه خرج منها بسبب الفتن والقلاقل فهاجر إلى مدينة دانية الأندلسية وبقي هناك حتى وفاته. درس ابن الصفار منذ صغره العلوم الأساسية في عصره، ثم انكب على الرياضيات فدرس أصول هندسة إقليدس دراسة مفصلة لكي يتمكن من فهم هذا العلم الحيوي الذي اعتبره أهم فروع العلوم الرياضية. فنبغ في هذا العلم وصار يسمى المهندس للمكانة التي احتلها في هذا المجال. عمل ابن الصفار في وظيفة التدريس التي وهب لها حياته. فحاز خلال حياته العملية على شهرة عظيمة بطرق تدريسه لكل من علم الحساب والهندسة والفلك. فكان طلاب العلم يأتون من كل فج لكي يتتلمذوا على يده كما أنه تميز عن غيره بالتواضع والمثالية فكان مثال العالم الذي جمع بين العلم والأخلاق. وفي المجال العملي أعطى ابن الصفار علم الفلك عناية كبيرة حتى عد من كبار علماء الفلك وله في ذلك نتاج عظيم، فقد كان من المغرمين في رصد حركات النجوم والأجرام السماوية وتظهر ملامح تمكنه في حقل علم الفلك في زيجه الذي كتبه على طريقة السندهند والذي صار من أهم مصادر المعلومات في علم الفلك للباحثين. وتظهر شهرة ابن الصفار في طريقة استخدام الأسطرلاب حيث رأى أن يدون أفكاره ومرئياته في هذا المضمار في كتاب سماه كتاب العمل بالأسطرلاب وهذا الكتاب يمتاز عن غيره في حسن العبارة وقرب المأخذ. ولشدة ولعه بصنعة الأسطرلاب علم ابن الصفار أخاه الأصغر محمدا صنع الأسطرلاب وآلات الرصد الأخرى، ونال شهرة عظيمة في الأندلس في صنع الأسطرلابات لم ينلها أحد قبله من أصحاب المهن في هذا الحقل. وسبب ذلك أن ابن الصفار كان يشرح لأخيه القواعد الأساسية ويرسم له الصورة الحقيقية للأسطرلاب الممتاز. ترك ابن الصفار عددا من التلاميذ الذين اشتهروا عبر الحضارة الإسلامية. كان منهم مسلمة بن أحمد المجريطي الذي لمع في كل من الكيمياء والفلك والرياضيات، وكذلك العالم محمد بن خيرة العطار الذي تفنن في كل من علم الهندسة والحساب والفرائض والفلك، وأبو الأصبغ عيسى بن أحمد الواسطي أحد المشه ورين في كل من علم الحساب والهندسة والفرائض والفلك وغيرهم.
سبط المارديني (826 - 912هـ / 1422 - 1506م) محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الغزال أبو عبد الله بدر الدين المعروف بسِبط المارديني -بكسر السين وسكون الباء- نسبة إلى جده "عبد الله بن خليل المارديني". عالم فلك ورياضة وطب، وهو دمشقي الأصل ولد بالقاهرة، وفيها نشأ وتعلم. وكان يعيش حياته بين السفر لطلب العلم والعودة إلى القاهرة للإقامة بها. وتعلم سبط المارديني علوم الرياضيات والفلك والطب في مجالس العلماء بمدارس القاهرة ومساجدها في العصر المملوكي، وخاصة في جامعة الأزهر، ومن بين أساتذته الذين أخذ عنهم: ابن المجدي وقد قرأ عليه الفرائض والحساب والميقات، وقد قام سبط المارديني بشرح مؤلفاته الرياضية، وكذلك أخذ عن العالم ابن حجر العسقلاني مؤرخ السير، والعالم العلاء القلقشندي وقد لازمه وقرأ عليه الفرائض والفقه والفصول للعالم ابن الهائم والبخاري والترمذي، وحضر كذلك دروس القاياتي والبوتيجي والمحلي والعلم البلقيني والشرواني، وقرأ في العربية على يد عبد الكريم العقبي، وسمع على الشيوخ الصالحي والرشيدي وغيرهم من شيوخ وعلماء القاهرة، والشيخ شمس الدين بن الفقيه بدمياط. ورحل المارديني في طلب العلم، والإجازة فيه، سواء في علوم الدين أو اللغة أو العلوم البحتة من: رياضة، وفلك، وطب إلى دمشق القدس حماة و مكة المكرمة، ثم عاد إلى القاهرة بعد بضع سنين، وبدأ رحلته بالحج إلى مكة حيث درس على شمس الدين المراغي، وزار القدس مع أبي البقاء بن جيعان. وقد استقر سبط المارديني بالقاهرة، ونبغ في علوم الفلك والرياضيات واللغة العربية، وصار له مجلس علمي، يقصده طلاب العلم من أنحاء مصر، ومن بلاد العالم الإسلامي، وصارت له شهرة واسعة، وكان مجلسه العلمي بجامع المارداني بالقرب من باب زويلة بالقاهرة، وهذا ما جعل الكثير من المؤرخين يخطئون في نسبه ظانين أن لقبه المعروف به نسبة إلى الجامع الذي درّس فيه. وقد أسندت إليه وظيفة "المؤقت" بجامع المارداني، لأنه من الراسخين في علم الفلك بكتبه وشروحه ومجالسه العلمية ولذلك اهتم سبط المارديني بالظواهر الطبيعية التي ترتبط بالعبادات ومنها: الشفق، وظل سبط المارديني في هذه الوظيفة حتى توفي عام 912هـ/1506م عن عمر يجاوز الثمانين. ومن أهم تلاميذه العالم النجم بن حجي الذي تصدر فيما بعد حلقة علم في مسجد ابن طولون . وقد وصف المعاصرون سبط المارديني بالذكاء وحسن العشرة والتواضع والرغبة في الممازحة والنكتة وحب النادرة، تاركا التأنق في مظهره، وكما يتضح من كتبه من شروح ومؤلفات أنه عالم جليل متمكن من أصول الجبر والحساب، والفلك. ويزيد عدد كتبه الفلكية عن الثلاثين كتابا ومن أهمها: * مقدمة في علم الفلك * مجموعة في علم الفلك * التحفة المنصورية في علم الميقات * الفرق السنية في حساب النسب الستينية * لفظ الجواهر في معرفة الخطوط والجواهر * هداية الحائر لوضع فصل الدوائر * مقدمة في حساب المسائل الجيبية والأعمال الفلكية
وعدد مؤلفات سبط المارديني الرياضية حوالي ثلاثة عشر كتابا، ومن أهمها: * تحفة الألباب في علم الحساب، وهو كتاب هام يتناول العديد من المسائل الرياضية العلمية ويقع في مقدمة وثلاثة أبواب تناول فيه عمليات الضرب والقسمة والكسور * المعونة في الحساب * تعريفات ما يجب في الرياضة * وسيلة الطلاب ونزهة الألباب في معرفة الأوقات بالحساب * رسالة في استخراج الدوائر * اللمعة الماردينية في شرح الأرجوزة الياسمينية، وهو شرح أرجوزة إبن الياسمين التي تدل على تمكنه من أصول الجبر والحساب وعرضها بلغة سهلة دون غموض أو التواء وله مؤلف واحد في الطب هو: الرسالة الشهابية في الصناعة الطبية. وللمارديني ما يزيد عن مائتي كتاب ومن بينها شروحات لأراجيز أو كتب بعض العلماء ومن بينهم: ابن المجدي وابن الهائم.
إبن يونس (000-399هـ / 000 -1009م) أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي، فلكي ومؤرخ اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ولد في مصر لأسرة عرفت بالعلم، فوالده عبد الرحمن كان من أكبر المؤرخين في مصر ومن أشهر علمائها. وجده يونس بن عبد الأعلى كان من أصحاب الإمام الشافعي، ومن الذين أمضوا معظم وقتهم في دراسة علم الفلك، ولذا يعتبر من المتخصصين في علم النجوم. نبغ ابن يونس في علم الفلك، في عهد العزيز بالله الفاطمي وابنه الحاكم بأمر الله ، وقد شجعه الفاطميون على البحث في علم الهيئة والرياضيات فبنوا له مرصدا على صخرة أعلى جبل المقطم، قرب القاهرة وجهزوه بأفضل آلات وأدوات الرصد، وقد رصد بكل نجاح كسوف الشمس وخسوف القمر عام 368 هـ / 978 م. وعلى الرغم أن ابن يونس كان يعمل في مرصد القاهرة باستقلالية تامة عمن عاصروه من الفلكيين، إلا أنه وصل لنفس النتائج التي وصل إليها فلكيو بغداد في أرصادهم مما يؤكد أن علم الفلك كان متقدما في هذه الفترة في كل أرجاء الدولة الإسلامية، إلا أن أعماله الفلكية كانت أول سجل أرصاد دون بدقة علمية ملحوظة، مما جعل فلكيي عصره ومن جاءوا من بعدهم يتخذونها مرجعا يرجعون إليه.
وقد كان لابن يونس مجهودات علمية متعددة هي التي أعطته الشهرة العظيمة منها رصده لكسوف الشمس لعامي 368هـ/977 م و 369هـ/978 م، فكانا أول كسوفين سجلا بدقة متناهية وبطريقة علمية بحتة. وقد استفاد منها في تحديد تزايد حركة القمر. كما أنه أثبت أن حركة القمر في تزايد (في السرعة). وصحح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرة الاعتدالين. وقد أظهر ابن يونس براعة كبرى في حل الكثير من المسائل الصعبة في علم الفلك الكروي، وذلك باستعانته بالمسقط العمودي للكرة السماوية على كل من المستوى الأفقي ومستوى الزوال. كما أن ابن يونس أول من فكر في حساب الأقواس الثانوية التي تصبح القوانين بها بسيطة، فتغني عن الجذور التربيعية التي تجعل الحسابات صعبة. ومن أبرز إنجازاته أيضا، مساهمته في استقلالية علم حساب المثلثات عن الفلك، فاهتم ابن يونس به اهتماما بالغا وبرع فيه. ولقد قام بحساب ج يب الزاوية بكل دقة، كما أوجد جداول للظلال وظلال التمام. كما ابتكر طريقة جديدة سهل بها كل العمليات الحسابية. أما أهم إنجازات ابن يونس العلمية على الإطلاق هو اختراعه الرقاص . وكان قد أمضى معظم حياته في دراسة حركة الكواكب التي قادته في النهاية إلى اختراع الرقاص، الذي يحتاج إليه في معرفة الفترات الزمنية في رصد الكواكب، ثم استعمل الرقاص بعد ذلك في الساعات الدقاقة. وقد ترك ابن يونس عددا من المؤلفات معظمها في الفلك والرياضيات من أهمها كتاب الزيج الحاكمي كتبه للحاكم بأمر الله الفاطمي وهو أربعة مجلدات، وكتاب الظل وهو عبارة عن جداول للظل وظل التمام، وكتاب غاية الانتفاع ويحتوي على جداول عن السمت الشمسي، وقياس زمن ارتفاع الشمس من وقت الشروق وجداول أوقات الصلاة، وكتاب الميل وهو عبارة عن جداول أوضح فيها انحراف الشمس، وكتاب التعديل المحكم وهو معادلات عن ظاهرة الكسوف والخسوف، وكتاب عن الرقاص. كما أن له كتابين آخران أحدهما في التاريخ وهو بعنوان تاريخ أعيان مصر، والآخر في الموسيقى وهو بعنوان العقود والسعود في أوصاف العود.
إبن قنفذ
(740-810 هـ 1339-1407م )
أحمد بن حسن بن علي الخطيب القسنطيني المعروف بابن قنفذ، وكنيته أبو العباس عالم الفلك والرياضي والطبيب والمؤرخ والفقيه. عاش في القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجري / الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي. لم تذكر الموسوعات أو كتب التراجم الكثير عن حياة ابن قنفذ. ولد ابن قنفذ بمدينة قسنطينة الواقعة في الشمال الشرقي من الجزائر عام 740 هـ /1339 م. وكان ابن قنفذ مؤرخا مهتما بتراجم العلماء والشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي فألف كتابين من كتب التراجم هما: شرف الطالب في أسنى المطالب وهو كتاب تراجم للصحابة والعلماء والمحدثين والمؤلفين، وكتاب: الوفيات ذكر فيه تراجم لبعض علماء المغرب، وألف كتابا عن تاريخ حفص أسماه : الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية . وكان ابن قنفذ عالما من علماء الفلك المشهورين، واطلع على الكتب العربية في علم الفلك، وشرح أرجوزة الأحكام النجومية لابن علي الرجال القيرواني، وهي أرجوزة هامة تتناول الكواكب وحركتها ومكانتها وأزمنتها، ويستدل فيها بالتشكيلات الفلكية من أوضاع الكواكب مع المقابلة والمقارنة وغيرها على أحوال الجو والمعادن والنبات والحيوان. وألف أرجوزة في تقويم الكواكب السيارة تتألف من 211 بيتا، واهتم ابن قنفذ بدراسة علم تقويم الكواكب وهو العلم الذي يعرف به كيفية تفاوت الليل والنهار وتداخل الساعات فيهما في الصيف والشتاء، واعتبر أن رسالة ابن البناء بعنوان السيارة في تعديل الكواكب هي الرسالة المرجعية في هذا العلم، وقد تناولها بالتعليق والشرح لغوامضها في رسالة بعنوان: تسهيل المطالب في تعديل الكواكب ، وجعل في نهايتها جدوال دقيقة لمطالع البروج على الأفق الشرقي. وله كتاب في المواقيت بعنوان : سراج الثقات في علم الأوقات . وفي الرياضيات قام ابن قنفذ بشرح أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة في كتاب أسماه: مبادئ السالكين في شرح أرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة ، وهي أرجوزة هامة في تاريخ علم الرياضيات العربي إذ تعتبر وسيلة تعليمية للجبر والمقابلة فمَن حفظها ألم بقواعد هذا العلم ولذا اهتم كثير من العلماء بشرحها ومنهم ابن قنفذ. وله في الحساب: بغية الفارض من الحساب ، وقام كذلك بتلخيص أعمال ابن البناء في الحساب في كتاب أسماه: حط النقاب عن وجوه أعمال الحساب ، وقد ألف أرجوزة تعليمية في الطب تتألف من 289 بيتا عن الأغذية والأشربة وفوائدها وكميات إعطائها للمريض.
إبن رُسْتَة (القرن3 هـ/10م) أحمد بن عمر وكنيته "أبو علي" والمعروف بابن رستة، فلكي وعالم أرض عاش في القرن الثالث الهجري / العاشر الهجري، لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم تاريخ ميلاد دقيق أو تاريخ وفاة له، والحق أن المعلومات عن حياة العالم ابن رستة تكاد أن تكون مجهولة، ولكنه من المعروف عنه أنه عاش في أصفهان، وأنه حج إلى مكة المكرمة عام 290هـ/902 م . وقد اطلع ابن رستة على كتب التراث العربي في الفلك وعلوم الأرض، وتأثر في مؤلفاته الجغرافية والفلكية بابن خرداذبه، وأبي معشر الفلكي، ويعد من أهم أساتذة العالم القزويني، ويعتبر ابن رستة من أوائل علماء الفلك الذين اهتموا بأبعاد القمر والنجوم السيارة عن الأرض. ومن بين الكواكب التي اهتم بدراستها ابن رستة كوكب زحل، وكوكب الزهرة مقدرا أبعاد كوكب الزهرة عن مركز الأرض في الحضيض والبعد الأوسط و الأوج واقترب كثيرا من التقدير الحديث في استخراج البعد في الأوج أكثر من البعد في الحضيض، وكان ذلك في كتابه: كتاب في القول في الأجرام والأبعاد. وقد اهتم ابن رستة بالجغرافيا الطبيعية، وكان ذلك في موسوعته الجغرافية الفلكية: الأعلاق النفيسة التي تحدث فيها عن البلدان التي رحل إليها فاهتم اهتماما خاصا بدراسة المناخ وسماته والمعالم الجغرافية الهامة مثل الأنهار، وظاهرة المد والجزر، واهتم كذلك بدراسة الجغرافيا الفلكية التي تعتمد على دراسة الأبعاد، ودرس كذلك صورة الأرض وكرويتها وهيئتها ومركزها وحجمها، ووصف أقاليمها فقد كان ينتمي إلى المدرسة الإقليمية في علم الجغرافيا العربية، فكان بذلك من أوائل العلماء العرب الذين أثروا في أوربا بإنجازاتهم في الربط بين الجغرافيا وحسابات الفلك. ويعد مصنفه الأعلاق النفيسة من المصنفات الأولى في علم الجغرافيا التي اهتم بها المستشرقون الغربيون، إذ أن ابن رستة كان دقيقا في ملاحظاته دائم الاختبار لها معتمدا على المشاهدة والحساب الدقيق، ويرجح أنه قد ألف هذا المصنف عام 310هـ/923م، وكان ابن رستة حذرا في كتابته وبخاصة في آرائه الفلكية وذلك لخوفه الشديد وحرصه على ألا يعتمد على التنجيم في دراسته العلمية فقد كان يرفضه. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:56 am | |
| جابر بن أفلح (000-509هـ ) أبو محمد جابر بن أفلح، عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي. ولد في إشبيلية وفيها تلقى علومه الأساسية، ثم ما لبث أن هاجر إلى قرطبة واستقر فيها بقية حياته وبها دفن. درس جابر العلوم الرياضية والفلكية وأولاها عناية كبيرة. ولقد استفاد جابر بن أفلح من خبرة كبار علماء العرب والمسلمين في هذين المجالين. كما قام بإنشاء أول مرصد في الأندلس والذي يعد في ذلك الوقت أول مرصد في أوروبا وعمل فيه جميع تجاربه الفلكية التي بنى عليها ملاحظاته وانتقاداته للنظام البطليموسي الكواكبي. وتعود شهرة جابر بن أفلح الحقيقية في مجال الرياضيات إلى ابتكاره بعض النظريات الهامة والضرورية لحل المثلثات الكروية، فهو صاحب قانون جابر المعروف في الغرب باسم Gober law المعبر عن علاقة جيوب وجيوب تمام الزوايا وأضلاع المثلث المقابلة لها وينص على (جتا ب = جتاب جاأ). أما في مجال الفلك فتعود شهرته إلى تصحيحه الأخطاء الخطيرة التي انزلق فيها بطليموس في كتابه المجسطي، وكذلك إلى نتائجه في إثبات أن الزهرة والمريخ أقرب إلى كوكب الأرض من الشمس. كما كان له الفضل والإبداع في اكتشاف بعض آلات الرصد التي كانت تستخدم في مراكز الرصد في الأندلس. لقد نال جابر بن أفلح شهرة عظيمة في مؤلفه كتاب الهيئة أو إصلاح المجسطي الذي ضمنه بعض الملاحظات الهامة على كتاب المجسطي لبطليموس وخاصة في نظرية الكواكب السيارة. وقد أولى علماء أوروبا كتاب الهيئة لجابر اهتماما كبيرا فترجموه إلى اللغة اللاتينية ومنه إلى لغات شرقية وغربية عديدة.
سند بن علي
(000-218هـ / 000 -833م)
أبو الطيب سند بن علي المنجم، عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد سند لأسرة يهودية تدين بالديانة الموسوية، ولكنه اعتنق الإسلام في عهد الخليفة المأمون الذي قربه إليه. عمل سند في مرصد الشماسية في بغداد الذي أنشأه الخليفة المأمون، وعمل فيه سند مع كل من العباس بن سعيد الجوهري، ويحيى بن منصور، و أحمد الفرغاني و أبناء موسى بن شاكر ،وعلم الدين البغدادي، وثابت بن قرة. وقد شارك سند في البعثة العلمية التي كلفها الخليفة المذكور لقياس محيط الأض . وكتب سند مذكرة عن ذلك وردت فيها أسماء علماء ومهندسين شاركوا في ذلك العمل منهم خالد بن عبد الملك المروزي، وعلي بن عيسى الأسطرلابي. وقد جرت عملية القياس المذكورة بالقرب من سنجار ما بين واسط وتدمر، وبلغت الدرجة المقاسة (57) ميلا عربيا. كما كان سند بن علي من المهندسين المتميزين لدى الخليفة المتوكل، وقد كلفه الخليفة بالتحقق بما ترامى له من أخبار عن خطأ قد ارتكبه بني موسى في حفر قناة الجعفري قرب البصرة . وكان بنو موسى قد كلفوا بدورهم الفرغاني بالإنشاء، الذي أخطأ في تقدير منسوب المياه فلم تكن القناة لتمتلئ بالماء إلى العمق المطلوب. وقد توعد المتوكل بني موسى بالعقاب في حالة صحة الخبر. وقد هرع بنو موسى إلى سند بن علي في أن يساعدهم على إخفاء ذلك الأمر، فاشترط عليهم أن يساعدهم إن هم أعادوا للكندي كتبه وكان صديقا له، ذلك أن بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فألبوا المتوكل عليه واستولوا على مكتبته. وقد استجاب بنو موسى لهذا الشرط، وقال سند بأنه سوف يعلم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع أن يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد اغتيل المتوكل بعد شهرين ونجا بنو موسى من العقاب. أما عن إنجازات سند بن علي الأخرى فقد تعاون مع يحيى ابن أبي منصور في وضع زيج فلكي كما كان له بحوث في الثقل النوعي. ترك سند بن علي عددا من المؤلفات في الرياضيات منها كتاب الحساب الهندي، وكتاب الجمع والتفريق . وفي الشروح الرئيسية لكتاب إقليدس .
سليمان المهري
(كان حيا 917هـ / 1511 م)
سليمان بن أحمد بن سليمان المهري ربان بحري وعالم فلكي اشتهر في القرن التاسع والعاشر الهجري / الخامس والسادس عشر الميلاديين. ولد سليمان في بلدة سقطري من بلاد اليمن حيث يمتد نسبه إلى قبيلة مهرة بن حيدان من قضاعة. عرف المهري كربان خبير في البحار على طول الساحل الجنوبي لحضرموت، فقد جاب المهري سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل الهند وجزر الملايو ووصف خطوط الملاحة لهذه الجزر، فقد تتلمذ المهري على مؤلفات ابن ماجد إلا أنه أضاف الكثير إلى علم البحار. ولقد صحح المهري الأرقام الخاصة بالأخنان الأربعة الأولى في الجداول البحرية التي أوردها ابن ماجد فقدمها على شكل كسور تقريبية مستخدما طريقة أرباع الجيب. كما رتب المهري بشكل منطقي المسافات البحرية الموافقة للارتفاعات المختلفة المقاسة بالأصابع لتحديد مواضع الأمكنة على الخريطة البحرية لابن ماجد بالنسبة لخط الزوال الأولي. ولقد بلغ الفارق بين الموقع الذي حدده المهري لجزيرة لاسوند وبين الذي أعطاه ابن ماجد لهذا الموقع مقدار إصبعين. وقد أظهرت مؤلفات المهري المتنوعة خبرته في مجال علم البحار والتي كانت عونا كبيرا لمن جاء من بعده من العلماء، وكان من أشهر هؤلاء الذين استعانوا بمؤلفات سليمان المهري الريس بيرى . ترك المهري العديد من المؤلفات في علم البحار والفلك من أهمها: v كتاب العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية v كتاب المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر v الأرجوزة السبعية v كتاب قلادة الشموس واستخراج القواعد v كتاب تحفة الفحول في تمهيد الأصول في الفلك
بنو موسى (القرن 3هـ / 9 م) محمد وأحمد والحسن بنو موسى بن شاكر،أسرة اشتهرت في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، ونبغت كلها في علم الهندسة والفلك وعرفت ببني موسى. كان أبوهم موسى بن شاكر له مكانة كبيرة عند الخليفة العباسي المأمون، فقد كان ملازما له، مكرسا وقته للعلم، مهتما بعلمي الفلك والرياضيات. ثم توفي موسى بن شاكر تاركا وراءه أولاده الثلاثة صغارا في رعاية الخليفة المأمون. فكان الابن الأكبر محمد وافر الحظ من الهندسة والعدد والمنطق، وكان الأوسط أحمد متميزا ومنفردا بصناعة الحيل وقد تحقق له فيها ما لم يتحقق مثله لأخيه محمد ولا لغيره من القدماء المهتمين بالحيل. وكان الثالث الحسن متميزا في الهندسة. تكفل المأمون بالأخوة الثلاثة، فرعاهم وعهد بهم إلى إسحاق بن إبراهيم المصعبي، فألحقهم إسحاق ببيت الحكمة تحت إشراف الفلكي يحيى ابن أبي منصور. وكان المأمون أثناء أسفاره إلى بلاد الروم يرسل الكتب إلى إسحاق بأن يرعاهم ويوصيه بهم ويسأله عن أخبارهم. وقد أتاح وجود بني موسى في بيت الحكمة فرصة ممتازة لهم من أجل تثقيف أنفسهم وإبراز مواهبهم العلمية. وفي صغر سنهم أثناء تلقيهم العلم كانت حالهم رثة وأرزاقهم قليلة، وكان ذلك حال أصحاب المأمون كلهم كانت أرزاقهم قليلة. وقد تحسنت أحوال الأخوة الثلاثة في زمن الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم بعد المأمون وأصبحوا ذوي ثروة ونفوذ، وقد نالوا ثقة الخلفاء كلهم. كان محمد بن موسى مهتما كثيرا بالسياسة، فقبل وفاة الخليفة المنتصر بالله العباسي ساعده محمد على أن يمنع أحمد بن المعتصم بالله العباسي، من تولي الخلافة وعمل على تعيين المستعين بالله ابن المنتصر بدلا منه. وفي زمن المستعين وأثناء حصار بغداد من قبل أخي الخليفة في عام 251هـ / 865 م، كلف عبد الله بن طاهر قائد جيش المستعين، محمد بن موسى بتقدير قوة جيش العدو. وعندما وقف المستعين في ذلك العام يخطب بالناس أثناء الاضطرابات في بغداد كان محمد بن موسى يقف مع آخرين إلى جانب الخليفة. وكان محمد بن موسى أحد الأشخاص الذين أرسلهم قائد الجيش عبد الله بن طاهر إلى الجيش الذي حاصر بغداد للتفاوض معه على شروط تنازل المستعين بالله عن الخلافة. ولعل أهم ما يم يز الأخوة الثلاثة أنهم كانوا متضامنين متكاتفين في حياتهم وفي أعمالهم وعلى الأخص العلمية منها، فأسندت الدولة إليهم مهام كبيرة، منها الإنشائية، والهندسية، كشق القنوات مثل: قناة عمود ابن منجم بالقرب من البصرة. وعندما أراد المتوكل شق قناة الجعفري كلف بني موسى بهذا العمل الذين كلفوا بدورهم أحمد بن كثير الفرغاني الذي ارتكب خطأ كبيرا في تحديد منسوب الماء في القناة ولذلك لم تكن هذه القناة تمتلئ بالماء للعمق المطلوب لأنها كانت أعلى من النهر.ولما وصل إلى سمع الخليفة أن في الإنشاء خطأ قرر أن يصلبهم على ضفة القناة إذا صح الخبر الذي سمعه. وعندما سمع بنو موسى بقرار الخليفة هرعوا إلى سند بن علي، وكان مهندسا بارعا، فاشترط عليهم، لكي يساعدهم أن يعيدوا كتب الكندي إليه، الذي كان صديقا لسند بن علي، وذلك لأن بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فَأَغْرَوْا به عند المتوكل واستولوا على مكتبته. وقد استجاب بنو موسى لهذا الشرط، وقال سند بأنه سوف يعلم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع أن يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد قتل المتوكل بعد شهرين ونجا بنو موسى من العقاب. وعلى الرغم من توتر العلاقة بين بني موسى والكندي إلا أن علاقتهم مع معظم علماء عصرهم كانت ودية. فكانوا يطيعون العلماء ويتدارسون معهم الأمور ويطلعونهم على أعمالهم العلمية. ولقد سخّر بنو موسى أموالهم لتطوير العلم وتشجيعه، فكانوا يرسلون الرسل إلى بلاد الروم لشراء الكتب بمبالغ كبيرة. بل إن محمد بن موسى كان يذهب بنفسه إلى آسيا الصغرى لشراء المخطوطات والكتب. وفي إحدى هذه الرحلات أحضر معه واحدا من الذين أصبحوا فيما بعد أشهر علماء الرياضات وهو ثابت بن قرة، الذي أقام في بيت محمد وتعلم في داره. كما كان لبني موسى دور فعال في حركة الترجمة التي اشتهرت في ذلك العصر، فكانوا يدفعون الكثير من أموالهم للمترجمين من أمثال حنين بن إسحاق. لقد امتدت شهرة بني موسى عبر التاريخ وارتبطت أسماؤهم بالكثير من الإنجازات، من أهمها: بناؤهم مرصدا خاصا بهم، جهزوه بالآلات الدقيقة، وحسبوا عن طريقه الجداول الفلكية التي ظلت معتمدة لفترة طويلة. وكذلك اشتراكه م مع فَلَكِيِّي الخليفة المأمون في قياس درجة من خط نصف النهار لمعرفة محيط الأرض. ولكن أعظم إنجازاتهم التي ظلت باقية ووصلت إلينا هو كتاب الحيل الذي يمثل سبقا حقيقيا لهم في هذا المجال بين معاصريهم من العلماء.
قسطا بن لوقا
(القرن 3هـ / القرن 9-10م)
أبو الصقر إسماعيل بن بلبل قسطا بن لوقا وقيل أبو عبيد الله بن يحيى المعروف بقسطا بن لوقا، عالم بالطب والفلك والرياضيات والطبيعة والنبات وهو من مدينة بعلبك في عهدها العباسي. ويلقب باليوناني نسبة إلى أصوله اليونانية. وقد عاش في القرن السادس الهجري / التاسع والعاشر الميلاديين، وقد اختلف مؤرخو العلوم في تاريخ وفاته مما يصعب معه تحديد عام وفاته، وقد ذكروا عدة أعوام 286هـ -899م، و300هـ -912م، و310هـ -922م، وتعلم مع لغته العربية اللغتين اليونانية والسريانية وأجادهما إجادته للعربية وكان شغوفا بالمعرفة وبالترجمة والنقل، فراح يتجول في بلاد الروم البيزنطيين (تركيا الآن) طلبا للعلم وللاطلاع على تصانيف علماء اليونان وكتبهم وجمع منها كتبا كثيرة عاد بها إلى مدينة بعلبك، وتسامع به علماء العراق والمسئولون بها فدعوه إلى بغداد ، وكان يعاصره من العلماء في بغداد الكندي ، و ثابت بن قرة اللذان شجعاه على ترجمة الكتب التي جلبها من اليونانية والسريانية إلى العربية.
وقد أثبت بترجمته ونقله إجادته للغات الثلاث، ووصفت ترجمته بجودة العبارة واختصار الألفاظ وحسن جمعه للمعاني ودقة النقل. وشهد بذلك له مؤرخو السير والعلوم من العرب والمستشرقين. وكان قسطا بن لوقا بترجماته ومصنفاته من الرواد الأوائل المؤسسين للحضارة الإسلامية في العصر العباسي الأول، ويبدو أنه دخل إلى بغداد في عهد الخليفة المعتصم بالله أو الخليفة المتوكل بالله، وكان طبيبا ماهرا مصنفا في الطب، ومعالجا للمرضى في العراق وفي أرمينية. وقد اختلف الناس في زمانه في الموازنة بينه وبين حنين بن إسحاق أيهما أطب من الآخر، وقد أشار إلى ذلك مؤرخون من أصحاب الموسوعات عن أعلام العلماء والأطباء. كما يبدو أنه كان شديد العناية في تطببيه مرضاه في الحمامات العامة والخاصة. وإلى جانب ذلك اشتغل قسطا بن لوقا بعلم الفلك. وفي السنوات الأخيرة من عمره دعاه"سنحاريب"ملك أرمينية إلى بلاده لشهرته في الطب وحسن رعايته لمرضاه بالأغذية والأدوية وحرصه على تجديد نشاطهم بالحمامات، فلبى دعوته وسافر إلى أرمينية وعاش بالقرب منه معززا ومكرما إلى آخر عمره، وربما لأنه فقد القرب الحقيقي من خلفاء بغداد في زمانه مثل علماء آخرين. ويذكر المؤرخون أن قسطا بن لوقا توفي في عهد سنحاريب فشيد له هذh الملك قبرا ملوكيا وبنى عليه قبة ملكية اعترافا بقدره. وقد شملت مؤلفات قسطا بن لوقا خلال حياته العلمية في بغداد وأرمينية صنفين من الكتب: كتب مترجمة أو مشروحة بعد ترجمتها، وكتب مصنفة في الطب والهندسة والرياضيات والفلك والطبيعة والنبات وعلم الحياة. وبعض هذه الكتب كان يترجمها أو يؤلفها من أجل الأصدقاء أو المسئولين في بغداد أو أرمينية. ومن بين الكتب التي ترجمها من اليونانية إلى العربية في الطب: v فهرس مصنفات جالينوس وفي الفلك: v تحرير المساكن v تحرير كتاب الأكر للعالم اليوناني السكندري: ثاوذوسيوس. وفي الرياضيات: v الأصول لإقليدس v أصول الهندسة لأفلاطون ونقل من السريانية إلى العربية كتابا في الزراعة: v الفلاحة اليونانية أو الرومية لسرجيوس ولقسطا بن لوقا مصنفات علمية كثيرة، وقد صنف في الطب واحدا وأربعين كتابا من أهمها: v المدخل إلى علم الطب v الكبد وخلقتها وما يعرض عليها من الأمراض v النقرس v حركة الشريان v الحمام v الوقاية من الزكام ونزلات البرد v الوباء v تركيب العين وأمراضها v السموم الحيوانية والنباتية والمعدنية v الأدوية المسهلة وصنف في الهندسة ثلاثة كتب هي: v كتاب في رفع الأشياء الثقيلة الوزن والكيل v ميزان وزن الذهب وصنف في الرياضيات أحد عشر كتابا من أهمها: v المدخل إلى علم الهندسة v شكل الكرة والاسطوانة v البرهان على حساب الخطأين وصنف في الفلك تسعة كتب من أهمها: v المدخل إلى علم النجوم v هيئة الأفلاك v المرايا المحرقة v العمل بالأسطرلاب الكري وصنف في الفيزياء ثلاثة كتب من أهمها: v الجزء الذي لا يتجزأ .
محيي الدين المغربي (عاش في القرن السابع الهجري / 12 -13م) أبو الفتح محيي الدين يحيى بن محمد ابن أبي الشكر المغربي الأندلسي، كنيته أبو الفتح ولقبه محيي الملة والدين المغربي. عالم فلكي اشتهر في القرن السابع الهجري / القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي. ولد بقرطبة ثم تنقل في البلاد العربية والإسلامية حيث استقر به المقام في مراغة بأذربيجان. عمل محيي الدين المغربي في مرصد مراغة تحت رئاسة نصير الدين الطوسي ، وصاحب فيها عددا من علماء عصره منهم المؤيد العرضي ، والفخر المراغي، و قطب الدين الشيرازي ، وكمال الدين الفارسي، و نجم الدين القزويني. كان محيي الدين المغربي دقيقا في أعماله، لذا رأى أنه من الضروري التحقق من النظريات الفلكية التي ورثها من علماء اليونان وعلماء الهنود وعلماء العرب والمسلمين. وقد قاده ذلك إلى تطوير الأسطرلاب الذي كان من أهم وسائل الرصد آنذاك، فكتب كتابا في هذا الموضوع سماه كتاب تسطيح الأسطرلاب . وقد درس محيي الدين المغربي كتاب شكل القطاع لنصير الدين الطوسي دراسة متأنية، وكتب كتابه شكل القطاع الذي يمتاز بأصالة المعلومات التي تضمنها وخاصة فيما يتعلق بالمثلث الكروي القائم الزاوية. وقد نال من تأليفه سمعة عظيمة في كل من المشرق والمغرب العربي. وعندما طلب أبو الفرج غريغوريوس الملطي من محيي الدين المغربي أن يدرس كتاب المجسطي لبطليموس ويقدم ملاحظاته عليه، وجد بعد الدراسة الدقيقة أنه من الضروري كتابة كتاب حول المجسطي سماه خلاصة المجسطي وأهدى نسخة منه إلى نصير الدين الطوسي، الذي أحسن تقديرها ووضعها في مكتبة مرصد مراغة لكي تكون مرجعا لطلاب العلم والباحثين في مجال علم الفلك. كما نال محيي الدين المغربي شهرة مرموقة بكتابه تاج الأزياج وغنية المحتاج ، الذي جمع فيه معلوماته الفلكية والجغرافية، ورتبها ترتيبا تاريخيا فريدا لذا صار كتابه هذا من أهم المصادر للباحثين وطلاب العلم في علمي الفلك والجغرافية عبر العصور. ترك محيي الدين المغربي عددا من المصنفات في مجال الفلك والرياضيات منها: Ø أربع مقالات في النجوم Ø كتاب عمدة الحساب وغنية الطالب Ø كتاب زيج التقويم للكواكب Ø كتاب كفايات الأحكام على تحويل سني العالم Ø كتاب النجوم Ø كتاب الأحكام على قرانات الكواكب في البروج الاثني عشر Ø كتاب الجامع الصغير في أحكام النجوم Ø كتاب المدخل المفيد في حكم المواليد Ø كتاب مقدمات تتعلق بحركات الكواكب. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75521 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: عُلماء الفلك العرب الخميس 12 نوفمبر 2015, 7:58 am | |
| كمال الدين بن يونس (551-639هـ / 1156 -1242م) أبو عمران كمال الدين بن موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العقيلي الشهير بكمال الدين بن يونس، عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرنين الخامس والسادس الهجريين / الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين. ولد في مدينة الموصل حيث ترعرع في بيت علم، ودرس العلوم الشرعية على والده حتى أتقنها وصار علَّامة فيها. زار كمال الدين بغداد وبقي فيها مدة من الزمن، لتلقي العلم على كبار علماء العلوم التجريبية. وعندما تفنن في علم الفلك والعلوم الرياضية عاد إلى مسقط رأسه. وفي الموصل أنشأ كمال الدين بن يونس المدرسة الكمالية، وصار يدرس فيها العلوم الشرعية واللغوية والعلوم التجريبية، حتى رحل إلى جوار ربه. كان كمال الدين يدرس طلابه كلا من علم الحساب وعلم الجبر والمقابلة في المدرسة الكمالية بالموصل حيث كان يرى أن العلوم الرياضية ضرورية لدراسة العلوم التجريبية والفلسفة، بل كان يعتقد أن العلوم الرياضية العمود الفقري لجميع العلوم. وقد اشتهر كمال الدين بن يونس بأخلاقه وعلمه، فكان متفرغا للتدريس والبحث العلمي والإجابة على الأسئلة التي ترد إليه من بغداد ومن جميع بلاد العالم، إذ كان يرى أن العلم يزكو بالإنفاق. وجد كمال الدين بن يونس في البحث والاستقصاء لذة، فذهب يبحث عنها في شتى المعارف والعلوم فاهتم بهندسة إقليدس، لصلتها الوثيقة بالعلوم التجريبية وخاصة علم الفلك. وألف كتابا في الهندسة يحتوي على المخروطات والمتوسطات وحل المسألة التي تتعلق بإنشاء مربع يكافئ قطعة من دائرة. كما درس كمال الدين بن يونس علم الكيمياء عن قرب، لارتباطها بعلم الطب، وألف كتابا يجمع فيه بين الكيمياء والطب سماه كتاب لغز في الحكمة نال به استحسان معاصريه. وفي علم الفلك قطع شوطا بعيدا، فشرح كتاب المجسطي لبطليموس شرحا وافيا، وألف كتابه الأسرار السلطانية في النجوم، فذاع صيته في المعمورة وصار طلاب العلم يأتون من كل فج للتتلمذ عليه، حيث كان حجة في هذا الميدان. كما قام برصد الكواكب والأجرام السماوية في الموصل مما دعاه إلى تأليف كتاب عن الأسطرلاب ، لكي يستخدمه في إرصاده هناك. وعمل كمال الدين بن يونس آلة سماها البركار التام لرسم أنوا ع المخروطات الهندسية التي كان يعتمد عليها في علم الفلك، وقد استفاد علماء العرب والمسلمين من هذه الآلة فائدة عظيمة عبر التاريخ. كما تعددت مواهب كمال الدين فكان له صولة وجولة في الأدب، والشعر. وكان من المغرمين بقراءة قصص الوقائع التاريخية، فكان ينقلها لطلابه، كي يرفه عنهم خلال المحاضرة، لذا كانت دائما دروسه مزدحمة بالطلاب. وبسبب شهرة تلك لم يترك سبيله الحساد، والمقصرون والحاقدون، بل لفقوا له تهما بعيدة كل البعد عن الصواب، وصاروا يتحينون الفرصة لإيقاعه عند ولاة الأمر آنذاك. ترك كمال الدين بن يونس عددا كبيرا من المؤلفات في شتى فروع المعرفة من أشهرها بالإضافة لما ذكر: * كتاب كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في تفسير القرآن * كتاب شرح كتاب التنبيه في الفقه * كتاب مفردات ألفاظ القانون * كتاب عيون المنطق * رسالة في المخروطات * رسالة في المربعات السحرية.
قاضي زاده
(000-840هـ / 000 -1436م)
صلاح الدين موسى بن محمد بن القاضي محمود الرومي المعروف بقاضي زاده. عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في بروسة بتركيا ، وفيها تلقى تعليمه الأساسي. ولما بلغ أشده سافر إلى خراسان وما وراء النهر للاتصال بكبار علماء الرياضيات والفلك في العالم. ولكن عائلته كانت متخوفة من هذه الرحلة فسارعت إحدى شقيقاته إلى وضع بعض مجوهراتها بين صفحات كتبه التي رغب أن يأخذها معه ليجدها في حالة الحاجة إليها. اتجه قاضي زاده أول أمره إلى شيراز عام 811 هـ / 1408 م. وفي خراسان درس قاضي زاده مبادئ العلوم على علماء زمانه، ثم لازم علي شمس الدين منلا قنادي ودرس عليه الهندسة ، وقد مدحه علماء خراسان وذكروا عنه الشيء الكثير عن تفوقه في الهيئة والرياضيات. وبعد عودته من رحلته اشتهر بعلمي الرياضيات والفلك حتى صار من العلماء المعتمدين في عصره في هذين الحقلين. فعهد إليه الأمير أولغ بك المساعدة في إنشاء مرصد سمرقند ، فعمل تحت إشراف جمشيد الكاشي عام 832 هـ/1429 م. ثم توفي الكاشي قبل إتمامه، فتولاه قاضى زاده. وبعد الانتهاء من المرصد أسندت إدارته إليه فكان يلقي فيه المحاضرات العامة. وكان اهتمام قاضي زاده منصبا على صياغة القوانين الأساسية في علم الفلك بغض النظر عن التطبيق. فقد لجأ إلى تبسيط بعض القوانين الفلكية بالبراهين لجعلها سهلة الفهم وميسورة لتلاميذه. وقد تتلمذ عليه كبار علماء الرياضيات والفلك في زمانه كان من أشهرهم علي القوشجي. وأثناء عمله بالمرصد اشتهر قاضي زاده بين معاصريه باحترامه للأساتذة وطلاب العلم وحفاظه على كرامتهم، بل كان لا يقبل أي اعتداء عليهم، وكان يدعو إلى استقلال الأساتذة عن أي ضغط من ولاة الأمر أو غيرهم. وكان قاضي زاده زاهدا في حطام الدنيا، فكان يشتغل للعلم لا لغيره، فكان أولغ بك يقدره ويحترمه لدرجة كبيرة. وقد كان مما ترتب على علاقة قاضي زاده بالأمير أولغ بك أن قاضي زاده قدر النجوم وحركتها، ثم راقب بكل دقة ازدياد القمر ونقصانه ليلة بعد ليلة. كما راقب ميل الشمس، وكانت هذه الموضوعات ته م أولغ بك. وقد جمع قاضي زاده في مرصد سمرقند من جميع أنحاء العالم جماعة من كبار الحكماء وأصحاب العقول النيرة لتدارس النظريات الجديدة، وقد استنبط براهين جديدة للمسائل الفلكية. وقد تمكن قاضي زاده وزملاؤه نتيجة الأرصاد التي قاموا بها في مرصد سمرقند من إصلاح كثير من الأخطاء التي ظهرت في الجداول الفلكية التي وضعها علماء اليونان، ووضعت نتائج هذا العمل في زيج أولغ بك أو الزيج الإليخاني بين فيها حركة كل كوكب وموقع الكواكب في أفلاكها، ومعرفة تواريخ الشهور والأيام والتقاويم المختلفة. كما طور قاضي زاده الجداول المثلثية لجيب زاوية درجة واحدة ( أي حا1ْ ) وإن كان جمشيد غياث الدين الكاشي قد سبقه في الفكرة، إلا أن قاضي زاده دقق في الموضوع وحصل على نتائج ممتازة. لقد خالف قاضي زاده المنجمين، وأوضح في كل مناسبة أن نظرياتهم كاذبة وخرافية، ولذا كان له معارضون كثيرون. كما تعرض لبعض الإهانات والتجريح، لأنه لم يأخذ بأقوال المنجمين، فتجرءوا عليه وقتلوه. وقد دفن قاضي زاده في سمرقند وله فيها ضريح مشهور. كان قاضي زاده من العلماء المغرمين بالقراءة والترجمة والتأليف، وقد عكف على التأليف في حقلي الرياضيات والفلك، فترك مصنفات كثيرة من أهمها: * رسالة في الحساب * شرح كتاب ملخص في الهندسة * شرح كتاب أشكال التأسيس في الهندسة لشمس الدين محمد بن أشرف السمرقندي وهذا الكتاب يحتوي على خمسة وثلاثين شكلا من كتاب إقليدس * شرح التذكرة في الفلك لـ نصير الدين الطوسي * شرح الملخص في الهيئة * رسالة في جيب الزاوية ذات الدرجة الواحدة
نجم الدين المصري (القرن 7هـ / القرن 13م) نجم الدين المصري عالم فلك، ولا يعرف له تاريخ ميلاد أو وفاة على وجه التحديد في كافة الموسوعات العربية أو الأجنبية، ولكن من المعروف أنه كان يعيش في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. ولد بالقاهرة وتعلم بالجامع الأزهر، وقد كان علم الفلك أحد العلوم البحتة التي تدرس في ذلك الحين بجامعة الأزهر، وله أساتذته وطلابه. ومع منتصف القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي برع نجم الدين المصري في علم الفلك، وصار زميلا لأساتذته الكبار بالجامع الأزهر، مع أساتذة آخرين في مجالات الرياضيات والفيزياء وكافة علوم الحياة، واعتبر في زمانه من أكبر علماء علم التوقيت. ومن الغريب أن العالم نجم الدين المصري ظل مجهولا لعدة قرون إلى أن اكتشفت مخطوطات كتبه بالقاهرة وأوربا. وقد نقل علماء الفلك الأوربيون عنه الكثير من المعلومات الفلكية في أوائل عصر النهضة، خصوصا في مجال علم الفلك الكروي. ومن أهم إنجازاته أنه وضع أكبر جداول فلكية عرفتها العصور الوسطى لتعيين الوقت في أي بقعة على الأرض في أي وقت من الليل أو النهار. وقد استخدم في ذلك حساب المثلثات الكروي وقوانين حساب ورياضة مع رصد ارتفاع الشمس أو النجوم. وتضارع هذه الجداول الجداول الفلكية التي تصنفها أكبر الهيئات العلمية الفلكية في العصر الحديث. وقد حدد في جداوله أكثر من ربع مليون قيمة محسوبة بالدرجات والدقائق. والغرض من تلك الجداول تعيين الوقت بدقة تامة من رصد ارتفاع الشمس نهارا أو النجوم ليلا في أي بقعة من الكرة الأرضية. وتعتبر هذه الجداول بمثابة الجداول الفلكية العالمية، التي صنفت وحسبت في القرن السابع الهجري/القرن الثالث عشر الميلادي (قبل عصر النهضة الأوربية)، وهي موضوعة على غرار الجداول العالمية التي تصنفها أكبر الهيئات العالمية الفلكية في العصر الحديث. وقد تمت حديثا مراجعة بعض القيم الواردة في جداول نجم الدين المصري، وتبين أنها سليمة، ولا تزال صالحة كل الصلاحية للاستخدام الفلكي والأخذ بها. كما تبين أن الخطأ في بعضها لا يزيد في حساب تقدير الزمن عن تقديره في الحسابات الفلكية الحديثة وبالأجهزة الحديثة عن دقيقة واحدة زمنية ، وقد اكتشفت هذه الحقائق بعد أن أجريت الاختبارات على جداول نجم الدين المصري باستخدام الحاسب الإلكتروني الحديث بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة. وقد تحدث نجم الدين المصري عن الفلك الكروي بمعناه الحديث الذي نعرفه الآن، وعن القواعد والقوانين الفلكية التي بنى عليها علمه واستخدمها في الحسابات الفلكية. ومن أهم مؤلفات نجم الدين المصري رسالة تحمل اسمه تحدث فيها عن نظريته عن علم الفلك الكروي وبين قواعده وقوانينه. وهي لا تزال مخطوطة، وله جداول فلكية غايتها أن تعطي ارتفاع الشمس بمدينة القاهرة في أي ساعة من ساعات النهار على مدار العام من قياس الزمن لخط عرض مدينة القاهرة، وتوجد تلك الجداول مخطوطة بدار الكتب المصرية. وله جداول فلكية أخرى لتعيين الوقت في أي بقعة على الأرض وهي مخطوطة عربية فريدة تضم معلومات فلكية قيمة. |
|
| |
| عُلماء الفلك العرب | |
|