الزهرة المجنونة.. وجودها في حديقة المنزل شفاء للروح
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]تبهرك بحسنها، ورقتها، تمضي وقتا في تاملها، تجادل فيها روحك، وتهمس بقربها بكلمات لم تسمعها اذناك، ينشق عن ساقها ثوب اخضر، يتطاير مع النسيم، وياخذك شال نهدي ترتديه، كل هذا الجمال واكثر اذا حاولت ان تداعبها تلدغك اظافرها، تدمي يديك، لهذا سموها المجنونة. تاخذك الوانها الزاهية وورقها الاخضر اللامع في رحلة استرخاء، تشعر وانت بالقرب منها وكانك تلقي باحمال ثقيلة عن كاهلك لما لسطوع لون ورودها واخضرار اوراقها، تمنحك كل هذا الجمال الرباني الذي اودعه الله فيها.
وعليك في نشوتك البريئة ان تبقى بعيدا عنها قليلا، وعلى بعد طول اعوادها التي تحمل الزهر والورق، وان حاول البعض مداعبة اوراقها او اغصانها لا يسلم من شوك ابرها الحاد، وكانها تقول له، استمتع بهذا الجمال ولا تلمسه كي ياتي غيرك ويستمتع به كما استمتعت انت به.
سبب التسمية
انها نبتة « المجنونة « او « الجهنمية « وهي غاية في جمالها الاخاذ وتنتمي الى القرنفليات وتنتشر في العديد من المنازل والحدائق العامة وعادة ما تاخذ موقع الزاوية من الحديقة او بمحاذاة الجدران او بالقرب من مرآب السيارة، وتمتد سيقانها لاكثر من ستة امتار، وتتميز بان اوراقها تشبه ازهارها من حيث الشكل، واوراقها غزيرة مثلما ازهارها فائقة الجمال برائحتها العطرية الجذابة والوانها الزاهية التي تتنقل بين الابيض والبرتقالي والاصفر الى الاحمر القاني.
ويصاب المرء بالدهشة والاستغراب حين يعرف بان هناك اشخاصا يعانون من الاكتئاب النفسي والتوتر العصبي وكانوا يراجعون وبصفة دائمة اطباء نفسانيين ولكن دون فائدة او جدوى من العلاج وما ان شاهدوا الورود الطبيعية والوانها الجذابة واشكالها الخلابة فانهم يستسلمون للاسترخاء والراحة التي تدب فيهم مباشرة، وتبني في نفوسهم سلالم من الذكريات الجميلة كلما تعمقوا في النظر الى ازهارها.
قيمة الزهور
يقول صاحب محل زهور مجدي مسعود انه لمجرد النظر الى الوان الزهور ومداعبة اوراقها الندية والرقيقة سوف يمنحك الانتعاش الروحي الذي يسيطر على اعصابك ويعمل على ارتخائها ومن ثم الشعور بشيء ما جميل يتسلل الى مشاعرك. يقول استاذ علم الاجتماع الدكتور محمد عياصرة ربما الاغلبية لايدرك قيمة الزهور واهميتها في حياة ذوي مرهفي الحس فهي دواء متكامل لاصلاح شرخ مزعج، يقاسي منه الذين فقدوا السيطرة على زمام الامور مما جعلهم متوترين ومنزعجين.
ويضيف ان هناك اطباء مشهورين استخدموا الوان الزهور لعلاج مرضاهم النفسيين وخاصة من هم في حالة صعبة بأخذ كمية كبيرة من الورد الملون والذي يحتوي على روائح زكية وطيبة ويملأ بها غرفة المريض واستحواذه لها
منفردا لفترة طويلة من الوقت وبشكل يومي.
اهتمام خاص بالورد
السيدة ام محمد احدى السيدات اللواتي يولين اهتماما خاصا للورد لاسيما نبتة المجنونة تقول لقد الهم الله سبحانه وتعالى الجمال الرائع للورد بجميع اشكاله والوانه مما جعل له القدرة المؤثرة على الراحة وازالة تعب البشر فاصبح الورد ذو شأن كبير في معظم الدول فهو مطلوب وبكثرة للمستشفيات والمرضى لعلاقة وطيدة بين الورد وحالة المريض النفسية.
وتتميز الزهور بأن لها لغة تعبيرية خاصة عندما يغيب الكلام ويصعب التعبير وتجف الاقلام ويتلعثم اللسان فتبقى وحدها نضرة زاهية لتحمل معاني التعبير، من خلال ايحاءاتها في قاموس الحب والعواطف بل انها تسمو إلى ما هو أكثر من ذلك من خلال التعبيرات التي تبعثها للانسان في كل أمور الحياة
وقد ارتبط الانسان بالزهور واشتد ولعه بها فأطلق اسماءها على ابنائه حيث تلاحظ الكثير من الاسماء المتداولة مثل داليا ونرجس وياسمين وغيرها وجميعها اسماء للزهور وما من احد منا الا ويحرص على زراعة الورود ونباتات الزينة لينعم بشذى عطرها وجمال مناظرها الخلابة وخاصة في ظل وقت يعاني فيه الانسان من التلوث البيئي الذي اصبح يخيم بظلاله على ارجاء الحياة من حولنا فسعى لغرسها للاستفادة منها حتى اصبح عاشقا لها.
اهمية النباتات
ورغم أهمية الورود الا ان الانسان العربي ظل اقل اقبالاً على الورود ونباتات الزينة من غيره، ربما لوعي الآخرين بأهمية هذه النباتات وربما لارتفاع التلوث البيئي وغلبة الحياة الصناعية وربما للشد العصبي الذي يعيشون فيه فتكون هذه النباتات مصدرا لراحتهم.
يصف المعلم مروان عتوم الحياة بلا ورد كالمريض بلا دواء ويقول : نحرص دائماً على شراء الزهور والاعتناء بها داخل المنزل فالزهرة هي الشيء الجميل في حياتنا والذي نحتاج إليه جميعاً لنستنشق عبير عطره وننعم بمناظرها المبدعة كما ان الزهور كالأطفال تحتاج إلى رعاية خاصة لذلك نحرص على القيام برعايتها والاهتمام بها.
أما صاحب المشتل محمد شحاده فيقول من بين الأمور التي لاخلاف عليها بين البشر حبهم جميعاً للزهور والخضرة وانا اسعى دائماً لان تكون حديقة منزلي ذات مظهر جميل وذات رائحة طيبة لذلك احرص على شراء الزهور والنباتات بنفسي ولا أوكل هذه المهمة للآخرين فالزهرة تعتبر صديقا لكل من يقبل عليها لانها تمنح الراحة والسعادة.
تقول السيدة ام وصفي رغم ان جميع الناس يعرفون أهمية الزهور وفائدتها الا اننا نجد ان هناك نسبة كبيرة من الناس لاتبالي بها بل ربما تدمرها غير مدركة نفعها ولكننا والحمد لله نعيش في منزل نهتم فيه بالزهور والنباتات المختلفة واحرص ان آتي بنفسي لشراء هذه النباتات لاختار بعض الأنواع ذات الرائحة الجميلة والمظهر الجيد.
ام نسرين ربة منزل تقول: لا جدال على ان الانسان اينما كان وايا كان جنسه يحتاج الى الرائحة الطيبة العطرة والمظهر الجميل وهذا الشيء وذاك المبتغى يجده في الزهور والورود وكافة نباتات الزينة وتضيف ان صناعة الزهور تعتبر صناعة مميزة لدى بعض الدول وتأتي على رأسها هولندا ذات المنتج صاحب الجودة العالية والبذرة الجيدة كما يلاحظ ان هناك اهتماما كبيرا من بعض العائلات بالزهور فيأتي رب الاسرة بنفسه لشراء هذه الانواع, ويحرص على رعايتها بنفسه مما يدل على وعي الاسر بقيمة وفائدة الزهور.
رعاية
ام فادي ربة منزل تقول ان رعايتها للزهور واهتمامها بها نابع من عشق الانسان لها ويتسابق افراد الاسرة في تقديم الورود الى بعضهم البعض وهو المنظر الذي اعتبره افضل شيء يتمنى الانسان رؤيته ومن خلال تنظيم وتنسيق هذه النباتات يتحول المنزل الى تحفة فنية ترسمها جماليات الزهور والنباتات ولا عجب ان قلت انها تعتبر علاجا نفسيا للانسان وكثيرا ما يحتاج الانسان ان يجلس مع نفسه في ظل ضغوط الحياة اليومية فلا يجد الا الحديقة او حتى البلكونة المحيطة بأنواع الورود ونباتات الزينة التي تشعر الانسان بالراحة.
وتبقى الورود ونباتات الزينة « والمجنونة « لغة تخاطب كل البشر تمتع ناظرهم وتريح انفسهم واعصابهم، وتفتح لمرهفي الحس والشعراء الطريقة ممهدة لقول اعذب الكلام واشهى الحكايات.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]